الفصل الثالث

الزمان

أولًا: الناسخ والمنسوخ

ويعني الزمان «الناسخ والمنسوخ»، إلغاء الحكم السابق بحكمٍ لاحق بعد فترةٍ زمنية؛ من أجل تعديل الحكم وإعادة تكييفه طبقًا لتجربة التطبيق الأولى تخفيفًا وهو الغالب، أو تشديدًا وهو الأقل. فمنهج الوحي منهجٌ تجريبي، وأحكامه واقعية. وهو درس في التجريب والتعديل طبقًا للظروف المتغيرة. ولا يضر الوحي أن تتغير أحكامه طبقًا لتغير الظروف؛ فالتغيير سنة الكون، وهو العنصر الثابت في الحياة.

ويأتي «الناسخ والمنسوخ» بعد أسباب النزول «وإن كان علم أصول الفقه قد أعطى الأولوية المطلقة للنسخ على النزول».١ فالوحي ينزل أولًا ثم يتطور ثانيًا. ومن ثم كان العلم بأسباب النزول يسبق العلم بالناسخ والمنسوخ. الأول أصل، والثاني فرع.٢ وتبدأ السورة ببيان ظرفها المكاني، مكيةً أو مدنية قبل أن تعرض في بعضها أسباب نزولها. والنسخ مرتبط بأسباب النزول التي تبيُّن ظروف الحكم الأول وتغيرها الذي اقتضى تغييره، وذلك مثل الطلاق ثم الرد ثم تحديد مرات الطلاق بثلاث.٣ انتقالًا من القسوة إلى العشرة المطلقة ثم إلى العشرة المشروطة وبث الغيرة.٤
ولا يعني الزمان النسخ الزماني الكوني مثل النهاري والليلي في تعاقب الليل والنهار، والصيفي والشتائي باعتبارهما من الفصول الأربعة وكلاهما في الزمان الكوني، والفراشي والنومى وهو الزمان الذاتي، اليقظة والنوم. والنهاري والليلي زمن تعاقب الليل والنهار. وفيمَ الاستعجال لنزول الوحي ليلًا والناس نيام ولم تحدث مشاكل تستدعى نزول الوحي؟٥ قد يكون الحدث شخصيًّا والنبي قلقٌ ليلًا مثل البحث عن قبلة ولكن دلالته اجتماعية للناس بعد الاستيقاظ. فالوحي ليس فقط علاقةً رأسية بين النبي ومصدره بل أفقية بين النبي والناس. وإن كان حدثًا خاصًّا بينه وبين أزواجه فدلالته للمسلمين جميعًا.٦ والصيفي والشتائي الزمان الكوني، زمان الفصول الأربعة. وقد يعني ذلك وقوع الحرب أيام الحر أو البرد. ومع ذلك الدلالة حقيقية باستثناء مراعاة الوحي للزمان الجغرافي وليس فقط الزمان الإنساني٧ ويدل الفراشي والنومى على الزمان الشعوري في اليقظة والنوم. ويظل السؤال قائمًا: ما وجه العجلة وقت الاسترخاء والراحة والإنسان على الفراش وقد انعزل عن الناس أو وقت النوم ولا تقع حوادث ولا مشاكل بل الحظر في اعتبار الأحلام وقائع؟ إنما يعني زمان الأحكام أي زمان الفعل كما هو الحال في علم أصول الفقه.٨

(١) أدبيات الموضوع

وقد كُتبتْ في الموضوع عدة محاولات قبل أن تدخل في التصور الكلي لعلوم القرآن في «البرهان» و«الإتقان».

(أ) «الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى» لقتادة (١١٧ﻫ)٩

وقد كُتب في الناسخ والمنسوخ منذ القرن الأول؛ مما يدل على أهميته وبروزه كموضوعٍ مستقل قبل تكوين علوم القرآن. يكتفي بالرصد والتسجيل والتدوين والإحصاء سورةً سورة دون أي مقدمةٍ نظرية في الموضوع ودون رصد أي دلالة للنسخ وتغيُّر الأحكام بتغيُّر الزمان والمكان، ودون تحويل للرصد الطولي لسور القرآن إلى التحليل البنيوي.

لا يعتمد إلا على الرواية حتى مع اختلاف الروايات. يضيف فقط إذا كانت السورة مكية أو مدنية دون التطرق إلى دلالة النسخ في المدني أي في التشريعات والنظم، وليس في المكي أي في التصورات والعقائد.١٠ ولا يقع النسخ في كل السور؛ مما يدل على إمكانية ثبات بعض التشريعات الخلقية العامة تعبيرًا عن الطبيعة الإنسانية والفطرة البشرية بالرغم من تغيير الظروف الاجتماعية.١١

(ب) «الناسخ والمنسوخ للزهري» (١٢٤ﻫ)

واستمر التأليف في الناسخ والمنسوخ في القرن الثاني. واستقر العنوان بهذه الصيغة المزدوجة «الناسخ والمنسوخ» وليس بصيغةٍ أكثر تجريدًا مثل النسخ. وهو مجرد رصد وتسجيل دون تحليلٍ نظري باستثناء تحديد السورة مكيةً أو مدنيةً.١٢ فالمكان تابع للزمان. ولا يعتمد إلا على الرواية.

(ﺟ) «الناسخ والمنسوخ في الكتاب والسنة» لابن سلام (٢٢٤ﻫ)١٣

وهو أول كتاب في الموضوع يعتمد على الرواية، فالعلم سند بل تعدد الروايات للمتن الواحد إذا كان نقلًا بالمعنى وليس باللفظ.١٤ ويعني النسخ المعنى العام بحيث يشمل التخصيص والبيان. ويشمل النسخ بصرف النظر عن أنواع الناسخ قرآنًا أو حديثًا. ولا ضير أن ينسخ الحديثُ القرآنَ. والقرآنُ الحديثَ؛ لذلك تم ترتيب أنواع النسخ طبقًا لدرجة الناسخ فيما بعدُ في علم أصول الفقه.
والأهم هو ترتيب النسخ ليس طبقًا لسورةٍ سورة وآيةٍ آية كما هي العادة فيما بعدُ بل طبقًا للموضوعات الفقهية. والفقه هو علم السلوك والأحكام الشرعية. وهو ما يتطلب استنباطها من آخر آياتٍ نزلت من الناسخ وليس من المنسوخ.١٥ أكبرها العبادات ثم الأحوال الشخصية ثم الحج والجهاد والشهادات ثم الطعام والشراب ثم الحدود ثم المواريث والوصية واليتامى ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم بعض الموضوعات الأخلاقية مثل الاستئذان والتوبة والإكراه في الدين وإخفاء النفوس وقيام الليل والنجوى والاستغفار.١٦

(د) «الناسخ والمنسوخ» لأبي القاسم هبة الله بن سلامة (٤١٠ﻫ)١٧

يعقد مقدمةً نظرية عن أهم موضوعات النسخ مثل معنى النسخ لغةً واصطلاحًا وأنواعه بالنسبة للخط والحكم، وتوزيع الناسخ والمنسوخ على السور، ودخول النسخ على الأمر والنهي، والرد على الملحدين والمنافقين الذين يستخفُّون بالنسخ.١٨ وبعد ذلك يتم رصد الناسخ والمنسوخ، سورةً سورة، وآيةً آية من البقرة حتى الناس.١٩ وهو من أفضل النصوص ترتيبًا وشمولًا ووضوحًا وبيانًا لدلالة النسخ.

(ﻫ) «الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم» للقاضي ابن العربي (٥٤٣ﻫ)

ويعرض لموضوع النسخ، سورةً سورة وآيةً آية على نحوٍ طولي وليس عرضيًّا، مجرد رصد دون تنظير، من أجل العثور على منطق النسخ أو دلالته. والسور نفسها غير مرتبة ترتيبًا زمانيًّا بل توقيفيًّا؛ مما يصعب معه رصد مسار النسخ ومنطقه.٢٠ تفصيلاتٌ عديدة دون نظرةٍ كليةٍ عامة باستثناء المقدمة التي تتضمن بنيةً نظرية تتعلق بشرائط النسخ. وهي ستة: أن يكون النسخ شرعيًّا لا عقليًّا، منفصلًا غير متصل، وأن يختلف حكم الناسخ عن المنسوخ، واستحالة الجمع بين الحكمَين أن يكون النسخ في الحمل والعمل، ومعرفة المتقدم والمتأخر.٢١

والبدل ليس شرطًا. وإذا كان ضروريًّا يكون متعدد الأوجه مثل نسخ قدر الكم، وطريقة العمل، والتخيير بالإلزام، والقبلة بالقبلة، والتحريم بالإباحة، طبقًا لقاعدة نسخ الأثقل بالأخفِّ. ولا يكون النسخ إلا بمثله؛ مثل نسخ الكتاب بالكتاب، والسنة بالسنة أو ما هو أعلى مثل نسخ السنة بالكتاب وليس بما هو أدنى؛ نسخ الكتاب بالسنة أو الإجماع أو الاجتهاد. ولا تعتبر الزيادة أو النقصان نسخًا. ومعظم النسخ في المدني وليس في المكي. ففي المدني الشرائع، وفي المكي العقائد. وفي المكي التصور، وفي المدني النظام.

يعتمد على الروايات. والغاية عمليةٌ فقهية وليست نظريةً منطقية تروي ظروف كل نسخ؛ مما يدل على ارتباطه بأسباب النزول. ويجعل ذلك باب النسخ في علم أصول الفقه أكثر تنظيرًا ودلالة.٢٢ لذلك كان «الناسخ والمنسوخ» للواحدي أفضل لأنه مادةٌ خام يمكن تحويلها إلى منطق للنسخ برصد النسخ المتشابه والمختلف. ويستعمل الشعر وآراء الفقهاء دون الدخول في جدل مع المتكلمين.

(و) «المصفَّى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ» لابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)٢٣

استمر التأليف في الناسخ والمنسوخ حتى القرن السادس قبل تشكُّل علوم القرآن في صيغتها الكاملة في «البرهان» «والإتقان». وقد يُغلَّف العنوان بصيغةٍ أدبية تقوم على السجع كما هي العادة في عناوين القدماء. ويتحول إلى علمٍ مستقل. وبالإضافة إلى الرصد والتسجيل، سورةً سورة.٢٤ تبدأ محاولات وضع أسسٍ نظرية للنسخ في فصول.٢٥

(ز) «نواسخ القرآن» لابن الجوزي (٥٩٧ﻫ)٢٦

ويدلُّ العنوان بهذه الصياغة الجديدة على أن التركيز على النواسخ جمع «ناسخ» وليس على «المنسوخ»، أي على اللاحق وليس على السابق، على الإثبات وليس على الرفع والإزالة؛ لذلك جاءت أقسام الباب الثامن، وهي تقريبًا كل الكتاب، في صيغة «ذكر الآيات التي ادُّعي عليهن النسخ في سورة كذا.» سورة سورة، من البقرة حتى الكافرون، تسعًا وخمسين سورةً؛ مما يوحي بأن النسوخ ادعاء، وأنه لا شيء منسوخًا في القرآن كما هو الحال عند منكري النسخ من اليهود لإثبات شريعتهم التي لم تنسخها شريعة المسيح أو شريعة الإسلام.٢٧
وهو تصنيف ابن الجوزي، وهو ما يعني تأليفًا بلغة العصر. يبدأ بعقد نظرية في سبعة أبواب قبل أن يبدأ التطبيق في الباب الثامن.٢٨ الأول عن جواز النسخ والفرق بينه وبين البداء، والثاني وقوع النسخ في القرآن، والثالث حقيقة النسخ، والرابع والخامس شروط النسخ المتفق عليها والمختلف فيها، والسادس فضيلة علم الناسخ والمنسوخ وضرورة تعلمه، والسابع أقسام المنسوخ.
والنسخ موضوعٌ مشترك بين علم أصول الفقه في المصدر الأول لاستنباط الأحكام؛ القرآن، وفي أحكام التكليف الخمسة.٢٩ ويظهر أيضًا في علم أصول الدين في تطور النبوة، وهو أيضًا في علم القرآن، حامل الزمان في الحوامل الموضوعية. أما علوم الحكمة وعلوم التصوف فإنهما يتعاملان مع الحقائق الثابتة الخالدة دون أخذ التطور والزمان بعين الاعتبار. فالحقيقة عند الحكماء واحدة، والدين عند الصوفية واحد.
وامتد الخطأ في التفسير كما هو الحال في كتاب هبة الله المفسر وهو ابن سلامة العزيز صاحب «الناسخ والمنسوخ» إلى الخطأ في الناسخ والمنسوخ وجعل غير المنسوخ منسوخًا، وكما هو الحال في كتاب الناسخ والمنسوخ للسدي.٣٠ وقد انعكس ذلك على التفسير فدخلتْ آراء المفسرين الفاسدة، واعتمدوا على أحاديثَ باطلة؛ مما دفع المؤلف إلى كتابة مقدمات في علم التفسير للتنبيه على ذلك مثل «المغني في التفسير»، «زاد المسير»، «تفسير التبيان في علم القرآن» واختصاره في «تذكرة الأريب في تفسير الغريب».٣١
وفي المقدمة يظهر وعي المؤلف النظري بضرورة تحويل العلم من النقل إلى العقل، ومن الرواية إلى الدراية، ومن التقليد إلى التجديد.٣٢ ووضع مقدمة بمثابة القواعد والأصول واختيار الشكل الأدبي الأمثل من حيث الطول والقصر.٣٣

(ﺣ) «ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه» لابن البارزي (٧٣٨ﻫ)٣٤

ويستمر التأليف في الناسخ والمنسوخ في القرن الثامن، وقت تشكيل علوم القرآن في «البرهان» للزركشي. ويضاف إلى العنوان التقليدي «القرآن العزيز» لبيان أن الموضوع يتعلق بالقرآن وجزء من علوم القرآن. ويمتاز الكتاب بمقدمةٍ نظرية في أنواع النسخ وبخاتمة أيضًا حول أهم قضية في النسخ العملي وهي آية السيف والقتال.

