الفصل الثاني

الجزء الأول

(ك (كورياس) – م (ملكة) – ي (مي) (كورياس بآلة الحرب))
م، ي (إلى ك) :
§أهلًا بباهي الجمالِ
من بعد ما غاب عادا
حمدًا لمولى الموالي
قد منَّ لُطفًا وجادا
عسى بلغتَ التمنِّي
بقتلهِ والمُرادا
ك (إلى م، ي) :
نلت المنى غير أني
لم أشفِ منه الفؤادا§١
م (إلى ك) : وكيف كان ذلك؟ أخبرنا بالقصة من أولها إلى آخرها، واكشف لنا عن باطنها وظاهرها.
ك (إلى م، ي) : لما بلغني خبر الحرب سبقتُ أهلي وعشيرتي وأتيتُ في الحال، قصدًا مني لأتمكن من رؤيتكم قبل النزال، ومباشرة القتال، وبينما كنت في الميدان إذا بالرَّدِي قيصر تقدَّم إليَّ بكل إعزاز، وطلب أن أذهب معه خارج المدينة للبِراز، فأجبتُ هذا الطلب بدون أن أعلم لذلك من سبب، ولما بلغنا المحل المقصود التفتَ إليَّ كالكاشح الحقود، وقال: إمَّا أنك تتنازل وتترك لي خطيبتك مي وترد أمرها كله إليَّ، أو لأقتلنَّك وأُسَعرَّن حول عظامك النيران، وأقدِّمها للآلهة تقدمة قربان، ولا أدع أحدًا يُحنِّطك ويكلِّلك بالزهور ويضجعك على فراش من حرير؛ إذ لا تستحق أن تُعدَّ من الشرفا ذوي القدر الخطير. فلما سمعتُ منه ذلك صحتُ به صيحةً رعدت لها مفاصله ارتياعًا، وهجمت عليه هجمةً طار لها فؤاده شَعاعًا، وقلت: خسئتَ يا ماقط، وكذب فألك الساقط، فستلقى مني بطلًا صنديدًا، وجبَّارًا عنيدًا. وبعد ذلك أخذنا في الجَولان، في ساحة الميدان، وقد أقسمت أنني لا بدَّ من أن أرسل نفْس ذاك الوغد الذميم، إلى بلوتون سلطان وإله الجحيم، إذ لا أدع أحدًا يضع في فمه فلسًا لكيلا يمكنه أن يدفع أجرة عبوره نهر الستِكا، فيتكبَّد الألم الجسيم، والعذاب الأليم، ولا يصل إلى النعيم، وقد اشتدَّ بيننا النضال، حتى تمادى الشوط وتطاول المجال، فسطوت عليه قاصدًا إعدامه في الحال، ورشقته سهمًا أصاب صدر الحصان، فوقعا يختبطان على بساط الصَّحْصحان.
ي (إلى ك) : لا تربت يداك، ولا طربت عِداك، اضرب واخمد أنفاسه.
ك (إلى م، ي) : وبينما كنت مُناهِزًا أن أقطع رأسه، استغاث بي وطلب مني عفو الكرام، فرقَّ قلبي لتذلُّلـه، ومننت عليه وأعطيته الذِّمام.
ي (إلى ك) : هذه شئون ابن الكرام.
م (إلى ك) : والآن أين أبي وأخوتي، لماذا لم يأتوا بصحبتك إلى هذا المقام؟
ك (إلى م، ي) : هم الآن في الميدان، ينتظرون وقت الصِّدام، إنما أخبريني ما لي أراكِ على خلافِ العادة مغمومة حزينة، هل حدث شيءٌ جديدٌ في المدينة؟
م (إلى ك) : نعم، وهو أن قيصر قبل ذهابكما للصِّدام، حضر إلى هذا المقام وجعل يُظْهِر لمي فرط غرامه وهُيامه، ويوضِّح لها عشقه بنثره ونظامه.
ي (إلى ك) : أي نعم، وأنا كدتُ أذوق منه البلا والدمار، وما نجَّاني منه سوى الفرار.
ك (إلى م، ي) : يا ليتني قتلته وخلصت منه، ولكن هذا لا بدَّ عنه.
م (إلى ك) : لا يا أخي لا، الأجمل أنك تتركه عتيق سيفك ما دام في الوجود، لكن احذر لنفسك منه لأنه حقود كنود، لا يرعى العهود، ولا يفي الوعود.
ك (إلى م، ي) :
… أمثلي جَحْجاحٌ يهابُ نظيره
ذليلًا لئيم الأصل مُنخلع القلبِ
فكم شكتِ البيض الظُّبا عنده الظما
ولم تشكُ من كفِّي سوى شدَّة الضربِ …٢
نعم، لا بدَّ عن قتله، ولو تعصَّبت له كل سكان الأرض، ومالت عليَّ الفرسان بالطول والعرض.
… إذا هبَّ العِدا يوم النزال
وجالوا بالأسنة والنِّصال
أبدِّد شملهم في كل وجهٍ
ولو كانوا بأعداد الرمالِ
فقد علم الورى بأسي وبطشي
إذا التقتِ الفوارس في المجالِ
أروح وأطربُ الأصوات عندي
صليل المشرفيَّات الصِّقال
وأطيب مشربٍ أصفو عليه
دمُ الأعداء في يوم القتال …٣
ي (إلى ي) : شدتي أعظم شدة.
ي (إلى ك) : ومع إظهاركَ كل هذه الشجاعة والشدة، لم أزل خائفة عليك هذه المدة؛ لأن أعداك عدَّة …
ك (إلى ي) :
… ألا يا ميُّ لا تخشي عِداكِ
فكل الناس في أسرى عَداكِ
ومقترنٌ بهذا القول فعلي
ولكني أسيرٌ في هواكِ
وإني عبدُ ميٍّ كل حينٍ
ولو أني علوت على السِّماكِ
وأنتِ البدر يسمو في سماهُ
فهل أني أنالكِ من سَماكِ
فنكتِ بمهجتي وسلبتِ لُبِّي
وذلك هَيِّنٌ لي في رضاكِ
وها إنِّي الوفيُّ كما تريني
وعلَّكِ في الوفاء كما أراكِ
فديتكِ ظبيةً كُسبَت جمالًا
ومرتعها الحشى لا في الأراكِ#٤
أما قيصر الذي لا يستحق منازلتي ومعاناتي معه الصدام، فقسمًا بالمشتري باري الأنام، وبالآلهة العظام، لا بدَّ عن قتله قبل إقبال الظلام.
م (إلى ك) : هذا ابن عمك هوراس آتٍ، فاسمح لنا بالدخول لنحضر ما يليق.
ك (إلى م، ي) : ادخلا، ولكن لا تجعلا لرجوعكما إلى هنا أدنى تعويق.

