جائزة نوبل

(١) ألفريد نوبل١

اسم يدوي في العالم مع دويِّ المفرقعات، ويدوِّي في العالم اسم مرةً على الأقل كلَّ سنة مع أصحاب الشهرة العالمية في السياسة والعلم والأدب. ووراء ذلك الدوي سيرة للرجل ظاهرة، وأخرى باطنة هي التي تعنينا؛ لأننا نعرف منها صاحب الجوائز، ونعرف منها بواعث عمله الباقي الذي تُناط به ذاكرة:

رجل وديع لطيف قضى حياته يشعر بالفراغ، ويتشاغل بالعمل الدائب عن هذا الفراغ، ولا يحس بنفسه خلوًا من شواغل العمل إلا ليحس في ضميره بخيبة الأمل، ويحس في جسده بالوهن والحاجة إلى السكينة والعزلة.

طلب إليه أخوه لدفيج نوبل أن يكتب تاريخ حياته، فكتب اليه ما فحواه: أن له نصف حياة في الواقع، وأن هذا النصف كان حقيقًا أن يتولاه عند ولادته طبيب من محبي الخير يكتم أنفاسه ساعةَ بدرت منه الصيحة الأولى، على أبواب الدنيا.

وأراد — بسليقته الأدبية — أن يسطر ترجمته في صورة بطاقة من بطاقات الشخصية، فسطرها على الصورة التالية:

  • ألفريد نوبل: نصف إنسان Dime-man ضئيل، كان ينبغي أن يتاح له طبيب طيب يقضي عليه يوم قدِم صارخًا إلى دنياه.
  • مزاياه: ينظف أظافره، ولا يحب أن يُثقل على أحد.
  • نقائضه وأخطاؤه: بغير أسرة، كئيب، سيئ الهضم.
  • أهم رغباته: ورغبته الوحيدة ألا يُدفنَ بقيد الحياة.
  • خطاياه: لا يعبد إله «المأمون»!
  • حوادث حياته الهامة: لا شيء.

بطاقة حزينة، فيها مسحة ساخرة، لا يخطر لأحد من المطلعين على حياة الرجل من أهله وصحبه أنه كان مدعيًا فيها للتواضع، أو متكلفًا للظهور بمظهر الترفع عن الشهرة وبُعد الصيت … وأن الناس — اليوم وقبل اليوم — ليعجبون كيف تخلو حياته من شيء هام يذكُره في «بطاقته الشخصية»! وكيف تكون أمنيته الوحيدة في الحياة أن يُدفن بعد الموت ولا يدفن بقيد الحياة! وحبذا لو لم يكن دخلها ولم يعرف ما يتمناه فيها وما يحذره منها منذ اللحظة الأولى.

والعجب من هذا حق. ولكنه يزول كلما رجعنا إلى أنفسنا ولمسنا الفارق في أعمالنا بين ما يهمنا وما يهم الناس فيها. فقد تكون الجوهرة الغالية حليةً يتنافس عليها الذين يشترونها، والذين يلبسونها، والذين ينظرون إليها؛ ولكنها عند الذي يصقلها ويعدُّها للتنافس عليها: إنما هي تعب الليل والنهار، وعمل من أعمال الحاجة والاضطرار.

وقد كان ألفريد نوبل يعيش حقًّا في فراغ أليم: بينه وبين وجدانه، وبينه وبين أقرب الناس إليه. وكان هذا الفراغ الأليم هو «أهم شيء» في حياته، إن أردنا أن نعرف الباعث له إلى خلق الاهتمام، وإلى خلق الاهتمام في إبان الحياة، وهو خير عنده من الاهتمام بالذكريات وبالآثار بعد زوال الحياة.

وإن هذا الفراغ الذي أضْجَره على عيشته وأسخطه على الواقع الملموس في دنياه؛ لَعجيبٌ عند من ينظرون إلى شهرة الرجل ويسمعون بأعماله ومخترعاته، ويعرفون شيئًا عن ثرائه ووفرة أرباحه، من مصانعه التي انتشرت بين عواصم الغرب وهو في عنفوان شبابه؛ ولكنه فراغ لا يعجب له من يعلم أنه قضى عمره منذ طفولته دون العاشرة، ولم يمتلئ فؤاده قط من شعور الوطن ولا شعور السكن، ولا شعور الحب والثقة بإنسان من عشرائه وشركائه، ولا بمبدأ من المبادئ التي كانت تروج دعواها بين الناس في زمانه، وهو أعلم مِن سواه بحقائق هذه الدعوى وراء الستار.

فقد فارق وطنه في طفولته ليلحق بأبيه في عاصمة روسيا التي اختارها مركزًا لتجربة مشروعاته ومخترعاته، ثم قضى سائر عمره إلى يوم وفاته متنقلًا بين روسيا وأمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وعواصم الدول أو ضواحي النزهة والاستشفاء، وأتقن في رحلاته هذه ثلاث لغات غير لغته الأصلية، وهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ولكنه كان في «حياته اللغوية» مثالًا للغربة والانقطاع عن وشائج الفكر في أعماق النفس البشرية، وقد ظهر ذلك من إخفاقه في محاولاته الأدبية. فكان ينظم الشعر بالإنجليزية فيجيد غاية الإجادة التي يملكها الناظم الغريب عن اللسان والبيئة، ثم يعود إلى لغة الأم — كما يقال أحيانًا عن لغة الوطن — فإذا هو غريب عنها يحاول أن يودعها سرائر وجدانه، فكأنه من لسان إلى لسان، ومن بديهة إلى بديهة؛ وكأنه في هذه المحاولة يوسط أحدًا بينه وبين نفسه قبل أن يوسط الترجمان بينه وبين القرَّاء.