تبدأ المقدمة النظرية بتعريف النسخ في اللغة بمعنى الرفع. وقد ورد في القرآن بمعنيَين. الأول نقل الكتابة أو تدوين الأعمال في سجلات، والثاني رفع حكمٍ ثابت بحكمٍ ثابتٍ آخر.٣٥ كما تضم ضروب النسخ الثلاثة؛ الأول رفع الحكم والخط، والثاني رفع الخط وبقاء الحكم، والثالث رفع الحكم وبقاء الخط. كما تتضمن مستويات الناسخ والمنسوخ الأربعة؛ نسخ الكتاب بالكتاب، والسنة بالكتاب، والسنة بالسنة وليس الكتاب بالسنة.٣٦
كما تتضمن وقوع النسخ في الأوامر والنواهي وليس في الأخبار، ثم تعطي بعض الإحصائيات في النسخ مثل أول ما وقع فيه النسخ.٣٧ وليس في كل السور ناسخ ومنسوخ. وبعضها به ناسخ دون منسوخ، والبعض الآخر به منسوخ دون ناسخ.٣٨
وآية السيف ناسخة لمائة وأربعة عشر موضوعًا في اثنتين وخمسين سورة.٣٩ تم نسخ بعضها، كما نسخ عمومها في آخرها.٤٠ ونسخت آية القتال ثمانية مواضع في سبعة سور.٤١ وتستمر الإحصائيات كرصد دون إيجاد دلالاتها.٤٢ وقد نُسخت آيةٌ بآيات وآياتٌ بآية. فالنسخ كيفٌ لا كمٌّ.
وتضم الخاتمة بعض المسائل النظرية.٤٣ مثل إطلاق بعض المتقدمين النسخ على التخصيص والاستثناء والأحوال المشكلة، مثل الأمر بالقتال بعد الأمر بالصبر والصفح لاشتراك الجميع في رفع الحكم المتقدم. على عكس المتأخرين الذين يفرقون بينهما. وهذا هو سبب في جعل المتقدمين آية السيف ناسخة لمائة وأربع عشرة آية على عكس المتأخرين؛ فلا ينسخ بآية القتال إلا ما فيه نهي عن القتال. كما تذكر الخاتمة ضرورة تأخر الناسخ عن المنسوخ بفترةٍ زمنية تسمح بتنزيل الحكم المنسوخ.

وقد استمر التأليف في الناسخ والمنسوخ من القرن الأول حتى اليوم سواء من القدماء أو من المحدثين في التراث أو في الرسائل الجامعية. ألَّف فيه المتكلمون من المعتزلة مثل أبي الحسين البصري، أو المفسرون مثل مقاتل بن سليمان، أو من الحنابلة مثل أحمد بن حنبل، أو من الصوفية مثل الحلاج، أو من الفقهاء من أهل الظاهر مثل ابن حزم، أو من النحاة مثل السيرافي، أو من الأشاعرة مثل عبد القاهر البغدادي، أو من الشيعة مثل القمي.

(٢) النسخ لغةً واصطلاحًا

والنسخ لغةً يعني إما الرفع والإزالة أو تصوير المكتوب.٤٤ والنسخ اصطلاحًا يعنى المعنى الأول. والسؤال هو: ما الفرق بين النسخ والنسيان، والمثل الأخير في الآية الشهيرة مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا؟ خير منها أي أكثر واقعية وطبيعية. مثلها في الحكم مع اختلاف الصياغة الأدبية من الناحية البلاغية.٤٥ وقد يكون الحكمان، المنسوخ والناسخ، خيارَين إنسانيَّين مثل الإعراض عن اللغو أو عدم مجالسة من يقوم به.٤٦

ليس «الناسخ والمنسوخ» من أبحاث الألفاظ أو المعاني بل من أبحاث الزمان؛ أي الحوامل الواقعية أو التاريخية مثل المكان والموقف أي النزول.

وفي الترتيب يسبق المنسوخ الناسخ عادة. ولا يتغير الترتيب إلا استثناء.٤٧ فالناسخ تالٍ على المنسوخ بالضرورة في الزمان، والمنسوخ متقدم عليه. فالحاضر ينسخ الماضي لأن التقدم خُطًى من الماضي إلى الحاضر. وأقصى مدة بين الناسخ والمنسوخ ست عشرة سنة أي نصف جيل إذا كان الجيل في الثقافة القديمة أربعين عامًا، ولا يزيد على ذلك إلا مرةً واحدة.٤٨
ولا يجوز نسخ الحكم قبل العمل به وإلا كان تحصيل حاصل، لا فائدة منه؛ لذلك هناك فترةٌ زمنية بين الناسخ والمنسوخ حتى يظهر عدم التطابق بين الحكم الشرعي والواقع المتغير الجديد.٤٩
والعلم بالناسخ والمنسوخ فضيلة لأنه علم بالتغير والتطور بأولوية الواقع على النص.٥٠ وفضل هذا العلم كبير؛ إذ به يعرف تطور أحكام الشريعة ومطابقتها للواقع المتغير والقدرة. فالأحكام تتجدد بتجدد الواقع وإلا تحجَّرت أحكام وتطور الواقع فيحدث تمايز بين شدة الحكم وضرورة تغييره. وينشأ الصراع بين السلفيين المدافعين عن الحكم والتحديثيين المدافعين عن تغيير الأحكام بتغيير الواقع كما هو الحال في تاريخ الحركات الإصلاحية الحديثة. ويشتد الأمر فيصبح صراعًا بين الأصوليين المتشددين بالإبقاء على ثبوت الأحكام والعلمانيين المطالبين بالتشريع المدني. وتنقسم الأمة إلى فريقَين متنازعَين. وقد يصل الأمر إلى حد القتال والحروب الأهلية تحت دعوى «تطبيق الشريعة الإسلامية».٥١
والسؤال هو: هل يجوز إذا ما تغيرت الظروف إلى سواها العودة إلى حكم المنسوخ دون الناسخ مثل بعض المجتمعات التي استشرى فيها شرب الخمور ويصعب اقتلاعه عن طريق التحريم، هنا يمكن العودة إلى المراحل الأولى التدريجية للتحريم مثل فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ثم عدم الشرب أثناء الصلاة؟ وإذا كان للنسخ طريقان، من الأخفِّ إلى الأثقل مثل تحريم الخمر، أو من الأثقل إلى الأخف مثل محاسبة أفعال النفس الداخلية والخارجية ثم الاقتصار على الخارجية فقط؛ فهل يمكن طبقًا للظروف المتجددة الأخذ بأحد الطريقَين؟ هل المنسوخ إبطال الحكم نهائيًّا أم وقتيًّا، بحيث يمكن العودة إليه إذا ما تغيرت الظروف؟ هل الزمان في تقدمٍ مستمر أم أنه قد يتقهقر أيضًا؟٥٢

(٣) وقوع النسخ شرعًا وجوازه عقلًا

ومن المؤلفين من أنكر النسخ مثل أبي علي محمد بن أحمد الجنيد (٣٨١ﻫ) في كتابه «الفسخ على من أجاز النسخ»٥٣ وهم قلة لا تمثل التيار الغالب، تسقط الزمان من الحساب، والتطور من الوحي. إنكار النسخ إنكار للتغيير، والتغيير سنة الكون.٥٤ وهو دفاع عن القرآن جهلًا بالواقع ظنًّا أن التغيير عيب ونقص. وهو من مظاهر الكمال كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ.
وأول مقدمةٍ نظرية في إثبات النسخ على منكريه من اليهود وكما هو الحال في علم أصول الفقه بدعوى عدم جواز البداء على الله أي الحكم بشيء ثم يبدو الأمر على خلاف ذلك.٥٥ وعلم الله ثابت لا يتغير. والحقيقة أن الأمر لا يتعلق بعلم الله في ذاته. فهذا هو موضوع علم الكلام، الصفة الأولى في الثلاثي، العلم والقدرة والحياة.٥٦ وهو درس في تبعية العلم الإلهي لتطور الزمان وتغير المكان.٥٧ وفرق بين النسخ والبداء؛ أن النسخ تغيير حكم التكليف بناء على مصلحة المكلَّف، في حين أن البداء تغيير علمٍ نظريٍّ ثابت بلا سبب. والنسخ لا يعني فساد الحكم السابق بل تجاوز الواقع له، في حين أن البداء يعنى فساد العلم الأول. وإنكار النسخ خلط بين العلم الإلهي والواقع الإنساني؛ فالنسخ ليس تجويزًا للبداء على الله كما تقول اليهود، فعلم الله في ذاته كصفة للذات ثابت وتعينه الأول في اللوح المحفوظ متغير لأنه مخلوق.٥٨
والأصل النظري الأول حول الجواز والوقوع عقلًا وشرعًا. والاختيارات ثلاثة: الأول عدم الجواز عقلًا ولا شرعًا لأن النسخ يعني البداء، والثاني الجواز عقلًا والامتناع شرعًا لأن شريعة موسى لا تُنسخ، والثالث الجواز شرعًا لا عقلًا حرصًا على صورة شرائع الأنبياء، ويغيب الرابع وهو الجواز عقلًا وشرعًا وواقعًا.٥٩ هو جائز عقلًا لأن التكليف يقوم على المصلحة، والمصالح متغيرة؛ وبالتالي كان شكل التكليف ودرجته متغيرَين أيضًا. وهو واقع شرعًا نظرًا لتغيير التكليف من نكاح المحرمات إلى تحريمه، ومن العمل يوم السبت إلى تحريمه، ومن أكل لحم الخنزير إلى تحريمه.
والنسخ واقع شرعًا ونصًّا في آية النسخ الشهيرة مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا. وفيها تمييز بين النسخ والنسيان. النسخ رفع وإزالة فعل إرادي. أما النسيان فهو ما يتجاوزه الزمن مثل الإماء والعبيد والغنائم والصيد وربما وضع المرأة ككل. والبديل أفضل من الأول أو مثله؛ أفضل أي أوسع وأرحب، ومثله في الصياغة والإقناع؛ الأول بالإرادة، والثاني بالطبيعة.٦٠ وليس النسخ فقط جائزًا عقلًا بل هو واقع شرعًا سواء النسخ الكلي؛ نسخ شريعة بشريعة، أو النسخ الجزئي؛ نسخ حكم بحكمٍ آخر داخل الشريعة الواحدة.٦١

والنسخ ممكن عقلًا وشرعًا لأن الواقع يتغير والوحي يتطور بتطوره، ويعدُّ درسًا في التجريب، وأولوية الواقع على الوحي، ودخول عنصر الزمان في تطور الأحكام؛ فهي متغيرة بتغيره، ومتطورة بتطوره.

وهناك فرق بين النسخ الكلي لمرحلةٍ سابقة من مرحلةٍ لاحقة مثل نسخ الإنجيل للتوراة، ونسخ القرآن للإنجيل، فهذا النسخ هو مجرد التبديل والتحويل وليس الإلغاء. ويتم عن طريق النسيان للمِثل مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا، فالفصل هو النسخ أو النسيان والنتيجة الإتيان بناسخٍ أفضل من المنسوخ أو مثله، أفضل في الواقعية، ومثله في المثالية. شريعة موسى تُنسَخ بشريعة عيسى. وشريعة عيسى تُنسَخ بشريعة الإسلام.٦٢
ولا يثبت جواز النسخ بحججٍ صوريةٍ عقائدية بل بحججٍ علميةٍ سلوكية؛ فكون الآمر يفعل بأمره ما يشاء حجةٌ عقائديةٌ كلامية. إنما الحجة هي تغيير الواقع والظروف، وبالتالي ضرورة إعادة صياغة الأحكام طبقًا للواقع المتجدد.٦٣ فالرؤية العامة للتشريع هي أولوية الواقع على النص.٦٤ فالأحكام الشرعية تجريبية في جدلٍ مستمر بين المثال والواقع طبقًا لقدرات المكلفين وقاعدة عدم جواز تكليف ما لا يُطاق.٦٥

