القطعة الثانية

المنظر الأول

(ظريفة وأمين)
ظريفة (لوحدها) :
يا رب، من دون البنات أفضل كده؟!
مربَّطة عند الراجل دا مقيَّدة؟!
لالْعب عليه ملعوب عسى الله ينطلي
وافك به قيدي الحديد وأنجلي
أمين :
مالك كده؟ … … … …
ظريفة :
… … ما لي كده ازاي يا صبي؟!
ما دريتش بللي صابني وحل بي؟!
واحد من الجيران مزعَّلني كتير
وكل ما تخرج يجي زي الغفير
أمين :
أيوا عرفت الشخص اللي بتوصفيه
وعرفت بيته وكأني كنت فيه
مش همَّا قالوا لك عليه اسمه نصير
دالوقت اروح له لو يكون عند القصير
ظريفة (تقول وهي خارجة) :
يا رب دي مني جسارة زايدة
ولا يليق من البنات تعمل كده
لكن مع راجل رِذِل ما فيه ملام
العذر مقبول والخيانة مش حرام

المنظر الثاني

أمين (لوحده يخبط على باب نصير ويقول) :
يا اللي هنا حدِّش هنا ما بتسمعوش
دولا جماعة من ولاد حلَّق وحوش
يا ناس يا اللي فوق يا أولاد الزنا
حدِّش هنا؟ حدِّش هنا؟ حدِّش هنا؟

المنظر الثالث

(نصير وأمين وإبراهيم)
أمين (لإبراهيم اللي خرج الأول) :
ما فيش هنا الَّا انتا؟! عجايب والنبي!
ما تقول لنا سيدك خرج فين يا صبي؟
نصير (يخرج ويقول) :
أهو أنا سيده … … …
أمين :
… … … أهو إنت الطلب
نصير :
عظيم قوي، يا هلترى واشلو سبب؟!
أمين :
هو انتا يا ابن الناس مش اسمك نصير؟
نصير :
أيوا أنا برضي ولا في حد غير
أمين :
بقا أنا جيت في سؤال وله لزوم
نصير :
ادخل وشرَّف منزلي حكم اللزوم
أمين :
أنا الشرف دا معرفوش ولا الدُّخول
كدا وانا واقف … … …
نصير :
… … … ولكن مش أصول
أمين :
قصر الكلام … … … …
نصير :
… … طيب أجيب كرسي هنا
أمين :
احكي وانا واقف كده، بقول أنا
نصير :
العفو يا سيدي … … …
أمين :
… … أهو بدِّي كده
نصير :
اتفضل اقعد، ليه بس العند ده؟!
أمين :
لابس قل لي على الصَّحيح في دمِّتك
انتا جدع مظبوط وباينة هِمِّتك
هوَّا أنا مش الوَصِي يا هلتره
علبنت دي اللي ساكنة في القنطرة؟!
نصير :
صحيح … … … …
أمين :
… وحيث إني مصمِّم علجواز
ولي كمان شهرين بحضَّر في الجهاز
ليه بس انتا كل يوم مدبوق بها؟!
وتدَّعي إنك قوي تحبها؟!
نصير :
أنا … … … … … … 
أمين :
بقول لك أيو انت يا جدع
بلا لواعة في الكلام بلا بدع
نصير :
مين دا اللي قال لك فين هو؟ وانا أكدِّبه
على الكلام اللي نقل واأَدِّبه
مين بس قول … … … … 
أمين :
… … … أهو بلغني عن ثقة
نصير :
ما تقلش مين … … … … …
أمين :
… … … ما اقلش انا عليه بقه
نصير :
لازم تقول عنه … … …
أمين :
… … … دي هِيَّا بنفسها
نصير :
هِيَّا اللي قالت؟ … … …
أمين :
… … … أيوا هِيَّا برضها
دنا مربِّيها وهي لسَّا صغار
ما عمرها غيري رأتْ جدعان كبار
واحنا على السفرة بناكل في العَشا
لوحدنا الاتنين في وقت العِشا
قالت عليك انَّك إذا ما شفتها
إن كان معي تمشي والا وحدها
لا بد ما تمشي وراها ساعتين
وتدان تحدِّتْها بأطراف العنين
حتى ظهر حالك وفهمتْ مقصدك
وفضِلْت تتمنَّى انَّها يوم توعدك
لكن رأتْ في قلبها حبِّي انزرع
وصار جَرْيَك عندها من غير نَفَع
نصير :
بقول هِيَّا اللي حكت لك دالكلام؟
أمين :
أيوا وقالت لي اخبره حالًا قوام
حين شافتك في حبِّها مشغوف قوي
وبنار هواها منحرق ومنكوي
من كتر ما زادت زعل وعكننة
ما لقتش واحد يخبرك إلَّا أنه
وادين بنفسي جيت هنا وبوعبك
من بعد دا تستاهل اللي يحل بك
دا حبها ممنوع على غيري حرام
أوعا لنفسك وانتبه لدا الكلام