وشعر السري العالمي بالحاجة إلى طمأنينة السكن: إلى «البيت» الذي يأوي إليه الأب والابن والقرين والقريب، ولا تفلح في بنائه الأموال والأمتعة إن لم تتوطد له أركانه الأربعة بين حنايا الصدور.

وكان يتمنى أن يسلِّم هذا البيت إلى الفتاة التي يهواها، ولكنه فقدها في إبان صباها؛ ثم أوفى على السن التي ينظر فيها إلى تقرير مصيره «البيتي» قبل فوات أوان التفكير في هذا المصير، وأوشك أن يجد ربة البيت التي توافقه في سنِّه، وتوافقه في مزاجه، وتوافقه في عمله، فعملت عنده النبيلة «برتاكنسكي» النمسوية كاتبة لرسائله ومديرة لبيته، وكانت في الثالثة والثلاثين وهو في الثالثة والأربعين، فلما أحس ذات يوم أنه يحبها ويرتضيها قرينةً لحياته، لم يشأ أن يستغل حاجتها إليه وأن يفاتحها بهواه قبل أن يتبين جوابها المنتظر لما سيعرضه عليها في غير حرج ولا اضطرار إلى المواربة، فسألها: أهي طليقة القلب؟ ولم يكن جوابها إلى اليأس ولا إلى الأمل؛ لأنه علم منها أنها أحبت فتًى من نبلاء بلادها وأحبها الفتى، فنهاه أهله عن الاقتران بها لفقرها وتفاوت السن بينه وبينها، وأنها هجرت وطنها لتُنسى، ولعلها وشيكة أن تُنسى … ولكنه ذهب في رحلة من رحلاته فكتبت إليه في غيبته تستودعه وتعتذر إليه من سفرها قبل عودته، ثم علم أنها استجابت لدعوة عاجلة من فتاها، وأنه تمرد على مشيئة أسرته فتزوج بها وأرجأ إعلان الزواج إلى أن يقنع الأسرة بقَبوله … وقُضي على السري العالمي مرةً أخرى أن يأوي إلى العالم كله، ولا يأوي إلى بيت.

وقد ربح ألفريد نوبل منذ شبابه ثروة عريضة من مخترعاته ومقالاته، وربح في كهولته ثروة أعرض منها وأوسع انتشارًا بين حواضر العالم وعواصم الدول ومراكز الحياة الاجتماعية، فلم تعطه الثروة العريضة في شبابه وكهولته تلك الثقة التي يفتقر إليها، ويود أن يطمئن إلى ركن من أركانها؛ لأنه كسب الثروة من صناعة «المتفجرات»، وهي يومئذ تنوء بأوزار قضية التسليح وقضية السلام، وتتجسم بين أيدي العاملين فيها فضائح الرياء والسمسرة والرشوة ومكائد الجاسوسية.

ومن سخرية الحظ أن ثروة نوبل جلبت له شيئًا مذكورًا من ألقاب الدول التي جرى العرف على تسميتها بألقاب الثقة والتقدير، أو ألقاب الجدارة والاستحقاق، فزادته شكًّا ولم تَزدْه ثقة، ونُقل عنه أنه كان يقول إنه مَدين لألقابه من حكومات الشمال لبراعة طباخه، وللمعدات الأرستقراطية التي كانت تقدِّر براعة ذلك الطباخ، وإنه مَدين بألقابه الفرنسية لصداقة أحد الوزراء، وبألقابه من أمريكا الجنوبية لزيارة هذا الرئيس، أو لولع ذلك الرئيس، بتمثيل أدوار التشريف والإنعام.٢

وهكذا تكشف لنا هذه الصفحة الباطنة عن رجل وديع، لطيف المزاج، بحث عن الطمأنينة والثقة فلم يجدهما في حياته، فتعزَّى بالعمل لتحقيق الطمأنينة والثقة بعد مماته، وحرَص على تقدير العاملين لهما وشعورهم بهذا التقدير وهم بقيد الحياة، وما العمل لتحقيق الطمأنينة والثقة إلا العمل — بعبارة أخرى — لتحقيق السلام والإيمان بالمثل الأعلى: مناط الثقة التي لا يدركها المشغولون بالواقع المحدود، ويزيده كلفًا بهذه الغاية أنه اخترع شيئًا يصلح للتعمير في نطاقه الواسع، فلم يلبث أن رآه بين أيدي الناس سلاحًا من أسلحة الحروب والدمار، فهو يرصد المال الذي ربحه من هذه الصناعة للتكفير عن سوء أثرها في أيدي ساسة الأمم وزبانية الحروب، وما كان له من باب للتكفير غير هذا الباب إلا إلغاء ما صنع، ومحو ما اخترع، وليس ذلك بالنافع ولا بالمستطاع.

أما سيرته الظاهرة فقد أصاب حين قال إنها لا تشتمل على حدث ذي بال، فإن «المتفجرات» لها دويها الذي يزعج الأسماع، ولكنها عند من يخترعها لا تعدو أن تكون سلسلة من الأرقام والمعادلات، وتجارب المحاولة والتنفيذ.