(٤) النسخ في الأحكام

ولا يقع النسخ إلا في التكليف؛ الأوامر والنواهي، اقتضاء الفعل أو الترك. وهو على ثلاثة مستويات: الأول الفرض أو الواجب أو الإلزام ويكون نسخه من الوجوب إلى المنع، مثل تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام. وقد يكون النسخ من الوجوب إلى الاستحباب أي المندوب مثل نسخ وجوب الوضوء عند كل صلاة وجعله فقط مستحبًّا، وقد يكون النسخ من الوجوب إلى الإباحة مثل نسخ وجوب الوضوء مما غيرت النار إلى الجواز. والثاني الاستحباب أو المندوب ويكون نسخه إما بالتحول إلى الوجوب أو إلى المنع والتحريم وإما إلى الإباحة مثل نسخ استحباب الوصية للوالدين إلى الإباحة. والثالث المباح، ولما كان المباح ليس حكمًا شرعيًّا خارجيًّا بل شرعيته في طبيعته فهو مأذون فيه غير مأمور به. ونسخه إلى وجهٍ واحد هو التحريم مثل نسخ إباحة الخمر إلى التحريم. ولا يوجد نسخ الإباحة إلى الكراهة. ونسخ المباح إلى واجب ليس نسخًا؛ لأن إيجاب المباح إبقاء تكليف وليس نسخًا. والنهي مستويان؛ الأول التحريم، وقد يُنسخ بالإباحة مثل تحريم الأكل على الصائم في الليل بعد النوم، والجماع، والثاني الكراهة.٦٦
وينقسم النسخ من حيث الأحكام الشرعية الخمسة: نسخ الفرض بالفرض ولا يجوز العمل به، وفرضٌ نسخَ فرضًا ويجوز العمل به، وفرضٌ نسخ ندبًا للتشديد، وندبٌ نسخ فرضًا للتخفيف٦٧
يدخل النسخ على الأمر والنهي فقط أو الأخبار التي تفيد الأمر.٦٨ وهو ثلاثة أقسام: الأول ما يقع قبل الامتثال فقد تطور الزمان قبل الحكم، وتغير النظر قبل العمل، وهو غير معقول ولا مفهوم. فالغاية تجريب الأحكام. دون تجريب أي تحقق في الواقع لا يقع نسخ.٦٩ والثاني نسخ شرع من قبلنا هو النسخ الكلي وليس النسخ الجزئي، نسخ المراحل في تطور الوحي وليس نسخ الأحكام.٧٠ والثالث الحكم لسبب ثم زوال السبب، فالحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا مثل آية السيف، وآيات التخفيف والتثقيل.
لا يقع النسخ إلا في الأوامر والنواهي أي في الأحكام، وليس في العقائد كتصورات، أو في الأخبار، أو في القصص والأمثال.٧١ الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان. أما القصص فحكاياتٌ أدبية مثل الأدب العالمي. والأمثال حِكم الشعوب. نسخ الأخبار يعني كذبها. النسخ في الأحكام وليس في العقائد. والأحكام تتعلق بالحوادث والسلوك البشري والنظم الاجتماعية والسياسية. ألا يكون النسخ في اللوح المحفوظ. فهذا تعين أول للعلم الإلهي بل يكون فقط في أحكام البشر.٧٢
ولا يقع النسخ في الأخبار لأن الخبر علمٌ نظريٌّ يتوقف على صدق الرواية أو كذبها بمطابقتها أو مخالفتها للواقع، أو على صدق الراوي أو كذبه إراديًّا أم لا إراديًّا. الواقع رؤية، والخبر رواية. والخبر نوعان؛ إما الإعلان عن حقيقة شرعية مثل لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ أو الخبر الخالص أي الصادق فالنسخ فيه تكذيبه.٧٣
ولا يعني النسخ تصحيح قراءة الرسول للقرآن بعد أن تدخَّل الشيطان وألقى إليه ما ليس منه. وهي قصة الآيات الشيطانية الشهيرة. وبصرف النظر عن إخراجها وروايتها إلا أنه ليس من المعقول أن يكون للشيطان قوة جبريل في النفث في روع الرسول بل هو أقوى منه لأنه استطاع التدخل والتغيير والتدليس على جبريل والرسول. وتصحيح جبريل ليس نسخًا لأن النسخ لا يكون إلا في الأمر والنهي أي في الأحكام، ولا يكون إلا بعد التنفيذ. والآيات الشيطانية في العقائد وقبل التنفيذ. ولا يكون النسخ إلا بقرآن لقرآن أو بحديث لحديث أو لحديث بقرآن للتصحيح وليس لحديث الشيطان بقرآن. والنسخ هنا المذكور في القرآن في روايته يعني مجرد الرفع والإزالة.٧٤ وإذا كان الشيطان يعني تأويلًا هواجس النفس ودوافعها السلبية فقد تكون الآيات الشيطانية تعبيرًا عن رغبة الرسول في حلولٍ وسط مع المشركين وآلهتهم مؤقتًا. وقد لاحظت عائشة من قبلُ أن الله يوافق على هوى الرسول.
والناسخ والمنسوخ في القرآن أربعة أقسام: قسم ليس فيه ناسخ ولا منسوخ، وقسم فيه ناسخ ومنسوخ، وقسم فيه ناسخ فقط دون منسوخ، وقسم به منسوخ فقط دون ناسخ.٧٥ ويدلُّ الأول على أن الثبات أكثر من التحول، ويدل الرابع على أن التحول بلا ثبات. ويدل الثاني على جدل الثبات والتحول، في حين يدل الثالث على الثابت دون المتحول وهو الأقل. وليس كل السور بها ناسخ ومنسوخ. بعض السور ليس بها ناسخ ولا منسوخ لأنها خالية من الأمر والنهي.٧٦ وهناك سور بها ناسخ وليس بها منسوخ.٧٧ وهناك سور بها منسوخ وليس بها ناسخ.٧٨ وهناك سور بها ناسخ ومنسوخ.٧٩ وبعض السور بها ناسخ فقط أو منسوخ فقط أو بها كلاهما أو خالية من كليهما.٨٠ والأغلب هي السور الخالية من كليهما؛ مما يدل على أولوية الثبات على التغيير، ثم تأتي السور بها منسوخ دون ناسخ والتي تعني أولوية التغيير على الثبات وقدرة الواقع على تجاوز الأحكام. والسور التي بها ناسخ ومنسوخ تعني تعادل الاثنين، وأقلها السور التي بها ناسخ دون منسوخ، فلا شيء نهائي في الحكم، والواقع لا نهاية له.

(٥) الفرق بين النسخ والتخصيص والاستثناء

النسخ ليس التخصيص؛ النسخ من مباحث الزمان، في حين أن التخصيص من مباحث الألفاظ.٨١ فالاضطرار استثناء من القاعدة، رخصة من العزيمة.٨٢ وتوالي آيات الوصية ليس نسخًا بل تخصيص للأقربين بالأولاد والوالدين.٨٣ وفرض الصيام على الأمم جميعًا ثم على الأمة الإسلامية عامٌّ يتبعه خاص.٨٤ وتعميم حكم الميراث على الأقربين ليس منسوخًا بتخصيص الأولاد.٨٥ بل هو تخصيص طبقًا لعادة العرب ووضع المرأة في الصدر الأول؛ مما قد يدفع البعض بتخصيصٍ آخر؛ المساواة في الميراث، بعد تغيير وضع المرأة اليوم عما كان في السابق، وشدة الهجوم على الشريعة بأنها لم تحقق المساواة بين الجنسين، والعصر هو عصر تمكين المرأة، ودراسات المرأة، وجمعيات المرأة، وقضايا المرأة.
وفرق بين النسخ والتخصيص؛ النسخ رفع حكمٍ عام بحكمٍ عامٍّ آخر، في حين أن التخصيص إبقاء الحكم العام مع مراعاة ظروفٍ خاصة في بعض الحالات لبعض الأفراد.٨٦ قد يكون الحكم العام هو تقوى الأوصياء في مال اليتامى ثم يتم تخصيص بالصلح بينهم وبين الموصى عليهم في حالة الجور.٨٧ وعدم دخول البيوت حتى الاستئذان والسلام على أهلها عامٌّ ثم خُصِّص بالبيوت المسكونة دون الخالية.٨٨ والغضُّ من البصر عند رؤية النساء حكمٌ عامٌّ يُخصَّص بإمكانية ذلك للعجائز.٨٩ والاستئذان للدخول على النساء ليس ممن ملكت الأيمان ولا ممن لم يبلغوا الحُلُم، أما الغرباء والذين بلغوا الحلم فليستأذنوا قبل الدخول.٩٠ وتسبيح الملائكة بحمد ربهم واستغفارهم لمن في الأرض حكمٌ عام، واستغفارهم للذين آمنوا حكمٌ خاص؛ فليس كل من في الأرض بمؤمنين.٩١ ومن أصابهم البغي منتصرون حكمٌ عام. ومن صبر وغفر كان ذلك من عزم الأمور حكمٌ خاص.٩٢
والنسخ غير الاستثناء؛ النسخ من مباحث الزمان، والاستثناء من مباحث اللغة.٩٣ ويُعرَف الاستثناء بحروفه مثل «إلا». وقد يكون الاستثناء في العمل السابق بعد أن يتم تغييره مثل نكاح زوجات الأب. وكذلك الأمر في الجمع بين الأُختَين.٩٤ الله يغفر كل شيء إلا الشرك، وقتل النفس جهنم إلا بعد التوبة. وجزاء المنافقين في الدرك الأسفل من النار إلا التائبين والمصلحين والمعتصمين بحبل الله والمخلصين للدين.٩٥ وكل إنسان وارد النار إلا الذين اتقوا.٩٦
وفرق بين النسخ والاستثناء. فالنسخ إلغاء حكمٍ عام بحكمٍ عامٍّ آخر، في حين أن الاستثناء إبقاء حكمٍ عام واستثناء حكمٍ خاص منه.٩٧
فالنسخ رفعٌ كلي والاستثناء رفعٌ جزئي. وهو نفس الفرق بين النسخ والتخصيص.٩٨ الاستثناء ليس نسخًا بل هو أقرب إلى تخصيص العام وتقييد المطلق، مثل سؤال الرسول أجرًا على رسالته إلا المودة في القربى.٩٩ والإنسان في خُسر إلا من آمن وعمل صالحًا.١٠٠
ويستثنى من قتال مَن يحارب الله ورسوله مَن تاب.١٠١ ومغفرة كل شيء من ظلم الناس إلا الشرك بالله.١٠٢ ويستثنى الإكراه على الكفر والقلب مطمئن بالإيمان.١٠٣ ويُضيع الخلف آثار السلف إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا.١٠٤ والناس وآلهتهم في جهنم إلا الذين سبقت لهم من الله الحسنى. والنسخ هنا بمعنى تصحيح فهم اللغة وعدم التفرقة بين «ما» لغير العاقل و«من» للعاقل.١٠٥ ورمي المحصنات دون أربعة شهداء مقتضٍ لجلدهم إلا الذين تابوا بعد ذلك.١٠٦ ومن يدعو مع الله إلها آخر يخلد في النار مهانًا إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فإن سيئاتهم تُبدَّل حسنات.١٠٧ والشعراء يتبعهم الغاوون لأنهم يهيمون في كل وادٍ ويقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله وانتصروا أي كان شعرهم ملتزمًا.١٠٨
وقد يكون مسار النسخ من المطلق إلى المقيد، ومن الحكم على كل الأعراب باعتبار الإنفاق في سبيل الله غُرمًا وأنهم أشد كفرًا ونفاقًا، إلى تقييد الحكم ببعض الأعراب الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر.١٠٩ والاستدراك على اعتراض لا يُعدُّ نسخًا؛ فبعد أن نزلت آية تعطي الأولوية في الترتيب للزانية على الزاني في حين أن الترتيب في السرقة للسارق على السارقة نزلت آيةٌ أخرى تعطي الأولوية للصالحين على الصالحات، وللأيامي على الإماء.١١٠

(٦) شروط النسخ وأحكامه

وللنسخ شروط:
  • (أ)

    وقوع تناقض بين حكمَين شرعيَّين ولا يمكن الجمع بينهما في سلوكٍ واحد؛ فيكون أحدهما ناسخًا والآخر منسوخًا.

  • (ب)

    ثبوت حكم المنسوخ قبل ثبوت حكم الناسخ حتى يحدث الرفع أو الإزالة.

  • (جـ)

    ثبوت حكم المنسوخ بالشرع لا بالعادة والعرف؛ فالعرف لا يشرع بل يتغير.

  • (د)

    معرفة حكم الناسخ بالنقل ليس بالعقل أو القياس؛ فهو أمرٌ شرعيٌّ خالص وليس بالإجماع؛ فالإجماع اجتهادٌ جماعي.

  • (هـ)
    ثبوت الناسخ مثل ثبات المنسوخ من حيث القوة والدلالة؛ نسخ قرآن بقرآن أو سنة بسنة أو سنة بقرآن وليس نسخ قرآن بسنة، معرفة الناسخ والمنسوخ إذن شرط في معرفة الأحكام.١١١
والمنسوخ على أنواع بناءً على التمييز بين الرسم والحكم أي بين القراءة والتشريع، بين النظر والعمل.
  • (أ)

    ما نُسخ رسمه وحكمه فلم يعد الحكم صالحًا لا من حيث الصياغة النظرية ولا من حيث التشريع العملي.

  • (ب)

    ما نُسخ رسمه وبقي حكمه كآية الرجم؛ فقد نُسخت الصياغة الأدبية إلى صياغةٍ أكثر بلاغة في حين بقي الحكم؛ فالتشريع ليس مجرد أوامر ونواهٍ صورية بل هي إيحاءات وإيماءات وإقناعات حتى يتم تطبيقها عمليًّا على نحوٍ تلقائي.

  • (جـ)

    ما نُسخ حكمه وبقي رسمه، وهو معظم ما هو موجود في القرآن. أُلِّفت له كتب «الناسخ والمنسوخ»؛ فهو جزء من تاريخ التشريع وتطور الوحي للتعليم والتدبر والعظة.

