الفصل الثالث

التفسير

(١) التفسير وعلوم القرآن

(أ) علوم القرآن والتفسير

وبعد أن ثبت القرآن تدوينًا وقراءة أصبح منطق النقل الشفاهي وعلم القراءات ومنطق النقل الكتابي من العلوم القديمة التي أدت غايتها. ولن يتقدم أحد بإعادة النظر في نتائجها وتقديم قراءةٍ شفاهيةٍ جديدة أو نقلًا كتابيًّا جديدًا. ما يبقى إذن هو علم التفسير الذي يتطور بتطور كل عصر. ما يمكن هو التفسير أي فهم النص، والفهم مرتبط بظروف المعرفة في كل عصر.

بعد الألفاظ والمعاني وأساليب البلاغة يأتي التفسير وهو ضم اللفظ والمعنى في الذهن، والتحول من المنظوم والمفهوم إلى المعقول بلغة الأصوليين.١
ونظرًا لشدة الارتباط بين علوم القرآن وعلم التفسير كان «الإتقان» كان في الأصل مقدمة لتفسير السيوطي، «مجمع البحرَين ومطلع البدرَين» كما كان علم أصول الفقه مقدمة لبعض كتب الفقه. وصنَّف كتابًا آخر «التحبير في علوم التفسير».٢ وهو أقرب إلى التفسير بالمأثور منه إلى التفسير بالمعقول.

(ب) التأليف في الموضوع

(أ) «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة (٢٧٦ﻫ)٣

يعرض للحامل اللغوي، النحو والبلاغة، دفاعًا عن القرآن العربي مثل «تنزيه القرآن عن المطاعن» للقاضي عبد الجبار. ويركز على مباحث الألفاظ، الحروف والأفعال. يتكون من خمسة عشر بابًا. العشرة الأولى مجملة في النحو والبلاغة وخصوصية العرب في البيان والمجاز والاستعارة والمقلوب والحذف والاختصار والكناية والتعريض، والرد على وجوه القراءات، والتناقض والاختلاف والمتشابه.٤ وأكبر الفصول تأويل الحروف التي ادُّعي على القرآن بها الاستحالة وفساد النظم. وتعرض الحروف في سورةٍ سورة وآيةٍ آية.٥ وتعرض الألفاظ طبقًا لجدل اللفظ والمعنى، لفظٌ واحد، ومعاييرُ متعددة. ويضرب المثل بأربعة وأربعين لفظًا.٦ وهناك حروف مثل الأفعال لا تنصرف.٧ وتدخل حروف الصفات مكان بعض.٨ ويفسِّر القرآن بالقرآن، والقرآن بالحديث، والقرآن بالشعر والأزجال والأمثال العربية وعادات العرب في الكلام وهو الأكثر. والشعر يتجاوز قسمة التاريخ إلى عصرَين؛ جاهلي وإسلامي. والاستشهاد بالشعر الجاهلي أكثر طبقًا للقول المأثور «عليكم بديوان جاهليتكم ففيه تفسير كتابكم.» وقد يُحال إلى طرق فهم التوراة والإنجيل وتفسيرها. فالموضوع اللغوي والبلاغي يقود إلى التفسير.٩ وقد يختلف كل عصر عن العصر السابق في إحساساته بالآية لغويًّا وبلاغيًّا عند القدماء، واجتماعيًّا وسياسيًّا عند المحدثين مثل تفسير آية وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ.١٠

(ب) «تنزيه القرآن عن المطاعن» للقاضي عبد الجبار (٤١٥ﻫ)