اضطرت الحياة أباه — عمانويل نوبل — أن يعمل وهو يقارب الرابعة عشرة، ثم أصابه نحس الطالع فاحترق بيته الذي اقتناه، وصفرت يده من المال والصفقة، فغادر ستوكهولم سنة ١٨٣٧م إلى العاصمة الروسية، وألفريد — صاحب الجوائز — يوم ذاك في الرابعة من عمره، وبقيت ربة الأسرة في أرض الوطن مع أطفالها الصغار — وهم ثلاثة أبناء — مضطلعةً وحدها بتربيتهم وتدبير معيشتهم في غيبة أبيهم، وفي انتظار الفرج من تلك المغامرة في البلد المجهول.

ووصل ألفريد إلى بطرسبرج وهو دون العاشرة، لم يختلف قبلها إلى مدرسة من مدارس التعليم المنتظم غير بضعة شهور، فعوَّض هذا النقص بالدروس التي كان يتلقاها على أستاذه الخاص في داره، ثم انقطعت هذه الدروس أيضًا وهو في السادسة عشرة، فتعلم باجتهاده وفطنته كلَّ ما وعاه من تلك المعارف التي أعانته على الاختراع والإدارة وتحصيل ما حصَّل من ثقافة جعلته ندًّا مشهودًا له بالفضل بين أصحابه وعُشرائه من نخبة العظماء.

وتحُلُّ بالأسرة كارثةٌ جديدة تذهب بمصنع ألفريد وأخيه الصغير إميل (١٨٦٤م)، ولم يُفِق أبوه من جرائرها حتى قضى نحبه (سنة ١٨٧٢م)، ونهض ألفريد بالعبء كله في تجديد المصنع، والإشراف على معاملاته ومعاملات أسرته بين الأقطار التي زارها، وتعرَّف إلى أقطاب الأعمال فيها أثناء رحلاته أيام الطلب والاستطلاع.

ويتكشف معدن الرجل من قدرته على توسيع أعماله والنهوض من كبواته مع سوء ظنه بالناس عامةً وبأقرب المقربين إليه بعد تجربتهم في أيام سعده ونحوسه، ومفاجآت رواجه وكساده.

وأدل من ذلك على معدن هذه النفس القوية أنها احتفظت بقوتها بين متاعب القلب والجسد، متاعب القلب حرفًا ومعنًى؛ لأنه كان مصابًا بالذبحة الصدرية، ومتاعب الجسد من فرط الجهد ومن سوء الغذاء، أو من قلة هذا الغذاء الصالح الذي كانت تسمح به معدته الواهية.

وفي سان ريمو بإيطاليا في العاشر من شهر ديسمبر سنة ١٨٩٦م توفي ألفريد نوبل … بعد أن حقق مبادئه، فلم يحفِل بنصيب الآحاد من ميراثه كما حفَل بنصيب الجماعات، ومنه نصيب خدامها في ميادين الصناعة والصحة والأخلاق.

وأعلنت وصيته بعد أيام من موته، ولكنها لم توضع موضع التنفيذ إلا بعد انقضاء أربع سنوات، وكان هذا التأخير من الأمور المنتظرة؛ لأنها تتطلب إجراءات شتَّى قانونية وعملية، يتبعها وكلاء التنفيذ بغير إرشاد من صاحب الوصية، ولا سابقة من وصية قبلها، يهتدون بها، ويعملون على مثالها.

•••

وبدأت اللجنة جوائزها الأدبية منذ السنة الأولى في القرن العشرين وكان أول المختارين لها الشاعر المفكر الفيلسوف «رينيه سولي برودوم» عضو الأكاديمية الفرنسية: «تقديرًا لتفوقه في الأدب ولا سيما الشعر الذي يتسم بالروح المثالية السامية والإتقان الفني والتوفيق النادر بين الضمير والعبقرية.»٣

