حافظ نجيب … الروائي

إذا كنا لم نستطع الحُكم على حافظ نجيب كشاعر قدير، بسبب قلة قصائده، ومحدودية أغراضها، ومساحتها الزمنية الضئيلة! فإننا نستطيع أن نحكم بقدرته الروائية، بسبب كثرة رواياته الفنية، المؤلفة والمترجمة، والتي تعكس بحقٍّ قدرةَ فنانٍ روائيٍّ من الطراز الأول! وكفى بنا أن نعلم أن الكاتب العالمي نجيب محفوظ، كان في صغره يقرأ بنهم كل ما يكتبه حافظ نجيب، حيث كان من أشْهَر المؤلفين في هذا الوقت، بعد أن أعلن توبته. ومن أهم ما قرأه نجيب محفوظ من أعمال حافظ نجيب: روايات جونسون وميلتون توب ومغامرات حافظ نجيب.١

وينقسم إنتاج حافظ نجيب الروائي والقصصي إلى ستة أقسام؛ الأول: رواياته الطويلة المؤلفة. والثاني: رواياته الطويلة المترجمة. والثالث: رواياته المسلسلة. والرابع: قصصه القصيرة المؤلفة. والخامس: قصصه القصيرة المتشابهة مع قصص اعترافاته. والسادس والأخير: قصصه القصيرة المستمَدَّة من حياته، والتي لم تشتمل عليها اعترافاته.

ومن الروايات التي تندرج تحت القسم الأول، رواية بدون عنوان، نشرها جورج طنوس في كتابه «نابغة المحتالين»، تقع في حوالي مائة صفحة ص٥٣–١٤٥، كان قد أرسلها له حافظ نجيب وهو في سجن الحضرة بالإسكندرية كي ينشرها. كما يعترف طنوس بأنه ينشرها في كتابه، دُون أن يغير فيها حرفًا واحدًا. والرواية تبدأ أحداثها منذ عام ١٨٩٥، عندما الْتحق الشاب عزيز بالمدرسة الحربية، ولكن الحياة لم تضحك له، فانقلب عليها وسخط على الجميع، وقام بأعمال كثيرة مشينة، انتقامًا من الحياة والمجتمع.

وهذه القصة، ما هي إلا فترة من قصة حياة حافظ نجيب نفسه، عندما التحق بالمدرسة الحربية، كما جاءت في اعترافاته. ويؤكد هذا القول، طابع كتاب «نابغة المحتالين»، عندما قال في كلمته: «يُخَيَّل لي من مُطَالَعة هذه الرواية، أن بطلها «عزيز» هو حافظ نجيب بعينه؛ لأن كثيرًا من الوقائع التي حدثت فيها، حدثت لحافظ، وقد سَبَقَ له أن قصَّ عليَّ بعضًا منها، قبل أن يأتي حادث البرنسس ألكسندرا أفيرينو، ويودع سجن الحضرة بعد ذلك.»٢

أما ثاني الروايات الطويلة المؤلفة، فهي رواية «الحب والحيلة»، وقد نَشَرَتْها مطبعة الشعب في أكثر من ١٦٠ صفحة، قبل عام ١٩١٥ تقريبًا. وجاء على غلافها أنها «رواية واقعية مملوءة بالحوادث المدهشة والحيل الغريبة، بطل وقائعها حافظ نجيب»! وهكذا نعلم من البداية أن هذه الرواية، ما هي إلا فترة أخرى من فترات حياة حافظ نجيب! ولهذه الرواية أهمية خاصة، حيث تمَّ تحويلها إلى نصٍّ مسرحي بالعنوان نفسه، قامت فرقة أولاد عكاشة بتمثيله على المسرح، وقام حافظ نجيب بتمثيل دوره فيها بنفسه! وهذا النص المسرحي كان مفقودًا منذ عام ١٩١٥، حيث إنه لم يُطْبَع حتى الآن، ولكنني وجَدْته مخطوطًا، وقُمْتُ بنشره في هذا الكتاب، كما سيأتي ذِكْرُه. ولهذه الأهمية، يلزم علينا ذِكْر ملخص رواية «الحب والحيلة»، قبل الحديث عنها كمسرحية.

تبدأ أحداث الرواية في ميناء الإسكندرية عام ١٩٠٥ تقريبًا، حيث تُقْلع سفينة تحمل حافظ نجيب، وهو شابٌّ في عمر السادسة والعشرين، ومعه صديقه خليل حداد، إلى ميناء مرسيليا. ونعلم من حوار الصديقين، أن حافظًا يسافر إلى مرسيليا لسببين؛ أولهما: الهروب من مطاردة البوليس، والآخر: الذهاب إلى فرنسا لمقابلة محبوبته الملكة ناتالي، التي تَعَرَّفَ عليها في مصر وأَحَبَّها، أثناء رحلتها السياحية لمشاهدة الآثار الفرعونية، حيث كان حافظ مترجمها ومرشدها السياحي. ويصل حافظ إلى فرنسا، ويذهب إلى قصر الملكة ناتالي متنكرًا في شخصية الخادم بنفيه، الذي جاء للعمل لديها بخطابِ توصية من إحدى صديقاتها. فتوافق ناتالي على عمل بنفيه لديها، بعد أن تُحَذِّره من الخيانة؛ لأنها تعاني من خيانة جميع أعوانها في القصر.

