الفصل الأول

الجزء الأول

(ي (مي))
ي (إلى ي) :
§يا دهر صبري قد وهى
لكن عذابي ما انتهى
مظلومةٌ زاد النوى
بعذابها فارفق بها§١
… أشكو ودهري لا يرِقُّ لشاكِ
والقلب منجرحٌ وطرفي باكِ
أظهرتَ لي يا دهر لذَّات اللقا
وسترتَ شؤم الهجر عن إدراكي
فغدوتُ جائلةً بميدان الهوى
وجهلتُه فوقعت في الأشراكِ …٢

الجزء الثاني

(ي (مي) – س (هوراس))
س (إلى س) :
§لكل ليثٍ حُمامِ
يلذُّ كاس الحِمامِ
أما الجبان فعنه
يفرُّ مثل الحَمامِ
ليس الغني ذا اقتدارِ
وما البهي ذا افتخر
بل من يرى الموت حُلوًا
في الحرب تحت الغبارِ§٣
س (إلى ي) : أترين يا شقيقتي مي كيف أن خطيبك كورياس أظهر أنه في الحقيقة من أشجع الناس؛ لإنه عند سماعه بحدوث الحرب والكفاح، وذلك أمس مساءً، داخله الفرح والانشراح، وتأهَّب وسار من مدينته ألبا حتى وصل إلى رومية في هذا الصباح. وعن قليل يحضر إلى هذا المقام، وهو الآن في ساحات الصدام، منتظر وفود عساكر مدينته، ليشبوا نار الحرب ذات الضرام، ويشنُّوا الغارة على عساكرنا الرومانيين، فعليك إذًا أن تطلبي الانتصار لمدينتنا رومية من مارس إله الحرب ومن الآلهة أجمعين.
ي (إلى ي) :
§دهري نظير الصخور
قاسٍ ونفسي خضرا
إن جاءنا بسرور
يومًا فيُحزن شهرا
س (إلى ي) :
كُفِّي الأسى واستجيري
بالصبر، فالصبر أحرى
ي (إلى س) :
ترى الجميع نظيري
س (إلى ي) :
الله بالناس أدرى§٤
ي (إلى س) : تشيرُ عليَّ بالصبر، وما الصبر لي بصاحب، فمن جرى هذه الحروب بات قلبي رهين النوائب، فإنه في الليل الماضي قد تراكمت عليَّ بهذا الخصوص الأحلام، فأيقنت أن لا بدَّ أن تداهمني بليَّةٌ عظيمةٌ في هذه الأيام.
س (إلى ي) : أنا لا أرى في هذه الحروب ما يدعو إلى الحزن والأسف، بل بعكس ذلك، إنِّي أراها سببًا لاكتسابنا الفخر والشرف؛ ولهذا ترينني بكل شوقٍ منتظرًا حدوث الحرب لأنال الجاه العظيم بمعاطاتي الطعن والضرب، وها أنا ذاهب أُحضِّر السلاح، لأنحدر حالًا إلى ساحات الكفاح.

الجزء الثالث

(ي (مي))
ي (إلى ي) :
§يا لقهري ما احتيالي
قلَّ صبري واحتمالي
آه من جور الليالي
آه من جور الغرام
للهوى جدُّ اهتمامي
فابتلاني بالسِّقامِ
ليت لا كان غرامي
كان قلبي في سلام§٥

الجزء الرابع

(ي (مي) – ن (روجينا))
ن (إلى ي) : ما بالكِ يا سيِّدتي تزيدين في حزنكِ ونحيبكِ، وقد كان الأجدر أن تفرحي لما بشَّرك به أخوكِ هوراس من قدوم حبيبك، ولقد سمعته من داخل يُبشرك بحضور خطيبك كورياس، ثمَّ رأيته دخل إلى محل الأسلحة، فحضرتُ لأهنيك بهذه البشارة المفرحة؛ فقد عجبتُ لتأسُّفك وتوجَّعت لتلهفك.
ي (إلى ن) : إن قلبي لفي خفقان عظيم؛ فإن هذه الحرب بين رومية وألبا قد أوقعتني في قلق جسيم، وأنا داخلة إلى مخدعي لأريح قلبي في الخلوة عسى يتصبَّر، فإذا جاء كورياس فاستدعيني حالًا لأحضر.