الجزء الثاني

(ك (كورياس) – س (هوراس))
س (إلى ك) :
§الشهم يوم المجالِ
يمتاز بين الرجالِ
ما الفخر لبس حريرٍ
كلَّا ولا حشد مالِ
إذا هززتُ الرماحا
حار العدوُّ وراحا
كذا النفوس تولَّى
إذا انتضيت الصِّفاحا§٥
ك (إلى س) :
§عاقة الحرب لماذا
ما الذي صائِرْ
س (إلى ك) :
ليس لي علمٌ بهذا
وأنا حائرْ
س، ك (إلى س، ك) :
قد غدا قلبي جُذاذا
وأنا صابر
إذ وقت الكفاحْ
ألقي الانشراحْ
ما بين السلاح
والوغى دائرِ
إنما الحرب هواها
كالهوى العُذري
ما لِمَن يهوى سواها
قط من عُذرِ
حيث في دور رحاها
رفعة القدرِ
طعني بالمداد
ضربي بالحداد
في يوم الجِلاد
مأربي فخري§٦
ك (إلى س) : إن معظم رغبتي الآن في الحرب لألتقي بقيصر، فإني على قتله عازم، ولا بدَّ من أن أجعل هذا السيف الصارم، لظهره صارم.
س (إلى ك) : آه منه آه؛ لأنه ساقط الشهامة والمروة، وليس عنده شيءٌ من عزة النفس ولا الفتوَّة، فأجدر بمثله قطع الراس، وإخماد الأنفاس، وأن يُجعَل عبرةً بين الناس؛ لأني لما توجهت من برهة زمان، لأقابل أباك وأخوتك في الميدان، لقيتُه فسألتُه عن مبارزتكما وعن ختامها، مع أنِّي كنت عارف القصة بتمامها، ولكني أردت أن أعرف سرائره، وأكشف ضمائره.
ك (إلى س) : وهل أقرَّ لك بأني أعطيته الذِّمام، وعفوت عنه بعد أن كان في يدي أن أُصبغ بدمه هذا الحسام.
س (إلى ك) : أستغفر الله باري الأنام، هو لا يخرج قط من فمه مثل هذا الكلام، فإنه خالٍ من النخوة والشهامة، ولو لم يكن مقرَّبًا عند الملك لما عُدَّ من أهل الكرامة؛ لأننا نحن الرومانيين لا شرف ولا فخر لنا إلا في الحروب، وإن كانت هذه الحرب الجديدة بين رومية وألبا شاقة على الطباع والقلوب؛ حيثُ كلٌّ له بين أعدائه أقارب وخِلَّان، إلا أنه لم يكن بدٌّ من تجريد النظر عن ذلك كله والمبادرة إلى تناول قصب الرِّهان.
… خلِّ الغرام وذكر الشوق والغزل
وانشدْ وشبِّبْ بذكر الحرب واشتغلِ
إن هام غيري بمحبوب يذلِّلُه
أهِمْ بما فيه عِزِّي منتهى أملي
فما معانقة الأحباب أطيب من
عناق سمر القنا الخطيَّة الذُّبُلِ
وما ابتسام ثغور الغِيد أشوق من
برق الحسام على الهامات والقللِ
وعن منادمة الجِلاس لي بدلٌ
صوت المنادي وما أشهاه من بدلِ
وشرب راحي أغنت عنه جمجمةٌ
فيها ارتشاف دم الأعداء حُلِّل لي
ويلَ العدوِّ إذا ما جئت أطلبه
فلا مفرَّ له في السهل والجبل
لولا حسامي تحت النقع ما وجدتْ
لها المنايا إلى الأرواح من سُبُلِ
أنا الهُمامُ الذي هابت مصادمتي
أُسدُ الدِّحالِ وقد باتت على وجلِ
بالسيف لي ضربةٌ من قبل وقعتها
يُعجِّل العزم منها آجل الأجلِ …٧
ك (إلى س) : ونحن الألبيين أيضًا لا يحوز عندنا الشرف والاعتبار، سوى مَن اعتاد خوض الغُبار، واشتُهر في القتال جملة مرار؛ ولهذا نفضِّلُ أيام الحروب على ما سواها، ونشتهيها ونتمنَّاها.
… وا شوق قلبي لحربٍ لذَّ لي فيها
نصرٌ به بلغت نفسي أمانيها
ما القمر إلا بساحاتٍ تجول بها
وقد كست جثث القتلى ضواحيها
حيث القنا شبه شُهْب والسيوف غدت
تحكي وميض بروق في دياجيها
وسابحات المَذاكي وهْي عابسةٌ
خاضت بحار الدما حتى تراقيها
ويل العدو إذا ما جئتُ أطلبه
تضيق في عينه الدنيا وما فيها
أنا المجرِّب ربَّ البِيض بادلها
جودًا وعند ازدحام الجيش حاميها
إن تعطش الخيل يوم الرَّوع أُوردها
بحر الدماء فأسقيها وأرويها
أو تشتكي جوعها ذات المخالب من
لحم الفوارس أغذوها وأُقريها#٨
س (إلى ك) : أحسنتَ يا ابن العم، إنما عاقة الحرب إلى الآن قد سببت لي البِلبال.
ك (إلى س) : أظن أن إبطال الحرب ضربٌ من المُحال، فلعلَّ هذه العاقة هدنة يوم أو يومين أُعطيت لأجل تجهيز لوازم الصِّدام.
س (إلى ك) : إذا كان الأمر كذلك لا بأس، وبهذه الواسطة يمكننا تتميم أفراحك على مي بهذا اليوم كما كان الكلام، ولكني أعلم جيِّدًا أن لا حاجة للإمهال، حيث كل شيء حاضر للقتال، فلا بدَّ من أن يكون قد عَرَضَ مانع عظيم.
ك (إلى س) : هذا قابل الإمكان، ولعل عاقة أبيك عن رجوعه إلى الآن، لكي يستعلم …
س (إلى ك) : قد أصبت، فالأوفق إذًا أن أذهب وأستكشف عما كان، وعليك أن تنتظرني لأعود إليك بالأخبار في أقرب أوان.

