من النقل إلى العقل: الجزء الأول (علوم القرآن): من المحمول إلى الحامل

«وعلومُ القرآنِ تجعل القرآنَ موضوعًا للعلم، وتُخضِع الوحيَ إلى منطقٍ للنزول ومعرفةِ حوامله اللغوية؛ لأن اللغة كانت العلمَ الأول من القدماء، مثل العلوم الإنسانية عند المحدثين. وهي مملوءةٌ بالخلافيات مثل علم الفقه، بالرغم ممَّا يُوحي به موضوعُها، وهو القرآن، من اتفاق المسلمين والإجماع عليه.»

يتناول «حسن حنفي» الوحيَ لا من حيث هو محمولٌ إلينا، وإنما باعتباره حاملًا؛ إذ إنه لا يُمكِن للمحمول أن يكون دونما حامل. وأول هذه الحوامل هي الحوامل الموضوعية التي ترتبط بطبيعة الوحي باعتباره ظاهرةً تاريخية؛ أيْ أن الوحي يرتبط ارتباطًا زمانيًّا واجتماعيًّا (أسباب النزول) ومكانيًّا (مكة والمدينة) بالبيئة التي نزل فيها. والحامل الثاني موضوعيٌّ ذاتي، فالوحي روايةً يخبرنا بأمرٍ ما، وقراءةً أصبح له علمٌ خاص به بعدما تَداخَلَت لهجةُ قريش مع لهجاتِ غيرها من القبائل، وتدوينًا يحوِّل القرآنَ من نصٍّ شفاهي إلى نصٍّ مكتوب. ثم تأتي اللغةُ حاملًا ذاتيًّا للوحي، وتلعب دورًا محوريًّا في فَهمه وإيصاله للمُخاطَب، سواء باستخدام اللفظ، أو الأسلوبِ البلاغي، أو التفسيرِ الذي ضمَّ المعنى واللفظَ والبلاغةَ في الذهن ليُحوِّل الوحيَ من المنظوم إلى المفهوم.

في هذه السلسلة يُحاوِل «حسن حنفي» إعمالَ العقل فيما تركه لنا الأوَّلون من تراثٍ أصبحنا نَتوارَثه نقلًا وكأنه علمٌ مقدَّس لا يجوز تأويله أو دراسته، وذلك عن طريق عَقْلنة العلوم الخمسة في السلسلة (القرآن، الحديث، التفسير، السيرة، الفقه)، التي خصَّص «حنفي» لكلِّ موضوعٍ فيها كتابًا على حِدَة.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور حسن حنفي.

تحميل كتاب من النقل إلى العقل: الجزء الأول (علوم القرآن): من المحمول إلى الحامل مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٨.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

محتوى الكتاب

عن المؤلف

حسن حنفي: مُفكِّرٌ وفَيلسُوفٌ مِصري، له العديدُ مِنَ الإسهاماتِ الفِكريةِ في تطوُّرِ الفكرِ العربيِّ الفَلسفي، وصاحبُ مشروعٍ فَلسفيٍّ مُتكامِل.

وُلِدَ حسن حنفي بالقاهرةِ عامَ ١٩٣٥م، وحصَلَ على ليسانسِ الآدابِ بقِسمِ الفلسفةِ عامَ ١٩٥٦م، ثُمَّ سافَرَ إلى فرنسا على نفقتِهِ الخاصَّة، وحصَلَ على الدكتوراه في الفلسَفةِ مِن جامعةِ السوربون. رأَسَ قسمَ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ جامِعةِ القاهِرة، وكانَ مَحطَّ اهتمامِ العديدِ مِن الجامعاتِ العربيَّةِ والعالَميَّة؛ حيثُ درَّسَ بعدَّةِ جامِعاتٍ في المَغربِ وتونسَ والجزائرِ وألمانيا وأمريكا واليابان.

انصبَّ جُلُّ اهتمامِ الدكتور حسن حنفي على قضيَّةِ «التراثِ والتَّجديد». يَنقسِمُ مشروعُهُ الأكبرُ إلى ثلاثَةِ مُستويات: يُخاطبُ الأولُ منها المُتخصِّصين، وقد حرصَ ألَّا يُغادرَ أروِقةَ الجامعاتِ والمعاهِدِ العِلمية؛ والثاني للفَلاسفةِ والمُثقَّفين، بغرضِ نشرِ الوعْيِ الفَلسفيِّ وبيانِ أثرِ المشروعِ في الثَّقافة؛ والأخيرُ للعامَّة، بغرضِ تَحويلِ المَشروعِ إلى ثقافةٍ شعبيَّةٍ سياسيَّة.

للدكتور حسن حنفي العديدُ من المُؤلَّفاتِ تحتَ مظلَّةِ مَشروعِهِ «التراث والتجديد»؛ منها: «نماذج مِن الفلسفةِ المسيحيَّةِ في العصرِ الوسيط»، و«اليَسار الإسلامي»، و«مُقدمة في عِلمِ الاستغراب»، و«مِنَ العقيدةِ إلى الثَّوْرة»، و«مِنَ الفناءِ إلى البقاء».

حصلَ الدكتور حسن حنفي على عدةِ جوائزَ في مِصرَ وخارِجَها، مثل: جائزةِ الدولةِ التقديريةِ في العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠٠٩م، وجائزةِ النِّيلِ فرعِ العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠١٥م، وجائزةِ المُفكِّرِ الحرِّ من بولندا وتسلَّمَها مِن رئيسِ البلادِ رسميًّا.

وعكف الدكتور حسن حنفي بقية حياته على كتابةِ الأجزاءِ النهائيةِ من مَشروعِهِ «التراث والتجديد» بمَكتبتِهِ التي أنشَأَها في بيتِه.

رحل الدكتور حسن حنفي عن دنيانا في ٢١ أكتوبر عام ٢٠٢١ عن عمرٍ يناهز ٨٦ عامًا تاركًا خلفه إرثًا فكريًا عظيمًا ومشروعًا فلسفيًا ثريًا سيظل علامةً بارزة في تاريخ الفكر العربي الحديث.

رشح كتاب "من النقل إلى العقل: الجزء الأول (علوم القرآن): من المحمول إلى الحامل" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