أما ما بقي حكمه ورسمه فليس ناسخًا ولا منسوخًا وإن كان مفترضًا طبقًا للقسمة الرباعية.١١٢
وينقسم النسخ بالنسبة إلى علاقة الحكم بالتلاوة إلى ثلاثة أقسام:١١٣ ما نسخ حكمه وتلاوته،١١٤ وما نسخ حكمه دون تلاوته،١١٥ وما نُسخت تلاوته دون حكمه.١١٦ الأول معقول ومفهوم، ولكن الثاني والثالث في حاجة إلى توضيح وتعليل. فما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته سلوك في الحاضر وعيش في الماضي، الحكم عملي، والتلاوة نظرية. وما نُسخت تلاوته دون حكمه تعديل في الصياغة الأدبية وأساليب البلاغة وهو ما يجعل القرآن يتفاضل في الصياغة، وافتراض آيات أقل بلاغة من الأخرى وهو غير معقول ولا مفهوم. والتلاوة بلا حكم ليست مجرد تذكير بالماضي وإلا حدث انفصال بين الماضي والحاضر، بين النظر والعمل.١١٧
هذه القسمة الثلاثية الشهيرة عن نسخ التلاوة والحكم، ونسخ التلاوة دون الحكم، ونسخ الحكم دون التلاوة؛ قسمةٌ منطقية، أما أثناء التلاوة والحكم فليس نسخًا. نسخ التلاوة والحكم وارد لأن نسخ الحكم يقتضي نسخ التلاوة، ونسخ التلاوة يتضمن نسخ الحكم.١١٨ إنما السؤال هو: لماذا تبقى التلاوة ويُنسخ الحكم، ولماذا تُنسخ التلاوة ويبقى الحكم؟ تبقى التلاوة ويُنسخ الحكم كنوع من إدخال التطور في البناء لمعرفة مسار التغير وقدره بين الظروف الأولى التي اقتضت الحكم الأول والظروف الثانية التي اقتضت الحكم الثاني.١١٩ وتنسخ التلاوة ويبقى الحكم لتغيير في الصياغة الأدبية وأساليب البلاغة واختيار القول الإنساني بدلًا من الأمري للإيحاء، أو القول الخبري بدلًا من الإنشائي للكشف عن الواجب.١٢٠ ولا يتم النسخ بمعجزة، محو الآية من الصفحة تلقائيًّا؛ فلا يحدث شيء إلا بفعل فاعل.١٢١
وقد يكون النسخ في المعاني لا في الألفاظ، وهي تفرقةٌ دقيقة تضاف إلى القسمة الرباعية بين الحكم والتلاوة. والمثال على ذلك أيضًا غير دقيق؛ فإن الدعاء للوالدين جائز للمؤمنين والكافرين لأن احترام الوالدين تجربةٌ إنسانيةُ عامة وفطرةٌ بشريةٌ مطردة.١٢٢ وقد يصبح المؤمن مشركًا والمشرك مؤمنًا؛ فالإيمان والشرك متغير في حين أن احترام الوالدين ثابت لا يتغير.

(٧) مستويات الناسخ

ويجوز نسخ القرآن بالقرآن والسُّنة بالسُّنة، والسنة بالقرآن، ولا يجوز نسخ القرآن بالسنة حتى ولو كانت متواترةً مثله. والأَولى عدم جواز النسخ بخبر الآحاد. ويجوز النسخ بنطق الخطاب وليس بدليل الخطاب؛ فالنسخ منطوق وليس استدلالًا. لا يُنسَخ القرآن إلا بقرآنٍ مثله، والسنة إلا بسنةٍ مثلها. ولا تَنسخ السنةُ القرآن لأنها في هذه الحالة تخصيص. ولا ينسخ القرآن السنة لأنها في هذه الحالة تربية وتدريب وتعليم.١٢٣ لا ينسخ القرآن إلا القرآن وليس الحديث نظرًا لاختلاف المستويين.١٢٤ السنة تُخصِّص وتُفصِّل وتُبيِّن ولا تَنسخ.١٢٥ وذلك مثل تفصيل التوبة للذين يعملون السوء بجهالة.١٢٦ والتفصيل بالتوبة بعد الذنب بعام أو بنصف عام أو شهر أو بأسبوع أو بيوم أو بساعة أو وقت الحشرجة، كل ذلك قبل الموت، ولا يعني سوء النية والانتظار حتى آخر لحظة للتوبة.١٢٧ وينطبق ذلك على المؤمن والكافر، وعلى المسلم والمشرك.١٢٨ ولا يعني النسخ بالضرورة نسخ آية بآية، واحدة بواحدة، بل قد تنسخ آيةٌ عدة آيات.١٢٩ وقد يقع النسخ أكثر من مرة في نفس الآية، تنسخ آيةٌ أحكام آياتٍ أخرى ثم ينسخ أول الآية آخرها.١٣٠ وقد يقع النسخ في أول الآية أو في أواخرها دون وسطها ويظل محكمًا مثل خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.١٣١ والنسخ في آيةٍ واحدة بين أولها وآخرها، فإذا كان أولها منسوخًا وآخرها ناسخ يكون مضادًّا لشرط انفصال الناسخ عن المنسوخ وتقدُّمه عليه وحصوله في الأمر والنهي بعد التمثل. وكيف ينسخ الأول الآخر والناسخ يكون سابقًا للمنسوخ؟ وكيف تتعارض المشيئة الإلهية بين الأمر بالصبر ونسخها وعد الله أو توفية الرسول ورجوع الكل إليه؟١٣٢
وقد تؤثر القراءات في الحكم بالنسخ منها قراءة (يُطِيقُونَهُ)، أو (يطوقونه).١٣٣ ويعتمد على الشعر في الحكم بالنسخ لضبط فهم معاني الحكم.١٣٤

ثانيًا: دلالات النسخ

ولا يكون النسخ إلا بنقلٍ صريح وليس على عوام المفسرين ولا اجتهاد المجتهدين.١٣٥ وإذا كان الناسخ والمنسوخ لا يُعرفان إلا بالنقل عن طريق الرواية عند القدماء فإنه يُعرف بالعقل وبالطبيعة وبروح الشريعة عند المُحدَثين. فإذا ما تعارضت الرواية ضد العقل أُخذ العقل وافتُرض احتمال خطأ النقل.

وبالرغم من اختلاف العلماء في تحديد الناسخ والمنسوخ إلا أنه مع ذلك يمكن ترجيح الآراء طبقًا لمنطق النسخ. ويمكن أيضًا الترجيح بآياتٍ أخرى للقرآن أو بأحاديث أو بالشريعة.

ويمكن استقراء الآيات المنسوخة والآيات الناسخة لمعرفة منطق النسخ وما سماه المصلحون «روح الإسلام». وتستطيع روح الإسلام، إنسانيته وواقعيته، أن تحدد الناسخ والمنسوخ؛ لذلك لا يهم إيجاد دلالات لكل مواقع النسخ بل يكفي الروح العامة. وهناك سبع دلالات للنسخ.

(١) العام والخاص

إذا كان الله في كل مكان فإن آية وَلِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ تكون ناسخة لآية وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، فالناسخ عام والمنسوخ خاص. ولا تعارض بين العام والخاص. الله في كل مكان متصوَّر، والقبلة نظام، والتصور أساس النظام، والنظام يقوم على التصور.١٣٦ وجود الله في كل مكان لا يُنسخ باتجاه القبلة شرقًا أو غربًا، شمالًا أو جنوبًا. والصفا والمروة لا ينسخان باقي مناسك الحج، وكيف تنسخ التعددية في الدين.١٣٧
وكيف تُنسخ حرية الإرادة الإلهية والمشيئة في الرحمة والعذاب لصالح آية السيف.١٣٨ وتعذيب الله للمشركين من مشيئته ولا تنسخ.١٣٩ ومشيئته في كل شيء لا تُنسخ. وكيف ينسخ إرجاع الحكم للإله العلي الكبير؟١٤٠ وكيف تُنسخ الإرادة الإلهية التي تعطي من زاد الآخرة ما يشاء، ومن زاد الدنيا ما يشاء إرادةً أخرى بالتعجيل لمن يريد العاجلة وهو تأكيد للأولى؟١٤١ وكيف يُنسخ الأمر الإلهي بأنه سيتعامل بمفرده مع المخالفين بآية السيف وترك الأمر للمؤمنين؟١٤٢ وكيف تُنسخ الحكمة الإلهية بآية السيف؟١٤٣ وكيف ينسخ تفويض الرسول الأمر إلى الله بما في ذلك أمره؟١٤٤
وإذا كانت النفس قيمةً في ذاتها بصرف النظر عن إيمانها؛ فإن القصاص يقوم على أن النفس بالنفس بصرف النظر عن جنسها ذكرًا أم أنثى، أم وضعها الاجتماعي حرًّا أم عبدًا؛ لذلك تكون آية وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ناسخةً لآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى.١٤٥ تعضد ذلك آياتٌ وأحاديثُ أخرى مثل وقوف الرسول احترامًا لجنازة يهودي دون أن يأبه لاعتراض من حوله بأنه يهودي وقوله «أليست نفسًا؟» وهو ما يساعد اليوم جماعات حقوق الإنسان وجماعات المرأة دفاعًا عن المساواة المطلقة بين البشر بصرف النظر عن الجنس والدين. وفي القصاص نسخ الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى إلى القصاص من النفس، بصرف النظر عن الوضع الاجتماعي أو الجنسي أو الديني، أقرب إلى المساواة بين البشر.١٤٦ حتى ولو كان الناسخ في نطاق أحكام التوراة لأن الإسلام تالٍ لها ومؤكد لأحكامها.

(٢) الرحمة والعدل

والاستغفار للمنافقين حكمٌ باقٍ بآية، ولا يُنسخ بحكمٍ ثانٍ بآية، ويؤكد الحديث الحكم الأول.١٤٧ فالحكم إنساني وإن تعارض مع الحكم الإلهي المتعارض مع حكمٍ آخر فالأولوية للحكم الإنساني المتَّفِق مع الحكم الإلهي. وجزاء القتل العمد جهنم منسوخ بالعفو والتعويض١٤٨ والخوف من العذاب منسوخ بالمغفرة.١٤٩ وقد يأتي العذاب بناءً على الطلب ناسخًا للرحمة.١٥٠ وإذا كانت الرحمة سابقة على العدل عند الأشاعرة فإن آية إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ تكون ناسخةً لآية بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ.١٥١ وإذا كان العفو والصفح لهما الأولوية على العقاب فإن آية فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ تكون ناسخةً لآية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ.١٥٢
وكيف يمد الله في ضلالة قوم، وهو نقيض رحمته، ثم يُقتَلون؟١٥٣ وكيف تكون الدعوة إلى الاستقامة وعدم اتباع الأهواء، والاعتراف بالإيمان بما أنزل الله من كتبٍ محكمة وباقي الآية منسوخة حتى اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا بآية السيف؟١٥٤
وهناك مسارٌ آخر من التوسيع إلى التضييق من عذاب المؤمنين ما دام الرسول بينهم وما داموا يستغفرون؛ وهو ما يعطي الرسول شفاعةً وما يقلل من شأن قانون الاستحقاق إلى التضييق، وهو الجزاء طبقًا للأعمال بناءً على المسئولية الفردية.١٥٥ ولا يوجد تعارض بين أن يكون الجزاء من جنس الأعمال كقانونٍ وضعي وقانونٍ إلهي، فالشريعة وضعية، فالرغبة في الدنيا والرغبة في الآخرة رغبتان إنسانيتان وطريقان إلى الله.١٥٦ وكيف يُنسخ قانون الاستحقاق، الجزاء من جنس الأعمال، بآية السيف؟١٥٧ وكيف يُنسخ سعي الإنسان والمسئولية الفردية لصالح الشفاعة والقرابة؟١٥٨