وهو مؤلَّف بين علم الكلام وعلوم القرآن. يتم فيه الدفاع عن القرآن وتبرئته عن المطاعن؛ وهي التناقض بين الآيات في العقائد أو الشرائع، بين التشبيه والتنزيه، بين الرحمة والعدل، بين الكسب وخلق الأفعال، بين الإيمان والعمل. وعلى هذا النحو هو أقرب إلى علم الكلام منه إلى علوم القرآن، لأنه يتعامل مع الموضوع وليس مع النص، مع المحمول وليس مع الحامل. لا تهمُّه الصحة التاريخية في القراءة والتدوين بل التفسير والتأويل. لذلك يدخل أيضًا في موضوع التفسير. وهو أحد جوانب علوم القرآن قبل أن يستقلَّ بنفسه ويصبح علمًا. وهو أيضًا أحد أبواب علوم القرآن في الآيات المبهمات. ويفسر القرآن بالقرآن. ونادرًا ما يذكر الحديث أو الشعر. كُتب بطريقة المسألة والرد عليها، وليس له تبويبٌ نظريٌّ مستقل توضع فيه هذه المطاعن بل تُستعرض سورةً سورة، وآيةً آية، من الفاتحة والبقرة حتى المعوذتَين. وتكثر المسائل في السور الطوال. ويقل العدد في السور الصغار. دون تبويبٍ موضوعيٍّ عرضي للمطاعن يخترق السور.١١ وهو من آثار كتب التفسير التي تتبع المنهج الطولي وليس المنهج العرضي، المنهج النصي وليس المنهج الموضوعي.١٢

هو نوع من الدفاع عن القرآن أسوة بمنهج الجدل عند المتكلمين، الذبِّ عن الإسلام ودحض أباطيل خصومه. فهو بين علم الكلام وعلوم القرآن، وإن كان إلى علم الكلام أقرب. ولفظ «تنزيه» لفظٌ اعتزالي. تنزيه القرآن عن المطاعن مثل تنزيه الله عن التجسيم والتشبيه. ولا فرق بين المعتزلة والأشاعرة في الدفاع؛ فكلهم متكلمون.

والمطاعن في العقائد والمعاني وليس في النصوص والصحة التاريخية، في الرواية والجمع والقراءة والتدوين. وقد كُتب بطريق السؤال والجواب، المسألة والرد عليها دون ترقيم للمسائل بطريقة «قيل»، «قالوا». وهو أقرب إلى التفسير، تفسير القرآن بالقرآن. وتفسير القرآن بالحديث أو الشعر لا يأتي إلا نادرًا، والكتاب خالٍ من التبويب. ويقتصر على ذكر المطاعن سورةً سورة، وآيةً آية كما هو الحال في التفسير الطولي. وفي حاجة إلى إعادة تبويب طبقًا لموضوعات المطاعن كما هو الحال في التفسير العرضي أو الموضوعي للقرآن. لذلك وقع في الجزئيات دون الكليات، وفي الرد المتناثر دون تجميع مجموع الردود في أصولٍ عامة حتى لا تتكرر. لذلك سادت الرتابة، وتكرار النمط، والسير الحثيث وراء كل سورة وآية دون استدراك، عودًا على بدء.١٣

(ﺟ) «درة التنزيل وغرة التأويل» للخطيب الإسكافي (٤٢٠ﻫ)١٤

وهو عرض لقضية الآيات المتشابهات كما يوحي بذلك العنوان الفرعي أو لموضوع التكرار في القرآن، أحد موضوعات علوم القرآن.١٥ التنزيل متشابه ومتكرر، في حاجة إلى فهم وتأويل لدرء التشابه والتكرار. وهو أقرب إلى تفسير المعاني مثل «تنزيه القرآن عن المطاعن» للقاضي عبد الجبار (٤١٥ﻫ). يجمع بين آيتَين متشابهتَين أو أكثر بعد ذكر أول آية لرفع التناقض بين الآيات، خاصة إذا تشابهت لفظًا وعبارة لدرجة التكرار دون أي تفرد في الصياغة أو في ظلال المعنى. وهو قريب من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن لتجميع الآيات المتشابهة حول موضوعٍ واحد.

وقد يكون التكرار ظاهريًّا ولكنه في الحقيقة ليس تطابقًا كاملًا في الألفاظ أو في المعاني. إذ تتعدد الصياغات اللغوية لمنع الرتابة والتكرار الكمي. ولكل صيغة ظلال من المعنى للتركيز عليه والإيحاء به. وتختلف طبائع الناس، وتحتاج إلى مؤثراتٍ لفظيةٍ متعددة طبقًا لتأثير كلٍّ منها. كما أنها تسمح بحرية الفهم والتعددية في اقتناص المعاني.