الجزء الخامس

(م (ملكة) – ن (روجينا))
م (إلى ن) :
§أنتِ روجينا أعلميني
هل أتى بعلي أخبريني
ن (إلى م) :
قد أتى من قبل حينِ
ومضى يجلي السلاحْ
م (إلى م) :
آه ما هذي المصائب
لم يزل دهري يحارب
قد رمى والسهم صائب
فشكا قلبي الجراحْ§٦
ن (إلى م) : وأنتِ أيضًا يا سيِّدتي ملكة، أراكِ حزينة مرتبكة، وما علمتُ ما هو السبب، فعجبت كل العجب، ومثلك سيِّدتي مي، فقد لاحظتُ أنها من حزنها لا تعي على شيء، مع أن أخاها بعلك هوراس بشَّرها بقدوم خطيبها أخيك كورياس، فاشتدَّ لذلك قلقي وبلبالي، فأعلميني ما الخبر، عسى أن يستريح بالي.
م (إلى ن) : كأنكِ يا روجينا تجهلين الحرب التي ستُصلى نارها بين المدينتين بعد حين، فمن جهةٍ أخاف على بعْلي وعيلته من عساكرنا الألبيين، ومن الجهة الثانية أخاف على أخوتي وعيلتي من العساكر الرومانيين، وهكذا مي، فإن عليها من الخوف ما عليَّ، أسأل الآلهة أن تنظر إليها وإليَّ.
ن (إلى م) :
… ذا أكيدٌ لكنما الصبر أولى
ومع الصبر مُرُّه يحلو
م (إلى ن) :
ليس للصبر من سبيل فما لي
غير نوحي فذاك لي أهلُ#٧

(يُسمع صراخ الفوارس من الميدان.)

الجزء السادس

(م (ملكة) – ن (روجينا) – ﻫ (هوراس))
ن (إلى م) : اسمعي اسمعي، صراخ الفرسان.
س (إلى م) : كأن عساكر ألبا وصلوا إلى الميدان، ولا بدَّ أن يكون من جملتهم أبوكِ وأخوتكِ، فينبغي أن أمضي الآن وأكلِّفهم الحضور إلى هذا المكان؛ كي يستريحوا برهةً من الزمان، ريثما تكون صدرت أوامر رؤساء الحرب بالضرب والطعان، ولكن ما لي أراكِ حزينة كئيبة.
م (إلى س) : ومن يا تُرى لا يحزن لحدوث مثل هذه المصيبة، غير أني يا مولاي أرجو أن تفيدني ما هو سبب الحرب بين رومية وألبا في هذه الأيام.
س (إلى م) : اعلمي أن طمع كلٍّ من ملِكي رومية وألبا سبب هذا الخصام؛ فكلٌّ منهما لاح بخاطره أن يجعل الآخر تحت طاعة أوامره، وأنت تعلمين أن مشكلًا كهذا لا ينتهي إلا قهرًا واغتصابًا وجبرًا؛ ولذلك أيضًا أسبابٌ أخرى أخبرت بها أمس شقيقتي مي بالتمام.
س (إلى م) : يا روجينا، أين هي مي الآن، إنِّي لا أراها في هذا المقام.
ن (إلى س) : دخلت مخدعها.
س (إلى ن) : لا ينبغي أن تتركيها وحدها، فادخلي واستدعيها، وحدِّثيها بما يُسلي خاطرها ولاطفيها.
س (إلى م) : وأنتِ أيضًا يا ملكة، خففي عنكِ هذه الهموم والكروب، وادخلي إلى الجوَّا أعدِّي لنا المأكول والمشروب، فسأحضر عن قليلٍ مع والدكِ وإخوانكِ، فاظهري لهم نخوتك ولا تدعيهم يطَّلِعون على أحزانك؛ فهذا مما يضرُّ بشاني وبشانك.