الجزء الثالث

(ك (كورياس) – م (ملكة) – ي (ي))
ك (إلى ك) : آه لو أني ألتقي بقيصر، لكنت أذيقه الموت الأحمر.
م، ي (إلى م، ي) :
§طالع الإسعاد لاح
وهزار البشر صاح
بلقا من ينجلي
من محيَّاهُ الصباح
م، ي (إلى ك) :
سيِّدي كاس المدام
قد تهيَّا يا هُمام
إن تشا فادخل بنا
حيث قد راج الطعام
ك (إلى م، ي) :
ينبغي نستنظرُ
لنرى ما الخبرُ
فابن عمي قد مضى
وقريبًا يحضرُ§٩

الجزء الرابع

(ك (كورياس) – م (ملكة) – ي (مي) – ق (قيصر))
ق (إلى م، ي) :
§الحربُ… …
ك (إلى ق) :
ماذا أرى
سِر يا كذوب
يا ويك أطرق كرى
ق (إلى م، ي) :
أمرٌ غريبُ
ك (إلى ق) :
إن النعامة في القرى
فاطلب مفرَّك
ق (إلى م، ي) :
حقًّا يُلام
ذا الكلام
ق (إلى ك) :
فاخشَ الدمارا
ك (إلى ق) :
رُح يا مهان يا جبان
كُسيتَ عارا
م، ي (إلى ك، ق) :
لله كُفَّا الخِصام
فلا يوافق
ق (إلى ك) :
*أنت المهان المُلام
أنت المنافق
ك (إلى ق) :
*ما أنت يا ابن اللئام
ما أنت صادق
م، ي (إلى ك، ق) :
*ما الوقت وقت الانتقام
الصلح أبركْ
ك، ق (إلى ك، ق) :
*لو لم تكن في ذا المقام
أنجزت أمركْ
ق (إلى ك) :
فسِرْ بنا
من هنا
إن كنت فالح
فما المقال
كالفعال
والفرق واضح§
ك (إلى ق) : ويلك، أما تستحي أن تطلبني أيضًا للجدال، وقد رأيت من حربي الأهوال. وهذا أيضًا بعد ما عفوت عنك ووهبتك الأمان، أيمكنك أن تُنكر الآن كما أنكرت على ابن عمي هوراس في الميدان.
ق (إلى ك) : أنا ما طلبت منك الذِّمام، إلا حينما قُتل جوادي في محل الصِّدام، ولولا ذلك، لرميتك في شر المهالك.
ك (إلى ق) : أإلى هنا تتجاسر وتتلقَّاني بمثل هذا الكلام، فوحق الآلهة الكرام، لولا حرمة أصحاب هذا المقام، لضربت راسك بهذا الحسام، ولا بدَّ أني في هذا النهار، أذيقك البلاء والدمار.
ق (إلى ك) : هذا عين الفشار، وإن كنت رجلًا يفعل بموجب قوله، فهلمَّ نستأنف البِراز عن جديد، وهناك يُعرف مَن مِنَّا يكون للآخر من جملة العبيد.
§بادر لنذهب للصدام
بلا مِطالِ
ك (إلى ق) :
قد نلتُ قصدي والمَرام
من ذا المقال

(يتقابضان.)