ويخلو الكتاب من التبويب الموضوعي إلى فصول. بل يتم استعراض الآيات المتشابهة سورة وراء سورة، وآية بعد آية طبقًا لترتيب المصحف وليس أسباب النزول. وهو امتداد لمنهج التفسير الطولي عند الطبري وابن كثير والزمخشري. ويختلف عدد الآيات المتشابهة في كل سورة طبقًا لطولها وقصرها مع بعض الاستثناءات.١٦ وهناك سورٌ تخلو من الآيات المتشابهة مثل بعض السور القصار لأنه لا توجد مساحةٌ تعبيرية للتكرار. كما أن وضوح المعنى وتركيزه وتوجيهه إلى الذهن والشعور والعمل لا يحتاج إلى شرح أو إسهاب أو تعدديةٍ نظرية.١٧ كما يتم التخفيف. ويفسر القرآن بالقرآن أولًا. القرآن يفسر بعضه، ثم يعتمد على الشعر ثانيًا.١٨ ويقل الحديث للغاية لدرجة الغياب المطلق. والسؤال هو: إذا كانت هذه مشاكل القدماء؛ حل المتشابهات وفهم التكرار ورفع المتناقضات، فإن مشاكلنا فهم الواقع والدخول في تناقضاته.

(د) «مسائل منثورة في التفسير والعربية والمعاني» لابن بري (٥٨٢ﻫ)١٩

وهي كما يدل العنوان مجرد مسائلَ منثورة تتضمن إجاباتٍ لغوية ونحوية. تدور كلها حول الإعراب والقراءات. تخلو من أي تحليلاتٍ نظرية في المقدمة أو الخاتمة. ويتضح عدم بروز موضوع التفسير كموضوعٍ مستقل داخل علوم القرآن نظرًا لارتباطه بالقراءات والتدوين.٢٠

(ﻫ) «ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل» لابن الزبير الغرناطي (٧٠٨ﻫ)٢١

بالرغم من أن التفسير هو الموضوع الآخر في علوم القرآن في الحوامل الذاتية بعد اللفظ والمعنى وأساليب البلاغة إلا أنه أصبح موضوعًا مستقلًّا بعد ذلك في التفاسير الطولية الكبرى التي تبدأ من الفاتحة حتى الناس. أما التفسير الجزئي لشرح الألفاظ فإنه أدخل في علوم القرآن. ويتضح من العنوان التحول من التفسير إلى التأويل أي من ضبط المعنى عن طريق شرح الألفاظ إلى تعدد المعنى عن طريق التأويل. كما تتضح بداية الدخول في المعارك الكلامية والدفاع عن العقيدة ضد الإلحاد والتعطيل وهو الاتهام الموجه إلى المعتزلة بإنكار الصفات. والسبب في ذلك تشابه الألفاظ في التنزيل. فالتفسير له جانبان: التأويل والتنزيل، الذات والموضوع.

وطريقة العرض السؤال والجواب، سورةً سورة، وبعض الآيات المختارة داخل كل سورة. تتضح فيها بداية الجدل. والاعتماد على الشعر النسق البلاغي الأول قبل القرآن.

(و) «التسهيل لعلوم التنزيل» لابن جُزي الكلبي (٧٤١ﻫ)٢٢

لم يعد التنزيل، يعني أسباب النزول بل «التفسير». وما زال موضوعًا من علوم القرآن كما تكشف عن ذلك المقدمة. فالغرض جمع أكبر قدرٍ ممكن من العلم في أقل حجم، وذكر بعض النكت العجيبة في الموضوع في هذا الوقت المتأخر، القرن الثامن، المولع بالغرائب، وإيضاح المشكلات وبيان المجملات، والتحقق من أقوال المفسرين، الصحيح منها والسقيم.٢٣ وفي مقدمةٍ ثانية يتم التعرض إلى علوم القرآن من جديد؛ مما يدل على أن علوم التنزيل ما زالت جزءًا منها. فقد نزل القرآن على الرسول في مكة والمدينة. وتضمن معاني وعلومًا في العقائد والتشريعات والقصص وعلوم القرآن ذاتها. ووقع خلاف بين المفسرين. والبعض الآخر لم يشأ أن يدلي في القرآن برأيه. ويبرز الناسخ والمنسوخ باعتباره علمًا، وكذلك علم القراءة المشهورة والشاذة والوقف والابتداء، والفصاحة والبلاغة والبيان، وإعجاز القرآن وفضل القرآن، تعلمًا وتعليمًا.٢٤ ثم تأتي مقدمةٌ ثانية في تفسير معنى اللغات مرتبةً طبقًا للترتيب الأبجدي، أشبه بقاموس لشرح ألفاظ القرآن.٢٥ ثم يبدأ بعد ذلك تفسير التنزيل، سورة سورة، وآية آية اعتمادًا على التفسيرات الكبرى السابقة.

