مقدمة

(١) من «الفناء والبقاء» إلى «العقل والنقل»

البداية كالعادة نقد العمل السابق من أجل الاستعداد للعمل اللاحق بعد مزيد من الوعي بحدود العمل السابق والتي لا تظهر إلا بعد الاكتمال. فقد تم نقد «من العقيدة إلى الثورة» في بداية «من النقل إلى الإبداع». وتم نقد «من النقل إلى الإبداع» في بداية «من النص إلى الواقع». وتم نقد «من النص إلى الواقع» في بداية «من الفناء إلى البقاء» والآن يتم نقد «من الفناء إلى البقاء» في «من النقل إلى العقل، علوم القرآن».١
  • (أ)

    جاء «من الفناء إلى البقاء» في جزأين؛ الأول «الوعي الموضوعي» والثاني «الوعي الذاتي». وهي نفس قسمة «من النص إلى الواقع» في جزأين؛ الأول «تكوين النص»، والثاني «بنية النص». ويبدو أن قصر الوقت بين العملَين لم يُتِح الفرصة للتغير والنسيان والبداية الجذرية الجديدة. وربما أن «التكوين» و«البنية» قسمةٌ منهجيةٌ صرفة لا شأن لها بعملٍ معين، أصول الفقه أو التصوف، أو بطول المدة وقصرها بين العملَين. فالأشياء إما متحولة أو ثابتة، تاريخًا أو بنية، والوحي كذلك يتطور من أول مرحلة حتى آخرها ثم يثبت في آخر مرحلة، وإذا كان ذلك ينطبق على العلوم العقلية النقلية الأربعة، الكلام والفلسفة وأصول الفقه والتصوف فإنه لا ينطبق على العلوم النقلية الخالصة. فلم تنقسم علوم القرآن هذه القسمة وإن بقيت قسمةً ثلاثية في الأبواب. ومع ذلك هناك تشابه غير مباشر بين القسمة إلى تكوين وبنية، وبين الموضوع والذات. فالتكوين هو الموضوع، والبنية هي الذات. وقد يمكن ذلك في القسمة الثلاثية في «علوم القرآن»: الحوامل الموضوعية، الحوامل الموضوعية الذاتية، الحوامل الذاتية.

  • (ب)
    خرج «الوعي الموضوعي» استعراضًا وعرضًا وتحليلًا لأسماء كتب الصوفية مرتبةً طبقًا لأشكالها الأدبية التي تعبر في نفس الوقت عن أبعاد الوعي الموضوعي. أولًا: الوعي التاريخي، والوعي التاريخي الخالص، والوعي الموضوعي الخالص. ثانيًا: الوعي النظري؛ تطور الوعي النظري من المعرفة إلى الوجود، تقنين المصطلح، مناهج التفسير، الأشكال الأدبية، تأثير البنية، الشروح، الملخَّصات. ثالثًا: الوعي العملي؛ العودة إلى التاريخ، العودة إلى علم الكلام، العودة إلى العلوم النقلية علوم الحديث والسيرة، الاغتراب في المعجزة والخرافة، المناقب والكرامات، الطريق والطريقة والشيخ والمريد والمجتمع المثالي. رابعًا: الوعي العلمي وهو البُعد الوحيد الذي تجاوز تصنيف الأعمال إلى تصنيف الموضوعات بداية بمقاييس التصنيف وعلوم الذوق وعلوم التصوف، ومع ذلك جاء العرض وكأنه أقرب إلى الفهارس العامة وشبكات المعلومات، خاليًا من أي إبداع في الأبعاد الثلاثة الأولى للوعى الموضوعي؛ الوعي التاريخي، والوعي النظري، والوعي العملي، وهي نفس أبعاد الوعي في «بنية النص» في علم أصول الفقه.٢

    كان الهدف هو تفكيك النص الصوفي القديم، وضياع رهبته وقدسيته ببيان تركيبه كصنعة، وبنيته كرؤية لإفساح المجال لنصٍّ صوفيٍّ جديد، «من الفناء إلى البقاء». الهدف نبيل إلا أن الوسيلة كانت مدرسيةً مكتبيةً «أرشيفية»؛ مما يصيب القارئ بالملل نظرًا لغياب الرؤية الكلية التي في عنوان الباب وأقسامه.

    ومع ذلك كانت الفائدة جمة من أجل إعادة الوعي بالنص الصوفي، شكله الأدبي وتطوره. وإذا سقط نصٌّ هنا أو هناك فإنه لا ينفي الشكل الأدبي ومراحله نظرًا لكثرة النصوص. فالنصوص وقائعُ متتالية، تاريخ يكشف عن بنيةٍ ممكن أن تستكمل التاريخ وتكتشف مواطن نقصه.

  • (جـ)
    وفي الجزء الثاني «الوعي الذاتي» يظهر نقد القدماء مبينًا أثناء العرض طبقًا لآليات التخفِّي. لم تكن هناك ضرورة لذلك نظرًا لأن التصوف ليس عقيدة. وهو نفسه متهم بالخروج عليها كما وُجِّه إليه النقد في الحركات الإصلاحية خاصة محمد إقبال.٣ لذلك صعب التمييز بين الجديد والقديم بعد أن توارى الجديد في ثنايا القديم على نحوٍ طبيعي. تكفي الولادة دون نمو الجنين حتى لا يترك الناس الأم ويجهضوا الجنين. فالأم هي الأساس. ويمكن أن تلد أكثر من مرة حتى لو تم إجهاض الجنين الأول.

    كانت طريقة عرض مادة القدماء تركها تتحدث بنفسها عن نفسها من خلال التعريفات الكثيرة للتصوف وموضوعاته. أولًا: التصوف الخلقي، الفقه والأخلاق، الفضائل والرذائل. وثانيًا: التصوف النفسي، النفس وأنواعها، المقامات والأحوال والتوحيد ومستوياته. وثالثًا: التصوف الفلسفي والإنسان الكامل والحقيقة المحمدية، النبوة والمعاد. ورابعًا، التصوف العملي، الطريق والوحدة والطريقة. غلب فيها القديم على الجديد، والتعريفات القديمة على التأويلات الجديدة؛ فغاب الهدف من «تثوير» التصوف، ولم يتم التعرف على كيفية التحول من «الفناء» إلى «البقاء» كما يصرح العنوان، ولم يظهرا إلا كحالَين أو مقامَين في فصل المقامات والأحوال في التصوف النفسي. ربما كان السبب تقديس القديم وتعظيم القدماء والتواضع أمامهم أكثر من إبراز الجديد والاعتزاز به لدرجة الغرور عند بعض المجدِّدين، وإبراز الذات على حساب الموضوع.

  • (د)

    تاه الجديد في الحضور الطاغي للقديم، وأصبح من الصعب العثور عليه إلا بعد تفتيش وتدقيق وقراءة ما بين السطور. ربما فرض ذلك طبيعة الدراسات التكوينية التي يهمُّها رجُّ القديم وهزُّه ونفضه من الغبار الذي تراكم عليه عبر السنين. وجلاء المرآة في حد ذاته عملٌ جديد أفضل من صنع مرآةٍ أخرى لا تعكس إلا صورها. ومن كثرة ضغط القديم على الجديد، وضغط الرحم على الوليد حدث في النهاية ضيقٌ شديد لدرجة الاختناق. كان الحل هو الانتظار حتى ينتهي «من الفناء إلى البقاء» دون العودة إلى طريقته في العرض، وأساليبه في التخفِّي. ربما كان السبب أن المؤلف نفسه من القدماء، خارجًا من بين القبور، بالرغم مما يبدو عليه في مقاصده من التوجه نحو الجديد كما تدل عليه أجزاء مشروع «التراث والتجديد» وعناوينها «من … إلى». فالأم هي الأصل. والوليد هو الفرع. ربما لأن المؤلف، باعتباره كائنًا تراثيًّا، ماضوي الروح، سلفي النزعة كما يتهمه العلمانيون، ربما كانت روح الحضارة الإسلامية كلها ما زالت متجهة إلى الماضي؛ نظرًا لأزمات العصر وانسداد التاريخ، ربما توقفه كليةً وانقسام الأمة إلى غالبيةٍ سلفية وأقليةٍ علمانية، وكلما زاد انسداد الحاضر وانعدام المستقبل اشتدَّ التوجه نحو الماضي الذي تجد فيه الأمة هويتها وسبب انتصارها، والحافظ لها من الاندثار.

  • (هـ)

    حدث نوع من التكرار نظرًا لعشرات التعريفات للموضوع الواحد وإيثار عرضها كلها، قصدها واحد وصياغاتها وفروعها متعددة، لم يُنسَب كل قول لصاحبه إلا أحيانًا في الهوامش حتى يبقى الموضوع مستقلًّا عن صاحبه، وأحيانًا يوضع التعريف بنصِّه وقصده، وأحيانًا تُعاد صياغته بعبارةٍ شارحة أطول أو أقصر حتى يسهل توليد الجديد منها. فغلبت تعريفات القدماء وتكررت حتى أجهضت الموضوعات وغلَّفتها بعشرات من الصياغات. وفي نفس الوقت غابت التحليلات الذاتية، ووصف التجارب الشعورية، وهو منهج الصوفية، طريق الذوق. فبدأ التصوف نصوصًا وتعريفات وصياغات يفهمها القارئ بعقله ويتوه فيها لكثرته أكثر منها تجارب وحقائق يشعر بها شعورًا مباشرًا ويدركها بحدسه.

    العلم هو ما يخطر بالذهن، والخواطر جزء من تحليلات النفس عند الصوفية، ولكن ضاع في خضم المعلومات. كان الأولى الإبقاء على الخواطر ذاتها، والمعلومات معروفة، وإبراز الجديد وتواري القديم، ووضعه بصياغاته ونصوصه بين معقوفتَين في الهوامش فصلًا بين الجديد والقديم، الجديد أعلى الصفحة والقديم أسفلها. وبهذه الطريقة يُفصل الوليد عن الأم بعد ولادته في غرفتَين منفصلتَين أو يظهر الوليد بالتبنِّي لغياب عملية الولادة.

    حدث تكرار بين أبواب الجزأين. فأبواب الجزء الأول ثلاثة: الوعي التاريخي، والوعي النظري، والوعي العملي، وزاد رابعًا: الوعي العلمي. وأبواب الجزء الثاني: التصوف الخلقي، التصوف النفسي، التصوف الفلسفي، التصوف العملي. فالوعي التاريخي يقابل التصوف الخلقي لأن التصوف في مرحلته الأولى كان علم أخلاق. والوعي النظري يعادل التصوف الفلسفي، والوعي العملي يشبه التصوف العملي. ودخل التصوف النفسي في الوعي النظري، كما دخل الوعي العملي في التصوف العملي. ويبدو أن تسلط البنية على الموضوع جعلها تفرض نفسها عليه، وهو نوع من «الهيجلية» السائدة. نظرًا لغلبة المنهج على الموضوع.

  • (و)
    عنوان الجزأين واحد «الوعي»، مرة الوعي الموضوعي أي التصوف كتاريخ، ومرة الوعي الذاتي أي التصوف كتجربة. فالوعي أحد ركائز الإصلاح. ومشروع «التراث والتجديد» هو أحد مشاريع الإصلاح الثاني بعد نهاية الإصلاح الأول بأجياله الخمسة.٤

    الغاية إعادة بناء التراث القديم على بؤرةٍ جديدة هي الوعي الفردي والجمعي تحولًا من «الثيولوجيا» إلى «الأنثروبولوجيا» لبداية مرحلةٍ جديدة في الحضارة الإسلامية بعد مرحلتَيها السابقتَين؛ عصر الازدهار في القرون السبعة الأولى حتى ابن خلدون، والمرحلة الثانية مرحلة الشروح والملخَّصات والموسوعات في القرون السبعة التالية لابن خلدون، وبداية المرحلة الثالثة في القرن الخامس عشر لإكمال حركتَي الإصلاح والنهضة في القرنَين الأخيرَين. وتشبه بداية العصور الحديثة في القرن السابع عشر في الغرب عند ديكارت وبيكون وما سبقها من إصلاح في القرن الخامس عشر ونهضة في القرن السادس عشر.

    وقد تكرر أيضًا لفظ «النص» في «من النص إلى الواقع» في جزأيه؛ الأول «تكوين النص»، والثاني «بنية النص». وقد أمكن تلافي ذلك في «من النقل إلى العقل» في أجزائه الخمسة: «علوم القرآن»، «علوم الحديث»، «علوم التفسير»، «علوم السيرة»، «علم الفقه». بالرغم من أن كل جزء له هدف أيضًا وهو الانتقال من مرحلة إلى أخرى كما حدث في «علم الكلام» في «من العقيدة إلى الثورة». «فعلوم القرآن» «من المحمول إلى الحامل» أو من اللغة والبلاغة إلى العلوم الإنسانية، و«علوم الحديث» «من نقد السند إلى نقد المتن». و«علوم التفسير» «من التفسير الطولي إلى التفسير الموضوعي (العرضي)». و«علوم السيرة» «من الشخص إلى المبدأ» أو «من الرسول إلى الرسالة». و«علم الفقه» «من فقه العبادات إلى فقه المعاملات» أو «من الفقه الشرعي إلى الفقه الطبيعي» أو «من فقه الأحكام إلى فقه الوجود».٥
  • (ز)
    استمر منهج تحليل المضمون المستخدم في «من النقل إلى الإبداع». كان الهدف هو معرفة اتجاه النص نحو النقل أم نحو الإبداع، نحو اليونان أم نحو القرآن عن طريق تحليل عناصره ومكوِّناته دحضًا لشبهة النقل عن اليونان.٦ واستمر المنهج في «من الفناء إلى البقاء» لإثبات أن المصدر الأول في التصوف هو المصدر الداخلي للكتاب والسنة وباقي العلوم الإسلامية بالإضافة إلى ظروف العصر، وغياب المصدر الخارجي كليةً باستثناء مراتٍ نادرة يُشار فيها إلى سقراط أو أفلاطون في النصوص المتأخرة. وقد لا يحب ذلك من لا يُقدِّر المناهج الإحصائية، مع أنها مناهجُ مضبوطة وأدلةٌ حسية على صدق الافتراض النظري. وبقي قليل منه في «من النص إلى الواقع» والأقل في «علوم القرآن» باستثناء المكوِّنات العامة لمصنفاته الرئيسية مثل «البرهان» للزركشي و«الإتقان» للسيوطي. واستُعيض عنه بمنهج إعادة قراءة النص القديم وإعادة بنائه طبقًا لظروف العصر وتحدياته الرئيسية.
  • (ﺣ)

    ما زالت المحاولات تتسم بالضخامة في عدة أجزاء، على الأقل في جزأين وليس تسعة مثل «من النقل إلى الإبداع» أو في خمسة مثل «من العقيدة إلى الثورة». أو في جزأين مثل «من النص إلى الواقع». كان من الصعب ضغط «من الفناء إلى البقاء» في أقل من جزأين، الأول «الوعي الموضوعي» عن التصوف التاريخي، والثاني «الوعي الذاتي» عن التصوف كطريق. الأول عن تاريخ النص الصوفي وأشكاله الأدبية، والثاني عن التجربة الذوقية الصوفية.