ك، ق (إلى ك، ق) :
*هيَّا بنا للاصطدام
طاب الحِمامُ
م، ي (إلى ك، ق) :
*لله كُفَّا ذا الخصام
فلن يفيدا
ك، ق (إلى ك، ق) :
*من مات يوم الازدحام
شهمٌ حُمامُ
م، ي (إلى ك، ق) :
*بالمشتري باري الأنام
كُفَّا وعودا§١٠

(مي تتقدم لتمنع كورياس وقيصر عن الذهاب فلا يمكِّنانها، بل يتقابضان ويذهبان بحميَّة.)

الجزء الخامس

(م (ملكة) – ي (مي))
م (إلى ي) : دعيهما يذهبان للقتال، فإني واثقة بأن أخي يبلغ من خصمه الآمال، وينتصر عليه بإذن الكبير المتعال.
… لا مثل باقي الرجال
أخي يُخاف عليه
كورياس ليث المجالِ
والبأس يُعزى إليهِ
وعن قليل نراهُ
على الحسود يسودُ
وسوف يلقى مُناهُ
من قيصرٍ ويعودُ …١١
ي (إلى ي) :
§حزني فريدُ بين الأنام
وافٍ مديدُ مدى الدوام
م (إلى ي) :
ماذا يفيدُ بكاؤنا
به يزيدُ شقاؤنا
ي (إلى ي) :
قلَّ احتمالي مما حصل
كيف احتيالي كيف العمل
م (إلى ي) :
كُفِّي العويلا تشجَّعي
واصغي قليلًا لا تفزعي§١٢
ي (إلى ي) :
§شجَني يفوق على الشجونْ
مما بغى الدهر الخئون
لله هل من مسعفٍ
ويلاهُ… … …
م (إلى ي) (ملكة تلتفت نحو باب الخارج) :
… ها هم راجعون§١٣

الجزء السادس

(م (ملكة) – ي (مي) – ﻫ (أبو هوراس) – س (هوراس) – ق (قيصر) – ك (كورياس))
(إلى ك، ق) : الذي مضى مضى، وأمَّا الآن فعليكما إكرامًا لخاطري أن تتصافيا على الحُبِّ والرضا، وتبقيا باتِّفاقٍ تامٍّ إلى الانقضا. وأودُّ مثلما جرى الصلح بين المدينتين أن تصطلحا مع بعضكما، وتكفَّا عن بغضكما.

(ملكة ومي تُظهران الفرح، وأبو هوراس وهوراس يُظهران بالإشارات إرادتهما بإجراء الصلحة بين كورياس وقيصر الذي يقف على ناحية مخاطبًا ذاته كما يأتي.)