(٢) التفسير والتأويل

التفسير هو البيان والكشف من السفر أي الضوء. هو كشف المغلق وإطلاق المحتبس، وفي الاصطلاح هو علم نزول الآية، صورتها وأقاصيصها، إشارتها وترتيبها، محكمها ومتشابهها، ناسخها ومنسوخها، خاصها وعامها، والمطلق والمقيد، والمجمل والمفسر طبقًا لمباحث الألفاظ. وقد يزداد الحلال والحرام، والوعد والوعيد، والأمر والنهي، والعبر والأمثال.٢٦
هل المعنى هو القصد والمراد أم الشيء؟ قد يجمع القصد بين الاثنين.٢٧ أعني تعني أقصد. وهو مشتق من الإظهار مثل عنوان الكتاب أو عنت القربة إذا أظهرت الماء، وعنت الأرض أي أنبتت؛ لذلك فسر البعض معاني القرآن.٢٨
وهناك ثلاثة دوافع وراء الحاجة إلى التفسير.٢٩ الأول كمال فضيلة الصنف فإنه لقوَّته العلمية يجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز. والثاني إغفال بعض تتمات المسائل أو شروطها، ويحتاج الشارح لبيان المحذوف. والثالث احتمال اللفظ لمعانٍ مثل المجاز والإشراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه. والتفسير علمٌ شريف من ثلاث جهات: الموضوع وهو الوحي كلام الله، والغاية، والفرض أو شدة الحاجة.٣٠
والتفسير أعم من التأويل. التفسير للألفاظ، والتأويل للمعاني، والرؤيا التفسير لكل النصوص. التأويل خاص بالكتب المقدسة. والتفسير لغريب الألفاظ. والتأويل قد يكون لمألوفها. التفسير للألفاظ، والتأويل للمعاني. التفسير يتعلق بنطق الألفاظ، والتأويل بالمعاني، والفهم للأشياء بناءً على مستويات اللغة الثلاثة: اللفظ والمعنى والشيء.٣١ التفسير بيان لفظ له احتمالٌ واحد، والتأويل لفظ له معانٍ مختلفة طبقًا للأدلة، صرف الآية إلى معنًى موافق لما قبلها وما بعدها تحتمله الآية ومتفق مع الكتاب والسنة عن طريق الاستنباط. التفسير للظاهر، والتأويل للباطن. التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل وردُّ أحد الاحتمالَين إلى ما يطابق الظاهر. التفسير يتعلق بالدراية، والتأويل بالدارين. التفسير مقصور على الاتباع والسماع، والتأويل مقصور على الاستنباط والاجتهاد.٣٢
التأويل من «أول» أي الرجوع إلى المصدر الأول. وقد يعني النقيض أي المآل والمصير والذهاب إلى الآخر. وقد يكون من الأيالة أي السياسة، سياسة الكلام وتوضيح معانيه.٣٣ والتأويل نوعان: منقاد ومستكره.٣٤ الأول ما لا تقع فيه بشاعة أو يحدث فيه استقباح. وقد يقع فيه خلاف بين الأئمة إما لاشتراك اللفظ أو لأمرٍ راجع إلى النظم أو الغموض المعنى، والثاني هو البشع إما لتخصيص لفظ أو لتلفيق بين اثنين أو ما يحدث فيه من استعارة أو اشتقاق بعيد. ولا يوجد تأويلٌ مخالف أو متفق مع الشرع محظور أو مباح، عالم أو جاهل بل التأويل مطابقة معنى النص مع تجربةٍ ذاتية للفرد أو الجماعة. فالخلاف في مدى اتساع التجربة الذاتية وصدقها فردية أو مشتركة، مصلحةٌ خاصة أم مصالحُ عامة.٣٥