(ويبعد.)

نصير (لإبراهيم بشويش) :
وانت اش يكون رأيك بقا كيف العمل؟
إبراهيم :
أبشر بوصْل الحلو وبلوغ الأمل
لا بد ما فيه سر ظاهر للعيان
بس انت اصبر له وهو بكره يبان
في دمتي ملعوب عليه من حُرْمته
وبدَّها ترمح كمان في غفلته

المنظر الرابع

أمين (لوحده) :
أما انخزى والخزي كان باين عليه
والخوف ظاهر من كلامي في عنيه
لاخبر ظريفة علكلام اللي جره
وانه عرف بأن شغله مسخرة
من شان مزاجها من كلامي اليوم يروق
ومن الزعل لنفسها تقدر تفوق
ما شفت في النسوان حرَّة مثلها
ولا نظيرها بعدها ولا قبلها
دا حمو من تربيِّتي فيها انطبع
تزعل وتظَّربن إذا شافها جدع

المنظر الخامس

(ظريفة وأمين)
ظريفة (تقول بشويش وهي داخلة) :
لحسن نصير من وهجته يكون ما فهم
ولا بمقصودي لحظ لا وعلم
لافهِّمو النُّوبة الغرض بالمفتشِر
إياك يخلَّصني من الراجل الكشر
أمين :
حقَّا اسكتي … … … …
ظريفة :
… … إيش الخبر؟ … …
أمين :
… … … … خبر عجيب!
وشيء ظهر لي زي ما قلتي غريب!
حين قلت له اصفر لونه وانقطف
وصار يتهته في كلامه وانكسف
وأظن عمره ما بقا يرجع لها
ولا بقا يعود لعملة زيَّها
ظريفة :
والله أنا خايفة يكون من حمقته
نوى على عملة تداوي عِلِّته
أمين :
والخوف بقا من إيه ما هو فضَّها
ظريفة :
والله القباحة والرذالة برضها
بالَكشِ ساعة ما خرجت انت إليه
وفضلت حصَّة طيِّبة تنده عليه
رأيت في الحارة جدع فايت شباب
حدف من الشباك شيء زي الحجاب
لا بد فيه مكتوب مطوي أرسله
واللي رماه ما قدرتش اني احصَّله
راح بالعجل يجري وخلَّاني عدم
وركن في قلبي من الغيظ انهدم
أمين :
أما صحيح خبَّاص وكل الخبث فيه
إياك لوحده بس مرة ألْتقيه
ظريفة :
لكن من الواجب نغيظه ونفقعه
ونرد مكتوبه عليه ونرجَّعه
بس امَّا اشوف واحد يكون غيرك
أمين :
… … … … … وليه
هوَّا كمان دا شيء ما أقدرشي عليه؟!
من شان عيونك يا ظريفة لاحمله
وارميه هناك لابن الزنا اللي أرسله
مش نفتحه ونشوف إيش دا وضَّبه
ظريفة :
أوعى تجي يمُّه ولَّا تقربه
أمين :
ليه بس … … … …
ظريفة :
… … يبقى انتا كدا واصل غشيم
الحمد لله يا أخي ذوقك سليم
يمكن كلام في العرض أو قلة أدب
تبقا لتعكير جتتي انت السبب
خلِّيه بختمه زي ما جا ابعته
وارميه في وشه واوعا تحدِّته
لأن واحد زي ده ما له اعتبار
ولا يليق به شيء غير الاحتقار
خليه يموت في كسفته من الخجل
وتجد في قلبه الكراهة بالعجل
أمين :
واللهْ كلامك يا ظريفة بالأصول
مين بس زيِّك في البنات يعرف يقول؟!
أما حقيقة أثمرت تربيِّتي
تستاهلي انك تكوني حُرْمتي
ظريفة :
وانتا كمان اللي يقع بتصلحه
الظرف أهو فيدك وتقدر تفتحه
أمين :
بعد الكلام الحلو والعقل الزكي
أقدر أخالف يا ظريفة قولكي؟!
هو مش بعيد عني يدوب خطوتين
أروح أرميه له وأقول له كلمتين