ق (إلى ق) : ينبغي أن أصطلح مع كورياس الآن، ولا أخبرهم بما سمعتُه في الميدان، مما لا علم به لأحدٍ غيري بين الفرسان … لا جَرَمَ أن رومية قد أصابت في انتخابها هوراس وأخويه للقتال، ورؤساء الحرب من مدينة ألبا أيضًا أصابوا في انتخاب كورياس وأخويه بلا إشكال، أما أنا فإني رابحٌ على الجميع؛ لأن هوراس أقدر من كورياس، فلا بدَّ أن يحوز عليه الانتصار، وحينئذٍ يذوق خصمي البلا والدمار، فأحصل أنا على مي بلا ارتياب، وأنال مَرامي بأهون الأسباب.
ي (إلى س) : أخبرني يا أخي، كيف كان أمر هذا الصلح الذي حصل؟
(إلى س، م، ي) : ينبغي قبلًا أن نُجري الصلح بين كورياس وقيصر كما هو الأمل (يُصالحهما).
ك (إلى ﻫ) : أنا إكرامًا لخاطرك لست أمانع.
ق (إلى ﻫ) : وأنا أيضًا ليس لي مانع (يتعانقان).
(إلى س، ك، ق، م، ي) : الحمد لله أننا صرفنا المادَّة بالمودَّة.
(إلى ك، ق) : والله يبقيكما بهذا الاتفاق إلى آخر مُدَّة.
(إلى ي) : أما سبب الصلح يا بُنيَّة بين المدينتين، فهو أنه لما اصطفَّت العساكر للقتال سمعتُ رؤساء الحرب تقمقمًا من الفرقتين، حيث إن أكثر العساكر من الفريقين لهم بين أعدائهم أصحاب وأقارب؛ فلهذا صرخوا جميعهم: لا يمكننا أن نحارب لا يمكننا أن نحارب، ومَن هو ذاك المتوحش الذي يحارب أقرباه، ويسعى بقتل خِلَّانه وأحبَّاه. حينئذٍ اتفق رؤساء الحرب على أن ينتخبوا من عسكر كلٍّ من المدينتين ثلاثة فرسان يقومون مقام المعسكر كله في الميدان، وكانت عاقتي لأستخبر عن هذه الكيفيَّة؛ فبعد البحث والفحص وجدت أنها حقيقيَّة، فأسرعت لأبشِّركم بها لنكون جميعنا بأفراحٍ وفيَّة، وإذا بكورياس وقيصر ذاهبان بكل حميَّة، فأرجعتهما وأصلحناهما، فنشكر الله باري البريَّة.
س (إلى ﻫ، ك، ق، م، ي) : وإلى الآن ما حصل الانتخاب المذكور لتكميل تلك الغاية؟
ق (إلى ق) : نعم حصل، نعم حصل، وهو يسرُّني للغاية.
(إلى س، ك، ق، م، ي) : ولأجل هذا ينبغي أن نشكر الله على هذا الإنعام، وبعد ذلك ندخل إلى الداخل ونتعاطى المُدام.
ﻫ، س، ك، ق، م، ي (إلى ﻫ، س، ك، م، ق، ي) :
§الحمد لله فقد وافى الهنا
وبلبل الأفراح صاحْ
والحرب لما أُلغِيَت زال العنا
عنَّا ونجم السعد لاحْ
ﻫ، س، ك، م، ي (إلى ﻫ، س، ك، م، ي) :
*سُرُّوا على الدوام ما ناح الحمامْ
فالحزن قد ولَّى وراحْ
ق (إلى ق) :
*ذا الحظ كالأحلام في وقت المنام
إذ تنتهي عند الصباحْ
ﻫ، س، ك، م، ي (إلى ﻫ، س، ك، م، ي) :
*وابقوا بذا السرور ما جنَّ الظلام
وما نفى الليل الصباحْ
ق (إلى ق) :
*فعن قليلٍ سوف أبلغ المَرام
نعم وأحظى بالنجاحْ§١٤
ﻫ، س، ك، ق، م، ي (إلى ﻫ، س، ك، ق، م، ي) :
§تمم الزمان مَرامنا هذا عجيبُ
حيث ليس نُؤمل منه شيئًا ويجيبُ
فالآن قد جاد لنا وقد زاد
فضلًا علينا فعيشنا يطيبُ§١٥
§السرور اكتملْ
ثمَّ تمَّ الأملْ
فابشروا بالهنا
وبلوغ الأَربْ
زال عنَّا العنا
وأتانا الطربْ
فلنطِب كلنا
بكئوس الهنا
نستقي بسرور
من خمور السلام
أبشروا بالحُبور
وبحُسن الختام

الجزء السابع

(ق (قيصر))
ق (إلى ق) :
هو ذا ما أروم
ذا الهنا لا يدوم
حظهم لا يطول
فأنال المَرام
وعذولي الجهول
سوف يلقى الحِمام§١٦

الجزء الثامن

(ق (قيصر) – ن (روجينا))
ن (إلى ق) :
… يا سيِّدي إن هذا أعجب العجبِ
فكلهم أخذوا في اللهو والطربِ
هل زالت الحرب حتى إنهم فرحوا
واستبشروا بزوال الهم والكربِ
ق (إلى ن) :
سرورهم عن قريب يضمحلُّ وإن
نجوا من الحرب لن ينجوا من الحَرَب
وعن قليلٍ نرى ماذا يحلُّ بهم
من المصائب والأتراح والنوبِ#١٧

الجزء التاسع

(ق (قيصر) – ن (روجينا) – ر (إسكندر))
ق (إلى ر) : أخبر يا إسكندر بما في نفسك، فما القصد من مجيئك إلى هذا المكان؟
ر (إلى ق) : إنِّي آتٍ يا مولاي من قِبَل رؤساء الحرب بطلب هوراس وكورياس إلى الميدان، فإن القوم بانتظارهما.
ق (إلى ر) : وهل وجدتم أخوَيهما فإنهما ليسا هنا الآن؟
ر (إلى ق) : أخَوَا هوراس وُجدا بين معسكر الرومانيين، وأخَوَا كورياس أيضًا بين عساكر الألبيين، والفريقان حاضران وللأوامر منتظران.
ق (إلى ر) : أحسنت فادخل إلى الجوَّا تجدهما، وأعلمهما بما أتيت به وأفدهما.