(٣) الأدوات، والأسماء، والأفعال، والأزمان

(أ) الأدوات

والمفردات من الأدوات والبحث عن معاني الحروف مما يحتاج إليه المفسر لاختلاف مدلولها.٣٦ وهي أمورٌ تفصيلية، حوالي مائة أداة في حاجة إلى إعادة تصنيف وتجميع. مثال ذلك استعمال «على»، و«في».٣٧
و«معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر» من حروف وأسماء وأفعال والظروف بين الألفاظ لأنها كذلك، والمعاني لأنها تفيد معنًى، والتفسير لأنها تساعد المفسر على ضبط المعاني.٣٨ وهي من أكبر الأنواع حجمًا مما يدل على أهميتها. وتدخل أيضًا في الأسلوب والنواحي البلاغية. ويذكر منها مائة وعشر أدوات وحروف وأسماء وأفعال وظروف. ويمكن توزيعها أيضًا طبقًا لحوامل اللغة، الزمان والمكان أو التعبير عن حالات الشعور أو منطق الحوار.٣٩ ولا تحدد هذه المعاني المتعددة سلفًا بمنطق اللفظ وحده بل في الموقف النفسي والاجتماعي للقارئ والمفسر، طبقًا للحالة النفسية ومستوى التعليم والثقافة. فهي معانٍ بعدية وليست قبلية، تجريبية وليست عقلية.٤٠ ولا تهم التحليلات الجزئية للأدوات ورصد اختلافات علماء العصر كسيبويه والفراء والكسائي أو استعمالات المفسرين كالزمخشري بل الدلالات العامة لها مع تعدُّديتها.٤١

(ب) الأسماء

وقد يكون الاسم في صيغةٍ فعلية من «أن» والفعل ليذكر بأن الفعل أصل الاسم.٤٢
و «ذو» أو «ذوات» اسم بمعنى صاحب لوصف الذوات بأسماء الأجناس.٤٣ و«الذي» و«سواء» تعني السوية والمساواة.٤٤ و«غير» اسم للإضافة والإبهام بين ضدَّين. وقد تفيد الاستثناء والبدل أو النفي.٤٥ و«كل» تفيد الاستغراق والإحاطة، نعتًا أو توكيدًا أو مضافة. وقد تتصل بها المصدرية للتكرار.٤٦ وهي مشتقة من لفظ «الإكليل» و«الكلالة» أي الإحاطة بالشيء. أو انضمام الذوات المفيد للاستغراق. ويلازم الأسماء ولا يدخل على الأفعال، لازم المعنى وليس للفظ. ويضاف إلى الجمع المعرف والجنس والنكرة المفردة. وتحصل لها ثلاثة أحوال: مؤكدة، ومبتدأ بها مضافة، ومقطوعة عن الإضافة وتوضع لألفاظ التذكير إضافة إلى نكرة أو إلى معرفة أو تقطع عن الإضافة لفظًا. وتتصل «ما» بكل في «كلما». وهي مصدرية تفيد ظرف الزمان أي كل وقت. ويأتي «كل» صفة.
و«كلا» و«كلتا» يفيدان التثنية في الجمع.٤٧ وبهما معنى الإحاطة. وتفيد ألف لام التعريف. وهو ما يفيد في تحليل المضمون ودلالة الفكرة والمعرفة.٤٨ ويشمل التعريف الاستغراق. وتضاف إلى «إله» لتصبح «الله». وتكون نيابة عن الضمير في التعريف.
وتدل بعض الأسماء على درجات التفضيل مثل «أحد». فهو أقوى من واحد. الأحد ينفي غيره في حين أن الواحد لا ينفي غيره. هناك الواحد الرياضي والواحد الميتافيزيقي والواحد الطبيعي، «الأحد» هو المتفرد بالوحدانية. وهو الأول، له جمع وهو الآحاد في حين أن الواحد ليس له جمع. ولا يدخل الأحد في الضرب، ويستعمل في النفي والإثبات. ويستعمل وصفًا مطلقًا لله.٤٩ وهناك أفعال لا تطلق إلا على الله مثل «تبارك»، «تعالى».٥٠ و«ما شاء» اسم يعني التنزيه.٥١ و«سبحان» للتسبيح.٥٢
و«ما» على اثني عشر وجهًا، ستة أسماء، وستة حروف.٥٣ الاسمية ضربان: معرفة ونكرة. والنكرة ضربان: الأول يلزم الصفة، والثاني لا يلزمه. وما يلزمه استفهامية وشرطية وتعجب. الأول أسماء خبرية وهي الموصولة، بها تذكير وتأنيث، وإفراد وتثنية وجمع. والثانية شرطية ولها صدر الكلام، وبعدها فعل. والثالثة استفهامية بمعنى أي شيء. والرابع تعجبية، والخامس نكرة يلزمها النعت. والسادس نكرة بغير صفة ولا صلة. والحرفية ستة. الأول نافية ولها صدر الكلام. والثانية مصدرية، وقتية نائب عن ظرف الزمان وغير وقتية تقدر مع الفعل. والثالث كافة للعامل عن عمله. والرابع المسلطة تجعل اللفظ متسلطًا بالعمل، والخامس مغيِّرة للحرف عن حالة. والسادس مؤكد للفظ. ويسمى صلة أو زائدًا.
و «منْ» لا تكون إلا اسمًا فاعلة ومفعولة، مبتدأ وهي أربعة أقسام: موصولة واستفهامية، وشرطية، ونكرة موصوفة.٥٤ «من» للعاقل، و«ما» لغير العاقل.

