الانفجار المروِّع!

ثارت ثورة «عثمان» حين علم بذلك … ولولا تليفونه المحمول ما هدأ … فقد اتصل به «حسن» وقال له «باسم» في الضفة الغربية وسيتصل ﺑ «أحمد».

وفي نفس الوقت … كان «أحمد» قد عثر على الغواصة … ورأى من خلال نوافذها مجموعة كبيرة من الرجال عندما رأوه … ثارت ثورتهم … وعلت جلبة محركاتها … وعرف أنهم سيسارعون بمغادرة المكان خوفًا من افتضاح أمرهم.

وتأكد من أنهم لن يتركوه حيًّا.

وما كاد يبتعد عنها بضعة أمتار … حتى سمع خلفه جلبة من الماء … وعندما الْتفتَ إليها … رأى فرقة من الرجال يرتدون بذلات الغوص … ويطاردونه.

وقد كان أسرع منهم في الوصول إلى الشاطئ … والخروج من الماء.

إلا أنهم لم يتركوه … وجروا خلفه بعد أن تخلصوا من ملابس الصيد حتى لا تعرقلهم.

وعن بُعد صاح مناديًا على «عثمان» يطلب منه إدارة السيارة.

وقبل أن يبلغها … كان مجموعة من الرجال يحيطون بها.

ومن خلف السيارة أخذ الرجال يتساقطون الواحد تلو الآخَر … وما إن وصلت إلى آخرهم … لم تجِد منهم أحدًا فقد عادوا جميعًا إلى الماء بعد أن استخدمت معهم «إلهام» أحدث وأشرس فنون القتال.

وبسرعة بدل «أحمد» ملابسه … وحكى لهم ما رآه.

واقترحت «إلهام» عليه أن يتصل برقم «صفر» لإبلاغ الجيش المصري.

غير أنه كان ينتظر لحظة تنفيذ خطته بشوق … وقال ﻟ «عثمان»: ألم يتصل بك «حسن» أو «عتيق»؟

عثمان: نعم … اتصل.

أحمد: وهل لديه أخبار؟

عثمان: عن «باسم»؟

أحمد: نعم.

عثمان: إنه في الضفة الغربية وسيتصل بك.

كان هذا أسعد خبر سمعه «أحمد» فها هو أخيرًا يستطيع أن ينفذ خطته الكبرى وينتقم من سارقي السيارة … والأرض والوطن والتاريخ.

وقام بالاتصال برقم «صفر» يسأله رأيه فيما سيقوم به … فأبلغه موافقته.

ثم قام بإبلاغ «عثمان» و«إلهام» … ولم يصدِّق «عثمان» أن سيارته في بطن هذه الغواصة وأن «أحمد» يهتم بتفجيرها … ورفض الخطة كلها، وطلب من «أحمد» إمهاله بعض الوقت … وسيستطيع أن يقبض على كل مَن بها ويأسرهم … ويستعيد سيارته … ويربح غواصة.

إلا أن «أحمد» ثار في وجهه … فما يقوله ليس منطقيًّا.

ورفض «عثمان» الموافقة على إتمام هذه الخطة.

ولجأ «أحمد» إلى «إلهام» طالبًا منها إقناعه … فلم تجده.

لقد ارتدى «عثمان» بدلة غوص … وذهب إلى الماء.

والآن … لا يستطيع «أحمد» حتى أن ينفذ خطته دون انتظار موافقة «عثمان» لأن وجوده تحت الماء سيعرِّض حياته للخطر.

وبعد ساعة من نزوله إلى الماء … عاد «عثمان» يلهث.

وما إن خلع ملابس الغوص وارتدى ملابسه … حتى طلب من «إلهام» التدخُّل بينه وبين «أحمد» … كي يعذره لما فعل … فهو كان يحب هذه السيارة … فسألته «إلهام» قائلة: والآن؟

عثمان: لقد رأيت ما أقنعني بصواب ما يفعله «أحمد».

وارتاح «أحمد» لهذا القرار … ولجأ إلى الكمبيوتر … وطُلِب منه إعداد برنامج التفجير وازدحمت الشاشة بالبيانات التي ما تكاد تظهر حتى تختفي لتظهر عليها … وبعد ذلك … ظهرت مجموعة استفسارات والإجابة عليها بنعم أو بلا … وقد وافق «أحمد» عليها جميعًا.

وقام بالاتصال ﺑ «حسن أبو عتيق» فعرف أنه في «رفح» … وأن انتظار حضوره قد يعطي فرصة للصيد كي يهرب.

وأخيرًا أعدُّوا كاميرات التصوير … وصعدوا فوق ظهر السيارة … وأعطى «أحمد» إشارة البدء للكمبيوتر، ولم تمضِ دقيقة … إلا وخرج من تحت الماء جسم ضخم … ارتفع في الهواء لأمتار عديدة … ثم سقط في الماء … وحوله سقطت أشلاء كثيرة تناثرت هنا وهناك.

وارتدى «أحمد» و«عثمان» ثياب الغطس … وتركا «إلهام» تحمي السيارة …

فقالت لهم: إنكم تريدون الغوص الآن لأنكم تعرفون أن الماء دافئ من تأثير الانفجار.

فضحك «أحمد» طربًا وقال لها: المهم ألا ينضجنا هذا الماء الساخن.

إلهام: ولماذا تريدون الغوص؟

عثمان: نريد الاطمئنان على معدات كانت بالسيارة.

إلهام: وهل أتصل برقم «صفر» أبلغه … أم أنتظر عودتكم؟

أحمد: لا، من فضلكِ اتصلي به.

ولكنها لم تفعل … فقبل أن تسجل رقمه على لوحة مفاتيح تليفونها … سرت الموسيقى تنطلق منه.

وعندما ضغطت زر الاستقبال … عرفت أنها رسالة.

وحين قرأتها … أصابتها الدهشة؛ فقد كانت تقول: «لقد تمَّت العملية كما كان مخطَّطًا لها تمامًا. أهنِّئكم! رقم «صفر».»

ولزم الثلاثة الصمت، ولم يعلِّقوا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