المنظر السادس

أمين (لوحده) :
أما ظريفة زيها ما فيه بنات
ولفظها اللي تلفظه سكَّر نبات
وفي الحروريَّة دي ست مخدَّرة
آه من ذكاوة عقلها والمقدرة!
لما أشوف الوصف دا فيها أطير
حتى الجوابات عندها دا عار كبير
ولا عجبها دا الجواب تقطَّعه
إلا على إيدي كمان تشيَّعه
يا هلترى امراة أخويا أختها
يطلعش من إيدها تحاذر زيها
لكن على ظني البنات عند الكبر
يبقوا على ما يعوِّدوهم في الصغر

(ثم يخبط على باب نصير ويقول):

يا للي هنا … … …

المنظر السابع

(أمين وإبراهيم)
إبراهيم :
… … … مين اللي بيخبَّط هنا
أمين :
افتح بقا لمَّا أقول لك دا أنا

(ينفتح الباب ويقول أمين):

روح قول لسيدك ما بقا يكتب كتاب
ويشيَّعه ملفوف لنا زيِّ الحجاب
أحسن ظريفة حرمتي زعلت قوي
أهو الكتاب مقفول بختمه منطوي
يكفاه بقا أهوَّا أمره اشتهر
والعشق ويَّا الكدب من فعله ظهر

(ويروح.)

المنظر الثامن

(نصير وإبراهيم)
نصير :
انهو جواب اللي بيحكي لك عليه؟!
إبراهيم :
جواب أهو ملفوف خد شوف فيه إيه
بيقول عليك انك بعثته لحرمته
من غير ما تقراه أهيَّا ردِّته
إن فاتني حزري يكون ملعوب عظيم
قوم افتحه واقراه دا راجل غشيم
نصير (يقرأ الجواب) :

إنك بلا شك تتعجب من هذا الجواب، ويبان لك إني جازفت بنفسي عند تحريره، وتعلم كيف توصلت إلى كتابته، وأعجب من ذلك الطريقة التي اخترعتها في توصيله إليك، لكن الحالة التي أنا فيها أوجبتني لفعل ذلك، وسبب هذه الجسارة هو أنهم عزموا على جوازي بهذا الشخص، بعد ستة أيام، فلأجل خلاصي من تلك الورطة قد اخترتك، وقلت إنك أولى بي من هذا العنيد، فلا تظن مع هذا أن الاضطرار هو الذي أوجبني للميل إليك؛ فإنك عندي بمنزلة الأعز الأكرم، وإن الاستعجال هو الذي أوجب عدم الاعتنا بالكتابة، وربما أكون نسيت الواجب من أمور المودَّة والمحبة، فإن كان لك ميل إلينا فالأمر يتوقف على رضاك، وها أنا منتظرة إفادة منك تدلني على ما في قلبك ومنزلتي عندك حتى يمكنني أن أخبرك بما نويت على فعله، لكن افتكر ان الأمر مستعجل جدًّا، وان قلوب المحبين غنية عن التعبير بكثرة الكلام.