ومن جانب آخر نجد الملك — زوج ناتالي — يعشق كاترين ابنة دي توسكا، رئيس حُراس الملك ووكيل الحزب الملكي وصديق الملك الحميم، وأن هذا العشق ذاع خبره بين الناس. كما نعلم أن كاترين لا تحب الملك، بل هي تمثل عليه الحب، رغبة منها في إرضاء أبيها من جهة، وطمعًا في أن تكون الملكةَ المتوَّجَة من جهة أخرى. ولتكتمل مؤامرة دي توسكا ضد الملك والملكة معًا، نجده يُقيم علاقة حب سرية مع الملكة ناتالي، استمرت لمدة عامين. وتشاء الظروف أن يعلم بنفيه كل هذه الأمور، فيحاول إبعاد دي توسكا عن حبيبته الملكة ناتالي بكل وسيلة ممكنة. ومن هذه الوسائل، أنه استغل فرصة إقامة حفلة تنكرية في القصر، فقام بنفسه بعمل المكياج التنكري للملكة، عندما علم أنها تريد أن تتنكر في شخصية حنة دوتريش ملكة فرنسا في عهد لويس الثالث عشر. وفي المقابل قام بنفيه بالتنكر في شخصية الكاردينال ريشيليو عشيق الملكة حنة دوتريش وعدوها اللدود؛ لأنها أحبت غيره، والذي كان يحكم فرنسا وأوروبا كلها بالعقل، في عهد لويس الثالث عشر أيضًا.

ولم يَكْتَفِ بنفِيه — أو حافظ نجيب — بهذا، بل قام بعدة أعمال أفسدت الحفلة، ومنها قيام إحدى صديقاته بالتنكر في زي شخصية كاترين دي توسكا التنكرية، فوَقَعَ أبوها في حيرة من أمره؛ لأنه وجد فتاتين لا يعرف مَنْ منهما ابنته. هذا بالإضافة إلى قيامٍ بنفِيه بإطفاء النور، وفي الظلام قام بتبديل النوَت الموسيقية للفرقة العازفة، التي عزفت لحنًا من اختيار بنفِيه، الذي استغل الظلام أيضًا في سحب يد الملكة من دي توسكا، الذي كان يُراقصها. وعندما عاد النور، وَجَدَت الملكة نفسها تراقص الكاردينال ريشيليو أو بنفِيه، وسط غيظ دي توسكا، الذي بدأ يشك في الأمر، فقام بنفِيه بإطفاء النور للمرة الثانية، وهرب من بابٍ جانبي، فاتبعه دي توسكا، ومن ثَمَّ اتبعتْهما الملكة ناتالي. وفي مواجهةٍ كلامية بين بنفِيه ودي توسكا، في حضور ناتالي، ينتصر بنفِيه على غريمه، من خلال مبارزة بالسيف، أدت إلى إحراج دي توسكا أمام الملكة أكثر من مرة، عندما أسقط بنفِيه سيف دي توسكا مرات عديدة، حتى انتهت المبارزة بهروب دي توسكا.

وفي مساء أحد الأيام، تسمع الملكة صوت موسيقى جميلة تنبعث من حديقة قصرها، يصاحبها غناء شاب جميل، وفي الصباح وجدت الملكة باقة من الزهور بصحبة ورقة مكتوب عليها القصيدة المغناة في المساء، وضعها الشاب المغني. فحاولَت الملكة معرفة شخصيته دون جدوى، حيث تكرَّر الغناء وباقات الزهور والقصائد المكتوبة عدة مرات. وفي يوم كانت الملكة تركب مركبتها الملكية وتتجول في الغابة، وفجأة أصيب حصانها بحالة هياج، فأسرع في الجري متجهًا نحو النهر، فاستغاثت الملكة، فظهر فارس على حصانه، وأنقذ الملكة بأن قفز في مركبتها، وقطع سرج الحصان، وأنقذ المركبة من السقوط في النهر. فتشْكُر الملكة الفارس، ويدور بينهما حوار، فتعلم الملكة أنه المغني الشاب الذي تريد معرفة شخصيته. ومن خلال هذا الحوار أيضًا، يعلم القارئ أن هذا الفارس أو المغني، ما هو إلا حافظ نجيب أو بنفِيه متنكرًا.

ويطول الحوار بين الفارس والملكة، فتفهم الملكة أن هذا الشاب يعلم كثيرًا من أسرارها الخطيرة، بل ويعلم مَنْ هو المُخْلص ومن هو الخائن من بين أفراد حاشيتها! ومن أهم هذه الأسرار، أن الملك قد أهدى خاتمًا ثمينًا لزوجته الملكة، التي قامت بإعطائه لعشيقها دي توسكا، الذي باعه — كما باع خطاباتها الغرامية له — إلى الدوق هيس ويمر الألماني ألَدِّ أعداءها، كي يجمع أكبر قدر من الأدلة على خيانتها، كي يحاكمها أمام محكمة علنية تحكم عليها بالموت. وأمام هذه الأسرار الخطيرة التي يعلم بأمرها بنفِيه أو الفارس، تشك الملكة في أمْره، ولكنه يطمئنها، ويوعدها بأنه سيعيد إليها الخاتم والخطابات. ويبدأ بنفِيه أو حافظ نجيب في خطة استرجاع الخاتم والخطابات من الدوق هيس ويمر، وذلك في ليلة رأس السنة؛ لأنه يعلم أن الدوق زير نساء، تعوَّد على اصطياد الجميلات في هذه الليلة. وفي إحدى الحانات يرى الدوق امرأة جميلة، فيتعرف عليها. وبعد لحظات يحضر زوج المرأة، الذي لا يبالي بغزل الدوق لزوجته، مما جعل الدوق يألف وجود هذا الزوج. وبعد ساعات من السُكْر والعربدة، يذهب الجميع إلى منزل الزوجين.

