الفصل العشرون

ركب توبي في مؤخرة الشاحنة مع الكلاب وأربعة رجال آخرين، بعضهم من تلالنا، والبعض الآخَر من أماكن أبعد. وعند الكنيسة، ترجَّلوا من الشاحنة واتجهوا نحو شاحناتهم الخاصة. صاحَ والدي بكلمات الشكر لهم من النافذة، ولوَّحوا له مُبتسمين وعادوا إلى حياتهم بقصةٍ سيتحاكى بها أطفال أطفالهم حتى قرنٍ من الزمان.

ومن هناك إلى المزرعة، كان توبي راكبًا وحدَه في مؤخرة الشاحنة بعدما أصرَّ على ذلك. وعندما استدرتُ ونظرتُ من خلال نافذة المقصورة، رأيتُه جاثمًا متكوِّمًا مع الكلاب على الجانب الآخَر من زجاج النافذة، ومرَّة أخرى كان مرتديًا معطف جدي القديم وقد أغلقَ أزراره بإحكام، وكان ما يزال مرتديًا قفازه، لكنه كان يشعر بالبرد القارس دون شكٍّ بسبب الرياح السوداء، وبسبب ما رآه داخل تلك البئر وما فعله.

حين وصلنا إلى البيت، تردَّد توبي، لكني وقفتُ أنا وأبي في الزقاق وانتظرنا انضمامه إلينا، بينما انطلقت الكلاب إلى مخزن الحطب. قال والدي: «تفضَّل بالدخول وتناول معنا شيئًا. لا يُمكن أن أعيدَك إلى بيتك جائعًا بعد ما فعلتَه للتو.»

أسرعَ شقيقاي إلى الباب ليرحِّبوا بنا. كانا قد أخذا حمامهما حديثًا، وكانا متوردَين ودافئَين، وشَعرهما مبللًا داكنًا منسدلًا حول وجهَيهما، وأردتُ أن أشدَّهما إلى حضني وأبكي. لكني لم أفعل. لو أنني حاولت فعل ذلك، فمن المؤكَّد أنهما كانا سيصارعانني ويطرحانني أرضًا وينعتانني بأنني فتاة.

لكني كنتُ أحبُّهما حُبًّا لم يكُن يحتاج إلى إثبات.

أخذ والدي معطف توبي، وعلَّقه في الخزانة التي كان موجودًا فيها أصلًا، في صباح ذلك اليوم نفسه للتو.

ثم قال له: «قفازك؟»، لكنَّ توبي دسَّ يدَيه تحت ذراعَيه، وقال بنبرةٍ رقيقةٍ ناظرًا إلى الأرض: «ما زالت يداي باردتَين جدًّا.» وكان هذا منطقيًّا. أضافَ: «سأظلُّ مرتديًا إياه بعضَ الوقت، إنْ لم تمانع.»

فقال له والدي مبتسمًا: «من الصعب أن تأكل وأنت مرتدٍ قفازك، لكني أعرف شعور المرء حين تكون يداه باردتَين.»

كان الجميع قد تجمَّعوا في المطبخ حين سمعوا صوتنا ونحن ندخل. قال والدي لهم جميعًا: «هذا جوردان. جوردان، هذان أبي وأمي، دانيال وماري. وهذه أختي، ليلي.»

تقدَّمت العمة ليلي نحوه ومدَّت يدها إليه، وابتسمت له ابتسامة نادرة منها. قالت بنبرة رقيقة لم أعهدها منها قبل ذلك: «تشرفتُ بمعرفتك.»

تردد توبي لحظة ثم خلع قفازه وصافحها. قال: «سررتُ بمعرفتكِ»، وارتدى قفازه مجددًا.

قال والدي وهو يومئ برأسه نحو الولدَين: «وهذان جيمس وهنري. جوردان، بِمَ ينبغي أن ينادياك، السيد …»

فقال: «جوردان فحسب، دون ألقاب.»

وقال الولدان معًا في آنٍ واحد: «هل عثرتم على بيتي؟ هل ماتت؟»

فقالت العمة ليلي: «صه يا أولاد!»

أضافَ والدي: «وهذه زوجتي سارة.»

وقفَ توبي مع أبي ومعي، في العتبة الواسعة بين المدخل والمطبخ، وانحنى بالفعل، كما لو كان فارسًا.

قال لها: «مرحبًا.»

كانت أمي قد وقفت ساكنة تمامًا بلا حراك حين سمعت صوت توبي. والآن، بعدما أتى بهذا التصرف الغريب، مسحت يدَيها بمئزرها وتقدمت نحوه. قالت له: «اسمك جوردان؟»

فقال: «أجل.»

تفرَّسَت في وجهه، وظننتُ أنها ربما عرفت هُويته الحقيقية.