الجزء السابع

(م (ملكة))
م (إلى م) :
§من مجيري يا تُرى
فوق الثرى
مثل حزني هل يُرى
ويلتي مما جرى
بين الورى
أحمرًا دمعي جرى
أيها العين اذرفي
دمعًا وفي
علَّ ناري تنطفي
علَّ دهري يكتفي
بل يشتفي
إن شجاه تلفي§٨

الجزء الثامن

(ي (مي) – ن (روجينا))
ن (إلى ي) : ولربما تبطُل الحروب في هذه الأيام، فنحصل على السلام، ويتمُّ غدًا اقترانك بكورياس، كما كان الكلام، و…
ي (إلى ن) : اصبري قليلًا لنرى مَن هذا الآتي إلى هذا المقام.
ن (إلى ي) (روجينا تلتفت) : هذا قيصر.
ي (إلى ي) : آه يا ويلاه!
ن (إلى ي) : لماذا تتأوَّهين؟
ي (إلى ن) : لا أطيق أن أراه.
ن (إلى ي) : لا ينبغي يا سيِّدتي أن تظهري له كالأول الجفا والخصام، فما هو إلا من أعيان رومية الكرام، وعند الملك وأهل بلاطه فهو مسموع الكلام.
ي (إلى ن) : أنا لا أظنني قادرة على أن أكالمه، وأسايره وأنادمه، ولا سيَّما أني أخاف أن يحضر كورياس ويراه هنا، فيتسبَّب لي العنا.

الجزء التاسع

(ي (مي) – ن (روجينا) – ق (قيصر))
ق (إلى ي) :
#أيا من على طول الزمان بحبها
أسيرُ أسيرًا فاصطباري قد ولَّى
صباحٌ سعيدٌ أنتِ زدتَ بهاءه
بنور جبينٍ كالهلال إذا هلَّا#٩
ن (إلى ق) : أسعد الله صباحكَ ولا زلتَ في عز وأمان.
ي (إلى ي) : يا ويلاه! من أين أتانا الآن هذا الشيطان؟
ق (إلى ي) :
#أيا من إذا سلَّت من الجفن مرهفًا
كيف أخيها تُرهب الأنس والجنَّا
دعي عنكِ هذا الصدَّ وارثي لحالتي
ورِقي لصبٍّ من صدودك قد جنَّا#١٠
ي (إلى ي) : كيف العمل مع هذا الإنسان؟
ن (إلى ي) : ما دمتِ تعاملينه بالجفا، فلا يذهب من هذا المكان.
ق (إلى ي) :
#ومعرضةٍ عني أهذُّ بذكرها
إذا لاح صبحٌ أو إذا غسقٌ جنَّا
أجود بمالي بل بروحي دونها
وتبخل حتى بالجواب على المُضنى#١١
ي (إلى ي) : يا ألله، ماذا أفعل إذا أتى خطيبي كورياس بهذا الوقت، ونظر هنا هذا الشخص الذي برؤيته يسبب له الكراهية والمقت.

(قيصر يتقدم إلى مي فتنفر منه.)

ق (إلى ي) : ما هو ذنبي يا بهجة الممالك حتى تعامليني بهذا الجفا، أحسني فيَّ قليلًا سوء ظنك، فما جرى لي كفى.
ق (إلى ي) :
يا فاتني قد فاتني منك الرضا
فتسعَّرت في مهجتي نار الغضا
ي (إلى ي) :
*كيف احتيالي يا إلهي المشتري
فلقد فقدت تجلُّدي وتصبُّري
ق (إلى ي) :
*كُفي سِهام جفاكِ
إنِّي قتيل هواكِ
ي (إلى ي) :
*من يرتضي ذا القولا
من مثلهِ … لا حولا … §١٢
ق (إلى ي) :
#حتَّمَ قلبي في المحبَّة صابرُ
وإلى متى بالصدِّ قلبك جائرُ
يا من غزتني أسهمٌ من لحظها
وحسامُ جفنيها لكبدي باترُ
في طين جبلتكِ الجمالُ قد استوى
وبطينتي جُبلَ الغرامُ الوافرُ
تُحصي الحصى تفني الدهور بأسرها
وجميل وصفكِ عنه كلَّ الشاعرُ
فعن الغنا وعن الغنا أنا في غنى
إذ في بهاكِ يقرُّ مني الناظرُ#١٣
§يا من لها جيدُ الغزال تلفَّتي
عطفًا عليَّ ولا تزيدي لهفني
يا من تنحَّت عني
ماذا بدا لك مني§١٤
§أفديك عيني فروحي
ومنك أرجو الأمان
آه يا روحي
منِّي بوعدٍ أمين
دومي بعيشٍ فروحِ
والمُستهام مهان
آه يا روحي
جفاك أمرٌ مهين§١٥
ي (إلى ن) : أفٍّ، ما عاد لي جَلَد على هذه المداعبة، بل لم يبقَ لي اصطبار على احتمال هذه المحاربة.
ن (إلى ن) : وها أنا أيضًا معكِ ذاهبة.
ق (إلى ق) :
§إن شئت حتفي فروحي
وفارقي ذا المكان
آه يا روحي
ما عاد صبري يعين§١٦