وفي المنزل تنكشف الحقيقة، حيث إن الزوج ما هو إلا حافظ نجيب أو بنفِيه، وإن المرأة ما هي إلا ماري إحدى صديقاته، فيقومان بتخدير الدوق ووضعه في سلة كبيرة، وسجنه في قبو قصر قديم. ومع الضغط النفسي الشديد على السجين، يقرُّ بمكان الخاتم والخطابات، حيث خبأ هذه الأشياء في مكان سرِّيٍّ بسرير نومه. وينجح حافظ في الحصول على الخاتم والخطابات، وقبل أن يهرب يقبض عليه هافار رئيس البوليس، فيقوم بنفِيه برش عين هافار بفلفل أسود، كان في جيبه، فيصرخ رئيس البوليس، ويحضر الخدم فيستنجد بهم بنفِيه، موهمًا إياهم بأن هافار هو اللص، وبهذه الحيلة يهرب بنفِيه. وفي محطة القطار تتكرر محاولة هروب حافظ وماري من هافار، الذي كان ينتظرهما للقبض عليهما، ولكنهما يهربان بعد أن أَوْهَمَا قوة البوليس المنتظرة على رصيف المحطة أن هافار هو اللص، بعد أن تبادَلَ معه حافظ الملابس.

وفي المشهد الأخير، نجد حوارًا يدور بين دي توسكا وبين الملكة ناتالي، يشاركهما فيه بنفِيه أو الشاب المغني أو الفارس أو حافظ نجيب، حيث يكشف أمام الملكة خيانة دي توسكا، بعد أن يعطيها الدليل على أقواله، وهو الخاتم والخطابات الغرامية المتبادلة بينها وبين دي توسكا. فتقوم مبارزة بين بنفِيه وبين دي توسكا، كان الفوز فيها من نصب بنفِيه، حيث قام دي توسكا بالهرب. وهنا يكشف بنفِيه شخصيته الحقيقية للملكة، بعد أن يزيل وجهه التنكري، فتعلم الملكة أن بنفيه هو الفارس الذي أنقذها من الموت وهو المغني وهو أخيرًا حافظ نجيب مرشدها السياحي في مصر، فتستعيد معه عبارات الحب والهيام، وتنتهي القصة.

أما الرواية الثالثة من روايات حافظ نجيب المؤلفة الطويلة. فهي قصة تقع في ٧٨ صفحة، كتبها عام ١٩٢٣، ونشرها في العدد رقم ٢٨ من مجلة «العالمين»، بتاريخ ٢٢ / ٩ / ١٩٢٤.٣ وهي قصة مصرية في موضوعها، حيث تناقش نفسية المرأة، وتأثير الحب عليها وعلى قلبها. وتُعتبر من القصص المؤلفة تأليفًا صرفًا، حيث إن الروايتين السابقتين، من الروايات المتعلقة بحياة حافظ نجيب الشخصية.

أما رواية «ثورة العواطف»، فهي الرواية الرابعة من الروايات الطويلة المؤلفة، وتقع في ثلاثين صفحة، نشرها حافظ نجيب في مجلة «الحاوي» عدد ٣٧ بتاريخ ٢ / ٥ / ١٩٢٦. وهذه الرواية، تتشابه مع الرواية السابقة في تأليفها بعيدًا عن حياة حافظ نجيب. وفكرتها تدور حول الصراع النفسي لفتاة صغيرة السن، أمام زواجها من شخصين أحدها رجل يضاعفها في العمر، والآخر شاب صغير مناسب لها في العمر! فتختار الفتاة الشاب، الذي يقسو عليها ويجعلها تندم في اختيارها. وفي كلمة ختامية لهذه الرواية، قال حافظ نجيب:

«لقد كنت في زمن الشباب قويًّا أصرع خصمي في لحظة، فأصبحت بفضل الإهمال يصرعني الفأر إذا وثب عليَّ، وتزهقني الذبابة إذا انحطت على كتفي. وكنت سابحًا أقطع أميالًا في البحر، فأصبحت يصيبني الدوار عند رؤية ماء النهر الوديع الساكن. وكنت عدَّاءً وثَّابًا، فصرت إذا تحرك التِّرام من مكانه لا أقوى على الحركة للحاق به، أو للوثب على سلمه. وقيل عني إنني كاتب أُرْضِي بعض قُرائي، فلما انقطعْتُ زمنًا قصيرًا لم أَعُدْ أحسن وضْع القلم بين أصابعي، وأسأل ابنتي عن تهجئة الكلمات خشية الخطأ. كنت مصوِّرًا هاويًا، وكنت موسيقيًّا أُحْسِن التوقيع على آلتين، وكنت كثير النكات، فزالت كل هذه المعلومات بالتَّرْك. وقد كنت في زيارة في منزل صديق لنا — لبيب أفندي سعد المحامي — فأُعْجِبْت بمنظر بيانو جديد اشتراه، فدعاني للتوقيع عليه، فخشيت أن أحطم الآلة إذا امتدت إليها أصابعي فامتنعت. فالإجادة لا تتم إلا بانصراف الرغبة إلى عمل معيَّن وبالمثابرة عليه؛ لهذا رأيت أن أجعل عنايتي موجَّهة خاصة لنشر الروايات المترجمة أو غيرها، وسيجد القراء من اليوم في «الحاوي» رواية تامة في كل عدد بالحجم الذي نَشَرْتُ به رواية ثورة العواطف.»٤
وبالإضافة إلى الروايات المؤلفة السابقة، فهناك مجموعة أخرى من روايات حافظ نجيب، ولكنها مفقودة، منها «عواطف المرأة»، و«غرام الملك»، و«توت عنخ آمون»، و«شقاء العشاق». وقد علمنا بهذه الروايات، من إعلانٍ نَشَرَهُ ناشر أعمال حافظ نجيب الروائية — وهو مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية الكبرى — في نهاية رواية «عضو البرلمان». كما توجد رواية أخرى بعنوان «كنوز السلطان عبد الحميد»، صدرت عام ١٩٣٧.٥
fig6
إعلان قصص وروايات حافظ نجيب المنشور في آخر رواية «عضو البرلمان».