(ﺟ) الأفعال

جعل، فعل، لازم أو متعدٍّ يفيد التكوين وتصيير الشيء على حالة دون حالة، والحكم على الشيء.٥٥ ويفيد «كان» الزمان الماضي والتوكيد والقدرة. وتأتي بمعنى «ينبغي». وقد تأتي زائدة.٥٦ وتعني «كاد» قارب.٥٧
وقد تشير بعض الأدوات مثل «إذا» إلى زمن الفعل أو المفاجأة. وقد تشير إلى التحول من الاستقبال إلى الحال. وقد تكون شرطيةً تفيد اليقين والظن. وقد تفيد العموم. وقد تكون زائدةً طبقًا للضرورة البلاغية.٥٨ و«هيت» اسم فعل بمعنى أسرع وبادر. وتقرأ أيضًا «هيْتَ» و«هُيئت».٥٩
وتفيد «رُبَّ» الاحتمال، للتكثير تفخيمًا أو للتقليل تصغيرًا أو للتسوية.٦٠ وتفيد «اللهم» النداء. وأصلها «يا ألله» ثم حذفت يا النداء، والنداء أيضًا بحرف النداء «يا».٦١ «هات» فعل أمر لا يتصرف.٦٢ و«هلمَّ» دعاء إلى الشيء.٦٣

(د) الأزمان

وأدوات الزمن كثيرة وليس فقط «الناسخ والمنسوخ»؛ إذ تشير إلى الماضي.٦٤ وقد تفيد التعليل والتوكيد والتحقيق. فالزمان ليس خاويًا بل هو حامل لحالات النفس ومنطقها الذاتي في أنماط اليقين، والموضوعي في علاقات الوجود مثل التعليل والسببية. وتأتي مضافة إلى جملة.٦٥

وهي نوعان: ظرف زمان مفاجأة. وتجيء اسمًا وحرفًا. وتجيء للحال. وتستعمل للاستمرار، والظرفية ضربان: ظرفٌ محض، وظرف يفيد معنى الشرط. وقد تجيء لا ظرفًا ولا شرطًا. والظرفية للزمان الحاضر والماضي والمستقبل. وتجاب الشرطية بثلاثة أشياء: الفعل والفاء وإذا المكانية. وتوافق «إذا» «إنْ» في بعض الأحكام. وقد تأتي للقدرة. وقد تأتي بعد «واذكر».