    وفي هذه المرة «من النقل إلى العقل»، بدأ المران على الضغط؛ فلم يعد في عمر الكاتب الكثير للكتابات المطوَّلة، ولم يعد وقت القارئ الكثير ليقرأ المجلدات أمام ضغوط الحياة وسرعة الحصول على المعرفة من شبكات المعلومات والكتيبات الصغيرة والمجلات والصحف. فالنية ألا يتعدى كل علم من العلوم الخمسة جزءًا واحدًا. حتى ولو كان ضخمًا. فهو أفضل من جزأين أو خمسة أو تسعة. ومع ذلك ما زال مشروع «التراث والتجديد» يغلب عليه الضخامة. فهذا الجزء «من النقل إلى العقل» في النهاية خمسة أجزاء. وما يشفع ذلك أن كل علم جزءٌ واحد. وقد يكون السبب اللاشعوري في ذلك أن المؤلف من القدماء خارج من ثنايا القبور، يحمل عبق التاريخ.

(٢) العلوم النقلية

بعد أن أُعيد بناء العلوم النقلية العقلية الأربعة، علم الكلام في «من العقيدة إلى الثورة»، علوم الحكمة في «من النقل إلى الإبداع»، علم أصول الفقه في «من النص إلى الواقع»، علوم التصوف في «من الفناء إلى البقاء»؛ جاء دور العلوم النقلية الخالصة. وهي خمسة: القرآن، والحديث، والتفسير، والسيرة، والفقه. تركها القدماء دون إعمال العقل فيها لأنها كانت في مرحلة التجميع والرواية والتدوين. وضع القدماء أسسها بناءً على معطيات عصرهم. ولم يُطوِّرها أحد بعدهم، قدماءَ أو محدثين باستثناء بعض الفرقعات الحديثة من بعض مدعي التجديد أثر مقالات بعض المستشرقين عن تاريخية القرآن، ووضع الحديث، وذاتية التفسير، والنيل من حياة الرسول الشخصية، والقطيعة من الشريعة والفقه القديم.

والعلوم النقلية هي أكثر العلوم أثرًا في الثقافة الشعبية والموجودة بوفرة في المكتبات العامة والخاصة وفي المساجد والمعاهد الدينية، والمتوافرة بطبعاتٍ عدة في معظم العواصم العربية بأزهى الألوان، وأجمل الإخراج، وأفخر أنواع التجليد، في عدة مجلدات. وتكتب العنوان على مكعبات الأجزاء كلها بالخط المذهَّب. يوحي ذلك كله بدرجة التقديس لهذه العلوم والهالة التي تحيط بها. علم أصول الدين نخبوي، أحجمت العامة عنه لإبعادها عن المعترك السياسي كما فعل الغزالي في «إلجام العوام عن علم الكلام». وعلوم الحكمة علومٌ نخبويةٌ متهمة في مصادرها اليونانية والفارسية، وفي مناهجها العقلية البرهانية، وفي نتائجها «إنكار وجود الله وخلق العالم وحشر الأجساد». وعلم أصول الفقه علمٌ نخبوي للسادة الفقهاء. إنما علوم التصوف خاصة بمقاماتها وأحوالها وتحوُّلها إلى أمثالٍ عامية عن الصبر والرضا والقناعة والزهد والتوكل؛ تحولت إلى ثقافةٍ شعبية للناس في حياتهم اليومية وفي حلقات الذكر والطرق الصوفية. أما العلوم النقلية فهي العلوم الشعبية التي يستمد منها الخطباء والوعاظ أحاديثهم، وهي التي يصعب إعمال العقل فيها، بل تحولت إلى علومٍ مقدسةٍ موروثة لا يجوز للخلف أن يغير فيما وضعه السلف شيئًا.

والعنوان «من النقل إلى العقل» دالٌّ على مضمون الأجزاء الخمسة، إعمال العقل فيما تركه القدماء للنقل وحده، وجعل هذه العلوم الخمسة: القرآن والحديث، والتفسير، والسيرة، والفقه، علومًا واقعيةً خالصة كما تحوَّلت العلوم العقلية النقلية الأربعة التي تمت إعادة بنائها من قبلُ إلى علومٍ عقليةٍ واقعيةٍ خالصة أخذًا بالتدرج في مهام الأجيال حتى يتعود الناس على إعمال النظر فيها.

«من النقل إلى العقل» هو العنوان الجامع لهذه العلوم الخمسة. وكان من الصعب وضع عنوانٍ آخر لكل جزءٍ يدل على هذا المسار «من … إلى». كان يكفي «علوم القرآن»، «علم الحديث»، «علم التفسير»، «علم السيرة»، «علم الفقه». القرآن وحده هو «علوم» بالجمع؛ لاعتماده على علوم اللغة والتفسير والفقه وأصول الفقه. في حين أن باقي العلوم «علمٌ» واحد؛ الرواية في علم الحديث، وفهم القرآن في علم التفسير، وحياة الرسول في علم السيرة، والشريعة في علم الفقه. كما أن كسر الرتابة في العناوين أقرب إلى التجديد الداخلي، وحتى لا يتساءل أحد القراء: «تاني من … إلى». وبالتالي تنتهي النمطية من حيث الشكل وإن لم تنتهِ الغاية والقصد. ومع ذلك فرض العنوان «من … إلى» نفسه على العلوم النقلية الخمسة كعناوينَ فرعية.

لم يبقَ في العمر الكثير، ستة عشر عامًا في «من العقيدة إلى الثورة»، وثلاثة عشر عامًا في «من النقل إلى الإبداع»، وأربعة أعوام في «من الفناء إلى البقاء»، وثلاثة أعوام في «من النص إلى الواقع» لأنه إعادة كتابة الرسالة الفرنسية الأولى «مناهج التأويل» التي استغرقت عشر سنوات بعد أربعين عامًا.٧
أما هذه المرة فالنية معقودة على ألا يزيد كل جزء من الأجزاء الخمسة عن عامٍ واحد، خاصة بعد التركيز على العلم دون المعلومات، وعلى خواطر النفس وخلجاتها دون التحليلات الكمية والإحصائية للعقل، وإبراز الجديد أكثر من تحليل القديم، وعلى الوليد أكثر من الأم.٨ ونظرًا لوضوح العلم والقصد فقد يستغرق أقل من ذلك. فمصنفات علوم القرآن وعلوم السيرة وعلوم الحديث محددة وإن كثرت تفاسير القرآن وتمدَّد فقه العبادات.
وتتمثل خطورة العلوم النقلية في أنها تعتمد على الحفظ والنقل؛ فالعلماء هم الحفاظ. والعالم هو الحافظ، السيوطي نموذجًا في كتابه «طبقات الحفاظ»؛ فالمؤلف حافظ، والعلم حفظ بصرف النظر عن العلم والميدان.٩ وهو العلم النبوي المنقول، ونموذجها العلوم النقلية الخمسة، القرآن والحديث، والتفسير، والسيرة، والفقه. طبقات الحفاظ مجرد أسماء أعلام لأسماء العلماء والأماكن والقبائل وأسماء الكتب مع قلة الشواهد النقلية؛ الآيات والأحاديث والأشعار. هي علوم الرواية وليست علوم الدراية، أقصى غايتها التوثيق والتضعيف والتصحيح والتجريح. وهو تلخيص لكتاب الذهبي «تذكرة الحفاظ» وتذييل عليه، حفظ حافظ عن حافظ، ونقل ناقل عن ناقل.١٠

ويقسم الحفاظ إلى طبقات طبقًا لمدى قربها من النبوة، الصحابة والتابعون، وتابعو التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ويقسم التابعون إلى طبقاتٍ كبرى ووسطى وصغرى طبقًا لقربهم من طبقة الصحابة، وتجمع الطبقة بين العلم والسلوك. وفيها تتفاضل الطبقات. تخلو حياة العلماء من حوادثَ دالةٍ أثرت عليهم أو تجاربَ حية مرُّوا بها وكأن الحفاظ مجرد آلات تسجيل أو أوعية للتخزين والحفظ، تفيد في التاريخ ومعرفة المؤلفين وأسماء مؤلفاتهم وتواريخ وفاتهم، وتدل على احترام القدماء وضرورة الأخذ عنهم وربما تقليدهم.

والغاية التأصيل النظري أكثر من إعطاء الأمثلة من الآيات والأحاديث حتى لا يتحول العلم إلى أمثلةٍ تطبيقية كما يفعل الأزهريون. فالغاية تحويل العلوم النقلية إلى علومٍ عقلية يتم حولها الحوار، والعلوم النصية إلى علومٍ فلسفية.

(٣) علوم القرآن

تعتمد علوم القرآن على الأدلة النقلية بمفردها دون الأدلة العقلية؛ لأنها علومٌ نقلية خالصة. لذلك كثرت الآيات استدعاءً من الذاكرة في غياب المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن كما هو حادث هذه الأيام. وكانت تُستعمَل حبات الشعير لعدِّ الآيات بالمئات والكلمات بالآلاف والحروف بعشرات الآلاف. وتكثر الأدلة النقلية لدرجة تحول الموضوع إلى مجرد إحصاءٍ كمي ورصد للآيات والأحاديث١١ هو نوع من المعجم المفهرس لآيات القرآن وأحاديث الرسول بناءً على رءوس موضوعات.

وتكثر الشواهد الشعرية بعد الآيات القرآنية؛ فالشعر ديوان العرب، والقرآن نزل بلغة العرب، وكثير من الاختلافات في التفسير يمكن حلها بالعودة إلى الشواهد الشعرية. ويمكن دراسة التعبيرات الشعرية في القرآن وبيان كيفية استعماله لها لأن الشعر أسبق. والمسافة بين القرآن والشعر ليست كبيرة، فالشعر قرآن لأنه من نفس النوع البلاغي، والقرآن شعر لأنه حُمل عليه. الإبداع الشعري مثل الإبداع القرآني إعجازٌ أدبي يثير الخيال؛ لذلك كان تفسير القرآن بالشعر ضمانًا لغويًّا. ولا يُفسَّر الشعر بالقرآن لأن الشعر أسبق، الشعر حامل والقرآن محمول. لذلك عقدت فصول في الإعجاز لمقارنة أساليب البلاغة في القرآن والشعر.

وتعتمد علوم القرآن على مصدرَين؛ الأول: الروايات الشفاهية، والثاني: النصوص المدونة. وكلاهما مصدران نقليان.

وإذا ظهرت دلالةٌ فقصيرة، والأمثلة عليها كثيرة، الدلالة واحدة وتذكر عليها كل الأمثلة؛ مما جعل علوم القرآن ثبتًا بالآيات وإعادة تبويب لها طبقًا لموضوعات العلم، أشبه بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن طبقًا لكلماته، وفي وقت لم تكن دُوِّنت فيه المعاجم بعدُ.

وقد أعمل المتأخرون من القدماء بعض العقل في علوم القرآن وأكثرهم شهرة «البرهان» للزركشي (٧٩٤ﻫ)، و«الإتقان» للسيوطي (٩١١ﻫ). وكانوا أكثر جرأةً وشجاعةً في تناول حوامل الوحي وليس فقط المحمول. والحوامل هي اللغوية والمكانية والزمانية والاجتماعية والتاريخية والثقافية. الحوامل في الجسد، والمحمول هو الروح. وعلوم القرآن هو التنظير التاريخي لكل موضوعات القرآن؛ لذلك جاءت متأخرة.١٢

وهناك قدرة على إبداع المصطلحات ووضع المناهج وتأسيس العلوم بعيدًا عن الوافد. بعضها مستمَدٌّ من علومٍ أخرى خاصة مثل علوم اللغة والبلاغة.

وقد تعرض بعض المحدثين لعلوم القرآن، منها الرصين العلمي، ومنها الفرقعة الإعلامية، ومنها ما بدأ رصينًا علميًّا ثم تحول إلى زوبعةٍ إعلامية. فعلوم القرآن للخاصة وليست للعامة، للجامعات ومراكز الأبحاث وليست للصحف وقنوات الفضاء.١٣

وعلوم القرآن هي علومٌ تجميعية من علوم اللغة والنحو والبلاغة، معظم أبوابها وفصولها في اللغة؛ فاللغة هي الحامل الأول للوحي قبل الزمان والمكان؛ لذلك هي «علوم» بالجمع مثل «علوم» التصوف و«علوم» الحكمة وليست علمًا بالمفرد مثل «علم أصول الدين» و«علم أصول الفقه». هي علومٌ موسوعيةٌ شاملة ظهرت في عصرٍ متأخر استطاعت تجميع العلوم السابقة عليها، وتعتمد على مئات من الاقتباسات مع علامة «انتهى».

ويتم الاعتماد على الحديث بطريقةٍ أقل لأن الحديث لا يحكم على القرآن، وللقرآن أولوية عليه كما هو الحال في تحليل الأصوليين للمصادر الشرعية الأربعة: القرآن والحديث والإجماع والقياس.١٤ ومع ذلك لا يعتمد على حل مشاكل التدوين والقراءات للنص القرآني على الحديث لأن الأدنى لا يحكم على الأعلى في ترتيب الأدلة الشرعية الأربعة. القرآن يحكم على الحديث، ولا يحكم الحديث على القرآن. والرسول مُبلِّغ للقرآن وليس راويًا له، في حين أن المُحدِّث راوٍ للحديث، واحتمال خطأ التدوين في القرآن أقل من احتمال خطأ الرواية في الحديث.

والعلم الثالث هو علم أصول الفقه الذي يعتمد بدوره على علم الحديث في الرواية وعلى علوم اللغة في مباحث الألفاظ، وعلى الفقه في المقاصد والأحكام. فعلم اللغة هو المصدر المشترك بين علم أصول الفقه وعلوم القرآن. ويدخل الفقه في علوم القرآن في معرفة الأحكام الشرعية.

ولا تعتمد علوم القرآن على علم السيرة لأن الرسول مجرد مُبلِّغ للوحي وليس موضوعًا بشخصه كما حدث في علم السيرة، وفي الحقيقة المحمدية في التصوف النظري المتأخر ولدى الطرق الصوفية في الدين الشعبي. ونادرًا ما تظهر علوم التصوف أو علوم الحكمة لأن القرآن علمٌ نقلي في حين أن التصوف تجربةٌ ذوقية، وعلوم الحكمة علومٌ عقلية.

ولما كانت علوم القرآن علومًا داخليةً محضة لبيان حوامل الوحي اللغوية والأدبية والمكانية والزمانية والاجتماعية والثقافية فإن علوم الحكمة التي تعتمد على تفاعل الداخل والخارج لم تكن بذي فائدة ولو أنه تظهر إشارات بين الحين والآخر إلى إخوان الصفا أي إلى ممثلي علوم الحكمة في الداخل وليس إلى سقراط أو أفلاطون أو أرسطو.

وعلوم القرآن ليست علومًا مقدسة بل تُبين الحوامل اللغوية والثقافية والاجتماعية والزمانية والمكانية للوحي. الوحي المقدس هو العلم الإلهي وحده قبل التدوين. ومنذ تدوينه في اللوح المحفوظ، بصرف النظر عن لغته، أصبح مدوَّنًا في اللغة والزمان والمكان، له حوامله المخلوقة، ومنذ نزول جبريل به في ذهنه واللغة العربية التي تكلم بها وسمعها الرسول، وقد تعين الوحي أكثر فأكثر حتى فهم الرسول له ثم فهم الناس من الرسول بعد سماعه منه. ففي كل مرحلة يزداد التعيُّن، وتكثر الحوامل وتبتعد عن المحمول الأول وهو كلام الله في العلم الإلهي.