ظريفة
إبراهيم :
أمَّا كدا ملعوب عظيم ولَّا بلاش!
وزي دي حيلة جميلة ما بقاش!
نصير :
بقيت أنا معذور في عشقي لها
على الخصوص لما ظهر لي عقلها
إبراهيم :
أوعا احسن الملعون أهوَّا جا هنا
تحكي معه ولَّا معه أحكي أنا؟

المنظر التاسع

(أمين ونصير وإبراهيم)
أمين (لنصير) :
بدَّك كمان ترسل جواب وتحبِّشه
وتوضعه في كيس حرير وتدندشه
وتبث فيه شوقك وبعدين تنكسف
وتبان أمورك للعيان وتنكسف
فضَّك بقا نانا ودوق ملحك كمان
ولا تقول أعشق فلانة أو فلان
دا قلبها مشغول بحُبِّي يا صبي
أما غرورك زاد وحياة النبي
نصير :
في دمتي يا سي أمين سلِّمت لك
ما انتا بشر بين الرجال انتا ملك
توبة على يدك بقا من الغرور
حقيقةً إنَّك بطل قوي جسور
أمين :
معلوم بطل … … … … …
نصير :
… … من غير كلام بطل صحيح
واللي حصل مني بحقك مش مليح
أمين :
ما فيش كلام … … … … …
نصير :
… … ما فيش كلام ولا حديت
لمَّا بلغني همِّتك بعدين رسيت
ونزلت لك عن الطلب برمته
واللي مضى فُتُّه وأبريت دمته
أمين :
عملت طيب … … …
نصير :
… … بس يكفا والسلام
دي بنت حرَّة ما عليهاشي ملام
الحق بيدها في الزعل دا اللي حصل
واهو جوابي زي ما جبته وصل
أمين :
كلام مليح … … … …
نصير :
… … وانا كمان قلبي سلا
ولا بقا أدنى عشم فيها ولا
لكنَّ من لطفك وظرفك والكرم
تسمع كلام عاشق من الحب انحرم
والعشق من قلبه على الرغم انسلب
واستولت الأحزان عليه وانتا السبب
اعمل مروءة وخصَّها بأزكى السلام
وقل لها عني أنا آخِر كلام
فاتت ثلاث اشهر وانا مكوي بها
وزي عينيَّا فؤادي حَبَّها
لكن عمري في ضميري ما خطر
من أجلها في البال شيء وفيه خطر
إلا هوى عذري نقي خالص نضيف
من قلب صافي قد ما يقدر عفيف
أمين :
طيب … … … … … …
نصير :
… وحيث إن الفؤاد كان مال لها
وكان مقصودي أنا ازوِّج بها
لكن رأيتها اليوم بك متولِّفة
فقلت للقلب ارتجع عنها كفه
أمين :
برضه كلام طيب … … … …
نصير :
… … … وانا من بعد ده
لما وصلنا في الكلام للحد ده
زال العشم منها وهي في فكرتي
وكل يوم فيها تجيني سكرتي
وان كنت أقاسي في الهوى كل العذاب
ما بس أسلاها ولو زرت التراب
ولا هناك مانع صغير ولا كبير
إلا مراعاة خاطِرَك يا سي الأمير
أمين :
أما الكلام اللي حكيته عن يقين
كله كلام عُقَلا وناس متأدِّبين
لاحكيه لها بالحرف وانت فضَّها
يكفا بقا ما عدت تتعلق بها

(ويخرج.)