و«الآن» اسم للزمن الحاضر.٦٦ هو اسم للوقت الحاضر بالحقيقة.٦٧ وقد تستعمل في غيره مجازًا.٦٨ وتفيد «أنى» الاستفهام والشرط داخل الزمان بمعنى «متى» أو «أين».٦٩ وتفيد «ثُم» الترتيب والتوالي وتفصيل المهلة مثل «الفاء» و«الواو».٧٠ وتأتي مع التراخي في الزمان. وفي العطف تكون للترتيب أي التراخي في الرتبة. و«رويدًا» اسم مصغر من «رود» وهو المهل أي الزمان التدريجي.٧١
و«السين» حرف يفيد المضارع والمستقبل. فلا حاضر بلا مستقبل، ولا مستقبل بلا حاضر ضد تهمة «الماضوية».٧٢ ومنها «سوف».٧٣ ويدل على التأخير والتنفيس، وزمانه أبعد من زمان السين لما فيها من إرادة التسويف. و«قد» حرفٌ مختص بالفعل. يعبر عن الماضي والمضارع. التحقيق مع الماضي، والتقليل مع المضارع، والتكثير، والتوقع. و«كاد» فعلٌ ناقص يفيد الماضي والمضارع. ويعني «قارب» أو «أراد».٧٤ وكان فعلٌ ناقص يدل على الماضي والانقطاع. وقد يفيد الأزل والأبد أو الحال والاستقبال أو التأكيد. و«لات» فعلٌ ماضٍ بمعنى نقص بصرف النظر عن أصلها «ليس» أو اللا النافية.٧٥ و«لا جرم» مركَّبة من لا النافية و«جرم» أي «كسب» أو «حق». تأتي بعدها أن واسمها وليس فعلًا، ويفيدان معًا «لا بد».٧٦
والزمان ليس فقط في الأسماء وفي الأفعال بل أيضًا في الحروف. «لم» حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيًا. و«لمَّا» حرف جزم أيضًا لنفي المضارع وقلبه ماضيًا، وتدخل على الماضي، وقد تكون حرف استثناء. و«لمَا» المخففة من حرفين اللا وما النافية. و«لن» حرف نفي ونصب واستقبال. ونفي المظنون بلن والمشكوك بلا. وقد ترد للدعاء. و«ل» حرف شرط في الماضي يصرف في المضارع. وترد شرطية في المستقبل، ومصدرية، وللتمني، وللتعليل.٧٧ و«متى» استفهام عن الزمان.٧٨ وتشير «هيهات» إلى بُعد الزمان.٧٩ و«أيان» هي «أي» على وزن «فعلان» وتعني «أي وقت». وقد يكون الأصل «أي أوان». وهي مثل «متى» مع مزيد من التعظيم في حين أن متى أشهر. وتستعمل حين التفخيم.٨٠ وربما لا يأتي بعدها إلا الماضي.٨١
وكما تدل ظروف الزمان على الزمان تدل ظروف المكان على المكان. وذلك مثل «بين» للتوسط بين شيئين.٨٢ و«ثَم» ظرف مكان يشير إلى المكان البعيد.٨٣ و«حيث» ظرف مكان.٨٤ و«دون» ظرف مكان تعني «أدنى»، ونقيض فوق. وقد تعني «غير».٨٥ وقد تكون اسمًا أو صفة. و«عند» ظرف مكان للحضور والقرب الحسيين أو المعنويين.٨٦ وقد تأتي مجرورة بمن. ويتلوها «لدى» و«لدن» و«وراء» و«أمام». و«هنا» اسم يشير إلى المكان القريب، و«هنالك» للمكان البعيد. وقد يشار به إلى الزمان توسعًا. فالمكان والزمان قرينان.٨٧ و«في» ظرف مكان. وقد يكون المكان معنويًّا. وقد يعني «مع» و«عند» و«بعد» و«عن» و«من» و«إلى» و«على». وقد يأتي للتعليل. وقد تأتي للمقايسة والتوكيد. و«كأيِّن» تعني كم للتكثير، كناية عن العدد.٨٨

(٤) الحروف العقلية

(أ) السببية والشرط

وتعني الحروف العقلية الحروف التي تفيد السببية، والشرط، والغاية، والجر، والتشبيه، والنفي، والتمني، والاستثناء، والتأكيد، والاستفهام. وكلها أفعالٌ عقلية وراء استعمال الحروف. فأفعال اللغة أفعالٌ عقلية تتطلب التفكير والحكم.

