الفصل الثاني والعشرون

داخل قبو المخزن

كان من المستحيل أن تعجز ميرابيل ليستر عن إدراك حجم الخطر الجَسيم الذي يُحيط بها. أما عن سبب عداوة أوبيرزون لها، والغرض وراء حِرص هذا الرجل على إبقائها تحت ناظِرَيه، فهذا ما لم تستطِع تخمينه. كان من المطمئنِ أن تستيقظ في الصباح الباكر، مثلما فعلت، لتجد جوان نائمةً معها في الغرفة ذاتِها؛ كانت تمتلك أسبابًا عديدة تجعلها لا تثقُ في هذه الفتاة، ولكن كان هناك شيءٌ في هذه الفتاة، ذات الوجه الشبيه بالدُّمَى، جعلها تطمئنُّ لها.

كانت جوان مستلقية على الفراش بكامل ثيابها، وعندما سمعت صريرَ الفراش، استدارت ونهضت، وهي تضبط تنورتها.

سألتها: «حسنًا، ما رأيك في بيتك الجديد؟» على نحوٍ مَرِح، رغم القلقِ الذي سيطر عليها، وفشَلِ محاولات مونتي طمأنتَها.

ردَّت ميرابيل بجفاء: «لقد رأيت أفضلَ من ذلك.»

«أُراهن أنكِ فعلتِ!» بسطَت جوان ذراعَيها وهي تتثاءب؛ ثم فتحت إحدى الخزائن، وملأتْ مجرفةً بالفحم وألقته داخل الفرن، وأغلقت الباب الحديدي. وقالت بدعابة: «هذه مهمتي؛ أن أُبقيكِ دافئة.»

«إلى متى سأظل هنا؟»

جاءتها الإجابة المفاجئة: «خمسة أيام.»

سألتها ميرابيل بفضول: «ولِم خمسة أيام؟»

أجابتها جوان: «لا أعلم. لعلهم سيُخبرونك.»

أدخلت المقبس في الحائط، وشغلت موقدًا كهربائيًّا صغيرًا. وغابت، ثم عادت ومعها غلاية وضعتها فوق فوهة الموقد.

قالت في ابتهاج، تأكدتْ ميرابيل الآن أنه مصطنَع: «ربما لا نحظى بمنظر رائع، ولكن الطعام جيد.»

«لا ريبَ أنَّكِ في صف هؤلاء الرجال — دكتور أوبيرزون ونيوتن، أليس كذلك؟»

صحَّحت لها جوان قائلة: «تقصدين السيد نيوتن.» وتحدَّثت بغموض قائلة: «أجل، أنا خطيبته. وسوف نتزوج عندما تتحسَّن الأوضاع قليلًا، ولا تنزعجي مني لأنني ساعدتُ في إحضارك إلى هنا. أخبرني مونتي كلَّ شيء. لن يمَسُّوكِ بأي سوء.»

بدأت ميرابيل بالحديث متسائلةً: «فلماذا إذن …»

قاطعتها جوان قائلةً: «سيُخبرك العجوز، عاجلًا أو آجلًا، أو … أو … حسنًا، إن مونتي لا دخل له بهذا الأمر؛ هو فقط يُطيع أوبيرزون مكرهًا.»

وافقتها ميرابيل في أمرٍ واحد فقط؛ وهو أن التماديَ في توجيه الاتهامات ولومِ الفتاة على خيانتها العظمى لم يكن إلا مَضيعةً للوقت. ففي النهاية، إن جوان ليست مَدينة لها بالولاء، فهي منذ البداية لم تكن إلا أداةً استخدَموها لاحتجازها. ولم يكن من المنطقيِّ أن يُعاتب السجينُ حارسَ السجن.