وإذا نظرنا إلى روايات القسم الثاني، وهي الروايات الطويلة المترجمة، سنجد حافظ نجيب تَرْجَمَ حوالي أربع روايات، تقع كل واحدة منها في ٨٠ صفحة، وهي: «غرام العذراء»، «الفتاة العصرية»، «قلب المرأة»، «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد». وللأسف الشديد لم نستطع الاطلاع إلا على رواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد» فقط، التي نشرَتْها المطبعة التجارية الكبرى.

fig7
غلاف رواية «عضو البرلمان».
ويقول حافظ نجيب في إهداء هذه الرواية: «يتمنى الوصول إلى منصب الوزارة كثيرون، ينشدونها بكل الوسائل حتى بالتضحية؛ لهذا يشك الناس في الجميع؛ لأنهم لا يميزون بينهم، فلا يعرفون مَنْ بَلَغَ إليها عن جدارة، ومن نالها بالشطارة. للظهور أسباب كثيرة، القصور الفخمة، والجياد الموسومة، والسيارات الغالية، والثياب الأنيقة، والرياش الثمينة، والجواهر الكريمة، ثم الرتب والألقاب: الأولى تُشْتَرَى كلها بالمال، أما الثانية فإنها تنال بالجدارة أو بالاحتيال. عضو البرلمان ينتخبه الناس من أصلح الناس، إذا تنزَّهَت النفوس عن الأغراض والغايات، ورمت إلى اختيار الأصلح، لفائدة البلاد والجماعات. ولكنا نرى في كل زمانٍ ومكانٍ كثيرين، من ذوي الجهل بين أهل الفضل، ومن الفحول في زمرة أهل العقول. كذلك نرى في البرلمان خليطًا من العقلاء النافعين، والأغنياء «المطينين»، يطلبون المقاعد كأنها على الموائد، يَجْمَعون الأصوات بمختلف الوسائل والعمليات. فالذي يحصل على مقعد يستحقه، يغتصبه من الذي حقُّه أن يكون له. ومن يغتصب حق الغير بالقوة أو بالحيلة، ليحل محله في البرلمان، أولى به أن يُرْسَل إلى الميمارستان. وليس أفضل الناس الذي يختاره الناس للبرلمان، إنما من يعرف قدْر نفسه، فيترك ذلك المجلس لمن هو أصلح منه. فإلى هذا الشريف إذا وُجد أُهْدِي روايتي.»٦

ويُلاحَظ على هذا الإهداء، أن حافظ نجيب يتحدث فيه حديث الخبير بالأمور، وكأنه كان نائبًا في يوم من الأيام، أو يتمنى أن يكون نائبًا! فمِن بين السطور يَشْعُر القارئُ بأن حافظ نجيب، يعطي لنفسه قدرًا كبيرًا، وهذا القدر لا يعلمه الناس؛ لذلك استغل حافظ هذه الرواية، كي يبث ما في نفسه من مشاعر وآمال! ومن الغريب أن هذا الأمل — بأن يكون حافظ نجيب نائبًا في يوم من الأيام — من الآمال المستحيلة؛ لأن حافظ نجيب محروم قانونًا حتى من إعطاء صوته في الانتخابات، فما بالنا بأمل الترشيح كعضو في البرلمان! ومما يؤكد هذا الرأي، كلمة المعرب المنشورة في الرواية، وفيها يقول حافظ نجيب:

«الحمد لله الذي حرَّم عليَّ أن أكون ناخبًا أو منتخَبًا، وإلا لكنت أحد اثنين؛ ذا عقل يَدْفِن في مقعدٍ غيري، أو ذا مقعد دُفِنَ فيه عَقْل غيري، فأكون في الحالة الأولى جيفة، وفي الثانية قبرًا، وأنا لا أرضى الحالين … لقد حرمني القانون من حق الانتخاب، فأراحني من التألم لحال هؤلاء المنكوبين في عقولهم، المأبورين في مبادئهم. أراحني أيضًا من البحث عمن يصلح للنيابة. وما داموا لا يجدون بينهم نائبًا، بسبب الأثرة والأنانية وحب الذات والظهور، فمن حق كل عاقل أن يسأل الله أن يمنَّ عليهم بنائبة بدلًا من نائب.»٧

ورواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد»، تدور أحداثها حول الشاب أدريان باريزيل، الذي نجح في انتخابات البرلمان الفرنسي، عن إحدى القرى الريفية. وعندما تم النجاح قرر السفر إلى باريس، ليباشر عمله في البرلمان، فودَّعَتْه خطيبته نيزيت على محطة القطار. وفي المحطة وقبل ركوب النائب القطار، نجد ثلاثة أشقياء يدبرون خطة مُحْكَمة لخطف هذا النائب. وبدأت الخطة بأن أحدهم — وهو بابيار — ركب في مقصورة النائب، وقدَّمَ نفسه له باعتباره أحد الصحفيين. فنشأ التعارف بينهما، ووصل الأمر إلى أن هذا الشقيَّ استطاع أن يُقْنِع النائب بأن يسكن معه في منزله الكبير، الذي يليق بنائب في البرلمان، فوافق أدريان على ذلك.

وفي هذا المنزل، يتم خطف النائب وسجنه في قبوه، وعندما يسأل أدريان عن سبب هذا الاختطاف، يجيب عليه بيلوت زعيم الأشقياء، بأن الشبه التام بينهما جعل بيلوت يفكر في انتحال صفة أدريان في البرلمان، حتى يتحصن بهذا المنصب، ويتزوج من سيدة غنية، كي يستولي على ثروتها. وبالفعل تنجح خطة الأشقياء، وينتحل بيلوت اسم وصفة أدريان، ويذهب إلى البرلمان ويخطب فيه، ويثبت للجميع أنه النائب أدريان. وبمرور الأيام تقلق نيزيت على خطيبها، الذي أَرْسَلَ لها خطابات غرامية، دون أن يتحدث عن أعماله السياسية في البرلمان، كما هي عادته معها في السابق قبل أن ينجح في الانتخابات.

وبسبب هذا القلق تسافر الخطيبة إلى باريز لمقابلته، وتفاجأ بوجود بيلوت شبيه خطيبها، وتكشف أَمْره من أول نظرة، ولكن الشقيَّ أقنعها بأنه فعل ذلك من أجل خطيبها، حيث إنه هرب إلى أستراليا مع امرأة متزوجة، وحتى لا ينكشف أمره اتفق مع صديقه بيلوت لانتحال اسمه وعمله، حتى لا يعلم بأمر هروبه زوْجُ خليلته. وتُصدم الخطيبة بهذه القصة، رغم شكِّها فيها، ولكن بيلوت قدَّم لها أوراقًا مزورة تثبت كلامه. وحاول الشقي الاعتداء على الخطيبة وهي في هذه الحالة، ولكنها هربت منه بعد أن صرخت صرخة عالية، سمعها أدريان وهو في القبو، فعرف صوت خطيبته. وفي المساء وعن طريق الحيلة استطاع أدريان أن يهرب من المنزل عن طريق نافذة الحمَّام، بعد أن أقنع الأشقياء بأنه استسلم لهم ولأوامرهم. وبعد هروبه بدقائق، جمع الأشقياء كل متعلقاتهم من المنزل وهربوا منه. وفي الصباح ذهب أدريان إلى خطيبته وشرح لها المؤامرة بكاملها، وفعل الأمر نفسه في قسم الشرطة، وأحدث هذا الأمر ضجة صحفية كبيرة، وانتهت القصة بعودة أدريان إلى البرلمان.

وإذا نظرنا إلى روايات القسم الثالث، والتي تتعلق بالروايات المسلسلة الطويلة، سنجد حافظ نجيب ترجم بين عامَيْ ١٩٢١ و١٩٢٢ «روايات جونسون» الفرنسية، وهي سلسلة روايات بوليسية غرامية فكاهية، تتضمن بعض النصائح والمواعظ، بجانب مجموعة من الحيل والمغامرات. وبلغت روايات جونسون اثنتين وعشرين رواية مسلسلة، هي: «خطف بارجة حربية»، «قيصر روسيا»، «قاضي التحقيق»، «أصبع الشيطان»، «موت بيكار»، «عفريت بيكار»، «اختفاء بنوا»، «زواج جونسون»، «قاتل اللادي بلتهام»، «وفاء هيلين»، «حذاء الميت»، «القطار المفقود»، «غرام الأمير»، «باقة الورد»، «الفارس المقَنَّع»، «التابوت الفارغ»، «هيلين فوق العرش»، «والدة بنوا»، «سارق الذهب»، «كنوز الذهب»، «مداعبة جونسون»، «خاتمة جونسون». وقد نُشرت هذه الروايات في سبعة مجلدات بالقاهرة.٨ وفي آخر المجلد الثاني والثالث كتاب «مناهج الحياة»، وجزء من رواية «موت حافظ نجيب» بقلم الآنسة زينب فوزي.٩

وفي عام ١٩٢٣، ترجم حافظ نجيب رواية «الغرفة الصفراء»، وهي رواية واقعية ذات وقائع غريبة وحوادث غامضة، ومواقف غرامية مؤثرة، اعتمد في ترجمتها على الأدلة العقلية والمنطقية. وقد بدأها بكلمتين، قال في الأولى: «العقل كالمصباح يهدي إلى الغاية، والمبدأ قوة دافعة في سبيل الحياة، فالإنسان الذي له عقل ناضج ومبدأ قويم له غاية في الحياة وله قوة تبلغ به إلى هذه الغاية.» وفي الأخرى قال: «يعتمد الإنسان في الليل على نور المصباح ليتمكن من الإبصار، كذلك العاقل يعتمد في الأبحاث الغامضة على العقل والمنطق والاستدلال.»

