الغَـزَل

(نشرا في ٢٣ نوفمبر سنة ١٩٠٠م)

قال ترجمة عن جان جاك روسّو:

يأيُّها الحُبُّ امتَزِجْ بالحَشَى
فإنّ في الحُبِّ حياةَ النُّفوسْ
واسلُلْ حياةً منْ يَمينِ الرَّدَى
أوْشَك يَدْعُوها ظَلامُ الرُّموسْ

وقال ترجمة عنه أيضًا

تَمَثَّلي إنْ شِئْتِ في مَنْظَرٍ
(يا جُولِيَا) أنْكِرُ فيه الغَرامْ
أو فابعَثي قَلْبًا إلى أضْلُعٍ
راحَ به الوَجْدُ وأوْدَى السَّقامْ

وقال ترجمةً عنه أيضًا:

غُضِّي جُفونَ السِّحْرِ أو فارْحَمي
مُتَيَّمًا يَخْشى نِزالَ الجُفونْ
ولا تَصولي بالقَوامِ الّذي
تَميسُ فيه يا مُنايَ المَنُونْ
إنِّي لأدْري مِنْكِ مَعْنَى الهَوى
(يا جُولِيَا) والناسُ لا يَعْرِفُونْ

(١) في جُنْديٍّ مليح (نشرت في سنة ١٩٠٦م)

ومِنْ عَجَبٍ قد قَلَّدوكَ مُهَنَّدًا
وفي كلِّ لَحْظٍ منكَ سيْفٌ مُهَنَّدُ
إذا أنتَ قد جَرَّدْتَه أو غَمَدْتَهُ
قَتَلْتَ به واللَّحْظُ لا يَتَعَمَّدُ

وقال:

أنا العاشِقُ العاني وإن كنتَ لا تَدري
أعيذُكَ مِنْ وَجْدٍ تَغَلْغَلَ في صَدْري
خَليليَ هذا اللَّيْلُ في زِيِّه أتَى
فقُمْ نَلْتَمِسْ للسُهْدِ دِرْعًا من الصَّبْرِ
وهذا السُّرَى نحو الحِمى يسْتَفِزُّنا
فهَيَّا وإنْ كنّا على مَرْكَبٍ وَعْرِ
خليليَ هذا اللَّيْلُ قد طالَ عُمْرُهُ
وليس له غيرُ الأحاديث والذِّكْرِ
فهاتِ لنا أذْكى حَديثٍ وعَيْتَهُ
ألَذُّ به إنّ الأحاديث كالخَمْرِ

وقال:

قالَت الجَوْزاءُ حينَ رَأتْ
جَفْنَه قد واصَلَ السَّهَرَ
ما لهذا الصَّبِّ في وَلَهٍ
أتُراهُ يَعْشَقُ القَمَرا

وقال يتغزّل في مليح ويعرِّض باحتلال الإنجليز:

ظَبْيَ الحِمى باللهِ ما ضَرَّكا
إذا رأيْنا في الكَرَى طَيْفَكا
وما الّذي تَخْشاهُ لو أنّهمْ
قالوا فُلانٌ قد غَدا عَبْدَكا؟
قد حَرَّموا الرِّقَّ ولكنّهمْ
ما حَرَّموا رِقَّ الهَوَى عِنْدَكا
وأصْبَحَتْ مِصْرُ مُراحًا لهمْ
وأنتَ في الأحشا مُراحٌ لَكا
ما كان سَهْلاً أن يَرَوْا نِيلَها
لو أنّ في أسْيافِنا لَحْظَكا

(٢) يقين الحُبّ

أذِنْتُكِ تَرْتابينَ في الشَّمْسِ والضُّحى
وفي النُّورِ والظَّلماءِ والأرضِ والسَّما
ولا تَسمَحي للشَّكِّ يَخْطِرُ خَطْرَةً
بنَفْسِكِ يومًا أنْني لستُ مُغْرَما

(٣) الخال

قالهما في مليح رأى خالاً على غُرّته

سألْتُه ما لهذا الخالِ مُنْفَرِدًا
واختارَ غُرَّتَكَ الغَرَّا له سَكَنَا
أجابني: خافَ منْ سَهْمِ الجُفونِ ومِنْ
نارِ الخُدود، لهذا هاجَرَ الوَطَنا

(٤) رسائل الشوق

سُوَرٌ عِنْدي له مَكْتوبَةٌ
وَدَّ لوْ يَسْري بها الرُّوحُ الأمينْ
إنّني لا آمَنُ الرُّسْلَ ولاَ
آمَنُ الكُتْبَ على ما تَحْتَوينْ
مُستَهينٌ بالّذي كابَدْتُهُ
وهْو لا يَدْري بماذا يَسْتَهينْ
أنا في هَمٍّ ويَأْسٍ وأسًى
حاضِرُ اللَّوْعَةِ مَوْصُولُ الأنِينْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