(٢) قائمة الفائزين بجائزة نوبل في الأدب٤

  • في سنة ١٩٠١م: (السنة الأولى لمنح الجائزة للأدباء) فاز بها الشاعر الفرنسي سولي برودوم (٦٢ سنة: وقد ولد في ١٦ مارس ١٨٣٩م وتوفي في ٧ ديسمبر ١٩٠٧م).
  • وفي سنة ١٩٠٢م: فاز بها المؤرخ الألماني «تيودور مومسين (٨٥ سنة: المولود في ٣٠ نوفمبر ١٨١٧م، والمتوفى في ١ نوفمبر ١٩٠٣م).
  • ١٩٠٣م: الأديب النرويجي «بيورنستيارنه بيورنسون» (٧١ سنة: ولد ٨ ديسمبر ١٨٣٢م وتوفي ٢٦ أبريل ١٩١٠م).
  • ١٩٠٤م: الشاعر فريدري ميسترال (٧٤ سنة: ولد ٨ سبتمبر ١٨٣٠م وتوفي ٢٤ مارس ١٩١٤م) … وفاز معه بالجائزة — مناصفة — الكاتب المسرحي الإسباني خوزيه إيشيجاراي» (٧١ سنة، ولد ١٩ أبريل ١٨٣٢م وتوفي ٤ سبتمبر ١٩١٦م).
  • ١٩٠٥م: الأديب البولندي «هنريك سينكيفتش» (٥٩ سنة: ٤ مايو ١٨٤٦م–١٥ نوفمبر ١٩١٦م).
  • ١٩٠٦م: الأديب الإيطالي «جيوسي كاردولتشي» (٨١ سنة: ٢٧ يوليو ١٨٢٥م–١٦ فبراير ١٩٠٧م).
  • ١٩٠٧م: الروائي البريطاني «ريارد كيلنج» (٤٢ سنة: ٣٠ ديسمبر ١٨٦٥م–١٨ يناير ١٩٣٦م).
  • ١٩٠٨م: الأديب الألماني «رودلف أوكين» (٦٢ سنة: ٥ يناير ١٨٤٦م–١٥ سبتمبر ١٩٢٦م).
  • ١٩٠٩م: الروائية السويدية «سليما لاجرلوف» (٥١ سنة: ٢٠ نوفمبر ١٨٥٦م–١٦ مارس ١٩٤٠م).
  • ١٩١٠م: الأديب الألماني «بول هيسي» (٨٠ سنة: ١٥ مارس ١٨٣٠م–٢ أبريل ١٩١٤م).
  • ١٩١١م: الأديب البلجيكي «موريس مترليتك» (٤٩ سنة: ٢٩ أغسطس ١٨٦٢م–٦ مايو ١٩٤٩م).
  • ١٩١٢م: الأديب الألماني «جيرهارت هاويمان» (٥٠ سنة: ١٥ نوفمبر ١٨٦٢م–٨ يونيه ١٨٦٤م).
  • ١٩١٣م: الأديب الهندي «رابندرانات طاغور» (٥٢ سنة: ٦ مايو ١٨٦١م–٧ أغسطس ١٩٤١م).
  • ١٩١٤م: حُجبت الجائزة بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى.
  • ١٩١٥م: حُجبت الجائزة بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى.
  • ١٩١٦م: مُنحت الجائزة مناصفةً لكلٍّ من الأديب الفرنسي «رومان رولان» (٥٠ سنة: ٢٦ يناير ١٨٦٦م–٣٠ ديسمبر ١٩٤٤م) والأديب السويدي «كارل فون هيدينستام» (٥٧ سنة: ٦ يوليو ١٨٥٩م–٢٠ مايو ١٩٤٠م).
  • ١٩١٧م: مُنحت الجائزة مناصفةً أيضًا بين كلٍّ من الأديب الدنماركي «كارل جيلليرات» (٦٠ سنة: ٢ يوليو ١٩٥٧م–١٣ أكتوبر ١٩١٩م) والأديب الدنماركي أيضًا «هنريك بونتو بيدان» (٦٠ سنة: ٢٤ يوليو ١٨٥٧م–٢١ أغسطس ١٩٤٣م).
  • ١٩١٨م: حُجبت الجائزة بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى.
  • ١٩١٩م: حُجبت الجائزة بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى.
  • ١٩٢٠م: الأديب السويسري «كارل سبيتيلر» (٧٥ سنة: ٢٤ أبريل ١٨٤٥م–٢٨ ديسمبر ١٩٢٤م)، مناصفة مع الأديب النرويجي «كنوت هامسون» (٦١ سنة: ٤ أغسطس ١٨٥٩م–١٩ فبراير ١٩٥٢م).
  • ١٩٢١م: الأديب الفرنسي «أناتول فرانس» (٧٧ سنة: ١٦ أبريل ١٨٤٤م–١٣ أكتوبر ١٩٢٤م).
  • ١٩٢٢م: الأديب الإسباني «جاسنتر بينافنتي» (٥٦ سنة: ١٢ أغسطس ١٨٦٦م–١٤ يوليو ١٩٥٤م).
  • ١٩٢٣م: الأديب الأيرلندي «وليم بتلر بيتس» (٥٨ سنة: ١٣ يونيه ١٨٦٥م–٢٨ يناير ١٩٣٩م).
  • ١٩٢٤م: الأديب البولندي «فلاديسلاو ريمونت» (٥٦ سنة: ٧ مايو ١٨٦٦م–٥ ديسمبر ١٩٢٥م).