ثم قالت له وهي تقوده إلى المائدة: «تفضَّل. اجلس.»

•••

سخَّنت أمي بعض الطعام المتبقي من العشاء، وأثناء ذلك حكى والدي ما حدث.

وساعدتُه في ذلك قليلًا.

لم يقُل توبي شيئًا على الإطلاق. حتى عندما شرح والدي كيف أنزلوه في البئر، وقالت العمة ليلي: «كان هذا تصرفًا شجاعًا جدًّا منك يا جوردان» بنفس النبرة الرقيقة التي تكاد تكون موسيقية … وأطلق الولدان وابلًا من الأسئلة عن شكل البئر من الداخل، وعمَّا إن كانت تحوي ثعابين وحريشات، وعمَّا إذا كانت البئر تمتد حتى الصين.

سكت الولدان حين وصل والدي إلى الجزء المتعلق ببيتي.

لم يتفوَّه أحدٌ بكلمة بينما كان والدي يصف الموقف، ولكن حين انتهى، استأذنت جدتي بهدوء وانصرفت لتنام.

قال جدي: «سأقول أنا أيضًا طابت ليلتكم.» ثم التفتَ إلى توبي. وقال: «آملُ أن تأخذ معك سلة من التفاح عند رحيلك.»

فقال توبي: «شكرًا لك. سأفعل.»

سكبت أمي مزيدًا من القهوة له ولأبي.

فسألتُها: «هل لي أن أحصل على بعضٍ منها أنا أيضًا؟» لكنها تجاهلتني.

وقالت لأبي: «هل ستُصبح بيتي بخير؟»

«لا أعرف. لكنَّ العريف نقلها إلى المستشفى؛ ومن ثمَّ فأنا متيقن من أننا سنعرف منه بعض المستجدات قريبًا.»

سألته العمة ليلي: «وماذا عن توبي ذلك. هل وجدوه؟»

رمقتُ توبي بنظرةٍ سريعة ثم أبعدت عينيَّ عنه. وعندئذٍ وجدتُ أمي ناظرةً إليَّ في اللحظة نفسها.

قال والدي: «لا، على حد علمي. لكن يبدو واضحًا أنَّ بيتي نزلت إلى مسكن توبي لإلحاق بعض الأذى به، وسقطت في بئر كوب القديمة وحدها هكذا دون تدخُّل من أحد.»

قالت العمة ليلي: «فأين هو إذَن؟»

فقالت أمي وهي تضع الأطباق وأدوات الطعام لأبي وتوبي ولي: «يكفي الكلام عن ذلك. دعونا نفرح فقط بالعثور على بيتي.» وضعت طبقًا كبيرًا من اللحم البقري والبطاطس والجزر على المائدة. وقالت لتوبي: «هلا تتفضَّل بتناول الطعام.»

وعندما تردَّد كذي قبل، أخذَت طبقه وغَرَفَت له. قالت له: «الآن فلتأكله كله وهو ساخن.»

حبستُ أنفاسي، لكن توبي خلع القفاز من يده اليُمنى ببساطة وبدأ يأكل. رجوتُ ألَّا يكون أحد آخَر غيري قد لاحظ حين أعاد توبي يده اليسرى، وهي ما زالت مكسوَّةً بالقفاز، إلى حجره، وقطع اللحم بيدٍ واحدة بحافة شوكته.

قامت العمة ليلي عن المائدة، وقالت: «حسنًا، من بعد إذنكم جميعًا، لديَّ عمل في الصباح الباكر.» ثم التفتت إلى توبي وابتسمت مجددًا. قالت له: «سُررتُ جدًّا بمعرفتك يا جوردان. آمل أن ألقاك مجددًا فيما بعد.»

نهضَ توبي جزئيًّا من كرسيه. وقال: «وأنا أيضًا.»

قالت وقد أدرَكَت شيئًا ما بعدما فاتها: «حسنًا. لم تخبرنا يا جون، كيف اكتشفتم أنَّ بيتي كانت موجودةً في البئر. هل الكلاب البوليسية هي التي عثرت عليها؟»

أشار والدي بشوكةٍ نحوي، وقال: «تلك الكلبة البوليسية. تلك المحققة البوليسية التي تعيش بيننا هي التي اكتشفت ذلك.»

كانت العمة ليلي هي الوحيدة ممَّن أعرفهم التي كانت تستطيع أن ترفع حاجبًا واحدًا فقط، مما كان يجعلها تبدو مرتابة وحكيمة في آنٍ واحد. سألتني رافعةً حاجبها: «وكيف تمكنتِ من ذلك يا أنابل؟»

هززتُ كتفي. وقلت: «كلُّ ما في الأمر أنني قضيتُ النهار أفكِّر فيما قاله آندي، هذا كلُّ ما في الأمر.» نظرتُ إليها مباشرة في عينَيها. وأضفتُ: «وكنت أعرف أنَّ توبي لم يقترف أيَّ جُرم، مما سهَّل عليَّ أن أكتشف ما حدث بالفعل.»