المنظر العاشر

أمين (لوحده) :
والله قوي صِعِب عليَّا دالجدع
انهت واصِل والعشم منه انقطع
وراح وقلبه بالهوى مكوي ملان
ولا بقى يقول فلانة أو فلان
لكن عليه الحق حيث إنه عرف
بأنها تحبني ليه يحترف

(ويخبط على بيته.)

المنظر الحادي عشر

(أمين وظريفة)
أمين :
حقَّا الجدع دا ما رأيتشي وصفته
أخد الجوب مني وهو في كسفته
جاهد ولما شاف نفسه ما انتصر
قطع العشم واصل وعنِّك اقتصر
ورجع يحلِّفني بأَيْمان القتيل
وقال أقول لِك عالكلام ولو طويل
بأنَّ له شهرين تلاتة منطوي
على فؤاد من نار حبِّك مِنكوي
وإن في باله بحبِّك لم خطر
وارد وإلَّا شيء يكون لك فيه خطر
وإن قلبه والفؤاد برمِّته
مال لك وكان قصده تكوني حُرمته
لكن رآكي اليوم بي متولِّفة
فقال لقلبه: ارتجع نانا كفه
وإن كان يقاسي في الهوى كل العذاب
ما بس يسلاكي ولو زار التراب
ولا هناك عنِّك موانع تمنعه
إلَّا مراعاته حقوقي ترجعه
صِعبِتْ عليَّا يا ظريفة حالته
حتى بقيت أبكي وانا باحدِّته
ظريفة (بشويش) :
ما خاب ظني فيه دا الحلو الهني
كم بان من عينيه إنه يحبني!
أمين :
بتقولي إيه؟ … … … … … …
ظريفة :
… … بقول على شان ما أكرهه
تشفق على حاله ولا تسفِّهه
أمين :
هوَّا أنا أظهرت أو بيِّنت له؟!
دا فيه غرام مسكين يمكن يقتله!
ظريفة :
يبقا كمان ما يحضر كشي اللي نواه
والقصد يسرقني ويجعلني دواه
ومين يعيش من بعد دالعار؟! يا سلام!
أبقى في وسط الناس عرضة للملام؟!
أمين :
إيه إيه؟! … … … … …
ظريفة :
… … أيوا اليوم بلغني عن خبر
قاسي ويترتِّب عليه لنا خطر
أنه حلف بدمته ودمتي
بأنه يسرقني وانا في فرشتي
على الخصوص لما سمع إن الجواز
من بعد جمعه رح يكون بعد الجهاز
واجب عليك انك تقدِّم مدته
وبالعجل ندخل ونخفي لعبته
أمين :
ما تصدقيش … … … …
ظريفة :
… … حقَّا ظهر منه الصلاح
وكل شيء يفعله يبقى مباح!
أمين :
أمال أقول لك إيه؟! … … …
ظريفة :
… … … … بس انت امنعه
فضلت من ضحكك كدا تطمَّعه
لو كنت تحكي جد كان حشم وخاف
ولا مشي مرة معانا بالخلاف
إلا كمان بعد الجواب اللي ارسله
أبصر بقا انضر إيش بدُّه يفعله
وكمان بلغني ان عنده اعتقاد
بأنَّ له عندي منازل في الفؤاد
وأني أريد اليوم أنفض قشرتك
وأحب أخرج دالوقيت من عشرتك
أمين :
أما صحيح مجنون! … …
ظريفة :
… … … ولكن مقصده
أنه يدكِّ السهم فيك وينفده
لما تكون عنده يدان يدهلزك
ويكرَّمك في حضرته ويعزِّزك
أوعا تآمِن له دا بده يفتنك
يلعب بمخَّك في الكلام ويختنك
ومين بقاله على الأمايِر دي جلد
من حي ما اشتاعت بنا أهل البلد
أمين :
بس انتي ما تخافيش … … …
ظريفة :
… … … … دا لازم تخزمه
وتجيب لجام زي الحمار وتلجمه
خليني اشوف لي يوم صَبَح عرضي شلم
دا العرض ما يرجع لنا إذا انثلم
أمين :
لازم أروح له دالوقيت وأشفره
ظريفة :
لازم كمان تعنِّفه وتعزره
أمين :
بس اسكتي … … … …
ظريفة :
 … … أدين أهو في الانتظار
أوعا كمان تقبل حِجَج ولَّا اعتذار
وارجع قوامك بالعجل لجلن أراك
أحسن أنا مقدرش اعيش ساعة بلاك
أمين :
حاضر على عيني وراسي ما أغيب
والله الكلام يا منيتي كلام حبيب