  • ١٩٢٥م: الأديب البريطاني «جورج برناردشو» (٧٦ سنة: ٢٦ يوليو ١٨٥٦م–٢ نوفمبر ١٩٥٠م).
  • ١٩٢٦م: حُجبت الجائزة بسبب لم يحدد.
  • ١٩٢٧م: الأديبة الإيطالية «جرانزيا ديليدا» (٥٢ سنة: ٢٧ سبتمبر ١٨٧٥م–١٠ أغسطس ١٩٣٦م).
  • ١٩٢٨م: الأديب الفرنسي «هنري برجسون» (٦٩ سنة: ١٨ أكتوبر ١٨٥٩م–٤ يناير ١٩٤١م) مناصفة مع الأديبة النرويجية «سيجريد إندست» (٤٦ سنة: ٢/ ٥/ ١٨٨٢م–١٠/٦ / ١٩٤٠م).
  • ١٩٢٩م: الأديب الألماني «تومسان مان» (٥٤ سنة: ٦ يونيه ١٨٧٥م–١٢ أغسطس ١٩٥٥م).
  • ١٩٣٠م: الأديب الأمريكي «سنكلير لويس» (٤٥ سنة: ٧ فبراير ١٨٥٥م–١٠ يناير ١٩٥١م).
  • ١٩٣١م: الأديب السويدي «إريك إكسيل كارلفيلدت» (٦٧ سنة: ٢٠ يوليو ١٨٦٤م–٨ أبريل ١٩٣١م).
  • ١٩٣٢م: الأديب البريطاني «جون جالزورذي» (٦٥ سنة: ١٤ أغسطس ١٨٦٧م–٣١ يناير ١٩٣٣م).
  • ١٩٣٣م: الأديب السوفييتي «إيفان بونين» (٦٣ سنة: ٢٢ أكتوبر ١٨٦٧م–٨ نوفمبر ١٩٥٣م).
  • ١٩٣٤م: الأديب الإيطالي «لويجي بيرانديللو» (٦٧ سنة: ٢٨ يونيه ١٨٦٧م–١٠ ديسمبر ١٩٣٦م).
  • ١٩٣٥م: حُجبت الجائزة بسبب الحرب.
  • ١٩٣٦م: (٤٨ سنة: ١٦ أكتوبر ١٨٨٨م–٢٧ نوفمبر ١٩٥٦م).
  • ١٩٣٧م: الأديب الفرنسي «روجيه مارتان دي جارد» (٥٦ سنة: ٢٣ مارس ١٨٨١م–٢٢ أغسطس ١٩٥٨م).
  • ١٩٣٨م: الأديبة الأمريكية «بيرل باك» (٥٦ سنة: ٢٣ يونيه ١٨٨٢م–٦ مارس ١٩٧٣م).
  • ١٩٣٩م: الأديب الفنلندي «فرانز إيميل سيلانيا» (٥١ سنة: ١٦ سبتمبر ١٨٨٨م– ٣ يونيه ١٩٦٤م).
  • ١٩٤٠–١٩٤٣م: حُجبت الجائزة في السنوات الأربع بسبب الحرب العالمية الثانية.
  • ١٩٤٤م: الأديبة «جابرييلا ميسترال» من شيلي (٥٦ سنة: ٧ أبريل ١٨٨٩م–١٠ يناير ١٩٥٧م).
  • ١٩٤٦م: الأديب السويسري «هيرمان هيسي» (٥٩ سنة: ٢ يوليو ١٨٧٧م–٢٠ أغسطس ١٩٦٢م).
  • ١٩٤٧م: الأديب الفرنسي «أندريه جيد» (٧٨ سنة: ٢٢ نوفمبر ١٨٦٩م–١٦ فبراير ١٩٥١م).
  • ١٩٤٨م: الأديب البريطاني «تي إس إليوت» (٦٠ سنة: سبتمبر ١٨٨٨م–٥ يناير ١٩٦٥م).
  • ١٩٤٩م: حُجبت الجائزة بسبب لم يحدد.
  • ١٩٥٠م: الأديب الأمريكي «وليم فوكنر» (٦٠ سنة: ٢٥ سبتمبر ١٨٩٠م–٦ يوليو ١٩٦١م) مناصفة مع الأديب البريطاني «برتراند راسل» (٧٧ سنة: ١٨ مايو ١٨٩٠م–٤ يناير ١٩٧٠م).
  • ١٩٥١م: الأديب السويدي «بار فابيان لاجركويست» (٦٠ سنة: ٢٣ مايو ١٨٩١م–١١ يوليو ١٩٧٤م).
  • ١٩٥٢م: الأديب الفرنسي «فرانسوا مورياك» (٦٧ سنة: ١١/ ١٠/ ١٨٨٥م–١/ ٩/ ١٩٧٥م).
  • ١٩٥٣م: الأديب والسياسي البريطاني «ونستون تشرشل» (٧٩ سنة: ٣٠ نوفمبر ١٨٧٤م–٢٤ يناير ١٩٦٥م).
  • ١٩٥٤م: الأديب الأمريكي «إرنست هيمنجواي» (٥٥ سنة: ٢١/ ٧/ ١٨٩٩م–٢/ ٧/ ١٩٦١م).
  • ١٩٥٥م: الأديب الأيسلندي «هالدور كجيلجان لاكسنس» (٥٣ سنة: ٢٣/ ٤/ ١٩٠٢م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٥٦م: الأديب الإسباني «جوان رامون خيمينيز» (٧٥ سنة: ٢٣/ ١٢/ ١٨٨١م–٢٩/ ٥/ ١٩٥٨م).
  • ١٩٥٧م: الأديب الفرنسي «ألبير كامي» (٤٤ سنة: ٧/ ١١/ ١٩١٣م–٤ يناير ١٩٦٠م).
  • ١٩٥٨م: الأديب السوفيتي «بوريس باسترناك» (٦٨ سنة: ٢٠/ ٢/ ١٨٩٠م–٣٠/ ٥/ ١٩٦٠م).