سألت الفتاة، وهي تُراقبها في أثناء إعدادها الشاي: «كيف وصلتِ إلى مثل هذا المستوى وفِعل هذا النوع من الأمور؟»

سألتها جوان: «ومن أين أتيتِ بعبارة «هذا النوع من الأمور»؟» وتابعَت: «إن كنتِ تظنين أنني قضيتُ حياتي في رعاية الإناث، فأنت مخطئة. أنت خائفة، أليس كذلك؟»

نظرت إلى ميرابيل، وهزَّت الفتاة رأسها نافية.

«لست خائفة.»

اعترفَت لها جوان قائلةً: «يجدر بي أن أكون خائفة.» ثم سألتها: «هل تُمانعين في إضافة الحليب المكثَّف للشاي؟ فلا يوجد غيره. نعم، يجدر بي الاختباء تحت الطاولة؛ فأنا أعلم أوبيرزون.»

قالت ميرابيل بحماس: «لو كنت مكان أوبيرزون، لكان عليَّ الاختباءُ في حفرة عميقة لئلا يجدَني رجال العدالة الأربعة.»

ردَّدت الفتاة بسخرية: «رجال العدالة الأربعة!» ثم تبدَّلت ملامحها. وسألت: «هل هم مَن جلَدوا جيرتر؟»

لم تسمع ميرابيل بهذا العمل البطولي، ولكنها أشارت برأسها إيجابًا.

وسألتها باهتمام: «هل هذا صحيح؟ هل يعلم جيرتر أنهم أصدقاؤك؟»

«أنا لا أعرف جيرتر.»

«إنه الرجل الذي كنتِ ترقصين معه تلك الليلة … اللورد … لقد نسيتُ بأي اسم دعَوناه.» ثم تحدثتْ بهمسٍ قائلة: «لأنه، إن علم، يا عزيزتي، فسيُصبح هناك شخصان عليكِ توخِّي الحذر الشديد منهما. فإن جيرتر مجنون تقريبًا. لطالما صرَّح مونتي بذلك. وهو كذلك يتعاطى المخدرات، وهناك أوقاتٌ يتحول فيها إلى ذئب متوحش وليس ببشَري على الإطلاق. أعترف بأنني … أخشاه.» ثم غيَّرتْ مجرى الحديث فقالت: «ولكنهم على أي حال ليسوا بأربعةِ رجالٍ للعدالة. فعددهم لم يتجاوَز الثلاثة منذ سنوات. بعد أن قُتل أحدهم في بوردو.» ثم قالت مستهزئةً: «إنها مَدينة لا أودُّ أن تشهَد مقتلي.»

تبِع ذلك فترةٌ من الصمت فتحَت خلالها علبة معدِنية مغلقة بإحكام، وأخرجت منها كعكة صغيرة، ووضَعتْها على الطاولة، وقطعتها إلى شرائح.

سألتها: «كيف يَبْدون؟» ومن الواضح أن خلال فترة الصمت دارت أفكارُها حول رجال كورزون ستريت. «يقول مونتي إنهم مجرد محتالين، ولكنني لست واثقةً ما إذا كان مونتي يُخبرني بكلِّ ما يدور في رأسه. إنه خائفٌ جدًّا لدرجة أنه طلب مني الاتصالَ بهم ومقابلتَهم؛ فقط لأنهم أمَروه بذلك — وهذا التصرف لا يَصدر عن مونتي. لقد ارتكَبوا جرائمَ قتل من قبل، أليس كذلك؟»

أومأت ميرابيل برأسها.

«وأفلَتوا بفعلتهم؟ لا بد أنهم أذكياء.» بدَت علامات الإعجاب على جوان. «ومن أين يحصلون على أموالهم؟»

لطالما انشغلَت جوان بهذا الأمر.

وعندما شرحَت الفتاة الأمر، أبدت الأخرى إعجابَها الشديد. لأنها رأتْ أن تمكُّنهم من ارتكاب جرائم القتل والإفلات من العقاب، أمرٌ جدير بالإعجاب؛ ولأنهم من أصحاب الملايين فقد جعلَهم هذا في مكانة منفردة.