(٣) التخفيف والإثقال

والنسخ ليس على وجه العقوبة والتشديد بل على وجه اللين والتخفيف؛ فالرسالة للتبليغ قولٌ ثقيل، والسبب في التخفيف ضعف الإنسان.١٥٩ والتخفيف في حساب النفس من الأفعال الظاهرة والباطنة إلى الأفعال الظاهرة نفسها.١٦٠ والتخفيف في الشهادة من الشاهد الخارجي إلى الشهادة الباطنية والأمن الداخلي.١٦١ والتخفيف في الشهادة على الزوجة الثانية من غياب الشهادة وهو ظلم للمرأة وافتراء عليها يوجب الحد إلى شهادة أربعة عليه أنه من الصادقين.١٦٢
ويتم النسخ من الأثقل إلى الأخفِّ في التهجد ليلًا من النصف إلى الثلث إلى نصف الثلث.١٦٣ ومثل نسخ الامتناع عن معاشرة النساء طوال شهر رمضان إلى الامتناع فقط أثناء النهار أثناء الصيام دون الليل من الإفطار إلى السحور.١٦٤ وكذلك إطعام المسكين في حالة الإفطار في حالة الضرورة وليس على الخيار.١٦٥ ومن علامات التخفيف منع الضرر وعدم جواز تكليف ما لا يطاق.١٦٦ وكذلك يُنسخ تحريم نكاح الكتابيات لأن الحب أقوى من الدين، لا يعرف فروقًا طبقيةً أو عرقيةً أو دينيةً أو طائفيةً.١٦٧ والسؤال هو: لماذا يكون ذلك فقط للكتابيين وتحليل نكاح المؤمنات دون المشركين؟ ولماذا تحليل الطعام دون النكاح؟ والحج فريضة على القادرين دون غير القادرين.١٦٨ ويكون التخفيف على الرسول من تحريم نكاح الأرامل إلى تحليله.١٦٩
تخفيف عقاب البِكرَين الزانيَين من الأذى، التعيير والشتم إلى الجَلد.١٧٠ فهل يجوز الآن التعيير مرةً ثانية من الجلد إلى الحبس، ومرة ثالثة من الحبس إلى الغرامة لمساعدة المتزوجين حديثًا ولا يجدون سكنًا؟ وقد يمكن التحول فيما بعدُ من العقوبات البدنية إلى الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير إلى العقوبات الأخلاقية. وماذا يكون الحال لو تم ذلك برضا الطرفَين وسعادتهما حينئذٍ هل يكون عقابًا أم فرحًا؟ وقد يكون النسخ لعادة وليس لنص مثل معاقبة الزانية طبقًا للعادة العربية بحبسها في المنزل حتى الموت إلى إثبات الزنا بأربعة شهود ثم الجلد أو التغريب أو الرجم للثيِّب. وهي اختيارات في الآية. والحديث ليس ناسخًا بل مُفصِّل ومبين طرق الاختيار.١٧١
ونسخ الإرضاع بحولَين كاملَين بالتراضي والتشاور تخفيف؛ فحياة المرأة أهم من الولد.١٧٢ وكذلك نسخ الحول للأرملة بأربعة أشهر قبل الزواج من جديد. وأيضًا تخفيف النفقة على الرجل بالربع والثُّمن. وقد وقع التخفيف في الحكم على أكل أموال اليتامى ظلمًا بالعذاب في نار جهنم بالمخالطة والإصلاح والأكل بالمعروف للأوصياء الفقراء.١٧٣ ومسار النسخ في الإنفاق من الامتناع عن الأمر بذلك خشية الرفض بخلًا وضغينة على الفقراء إلى الدعوة إليه في سبيل الله.١٧٤ وكذلك التحول من دعوة من لا يستمع ورفع اللوم عن ذلك إلى الدعوة إلى التذكير لأنه ينفع المؤمنين.١٧٥
ومسار النسخ التحول من التصدق في كل مرة يُسأل فيها الرسول حتى لا تكثر الأسئلة عن أشياء ويتم التضييق في أحكامها إلى إلغاء هذا الشرط والاكتفاء بالصلاة والزكاة وطاعة الرسول١٧٦
والتخفيف في القتال والاستنفار للجميع إلى استنفار البعض، من فرض العين إلى حد الكفاية.١٧٧ ولما فهمت آية إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ كمًّا لا كيفًا، وأن يقاتل كل مؤمن عشرة من الأعراب، ثم تخفيفها الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا.١٧٨ وكذلك الإذن في التخلف من منعه على الإطلاق إلى السماح به.١٧٩
وقد يكون التخفيف من عدم قبول المهاجرات إلى الرسول بناءً على اتفاق مع الطرف الآخر إلى قبولهن بعد امتحان إيمانهن وفصلهن عن أزواجهن وردِّ مهرهن إليهم وإعادة تزويجهن من المؤمنين بمهورٍ جديدة.١٨٠ وقد يكون التخفيف للرسول من الخوف من العذاب في حالة العصيان إلى غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر لأنها حالةٌ مثاليةٌ فريدة.١٨١ وقد يكون التخفيف له من تحريم النساء إلى تحليلهن.١٨٢
ومن أسباب النسخ التوسيع وليس التضييق، الاختيار بين حكمَين وليس التحديد بحكمٍ واحد.١٨٣ والشهادة لذوي العدل بصرف النظر عن دينه.١٨٤ وتحريم تناول طعام أهل الكتاب منسوخ بتحليله.١٨٥ وقد يكون مسار النسخ من التشدد في تصور الإنسان ووصفه بأنه ظلومٌ كفار إلى رؤية أكثر اعتدالًا إلا في بيان قدر الإنسان وقيمته.١٨٦
ويعبر النسخ عن التحول من المثالية إلى الواقعية كما هو الحال في تقنين الغنائم. نزلت آية قُلِ الْأَنْفَالُ لِلهِ وَالرَّسُولِ، بعد سؤال يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ، وهي رؤيةٌ مثالية أن تكون الغنائم كلها لله وللرسول دون المجاهدين. ولما رأى الرسول قلة عددهم في غزوة بدر قرر أن تكون الغنائم كلها لهم «من قتل قتيلًا فله سَلَبُه.» و«من أسر أسيره فله فداؤه.» وهي واقعيةٌ متناهية على الطرف الآخر. فلما وقعت غزوة بدر وكانت الغنائم أقل من عدد المجاهدين نزلت آيةٌ ثانية وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ، وتوزيع أربعة الأخماس على المجاهدين جمعًا بين المثالية والواقعية. وعيب هذه الرواية نسخ حديث للقرآن، ولا ينسخ القرآنَ إلا قرآنٌ مثله، ولا الحديثَ إلا حديثٌ مثله أو قرآنٌ أقوى منه. ومع ذلك قد تكون مقبولة لأن القرآن نسخ الحديث أخيرًا بعد نسخ القرآن.١٨٧ ويدل النسخ على التحول من المثال إلى الواقع، ومما ينبغي أن يكون إلى ما هو كائن مثل التحرج من مؤاكلة الأعمى والأعرج ثم توضيح ذلك فيما بعدُ.١٨٨
ويقوم النسخ على التدرج في التغيير كما هو الحال في الخمر ببيان حسن مذاقه والرزق منه، ثم الأمر والنهي ببيان المنفعة والضرر وغلب الضرر، ثم بالنهي عنها وقت الصلاة فحسب، وأخيرًا منع الاقتراب منها. لم يرد التحريم بلفظه بل بالتساؤل استهجانًا عن وقت الانتهاء منها، وكيفية الصبر عليها، وإتباعها وصفها بالفواحش والبغي.١٨٩
ومسار النسخ هو مسار التاريخ، والتحول من كثرة المؤمنين الأولين وقلة الآخرين إلى كثرة المؤمنين الأولين وكثرة المؤمنين الآخرين؛ فالإيمان في تزايد، والرسالة في توسع.١٩٠ فالتدرج مدعاة إلى الأمل، والثقة في المستقبل.
ونادرًا ما يكون من الأخفِّ إلى الأثقل مثل السماح بمتعة النساء في السفر ثم تحريم ذلك فيما بعدُ، وقد كان التحليل في القرآن بشرط أداء الأجر، وهو ما أكده الحديث، ثم جاء التحريم في حديث من الرسول وليس من الله ولو أن الحديث يجعل التحريم من الرسول ومن الله١٩١ ثم جاء التحريم في القرآن إلا على الأزواج أو ما ملكت الأيمان. وما ملكت الأيمان متوقف على القدرة على الشراء، ولا فرق بين الإيجار والشراء إلا في الطبقة الاجتماعية، الإيجار للفقراء، والشراء للأغنياء.

(٤) عدم تكليف ما لا يُطاق

وقد يكون الدافع على التحول من الأثقل إلى الأخفِّ هو عدم تكليف ما لا يطاق، إذا كان الإسلام دينًا واقعيًّا يمتنع فيه تكليف ما لا يطاق فإن آية أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ تعتبر ناسخة.١٩٢ وتكون آية وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ تكون ناسخةً لآية كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ.١٩٣ وتكون آية لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ناسخةً لآية وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ.١٩٤ والتقوى قدر الاستطاعة، والجهاد على قدر المقدرة.١٩٥

(٥) الإنفاق والزكاة

وإذا كان الإسلام دين الأخوة والمؤاخاة فإن آية وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ تكون ناسخة لآية وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ.١٩٦ والإنفاق في المال غير الزكاة بناءً على حديث «في المال حق غير الزكاة.»١٩٧ ومن ثم لا تنسخ آية الزكاة باقي أوجه الإنفاق. والقرابة أساس الميراث، فقد تم نسخ الميراث التعاقدي الذي ينص على أنه في حالة الوفاة يأخذ هذا القدر من المال بين المتعاقدين. فإن لم يتم التعيين يؤخذ السدس. وتم نسخ ذلك كله بالقرابة أُولُو الْأَرْحَامِ.١٩٨ كان الميراث بالهجرة ثم نُسخ إلى الميراث بالنسبة.١٩٩ وقد يكون التخفيف في اكتناز الذهب والفضة دون إنفاقها في سبيل الله وما ينتج عنها من عذابٍ أليم بآية الزكاة. الأول حكمٌ أخلاقي والثاني حكمٌ تشريعيٌّ اجتماعيٌّ اقتصادي، الأول ليقظة الشعور والثاني للتقنين، وإذا عاد الناس اليوم إلى اكتناز الذهب والفضة وأثروا على حساب الفقراء فهل يعود الحكم الأول؟٢٠٠

(٦) حرية الإيمان

وإذا كان الإسلام هدايةً يقوم على حرية الإيمان فإن آية وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ، وآية عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ لا تعتبران منسوختان لأنهما تعبِّران عن روح الإسلام مثل قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ. وتكون آيات مثل أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ناسخة لغيرها من آيات التخصيص.٢٠١ والشق على قلوب الناس لمعرفة صدق نواياهم لا يُنسخ بآية السيف٢٠٢ فالعبادة فعلٌ حر.٢٠٣ وإذا كان الإسلام يعترف بحرية الأديان فإن آية لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ تعتبر ناسخة لآيات تخصيص دينٍ واحد.٢٠٤ ويظل عدم الإكراه في الدين قائمًا لا تنسخه آية السيف.٢٠٥ ويستطيع المؤمن أن يكفر بعد إيمانه، يضل بعد أن اهتدى، ويعود إلى الإيمان بعد الكفر، إلى الهداية بعد الضلال.٢٠٦ ويُنسى فعل الكفر ولا يبقى إلا فعل الإيمان وهو ما يسمى بالتوبة. فالتوبة تنهي القتال٢٠٧ وكيف ينسخ عدم الإكراه في الدين؟٢٠٨ وكيف ينسخ عدم سيطرة الرسول على الاختيار بين الإيمان والكفر؟٢٠٩ والإسلام اختيارٌ حر من الناس دون إكراه، حرية الرفض قبل حرية القبول.٢١٠ وطاعة الرسول طاعة لله، والإنسان حر في أن يعصي ويتولى، وليس لأحد عليه سلطة.٢١١ والإعراض عن المخالفين ليس منسوخًا.٢١٢ والميثاق بين المسلمين والمخالفين باقٍ لم تنسخه آية السيف.٢١٣ والقتال في سبيل الله تكليف للرسول لا تنسخه آية السيف.٢١٤ وترك الآخرين وشأنهم لا تنسخه آية السيف.٢١٥ وترك المعادين وشأنهم لا يُنسخ بالتبرؤ منهم.٢١٦
ويظل الإنسان مسئولًا عن نفسه وليس عن الآخرين. وجعل نفسه مسئولًا عنهم باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكون فيه اعتداء على حرياتهم كما يحدث من جماعة تحمل هذا الاسم هذه الأيام. ونسخ الآية لا يكون بحديث.٢١٧ وكيف ينسخ الوعي الذاتي والمسئولية الفردية؟٢١٨ ولا ينسخ الاهتداء الذاتي أو الإنذار من الضلال لصالح القتال وآية السيف.٢١٩
وترك الذين يتخذون الدين لعبًا ولهوًا غير منسوخ بالقتال؛ فكل إنسان مسئول عن نفسه.٢٢٠ وعدم سبِّ الذين يدعون من دون الله حتى لا يسبُّوا الله بغير علم غير منسوخ بآية السيف.٢٢١ وكذلك ترك افتراءات الناس والانتظار، وعمل كل إنسان قدر استطاعته، كل ذلك غير منسوخ بآية السيف.٢٢٢ وترك أذى المخالفين وعدم طاعتهم لا تنسخه آية السيف.٢٢٣ والمكذبون بالرسالة أحرار، وليس الرسول وكيلًا عنهم، لا تنسخ حرياتهم آية السيف.٢٢٤ وكيف تُنسَخ حرية الاختيار بين الإيمان والكفر لصالح المشيئة الإلهية، وبالتالي تنعدم المسئولية، ويتوقف قانون الاستحقاق؟٢٢٥ ولم نسخ خلق الأفعال وحرية الاختيار إلى الجبرية؟٢٢٦ وقد يكون النسخ إيثارًا للداخل على الخارج، ولأفعال القلوب على أفعال الجوارح بلغة الصوفية، وبالنية على اللسان؛ فالصلاة بالقلب وليست تمتمة بالشفتَين، يسمع المصلي صوت قلبه ولا يسمع الآخرون صوته.٢٢٧