المنظر الثاني عشر

أمين (لوحده) :
لله ما أحلى المودَّة والغرام
في حب ست مخدَّرة صاحبة مقام!
أدي البنات للي يريد ولَّا بلاش!
حرَّة نقية زيَّها قول ما بقاش
دي أغلب النسوان صارت كلها
يا الله السلامة! ربنا يعلم بها!

(ثم يخبط على باب نصير.)

ما بار علينا اليوم الا ده كمان
طالع على فارعه هنا يا الله الأمان!

المنظر الثالث عشر

(نصير وأمين وإبراهيم)
نصير :
يا هلترى إش جابك كمان وشيَّعك؟
أمين :
جيت من فعالك لجل أتخانق معك
نصير :
وانا إش حصل مني؟! … … …
أمين :
… … … حصل منك كتير
دنا قبل دا كنت احسبك جدع أمير
فضَّك من التزويق معايا في الكلام
واظهر لنا أصل المخبَّى والمرام
باللطف عاملتك وقلت اني اصطبر
وانتا على منتا عليه ما تعتبر
تعمل عليَّا بصطليجة يا جدع؟!
أما حقيق انك ولد صاحب بِدع!
بدَّك تخامرني وتسرق حرمتي؟!
بكرة تبان لك همَّتك من همتي!
نصير :
مجنون مين اللي أخبرك عن دالكلام؟!
هو جد والا شيء رأيته في المنام؟
أمين :
هيَّا ظريفة اللي اخبرتني بنفسها
حتى الجران الكل سمعوا حسَّها
وأرسلتني لك وقالت اخبره
وإذا توقف غصب عنه أجبره
وإنها ما تميل لغيري بس يوم
ولو يصبَّح دمها عالأرض عوم
يكفا كلام فارغ بقا وعكننة
هتكتنا يا ابن الحلال جرَّستنا
نصير :
إن كان كدا قالت أنا قلبي انشرح
وطاب بعد أن كان فيها انجرح
ولا بقيت أحكي كلام ولا أشِيع
وزي ما بتأمر أنا سميع مطيع
أمين :
حتى كمان إن كان بدك تقتنع
ومن حنكها نفسها تريد تستمع
بأنها تحبني وتكرهك
وتعزِّني كتير قوي وتسفَّهك
ياللـه بنا في بيتنا نروَّح سوا
وتشوف فؤادها فيك أو فيَّا انكوى

(ثم يتوجهوا ويخبط أمين على بيته.)