علوم القرآن موضوع للدراسة وليست موضوعًا للتقديس. وكلما كثرت الحوامل زاد فهم المحمول. هي موضوع للبحث وليس من عقائد الإيمان كما حدث بعد ذلك بما يزيد على ألف عام في الحضارة الغربية بتأسيسها علم «النقد التاريخي للكتاب المقدس» لإعادة النظر في طرق النقل الشفاهي والنقل الكتابي.١٥
وعلوم القرآن تجعل القرآن موضوعًا للعلم، وتُخضع الوحي إلى منطق للنزول ومعرفة حوامله اللغوية لأن اللغة كانت العلم الأول من القدماء مثل العلوم الإنسانية عند المحدثين. وهي مملوءة بالخلافيات، مثل علم الفقه، بالرغم مما يوحي به موضوعها وهو القرآن من اتفاق المسلمين والإجماع عليه. وترجع الاختلافات إلى اختلاف الروايات والقراءات.١٦ ولا يهم رصد الخلافات حول الحوامل اللغوية والمكانية والزمانية بل دلالاتها على المضمون. وقد تكون خلافاتٍ غير مؤثرة. وذلك مثل الخلافات حول المكي والمدني؛ فالمكي للتصور والمدني للنظام، المكي للعقائد والمدني للشرائع.

ودُوِّنت علوم القرآن في عصر متأخر، كانت الأشعرية في العقائد والشافعية في الفقه قد أصبحتا ثقافةً شعبيةً عامة للعامة والخاصة؛ مما يفسر طغيان الغزالي والشافعي في «البرهان» للزركشي.

وإذا كانت البداية تحليل القدماء فليس لنقله وعرضه بل لتأويله وتجاوزه. نقل القدماء عن بعضهم البعض نصًّا، واقتبس المتأخرون عن المتقدمين نصوصًا بعلامة «انتهى» وزادوا عليها كمًّا. والبداية هنا من مادة القدماء معنًى وتقسيمًا لتأويلها وإعادة بنائها. وقد استعملت طريقة النص الأم، مثل الدولة-القاعدة في السياسة، ثم إضافة باقي النصوص قبله وبعده عليه بعد أن اكتملت بنيته ووضعت معالم العلم. والنص-العمدة في علوم القرآن هو «الإتقان» للسيوطي، ويليه «البرهان» للزركشي، وهي نفس الطريقة التي اتُّبعت في «من النص إلى الواقع» حيث كان النص النموذج «المستصفى» للغزالي، يليه «الموافقات» للشاطبي، في حين اتُّبع في «من الفناء إلى البقاء» تطور النصوص كلها من البداية إلى النهاية، منذ «الرسالة القشيرية» حتى «جامع الأصول» للنقشبندي.

(٤) تطور علوم القرآن

وقد استمرت موضوعات علوم القرآن متناثرةً جزئية قبل اكتمالها في «البرهان» و«الإتقان» وبعدها. وزاد التأليف فيها أكثر من علوم القرآن المكتملة وما زال حتى الآن لدرجة أنها أصبحت موضوعات أو حتى علومًا مستقلة بذاتها عن علوم القرآن.

ونشأت محاولاتٌ تجميعيةٌ كلية مثل «البرهان» و«الإتقان» في «المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز» لأبي شامة المقدسي (٦٦٥ﻫ) و«الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان» لابن قيم الجوزية (٧٥١ﻫ). لقد نظرت علوم القرآن نفسها بنفسها، وبنت نفسها بنفسها بتطور العلم من المتقدمين إلى المتأخرين، من المشارقة إلى المغاربة، ومن المصاروة إلى الشوام.

(أ) «المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز» لأبي شامة المقدسي (٦٦٥ﻫ)

وهو ما زال يتحسس الطريق حتى من حيث العنوان نحو علوم القرآن.١٧ هو تصنيف يحتاج إليه أهل القرآن خاصة القراءات السبع، ثم كتابة في عهد الخلفاء والضبط١٨ وعلم القراءات جزء من علوم القرآن دون أن يستقلَّ عنها بعدُ.
وقد أقيم العلم على ستة موضوعات: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفَّاظه وهي القراءة، جمع الصحابة وهو التدوين، معنى قول النبي نزول القرآن على سبعة أحرف وهو القراءة والتفسير، والقراءات السبع المشهورة، والفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية، والإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها، وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها أي التحول من النظر إلى العمل، ومن الرواية إلى الفعل بتعبير المحدثين.١٩

فالكتاب على وعي بالحوامل الموضوعية الذاتية أي الرواية والخبر والقراءة والتدوين دون الحوامل الموضوعية، المكان والزمان والوضع الاجتماعي أو الحوامل الذاتية وهي اللغة، اللفظ والمعنى، وأساليب البلاغة، والتفسير، ولا يقل فيه التحليل النظري عن الشواهد النقلية؛ مما يدل على قرب التحول إلى علوم القرآن.

يعتمد على الآيات والأحاديث والأشعار وأعمال السابقين مثل الغزالي، والاستشهاد بمقتطفات من أقواله، وتحلل بصياغاتٍ مختلفة لنفس الحديث مثل حديث نزول القرآن على سبعة أحرف بين الحديث الموضوعي والحديث الخيالي بتدخل جبريل للتخفيف على الأمة والتيسير عليها، وكما هو الحال في الصياغات المتعددة لحديث الفرقة الناجية في علم أصول الدين.٢٠ ولا يعني الحرف تغير الكلمة فهذا تدوين، إنما يعني الصوت أو الفهم، اللفظ أو المعنى أو الشيء.٢١ وتساعد الفهارس التحليلية الأخيرة للآيات والأحاديث والأعلام والقبائل والجماعات والأماكن والبلدان والأيام (المواقع) على معرفة مكوِّنات الكتاب.٢٢

(ب) «الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن وعلم البيان» لابن قيم الجوزية (٧٥١ﻫ)٢٣

وهي محاولة لوضع علوم القرآن ككل ولكن غلب عليها البيان أي أساليب القول وفنون البلاغة وهي الحوامل الذاتية الخاصة باللغة، وكما يتضح من العنوان وقرن علوم القرآن بعلوم البيان؛ فعلوم القرآن في إطار علوم اللغة.٢٤
ويظهر ذلك في قسمة الكتاب إلى ثلاثة أقسام. الأول عن البديع، والثاني عن المعنى، والثالث عن اللفظ مع قلب الترتيب: اللفظ والمعنى والبديع.٢٥ وأكبرها المعنى.
ثم ينقسم كل قسم إلى أقسام.٢٦ وكلها على درجةٍ عالية من التنظير اللغوي البلاغي مع القدرة على إيجاد مصطلحات البيان والبديع ومفاهيم البلاغة وفنون القول لدرجة وضع منطق لغة للبيان مع وفرة في التقسيمات وصعوبة العد والإحصاء والتعامل مع المفاهيم. فالفصاحة والبلاغة لها أقسام تضم الحقيقة والمجاز وتبادل الأسماء على المسميات.٢٧ والمعاني لها أقسام تدل على الصلة بين الانفعالات والأشكال الأدبية كما هو واضح في فنون الخطابة والحوار بين المخاطَبين.٢٨ والبديع له أقسام تدل جميعها على حسن الخطابة والحوار بين المخاطَبين.٢٩ فهل هذا التحليل البياني كله استشهاد بالقرآن على اللغة أم استشهاد باللغة على القرآن؟ من يثبت ماذا؟ أين الدليل وأين المدلول؟ فإذا كان تطبيق أساليب البلاغة العربية على القرآن فأين الإعجاز؟
ويعتمد الكتاب على الشعر والحديث.٣٠ أحيانًا منسوبًا لقائله وأحيانًا يكون مرسلًا مجهولًا. ومرة يذكر الديوان لشهرته دون الشاعر مثل ديوان «الحماسة».٣١ والرسول صاحب بلاغة، فقد أوتي جوامع الكلم، وهو من أفصح بلغاء العرب.٣٢ ويتقدم المتنبي ثم امرؤ القيس وأبو تمام ثم البحتري ثم النابغة ثم زهير ثم أبو نواس. فالشعر مثل القرآن وعاء البلاغة. وذلك مثل قافية الرسول على مستوى المنطق.٣٣

(ﺟ) «مناهل العرفان في علوم القرآن» للزرقاني

ويكشف عن استمرار التأليف في علوم القرآن حتى الكتب المقررة في الجامعات والمعاهد الأزهرية بما تتسم به من وضوح وترتيب وعرض للمشاكل، المباحث أقل؛ سبعة عشر بحثًا. تصنف في جزأين: الأول أحد عشر بحثًا، والثاني ستة أبحاث.٣٤ تجمع المادة العلمية القديمة دون ترتيبٍ خاص. ولكل مبحث خاتمة للاستذكار. والعناوين مطبوعة بالمداد الأحمر من أجل الإبراز والإيضاح والتذكير والتركيز، كما يتسم بالموضوعية وعدم أخذ المواقف الجديدة في الخلافات القديمة. ومع ذلك يدافع عن القرآن؛ فكل خلاف شُبهة، وعلوم القرآن جزء من الدعوة والإرشاد. والكتاب على وعي بالمنهجَين المتَّبعَين: السرد التاريخي، والدفاعي الجدلي. وآثر الكتاب المنهج الثاني دون التنازل عن الوضوح والترتيب والهدوء والغاية التعليمية.٣٥ وهو الأسلوب الأزهري الذي يعتمد على الدفاع ومخاطبة الطلاب والربط بين الإسلام والعلم الحديث، إنجاز العصر، وتعمق أسرار التشريع. تعريفات الموضوعات إيمانية أكثر منها عقلية للخاصة والعامة، يجيب على الشبهات، ويرقم الحجج والأدلة للإثبات اعتمادًا على تحليل التجارب الطبيعية كما يفعل المعاصرون. ويرد على الخلافات ويعتبرها شبهات وعيوبًا أخلاقية. فأصبح الكتاب وكأنه ساحة حرب؛ كله دفاع، والخلاصة في آخر كل بحث دفاع.٣٦ والعدو هو الغرب المادي.٣٧ ويدخل في الثقافة الغربية القديمة والحديثة مثل الفيلسوف أفلاطون والشاعر موسيه.٣٨
ويعتمد على مادة القدماء، متكلمين، وأصوليين، وفقهاء، ولغويين، ونحويين مع بعض العلوم المستحدَثة مثل علم الأعداد. وتؤخذ منها اقتباسات تدل عليها العلامة «أ.ﻫ».٣٩ يبدأ بتاريخ علوم القرآن المنشور والمخطوط والمفقود. ويتعرض بشجاعة إلى أسباب النزول والناسخ والمنسوخ دون خوف من إبراز الحوامل المكانية والزمانية للوحي. والأدلة من القرآن ثم من الحديث ثم من الشعر، وأحيانًا يتم الاستطراد في إثبات الوحي أو المعجزات بالمعنى التقليدي، خرق قوانين الطبيعة، وليس بالمعنى الجديد، الإعجاز اللغوي والبلاغي والتشريعي.٤٠
وعلوم القرآن في شكلها النهائي الكامل من العلوم المتأخرة للغاية بالرغم من أن القرآن هو المعطى الأول للوحي، وسابق على نشأة كل العلوم. كان علم الكلام أسبق لحاجته في النزاع السياسي الذي نشأ حول الخلافة والإيمان.٤١ وكان التصوف سابقًا لأنه رد فعل على الاتجاه نحو العالم والصراع على الدنيا.٤٢ ونشأ علم أصول الفقه مبكرًا لحاجته في استنباط الأحكام «الأشباه بالأشباه والنظائر بالنظائر».٤٣ الفلسفة هي التي تأخرت إلى القرن الثالث إلى ما بعد الترجمة في القرن الثاني.

وأهم مؤلَّفَين كاملَين في علوم القرآن: «البرهان» للزركشي (٧٩٤ﻫ) و«الإتقان» للسيوطي (٩١١ﻫ).

(د) «البرهان» للزركشي (٧٩٤ﻫ)