(٧) التعددية الفكرية

التعددية في الإسلام أصل، وأهل الكتاب تعبير عنها.٢٢٨ الإسلام كآخر الأديان لا يعني الإسلام بالمعنى الحرفي بل بالمعنى المجازي وهو إسلام الوجه لله. والوحي كله من عند الله بصرف النظر عن مراحله.٢٢٩ وكيف يُنسخ التاريخ.٢٣٠ وإذا كان الإسلام يعترف بالديانات السابقة اليهودية والمسيحية فإن آية وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ، لا تعتبر ناسخةً لآيات التعددية الدينية مثل إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى.٢٣١
وهل الحوار مع المخالفين منسوخ بآية السيف وهو ما يناقض روح القرآن؟٢٣٢ وكيف يكون الصفح الجميل منسوخًا بآية السيف؟٢٣٣ وحزن الرسول على المخالفين عاطفةٌ إنسانية لا تنسخها آية السيف. وكيف تُنسخ المغفرة للذين لا يرجون أيام الله من الذين آمنوا؛ بآية السيف؟٢٣٤ وهل الله أكثر قسوةً على المشركين من الرسول الذي أصرَّ على الاستغفار لهم أكثر من سبعين مرة؟٢٣٥ وكيف يُنسَخ الهجر الجميل بالقتال؟ وأيهما أقسى على النفس الهجر أم القتل؟٢٣٦
وكيف يُنسخ الصبر بآية السيف؟٢٣٧ ولماذا عدم العجلة على غير المؤمنين منسوخ بآية السيف، وقتل المشركين.٢٣٨ وإذا كان الله هو الذي سيحكم بين الناس يوم القيامة فلمَ الاستعجال في قتالهم؟٢٣٩
وتربص كل فريق بالفريق الآخر لا تنسخه آية السيف لأن التربص حذر وحيطة وانتظار وليس قتالًا.٢٤٠ والانتظار للكدح في الحياة لا تنسخه آية السيف.٢٤١ ولماذا لا يُنسخ إمهال الكافرين الوقت لإعادة النظر؛ بآية السيف.٢٤٢
وكيف تنسخ آية الحياة الطبيعية؛ الطعام والشراب والمتعة، بآية السيف والقتل والموت؟٢٤٣ ولم يُنسخ ترك المخالفين يخوضون ويلعبون حتى يلاقوا ربهم فيحاسبهم، وهو تطبيق لقانون الاستحقاق، وذلك بآية السيف؟٢٤٤ وكيف يسلك المسلمون سلوكًا إنسانيًّا طبيعيًّا بإطعام المسكين واليتيم والأسير ثم يُنسخ ذلك السلوك بآية السيف؟ وهل المسلمون أكثر رحمةً بالمخالفين من الوحي؟٢٤٥ ولماذا التفرقة بين الأسير المؤمن والأسير المشرك، والأسر واحد؟
وإذا كان الإسلام دين السلام فإن آية وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا تكون ناسخة لآيات القتال مثل قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ.٢٤٦ وإذا كان الإسلام دين السلام فإن آية وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ لا تكون منسوخة بآيات السيف والقتال.٢٤٧
والسلم قاعدة، والحرب هي الاستثناء، ومن ثَمَّ لا تُنسخ الدعوة إلى السلم المتبادل بآية القتال.٢٤٨ فما معنى أن تنسخ آية السيف مائة وأربعًا وعشرين آية؟ ألهذا الحد القتال هو الكلمة الفصل؟ وماذا عن الدعوة بالحق، ولا إكراه في الدين، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فيكفر؟ بل إن تعبير آية السيف تعبيرٌ مضاد لروح الإسلام وتأباه روح العصر. وقتال العدو مشروط بعدوانه،٢٤٩ وليس منسوخًا بقتاله على الإطلاق وفي كل الأحوال.٢٥٠ وتحريم القتال في الشهر الحرام ليس منسوخًا بقتال المشركين على الإطلاق إلا في حالة العدوان.٢٥١
ولو أضرَّ الكافرون المؤمنين فإن ذلك لا يوجب قتالهم بل منع أذاهم.٢٥٢ والجهاد فرض كابتلاء في الأموال والأنفس، والصبر والتقوى من عزم الأمور. ولا يحتم ذلك قتال المخالفين في الدين. والإعراض عن غير المؤمنين ووعظهم باقٍ ولا ينسخه أمر بقتال.٢٥٣ والعفو عن غير المؤمنين والصفح عنهم غير منسوخ بقتالهم.٢٥٤ بل إن التعبير نفسه بإجبارهم على إعطاء الجزية غير متفق مع مؤاخاة أهل الكتاب. وإن تولى غير المؤمنين فكل فريق يتحمل اختياره. ولا ينسخ بآية السيف لأن الاختيار حر، الإيمان أو عدم الإيمان.٢٥٥
وكيف تخرق المعاهدات بين المسلمين وغيرهم وأولاد العمومة وكلهم عرب يحافظون على العهد ويرعون المواثيق وتصبح منسوخةً بآية السيف؟٢٥٦ وتعقد معاهدة بين الرسول والمشركين وعدم رد المؤمنات المهاجرات ثم تنسخ بجواز ردِّهن وفصلهن عن أزواجهم وردِّ مهورهن وإعادة تزويجهن من المؤمنين بمهورٍ جديدة. وكيف ينسخ ذلك بالقتال وينقض الرسول والمسلمون عهدهم؟٢٥٧
وكيف ينتهي القتال في الأشهر الحرم الأربعة وهي استراحة المحاربين لتأليف القلوب وتحقيق «الموادعة»، أي «التهدئة» بلغة هذه الأيام لصالح القتال الدائم فيتحول من وسيلة إلى غاية؟٢٥٨ وكيف ينسخ حكم الله بين البشر لصالح آية السيف؟٢٥٩ وكيف يتوقف سبب القتال ضد الكفار وتنتهي مبرراته، ومع ذلك يظل القتال قائمًا بلا سب؟٢٦٠ وكيف ينسخ التوقف عن القتال إذا ما توقف الطرف الآخر عنه بآية السيف التي تجعل القتال غايةً وليس وسيلةً، مبدأً دائمًا وليس ظرفًا مؤقتًا؟٢٦١ وكيف يكون نزول آية من الله منسوخًا بآية السيف؟ إلى هذا الحد يكون الحكم للسيف!٢٦٢
وكيف يكون الوحي نذيرًا منسوخًا بآية السيف؟ أليس التبليغ سابقًا على القتال، الإسلام أو الجزية أو القتال؟٢٦٣ وكيف تُنسخ الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن؛ بآية السيف؟٢٦٤

كان عصر التدوين عصر فتوحات وقتال، والآن العصر عصر جهاد وسلام لدرء العدوان «وسلام الشجعان».