وقد نَشَرَ حافظ هذه الرواية المسلسلة، في مجلة «العالمين» ابتداء من ١٠ / ١٠ / ١٩٢٣ إلى ٤ / ٢ / ١٩٢٤. ثم ضمَّ إليها رواية مسلسلة أخرى بعنوان «سر الجريمة»، قال عنها إنها خاتمة رواية الغرفة الصفراء! ولكن هذه الخاتمة، تعتبر رواية مستقلة بذاتها، حيث تمَّ نشْرها في مجلة «العالمين» أيضًا، ابتداء من ١١ / ٢ / ١٩٢٤ حتى ٥ / ٤ / ١٩٢٤.

وتعتبر رواية «الشبح المخيف» الروايةَ المسلسلة الرابعة لحافظ نجيب، حيث تَرْجَمَها ونَشَرَها في مجلته «الحاوي» ابتداء من ١٤ / ٧ / ١٩٢٥ وحتى ٥ / ١ / ١٩٢٦، وهي من الروايات البوليسية. ثم بدأ في ترجمة ونشر رواية «رفائيل» للكاتب لامرتين، حيث نَشَرَ الحلقة الأولى في مجلة «الحاوي» عدد رقم ٣٦ بتاريخ ٧ / ٣ / ١٩٢٦، ثم توقَّفَت المجلة؛ لأن العدد رقم ٣٧ صدر بعد شهرين في ٢ / ٥ / ١٩٢٦، وكان خاليًا من أية حلقة لهذه الرواية!

وبالإضافة إلى ما سبق، فهناك ثماني روايات مسلسلة، ترجمها ونشرها حافظ نجيب تحت اسم «ملتون توب»، لم نطَّلِع عليها، ولم نجد منها أية رواية، ولكن حافظ نجيب أشار إليها في أكثر من موضع.١٠ وهي تتشابه إلى حد كبير بروايات جونسون.

أما القسم الرابع من روايات حافظ نجيب، فهو الخاص بالقصص القصيرة المؤلفة، وهي قصص قد نشرها حافظ في باب «قصة الأسبوع» بمجلتي «العالمين»، و«الحاوي»، ابتداء من ١٠ / ١٠ / ١٩٢٣ إلى ١١ / ١١ / ١٩٢٥. وهذه القصص، هي: «طاهر وأمينة»، «حسن وجميلة»، «في خلوة»، «أسرار القصور»، «الزوجة الخائنة»، «الغرام الصامت»، «سنية»، «جنى على نفسه»، «على شاطئ البحر»، «الجمال». وهي قصص اجتماعية، تدور أغلب حوادثها في البيئة المصرية، وتناقش المشاكل الاجتماعية بأسلوب فلسفي، وبالأخص المشاكل التي تتعلق بالمرأة ونفسيتها.

وإذا تطرقنا إلى القسم الخامس، سنجده يتعلق بالقصص القصيرة، التي جاءت فيما بعد في كتاب «اعترافات حافظ نجيب». أي إنها قصص من حياة حافظ نجيب، تم تغيير بعض أسماء شخصياتها، والعبث ببعض أحداثها، ومن ثَمَّ أُعيدَ نشْرها في الاعترافات. وبالرغم من ذلك، فإن الخطوط الرئيسية ثابتة في القصة القصيرة، كما هي ثابتة في الاعترافات. وهذه القصص نَشَرَها حافظ في باب «قصة الأسبوع» بمجلتي «العالمين» و«الحاوي»، ابتداء من ٧ / ١ / ١٩٢٤ وحتى ٢٢ / ٩ / ١٩٢٥.