قالت لها جوان: «لن يمكنهم العثورُ عليك هنا أبدًا». وتابعت: «فلا يوجد مخلوقٌ يعلم بشأن هذا القبو. كان هناك ثمانيةُ رجال يعملون هنا، في فرز جلود القِرَدة، وماتوا جميعًا. أخبرني مونتي بذلك. وقال إن هذا المكان ينخفض عن مستوى سطح القناة، وبإمكان أوبيرزون إغراقُه في خمس دقائق. يعتقد مونتي أن الرجل العجوز كان يُفكر في إدارة مصنع مزيف ها هنا.»

سألتها ميرابيل، بفمٍ فاغر: «ماذا تقصدين بهذا؟»

«مزيَّف، مغشوش، صوري. ليس مشروعًا إنجليزيًّا؛ وإنما على مستوى أوروبا. كان سيفعل ذلك إذا زادت الأمورُ سوءًا، ولكن لا شك أنك تسبَّبت في قلب الموازينِ كافَّة.»

وضعت ميرابيل كوبها.

وقالت، وهي تُحاول تمالُكَ ضحكتها: «هل يتوقع أن يجنيَ المال من ورائي؟»

أومأت الفتاة برأسها بجدية.

«هل يعتقد أنني أمتلك أموالًا طائلة؟»

«إنه واثقٌ من ذلك.»

كانت جوان أيضًا واثقةً من ذلك. كانت اللهجة التي تحدَّثتْ بها توحي بذلك.

جلست ميرابيل على الفِراش، ولم تتمكن من الحديث جرَّاء الدهشة التي أصابتها. لم يكن وضعُها الماليُّ خفيًّا. لديها ما يُدِرُّ عليها بالكاد دخلًا سنويًّا زهيدًا، وتمكَّنت من توفير احتياجاتها الأساسية من إنتاج المزرعة. وكان الفشل في جعْل المزرعة مصدرًا للربح، هو الدافعَ وراء حصولها على الوظيفة الجديدة في لندن. وألما أيضًا لديها دخلٌ سنوي بسيط؛ فالمزرعة مِلكٌ للفتاة، لكنها لا تمتلك شيئًا بخلاف هذه الإيرادات. ولم يكن هناك حتى احتمالٌ ضئيل بأن تصبح وريثة. فوالدها رجلٌ فقير نسبيًّا، أما رحلاته المتعددة إلى أنحاء العالم سعيًا وراء المعرفة، فكانت بدعمٍ من الجمعيات العلمية التي ينتمي إليها؛ وكانت أرباح نِتاجه الأدبي لا تُذكر؛ ولم تَلْقَ مؤلفاته رَواجًا كبيرًا. وتتبعَت سلالة أسلافها وصولًا إلى سابع جَد؛ وأحصَت أعمامها وعماتها، ولم تجد بينهم رجلًا أو امرأةً واحدة، ذهب إلى أمريكا وحقَّق ثروةً طائلة، كما هو الحال في أغلب كتب الحواديت.

قالت: «هذا سخيف!» وأضافت: «فأنا لا أمتلك نقودًا. وإن احتجزني السيد أوبيرزون من أجل الحصول على فِدية، فلن يجنيَ نقودًا تزيد عن المائة!»

قالت جوان: «يحتجزُك للحصول على فِدية؟» وتابعت: «لا أفهمُ ما تقولين. ولكنكِ ثرية لا ريب؛ هذا ما يُمكنني قوله لكِ. مونتي يقول ذلك، وهو لا يكذب عليَّ.»

كانت ميرابيل في حَيرة من أمرها. لأنه يكاد يكون مستحيلًا أن يرتكب رجلٌ بذكاء أوبيرزون، بما يمتلكه من مصادر للمعلومات، خطأ كهذا. لكن جوان كانت تتحدث بجِدية بالغة.