١  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، ص١١٨–١٣٦.
٢  ابن سلامة: الناسخ والمنسوخ ص٤–٥، ٥٣، ٥٥، ٨٢–٨٤، ٨٨–٩١، ١٠٣-١٠٤.
٣  الأولى في وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ. والثانية وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ، والثالثة الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ، والرابعة فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، ابن سلامة، ص٢٥.
٤  السابق، ص٢٩.
٥  الإتقان ص٥٨–٦٢.
٦  السابق، ص٦٣-٦٤.
٧  الإتقان ص٦٥-٦٦.
٨  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، ص٣٠٩–٣١٦.
٩  أربعة كتب في الناسخ والمنسوخ، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، كلية الآداب، جامعة بغداد، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ١٤٠٩ﻫ/١٩٨٩م ص٣٥–٥٦.
١٠  السابق، ص٥٥-٥٦.
١١  يذكر النسخ في سبع عشرة سورةً فقط: وخصصت له مؤلفاتٌ أخرى لأبي داود السجستاني وأبي جعفر النحاس وابن الأنباري ومكي وابن العربي وآخرين (الإتقان، ج٣، ٥٩)؛ (البرهان، ج٢، ٢٨).
١٢  أربعة كتب في الناسخ والمنسوخ، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، كلية الآداب جامعة بغداد، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ١٤٠٩ﻫ/١٩٨٩م ص١٣–٣٤.
١٣  ابن سلام (أبو عبيد القاسم): الناسخ والمنسوخ في الكتاب والسنة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
١٤  السابق، ص١٧.
١٥  لذلك وضع الناشر أو المحقق عنوانًا فرعيًّا للدلالة على ذلك «أول كتابٍ مصنَّف في الناسخ والمنسوخ ومرتَّب على أبواب الفقه».
١٦  العبادات (الصلاة، الزكاة، الصيام، المناسك) (٦٢)، الأحوال الشخصية (النكاح، الطلاق) (٤٠)، الشهادات (مع شهادة أهل الكتاب) (١٥)، الجهاد (الأسارى، الغنائم) (١٥)، الطعام والشراب (السكر)، الحدود (٩)، الأخلاق (ما تخص النفوس، الإكراه، الاستغفار للمشركين) (٧)، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٧)، الوصية واليتامى (٦)، التوبة (٥)، الاستئذان (٤)، النجوى والتقوى (٣)، الحكم بين أهل الذمة (١).
١٧  أبو القاسم هبة الله بن سلامة: الناسخ والمنسوخ، مصطفى البابي الحلبي، مصر ط۲، ١٣٨٧ﻫ/١٩٦٧م.
١٨  السابق، ص٥–١٠.
١٩  السابق، ص١١–١٠٦.
٢٠  القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي المعافري المالكي: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، ووضع حواشيه الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٣، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
٢١  السابق، ص١١–١٥.
٢٢  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، ص١١٨–١٣٦.
٢٣  أربعة كتب في الناسخ والمنسوخ، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، كلية الآداب، جامعة بغداد، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ١٤٠٩ﻫ/١٩٨٩م، ص١١–٥٥.
٢٤  حوالي ٤٨ سورةً، من البقرة حتى الكافرون.
٢٥  المصفى، ص١١–١٣.
٢٦  الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي: نواسخ القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، (د.ت).
٢٧  «ثم أتيت بالآيات المدَّعى عليها النسخ على ترتيب القرآن إلا أني أعرضتُ عن ذكر آيات ادُّعيَ عليها النسخ من حكاية لا تحصل إلا تضييع الزمان أفحش تضييع … لا أدري أي الأخلاط الغالبة حملته على هذا التخليط. فلما كان مثل هذا ظاهر الفساد، ورَّيت عنه غيرةً على الزمان أن يضيع، وإن كنتُ قد ذكرت مما يقاربه طرفًا لأنبِّه بمذكوره على مُغفَله» (السابق، ص١٢-١٣).
٢٨  الأبواب السبعة الأولى (٢٥)، والثامن (٢١٣).
٢٩  السابق، ص٢٠–٢٢.
٣٠  «ثم إني رأيت الذين وقع منهم التفسير صحيحًا قد صدر عنهم ما هو أفظع؛ فآلمني وهو الكلام في الناسخ والمنسوخ. فإنهم أقدموا على هذا العلم فتكلموا فيه وصنَّفوه. وقالوا بنسخ ما ليس بمنسوخ، ومعلوم أن نسخ الشيء رفع حكمه، وإطلاق القول برفع حكم آية لم يُرفَع جرأةٌ عظيمة. ومن نظر في كتاب الناسخ والمنسوخ للسدي رأى من التخليط العجائب، ومن قرأ كتاب هبة الله المفسر رأى العظائم. وقد تداوله الناس لاختصاره. ولم يفهموا دقائق أسراره. فرأيت كشف هذه الغمة عن الأمة ببيان إيضاح التصحيح، وهتك ستر القبيح، متعينًا على من أنعم الله عليه بالرسوخ في العلم وأطلعه على أسرار النقل، واستلب زمامه من أيدي التقليد خلسة إلى يد الدليل. فلا يهوله قول معظِّم فكيف بكلام جاهلٍ مبرسم» (السابق، ص١٢).
٣١  «وإني رأيت كثيرًا من المتقدمين على كتاب الله عز وجل بآرائهم الفاسدة وقد دسُّوا في تصانيفهم للتفسير أحاديثَ باطلة، وتبعهم على ذلك مُقلِّدوهم، فشاع ذلك وانتشر؛ فرأيت العناية بتهذيب علم الأغاليط من اللازم … وأرجو أن تغني هذه المجموعات عن كتب التفسير مع كونها مهذبةً عن خللها، سليمة عن زللها» (السابق، ص١١).
٣٢  «فإن نفع العلم بدرايته لا بوراثته، وبمعرفة أغواره لا بروايته. وأصل الفساد الداخل على عموم تقليد سابقيهم، وتسليم الأمر إلى معظَّميهم من غير بحث عما صنَّفوه، ولا طلب للدليل عما ألَّفوه» (السابق، ص١١.)
٣٣  «ولما رأيت المصنفين في هذا العلم قد تباينوا؛ فمنهم من أطال بما لا حاجة بمثل هذا التصنيف إليه، ومنهم من قلَّد القائلين ولم يحكم على الاختلاف ببيان الصواب. ومنهم من نقص بحذف ما يحتاج إليه أنبئك بهذا الكتاب متوسطًا. وحذفت كثيرًا من الأسانيد والطرق خوف الملل» (السابق، ص١٣).
٣٤  أربعة كتب في الناسخ والمنسوخ، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، كلية الآداب جامعة بغداد، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، ١٤٠٩ﻫ/١٩٨٩م، ص١٩–٥٩.
٣٥  نقل الكتابة في آية إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (السابق، ص١٩-٢٠).
٣٦  هو جائز عند أبي حنيفة، ممتنع عند الشافعي (السابق، ص٢١).
٣٧  وذلك مثل الصلاة الأولى، القبلة الأولى، الصوم الأول، الزكاة الأولى، الإعراض عن المشركين، الموارثة، العفو والصفح عن أهل الكتاب، المخالطة في الحج، والعهد مع المشركين (المصفى، ص٢٢).
٣٨  السور التي بها ناسخ ومنسوخ ٣١ سورة، والسور الخالية منهما ٤٣ سورة، والسور التي بها منسوخ دون ناسخ ٣٤، والسور التي بها ناسخ دون منسوخ ٦ (السابق، ص٢٢).
٣٩  وهي آية فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ.
٤٠  والناسخ آية وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ. وناسخ العموم فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (السابق، ص٢٢-٢٣).
٤١  وهي آية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، نسخت ثمانية مواضيع في سبع سور (السابق، ص٢٣).
٤٢  مثل: الآيات المنسوخ عمومها بالاستثناء أو ما في معناه بعدها ثلاثة وعشرون موضعًا في إحدى عشرة سورةً، والآيات المنسوخة على النظم مائة وثلاثة مواضع في ثلاثين سورةً. جملة المواضيع المنسوخة ٢٤٩ موضعًا، الآيات الناسخة ١٠٨ مواضع في ٣٧ سورة.
٤٣  السابق، ص٦١-٦٢.
٤٤  الأول في آية فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، والثاني في آية إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (ابن الجوزي: نواسخ القرآن، ص٢٠؛ ابن سلامة: الناسخ والمنسوخ، ص٥).
٤٥  السابق، ص٩-١٠.
٤٦  وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، والثاني فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (السابق، ص٤٥).
٤٧  الإتقان ج٣، ٦٩–٧١.
٤٨  البرهان ج٢، ٤٠-٤١ وهي آية قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ نسختها أول سورة الفتح.
٤٩  ابن الجوزي: نواسخ القرآن ص٢٥–٢٨.
٥٠  السابق، ص٢٨–٣٢.
٥١  المصفى ص١٢-١٣.
٥٢  والأمثلة على ذلك كثيرة: فرض الإنفاق في الأموال غير الزكاة، نكاح المتعة في الحروب والهجرة، شرب قليل من الخمر بدواعي الصحبة خاصة بين النخبة … إلخ.
٥٣  أربعة كتب في الناسخ والمنسوخ، ص١٨–١١٩.
٥٤  «وقد قال قوم لا يُعدُّون خلافًا ليس في القرآن ناسخ ومنسوخ. وهؤلاء قوم عن الحق صدُّوا، وبإفكهم عن الله ردُّوا» (ابن سلامة: الناسخ والمنسوخ ص٩).
٥٥  ابن الجوزي: المصفى ص١١-١٢؛ «من النص إلى الواقع» ج٢، بنية النص، ص١٢١–١٢٤.
٥٦  من العقيدة إلى الثورة، ج٢، التوحيد، ص٤٢٧–٤٣٥.
٥٧  الإتقان ج٣، ٥٩-٦٠.
٥٨  البرهان، ج٢، ٣٠.
٥٩  السابق، ص١٤–١٦.
٦٠  السابق، ص١٧–١٩.
٦١  من العقيدة إلى الثورة ج٤ النبوة-المعاد ص١٠٤–١٣٩. ويذكر أنه كان يجوز في شريعة آدم وطائفة من أولاده نكاح الأخوات وذوات المحارم والعمل يوم السبت ثم نُسخ ذلك في شريعة موسى (المصفى، ص١٢).
٦٢  لا يقول ابن الراوندي بنسخ شريعة موسى (ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص١٥).
٦٣  المصفى ص١١.
٦٤  وهو ما ثبت في «من النص إلى الواقع» محاولة لإعادة بناء علم أصول الفقه (جزآن) ج٢ تكوين النص، ج٢ بنية النص، مركز الكتاب للنشر، القاهرة ٢٠٠٥م، دار المدار بيروت ٢٠٠٥م.
٦٥  السابق، ج٢، بنية النص ص٥٠٦-٥٠٧.
٦٦  ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٢٠-٢١.
٦٧  الإتقان، ج٣، ٦٢؛ من النص إلى الواقع ج٢، بنية النص، ٥٧١–٥٨٣.
٦٨  ابن سلامة، الناسخ والمنسوخ، ص٨–٩.
٦٩  الإتقان، ج٣، ٦١؛ البرهان، ج٢، ٤١–٤٣.
٧٠  من العقيدة إلى الثورة، ج٤، النبوة والمعاد، ص١٠٤–١٣٩.
٧١  المصفى ص١٢.
٧٢  البرهان، ج٢، ٣٠، ٣٣.
٧٣  ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٢١-٢٢.
٧٤  لذلك لا تعتبر وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ناسخًا لكلام الشيطان، أو لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، أو سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (ابن سلامة، ص٦٣-٦٤، ٦٦، ٩٧، ١٠٠).
٧٥  الإتقان، ج٣، ٦٢، الأول (٤٣ سورة)، الثاني (٢٥)، الثالث (٦)، الرابع (٤٠)؛ البرهان، ج٢، ٣٣–٣٥.
٧٦  وعددها ثلاث وأربعون (السابق، ص٦).
٧٧  وعددها ستٌّ.
٧٨  وعددها أربعون.
٧٩  وعددها خمس وعشرون.
٨٠  السور التي بها ناسخ ومنسوخ (٢٥)، والسور التي بها منسوخ دون ناسخ (٤٠)، والسور التي بها ناسخ دون منسوخ (٦)، والسور الخالية من كليهما (٤٣) (ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٣٩-٤٠).
٨١  من النص إلى الواقع، ج٢، ص٣١٦–٣٤٨.
٨٢  لذلك آية وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ، ليست منسوخة بآية فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، ابن سلامة، ص١٥.
٨٣  لذلك ليست آية كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ منسوخةً بآية يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ، وهو ما يؤكده حديث «من لم يوصِ بقرابته فقد ختم عمله بمعصية.» وهو أيضًا رأي الحسن البصري وطاوس والعلاء بن زيد ومسلمة بن يسار (السابق، ص١٦).
٨٤  وذلك في آية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (السابق، ص١٦–١٨).
٨٥  آية لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ، ليست منسوخة بآية يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ، بل مخصَّصة بها (السابق، ص٣١). وكذلك آية وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ليست منسوخة بل مخصَّصة بآية يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (السابق، ص٣١-٣٢).
٨٦  المصفى، ص١٢.
٨٧  الحكم العام في آية وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، والخاص في فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ (ابن سلامة، ص٣٢).
٨٨  الآية العامة في يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا، والخاصة لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ (السابق، ص٦٩-٧٠).
٨٩  العام وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، والخاص وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ (السابق، ص٧٠).
٩٠  العام يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، والخاص وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (السابق، ص٧٠).
٩١  وآية وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ خاص (ابن سلامة، ص٧٩).
٩٢  الأولى وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ، والثانية وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (السابق، ص٨٠).
٩٣  لذلك ليست آية إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ منسوخةً باستثناء إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا (ابن سلامة، ص١٤). وآية وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا باستثناء آية إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ (السابق، ص٢٥). وآية لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ محكم. أما آية إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً، فإنها استثناء وليست منسوخة بآية السيف (السابق، ص٢٩).
٩٤  وهي آية وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ، وهي آية وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ (السابق، ص٣٥).
٩٥  إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ، وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ(السابق، ص٣٩-٤٠).
٩٦  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا (السابق، ص٦٢).
٩٧  المصفى، ص١٢.
٩٨  ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٢٢.
٩٩  وهي آية قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (ابن سلامة، ص٨٠-٨١).
١٠٠  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (السابق، ص١٠٣).
١٠١  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ (ابن سلامة، ص٤١).
١٠٢  المنسوخ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ، والناسخ إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ (السابق، ص٥٧).
١٠٣  المنسوخ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ والناسخ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وأيضًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ (السابق، ص٥٩).
١٠٤  فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، وأيضًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا (السابق، ص٦٢).
١٠٥  إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ منسوخة بآية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى (ابن سلامة، ص٦٥).
١٠٦  وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً (السابق، ص٦٧).
١٠٧  الآية الأولى وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، والثانية إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ (السابق، ص٧١).
١٠٨  الآية الأولى وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، والثانية إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا (السابق، ص٧١-٧٢).
١٠٩  المطلق وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا، الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا، والمقيد وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (ابن سلامة، ص٥٢).
١١٠  الآية الأولى الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ، والثانية وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ (ابن سلامة، ص٦٧-٦٨).
١١١  المصفى، ص١٢؛ ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٢٣-٢٤.
١١٢  المصفى، ص١٣؛ ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٣٣–٣٨.
١١٣  الإتقان، ج٣، ٦٢–٧٧؛ البرهان، ج٢، ٣٠–٤١.
١١٤  مثل آية «عشر رضعات معلومات»، ونسخها بآية «خمس معلومات»، وكانت الآيتان تقرآن أيام الرسول (السابق، ص٦٢، ٦٣).
١١٥  مثل آية: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ وهما منسوختان بآية الزكاة (السابق، ص٦٣).
١١٦  مثل إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا نسخ منها وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى؛ لذلك حذفها عثمان من المصاحف، وآية لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ، ونسخت بقيتها «لو أن ابن آدم سأل واديًا من مال فأُعطيَه سأل ثانيًا، وإن سأل ثانيًا فأعطيه سأل ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. إن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيرًا فلن يكفره.» وقد نزلت سورة براءة ثم نسخت «إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديًا ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب.» وكذلك أُنسيتْ آية «يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة» وكان الصحابة يقرءون «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم» وكذلك «إن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة» وأيضًا «إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون»، «والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون» وأيضًا «أن بلِّغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا» (السابق، ص٧٣–٧٥).
١١٧  مثل «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة» (السابق، ص٧٦).
١١٨  مثل «ولو أن لابن آدم واديين من ذهب لابتغى إليهما ثالثًا، ولو أن له ثالثًا لابتغى إليه رابعًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» (ابن سلامة، الناسخ والمنسوخ، ص٥).
١١٩  السابق، ص٥.
١٢٠  وذلك في ثلاث وستين سورةً مثل الصلاة إلى بيت القدس، والصيام الأول، والصفح عن المشركين، والإعراض عن الجاهلين (السابق، ص٤).
١٢١  مثل «لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم. الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالًا من الله، والله عزيز حكيم» (السابق، ص٦).
١٢٢  لذلك وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا تعمُّ المؤمن والمشرك. وكذلك فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وأيضًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (ابن سلامة، ص٦٠).
١٢٣  الإتقان، ج٣، ٦٠-٦١؛ البرهان، ج٢، ٣٠–٣٢.
١٢٤  من النص إلى الواقع، ج٢، ص١٣٢–١٣٥.
١٢٥  لذلك لا تُنسخ آية إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ، بحديث «أُحلَّت لكم ميتتان ودمان؛ السمك والجراد والكبد والطحال» (ابن سلامة، ص١٥).
١٢٦  وذلك مثل بيان آية أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا وبيان الحديث أن البكر بالبكر مائة جلدة وتغريب عام، والثيِّب بالثيب أي الرجم (السابق، ص٣٣).
١٢٧  الآية إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ(السابق، ص٣٤).
١٢٨  وهي آية وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (السابق، ص٣٤-٣٥).
١٢٩  البرهان، ج٢، ٤٠. مثلا آية فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ، ناسخة لمائة وأربع عشرة آية.
١٣٠  السابق، ج٢، ٤٠. مثل فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ، آخرها ناسخ لأولها.
١٣١  السابق، ج٢، ٤٠.
١٣٢  مثل آية فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (ابن سلامة، ص٧٨).
١٣٣  السابق، ص١٨-١٩.
١٣٤  استعمل الشعر في «الناسخ والمنسوخ» لابن سلامة ثلاث مرات، السابق ص٢١، ٢٣.
١٣٥  الإتقان، ج٣، ٧١-٧٢.
١٣٦  ابن سلامة، الناسخ والمنسوخ، ص٤٧–٥٣.
١٣٧  لذلك ليست آية وَلِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ منسوخةً بآية وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ، وليست آية فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا منسوخةً بآية إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ، وهذه ليست منسوخة بآية وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (ابن سلامة، ص١٢–١٤). والتعددية في آية لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (السابق، ص١٠٤).
١٣٨  لذلك تظل آية رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (السابق، ص٦١). في قراءاتي الأولى منذ أكثر من ثلاثين عامًا للنسخ كنتُ مع آية السيف لأنها أكثر ثوريةً من آيات الحوار والاختيار والحرية؛ فقد كان العصر كله كذلك نظرًا للعداء بيننا وبين الاستعمار والصهيونية في الخارج، والإقطاع والرأسمالية في الداخل. وبعد أن تجاوزتُ السبعين عامًا انقلبتُ إلى النقيض ضد آية السيف.
١٣٩  مثل آية يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ، لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٧)، وكذلك آية قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (السابق، ص٧٨).
١٤٠  ولذلك آية فَالْحُكْمُ لِلهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٨).
١٤١  الأولى مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ الثانية مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ، (السابق، ص٧٩-٨٠).
١٤٢  لذلك ليست آية ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا منسوخة بآية السيف (السابق، ص٩٧).
١٤٣  لذلك تظل آية أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص١٠١).
١٤٤  لذلك تظل آية وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ غير منسوخة.
١٤٥  ابن سلامة، ص٥٦–٥٨.
١٤٦  لذلك آية كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى، منسوخة بآية وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ، وأيضًا بآية وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا، ويؤكده حديث «أنا أحق من وفى بعهده» (ابن سلامة، ص١٥-١٦).
١٤٧  الآية الأولى وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا، والآية الثانية اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ، وحديث الرسول «لأزيدن على السبعين» وأيضًا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (ابن سلامة، ص٣٧-٣٨). وآية وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ، غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٤٧–٥٢).
١٤٨  آية وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا (السابق، ص٣٩).
١٤٩  آية قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ منسوخة بآية لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (السابق، ص٤٤).
١٥٠  آية يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ منسوخة بآية سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (السابق، ص٤٨).
١٥١  السابق، ص٤٣.
١٥٢  السابق، ص٤٥-٤٦.
١٥٣  لذلك قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا ليست منسوخةً بآية السيف (السابق، ص٦٢).
١٥٤  آية فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ، وكذلك وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابٍ محكمتان، وباقي الآية منسوخ حتى اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا (السابق، ص٧٩).
١٥٥  الآية وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ منسوخة بآية مَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ (ص٤٩).