ونظرًا لأهمية علم التفسير كمادةٍ أولى لعلوم القرآن يخصص «البرهان» الفصل الأول في المقدمة له.٤٤ ويحتاج إلى عدة علوم من علوم القرآن مثل اللغة والنحو والصرف والبيان وأصول الفقه والقراءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ٤٥ وتتعدد مناهج التفسير كمًّا بين مختصر ومبسوط، ومناهج، فكل تفسير يغلب عليه حكم أو اتجاه؛ مثل «الغريب» لدى الزجاج والواحدي، والقصص لدى الثعلبي، والبيان عند الزمخشري، والكلام وباقي العلوم العقلية عند فخر الدين الرازي.٤٦ والدافع على علم التفسير كمال فضيلة المصنف وقدرته على إظهار المعاني الخفية، وبيان بعض مقدمات الأقيسة أو شروطها، وتوضيح معاني الألفاظ المجازية أو بالاشتراك.٤٧
وتشمل علوم القرآن علومًا عديدة.٤٨ وقد يعني تعدد العلوم تعدد التأويلات. فلكل كلمة ظاهر وباطن، حد ومصطلح. وقد تكون العلوم الثلاثة: توحيد وتذكير وأحكام، التوحيد هو علم الكلام، والتذكير أقرب إلى التصوف، العود والتصفية، والأحكام أقرب إلى الفقه والتكاليف والمنافع والمضارِّ.٤٩ وهي متضمنة في الفاتحة. وقد تكون العلوم الثلاثة التوحيد والنبوة والتكليف أي العقيدة والشريعة. وقد تكون العلوم أربعة: أمر ونهي وخبر واستخبار. وقد تكون ستة بإضافة الوعد والوعيد. وكلها منطق الألفاظ. وقد تتعدد العلوم إلى أربعين أي كل موضوعات القرآن، وصياغاتها اللغوية، وأشكالها الأدبية. وقد تكون العلوم الأربعة: الإعراب وهو في الخبر، والنظم وهو في القصد، والتصريف في الكلمة، والاعتبار ويتضمن الاستنباط والاستدلال.
وطبقًا لأسماء الأعلام الواردة في «البرهان» يأتي الزمخشري أولًا؛ مما يدل على أولوية علم التفسير، ثم سيبويه وابن جني؛ مما يدل على أهمية علم اللغة بعد علم التفسير، ثم يأتي مؤسسو علوم القرآن مثل: أبو علي الفارسي وأبو جعفر النحاس، والواحدي، ومن المُحدِّثين أحمد بن حنبل ثم البخاري ثم الترمذي، ومن الفقهاء أبو حنيفة ثم ابن العربي ثم ابن عبد البر ثم الطرطوشي، ومن المتكلمين الجويني ثم الآمدي، ومن الصحابة ابن عباس ثم ابن مالك ثم ابن مسعود، ومن الصوفية الأخلاقيين أبو الحسن البصري ثم القشيري، ومن الشعراء المتنبي ثم أبو تمام، ومن الخلفاء عثمان ثم عمر ثم أبو بكر، ومن الأنبياء محمد ثم موسى ثم عيسى ثم إبراهيم ثم يوسف ثم آدم.٥٠
ومن الفرق يتقدم الصحابة؛ مما يدل على ارتباط علوم القرآن بالمرويات، ثم الكوفيون ثم البصريون أهم مدرستَين في تكوين علوم اللغة، ثم اليهود والنصارى مقارنة بأصحاب الكتب المقدسة السابقين، ثم الأنصار.٥١ ومن الفرق الإسلامية المعتزلة أولًا أصحاب المدرسة العقلية المتميزة في العلوم الإسلامية ثم الإسماعيلية والصوفية. ومن القبائل تتقدم قريش ثم بنو تميم ثم ثقيف ثم هوازن ثم ربيعة ثم قيس ثم هذيل.٥٢ ومن الأمم بنو إسرائيل أصحاب التدوين السابق.٥٣
ويعتمد «البرهان» على عديد من الكتب السابقة. يتقدمها «الكشاف» للزمخشري ثم باقي كتب الزمخشري الأخرى مثل «الكشاف القديم» و«المفصل» ثم تفسير الرازي ثم تفسير البغوي ثم الطبري. ومن كتب اللغة يتقدم الكتاب لسيبويه ثم «فقه اللغة» لابن فارس ثم «المحتسب» لابن جني و«منهاج البلغاء» لحازم القرطاجني، ثم الكامل للمبرد و«القد» لابن جني. ومن كتب الحديث يتقدم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم مسند ابن حنبل ثم سنن أبي داود. ومن كتب علوم القرآن يتقدم إعجاز القرآن للباقلاني ثم فضائل القرآن لأبي عبيد ثم الانتصار للباقلاني. ومن كتب الكلام يظهر شُعب الإيمان للبيهقي. ومن كتب الفقه الرسالة للشافعي والعمدة للطرطوشي. ومن كتب تصنيف العلوم مفتاح العلوم للسكاكي.٥٤
ومن الأشعار في «البرهان» تزيد الشواهد الشعرية على المائة. والإعجاز حوالي عشرة.٥٥ ومن الشعراء يتقدم المتنبي وامرؤ القيس، ثم جرير وذو الرمة وطرفة، ثم أمية ابن أبي الصلت والفرزدق والمجنون ثم الكميت.٥٦
ويستشهد بالأشعرية والأشعري على القول بامتناع كون القرآن سجعًا٥٧ كما يستشهد بالأشعري بقوله إن القرآن مشتق من قرنت الشيء بالشيء لضم السور والآيات والحروف كما يقال قران للجمع بين الحج والعمرة.٥٨ ونفى الأشعري أن يكون في القرآن شيء أفضل من شيء.٥٩ والأشعري من القراء وجماعة أهل المعاني، أن معنى اسْتَوَى أقبل على خلق العرش وعمد إلى خلقه دون تعطيل وتشبيه.٦٠ وكذلك وجود الله في السموات والأرض أي العلم. في حين أن الأشعري يجعل اليد صفة وليست مجرد القدرة في آية لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ.٦١ وفي الإعجاز أقل ما يُعجز عند الأشعري السورة قصيرةً أم طويلة.٦٢ وكل سورة عُلم أنها معجزة يعجز البشر عنها. ويعلم الإعجاز ضرورة. وعند الأشعري كل لام نسبها الله لنفسه فهي للعاقبة والصيرورة دون التعليل لاستحالة الغرض.٦٣
ويستشهد بقول الحسن البصري بأن علم القرآن ذكر لا يعلمه إلا الذكور من الرجال.٦٤ ويستشهد بقوله في أسباب النزول إن الإباحة فيما سلف وليس فيما هو آتٍ.٦٥ وأن القرآن من أمر الله إذا شاء رفعه. ويستشهد بالحسن بأن ما في القرآن يَا أَيُّهَا النَّاسُ مكي، ويَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا في المدينة.٦٦ وعَدَّ حروف القرآن بالشعير فأجمع مع رفاق أن كلماته ٧٧٤٣٩ كلمة وعدد حروفه ٣٠٠٢٣٠٠٠.٦٧ ويستشهد به في تفسير آية الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ أي ميقاتهم،٦٨إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ أي عصمهم. ويستشهد به في القراءات العشر.٦٩ وفي قراءته آية لِيُرِيَهُ، يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ. ويستشهد به في القراءات.٧٠ ويعتمد على الحسن للتوفيق بين آيتين.٧١ وأيضًا رده على تفسير أبي العالية الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ في الاختلاف في وجوه الإعجاز.٧٢ وهو من التابعين الذين يؤخذ عنهم التفسير.٧٣ وفي تفسير حديث الآية والظهر والبطن والحد والمطلع البحث عن الظاهر يؤدي إلى الباطن.٧٤ ويعتمد عليه في إطلاق اسم الحالِّ على المحل أي الرؤية في العين.٧٥ ويستشهد به في قوله «لولا أني مأذون لي في ذكر اسمه لربأت به عن مسلك الطعام والشراب.» وهو الفم.٧٦ وفي الصفات يعتمد على الماتريدي في أن الصفة تأتي لازمة لا للتقييد جمعًا بين إثبات الصفات عند الأشاعرة ونفيها عند المعتزلة بين التشبيه والتنزيه.٧٧ ويذكر قول النظَّام في وجه الإعجاز وهي نظرية أن الله صرف العرب عن معارضته وسلب عقولهم وكان مقدورًا لهم ولكن عاقهم أمرٌ خارجي فصار كسائر المعجزات.٧٨
ومن الفرق تتقدم الأشعرية وقولهم بامتناع كون القرآن سجعًا نقلًا عن الباقلاني. وينقل حديث الرسول فيهم «هم مني وأنا منهم».٧٩ وعن الأشاعرة تجسد العالم بخطاب «يكن». وعن الحنفية التكوين أزليٌّ قائم بذات الباري، وهو تكوين لكل أجزاء العالم عند وجوده لأنه لا يوجد عنده كاف ونون. وجمع السرخسي بين الرأيَين.٨٠ ويذكر المعتزلة في نفى الشفاعة.٨١ وكل سورة برأسها عن المعتزلة معجزة.٨٢ وينفي المعتزلة الرؤية في الدنيا والآخرة بناءً على أداة النفي «لن» التي تفيد المستقبل في آية لَنْ تَرَانِي.٨٣ كما يفضلون الملائكة على البشر.٨٤
ومن التصوف يذكر تفسير الجنيد لآية وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أن الله لا يتعجب من شيء ولكن يوافق رسوله.٨٥ ويستشهد بأبي عبد الرحمن السلمي بأن قراءة القرآن عن كتبة الوحي كانت توقيفيةً واحدة.٨٦ وكذلك يستشهد بقول المحاسبي في كتاب فهم السنن أن كتابة القرآن ليست محدثة أي أنها كانت توقيفيةً.٨٧ على عكس قول المعتزلة في خلق القرآن. ويستشهد بذي النون المصري وقوله: «أبى الله عز وجل إلا أن يحرم قلوب البطالين مكنون حكمة القرآن.» ويستشهد بأبي الحسن الشاذلي في الجمع بين آيتَي اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.٨٨ ويرفض تأويله الصوفي للنسخ بالولاية في آية نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا.٨٩ ويستشهد بقول ذي النون: «أبى الله عز وجل إلا أن يحرم قلوب البطالين مكنون حكمة القرآن.»٩٠ الاستشهاد بقول سفيان الثوري: «لا يجتمع فهم القرآن والاشتغال بالحطام في قلبٍ أبدًا.»٩١ ويُحال إليه في خواص القرآن في قضاء الحاجات. فقد كان سفيان الثوري يكتب للمطلقة رقعة تُعلَّق على صدرها إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ.٩٢ وفي تفسير آيات الاستواء بعضها بعض عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ.٩٣ ويذكر الثوري مجرد راوٍ.٩٤ ويستشهد بالغزالي في اعتباره الحروف التي في أوائل السور جعلها الله لحفظ القرآن من الزيادة والنقصان.٩٥ ويروى أن رجلًا في أصبهان أصابه عسر البول فكتب في رقية وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً. (دكًّا دكًّا) وألقى عليه الماء وشربه فيسر عليه البول، وألقى الحصى. وبنى الغزالي كتابه «جوهر القرآن» على أن كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره. وشرح الغزالي حديث إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن «يس» التي تحتوي على الحشر والنشر. واستحسنه فخر الدين الرازي.٩٦ ولدى الغزالي القراءة في المصحف أفضل من حفظه ظهرًا عن قلب دون أن يتدبر في المعنى.٩٧ وذكر الغزالي أن آيات الأحكام خمسمائة آية.٩٨ ويشرح قول الغزالي معنى الاختلاف في آية وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا بأن المقصود ليس الاختلاف في ذات القرآن بل في فهمه.٩٩ ويلجم العوام عن علم الكلام.١٠٠ ويفسر الغزالي آية أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ الصلاة بمعنى الرحمة.١٠١
وفي موضوع على كم لغة نزل القرآن والقراءات السبع يروى عن الصوفية أن القرآن يشتمل على سبعة أنواع من العبادات والمعاملات وهي الزهد والقناعة مع اليقين، والحزم والخدمة مع الحياء، والكرم والفتوة مع الفقر، والمجاهدة والمراقبة مع الخوف، والرجاء والنصح والاستغفار مع الرضا، والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة، والشوق مع المشاهدة. فقراءات الصوفية مقاماتهم وأحوالهم.١٠٢
ويظهر التوحيدي لغويًّا يعتبر كسر الطاء مرذولًا في السور الطوال.١٠٣ ويستشهد به في الفهم المحسوس لآية قَائِمًا بِالْقِسْطِ أنه القيام بالحال.١٠٤ ويستشهد به راويًا عن إعجاز القرآن في استحالة معرفة وجه الإعجاز إلا بالأثر النفسي. ويستشهد به في شرح لفظ «حلوبة».١٠٥ وأكثر الاعتماد على «البصائر».١٠٦
وفخر الدين الرازي أحد الأئمة المفسرين.١٠٧ له تفسيره. وله كتاب في معرفة المناسبات بين الآيات. فقد صرح في تفسيره بأن أكثر لطائف القرآن مودوعة في الترتيب والروابط. كما صنَّف في علم المتشابه «درة التأويل». ويذكر قوله بتفاوت الناس في أولوية الشفاعة والعدل. البعض يجعل الأولوية للشفاعة على العدل، والبعض الآخر للعدل على الشفاعة. وقال إنه لا يجوز رد كلام لعدم فهم الخلق له.١٠٨ وقوله هو قول أكثر المتكلمين في شرح الحروف في أوائل السور، التمييز بينها وبين السور. وعند الرازي «يا أيها الناس» مكي، و«يا أيها الذين آمنوا» مدني.١٠٩ واستحسن الرازي قول الغزالي مفسرًا حديث «إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس.» لأنها السورة الجامعة لصحة الإيمان بالحشر والنشر.١١٠ ويرى الرازي أن المِثْل هو المساوي للشيء والمَثَل هو المساوي له في بعض الصفات الخارجية.١١١ ويرى أن إعجاز القرآن الفصاحة والأسلوب والسلامة من العيوب. وكل ذلك مقرونًا بالتحدي.١١٢ ويستشهد باستشهاد الرازي بالشعر على العموم والخصوص.١١٣ وجعل الرازي البيت جميع الحرم وليس الكعبة في تفسير آية وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا.١١٤ وهو الإمام صاحب «نهاية الإيجاز» راويًا عن الشيخ عبد القاهر ما يتعلق بنفي العموم.١١٥ ويفسر الرازي (بدين) بيع الكالئ بالكالئ وهو موضوعٌ فقهيٌّ خالص.١١٦ ويميز الرازي بين نوعَين من التقوى في آية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ.١١٧ ولا يوجد زائد أو مهمل في القرآن.١١٨ وأنكر الرازي احتياج كلام الله إلى تقدير.١١٩ ويفسر الرازي وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا أنه كامل في ذاته.١٢٠ وعند الرازي الاستعارة ليست بمجاز لعدم النقل بل تشبيهٌ محذوف الأداة لفظًا وتقديرًا.١٢١ وفصاحة القرآن ليست رعاية التكلفات، بل لأجل قوة المعاني وجزالة الألفاظ.١٢٢ والرازي في مناقب الشافعي حكى أن معنى الآية العبرة في كُنْ فَيَكُونُ أفضل من «كان».١٢٣يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ في المضارع لأنه أُوِّل على التجدد. والمفرد المحلى بالألف واللام لا يعم.١٢٤ ويترتب على التعلم حصول العلم.١٢٥ وفسر الآية وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا. على الامتناع١٢٦
ومن المذاهب الفقهية يتقدم الشافعية والمالكية موضوع القراءة الشاذة. فاشترط شيخ الشافعية أن يكون المقروء به على تواتر نقله مثل القراءات السبع.١٢٧ وصورة ابن حزم أنه الفقيه وليس المتكلم. ويُحال إلى «المحلى».١٢٨ ويستشهد به كلغويٍّ مُفسِّر للقرآن في ضمير الآية أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ.١٢٩
ومن أسماء الأمم والقبائل والفرق يتقدم الصحابة؛ مما يدل على اعتماد علوم القرآن على النقل، ثم الكوفيون والبصريون أهم مدرستَين فكريتَين بين المنقول والمعقول، ثم يأتي «اليهود» باعتبارهم أصحاب تجربةٍ سابقة مع الوحي، ثم تأتي قريش بداية تكوين المجتمع الإسلامي، ثم النصارى؛ المصدر الثاني، ثم من القبائل تظهر بنو تميم، ومن الفرق: الإسماعيلية، والشافعية، والصوفية، والمالكية.١٣٠
ومن أسماء الأماكن تتقدم مكة ثم المدينة مدينتا نزول الوحي، ثم بدر أول موقعة، ثم البصرة والشام، ثم الكوفة، ثم العراق وبيت المقدس وبغداد ودمشق بانتقال الحكم من الجنوب إلى الشمال، ثم انتقال العلم إلى الشرق مرة وأصفهان.١٣١
ومن الوافد لا يكاد يذكر إلا أرسطوطاليس مرةً واحدة في كتاب الخطابة في كون الصفة خاصةً بالموصوف، وبالتالي امتناع خرق الموصوف. وهو ما نصَّ عليه سيبويه في باب ترجمة «هذا باب مجاري أواخر الكلمة العربية» وكذلك نصَّ عليه أرسطوطاليس في كتاب الخطابة.١٣٢ فالموروث أولًا ثم الوافد ثانيًا. الوافد تأكيد للموروث وليس دليلًا بذاته.
ويقدم «البرهان في علوم القرآن» للزركشي سبعة وأربعين نوعًا يمكن ضمُّها في عدد أقل؛ عشرة فقط.١٣٣
ويمكن تجميعها في عددٍ أقل، تسعة أنواع مقسَّمة إلى ثلاثة. ١٣٤ ومن حيث الكم أكبر الموضوعات في «أساليب القرآن وفنونه البليغة» ثم «المفردات من الأدوات» ثم «تفسيره وتأويله» ثم «أقسام معنى الكلام» ثم «مرسوم الخط» ثم «الفواصل ورءوس الآي» ثم الحقيقة والمجاز والتشابه وأدب التلاوة، وتحليل الخطاب، والإعجاز، والوقف والابتداء، وتقسيمه سُوَرًا أو آيات … إلخ. الأهم هو اللغة كحامل للوحي وأداة لتعبيره.١٣٥ ونظرًا لأن أهم عملَين في علوم القرآن جاءا متأخرَين «البرهان» للزركشي (٧٩٤ﻫ)، و«الإتقان» للسيوطي (٩١١ﻫ) جاءت المقدمتان مملوءتَين بالسجع.١٣٦