المنظر الرابع عشر

(ظريفة وأمين ونصير وإبراهيم)
ظريفة :
وكمان جايبه لي وقصدك بس إيه؟!
انتا عليا راح تجي ولَّا عليه؟!
بدَّك أشوفه لجل ما تزيد رغبتي
وتنشبك به غصب عنِّي مهجتي؟!
أمين :
القصد يا روحي ان قولي ما استمع
بيقول عليَّا للكلام دا اخترع
واني بقول الزور انك تكرهيه
ولا تحبي فرد شعرة بس فيه
على شان كدا جبته تزول عنا الشُّبَه
ويكون كماني راق لعقله وانتبه
ظريفة (لنصير) :
هو انت عندك شك في اللي باذكره؟!
والا أقيم برهان عليه وافسره؟!
نصير :
لما رأيت اللي حكاه ما ينحكي
وهو على الكلمة يقول ويتِّكي
الشك زاد عندي ولكن دالوقيت
لما نده لي اليوم وفي بيتك أتيت
سمعت أمرك والتزمت الامتثال
واهو بلغني مقصدك على كل حال
ظريفة :
لا لا اهو برض الكلام اللي حكاه
هوَّا كلامي برمِّته مش من معاه
ودا جميعه لجل يحصل لي طمان
وتتضح كل الأمور لنا كمان
وادين أقول دالوقت لجلن تفهموا
وتحققوا الدعوى هنا وتعلموا
بأنكم لتنين اللي حاضرين
لكم منازل في فؤادي مغايرين
واحد أحبه زي عيني وأعشقه
وأكره التاني وبدِّي أخنقه
واللي أحبه له بقلبي منزلة
لما أشوفه تعتريني زلزلة
واللي اكرهه لو مت ما اقعدشي معاه
واكدِّبه في الحب لو يوم ادَّعاه
لكن يكفانا كلام ولقلقة
ومن العذاب دا كل يوم يكفا بقه!
اللي أحبه يجتهد في الاجتماع
ويمنع التاني ويكفانا نزاع
أمين :
واللهِ يا حلوة لعجِّل بك قوام
ظريفة :
وانا كمان يرتاح قلبي والسلام
أمين :
لاريَّحك يا نور عيوني عن قريب
ظريفة :
وانا كمان من دا المرض قلبي يطيب
غُلبت ساكتة لكم واقول اش بعد ده؟!
وان كان عيب على البنات تحكي كده
لكن بالنسبة لكل اللي جره
لما بقت جرسه كبيرة وشوشرة
وجب عليا اصون عرضي وأنقذه
وأعين اللي مقصدي أجوِّزه
أمين :
والله كلامك حق يا نور العيون
ظريفة :
أهو غير كده معرفش، واللي يكون يكون!
نصير :
عظيم قوي أهو الكلام هنا ظهر
وعرفت قصدك بالكلام اللي انذكر
والشخص اللي طول عمرك تكرهيه
من بعد ساعة ما بقيتي تنظريه
ظريفة (لنصير) :
خيار ما تعمل؛ لأني لا أطيق
أنظر إليه في البيت والا في الطريق

(ولأمين):

يا هلترى كل الكلام دا يعجبك؟!
قلتش كلام يزعَّلك ويخل بك؟!
أمين :
إن كان من شاني أنا مبسوط قوي
لكن صاحبنا بشوفه ملتوي
وليه كدا مسكين قوي زعلتي عليه
ظريفة :
أمال بقا بدك كماني أعمل ايه؟!

(وتروح.)

أمين (لنصير) :
مسكين قوي حالك! … … …
نصير :
… … … ما بيدي اتحكِّمِتْ
أمين :
لا حول ولا قوة خلاص وصمِّمِتْ
نصير :
وانا كمان حيث إن دا آخِر كلام
لازم أطاوِعها واسافر والسلام
أمين :
مسكين قوي! باين عليك كتر الزعل
من كسفة الحرمان قلبك اشتعل
خد حضن منِّي قبل ما تروح والنبي
دا حضنها حضني يسلِّيك يا صبي

(ثم يعانقه.)

المنظر الخامس عشر

(ظريفة وأمين)
أمين :
أما نصير غلبان! … … …
ظريفة :
… … … وليه؟ اش غلِّبه؟
أمين :
على شان عيونك كتر شوقه عذِّبه
وانا كمان بكره لعجِّل بالزواج
نانا بقا تأخير ويكفانا لجاج!
ظريفة :
بتقول من بكرة؟! … …
أمين :
… … … وليه بتزعلي
بكرة تشوفي الخير لما تدخلي
وتشكريني زي ما انا بشكرك
غرشي الحيا من الجواز منفَّرك

(ويروح.)

ظريفة :
يا رب تلهمني بحيلة تمنعه
وان كان له أدنى عشم بي تقطعه

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