الجزء العاشر

(ق (قيصر))
§آه ما هذا الجفا
منه جسمي تَلفا (يبهت متفكِّرًا)
مثلي يذلُّ الغرامُ
أنا السريُّ الهُمامُ
قلبي جفاه السلامُ
وزاد همي الهُيامُ
ما هذا الغضب
ما نلت الأرب
بل بعد التعب
ما تم قطُّ المرامُ
جافاني الطرب
وافتنى الكُرَب
مذ بدري غرب
وحلَّ فيَّ السقامُ§١٧

الجزء الحادي عشر

(ق (قيصر) – ن (روجينا))
ن (إلى ن) : كيف السبيل إلى إخراجه من هذا المكان؟ فإني أخاف أن يصل كورياس الآن ويراه، فأقع أنا وسيدتي تحت السخط والهوان.
ق (إلى ق) :
§وا حرقتي ما احتيالي
لكي أنال الأمل
قد جار الغرام
وشفَّ جسمي السَّقام
في العشق أضنيت حالي
ويلاهُ كيف العمل
ن (إلى ق) :
دع هذا الكلام
وخلِّ سبل الهُيام§١٨
ق (إلى ن) :
§ذا كلامٌ لا يصيرُ
ليس لي فيه اقتدار
ن (إلى ق) :
إنما الله بصير
فارجُ منه الانتصار
ق (إلى ق) :
هل مجيرٌ هل نصيرُ
منقذٌ من ذا الدمار
فلقد ساء المصيرُ
لم يعُد عندي اصطبار
آه من جور حبيبي
ظالمٌ ليس يلين
ليس يُصغى لنحيبي
وحنيني والأنين
كان لي خير طبيب
لو شفي دائي الدفين
إنما ليس نصيبي
أن أراه لي معين§١٩
لا بدَّ لي من أن أقصد كورياس حتى ألقاه في هذا النهار، وأبطش به، وأجعله مطعمًا للنار؛ فليس غيره يمنعني من بلوغ مرغوبي وإدراك مطلوبي، فإذا قتلته انتهى الأمر كله إليَّ، ولم يبقَ من مزاحم لي ولا رقيبٍ عليَّ، وبلغت ما في نفسي من الحصول على مي.

الجزء الثاني عشر

(ي (مي) – ن (روجينا))
ن (إلى ن) :
… يا ويل من أَلِفَ الهوى فهو الهوا
ن وذَلَّ من قد لذَّ في ذُلِّ الهوى
كالشمع فوق النار يُسلى دائمًا
أو كالسفينة حين يضطَّرب الهوا …٢٠

(مي تدخل متنصتة.)

