محروم١

أخا الأقلام والشطبِ
وموئلَ كل ذي أدب
لأنك يوم تشتدُّ الرَّ
زايا مفزع العرب
فتاهم بالمحبة أنـ
ـت لا بالجاه والحسب
ورايتهم إذا شدُّوا
على باغٍ ومغتصبِ
يفدُّونك بالدنيا
بكل أخ وكل أب

•••

حببتك قبل أن ألقا
ك محمولًا على طربي
وما لي مأرب إلا
لقاك، وجلَّ ما طربي
فأنت معوِّل الأفها
م يوم الشك والريب
حببتك نغمة عذبت
على ثغر الهوى الرطب
وعقلًا هانئ اللفتا
ت مهما كان من صخب

•••

وها أنا منذ ما أنا في
ذمام فنائك الرحب
تنقَّل بي السجايا الغر
من عجب إلى عجب
فما أعجب عن بعد
وأدهش فكر مرتقب
يقل بجنب ما يبدو
لراءٍ دونما حُجُب
وليس الورد للوارِ
دِ من بعد كمن كثب

•••

أمحروم! فدتك الرو
حُ ما الحرمان للشهب
تعالت لا تنال، ولو
بظن طوارق الكرب
لها الدنيا تدور بها
فمن فلك إلى قطب
وما في الأرض من زهر
وما في اليم من عبب
وما يسرح في الأجوا
ءِ من لون ومن لهب
أهذا البعد ما يشقيـ
ـكَ خلف مطارح السُّحُب
وإشراق على الآفا
قِ لم تبرحْ، ولم تَغِبِ
فديتك، هل بطبع الضو
ءِ شيئًا غير منسكب؟
ويسأل عن رفاء النا
رِ فيه لبثِّهِ الأرب
وعما تستطيب الزهـ
ـر من سلساله الخصب
وهل يجفو إذا جحدت
فيلفى غير منسرب
أهالَكَ أن يبثك من
يبثك حب مكتنب؟
حببتك شاعرًا غَرِدًا
أتى الدنيا بلا أرب
يولِّهه الجمال الطلـ
ـق في الأحداق والشنب
وفي الأغصان في الأورا
قِ والأوداء والهضب
يهلُّ على الضياء سنى
ويعجز خمرة العنب
وإنسانًا أخًا للنا
سِ في هممٍ وفي وصب
يكفكف دمع منتحب
ويثلج صدر مكتئب
كأن جراحهم تدميـ
ـهِ ما عصيت ولم تطِبِ

•••

فكن من أنت، حسبك ذا
كَ من غر ومن نسب
نعلك ما يثوب إذا
وفاء الناس لم يثب
١  مهداة إلى الأمير عبد الله الفيصل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