(ﻫ) «الإتقان» للسيوطي (٩١١ﻫ)

يضم مادةً تجميعية، يعتمد فيها اللاحق على السابق ولها الأولوية على باقي العلوم مثل التفسير، وعلوم اللغة والبلاغة، وعلم الحديث، والفقه وأصوله، والعقائد، والتاريخ والنصوص، وتصنيف العلوم.١٣٧ وتتعدد المؤلفات في «أحكام القرآن» وأخلاق حملة القرآن وأسرار التنزيل وأدلة الأحكام والتشابه وتناسب السور، والقراءة.١٣٨ وتأتي علوم الحديث في المرتبة الثانية.١٣٩
ويدل تكرار المصادر المحال إليها على أولوية علم التفسير كمادة لعلوم القرآن، النظم لابن حجر، نظم الدرر في نفائس الآي والسور للبقاعي، النفيس لابن الجوزي … إلخ.١٤٠
والعلم الثاني هو علم التفسير؛ لذلك يتصدر «الزمخشري» في الإحالات. فالقرآن للإفهام، وعلم التفسير سابق على علوم القرآن، فالعقل هو الحامل الثاني للوحي لأنه مُوجَّه إليه. و«الإتقان» للسيوطي هو مقدمة لكتابه عن التفسير «مجمع البحرين ومطلع البدرين» يجمع فيه بين تحرير الرواية وتقرير الدراية.١٤١ ثم تأتي علوم اللغة والبلاغة.١٤٢ ثم تأتي الفتاوى في علوم الفقه وعلم أصول الفقه.١٤٣ ثم تأتي كتب العقائد مثل الإيمان.١٤٤ ثم تأتي علوم التاريخ.١٤٥ ثم تأتي علوم التصوف.١٤٦ ثم تأتي كتب تصنيف العلوم.١٤٧
وبالرغم من أن «الإتقان» من الأعمال المتأخرة إلا أنه يعتمد على المؤلفات السابقة؛ مما يوحي بوعيٍ تاريخي بتطور العلم، وأن اللاحق يعتمد على السابق.١٤٨ بل إنه في كل نوع من الأنواع الثمانين يبدأ بذكر الأدبيات السابقة في الموضوع.
وتصنف الكتب السابقة في مجموعات من العلوم هي حوامل الوحي١٤٩ ومنها الكتب النقلية وتعني كتب المصاحف؛ مما يدل على الوعي بأن علوم القرآن من العلوم النقلية. وتؤخذ اقتباسات من الأعمال السابقة تدل عليها علامة «انتهى». ويعتمد على آراء المتكلمين نادرًا سلبًا أم إيجابًا. فيرفض رأيهم في قراءة النص القرآني عن طريق الاجتهاد إن وافق العربية وإن لم ينقل عن النبي؛ فعلوم القرآن نقلية خالصة لا دخل للعقل فيها.١٥٠ كما لا يعتمد على نقل بعض الفقهاء، لأنهم أيضًا يعتمدون على الاجتهاد مثل المتكلمين. فقد أنكر المالكية وغيرهم بناءً على هذا الأصل البسملة لأنها لم تتواتر في أوائل السور. وما لم يتواتر فليس بقرآن اعتزازًا بالتواتر. وربما التواتر عند قوم ليس تواترًا عند آخرين. يكفي في التواتر النقل الكتابي في مصاحف الصحابة والتابعين بخط المصحف دون أسماء السور ولفظ التوكيد «آمين». وهناك عشراتٌ أخرى من الأدلة تُثبت أن البسملة جزء من السور يعرف بها الرسول نهاية سورة وبداية أخرى.١٥١ وهي إكمال للسبع المثاني.
ولدى المؤلف إحساسٌ قوي بحسِّ التأليف القوى البنية المنطقي الترتيب الفريد بين المؤلفات، جمعها بين المنقول والمعقول، والقديم والجديد.١٥٢ والعيب عيب الزمان الحسد واللوم وحب الرياسة، والاستكبار والتزوير والعمى والصمم عن الحق والجهل.١٥٣
والبنية لها قواعدُ ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية أو أكثر، وكل قسمة لها دلالاتها؛ الثنائية جدلٌ مانوي. والثلاثية جدلٌ هيجلي، والرباعية تضعيف للثنائية، والخماسية بنيةٌ مستقلة أقيمت عليها أسفار موسى والأصابع، والسداسية تضعيف للثنائية والثلاثية، والسباعية بنيةٌ مستقلة أُقيمت عليها السموات والأرض والأيام، والثمانية تضعيف للثنائية، والتساعية تضعيف للثلاثية، والعشرية تضعيف للخماسية وعليها أقيمت المقولات العشر.١٥٤ فهل يمكن إقامة علوم القرآن عليها؟ فالمكان أسباب النزول، والزمان الناسخ والمنسوخ، والإضافة لغة العرب وغريبها، وأن يفعل فضله، وأن ينفعل تفسيره، والحركة النقل الشفاهي، والسكون التدوين، والكيف فهمه، والكم عدد سوره وآياته.
وعلوم القرآن في حاجة إلى إعادة تأسيس البنية وضم هذه التفصيلات المتكررة الدلالة في أساسٍ واحد. في «الإتقان» ثمانون نوعًا يمكن إعادة تصنيفها في أنواعٍ أقل إذا ما أخذت الدلالة في الاعتبار مثل المكان والزمان الكوني أو الذاتي١٥٥ وقد يكون السماء خياليًّا ليلة الإسراء والمعراج لأن القرآن لا ينزل إلا في سبب، وإجابة على سؤال. والموقف يشكل كل ما يتعلق بأسباب النزول وأوله وآخره، وما نزل على لسان الصحابة، وأسماء السور وجمعها وعدد الآيات والكلمات والحروف، والنقل الشفاهي، والقراءات، واللغة وهي أكبرها. وتدخل فيها المباحث اللغوية في علم أصول الفقه والآتية هي أيضًا من اللغة. ويدخل أنواع الخطاب، أساليب البيان وعلوم البلاغة من بيان وبديع وذروتها الإعجاز. والتدوين والتفسير والعلوم الداخلة فيه وفضائلها.
وهناك إحساسٌ عام عند القدماء بأنه يمكن إجمال علوم القرآن وإدغامها في مجموعاتٍ أقل أو أكثر.١٥٦ وفي كلٍّ منها مصنفات حتى ولو بلغت الثلاثمائة؛ لذلك سمي السيوطي كتابه «الإتقان»، أدمج الثلاثمائة موضوع في ثمانية، كما أمكن من دمج الثمانين في عشرة تقريبًا. وقد أمكن تخفيض هذه الأبواب الثمانين في خمسين، والخمسين في ستة أنواع: النزول، والسند، والأداء، والألفاظ، والأحكام، والمعاني، وهنا أنواع لا تدخل تحت حصر مثل: الأسماء والكنى والألقاب والمبهمات.١٥٧ وفي «التحبير في علوم التفسير» جعل السيوطي الأنواع مائة وأربعين يمكن إجمالها أيضًا في عشرة. ١٥٨
ولا يوجد القصص كشكلٍ أدبي. بالرغم من قسمة الكتب إلى أبواب أو فصول أو أنواع إلا أنه يتم الربط بين الموضوعات داخل كل قسم بألفاظ تنبيه مثل «تنبيه»، «فائدة».١٥٩
١  من النقل إلى الإبداع مج١، ج١، التدوين، ص٧–١٤؛ من النص إلى الواقع ج١، تكوين النص، ص٩–١٧؛ من الفناء إلى البقاء ج١، الوعي الموضوعي، ص٧–١٣.
٢  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص.
٣  انظر كتابنا: محمد إقبال، فيلسوف الذاتية، دار الأمير، بيروت، ٢٠٠٨م.
٤  انظر دراستنا السابقة، كبوة الإصلاح، دراساتٌ فلسفية، الأنجلو المصرية، القاهرة، ١٩٨٨م، ص١٧٧–١٩٠.
٥  انظر محاولاتنا السابقة في علوم التفسير Thematic Interpretation وعلوم الحديث «من نقد السند إلى نقد المتن» وعلوم السيرة «الشخص أم المبدأ»، الدين والثورة في مصر ١٩٥٢–١٩٨١م، ج٧، اليمين واليسار في الفكر الديني، مدبولي، القاهرة، ١٩٨٨م، ص١٦٣–١٦٧.
٦  من النقل إلى الإبداع، ج١ النقل، ج١ التدوين، ص٤٥–٥٤.
٧  Méthodes d'Exégèse essci sur les Fondement de la Compréhension, Ilm Usul al. Fiqh Les le caire, Paris, 1965.
٨  وبالتالي ينتهي «من النقل إلى العقل» في غضون خمس سنوات (٢٠٠٨–٢٠١٢م) ثم تبدأ الجبهة الثالثة «الموقف من الواقع» أو نظرية التفسير في (٢٠١٢–٢٠١٥م) وأكون قد وصلت إلى سن الثمانين. أعود بعدها إلى الجبهة الثانية «موقفنا من التراث الغربي» وأضع في قلادة «مقدمة في علم الاستغراب» أحجارًا كريمةً عشرة بدأتها بثلاثة: هوسرل في «تأويل الظاهريات وظاهريات التأويل»، وهي الرسالة الثانية التي كتبت منذ أكثر من أربعين عامًا: De l'Exégèse de la Phénomeuologie à la Phènomenologie du l'Exégèse. وفشته في «فشته فيلسوف المقاومة»، و«برجسون فيلسوف الحياة»، وبعدها ماكس شيلر والظاهريات الاجتماعية، نيتشه والعدمية المطلقة، ومونييه والشخصانية، وهيجل الفيلسوف المطلق واليسار الهيجلي: باور وشترنر وفيورباخ، وشتراوس، وماركس الشاب، وكيركجارد فيلسوف الوجود، وشلنج فيلسوف الوحدة المطلقة، ويتم ذلك في خمسة أعوامٍ أخرى إن أنسأ الله في العمر كما يقول ابن سينا، وأكون بذلك قد بلغت الخامسة والثمانين (ولكلِّ أجلٍ كتاب) أبدأ كتابة سيرتي الذاتية بالرغم من خطورتها على مشروع «التراث والتجديد» بجبهاته الثلاث؛ إذ سيترك الناس المشروع ويأخذون السيرة، ويقضون على موضوعية الفكر لصالح ذاتية التجربة.
٩  الحافظ جلال الدين السيوطي (٩١١ﻫ): طبقات الحفاظ، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة وهبة، ط٢، ١٤١٥ﻫ/١٩٩٤م.
١٠  السابق، ص١.
١١  ذلك واضح في النوع السادس والثلاثين «في معرفة غريبه» ٧٣٤ لفظًا غريبًا بالإضافة إلى ٨٩ شاهدًا شعريًّا (الإتقان، ج٢، ٣–٨٨)، والألفاظ التي في القرآن بلغة غير الحجاز ١٧٦ لفظًا (السابق ٨٩–١٠٤)، وبغير لغة العرب ١٢٠ (السابق، ص١٠٥–١٢٠). في الإتقان للسيوطي قرابة ثمانية آلاف آية، ومثلها من الأحاديث وما يزيد على المائة من الشواهد الشعرية.
١٢  ويذكر السيوطي في مقدمته عدة كتب أخرى مثل:
  • (١)

    ابن الجوزي: فنون الأفنان في علوم القرآن.

  • (٢)

    علم الدين السخاوي: مجال القرآن.

  • (٣)

    أبو شامة: المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز.

  • (٤)

    شيذلة: البرهان في مشكلات القرآن، الإتقان، ج١، ١٨.