  • ١٩٥٩م: الأديب الإيطالي «سالفاتور كازيمودور» (٥٨ سنة: ٢٠/ ٨/ ١٩٠١م–١٤/ ٦/ ١٩٦٨م).
  • ١٩٦٠م: الأديب الفرنسي «سان جون بيرس» (٦٨ سنة: ٣١/ ٥/ ١٨٨٧م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٦١م: الأديب اليوغوسلافي «إيفو أندريتش» (٦٩ سنة: ١٠/ ١٠/ ١٨٩٢م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٦٢م: الأديب الأمريكي «جون شتاينبك» (٦٠ سنة: ٢٧/ ٢/ ١٩٠٢م–٢٠/ ١٠/ ١٩٦٨م).
  • ١٩٦٣م: الأديب اليوناني «جيورجوس سيفيريس» (٦٣ سنة: ٢٩/ ٢/ ١٩٠٠م– ٢٠/ ٣/ ١٩٧١م).
  • ١٩٦٤م: الأديب الفرنسي «جان بول سارتر» (٥٩ سنة: ٢١/ ٦/ ١٩٠٥م– توفي منذ أعوام).
  • ١٩٦٥م: الأديب السوفيتي «ميخائيل شولوخوف» (٥٩ سنة: ٢٤/ ٥/ ١٩٠٥م– لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٦٦م: الأديب الإسرائيلي «شمويل يوسف أجنون» (٧٨ سنة: ١٧/ ٧/ ١٨٨٨م–١٨/ ٢/ ١٩٧٠م) مناصفةً مع الأديبة الألمانية «نيلي ساخس» (٧٥ سنة: ١٠/ ١٢/ ١٨۹١م– ٥/ ١٢/ ١۹٧٠م).
  • ١٩٦٧م: الأديب الجواتيمالي «ميجيل أنجيل أستورياس» (٦٨ سنة: ١٠/ ١٠/ ١٨٩٩م–٦/ ٩/ ١٩٧٤م).
  • ١٩٦٨م: الأديب الياباني «ياسوناري كاواباتا» (٦٩ سنة: ١١/ ٦/ ١٨٩٩م–١٦/ ٤/ ١٩٧٢م).
  • ١٩٦٩م: الأديب الأيرلندي «صمويل بيكيت» (٦٣ سنة: ١٣/ ٤/ ١٩٠٦م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٧٠م: الأديب السوفيتي «ألكسندر سولجنتسن» (٥٢ سنة: ١١/ ٢/ ١٩١٨م– لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٧١م: الأديب التشيكي «بابلو نيرودا» (٦٧ سنة: ١٢/ ٧/ ١٩٠٤م–٢٣/ ١١/ ١٩٧٣م).
  • ١٩٧٢م: الأديب الألماني «هاينزيش بول» (٥٥ سنة: ١١/ ١٢/ ١٩١٧م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٧٣م: الأديب الأسترالي «باتريك هوايت» (٦١ سنة: ٢٨/ ٥/ ١٩١٢م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٧٤م: مناصفة بين الأديبين السويديَّين «إيفند جونسون» (٧٤ سنة: ١٩٠٠م–١٩٧٦م) و«هاري ماريتنسون» (٧٠ سنة: ١٩٠٤م–١٩٧٨م).
  • ١٩٧٥م: الأديب الإيطالي «أيوجنيو مونتال» (٧٩ سنة: ١٨٩٦م–١٩٨١م).
  • ١٩٧٦م: الأديب الأمريكي «شاول بيللو» (٦١ سنة: ١٩١٥م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٧٧م: الأديب الإسباني «فيسنس ألكسندر» (٧٩ سنة: ١٨٩٨م–لا يزال على قيد الحياة).
  • ١٩٧٨م: الأديب الأمريكي «إسحاق باشيفيس سنجر» (٧٤ سنة: ١٩٠٤م).
  • ١٩٧٩م: الأديب اليوناني «أوديسيوس أليبو دهيليس» يُنطَق أليتيس (٦٨ سنة، ولد ١٩١١م).
  • ١٩٨١م: الأديب البولندي الأمريكي «شيزلاو ميلوش» (٦٩ سنة، ولد ١٩١١م).
  • ١٩٨١م: الأديب البريطاني من أصل بلغاري «إلياس كانيتي» (٧٥ سنة، ولد ١٩٠٦م).
  • ١٩٨٢م: الأديب الكولومبي «جابرييل جارثيا ماركيز» (٥٤ سنة، ولد ١٩٢٨م).
  • ١٩٨٣م: الأديب البريطاني «وليم جولدنج» (٧٢ سنة، ولد ١٩١١م).
  • ١٩٨٤م: الأديب التشيكي «جاروسلاف سيفرت» (٨٣ سنة، ولد ١٩٠١م).
  • ١٩٨٥م: الأديب الفرنسي «كلود سيمون».
  • ١٩٨٦م: الأديب النايجيري «وول سوينكا».
  • ١٩٨٧م: الأديب الأمريكي «جوزيف برودسكي».
  • ١٩٨٨م: الأديب المصري «نجيب محفوظ» (٧٧ سنة).