… إن الغرام مزيل قدر الأوجَهِ
ولو انهُ بذُرى الفخار وأوجِهِ
ي (إلى ن) :
إن المحبَّة في الفضائل أصبحت
تمتاز فضلًا إذا غدت بالأوج هي
ن (إلى ي) :
نعَم المحبَّة رأس كل فضيلة
لكنها ليست بكل الأوجهِ
ي (إلى ن) :
ذا أعلنته ذوو الحجى وبكتْبهم
أيضًا نراه مسطَّرًا في الأوجُهِ
ن (إلى ي) :
حب القريب علي طهارة نيةٍ
ليس التصبُّبُ في حِسان الأوجُه#٢١
ي (إلى ن) : أفٍّ أفٍّ، كم أنتِ عنيدة، مع كونكِ عن الصواب بعيدة … ما لنا وهذا الكلام، افهميني بأية طريقة أخرجتِ قيصر من هذا المقام.
ن (إلى ي) : يا سيِّدتي، أنا لست مطمئنة من قيصر غاية الاطمئنان؛ لأنه حين خروجه من هذا المكان ذكر أن في عزمه لقاء خطيبك كورياس حتى يقتله في هذا النهار، زاعمًا أنه من بعده يستبدُّ بأمرك كيفما أحب واختار. أفتذكرين ما كنت أنصح لك به أن لا تجافي قيصر بهذا المقدار؛ لأنه حقود غدَّار، وعنفوان شبوبيته لا يحتمل مثل هذا الاحتقار، فقلما كان يخاطبكِ إلا ويكون جوابه الازدراء والنفار.
ي (إلى ن) :
§لم أطق أني أراه
فاقصري هذا الكلام
وفؤادي ما اصطفاه
فدعي عنكِ الملام
لست أهوى في زماني
غير كورياس الجميل
إن دنا فالسعد دانِ
أو نأى صبرٌ جميل§٢٢
أي نعم يا روجينا، معاذ الله أن أحب سوى كورياس مدى عمري، وإذا متُّ ودُعي باسم كورياس تتحرك له عظامي في قبري. فهيهات أن أسمع فيه لوم لائم، أو أستبدله بأحدٍ بين العوالم، فهو شمسي وبدري، ومرآه يشرح صدري.
ي (إلى ي) :
§فاتني إذا ظهرا
فيه طابت نفسي
فاق بالبها القمرا
وازدرى بالشمسِ
فهو لي نصيبُ
وبه يطيبُ
قلبي الكئيبُ
في الوغى إذا خطرا
أخجل الخطَّارا
أرعبَ العِدا خطرا
وعليهم دارا
كم سطا وصالا
وانتضى النصالا
ورمى النبالا§٢٣
ن (إلى ي) : لقد صدقتِ بما نطقتِ، ولكن يا مولاتي إذا لم تُريدي أن تحبِّي غير كورياس كما تفضَّلتِ، ففي الأقل لا تحتقري قيصر كما فعلتِ.
ي (إلى ن) :
… كلامك منه في قلبي كِلامُ
فيا لله ما هذا المَلامُ
لعَمْري ما علمتِ بما ألاقي
ولا تدرين ما فعل الغرامُ
شُغفتُ بكورياس لا سواه
ولا أرضى سواه فلا أُلامُ …٢٤

الجزء الثالث عشر

(ي (مي) – ن (روجينا) – م (ملكة))
م (إلى ي، ن) :
§يا تُرى ما بالهم لم يصلوا
أقلقوا فكري وبالي بلبلوا
قلَّ صبري حيث طال الانتظار
يا لقومي وانتفى عني القرار§٢٥
م (إلى ي) : قد ارتاب فكري، وحِرتُ في أمري، ولا أعلم ما الذي أخَّر حضورهم إلى الآن، وأبوك أيضًا إلى الساعة لم يرجع من الميدان، فلا بدَّ أن يكون قد حدث شيءٌ ما بين الفرسان؛ فإن أخاك هوراس ذهب ليأتي بهم إلى هنا ولم يحضروا إلى الآن.
ن (إلى م) : أنا أظن أن أخاكِ كورياس التقى بقيصر، فلا بدَّ أنهما تعاتبا، ولعلهما بعد ذلك تشاتما وتضاربا؛ لأن قيصر كان هنا من زمنٍ قليلٍ وخرج مُظهرًا الغضب الجزيل، عازمًا على قتل كورياس بأي وجهٍ كان.
م (إلى ي، ن) : هذا قابل الإمكان، وأنا صرت غير مطمئنة بعد هذه الخبرية؛ لأن قلبي لا يصفو لقيصر بالكلية، إذ إنه حسود حقود ذو طباعٍ فظة ردية. ولكن ما الحيلة، فالتسليم للمولى، بكل الأحوال أولى، فادخلي الآن يا روجينا وأعيدي النظر على الموائد التي هيأتُها كما أمرني هوراس قبل ذهابه، ونحن نبقى ههنا إلى حين إيابه، وقدومه مع أصحابه.