زمَّت العمة ليلي شفتَيها ورفعت ذقنها. قالت: «لا أفهم سر ثقتك في ذلك الرجل يا أنابل. لقد آذى فتاتَين صغيرتَين — روث وبيتي — وربما أخريات.»

قال والدي: «حانَ وقتُ النوم يا أولاد»، فأثار ذلك احتجاجاتهما المعتادة، وردَّة الفعل المعتادة كذلك من العمة ليلي على تلك الاحتجاجات.

نَبَحَت بعلو صوتها وهي تتجه نحوهما وتشير لهما بالانصراف: «حالًا.» ففَرَّا راكضَين وهي تقترب منهما. لأنهما كان يعرفان، كبقيتنا، أنَّ العمة ليلي لم تكُن تتورع عن العض.

•••

صرنا آنذاك أربعة فقط. سكبت أمي لنفسها فنجانًا من القهوة، وجلست إلى المائدة تراقبنا ونحن نأكل.

سألَت توبي: «من أين أنت يا جوردان؟»

رمقني بنظرة سريعة، ثم التفتَ إليها. وقال: «من ميريلاند، أصلًا. لكني أعيش في هوبويل الآن.»

«وسمعت أن بيتي كانت مفقودة؟»

أومأ توبي بالإيجاب ببطء. وقال: «مثل هذه الأخبار تنتقل بسرعة.»

فسألته أمي: «وماذا تعمل؟» سمعتُ في صوتها نبرةً من التشكيك المتزايد، لكني قلتُ لنفسي إنني ربما كنت أتوهم ذلك فحسب. فهُوية توبي الحقيقية كانت واضحةً لي جدًّا، لدرجة أنني لم أفهم كيف أنَّ الآخَرين لم يلاحظوها.

قال: «أنا نجَّار.»

بدت هذه إجابة صادقة، مثلها مثل «جوردان» و«ميريلاند».

قالت أمي، بينما تستند بمرفقَيها على المائدة، وتضع يدَيها حول فنجان قهوتها: «لا بد أن زوجتك قلِقة عليك الآن.» كانت تنظر إليه بثبات من خلال بعض البخار المتصاعد من القهوة.

كنت متيقنة من أنها لم تستطِع رؤية يده اليسرى؛ ولذا يستحيل أن تكون قد رأت خاتم زواج.

قال له أبي: «يُمكنك أن تتصل بها إن أردت.»

قال توبي بنبرة خافتة: «لست متزوجًا.» بدا منزعجًا جدًّا حين قالها؛ ومن ثمَّ توقفت أمي عن استجوابه، لكنها ظلَّت مُحدقة إليه بضع ثوانٍ.

وقالت: «اترك مكانًا في بطنك للتحلية. فأنا أعددتُ فطيرة جوز.»

•••

رنَّ جرس الهاتف بعد ذلك بلحظة، لكننا لم نكُن متفاجئين بقدرِ ما كُنا سنتفاجأ لو كنا في ظروف عادية.

قال أبي: «إنه العريف. لقد وعدني بالاتصال حين يطرأ أيُّ جديد.»

ذهبَ إلى غرفة الجلوس، واستطعنا أن نسمعه يتكلم، لكنا لم نسمع ما كان يقوله بالضبط.

تنهدت أمي. وقالت: «أرجو أن تكون بخير. فلا أحدَ يستحق ما حدث لها.»

فقال توبي: «هذا لو لم تكُن قد فعلَت ما فعلَته.»

فرفعتُ عينيَّ نحوه بحِدَّة.

وأمالت أمي رأسها نحوه وتفرَّست فيه بفضول. ثم سألته: «وما الذي فعلَته بالضبط؟»

كان القصدُ من سؤالها واضحًا مع أنها لم تنطقه حرفيًّا: «كيف لرجل غريب من هوبويل أن يعرف «ما فعلته بيتي أو ما لم تفعله»؟»

لكنَّ أبي أنقذ توبي من الإجابة. قال وهو يجلس متثاقلًا إلى المائدة مرة أخرى، ويمرِّر يده خلال شَعره: «حسنًا، لقد بدءوا للتو يكتشفون الأضرار التي يُحتمَل أنها لحقت بجسد بيتي، لكنهم يعرفون القليل منها بالفعل. كتفها ممزقة تمامًا من ذلك الأنبوب، وسيبدءون في علاجها من التيتانوس وعدوى أخرى جسيمة جدًّا. هم الآن يدفئونها. وينقلون لها دمًا.»