ومن هذا الحصر يتضح أن الجائزة مُنحت لأديبات «نساء» ست مرات، وهن بالترتيب الزمني: ١٩٠٩م «سيلما لاجرلوف» (سويدية)، ١٩٢٧م «جراتسيا ديليدا» (إيطالية)، ١٩٢٨م «سيجريد أوندست» (نرويجية)، ١٩٣٨م «بيرل باك» (أمريكية)، ١٩٤٥م «جابرييلا ميسترال» (من شيلي)، ١٩٦٦م «نيلي ساخس» (من ألمانيا الغربية).

كذلك يتضح أن الدول التي حصل أدباءُ منها على الجائزة أكثر من مرة؛ هي:

  • فرنسا (١١ مرة) في السنوات: ١٩٠١م، ١٩٠٤م، ١٩١٥م، ١٩٢١م، ١٩٢٧م، ١٩٣٧م، ١٩٤٧م، ١٩٥٢م، ١٩٥٧م، ١٩٦٠م، ١٩٦٤م.

  • ألمانيا (٧ مرات) في السنوات: ١٩٠٢م، ١٩٠٨م، ١٩١٠م، ١٩١٢م، ١٩٢٩م، ١٩٦٦م، ١٩٧٢م.

  • الولايات المتحدة الأمريكية (٦ مرات) في السنوات: ١٩٣٠م، ١٩٣٦م، ١٩٣٨م، ١٩٤٩م، ١٩٥٤م، ١٩٦٢م.

  • بريطانيا (٦ مرات) في السنوات: ١٩٠٧م، ١٩٢٥م، ١٩۳٢م، ١٩٤٨م، ١٩٥٠م، ١٩٥٣م.

  • الاتحاد السوفيتي (٤ مرات) في السنوات: ١٩۳٣م، ١٩٥٨م، ١٩٦٤م، ١٩٧٠م.

  • السويد (٤ مرات) في السنوات: ١٩٠٩م، ١٩١٦م، ١٩۳١م، ١٩٥١م.

  • إيطاليا (٤ مرات) في السنوات: ١٩٠٦م، ١٩٢٦م، ١٩٣٤م، ١٩٥٩م.

  • الدنمارك (٣ مرات) في السنوات: ١٩١٧م، ١٩١٧م، ١٩٤٤م.

  • النرويج (٣ مرات) في السنوات: ١٩٠٣م، ١٩٢٠م، ١٩٢٨م.

  • إسبانيا (٣ مرات) في السنوات: ١٩٠٤م، ١٩٢٢م، ١٩٥٦م.

  • سويسرا (مرتين) في السنتين: ١٩١٩م، ١٩٤٦م.

  • بولندا (مرتين) في السنتين: ١٩٠٥م، ١٩٢٤م.

  • أيرلندا (مرتين) في السنتين: ١٩٢٣م، ١٩٦٩م.

  • شيلي (مرتين) في السنتين: ١٩٤٥م، ١٩٧١م.

أما بالنسبة للقيمة المادية للجائزة، فقد ارتفعت من ١٥٠ ألفًا و٨٠٠ كرونر سويدي في عام ١٩٠١م إلى ٥٥٠ ألف كرونر سويدي في عام ١٩٧٤م، ثم ارتفعت بعد ذلك إلى أرقام أخرى. ومن الناحية الأخرى فقد انخفضت في سنة ١٩٢٣م إلى أدنى رقم وهو ١١٥ ألف كرونر، وقد تذبذبت طوال الثمانين عامًا الماضية كالآتي: ١٥٠٫٨٠٠ (عام ١٩٠١م) ١٤٠٫٧٠٠ (عام ١٩١٠م) ١٣٤٫١٠٠ (عام ١٩٢٠م)، ١١٥٫٠٠٠ (عام ١٩٢٣م)، ١٧٢٫٠٠٠ (عام ١٩٣٠م) ١٣٨٫٦٠٠ (عام ١٩٤٠م) ١٦٤٫٣٠٠ (عام ١٩٥٠م) ٢٢٦٫٠٠٠ (عام ١٩٦٠م) ٢٨٢٫٠٠٠ (عام ١٩٦٥م) ٤٠٠٫٠٠٠ (عام ١٩٧٠م) ٤٥٠٫٠٠٠ (عام ١٩٧١م) ٤٨٠٫٠٠٠ (عام ١٩٧٢م) ٥١٠٫٠٠٠ (عام ١٩٧٣م) ٥٥٠٫٠٠٠ (عام ١٩٧٤م) … إلخ.

وفي غالبية الحالات تُمنح الجائزة عن جملة إنجازات الأديب طوال حياته، فيما عدا حالات ثمانٍ، نص فيها على كتاب بعينه، على اعتبار أنه الإنجاز المحدد الذي من أجله استحق الأديب الجائزة. وهذه الحالات هي:
  • (١)

    الأديب الألماني تيودور مومسين، مُنح الجائزة بسبب كتابه القيم «تاريخ روما» سنة ١٩٠٢م.

  • (٢)

    الأديب السويسري «كارل سبيتيلر» مُنح الجائزة بسبب كتابه «الربيع الأوليمبي» سنة ١٩٢٠م.

  • (٣)

    الأديب النرويجي «كنوت هامسون»، مُنح الجائزة بسبب كتابه المتميز «نمو التربة» سنة ١٩٢٠م.

  • (٤)

    الأديب البولندي «فلاديسلاو لايمونت»، مُنح الجائزة بسبب كتابه «القرويون» سنة ١٩٢٤م.

  • (٥)

    الأديب الألماني «توماس مان»، بسبب كتابه المشهور «آل بادنبروك» سنة ١٩٢٩م.

  • (٦)

    الأديب البريطاني «جون جالزورذي»، مُنح الجائزة بسبب كتابه المعروف «ملحمة أسرة فورسايت» سنة ١٩٣٢م.

  • (٧)

    الأديب الفرنسي «مارتان دي جارد»، مُنح الجائزة عن كتابه «آل تيبو».

  • (٨)

    الأديب الأمريكي إرنست هيمنجواي، مُنح الجائزة عن كتابه الشهير «العجوز والبحر».