الجزء الرابع عشر

(م (ملكة) – ي (مي))
م (إلى ي) : آه يا شقيقتي، عسى تصفو لنا كئوس المسرَّة، بعد تجرُّعنا مر الصبر مرَّةً بعد مرَّةٍ.
ي (إلى م) : أنا ليس لي أمل حتى ولا مثقال ذرة.
م (إلى ي) :
… علَّ الزمان يرقُّ عند نحيبنا
ي (إلى م) :
أتُرى يرقُّ من البكا جلمودُ
م (إلى ي) :
وعسى يلين لمدمعٍ مِنَّا جرى
ي (إلى م) :
أنَّى يلين من الدموع حديدُ
م (إلى ي) :
وعسى يفي بالعهد من بعد الجفا
ي (إلى م) :
وَيحي وهل عند الزمان عهودُ
م (إلى ي) :
وعسى يجودُ لنا براحة خاطرٍ
ي (إلى م) :
هل ممكنٌ أنَّ البخيل يجودُ …٢٦
م (إلى ي) : لا تقطعي الأمل يا حبيبتي، واتكلي على الآلهة العِظام، واطلبي المعونة من المشتري باري الأنام، فهو يقهر حُسَّادَنا ويبلغنا مُرادنا، وإذا تمَّ ذلك فدلالةً على مسرَّتي العظيمة، وشكرًا للآلهة على نعمهم الجسيمة، لأدفقنَّ على المائدة من المُدام كمية لا تُحد، ولأذبحنَّ على مذابحهم حيوانات لا تُعد.
ي (إلى م) : إننا نُفصِّل الآن ثياب الآمال على قامة النجاح، وعسى مع ذلك أن يتمَّ مرغوبنا بإبطال الحرب والكفاح، لنحصل على تمام الانشراح.
م، ي (إلى م، ي) :
§يا إلهي أي حينٍ
تنجح الآمال
ثمَّ أنجو من أنيني
ويروق البال
أنت لي خير معينِ
أيها المفضال
فأصغِ سمعًا لحنيني
وانظر الأحوال§٢٧

الجزء الخامس عشر

(م (ملكة) – ي (مي) – س (هوراس))
س (إلى م) : أعلميني يا ملكة، هل أتى أحدٌ من إخوانك إلى هذه الدار؟
م (إلى س) : كلا يا مولاي، ونحن لم نزل بالانتظار.
س (إلى م) : يا للعجب، يا تُرى أين ذهبوا؛ فمع كل تفتيشي عليهم لم أقفْ لهم على أثر، ولم أسمع لهم من خبر، مع أن الحرب تبتدئ عن قريب، فكيف يا تُرى ذهبوا ولم يجعلوا لهم فيها نصيب، مع أني أعهدهم من أبسل الأبطال في القتال، وأجرى الرجال في مجال النِّزال.
م (إلى س) : آه يا مولاي، ما أعظم جزعي وقلقي، وأشد خوفي وفَرَقي، والله يعلم أني لو لم أكن متحققة عِظَم شجاعتكَ وشجاعة أخوتي ومحبتكم الحرب والكفاح، وارتياحكم إلى مشاجرة سَمَر القنا واشتباك بيض الصفاح — لكنت أتوسل إليكم ألا تعرِّضوا بأنفسكم لمواقع الهلكة، وأن تكفونا شرَّ هذه الحرب وعواقبها المهلكة.
س (إلى م، ي) : هيهات، ذلك من المستحيل، فلا بدَّ من المخاطرة للحصول على الشرف الأثيل.
#من لا يخاطر بالنفو
س فليس يحظى بالنفيس
ياما أُميلح يوم حر
بٍ إذا كرَّ على الخميسِ
وصليل حد السيف خيرٌ
من مُنادمة الجليسِ
رمحي نديمي في الوغى
ودم الأعادي خندريسي§٢٨
فاعلما أن فرصة هذه الحرب هي عندي خيرُ غنيمةٍ من غنائم الحَدَثان؛ لأني بها أبلغ شرف السؤدد ورفعة المكان، ووجاهة المنزلة وعظمة الشان.
م، ي (إلى س) :
§نَعَمْ نَعَمْ نِعْمَ نَعَمْ
ذُقنا بها شرَّ النِّقَم
فالجسم منها في سقم
والنفس في همٍّ وغم
والصبر يجري للعدم
والطَّرف يُذري الدمع دم
والقلب كم يشكو وكم
يرجو ولم يُسمَعِ ولم … §٢٩
س (إلى م، ي) : كفاكما أن تُحاربا شجاعتي، فهذا مما يُجبرني على إظهار قساوتي.
م (إلى س) : ما لنا الآن وكل هذا، فأنا متأكدة جيِّدًا شهامتك وشهامة أخوتي، إنما يا مولاي ترانا الآن في خوفٍ عظيمٍ لسبب عاقة قدوم أخوتي إلى هذا المكان، فلعل قيصر التقى بأخي كورياس في الميدان، فلا بدَّ أن يكون وقع ما بينهما واقعٌ لأن قيصر كان هنا، وذهب عازمًا على قتل أخي كورياس.
س (إلى م) : كيف؟ أفهميني جلية الأمر من غير التباس (ويختليان).
ي (إلى ي) :
§لي كل حينٍ من زماني نكبةٌ
يا قاتلَ الله الزمان الظالما
من ذا يرى حزني وليس يرِقُّ لي
س إلى (م ملتفتًا) :
هذا أبي آتٍ فيُخبرنا بما …§٣٠