قالت: «لا بد أنهم خلطوا بيني وبين شخص آخر»، ولكن جوان لم تُجِبها. كانت جالسةً في وضعية المنصِت، وعيناها موجَّهتان نحو الباب الحديدي الذي يفصل غرفةَ نومهما عن القبو الكبير. حيث سمعت صريرَ السحارة وهي تُفتح وصوتَ أقدام تنزل السلَّم.

نهضت ميرابيل فور دخول أوبيرزون. كان يرتدي رداءه الأسود، وقبعته المطرزة مُزاحةً إلى مؤخرة رأسه، وجعله الحذاء الواقي من المطر الذي يُغطي قدميه والمغطَّى بالوحل، يبدو بمظهرٍ متناقض، كان من الممكن في ظل ظروفٍ أخرى أن يدفعها إلى الضحك. حيَّاها بانحناءة رسمية.

وحادثَها قائلًا: «هل نمتِ جيدًا، يا سيدتي الكريمة؟» ودُهِشَت عندما أمسك يدَها الباردة وقبَّلها.

خالجَتْها مشاعرُ النفور والزيف التي تملَّكتها في رقصةِ تلك الليلة عندما حيَّاها جيرتر بالطريقة ذاتِها.

نظر في أرجاء الغرفة بارتياح وقال: «إنه مكانٌ جميل، يُناسب الشباب وكبار السن». وتابع: «ها هنا كنتُ سأنعم بقضاء حياتي في قراءة كتبي، والاستغراق في التفكير، ولكن» بسَط ذراعيه وهزَّ كتفيه قائلًا: «ما باليدِ حيلة! فأنا رجلُ أعمال، ولديَّ مسئوليات هائلة في كل بقاع العالم. وأنا رجل ثري، أيضًا، أكثر مما تتخيَّلين! وأمتلك متاجرَ في جميع أنحاء العالم، ويتقاضى آلافُ الرجال والنساء رواتبَهم مني.»

تساءلت، عن سبب إخباره لها بذلك كلِّه، فما الداعي وراء سردِ هذه الحقائق بصوتٍ رَتيب. فمن المؤكد أنه لم يأتِ ليؤكد سلامة وضعه المالي!

قالت: «أنا لستُ مهتمةً كثيرًا بعملك يا سيد أوبيرزون، لكنني أودُّ معرفة سبب احتجازي هنا. بالتأكيد، إن كنتَ بهذا الثراء الفاحش، فأنت لا تتَّخذني رهينةً مقابل حصولك على فدية.»

بدا متحيرًا، وقال: «من أجل فدية؟!» وأضاف: «ما هذا الهُراء. هل أخبرَتك تلك الفتاةُ بهذا؟» وأشار إلى الفتاة وقد استشاط غضبًا.

أجابته ميرابيل سريعًا حتى لا يغضبَ من رفيقتها: «لا، إنه تخميني.»

«أنا لا أحتجزك لأجل الحصول على فدية. أنا أحتجزك، يا سيدتي الجميلة؛ لأن رؤيتَكِ تَسرُّني. ألا يقول هاينه: «إنَّ جمال المرأة يُهدِّئ الروح»؟ ينبغي أن تقرَئي كتابات هاينه؛ إنه طائش، ولكن ينتج عن رعونته العديدُ من الأفكار الذكية. والآن أخبريني، يا سيدتي الجميلة، هل لديك كل ما ترغبينه؟»

قالت: «أريد الخروج. لا يمكنني البقاءُ تحت الأرض في هذه الغرفة دون أن يُشكل ذلك خطرًا على صحتي.»