وقد مُنحت الجائزة في بعض الأحيان لمؤرخين أكثر منهم أدباء؛ مثل ونستون تشرشل (١٩٥٣م)، ومن قبله تيودور مومسين (١٩٠٢م)، وفي أحيان أخرى مُنحت لفلاسفة أكثر منهم أدباء؛ مثل رودلف أوكين (١٩٠٨م) وهنري برجسون (١٩٢٧م) ثم برتراند راسل (١٩٩٠م).

وفي ثلاث حالات رُفضت الجائزة ممن مُنحت لهم، كما حدث من جورج برنارد شو عام ١٩٢٥م حين تبرع بقيمة الجائزة لترجمة الأدب السويدي إلى الإنجليزية. ثم تكرر الرفض من جانب بوريس باسترناك السوفيتي حين اضطرته حكومته إلى رفضها (عام ١٩٥٨م)، وأخيرًا جاء الرفض من الأديب الفرنسي جان بول سارتر (عام ١٩٦٤م).

وفي حالات أخرى أظهر الأديب امتنانه للأكاديمية السويدية التي منحته الجائزة بلفتة لطيفة، كالتي أظهرها الأديب الفرنسي رومان رولان، حين وهب مخطوط روايته الشهيرة «جان كريستوف» إلى الأكاديمية (عام ١٩١٦م) … ثم الأديب الهندي الأشهر «طاغور»، الذي وهب ترجمات مؤلفاته باللغة البنغالية إلى الأكاديمية السويدية، وهي لا تزال في مكتبتها حتى اليوم منذ عام ١٩١٣م.

أما بالنسبة للاتجاهات السياسية للأديب، فيلاحظ أن الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل تعمِد إلى إجراء توازن بين الدول الشيوعية وغير الشيوعية، فقد منحت الجائزة إلى أدباء شيوعيين ثلاث مرات، كان أولهم «بوريس باسترناك» مؤلف «دكتور زيفاجو» سنة ١٩٥٨م، وثانيهم «شولوخوف» مؤلف «نهر الدون الهادئ» الذي مُنح الجائزة سنة ١٩٦٥م، وأخيرًا «سولجينتسن» عام ١٩٧٠م.

ولم تُمنَح الجائزة لمؤلف بعد وفاته إلا مرة واحدة، حين مُنحت للأديب السويدي «إريك إكسيل كارلفيلدت» عام ١٩٣١م، وقد تكرر الأمر بالنسبة لجائزة «نوبل للسلام» لفقيد الأمم المتحدة «داج همرشولد» الذي توفي في حادث طائرة، وبعد ذلك مُنح جائزة نوبل للسلام عام ١٩٦١م.

(٣) حيثيات فوز نجيب محفوظ كما أعلنتها الأكاديمية السويدية

يوم ١۳/ ١٠/ ١٩٨٨م

طبقًا لقرار الأكاديمية السويدية، فقد مُنحت جائزة نوبل في الأدب هذا العام لكاتب مصري لأول مرة؛ هو نجيب محفوظ، الذي وُلِد ويعيش في القاهرة، وهو أيضًا أول كاتب يفوز بالجائزة من بين كتَّاب اللغة العربية.

نجيب محفوظ يكتب منذ خمسين عامًا، وهو الآن في السابعة والسبعين يواصل الإنتاج. وأعظم إنجازاته هي الرواية والقصة القصيرة.

لقد أعطى إنتاجه دفعة كبرى للقصة كمذهب يتخذ من الحياة اليومية مادهً له، كما أنه أسهم في تطوير اللغة العربية كلغة أدبية. ولكن ما حققه نجيب محفوظ هو أعظم من ذلك، فأعماله تخاطب البشرية جمعاء.

تناولت رواياته الأولى الحياة الفرعونية في مصر القديمة، ولكنها حملت إسقاطات على مجتمعه المعاصر له. وقد كتب نجيب عن القاهرة الحديثة التي تنتمي إليها رواية «زقاق المدق»، وقد نُشرت عام ١٩٤٧م. لقد جعل من الزقاق مسرحًا لنماذج مختلفة من الشخصيات رسمها، كلها بواقعية سيكولوجية. غير أن ثلاثية «بين القصرين» التي أصدرها بين عامَي ١٩٥٦م و١٩٥٧م هي التي جعلت منه كاتبًا مرموقًا. وتدور الرواية حول أسرة السيد أحمد عبد الجواد منذ أواخر العقد الثاني من هذا القرن إلى حوالي منتصف الأربعينيات.

وتتضمن روايات نجيب محفوظ أشكالًا من السير الذاتية، رسمها لشخصياته وتمت بصلة وثيقة للظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي مرت بها مصر. وقد أثر نجيب محفوظ تأثيرًا كبيرًا في مجتمعه من خلال رواياته.

وفي روايته غير العادية «أولاد حارتنا» التي كتبها عام ١٩٥٩م، تناول بحث الإنسان الدءوب عن القيم الروحية. وتتضمن أنماطًا مختلفة من الأنظمة تواجه توترًا في وصف الصراع بين الخير والشر.

١  باختصار وتصرف يسير من كتاب عباس محمود العقاد «شاعر أندلسي وجائزة عالمية».
٢  ترجمة هنريك شك Schuck لألفريد نوبل من كتاب «نوبل: الرجل وجوائزه».
٣  عن كتاب عباس العقاد «جوائز الأدب العالمية».
٤  إعداد حلمي مراد، نقلًا عن مجلة المصور ٢١/ ١٠/  ١٩٨٨م.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