وأول قصة كانت بعنوان «صحن الشمَّام»، وهي تحكي عن حادثة تمت بين حافظ نجيب، عندما كان متنكرًا في شخصية غالي جرجس، وبين الشيخ عبد العزيز جاويش، عندما قابله حافظ في فندق الناسيونال بحضور الزعيم محمد فريد.١١ والقصة الثانية، كانت بعنوان «الراهب فيلوثاؤس»، وهي تحكي عن قصة حافظ نجيب، عندما تَنَكَّرَ في شخصية الراهب غبريال إبراهيم أو غالي جرجس أو فيلوثاؤس، كما مر بنا.١٢
والقصة الثالثة كانت بعنوان «غرام أنطوان دوريه»، وهي تحكي عن حافظ نجيب، عندما تَنَكَّرَ في شخصية أنطوان دوريه وعاش قصة حب مع الفتاة أليس، ولكن البوليس يقبض عليه، وفي المحكمة تحضر أليس وتطلب من حافظ أن يهرب ليقابلها غدًا، فيعدها بذلك أمام القاضي. وفي الصباح فتح السجان زنزانة حافظ نجيب فلم يجده؛ حيث هرب لمقابلة أليس!١٣
وكانت قصة «خادم الرئيس»، هي القصة الرابعة، وتدور أحداثها حول حافظ نجيب عندما تنكَّرَ في شخصية الخادم حسن، وعمل في منزل رئيس النيابة، نكاية فيه.١٤ أما القصة الخامسة فكانت بعنوان «زهرة هانم»، وهي تحكي عن حافظ نجيب عندما كان في العشرين من عمره، فتعرَّفَ على زهرة هانم، التي أحبته لدرجة الجنون، ولكنه تركها عندما شعر بأنها تريد امتلاكه؛ لذلك قامت زهرة بإرسال من يقتله، ولكن القاتل فشل في مهمته، وأخيرًا تقوم باختطافه وحبسه في قبو قصرها، ولكنه في النهاية يهرب منها.١٥
والقصة السادسة، كانت بعنوان «الخواجه غالي»، وهي تحكي عن علاقة حافظ نجيب بالسائحة إيزابيل، التي تعرَّف عليها في فندق ميناهاوس، فصادَقَها لمدة شهرين ولازَمَها في سياحتها؛ حيث شاهدَت الآثار الفرعونية، وانتهت القصة بالقبض عليه في الفندق.١٦ أما القصة السابعة والأخيرة، فكانت بعنوان «عَلْقة في الحمَّام»، وهي تدور حول حافظ نجيب، عندما كان متنكرًا في شخصية الحاج فرغلي، بائع الحمص والفشار وحلوى الأطفال، حيث طارده البوليس، فدخل إلى حمَّام النساء وهرب من بابه الخلفي.١٧
ونأتي إلى القسم السادس والأخير، من روايات حافظ نجيب، وهو القسم الخاص بقصصه القصيرة، التي تحكي فترات من حياته، دون نشرها في كتاب الاعترافات. وهذه القصص نُشرت في باب «قصة الأسبوع» بمجلتي «العالمين» و«الحاوي» ابتداء من ٣١ / ١٠ / ١٩٢٣ إلى ٢٩ / ٩ / ١٩٢٥. وأول قصة كانت بعنوان «فتحي وبديعة»، وهي قصة شاهدها حافظ نجيب، وشارَكَ في أحداثها، حيث تدور حول الراقصة بديعة التي تخدع زبائنها من شبان العائلات الكريمة، حيث وَقَعَ بين أنيابها الشاب فتحي، فأحبها وأجزل لها العطاء. ولكن الشقي سيد الذي يحب بديعة، قام برش مادة كاوية على وجهها انتقامًا منها، ولكن فتحي تلقى هذه المادة على عينيه فِدَاءً لبديعة، فيصاب بالعمى.١٨
أما القصة الثانية، فكانت بعنوان «لحْد الفضيلة»، وهي تدور حول حافظ نجيب عندما كان مدرسًا؛ حيث تعلَّقَتْ به وأَحَبَّتْه تلميذته إحسان. وبمرور الوقت تَعْلَم إحسان أن أستاذها حافظ زير نساء، فتتفق مع خادمه على الدخول إلى منزله أثناء غيابه. وتذهب إحسان برفقة والدتها إلى منزل حافظ، فيكتشفان صورًا وخطابات من نساء كثيرات، فتصمم إحسان على إعطاء حافظ درسًا قاسيًا في الحب. وهذا الدرس يتمثل في محاولتها إيقاعه في حبها لدرجة الجنون، وبالفعل تنجح إحسان في ذلك، ويسير حافظ نجيب في الطريق المستقيم، بعد زواجه من إحسان.١٩
وكانت قصة «عمر بك» القصة الثالثة، وهي تحكي عن حافظ نجيب، عندما نزل في فندق أوتيل آيات بالإسكندرية باسْم عمر بك. وكانت تسكن في الغرفة المجاورة الفتاة إقبال التركية. وفي يوم ما ذهب حافظ إلى مقابر الإسكندرية، وجلس عند مقبرة والدته يبكيها، فتَقَابَلَ مع إقبال التي جاءت تبكي والدها، فنشأ بينهما التعارف، الذي تطوَّرَ بمرور الأيام إلى حبٍّ جارف. وعلم حافظ من إقبال أنها جاءت إلى مصر للاستشفاء في حلوان من علة الصدر، ففقدت والدها في الإسكندرية، ومن ثَمَّ أَوْقَفَت العلاج. وأمام ذلك صمَّمَ عمر بك — أو حافظ نجيب — الذهاب معها إلى حلوان لاستكمال علاجها. وفي حلوان اشتد المرض على إقبال، فلازمت الفراش مدة طويلة، وكان عمر بك بجوارها طوال هذه المدة، حتى قَبَضَ عليه البوليس بعد أن كشف شخصيته، وأودعه السجن. وفي هذه الفترة وصلت إقبال في مرضها إلى حالة متأخرة، حتى أصبحت بين الحياة والموت. وعندما عَلِم حافظ بحالتها هذه هرب من السجن عن طريق التنكر، ومكث معها لحظاتها الأخيرة قبل أن تموت. وكان هذا هو السر الذي دَفَعَ حافظ نجيب إلى الهروب من السجن لأول مرة!٢٠