١٣  حسن حنفي: علوم التأويل بين الخاصة والعامة. قراءة في بعض أعمال نصر حامد أبو زيد، حوار الأجيال، دار قباء، القاهرة، ١٩٩٨م، ص٤٣٣–٥١٢.
١٤  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، الفصل الأول، الوعي التاريخي، ص٩٩–٢٤٣.
١٥  ظاهريات التأويل، محاولة تفسير وجودي للكتاب المقدس، مكتبة النافذة، القاهرة، ٢٠٠٥م.
١٦  الإتقان، ص٢٣.
١٧  شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة المقدسي: المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، حققه طيار آلتي فولاج، دار صادر، بيروت، ١٣٩٥ﻫ/١٩٧٥م.
١٨  «فهذا تصنيفٌ جليل يحتاج إليه أهل القرآن خصوصًا من يُعنى بعلم القراءات السبع ولا يعرف معنى هذه التسمية ولا ماذا نحاه الرسول … ولا يدري ما كان الأمر عليه في قراءة القرآن وكتابته في حياة النبي إلى أن جُمع بعده في خلافة أبي بكر ثم جُمع في خلافة عثمان … ولا يهتدي إلى ما فعله كل واحد منهما، وما الفرق بين جمعَيهما، وما الضابط الفارق بين القراءات الشواذ وغيرها» (السابق، ص٦).
١٩  السابق، ص٦-٧.
٢٠  السابق، ص٩-١٠، ٢٣.
٢١  السابق، ص١١٤.
٢٢  الأحاديث (٦٤). الأعلام: عثمان بن عفان (٥٦)، زيد بن ثابت (٣٣)، ابن عباس، ابن مسعود (٣١)، أبو بكر، عمر (٣٠)، أبي ابن كعب، ابن سلام (٢٦).
٢٣  الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي: المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان، مكتبة المتنبي، القاهرة، (د.ت).
٢٤  «وقد أودع الله سبحانه ألفاظ هذا الكتاب العزيز من ضروب الفصاحة، وأجناس البلاغة، وأنواع الجزالة، وفنون البيان، وغوامض اللسان، وحسن الترتيب والتركيب، وعجيب السرد، وغريب الأسلوب وممدوحه المساغ، وحسن البلاغ، وبهجة الرونق، وطلاوة المنطق؛ ما أذهل عقول العقلاء، وأخرس ألسنة الفضلاء، وألقى بلاغة البلغاء من العذب، وطاشت به حلومهم، وتلاشت دونه علومهم، وكلَّت ألسنتهم الذربة، وأقصرت خطبهم المسهبة، وقصائدهم المغربة، وأراجيزهم المعربة، وأسجاعهم المطربة …» (السابق، ص٨).
٢٥  البديع (٩٠)، المعنى (١٣٨)، اللفظ (٤٠).
٢٦  البديع (٥٤)، المعنى (٨٤)، اللفظ (٢٤).
٢٧  تنقسم الفصاحة والبلاغة إلى: حدها واشتقاقها والفرق بينهما، والحقيقة والمجاز وأقسام كلٍّ منهما، إطلاق اسم السبب على المسبب، والمسبب على السبب، واسم الفعل على الفاعل، والبعض على الكل والكل على البعض، والفعل على مُقارِبه، والشيء على ما كان عليه ويئول إليه، والمتوهَّم على المتحقق، والظن على الاعتقاد، كما يضم التضمين واللزوم والتجوُّز في الأسماء والأفعال والحروف والاستعارة والتشبيه والتمثيل والإيحاء والاختصار والتقديم والتأخير.
٢٨  وتنقسم المعاني إلى: التناسب أو التشابه، التكميل، التقسيم، المؤاخاة، الاعتراض والحشو، التفات، العمل على المعنى، الزيادة في البناء، الإطالة والإسهاب، التكرار، القسم، الاقتباس، التذييل، المغالطة، الإشارة، الكناية، التعريض، الاستطراد، التورية، الاحتجاج النظري، حسن المطالع والمبادئ، حسن المقطع، براعة الاستهلال، التخلص والانتقال من فن إلى فن، الاقتضاب، التطبيق، المقابلة، الاحتراس، الاختصاص، الاختراع، الهدم، الاستفهام، المزلزل، التعجب، السلب والإيجاب، الهزل الذي يراد به الجد، التلميح، النسخ والسلخ والمسخ، التعديد، الموجَّه، المحتمل الضدَّين، التجريد، الرجوع والاستدراك، السؤال والجواب، التوهم، التشعيب، الاستثناء، الغرابة والظرافة والسهولة، ما يوهم فسادًا وليس بفساد، النادر والبارد، المساواة والتقصير، التصريح بعد الإبهام، التعقيب المصدري، النفي والإثبات، الضمائر وما ينطق بها، الفصل والوصل، عطف الجمل بالواو والفاء وثم، الوصف، تنسيق الصفات بغير حق نسق، حسن النسق، المدح والذم، الحمد والشكر، المدح بما يشبه الذم، المبالغة، الرثاء والتعزية، الشكاية، الحكاية، الاقتضاء، التذكير، الوعد والوعيد، العتاب والإنذار، الأعتاب، الاعتذار، تأكيد الضمير المتصل بالمنفصل الخطاب بالجملة الفعلية والجملة الاسمية، لام التأكيد، الاقتضاء والإفراط والتفريط، الغزل، التشبيب، الاستدراج، خذلان المخاطب، التعليق والإدماج، الاستخدام، التصغير.
٢٩  مثل: التهذيب، الانسجام، الاشتقاق، الجزالة والرذالة، السهل الممتنع، الرشاقة والجهامة، الفك والسبك، الحل والعقد، الازدواج. تضمين المزدوج، التسجيع، الترصيع، التسميط، التجزيء، التوشيح، براعة المطلب وحسن التوسل، المخالفة، لزوم ما لا يلزم، التخويف، التطريز، ما يُقرأ من الجهتين، رد العجز على الصدر، التسهيل، الاتفاق والاطراد، إعجاز القرآن.
٣٠  الأشعار (٤٠٠)، الأحاديث (٥١).
٣١  الفوائد المشوقة، ص٦٠، ١١٣، ٢٥٩.
٣٢  السابق، ص١٠٣-١٠٤.
٣٣  المتنبي (٢٥)، امرؤ القيس، أبو تمام (١٧)، البحتري (١١)، النابغة (٩)، زهير (٨)، أبو نواس (٥)، كثير عزة، أبو فراس، ابن المعتز، الحارث بن حلزة، الحريري (٤)، الفرزدق، الأخطل (٣)، وعشراتٌ آخرون.
٣٤  حضرة صاحب الفضيلة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني: مناهل العرفان في علوم القرآن، طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية. وهو مدرس علوم القرآن وعلوم الحديث بتخصص الدعوة والإرشاد بكلية أصول الدين سابقًا. خرج آياته وأحاديثه ووضع حواشيه أحمد شمس الدين، طبعةٌ جديدةٌ كاملة في مجلدٍ واحد. دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م/١٤٢٤ﻫ.
٣٥  السابق، ص٣–١٣.
٣٦  السابق، ص٢٦، ١٦٠، ١٧٥، ٢١٨.
٣٧  السابق، ص٣، ١٣.
٣٨  السابق، ص٤٥.
٣٩  السابق، ص٣٤.
٤٠  السابق، ص٢٧-٢٨.
٤١  من العقيدة إلى الثورة ج١، المقدمات النظرية، ص١٢١–١٢٦.
٤٢  من الفناء إلى البقاء ج١، الوعي الموضوعي.
٤٣  هو قولٌ مقتبَس من رسالة عمر إلى الليث بن سعد، من النص إلى الواقع ج١، تكوين النص، ص٢٣-٢٤.
٤٤  البرهان ج١، ١٣–١٦.
٤٥  السابق، ص١٣.
٤٦  السابق، ج١، ص١٣.
٤٧  السابق، ج١، ص١٤.
٤٨  السابق، ج١، ١٦. خمسون أو سبعة آلاف أو سبعون ألف علم على عدد أحكام القرآن وضروبه في أربعة (السابق، ص١٧).
٤٩  السابق، ص١٧–٢١.
٥٠  من المفسرين: الزمخشري (١٢١)، أبو حيان النحوي (١٩)، الجرجاني (١٣)، السجستاني (١١). ومن اللغويين: سيبويه (٩٤)، ابن جني (٥٨)، الفراء (٤١)، المبرد (٣٥)، الزجاج (٢٨)، الكسائي (٢٧)، السكاكي، أبو البقاء (٢٤)، البطليوسي (١٠)، السيرافي (٧). ومن علماء القرآن: أبو علي الفارسي (٦٧)، أبو جعفر النحاس (٤٧)، الواحدي (٣١)، ومن المحدِّثين: أحمد بن حنبل (٢)، البخاري (١٩)، الترمذي (١٠)، النووي (٧). ومن الفقهاء: أبو حنيفة (١٥)، ابن العربي (١٣)، ثم الماوردي (١٢)، ابن عبد البر (١١)، الطرطوشي (٦)، ومن المتكلمين: الجويني (١٢)، الآمدي (٤)، ومن الصحابة: ابن عباس (٨٢)، ابن مالك (٥٧)، ابن مسعود (٥٦)، أُبي ابن كعب (٢٩)، مجاهد (١٨)، زيد بن ثابت (١٤)، مقاتل بن سليمان (١٠)، ومن الشعراء: المتنبي (٥)، أبو تمام (٤)، ومن الصوفية: أبو الحسن البصري (١٧)، القشيري (٥). ومن الأنبياء: محمد (١٩٧)، موسى (٥٠)، عيسى (١٤)، إبراهيم (١٩)، يوسف (١١)، وآدم (٧)، ومن الخلفاء: عثمان (٣٢)، عمر (٢٦)، أبو بكر (٢٣).
٥١  من الفرق: الصحابة (٢٩)، الكوفيون (٢٨)، البصريون (٢٤)، اليهود (٢٢)، النصارى (٦)، الأنصار (٤)، الحنفية (۲)، الإسماعيلية، الصوفية (١).
٥٢  من القبائل: قريش (١٧)، بنو تميم (١٠)، ثقيف (٧)، هوازن، ربيعة (٤)، قيس (٣)، هذيل (٢).
٥٣  من الأمم: بنو إسرائيل (٨).
٥٤  كتب التفسير: الكشاف للزمخشري (٢٠٤)، الكشاف القديم للزمخشري (٩)، تفسير الرازي، تفسير البغوي (٦)، المفصل للزمخشري (٦)، تفسير الطبري (٤). كتب اللغة: الكتاب لسيبويه (٥٩)، فقه اللغة لابن فارس (١٣)، منهاج البلغاء لحازم الأندلسي (١٠)، الكامل للمبرد (٧)، المحتسب لابن جني (٥)، الخاطريات لابن جني (٤)، القد لأبي الفتح بن جني (٥). كتب الحديث: صحيح البخاري (٣٢) صحيح مسلم (٢٠)، المستدرك للحاكم (١٢)، المسند لابن حنبل (٧)، سنن أبي داود (٤). كتب أحكام القرآن: إعجاز القرآن للباقلاني (١٣)، فضائل القرآن لأبي عبيد، الانتصار للباقلاني (٨)، إعجاز القرآن للخطابي (٤)، أحكام القرآن لابن العربي (٢)، دلائل الإعجاز للجرجاني (٣). كتب الكلام: شعب الإيمان للطرطوشي (٣). كتب تصنيف العلوم: مفتاح العلوم للسكاكي (٨).
٥٥  عدد الشواهد الشعرية (١٠٩)، الإعجاز (٩).
٥٦  الشعراء: المتنبي، امرؤ القيس (١٠)، الفند الزماني (٦)، جرير، طرفة (٥)، ذو الرمة، أمية ابن أبي الصلت، الفرزدق، المجنون (٤)، الكميت، ابن زبانة، عبد الله بن الزبعرى، النابغة الجعدي، العرندس، القاضي التنوخي، أنيف بن خريط (٢).
٥٧  البرهان ج١، ٥٤.
٥٨  السابق، ص٢٧٨.
٥٩  السابق، ٤٣٨، ٤٤٠.
٦٠  السابق، ج٢، ٨٢، ٨٣.
٦١  السابق، ص٨٥.
٦٢  السابق، ص١٠٨–١١١.
٦٣  السابق، ص٣٤٦.
٦٤  السابق، ج١، ٧.
٦٥  السابق، ص٢٨، ج٤، ٤٥.
٦٦  السابق، ص١٩١.
٦٧  السابق، ص٢٤٩.
٦٨  السابق، ص٢٩٤، ج٣، ٤٣٧.
٦٩  السابق، ص٢٣٥، ج٣، ٣٢٢، ٣٥٣.
٧٠  السابق، ص٣٤٩.
٧١  السابق، ج٢، ٤٥، هما وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ.
٧٢  السابق، ج٢، ١٠٥.
٧٣  السابق، ص١٥٨.
٧٤  السابق، ص١٦٩.
٧٥  السابق، ص٢٨٢.
٧٦  السابق، ج٣، ١٤٥.
٧٧  السابق، ج٢، ٤٣٠. وذلك في تفسير آية وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ.
٧٨  السابق، ج٢، ٩٣-٩٤.
٧٩  السابق، ج١، ٥٤. ج٣، ٣٠٢.
٨٠  السابق، ص٢٥٢.
٨١  السابق، ج١، ١٢٤.
٨٢  السابق، ج٢، ١٠٨.
٨٣  السابق، ص٤٢٠-٤٢١.
٨٤  السابق، ج٣، ٢٦٩.
٨٥  السابق، ج٢، ٨٩.
٨٦  السابق، ج١، ٢٣٧-٢٣٨.
٨٧  السابق، ص٧.
٨٨  السابق، ج٢، ٥٧.
٨٩  السابق، ص١٦٠.
٩٠  السابق، ج١، ٧.
٩١  السابق، ج١، ٦.
٩٢  السابق، ج١، ٤٣٤-٤٣٥.
٩٣  السابق، ج٢، ٧٨.
٩٤  السابق، ص١٦٤.
٩٥  السابق، ج١، ٤٣٤–٤٣٩.
٩٦  السابق، ص٤٤٤.
٩٧  السابق، ص٤٦١.
٩٨  السابق، ج٢، ٣.
٩٩  السابق، ص٤٦–٤٨.
١٠٠  السابق، ص٧٩.
١٠١  السابق، ص٤٧٤.
١٠٢  السابق، ج١، ٢٢٦.
١٠٣  السابق، ج١، ٢٤٤.
١٠٤  السابق، ص٣٠٦.
١٠٥  السابق، ج٢، ١٠٠.
١٠٦  السابق، ج٣، ٣٦٣.
١٠٧  السابق، ج١، ١٣، ٣٥-٣٦، ١١٢، ٢٦.
١٠٨  السابق، ص١٧٣–١٧٥.
١٠٩  السابق، ص١٩١.
١١٠  السابق، ص٤٤٤.
١١١  السابق، ج١، ٤٩١.
١١٢  السابق، ج٢، ٩٨.
١١٣  السابق، ص٢٢٤.
١١٤  السابق، ص٢٦٦.
١١٥  السابق، ص۳۷۸.
١١٦  السابق، ص٣٩٨-٣٩٩.
١١٧  السابق، ج٣، ١٢.
١١٨  السابق، ص٢٢.
١١٩  السابق، ص١١٥.
١٢٠  السابق، ج٣، ٢٧٧.
١٢١  السابق، ص٤٣٤.
١٢٢  السابق، ص٤٥٢.
١٢٣  السابق، ج٤، ٥٦، ٧١.
١٢٤  السابق، ٤٨٩.
١٢٥  السابق، ص١٤١.
١٢٦  السابق، ج٣٦٦.
١٢٧  السابق، ج١، ٣٢٢.
١٢٨  السابق، ج٢، ١٢٨.
١٢٩  السابق، ج٤، ٣٩.
١٣٠  الصحابة (٢٩)، الكوفيون (٢٨)، البصريون (٢٤)، اليهود (٢٢)، قريش (١٧)، النصارى (١١)، بنو تميم (١٠)، بنو إسرائيل (٨)، ثقيف (٧)، المعتزلة (٦)، الأنصار، هوازن، ربيعة (٤)، خزاعة، سعد بن بكر، قيس (٣)، الحنفية، هذيل، مُضر، الأشعرية، عاد، الروم، العجم، فارس، آل فرعون، قوم نوح، أصحاب الأيكة، جشم بن بكر، بنو الحارث، بنو دارم، بنو زريق، كنانة، بنو مالك، بنو المصطفى، بنو المغيرة، المهاجرون، بنو نصر.
١٣١  مكة (٣٨)، المدينة (٣١)، بدر (٩)، البصرة، الشام (٨)، الكوفة (٧)، العراق، الكعبة (٦)، بيت المقدس (٥)، مدين، مصر (٤)، بغداد، الحجاز، دمشق، الصفا، الطائف (٣)، أصبهان، الحديبية، قباء، المروة، نجران (٢) … إلخ.
١٣٢  البرهان ج٣، ١٥٤.
١٣٣  وهي: (١) المكان: أسباب النزول، أول ما نزل، كم لغةً نزل، كيفية إنزاله. (۲) الزمان: المكي والمدني، الناسخ والمنسوخ. (٣) التدوين: المناسبة بين الآيات، الفواصل، أسرار الفواتح، خواتم السور، تقسيمه، أسماؤه، الخط، التواتر، تعضيد السنة للكتاب. (٤) الفهم: المتشابه، المتشابهات في الصفات، الحقيقة والمجاز. (٥) النقل الشفاهي: جمعه وحفظه، الوقف، آداب التلاوة. (٦) اللغة: ما وقع فيه من غير لغة الحجاز، من غير لغة العرب، غريبه، التصريف.(٧) الأحكام: توجيه القرآن. (٨) البلاغة: فصاحة التركيب، أمثاله، جدله، الإعجاز، وجوه المخاطبات، الكنايات والتعريض، معنى أقسامه، أساليبه، أدواته. (٩) الفضائل: خواصه، أفضل شيء. (١٠) استعماله في الخطب والرسائل. (١١) التفسير. البرهان، ص١١–١٣.
١٣٤  (١) الواقع:
(أ) المكان: (أ) المكي والمدني، وما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وترتيب ذلك. (ب) الزمان: ٣٤ ناسخة ومنسوخة. (ﺟ) الموقف: (١) أسباب النزول.
(٢) النص:
(أ) الرواية: (١٣) جمعه وحفظه من الصحابة. (ب) القراءة (١١) على كم لغة نزل. (٢٣) توجيه القراءات ووجه ما ذهب إليه كل قارئ. (٣٤) الوقف والابتداء. (ﺟ) التدوين: (٢) المناسبات بين الآيات. (٣) الفواصل ورءوس الآي، (١٠) أول وآخر ما نزل. (١٢) كيفية إنزاله. (١٤) تقسيمه بحسب سوره وترتيب الآيات والسور وعددها، أسماؤه واشتقاقاتها. (٢٥) مرسوم الخط (٣٩) تواتره. (٤٠) معاضدة السنة للقرآن.
(٣) اللغة:
(أ) الألفاظ والمعاني: (١٦) ما وقع فيه من غير لغة أهل الحجاز وقبائل العرب. (١٧) ما فيه من غير لغة العرب. (١٨) غريبه. (١٩) التصريف. (٢٠) الأحكام من حيث الإفراد والتركيب. (٣٢) أحكامه. (٣٣) جدله. (٣٦) المحكم والمتشابه. (٣٧) كلمة الآيات المتشابهة الواردة في الصفات. (٤٢) وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن. (٤٣) حقيقته ومجازه. (٤٧) المفردات من الأدوات.
(ب) أساليب البلاغة: (٢١) كون اللفظ والتركيب أحسن وأفصح. (٢٢) اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل لفظ. (٣١) أمثاله. (٣٨) الإعجاز. (٤٤) الكناية والتعريض. (٤٥) أقسام معنى الكلام. (٤٦) أساليب القرآن وفنونه البليغة.
(ﺟ) التفسير: (٣٥) الموهم والمختلف. (٤١) تفسيره وتأويله.
١٣٥  النوع السادس والأربعون «في أساليب القرآن وفنونه البليغة» (٦٠٢ ص)، النوع السابع والأربعون «المفردات من الأدوات» (٢٧٧)، النوع الواحد والأربعون «تفسيره وتأويله» (٧١)، النوع الخامس والأربعون «أقسام معنى الكلام» (٦٦)، النوع الخامس والعشرون «مرسوم الخط» (٥٦)، النوع الثالث «الفواصل ورءوس الآي» (٤٩)، النوع الثالث والأربعون «حقيقته ومجازه» (٤٥)، النوع الخامس «المتشابه» (٤٤)، النوع التاسع والعشرون «في آداب تلاوته وكيفيتها» (٤٢)، النوع الثاني والأربعون «وجوه الخطابات والخطاب في القرآن» (٣٨)، النوع الثامن والثلاثون «إعجازه» (٣٥)، النوع الرابع والعشرون «الوقف والابتداء» (٣٤)، النوع الرابع عشر «تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات وعددها» (٢٩)، النوع الثاني والعشرون «زيادة الألفاظ أو نقصها أو تبديلها»، النوع الثاني والثلاثون «أحكامه» (٢١)، النوع التاسع «المكي والمدني …» (١٩)، النوع الثاني «المناسبات بين الآيات»، والسابع «أسرار فواتح السور»، والحادي عشر «على كم لغة نزل» (۱۸)، النوع الرابع والثلاثون «الناسخ والمنسوخ»، النوع الأربعون «معاضدة السنة للقرآن» (١٧)، النوع الرابع والأربعون «الكناية والتعريض» (٢٦)، النوع السابع والثلاثون «الآيات المتشابهة» (١٣)، وتتوالى الأنواع الباقية من ص٢–١١.
١٣٦  البرهان ج١، ٣–١٢.
١٣٧  منها: فضائل القرآن لأبي عبيد (٣١)، المصاحف لابن أشته (٢٠)، مفردات القرآن للراغب الأصفهاني (١٨)، البرهان في علوم القرآن للزركشي، الغرائب والعجائب للكرماني (١٧)، بدائع القرآن لابن أبي الأصبع (١٦)، النشر في القراءات العشر (١٥). جمال القراء للسخاوي (١٤)، البرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة (١٢)، الكشف لمكي في القراءات، المصاحف لأبي داود، المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة (١١)، أحكام القرآن لعبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الخزرجي المعروف بابن الفرس (٩)، إملاء ما مَنَّ به الرحمن (التبيان الانتصار لأبي بكر الباقلاني)، فضائل القرآن لابن الضريس، الإرشاد في القراءات العشر للواسطي (٨)، التنبيه على فضل علوم القرآن للحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري، الرد على من خالف مصحف عثمان لابن الأنباري، رد معاني الآيات المتشابهات إلى معاني الآيات المحكمات لابن اللبان (٧)، مواقع العلوم من مواقع النجوم لجلال الدين البلقيني، الناسخ والمنسوخ لمكي (٦)، أحكام القرآن لابن العربي، أسباب النزول للواحدي، إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني، إعجاز القرآن للروحاني أبي الحسن، إعجاز القرآن للخطابي (المسمى بيان إعجاز القرآن)، أمالي الرافعي على الفاتحة، شرح المهذب للنووي، الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس (٥)، أسباب النزول للسيوطي، إعجاز القرآن للزملكاني (التبيان إعجاز لابن سراقة)، بستان العارفين لأبي الليث السمرقندي (؟)، التبيان في آداب حملة القرآن للإمام محيي الدين النووي، التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري، جواهر القرآن للغزالي، فنون الأفنان لابن الجوزي، لغات القرآن لأبي القاسم اللالسكاني، الناسخ والمنسوخ لأبي داود السجستاني، الناسخ والمنسوخ لأبي بركات السعيدي، الوقف والابتداء لابن الأنباري (٤)، أقسام القرآن لابن القيم، التبيان الأقصى القريب للتنوخي، أمثال القرآن لعلي بن محمد بن حبيب الماوردي، البرهان في إعجاز القرآن لمحمد بن علي كمال الدين الشافعي المعروف بابن الزملكاني، التبيان في أقسام القرآن لابن القيم، من الأسماء والأعلام لأبي القاسم السهيلي، الخواطر السوانح في أسرار الفواتح لابن أبي الأصبع، ذات الرشد في العدد لأبي عبد الله الموصلي (؟)، شرح ذات الرشد (؟)، غريب القرآن للعزيزي، فضائل القرآن لابن أبي شيبة، المدخل للبيهقي، معترك الأقران في مشتبه القرآن للسيوطي، الناسخ والمنسوخ لابن عربي، الوقف والابتداء للرازي، الوقف والابتداء للسجارندي، الوقف والابتداء لابن النكزاوي (٣).
١٣٨  إحكام الراي في أحكام الآي لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الصائغ الحنبلي، أحكام القرآن لابن الجصاص، أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحق الأزدي، أحكام القرآن لبكر بن العلاء، أحكام القرآن لابن خويد منداد، أحكام القرآن لعلي بن محمد المعروف بالكيا الهراسي، أخلاق حملة القرآن لأبي بكر الآجري، أسرار التنزيل للسيوطي، أسرار التنزيل للشرف البارذي، الإمام في أدلة الأحكام للعز بن عبد السلام، البرهان في تناسب سور القرآن لأبي جعفر بن الزبد، التمهيد لابن عبد البر (؟)، تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي، درة التنزيل وغرة التأويل لأبي عبد الله الرازي، روض الأفهام في أقسام الاستفهام لابن الصائغ، فضائل القرآن للمشائي، قرة العين في الفتح والإمالة بين اللفظين لابن القاصح، مجاز القرآن للعز بن عبد السلام، مجمع البحرين ومطلع البدرين للسيوطي، المحتسب في توجيه القراءات الشاذة لابن جني، مشكل القرآن لابن قتيبة، المقنع لأبي عمرو الداني، المنهاج للحليمي، الوجوه والنظائر للنيسابوري، الوقف والابتداء للداني، الوقف والابتداء للنعماني، الوقف والابتداء للنحاسي (٢)، الآداب لجعفر بن شمس الخلافة، أسباب النزول لابن حجر، أسباب النزول لعلي بن المديني، أسماء من نزل فيهم القرآن لإسماعيل الضرير، إعجاز القرآن للباقلاني، إعجاز القرآن للرازي، إعراب القرآن لشهاب الدين أحمد بن يوسف المعروف بالسمين، إعراب القرآن للفاتحي (المجيد في إعراب القرآن المجيد)، إعراب القرآن للعكبري (التبيان في إعراب القرآن لمنتجب الدين)، الاقتضاء في معرفة الوقف والابتداء للنكزاوي، الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي، أنوار التحصيل في أسرار التنزيل للشريف البارزي، الإيجاز في المجاز لابن القيم، البرهان في إعجاز القرآن لابن أبي الأصبع المصري، البرهان في مناسبة سور القرآن، البسيط إلى بيان الضمائر في القرآن، تحرير التعبير لابن أبي الأصبع المصري (؟)، تحفة الأقران فيما قرئ بالتثليث من حروف القرآن لأحمد بن يوسف الرعيني، تذكرة بدر الدين ابن الصاحب (؟)، التذكرة لابن حيان (؟)، تذكرة السبكي (؟)، التسهيل (؟)، التصحيف والتحريف لأبي أحمد العسكري، تقريب المأمول في ترتيب النزول لبرهان الدين الجعفري، التكميل والإتمام لابن عساكر (؟)، التمويهات على التبيان لأبي المطرف ابن عميرة، الجمان في تشبيهات القرآن لابن نافية، الجنى الداني في حروف المعاني لابن أبي القاسم، الحجة لأبي علي الفارسي (؟). جدل القرآن لنجم الدين الطوفي، حواشي الكشاف للقطب الرازي، خمائل الزهر في فضائل السور للسيوطي، خواص القرآن للتميمي، خواص القرآن للغزالي، خواص القرآن لليافعي، الدر النظيم في منافع القرآن العظيم، دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ذيل التعريف والإعلام لابن عساكر البطائحي، الشافعي للقراب، شرح المصباح للمراكشي، شرح المنهاج لتقي الدين السبكي (؟)، شرح المنهاج لابن حجر، عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل، العواصم من القواصم لابن العربي، غرور البيان لمبهمات القرآن لابن جماعة، غريب القرآن لابن الأنباري، غريب القرآن لأبي حيان، غريب القرآن لابن دريد، غريب القرآن لأبي عبيدة، غريب القرآن لأبي عمر الزاهد، فضائل القرآن لأبي ذر الهروي، فواصل الآيات للطوفي، فوائد أبي بكر العربي في رحلته، فوائد الحرجي، قانون التأويل لابن عربي، القراءات لأبي عبيد، القواعد للعز بن عبد السلام، الكافي لابن شريح في القراءات، كشف المعاني عن متشابه المعاني لابن جماعة، الكفيل بما في التنزيل للعماد الكندي، مجمع البحرين للصاغائي، المجيد في إعراب المعاني المجيد لإبراهيم بن محمد السفاقسي، المجيد وهو مختصر كتاب البرهان في إعجاز القرآن لابن الزملكاني، المحبر لابن حبيب (؟)، مختصر أسباب النزول للواحدي، مختصر البويطى، مختصر الروضة لإسماعيل بن المعري، المستوفي للفرغاني (؟)، المصباح للشهرزوري (؟)، معاني القرآن للأخفش، معاني القرآن لابن الأنباري، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معجم ما استُعجِم للبكري، المغيث لأبي موسى (؟)، المفتاح لأبي منصور بن خيرون (؟)، المفصَّل للزمخشري، المقتنص في فوائد تكرار القصص، ملاك التأويل لأبي جعفر بن الزبير، المنهج المفيد في أحكام التوكيد للزملكاني، المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب للسيوطي، الناسخ والمنسوخ للتميمي، الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد، نهاية التأصيل في أسرار التنزيل لابن الزملكاني، الهادي في القراءات لمحمد بن سفيان، الهداية للمهدوي في القراءات، الواحد والجمع في القرآن للأخفش، الوجوه والنظائر لابن الجوزي، الوجوه والنظائر لابن الدامناني، الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان، الوجوه والنظائر للنيسابوري، اليواقيت لأبي عمر الزاهد (؟)، الياقوتة لأبي حفص محمد بن أحمد النسفي (؟).
١٣٩  البخاري (٤٨)، الترمذي (٤٦)، مسند ابن حنبل (٣٤)، مسلم (٣٠)، سنن النسائي (١٩)، مسند البزار (١٨)، سنن سعيد بن منصور (١٦)، سنن أبي داود (١٢)، شرح البخاري لابن حجر (المسمى بفتح الباري)، مسند ابن مردويه، المعجم الكبير للطبراني (٥)، السنن لأبي القاسم اللالكاني، الأذكار لمحيي الدين النووي (؟)، زوائد المسند لعبد الله بن أحمد بن حنبل، سنن ابن ماجه (٤) صحاح الجوهري، مسند ابن السني، المعجم الأوسط للطبراني، شرح التسهيل لأبي حيان (٣)، شرح السنة للبغوي، الطيوريات للسفلي (؟)، فهم السنن للمحاسبي، مسند ابن راهويه، مسند ابن السني، مسند الطيالسي، مسند عبد بن حميد، المعجم الصغير للطبراني (٢)، الإرشاد لأبي حيان (؟)، الإرشاد للخليلي (؟)، أمالي المرتضى (غرود الفوائد ودرر القلائد للإمام أبي عبيد)، الجامع للحلواني (؟)، الجامع للقزاز (؟)، جامع الفنون لابن شبيب الحنبلي (؟)، الروضة للطلمنكي، الروضة للنووي، الزاهر لابن الأنباري، زوائد الروضة السبعة لابن مجاهد، سراج المريدين لابن العربي، سنن البيهقي، شرح البخاري لابن حجر المسمى فتح الباري، شرح البخاري للمازري، شرح مسلم للنووي، صحيح ابن حبان، الصناعتين للعسكري (؟)، غريب الحديث للحربي، فوائد الخلعي، الفوائد للدير عاقولي (؟)، فوائد المحاملي (؟)، فوائد ابن أخي ميمي (؟)، مسند الفردوس، المهذب للإمام النووي، موطأ مالك، موطأ ابن وهبة، الميسر لمفطلي.