الجزء العاشر

(ق (قيصر) – ر (روجينا))
ن (إلى ق) : أعلمني يا سيِّدي بما جرى، فما عندي علم شيءٍ مما طرا، فما عسى أن يكون … (يُسمع ضحك وقهقهة من الداخل).
ق (إلى ن) : مساكين مساكين، اسمعي كيف يضحكون ويتقهقهون، فاعلمي يا روجينا أن رؤساء الحرب قد انتخبوا من كل مدينةٍ ثلاثة فرسان، يقومون مقام العسكر كله في الميدان؛ فرومية انتخبت هوراس وأخوَيْه وألبا كورياس وأخوَيْه، ولا علم لأحدٍ منهم إلى الآن بشيءٍ مما أطلعتك عليه، بل إنهم علموا بإبطال الحرب فقط، وأنه سيحدث الانتخاب، وما دروا بما أعلنته لكِ في هذا الخطاب، فدخلوا فرحين من هذا القبيل، ولكن سيعقُب سرورهم هذا حزنٌ وبيلٌ، وأفراحهم تعود إلى الأتراح منقلبة؛ لأن هوراس وأخَوَيْه هم بلا ريب أقدر من كورياس وأخوَيْه، فلا شك أنهم يحوزون عليهم الغَلَبة، وحينئذٍ تدور على كورياس دوائر الهلاك، وينشَب من المنيَّة في أشراك، فيتهيَّأُ لي إذ ذاك أن أحصل على مي بلا ريب، وأنت يا روجينا عليك أن تساعديني، وأنا لا أُقصِّر معكِ كما يشهد عليَّ عالم الغيب.

الجزء الحادي عشر

(ق (قيصر) – ن (روجينا) – ر (إسكندر))
ر (إلى ق، ن) : أوصلت الأوامر إليهما، وقصصت الأخبار عليهما، فكفَّ الجميع عن شرب المُدام، وتناول الطعام، وطلب هوراس آلة الجلاد، وأخذ هو وكورياس في الاستعداد، أما ملكة ومي فبكاؤهما أحزن قلبي وهيَّج كربي.
ن (إلى ن) : ينبغي أن أدخل لأرى ما تم، فقد كاد قلبي ينفطر من الجزع والغم.

الجزء الثاني عشر

(ق (قيصر) – ر (إسكندر))
ر (إلى ق) : في الحقيقة يا مولاي، إن هذه الحرب قاسية بربرية.
ق (إلى ر) : صحيح، ولكن نتيجتها شهيَّة، حيث كما في معلومكَ أنه إذا انتصر هوراس وأخواه فكأن رومية انتصرت، فتستولي على ألبا وجميع ملحقاتها، وبالعكس إذا ظفر كورياس وأخواه، فكأن ألبا ظفرت فتستولي على رومية وسائر مقاطعاتها.
ر (إلى ق) : ولكن يا سيِّدي قساوة هذه الحرب ظاهرة لجميع الناس؛ فمن الجهة الواحدة هوراس متأهِّل بأخت كورياس، وكورياس من الجهة الثانية مُزمِع في أقرب وقت أن يتأهَّل بأخت هوراس، فكلاهما صِهر وابن عم صاحبه بلا التباس، أما العذاب العظيم عند ملكة ومي، فكلتاهما على الحالتين في خُسران؛ لأنه إذا انتصرت فرسان رومية في الميدان فتبكي ملكة فَقْد إخوانها وتشكو مي فقد خطيبها، وإذا ظفرت ألبا فتحزن مي على إخوانها وتنوح ملكة على بعلها وحبيبها، فانتصار أيَّة كانت من المدينتين لا يرضيهما، وانكسار كلتيهما يؤذيهما.
ق (إلى ر) : صدقت، إنا فرحي أنها بهذه الأخبار لكوني مؤكدًا أن الهوراسيين هم أقدر من الكورياسيين، فلا شك يفوزون بالانتصار، ويُقتَل كورياس خطيب مي في الميدان، فيمكنني حينئذٍ أن أتخذها امرأةً لي وأستريح مدى الزمان، فإني أحبُّها محبَّةً تفوق الإمكان، ومع احتقارها لي لا تزيدني إلا شوقًا وهُيامًا، فقد كدتُ أموت بها صبابةً وغرامًا … (يُسمع صراخ فرسان من محلٍّ بعيدٍ).
ر (إلى ق) : اسمع، اسمع صُراخ الفوارس في الميدان، فسِر بنا يا مولاي لنرى ما كان.