تنهَّدَت أمي تنهيدة طويلة. وقالت: «لا عظام مكسورة؟»

هزَّ أبي رأسه بالنفي. وقال: «لا، وهذا مذهل، لكنَّ قدمها اليمنى مصابة ببعض الغرغرينا. كانت ساقها محشورة بشدة تحت تلك العباءة. وعندما حاولت تحريكها، بدأت العباءة تتمزق، فتوقَّفت. لكنهم يعتقدون أنها ستُصبح بخير. ربما قد تفقد إصبعًا من قدمها. لا يُمكن معرفة ذلك الآن، فما زال الوقت مبكرًا.»

شعرتُ بالغثيان. قلتُ: «إذَن، فهل قالت شيئًا عمَّا حدث لها؟»

أشاحَ بوجهه بعيدًا. وقال: «أجل. قليلًا. تحدَّثت عن توبي. قالت إنه دفعها لتسقط في تلك البئر.»

«لكن …»

«مهلًا يا أنابل. أنا لا أقول إلا ما قالته. لا داعي إلى أن تجادليني في ذلك.»

«لكنها تكذب!»

«دَعي والدكِ يتكلم يا أنابل.»

«تقول إنَّ توبي ضبطها وهي تتلصص خفية في مُنخفَض «كوب هولو»، في صباح أمس قبل أن يشتدَّ المطر. فأمسكها. ووضعها في الكوخ.»

كان توبي قد نكَّس رأسه، وكان واضعًا كلتا يدَيه في حجره. حدَّقتُ إليه، وأنا أخشى ما قد يدور في ذهنه. رأيت مواضع في شعره لم أتقِن قصها. وجدتُ خصلة صغيرة بارزة فوق قمة رأسه. ولاحظت أنَّ شَعره كان متفاوت الطول.

«قالت إنه كان غاضبًا لأنها وشت به. بخصوص رمي الحجرِ الذي أصاب روث. وبخصوص السلك المشدود. وإنه، بعدما حزم أغراضه، جرَّها إلى الأحراج، ودفعها إلى أسفل البئر دون أن يتفوَّه بكلمةٍ واحدة. هكذا فقط.»

قالت أمي: «ورحل هاربًا؟»

فقال أبي: «ورحل هاربًا.»

كان هذا هو كل ما كنت أخشاه. فكيف كان يُمكن لتوبي أن يُثبت أنه لم يفعل شيئًا ما؟

لا بد أنَّ السيدة جريبل ستكون عاكفةً بحلول هذا الوقت على نَشْر الخبر، عبر كل خطوط الهاتف المثبتة على لوحة مفاتيحها كأذرع الأخطبوط، والتي تمتد إلى منازل كثيرة في كل أنحاء هذه التلال.

وهكذا ففي غضون ساعةٍ واحدة، سيكون توبي وحشًا قاتلًا وتكون بيتي فتاةً بريئةً مسكينة.

في أثناء الصمت الذي أعقبَ ذلك، كنت أشاهد أمي وهي تمرِّر إصبعها بطول خطوط الألياف الخشبية في سطح المائدة، كما لو كانت تقرأ خريطة.

قال والدي: «حسنًا، بالتأكيد أودُّ أن أشكرك على مساعدتك الليلة يا جوردان. وقتما تكون جاهزًا، يمكنني إعادتك إلى حيث تركتَ سيارتك. لدينا بعض التفاح في …»

قاطعته أمي قائلة: «جون.»

فسكت فجأة. وسألها: «ماذا؟»

نقلت أمي نظرها من جوردان إلى والدي.

وقالت: «ليس لديه سيارة.»

ابتسمَت لوالدي ابتسامة طفيفة، لكنها كانت حزينة، ربما لأنَّ الارتياح الذي كنا قد شعرنا به كلنا عند إنقاذ بيتي سرعان ما تبدَّل، وحلَّ محلَّه مزيدٌ من الهم.

«كيف تعرفين ذلك؟»

التفتَتْ إلى توبي. وقالت له: «دعني أرَ يدَيك.»

أطلقتُ النَّفَس الذي كنت حابسةً إياه طوال اليومَين الماضيين.

قال لها والدي: «سارة؟» وبدا مرتبكًا جدًّا، لدرجة أنني لم أكُن أعرف ما إذا كان يُفترض أن أضحك أم أبكي.

اعتدلَ توبي في جلسته. ورفع يدَيه من حِجره. وبيدِه اليُمنى العارية نزعَ القفاز من يده اليُسرى. كانت الندوب على يدِه اليُسرى مُميزةً لهُويته بوضوحٍ تام لا يقبل الجدل، كبصمة الإصبع.

قال والدي وهو يميل ليقترب منه: «جوردان؟»

فقالت أمي: «هذا ليس اسمه.»

قال توبي: «بل اسمي. اسمي توبياس جوردان. أنا نجَّار من ميريلاند. ولم أدفع بيتي إلى أسفل تلك البئر.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