١٤٠  تفسير ابن أبي حاتم (٧٥)، تفسير الطبري (٤٢)، تفسير ابن مردويه (٢٧)، تفسير الحاكم (وهو جزء من تفسير المستدرك) (٢١)، تفسير أبي الشيخ أبي حيان (١٨)، المستدرك للحاكم (١٥)، تفسير الفريابي (١٠) تفسير ابن عطية، الكشاف للزمخشري (٨)، تفسير الأصبهاني، قواعد في التفسير لابن تيمية (٧)، تفسير الحوفي (البرهان في تفسير أبي حيان)، تفسير الخوئي، تفسير عبد الرازق، تفسير ابن كثير، حاشية الطيبي على الكشاف (٦)، تفسير القرطبي (٥)، التمييز في علوم التفسير للسيوطي، تفسير عبد بن حميد، تفسير الفخر الرازي، تفسير ابن المنذر، مقدمة تفسير ابن النقيب (٤) تفسير ابن فورك، تفسير المرسي (٣) تفسير الواحدي، تقريب النشر لابن الجزري (؟)، التيسير للداني (٣)، أمالي ابن الحاجب، البرهان في تفسير القرآن لعلي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي، تفسير إمام الحرمين، تفسير بن برجان، تفسير ابن الجوزي، تفسير جوبير، تفسير سعيد بن منصور (وهو جزء من سننه)، تفسير سليم الرازي، تفسير الكواشي، تفسير الماوردي، تفسير مقاتل، تفسير ابن المنير، تفسير النسفي، تفسير النيسابوري، تفسير ابن بزبزة، تفسير البيضاوي، تفسير الثعلبي، تفسير ابن رزين، تفسير الرماني، تفسير أبي روف، تفسير السدي، تفسير سنيد، تفسير أبي طالب الطنزي، تفسير عطاء بن دينار، تفسير ابن عقيل، تفسير النيسابوري، تفسير القشيري، تفسير أبي الليث (١).
١٤١  الإتقان ج١، ١٤.
١٤٢  المغني لابن هشام (١٣)، عروس الأفراح لبهاء الدين بن السبكي (١٢)، المعرب للجواليقي (١١)، التبيان في المعاني والبيان لحسين بن محمد الطيب (٦)، الكامل للهذلي (٥)، تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي (٤)، الكتاب لسيبويه (٣)، الإغريض في الفرق بين الكناية والتعريض (٢)، الاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص، الإيضاح للقزويني، التلخيص للقزويني، ذي القد لابن جني، الزينة لأبي حاتم (؟)، العمدة لابن رشيق القيرواني، العمدة للطرطوشي، فقه اللغة للثعالبي، ليس في كلام العرب لابن خالويه، اللوائح لأبي الفضل الرازي (؟)، المثل السائر لابن الأثير، المصباح لبدر الدين بن مالك، المعيار للزنجاني، المقدمة في سر الألفاظ المقدمة لشمس الدين بن الصائغ، منهاج البلغاء لحازم القرطاجني، أرجوزة علي بن محمد الغالي في القرائن والأخوات، الاستبصار لابن القصاع (؟)، الإفراد والجمع (الواحد والجمع والإفراد) لابن فارس، الإفصاح في غوامض الإيضاح لإبراهيم بن أحمد الجزري، الأفعال للسرقسطي، الأفعال لابن طريف، الأفعال لابن القطاع، الإقناع لأحمد بن علي بن باديس (؟)، البارع للفارابي (؟)، بدائع الفوائد لابن القيم (؟)، البديع لابن المعتز، بديعية ابن حجة، التبيان في علم البيان لعبد الواحد ابن عبد الكريم المعروف بابن الزملكاني، تعليق ابن القرطاج على المرزوقي (؟)، تهذيب اللغة للأزهري، الخاطريات لابن جني، الخصائص لابن جني، سر الفصاحة للخفاجي، شرح أبيات الإيضاح لابن عصفور، شرح بديعية ابن حجة، شرح الرائية لابن جبارة، شرح الرائية للسخاوي، شرح المتصل لابن الحاجب (؟)، شرح الرائية للسخاوي، طريق الفصاحة، فقه اللغة لابن فارس، الفلك الدائر على المثل السائر لابن أبي الحديد، قوانين البلاغة لعبد اللطيف البغدادي، الكامل للمبرد، الكنايات للجرجاني، كنز البراعة لابن الأثير (؟)، كنز الفوائد للعز بن عبد السلام (؟)، المحكم لابن سيده، مقامات الحريري، نديم الفريد لمسكويه، نشر العبير في إقامة الظاهر مقام الضمير، نقد الشعر لقدامة.
١٤٣  فتاوى ابن الصلاح (٢)، مسائل نافع بن الأزرق (؟)، البرهان لإمام الحرمين، الرسالة للشافعي، الشاطبية (٢)، الشافي للجرجاني، شرح الشاطبية (؟)، شرح الكافية لابن مالك (؟)، شرح منظومة جمع الجوامع، الشفا للقاضي عياض (؟)، الشواذ لابن غلبون (؟)، الفروق للقرافي، فوائد ابن الصلاح، المحلى لابن حزم، منع الموانع لابن السبكي (؟)، نكت ابن الصيف على التنبيه (؟)، النكت للماوردي، النوادر لأبي زيد.
١٤٤  شعب الإيمان للبيهقي (١٧)، دلائل النبوة للبيهقي (١٣)، دلائل النبوة لأبي نعيم (٢)، الأسماء والصفات للبيهقي، شرح آيات الصفات لابن اللبان، شرح العقائد النسفية، العقائد النسفية لنجم الدين عمر بن محمد، المحصول للرازي.
١٤٥  طبقات ابن سعد (٧)، تاريخ ابن عساكر (٥)، تاريخ أصبهان لأبي نعيم، تاريخ أحمد بن حنبل، تاريخ الحاكم، تاريخ الضعفاء لابن حبان، تاريخ القراء، تاريخ ابن كثير، تاريخ المظفري، التبصرة لمكي، طبقات الشافعية، طبقات الشافعية لابن السبكي، مغازي موسى بن عقبة.
١٤٦  الحلية لأبي نعيم الأصفهاني (٤)، لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري، المرشد لأبي نصر القشيري.
١٤٧  مفاتيح العلوم للسكاكي (٤).
١٤٨  يذكر منها؛ ابن الجوزي: فنون الأفنان في علوم القرآن، علم الدين السخاوي: جمال القراء، أبو شامة: المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز، أبو العالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة: البرهان في مشكلات القرآن. ويذكر السيوطي كتاب محيي الدين الكافيجي وكتاب علم الدين البلقيني، وكتاب أخيه «مواقع العلوم من مواقع النجوم» (الإتقان ج١، ٤–٥، ص١٨).
١٤٩  وهي: (١) الكتب النقلية. (۲) جوامع الحديث والمسانيد. (۳) كتب القراءات وتعلقات الأداء. (٤) كتب اللغات والغريب والعربية والإعراب. (٥) كتب الأحكام وتعلقاتها. (٦) الكتب المتعلقة بالإعجاز وفنون البلاغة. (٧) كتب الرسم. (٨) كتب التفسير للقدماء والمحدثين. (٩) الكتب الجامعة. (١٠) كتب علوم القرآن. الإتقان، ص١٨–٢٠.
١٥٠  «وقال قوم من المتكلمين إنه يسوغ إعمال الرأي والاجتهاد في إثبات قراءة وأوجه وأحرف إذا كانت تلك الأوجه صوابًا في العربية وإن لم يثبت أن النبي قرأ بها» (الإتقان ج١، ٢١٧).
١٥١  السابق، ج١، ٢١٧–٢١٩.
١٥٢  «وقد منَّ الله تعالى بإتمام هذا الكتاب البديع المثال، المنيع المنال، الفائق بحسن نظامه على عقود اللآل، الجامع لفوائد ومحاسن لم تجتمع في كتاب قبله في العصور الخوال. أسست فيه قواعد مُعِينة على فهم الكتاب المنزل، وبينت فيه مصاعد يُرتقى فيها للإشراف على مقاصده ويتواصل، وأركزت فيه مراصد تفتح من كنوزه كل باب مُقفَل. فيه لباب العقول، وعباب المنقول، وصواب كل قول مقول، محَّصت فيه كتب العلم على تنوعها، وأخذت زُبدها ودَرَّها، ومررت على رياض التفاسير وكثرة عددها، واقتطفت ثمرها وزهرها، وغُصتُ بحار فنون القرآن، فاستخرجت جواهرها ودررها، وبقرت عن معادن كنوزه فخلصت سبائكها، وسبكت فقرها، فلهذا تحصَّل فيه من البدائع ما تُبت عنده الأعناق بتًّا، وتجمَّع في كل نوع منه ما تفرَّق في مؤلفاتٍ شتًّى، على أني لا أبيعه بشرط البراءة من كل عيب، ولا أدعي أنه جمع سلامةً والبشر محل النقص بلا ريب» (السابق، ج٤، ٢٥٨).
١٥٣  هذا وإني في زمان ملأ الله قلوب أهليه من الحسد، وغلب عليهم اللؤم حتى جرى فيهم مجرى الدم من الجسد:
وإذا أراد الله نشر فضيلة
طُويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يُعرَف طيب عَرف العود
قوم غلب عليهم الدهر وطمَّهم. وأعماهم حب الرياسة وأصمهم. قد نكبوا عن علم الشريعة ونسوه، وأكبُّوا على علم الفلاسفة وتدارسوه، يريد الإنسان منهم أن يتقدم، ويأبى الله إلا أن يزيده تأخيرًا، ويبغي العز ولا علم عنده فلا يجد له وليًّا ولا نصيرًا، ومع ذلك لا ترى إلا أنوفًا مشمرة، وقلوبًا من الحق مستكبرة، وأقوالًا تصدر عنهم مزورة، كلما هديتهم إلى الحق كان أصمَّ وأعمى لهم، كأن الله لم يوكل بهم الحافظين، يضبطون أقوالهم وأعمالهم؛ فالعالِم بينهم مرجوم يتلاعب به الجهال والصبيان، والكامل عندهم مذموم داخل في كفة النقصان. وايم الله إن هذا لهو الزمان الذي يلزم فيه السكوت والمصير حلسًا من أحلاس البيوت، وردُّ العلم إلى العمل لولا ما ورد في صحيح الأخبار «من علم علمًا فكتمه ألجمه الله بلجام من نار.»
ادأب على جميع الفضائل جاهدًا
وأدم لها تعب القريحة والجسد
واقصد بها وجه الإله ونفع مَنْ
بلغتْه ممن جدَّ فيها واجتهد
واترك كلام الحاسدين وبغيهم
هملًا فبعد الموت ينقطع الحسد
الإتقان ج٤، ٢٥٨-٢٥٩.
١٥٤  الزمان والمكان، الجهة، الإضافة أو الكمية، أن يفعل، أن ينفعل، الحركة والسكون، الكيف والكم.
١٥٥  (١) المكان: المكي والمدني، الحضري والسفري، الأرضي والسمائي.
(٢) الزمان: النهاري والليلي، الصيفي والشتائي، الفراشي والنومي، الناسخ والمنسوخ.
(٣) النزول: الأسباب، أول ما نزل، آخر ما نزل، ما نزل على لسان الصحابة، ما تكرر نزوله، ما تأخر حكمه على نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه، ما نزل مفرَّقًا وما نزل مجمَّعًا، ما نزل مشيَّعًا وما نزل مفردًا، ما أنزل على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد من قبلُ في كيفية إنزاله، من نزل فيهم.
(٤) النقل الشفاهي: الحُفَّاظ والرواة، المتواتر والمشهور والآحاد والموضوع والمدرج.
(٥) القراءات: الوقف والابتداء، الموصول لفظًا المفصول معنًى، الإمالة والفتح، الإدغام والإظهار، الإخفاء والإقلاب، المد والقصر، تخفيف الهمزة، كيفية تحمُّله، آداب التلاوة.
(٦) التدوين: فواصل الآي، فواتح السور، خواتم السور، مناسبة الآيات والسور، رسوم الخط، آداب كتابته.
(٧) الأسماء والجمع والترتيب والعدد للسور والآيات والكلمات والحروف.
(٨) اللغة: الغريب، وما وقع بلغة الحجاز وبلغة غير العرب، والوجوه والنظائر، الإعراب، المحكم والمتشابه، المقدم والمؤخر، الخاص والعام، المجمل والمبين، المشكل والموهم، الاختلاف والتناقض، المطلق والمقيد المنطوق والمفهوم، وجوه المخاطبات، الحقيقة والمجاز، التشبيه والاستعارة، الكناية والتعريض، الحصر والاختصاص، الإيجاز والإطناب، بدائع القرآن، الآيات المتشابهات، والمبهمات، إعجاز القرآن.
(٩) التفسير: أداوته، وقواعده، تأويله وشرط الحاجة إليه، شروط المفسر وآدابه، غرائب التفسير، طبقاته.
(١٠) العلوم: العلوم المستنبطة منه؛ الأمثال، الأقسام، الجدل، الأسماء والكُنى والألقاب.
(١١) الفضائل: أفضله وفاضله، مفرداته وخواصه.
١٥٦  «فهذه ثمانون نوعًا على سبيل الإدماج، ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة، وغالب هذه الأنواع فيها تصانيفُ مفردة، وقفت على كثير منها» (الإتقان، ص١٧-١٨).
١٥٧  (١) النزول: مواطنه، وأوقاته، وأسبابه، ووقائعه: المكي، المدني، السفري، الحضري، الليلي، الصيفي، الشتائي، الفراشي، أول ما نزل، وآخر ما نزل (١٢).
(٢) السند: المتواتر، الآحاد، الشاذ، قراءات النبي، الرواة والحفاظ (٦).
(٣) الأداء: الوقف، الابتداء، الإحالة، المد وتخفيف الهمزة، الإدغام (٦).
(٤) الألفاظ: الغريب، المعرب، المجاز، المشترك، المترادف، الاستعارة، التشبيه (٧).
(٥) معاني الأحكام: العام، العام المخصوص، العام الذي أريد به مخصوص، خصوص الكتاب بالسنة، خصوص السنة بالكتاب، المجمل، المبين، المؤول، المفهوم، المطلق المقيد، الناسخ، المنسوخ، نوع الناسخ والمنسوخ وهو ما عمل به في مدة أو أحد من المكلفين (١٤).
(٦) معاني الألفاظ: الفصل، الوصل، الإيجاز، الإطناب، القصر (٥) (الإتقان، ص٥–٦، ١٤–١٧).
١٥٨  (١) الزمان: المكي والمدني، الحضري والسفري، النهاري والليلي، الصيفي والشتائي، الفراشي والنومي، الناسخ والمنسوخ، ما عمل به واحد ثم نُسخ، ما كان واجبًا على واحد (١٣).
(٢) النزول: (المكان، الموقف)، أسبابه، أول ما نزل، آخر ما نزل، ما عرف وقت نزوله، ما أنزل فيه وما لم ينزل على أحد من الأنبياء، ما أنزل منه على الأنبياء، ما تكرر نزوله، ما نزل مفرقًا، ما نزل جميعًا، كيفية إنزاله (١٠).
(٣) النقل المدون (السند): المتواتر، الآحاد، الشاذ، قراءات النبي، الرواة والحفاظ، العالي والنازل، المسلسل، أسماء (الأداء) من نزل فيهم القرآن (٧).
(٤) القراءة (النقل الشفاهي) الابتداء، الوقف، الإحالة، المد، تخفيف الهمزة، الإدغام، الإقلاب، مخارج الحروف، آداب القارئ (١٠).
(٥) اللغة (الألفاظ): الغريب، المعرب، المجاز، المشترك، المترادف، المحكم والمتشابه، المشكل، المجمل والمبين، الاستعارة، التشبيه، الكناية والتعريض، العام الباقي على مجموعه، العام المخصوص، العام الذي أريد به الخصوص، ما خص فيه الكتاب والسنة، ما خصت فيه السنة والكتاب، المؤوَّل، المفهوم، المطلق والمقيد (٢٠).
(٦) البلاغة (البيان والبديع): الإيجاز والسلوك، الأشباه، الفصل والوصل، القصر، الاحتباك، القول الموجب، المطابقة والمناسبة والمجانسة، التورية والاستخدام، اللف والنشر، المبهمات (١٠).
(٧) التدوين: الالتفاف، الفواصل والغايات، كتابة القرآن، شبيه السور، ترتيب الآي والسور، الأسماء والكني والألقاب، التاريخ (٧).
(٨) الفضل: أفضل القرآن وفاضله ومفضوله (٢).
(٩) الموضوعات (الأساليب): الأمثال، المفردات (٢).
(١٠) التفسير: آداب المفسِّر، من يُقبَل تفسيره ومن يُرَدُّ، غرائب التفسير، معرفة المفسرين (٤). السابق، ج١، ٧–١٠.
١٥٩  السابق، ج١، ٨٧.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