الجزء الثالث عشر

(م (ملكة) – ي (مي))
م (إلى م) :
§إلهي، قد أبان الدهر نابا
فعن فرحي الشديد الحزن نابا
أيا مولاي لم أحمل عذابا
وجسمي من جرى الأشجان ذابا
فموتي الآن خيرٌ من حياتي
أراك ولست أدري ما جُناحي
قصدت تقصُّ يا دهري جَناحي
فهل يا دهر لم تسمع نواحي
وقد ضجَّت به هذه النواحي
ألا فارحم وجُد لي بالمماتِ
ي (إلى ي) :
ألا يا دهر ما طال السرورُ
ألا يا دهر أعقبه شرورُ
ألا يا دهر ما هذا الفجورُ
كفاك عليَّ يا دهري تجورُ
أما تحنو على ضعف البناتِ
فتاةٌ لم تُطق جورًا مديدًا
وقهرًا لم يزل أبدًا جديدا
وحزنًا لا يفارقها شديدًا
فقد فاقت قساوتك الحديدا
أيا دهري ونفسي كالنبات§١٨
م، ي (إلى م، ي) :
§خان دهري
حان قهري
وخوَى عزمي
ضاع صبري
ضاق صدري
وذوى جسمي
صبري رحل
جسمي انتحل
دنا الأجل
ما كان إثمي
خاب الأمل
كيف العمل
هل يُحتمل
نظير غمِّي§١٩
§كنت خلتُ البؤس عنا قد نزح
أملي خاب وظني ما نجح
رؤساءَ الحرب هذا الظلم قد
قدَّ قلبي فوهى مني الجَلَد
بئسما أجريتم بالانتخاب
من جرَّاه نابني شرُّ مصاب
مَن مجيري من نصيري من معين
ارفقوا في حالتي يا ظالمين§٢٠
م (إلى م) :
#قد كبا مُهر صبري بميدانه
حيث حمَّله الحزن ما يثقلُ
لو قسمتُ عذابي لكل الأنا
م لما حملوا سُدس ما أحملُ#٢١
ي (إلى ي) :
#يقولون صبرًا على ما دهاكِ
وهيهات ما الصبر عندي بنافع
صَرفتُ اصطباري وما نلتُ من
زماني إلى الآن غير الفجائعِ
أحاط فؤادي شديد العنا
نظير الخواتم حول الأصابعِ#٢٢
م (إلى ي) : الآن يا مي بحق البكا والأنين.
ي (إلى م) : الآن ابتدا يتمُّ قول أحد المنجمين، الذين بعضهم من تأملهم في أحشاء الذبائح التي تُقدَّم للآلهة على المذابح، وبعضهم من تفرُّسِهم في طيران الطيور وصدحها وأكلها، حين يزجرون ينكشف لهم الغيب إن خيرًا وإن شرًّا؛ فأحدهم تنبَّأ لي بأنه لا بدَّ من أن تُداهمني مصيبةٌ كُبرى، وذلك في هذه الثلاثة أيام الاحتفالية من شهر كانون الأول، أعني أيام الأعياد الساتورناليَّة من سنة ثلاثة آلاف وثلاثماية وخمسة وثلاثين للخلقة الآدميَّة؛ ولهذا قد كنت أوصيت البنات الفيستالية، بإيقاد البخور، ونشر الزهور، وإشعال النار، ليلًا مع نهار، على مذبح الإلهة فيستا التي هُنَّ متخصصات لخدمتها، لكيما تقينا جميعنا من الأضرار بنعمتها وقدرتها.

الجزء الرابع عشر

(م (ملكة) – ي (مي) – س (هوراس) – ك (كورياس))
ك (إلى س) :
§أنا ليس لي صبرٌ ولا جلدٌ لكي
أطيق وداعًا لم تُطقْه صخورُ
س (إلى ك) :
وهل نظرت عيناك شهمًا نظيركم
يردُّ كئوس الحَيْن حِين تدورُ
ك (إلى س) :
أنا ليس خوفي أن أموت لدى الوغى
فمن مات تحت النقع فهو خطيرُ
س (إلى ك) :
كذا فليكن من يدَّعي الفخر والعلا
ومن حاد عن هذا السبيل حقيرُ§٢٣
م (إلى س، ك) : إنِّي لأعجب منكما كيف تُطيقان أن تقتلا بعضكما بعضًا، مع أنِّي إلى الآن لم أرَ بينكما عداوةً ولا بُغضًا.
ي (إلى س، ك) : وأعجب من ذلك قساوة أبي كيف أمرنا بالخروج إلى هذا الإيوان، ولم يدعنا نتودع منكما برهة زمان.
س (إلى م، ي) : إنه لم يفعل ذلك إلا مخافة أنكما ببكائكما تضعِفان عزائمنا فتنبو عن الجلاد في الهيجاء، وتصيب أدمعكما جَذوة حميتنا، فيدركها الخمود والانطفاء. والآن فكُفَّا عن البكاء على غير طائل، وعليكم بعد الحرب أن تتناسيا المقتول بفرحكما بانتصار القاتل.
س (إلى ي) :
#إذا عُدت بعد الحرب والنصر صاحبي
فلا تذكري من نال بالموت فخرَه
وإن مِتُّ فارضي قاتلي بعد مصرعي
حليلًا وإن حنى نجيعي نحرَه
ي (إلى س) :
ألا ليت لي قلبًا كقلبك قاسيًا
لكي ألتقي جور الزمان وغدرَهُ
ك (إلى م) :
إذا عدتُ منصورًا فلا تحزني لمن
إذا مات تحت النقع مات خطيرا
وإن مِتُّ لا تبكي أخاكِ كهالكِ
فللدهر يُحيي الذكر منه شهيرا
م (إلى ك) :
بأيِّكما تسخو النفوس إذا قضى
ألا فاتركانا للشجون وسيرا
إلى الله نشكو أمرنا كيفما انتهى
وإياه نرجو مُسعفًا ونصيرا#٢٤
س (إلى ي) :
#ودعيني يا مي قبل ارتحالي
ودعي أمر ذا البكا والنحيبِ
ي (إلى س) :
يا شقيقي ألست ترحم ضعفي#
ربِّ غُفرًا فقد توالت ذنوبي
ك (إلى م) :
ودِّعي يا أختي أخاكِ وكوني
ذات صبرٍ فالصبر خير مُعينِ
م (إلى ك) :
يا شقيقي ألا ترقُّ لحالي
أم تُرى لا ترى لشجو أنيني
س (إلى م) :
بنت عمي تجلَّدي وهلُمِّي
ودِّعيني، فربما لا أعودُ
م (إلى س) :
قلَّ صبري، يا لهفتي، ما احتيالي
فإلى كم يا دهر أنت حقودُ
ك (إلى ي) :
يا ابنة العم ودِّعيني فما لي
أملٌ بعدُ في اللقا والرجوعِ
ي (إلى ك) :
جُدْ بحتفي أيا زمان فإني
أحسب الموت لي أبرَّ صنيعِ#٢٥