أما القصة الرابعة، فكانت بعنوان «الفريسة»، وهي تحكي عن إحدى مغامرات حافظ نجيب النسائية، عندما تعرف على الفتاة جان، وهي من أم فرنسية وأب سوري توفي في القاهرة.٢١ والقصة الخامسة والأخيرة، كانت بعنوان «الزالقة»، وهي تحكي عن حافظ نجيب، عندما تعرَّفَ في يوم ما بفتاة طلبت منه مساعدتها للالتحاق بإحدى الفرق المسرحية، ولكنه خشي عليها من دخول هذا العالم الغريب، ونصحها بالابتعاد عنه. وبعد فترة من الزمن قابل الفتاة مرة أخرى، وذكَّرَتْه بنفسها، بعد أن سقطت سقوطًا شديدًا في الرذيلة. وكان سبب السقوط أحد الإنجليز من مستعمري مصر، حيث سلبها عفافها انتقامًا من والدها، الذي كان ينافسه في بعض الأعمال.٢٢
١  انظر: جريدة «الحياة المصرية» ٣٠ / ١٢ / ٢٠٠٢، نقلًا عن موقع «مصراوي» بالإنترنت.
٢  جورج طنوس، «نابغة المحتالين»، ص١٤٩.
٣  وللأسف الشديد لم نستطع معرفة عنوان هذه الرواية، لأن غلافها منزوع من مجلد المجلة، المحفوظ بدار الكتب المصرية.
٤  من المحتمل أن حافظ نجيب لم ينشر في مجلة «الحاوي»، أية رواية أخرى بعد «ثورة العواطف»، لأنه أصدر عددين فقط بعد ذلك، هما ٣٨، ٣٩ في ستة أشهر. وهما عددان مفقودان في مجلد «الحاوي» المحفوظ بدار الكتب المصرية.
٥  انظر: جريدة «القاهرة» ١٢ / ١١ / ٢٠٠٢، نقلًا عن مجلة «الهلال» يوليو ٢٠٠٣.
٦  حافظ نجيب، «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد»، المطبعة التجارية الكبرى، د. ت، ص٣-٤.
٧  حافظ نجيب، «عضو البرلمان»، ص٧-٨.
٨  انظر: «فهرس آداب اللغة العربية» بدار الكتب المصرية، الجزء الرابع: قسم الروايات والقصص، الملحق الثاني، ص٢٦٧.
٩  لم نطلع على رواية «موت حافظ نجيب»، لعدم وجود مجلدات روايات جونسون كاملة في دار الكتب، ولا نعلم أي شيء عن الآنسة زينب فوزي! ورغم ذلك فعنوان الرواية، يُشير إلى حادثة جاءت في «اعترافات حافظ نجيب»، كما مرَّ بنا، عندما أَوْهَمَ البوليس بأنه مات، كي يتخلص من شخصيته الحقيقية، وبالتالي يتخلص من مطاردة البوليس، كي يتزوج من سيجريس. ولعل تفاصيل هذه الحادثة وصلت إلى الآنسة زينب فوزي، فكتبت عنها هذه القصة. وربما تكون زينب فوزي إحدى النساء في حياة حافظ نجيب، أو ربما تكون وسيلة محمد أخرى!
١٠  انظر: مجلة «العالمين»، عدد ٨، ٢٦ / ١١ / ١٩٢٣، وأيضًا غلاف رواية «عضو البرلمان» أو «النائب الجديد».
١١  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «العالمين» بتاريخ ٧ / ١ / ١٩٢٤، وقارِن بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص٣٤١–٣٥٧.
١٢  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «العالمين» بتاريخ ٢١ / ١ / ١٩٢٤، وقارِنْ بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص٢٩٥–٣٥١.
١٣  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «العالمين» بتاريخ ٨ / ٣ / ١٩٢٤، وقارِنْ بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص٢٤٣–٢٦٤.
١٤  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «الحاوي» بتاريخ ٢١ / ٧ / ١٩٢٥، وقارِنْ بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص٢٢٣–٢٣٢.
١٥  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «الحاوي» بتاريخ ١٨ / ٨ / ١٩٢٥، وقارِنْ بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص١٩٩–٢١١.
١٦  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «الحاوي» بتاريخ ٢٥ / ٨ / ١٩٢٥، وقارِنْ بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص٣٦٤-٣٦٥، وأيضًا ما جاء في أحداث رواية «الحب والحيلة».
١٧  انظر أحداث هذه القصة في مجلة «الحاوي» بتاريخ ٢٢ / ٩ / ١٩٢٥، وقارِنْ بينها وبين ما جاء في كتاب «اعترافات حافظ نجيب» ص٢١٣–٢٢٢.
١٨  انظر: مجلة «العالمين»، عدد ٤، ٣١ / ١٠ / ١٩٢٣. وقد أعاد حافظ نجيب نشر هذه القصة مرة أخرى في مجلة «الحاوي» عدد ١٥ في ٢٠ / ١٠ / ١٩٢٥.
١٩  انظر: مجلة «العالمين»، عدد ١٥، ١٤ / ١ / ١٩٢٤. وقد أعاد حافظ نجيب نشْر هذه القصة مرة أخرى في مجلة «الحاوي» عدد ١٤ في ١٣ / ١٠ / ١٩٢٥. ومن الجدير بالذكر أن هذه القصة كانت في الأصل مقدمة مسرحية «محور السياسة»، التي عُرِضَتْ عام ١٩٢٠، والمنشورة في هذا الكتاب، ثم حَوَّلَها حافظ نجيب إلى قصة بعد ذلك.
٢٠  انظر: مجلة «الحاوي»، عدد ٥، ١١ / ٨ / ١٩٢٥.
٢١  انظر: مجلة «الحاوي»، عدد ٨، ١ / ٩ / ١٩٢٥.
٢٢  انظر: مجلة «الحاوي»، عدد ١٢، ٢٩ / ٩ / ١٩٢٥.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