«ستخرجين قريبًا.» وانحنى انحناءةً رسمية مرة أخرى، ثم مشى بتثاقلٍ نحو المِدفأة. وبالخلف كان هناك صندوقان مغطَّيان باللباد الأخضر، رفع أحدهما برفق. وقال بإنجليزيته المتواضعة: «ثَمة أسرار لا ينبغي عليكِ التطفلُ لمعرفتها.» وتابع: «إنها أكثر المواد الكيماوية فتكًا. فإن لمسةً من شخص جاهل قد تتسبَّب في انفجارها — هل فهمتِ؟»

خاطب ميرابيل، التي لم تفهم ولكنها لم تُجِب.

«لا بد أن تظل دافئةً لهذا السبب. سآخذ إحداهما، وأترك الأخرى. ممنوع لمسها — هل هذا مفهوم؟» ونظر إلى جوان وسألها: «ألم يُخبركِ صديقي العزيز بذلك؟».

قالت: «أفهم جيدًا». وتابعت: «اسمع، يا أوبيرزون؛ متى يُمكنني الخروج في نزهة؟ فهذا المكان يُثير أعصابي بالفعل.»

«الليلة ستتريَّضين برفقة السيدة الجميلة. وسأرافقكما بنفسي.»

سألته ميرابيل مرةً أخرى: «لماذا أنا هنا، يا سيد أوبيرزون؟»

قال أوبيرزون، وهو يضع الصندوق الأخضر تحت ذراعه: «أنت هنا لأنك في خطر.» وتابع بينما يهزُّ رأسه مع كل كلمة: «أنت في خطر داهم للغاية. هناك رجالٌ محدَّدون، ذَوو أسوأ سمعةٍ على الإطلاق، يُخطِّطون لإنهاء حياتك. إنهم مجرمون، وماكرون، وأذكياء — ولكنهم ليسوا في مثلِ مكر أو ذكاء دكتور أوبيرزون. ولكنني لن أتركَك للوقوع فريسةً في أيديهم؛ لذلك أبقيكِ هنا، يا آنستي الصغيرة. عِمتم صباحًا.»

انحنى من جديدٍ انحناءةً رسمية وخرج، وعلا صوتُ الباب الحديدي المرتطم خلفه. وسمعتاه وهو يصعد السلَّم، وسمعتا صوت السحَّارة وهي تُغلق، وصوت البراميل، التي علمت جوان أنه لا بد صوتُ دحرجة البراميل الأسمنتية الموضوعة فوق السحارة.

قالت جوان بمرارة: «إنه رجلٌ ضئيل لطيف، أليس كذلك؟» وتابعت: «هو وموادُّه الكيميائية!» وحدَّقت في الصندوق المتبقِّي. وقالت: «لو كنت واثقة من أنها لن تنفجر، لحطَّمتها إلى قطعٍ صغيرة!»

في وقتٍ لاحق، أُخبِرت السجينة بهوس أوبيرزون؛ وإنفاقه الوقتَ والمالَ بحثًا عن إكسير الحياة.

قالت بجدِّية: «يظن مونتي أنه سيَجدُه». وتابعت: «هل تعلمين أنَّ هذا العجوز استخلص بهريز طهي ثور كامل وعبَّأه في علبةٍ حجمُها نصف لتر فقط؟ كان هناك ملكٌ في أوروبا — لا أتذكَّر اسمه — فعل الأمرَ ذاتَه، لكنه ليس بهذه القوة. يقول مونتي إن أوبيرزون نادرًا ما يتناول الطعام — فقط ملعقة صغيرة من هذا البهريز تَكفيه طوال اليوم. ويقول مونتي …»

وطوال هذا الصباح الكئيب، اضطُرَّت الفتاة إلى سماع، دون إنصات، أقوال مونتي الحكيمة وأفعاله الذكية؛ وبين الحين والآخر تبتعد عيناها عن الصندوق المغطَّى باللباد الأخضر الذي يحتوي على «أفتك المواد الكيميائية»، وتساءلت عن احتمالية وقوعِ ما يُبرر، في أسوأ الظروف، استخدامَها لهذه القُوى المخيفة من أجل تحرير نفسها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