الجزء الخامس عشر

(س (هوراس) – ك (كورياس) – م (ملكة) – ي (مي) – ر (إسكندر))
ر (إلى س، ك) : قد أرسلني رؤساء الحرب إليكما يا سيِّدي لأستدعيكما، فإن القوم لكما بالانتظار.
س (إلى ر) : أحسنت.
س (إلى ك) : فسِر بنا يا كورياس إلى حيث نسعى لبعضنا بالويل والدمار.
ك (إلى س) : أي نعم، فها هنا محبة ووداد، وهناك عداوة وعناد.
ر (إلى س، ك) : وقد اصطفَّت العساكر وضُربت آلات الحرب والجلاد، وخفقت البُنود وارتفعت، ورقصت القلوب وانصدعت، والجمع منتظرٌ حضوركما في الحال، فسيرا ولا تؤخِّرا وقت النِّزال.
س (إلى م) :
§ألا ودِّعيني يا غزالي فربَّما
أبيتُ قتيلًا في الفلاة فقيدا
م (إلى س) :
ألا ليت لم أعرفك أصلًا فلم أَبِت
أُقاسي عذابًا بالفِراق شديدا
ك (إلى ي) :
ألا زوِّديني منكِ آخر نظرةٍ
إذا مِتُّ عُقباها أموت سعيدا
ي (إلى ك) :
ألا ليت لم أُخلَق ولم أدرِ ما الهوى
فيُمسي عن قلبي الشقاء بعيدا
س (إلى ي) :
أيا نور عيني كَفكفي الدمع واكتفي
فحسبكِ من دمعٍ يُذيب فؤادي
ي (إلى س) :
فؤادكَ صخرٌ لا يلين لأدمعي
فخذ بيدي إني عدِمت رَشادي

(تتكئ على هوراس مَغشيًّا عليها.)

ك (إلى م) :
ألا يا مُنى رُوحي زفيركِ مُضرِمٌ
بقلبي شرارًا مثل قدح زنادِ
م (إلى ك) :
فراقكَ مرٌّ والممات حلا ولم
أنلهُ فمن لي أن أنال مُرادي§٢٦
(تتكئ على كورياس مغشيًّا عليها.)

الجزء السادس عشر

(س (هوراس) – ك (كورياس) – م (ملكة) – ي (مي) – ر (إسكندر) – ﻫ (أبو هوراس))
(إلى س، ك، ر) :
§كفاكُمُ أيا سباع
واستعجلوا فالوقت ضاعْ
س، ك (إلى س، ك) :
حيث انتهى أمر الوداع
هيَّا لنمضي للقِراع
(إلى س، ك، ر) :
*إذا المَطْل ما منه انتفاع
في الحال سيروا
س، ك (إلى س، ك) :
*إن المعالي في الصراع
هيَّا نسيرُ
م، ي (إلى م، ي) :
*لا أستطيع الاستماع
من لي مجيرُ
آمان
س، ك (إلى س، ك) :
لقد دنا
ما لذَّنا
فسرْ بنا
م، ي (إلى م، ي) :
أما أنا
فقد مَنَى
جسمي الضنى
س، ك (إلى ﻫ، م، ي، ر) :
لربما وداعنا هذا الأخيرُ
م، ي (إلى م، ي) :
آمان§٢٧
١  قد:
البدر أضحى خدامك
٢  من بحر الطويل.
٣  من بحر الوافر.
٤  من بحر الوافر.
٥  قد:
السعد أضحى خدامك
٦  قد:
بأبي باهي الجمال
٧  من بحر البسيط.
٨  من بحر البسيط.
٩  قد:
يا حلو يا اسكندراني
١٠  قد:
بالله يا باهي الجمال
١١  من بحر المجتث.
١٢  قد:
شمس النهار فوق الجبين
١٣  قد:
شجني يفوق على الشجون
١٤  قد:
تلك المنازل والقصور العالية
١٥  قد:
(من) بالله أخا البدر
كفى منك تواني
١٦  قد:
يا أهيل الجيش
١٧  من بحر البسيط.
١٨  من بحر الوافر، مواليَّا في نغم الأصفهان على لحن: ألا يا ليل إن النوم شتَّا.
١٩  قد:
صاح خبر فاتر الأجفان عن وجدي
٢٠  قد:
يا غزالي كيف عني أبعدوك
٢١  من بحر المتدارك.
٢٢  من بحر المتقارب.
٢٣  قد:
ومن عجبي أن الصوارم والقنا
٢٤  من بحر الطويل.
٢٥  من بحر الخفيف.
٢٦  قد:
ومن عجبي أن الصوارم والقَنا
٢٧  قد:
إن الذي قلبي كوى
لكل حُسنٍ قد حوى

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