١٥٦  لذلك آية وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ليست منسوخة بآية مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ (السابق، ص٣٠، ٥٥).
١٥٧  لذلك تظل آية وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ، وكذلك آية وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وآية فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (السابق، ص٥٤-٥٥، ٩٤)، وأيضًا قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ؛ لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٧).
١٥٨  الأولى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، والثانية وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (السابق، ص٨٧).
١٥٩  الأولى إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا، والثانية يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (ابن سلامة، ص٩٦).
١٦٠  المنسوخ لِلهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ، والناسخ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا، ويُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، وكذلك حديث «إن الله تعالى تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» (ابن سلامة، ص٢٧-٢٨).
١٦١  المنسوخ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ، والناسخ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ (السابق، ص٢٧).
١٦٢  المنسوخ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ، الناسخ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (السابق، ص٦٨-٦٩)، أَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (السابق، ص٩٣).
١٦٣  وهى آيات يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (ابن سلامة، ص٩٦).
١٦٤  والآيات الناسخة أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْفَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ، وَكُلُوا وَاشْرَبُواثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ (ابن سلامة، ص١٨).
١٦٥  وهي آية وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (السابق، ص١٨-١٩).
١٦٦  لذلك تعتبر آية وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ منسوخةً آية فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ … فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ، بعد أن علم الرسول أن الهوام تؤذي رأس كعب بن عجرة، (السابق، ص١٩-٢٠).
١٦٧  لذلك نُسخت آية وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ، بآية الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ، ووَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ (السابق، ص٢٤).
١٦٨  الغرض في آية وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ، والتخفيف في مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا. والسبيل هو الزاد والراحلة أي المال والصحة طبقًا للحديث (السابق، ص٢٩).
١٦٩  التحريم في لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ منسوخة بآية التحليل يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ (ابن سلامة، ص٢٦).
١٧٠  الآية المنسوخة وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا، والناسخ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ (ابن سلامة، ص٣٣).
١٧١  وهي آية وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْأَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (ابن سلامة، ص٣٣).
١٧٢  نسخ الحولَين في آية وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ، بآية فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا، وكذلك نسخ آية وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ، بآية وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (ابن سلامة، ص٢٦-٢٧).
١٧٣  الآية المنسوخة إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا، والناسخة وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْوَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ (ابن سلامة، ص٣٢-٣٣).
١٧٤  الأول وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ، والثاني هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ (ابن سلامة، ص٨٥).
١٧٥  الأولى فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ، والثانية وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (السابق، ص٨٦).
١٧٦  الأولى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، والثانية أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (السابق، ص٩٠).
١٧٧  فرض العين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا، وفرض الكفاية وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً (ابن سلامة، ص٣٨، ٥٢).
١٧٨  (السابق، ص٤٩).
١٧٩  المنسوخة لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، والناسخة فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (السابق، ص٥٢).
١٨٠  الآية الناسخة هي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، والمنسوخة بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ابن سلامة، ص٩١-٩٢).
١٨١  المنسوخ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، الناسخ لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (ابن سلامة، ص٥٣، ٧٧).
١٨٢  التحريم في لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ، والتحليل في يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ (السابق، ص٧٤-٧٥).
١٨٣  لذلك تظل آية فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ، غير منسوخة بآية وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ (ابن سلامة، ص٤١-٤٢).
١٨٤  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ناسخ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ منسوخ، فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَافَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ منسوخ. فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ناسخ (السابق، ص٤٢-٤٣).
١٨٥  وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، منسوخ بآية الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ (السابق، ص٤٦).
١٨٦  المنسوخ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ والناسخ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (ابن سلامة، ص٥٧-٥٨).
١٨٧  (السابق، ص٤٨-٤٩)، والآية الناسخة مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلهِ وَلِلرَّسُولِ (السابق، ص٩٠).
١٨٨  هي آية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ثم أتبعتها بآيات لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ، وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ، وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ (ابن سلامة، ص٣٦).
١٨٩  الآية الأولى وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا، والثانية قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ، والثالثة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ، والرابعة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ، وعبارات الاستهجان في آياتٍ مثل فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ، أَتَصْبِرُونَ، أَلَا تَتَّقُونَ، قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (ابن سلامة، ص٢٠–٢٣، ٣٧، ٥٩).
١٩٠  الأولى ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ، الثانية ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (ابن سلامة، ص٨٩).
١٩١  آية التحليل فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً، وحديث «استمتعوا من هؤلاء النساء.» بعد أن شكا إليه المسلمون العزبة. ولما نزل خيبر حرَّم ذلك مع أكل لحم الحمير الأهلية «إني كنت أحللت لكم هذه المتعة، ألا وإن الله ورسوله قد حرمها عليكم؛ فيبلغ الشاهد منكم الغائب.» والتحريم في آية وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (ابن سلامة، ص٣٥-٣٦).
١٩٢  ابن سلامة، ص٦٢–٦٥.
١٩٣  السابق، ص٦٤–٧٠.
١٩٤  السابق، ص٩٦–١٠٣.
١٩٥  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وأكدتها آية وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ثم خُفِّفت بآية فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (السابق، ص٣٠، ٦٧، ٩٣).
١٩٦  ابن الجوزي، ص١٤٢–١٤٤.
١٩٧  ومن ثم كانت آية وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ليست منسوخةً بآية الزكاة، وكذلك آية يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ، وآية إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ابن سلامة، ص١١، ٢٠، ٢٣-٢٤، وآية خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا، وكذلك خُذِ الْعَفْوَ غير منسوخة بآية الزكاة (السابق، ص٤٧) وكذلك آية وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ليست منسوخة بآية الزكاة (السابق، ص٨٦).
١٩٨  وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ منسوخة بآية أُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (ابن سلامة، ص٣٦-٣٧).
١٩٩  الآية الأولى وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ، ثم نسخ ذلك بآية وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ (السابق، ص٥٠).
٢٠٠  السابق، ص٥١.
٢٠١  السابق، ص١٤٩–١٥١، ١٨٠-١٨١.
٢٠٢  آية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٤٠-٤١).
٢٠٣  وكذلك آية فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٧).
٢٠٤  ابن الجوزي ص٩٢–٩٤.
٢٠٥  ابن سلامة، ص٢٧.
٢٠٦  وهي آية كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ، وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (السابق، ص٢٩).
٢٠٧  فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (السابق، ص٥١).
٢٠٨  لذلك تظل آية أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وكذلك آية وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٥٤، ٦٠).
٢٠٩  لذلك تظل آية لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ، غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص١٠٠).
٢١٠  لذلك لا تعتبر آية فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا محكمةً فقط بل أيضًا آية فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ منسوخة بآية السيف (ابن سلامة، ص٢٩).
٢١١  الحكم الأول مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، والثاني وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا، غير منسوختَين بآية السيف (السابق، ص٣٨).
٢١٢  آية فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ، ليس منسوخًا بآية وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ، أو بآية السيف (السابق، ص٣٨).
٢١٣  وهي آية إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ، فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا، وهي غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٣٨).
٢١٤  وهي آية فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ (السابق، ص٣٨).
٢١٥  سَتَجِدُونَ آخَرِينَ (السابق، ص٣٨).
٢١٦  آية فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌفَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا، غير منسوخة بآية بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (السابق، ص٣٩).
٢١٧  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، غير منسوخة بحديث «والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليعذبكم الله بعقابه أو تدعون فلا يجاب لكم» (ابن سلامة، ص٤٢)، وآية فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ، وكذلك آية وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ غير منسوختين بآية السيف (السابق، ص٤٥، ٧٩)، وآية وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٤٧).
٢١٨  لذلك تظل آية فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ وكذلك آية وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ، غير منسوختَين بآية السيف (السابق، ص٥٤، ٧٢، ٧٨).
٢١٩  وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ، وآية لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ (السابق، ص٧٢-٧٣). وأيضًا قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ، لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٥).
٢٢٠  آية وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا، ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ غير منسوختين بآية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ (السابق، ص٤٥).
٢٢١  وهي آية وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (السابق، ص٤٥-٤٦).
٢٢٢  وهي آيات فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌإِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ، قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ، وَأُمْلِي لَهُمْ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٤٥-٤٦).
٢٢٣  وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ، غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٧٤).
٢٢٤  وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ، آية لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٤٤).
٢٢٥  لذلك تظل آية فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ غير منسوخة بآية وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ (السابق، ص٦١).
٢٢٦  الأولى إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا، والثانية وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ (السابق، ص٩٦، ٩٨)، وأيضًا لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ لا تنسخ بآية وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ (السابق، ص٩٩).
٢٢٧  لذلك نُسخت آية وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا بآية وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً (السابق، ص٦١).
٢٢٨  لذلك كانت آية إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا ليست منسوخةً بآية وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا (السابق، الناسخ والمنسوخ، ص١١). وليست آية لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ بآية السيف (السابق، ص١٤).
٢٢٩  آية اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ غير منسوخة بآية السيف (ص٤٥).
٢٣٠  لذلك تظل آية فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٥٤).
٢٣١  ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ص٤٢.
٢٣٢  لذلك فإن آية وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ غير منسوخة بآية السيف (ابن سلامة، ص٦٦-٦٧). وكذلك آية ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وأيضًا وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، (السابق، ص٧٩).
٢٣٣  لذلك تظل آيات فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ، فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٥٨، ٨١).
٢٣٤  فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ، غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٧٥).
٢٣٥  وهي آية قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ (السابق، ص٨٢)، وآية سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (السابق، ص٩٣).
٢٣٦  لذلك لا تُنسخ آية وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا بآية السيف (السابق، ص٩٦).
٢٣٧  لذلك تظل آيات اصْبِرْ، فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ، فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ غير منسوخة بآية السيف، وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا، فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا، فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (السابق، ص٦٠، ٦٤، ٧٤، ٨٦، ٨٧، ٩٤، ٩٥، ٩٧).
٢٣٨  كذلك فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ، ليست منسوخة بآية السيف (السابق، ص٦٢).
٢٣٩  لذلك آية إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ غير منسوخة بآية السيف (ابن سلامة، ص٧٧).
٢٤٠  لذلك فإن آية قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا، وآية قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ليستا منسوختَين بآية السيف (السابق، ص٦٤، ٨٧).
٢٤١  لذلك تظل آية وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ، وآية فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ غير منسوختَين بآية السيف (السابق، ص٧٦).
٢٤٢  لذلك تظل آية فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٩٩).
٢٤٣  لذلك تظل آية ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا، وكذلك آية لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٥٨).
٢٤٤  وهي آية فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (السابق، ص٨٠، ٩٥).
٢٤٥  لذلك تظل آية وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا غير منسوخة (السابق، ص٩٧).
٢٤٦  السابق، ص١٦٦-١٦٧.
٢٤٧  مثل آيات وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ، فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ، قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، (السابق، ص٧٠–٧٤).
٢٤٨  لذلك تظل آية وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا محكمةً غير منسوخة بآيتَي قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِوَهُمْ صَاغِرُونَ (السابق، ص٤٩).
٢٤٩  ومن ثم لا تعتبر وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا منسوخة بآية فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (السابق، ص١١-١٢). وكذلك آية فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا ليست منسوخة بآية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِحَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (السابق، ص١٢).
٢٥٠  لذلك ليست آية وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْوَلَا تَعْتَدُوا، وآية وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً منسوخةً بآية فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ، وكذلك آية وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ، وآية فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ليستا منسوختَين (السابق، ص١٩).
٢٥١  وهي آية يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ، ليست منسوخةً بآية فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (السابق، ص٢٠).
٢٥٢  لذلك تظل آية لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى غير منسوخة بآية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ (السابق، ص٣٠).
٢٥٣  لذلك تظل آية لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْوَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ غير منسوخة بآية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ (ابن سلامة، ص٣٠-٣١).
٢٥٤  وهي آية فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ، وكذلك فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (السابق، ص٣٧، ٥٨، ٦٧، ٧٤، ٨٠، ٨٧، ٨٨)، (السابق، ص٣٧)، وكذلك آية وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ، وأيضًا فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ، فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ، فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَتَوَلَّ عَنْهُمْ.
٢٥٥  لذلك تبقى آية فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ، وأيضًا فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ لم تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٠).
٢٥٦  لذلك تظل آية وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُإِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ محكمةً وليست منسوخةً بآية السيف (السابق، ص٥٠).
٢٥٧  وهي آية فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (السابق، ص٩٢).
٢٥٨  لذلك تظل آية بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِفَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ محكمة إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ غير منسوخة بآية فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (السابق، ص٥١).
٢٥٩  لذلك تظل آية وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٥٤).
٢٦٠  لذلك تظل آية قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ محكمةً غير منسوخة، وأيضًا آية فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا غير منسوخة بآية وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ (السابق، ص٥٠).
٢٦١  الأولى لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، والثانية إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ (السابق، ص٩١).
٢٦٢  وهى آية لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ … مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (السابق، ص٥٣)، والأصدق الشاعر:
السيف أصدق إنباءً من الكُتبِ
في حَدِّه الحدُّ بين الجِدِّ واللعبِ
٢٦٣  لذلك تظل آية إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ غير منسوخة، وكذلك فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (السابق، ص٥٥، ٥٩، ٦٦، ٧٣)، وكذلك فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، وأيضًا وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ، وكذلك إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ، وأيضًا إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ، وأيضًا إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ لا تنسخها آية السيف (السابق، ص٧٥).
٢٦٤  لذلك آية ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، غير منسوخة بآية السيف (السابق، ص٦٠)، وآية وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ ليست منسوخة بآية السيف (السابق، ص٦٢)، وأيضًا آية وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ليست منسوخةً بآية قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِحَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (السابق، ص٧٣).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