الجزء السادس عشر

((م (ملكة) – ي (مي) – س (هوراس) – ﻫ (أبو هوراس))
(إلى س، م، ي) :
§هل سمعتم بما جرى الآنا
س، م، ي (إلى ﻫ) :
ما علمنا فما عسى كانا
هل خطابٌ مفيد
أم مصابٌ جديد
(إلى س، م، ي) :
كورياسٌ مع قيصر اختصما
ثمَّ قد سارا بسلاحهما
يبغيان القتال
خارجًا والنزال§٣١
م، ي (إلى م، ي) :
§هذا الذي كُنَّا نحاذره
حلَّت على قلبي مخاطره
يا ربِّ ما هذا البلا
يا ربي ما ذنبي الطف بي
حقًّا مماتي قد حلا
ما ذنبي يا ربي الطف بي
ﻫ، س (إلى م، ي) :
لا تفزعا إن الفتى أقدرُ
من خصمه في الحرب بل أشهرُ
م، ي (إلى ﻫ، س) :
وقيصرٌ معروف
بالضرب والسلب في الحرب
وبالدَّها موصوف
والمكر في الكرِّ والفرِّ
م، ي (إلى م، ي) :
قلبي ضعيفٌ لا يطيق العَنا
فهل نصيرٌ أو معينٌ لنا
وا حسرتي كيف العمل
ما ذنبي يا ربي الطف بي
ويلاه قد خاب الأمل
ما ذنبي يا ربي الطف بي§٣٢
١  نغم على قد:
شرَّد نومي ونفى
٢  شعر من بحر الكامل.
٣  قد:
يا نسمة من سعادِ
مرت بأطيب وادِ
٤  قد:
يا نسمة من سعادِ
مرَّت بأطيب وادِ
٥  قد:
ياما احلى جمع الحبائب
آه يا سلام والقلب ذائب
٦  قد:
رايح فين يا مسلِّيني
يا بدر حبك كاويني
٧  من بحر الخفيف.
٨  قد:
ماس تيهًا ينجلي باهي السنا بالقوام السمهري
٩  من بحر الطويل.
١٠  من بحر الطويل.
١١  من بحر الطويل.
١٢  قد:
ريم الحجاز متى بأرضك أرتع؟
١٣  من بحر الكامل.
١٤  قد:
ريم الحجاز متى بأرضك أرتع؟
١٥  قد:
آه يا مُرادي إلى كم هذا الجفا والدلال
١٦  غلاقة قد:
آه يا مرادي إلى كم
١٧  قد:
أيها البدر الأتم
١٨  قد:
ناح الحمام المطوق
١٩  قد:
مشرق بالحسن بدري
٢٠  من بحر الكامل.
٢١  من بحر الكامل.
٢٢  قد:
أنا لا أسلو حبيبي
٢٣  قد:
ماس وانثنى ثملا
٢٤  من بحر الوافر.
٢٥  قد:
هام قلبي وسباني مذ بدا
٢٦  من بحر الكامل.
٢٧  قد:
بسماء الحسن سلمى
٢٨  من مجزوء بحر الكامل.
٢٩  قد:
الحلو لما انعطف
أخجل جميع الغصون
٣٠  قد:
حبي ملك قلبي بحسنٍ قد فتن
٣١  قد:
غصن بانٍ جبينه البدر
٣٢  قد:
يا ليلة السفح بوادي زرود

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