تفيد «إذًا» السببية والشرط، الفعل والجواب، المقدمة والنتيجة، وتُضاف النون في التدوين العربي المعاصر، وتفيد الزمن الماضي. فالزمان حاوٍ للشرط والسببية.٨٩ كما تفيد «إمَّا» الشرط والتفصيل والتوكيد.٩٠ وتستلزم الشرط الفاء في الجواب. وقد تكون في الأصل مركَّبة من «أم» المنقطعة و«ما» الاستفهامية. و«إنْ» أيضًا شرطية. وأحيانًا تفيد التعليل.٩١ وتكون بمنزلة لا. وتدخل على الجملة الاسمية وتكون مخففة من الثقيلة فتعمل في اسمها. ويلزم حينئذٍ اللام. وتكون بمعنى «قد».
و«فاء» للعطف والربط والترتيب والتعقيب والاستئناف والسببية،٩٢ وجزاء وزائدة، وتأتي للمهلة مثل «ثم»، و«كي» للتعليل.٩٣ و«كيف» للشرط والاستفهام هو الغالب.٩٤ والنون للتأكيد، خفيفة لتأكيد الفعل مرتين أو شديدة لتأكيده ثلاثًا.

(ب) الغاية والنهاية

و«إلى» حرف جر تفيد الغاية والنهاية في الزمان أو لدى الشخص. وقد تكون مجازًا حقيقة أو مشتركة بين الحقيقة والمجاز.٩٥ و«حتى» مثل «إلى»، تعني التوجه نحو الغاية تدريجيًّا بعد ابتدائها. وقد تعني التعليل أيضًا مثل «كي»، والاستثناء مثل «إلا».٩٦

(ﺟ) حروف الجر

ويعني حرف الجر الإلصاق مثل «الباء»، والاستعانة والسببية والمصاحبة والظرفية والمجاوزة والتبعيض والغاية والمقابلة والتوكيد. وقد تأتي زائدة.٩٧ وقد تكون للتعدية مقام الهمزة. وقد تستعمل للاستعانة وللمصاحبة وللظرفية وللمجاوزة وللاستعلاء وللتبعيض. و«مع» تفيد الصحبة والاشتراك والاجتماع في الزمان والمكان. و«على» حرف جر تعني الاستعلاء الحسي أو المعنوي للمصاحبة والتعليل والظرفية والفوقية. و«عن» حرف جر آخر يفيد المجاوزة، والبدل، والاستعلاء، والتعليل، والفوقية مثل «على»، والجهة مثل «نحو» أو البعدية مثل «بعد».٩٨ و«في» حرف جر تفيد ظرف المكان أو الزمان. كما تفيد المصاحبة والتعليل والاستعلاء. وتفيد معاني حروف الجر الأخرى كالباء وإلى ومن ونحو. كما تعني المقايسة والتوكيد.٩٩ والكاف حرف جر للتشبيه. وتدخل على «ذا» في «ذاك» كاسم إشارة.١٠٠ وللظرفية وللمجازاة وللاستعلاء وللتبعيض. و«مع» تفيد الصحبة والاشتراك والاجتماع في الزمان والمكان. و«مع» للمصاحبة بين أمرين، ليس بينهما صحبة ولا اشتراك إلا في حكم يجمعهما. والمعية تكون في أفعال الجوارح أو في الأفعال المعنوية.١٠١ و«من» حرف جر يفيد ابتداء الغاية مكانًا وزمانًا، والتبعيض والتبيين والتعليل وتخصيص العموم والتأكيد.١٠٢ و«مَن» لا تكون إلا اسمًا، شرطية واستفهامية ونكرةً موصوفة.١٠٣ وتأتي لعدة معانٍ منها: ابتداء الغاية، والغاية، والتبعيض، وبيان الجنس، والتعليل، والبدل، معنى «عن» و«الباء» و«في» و«عند»، وبمعنى الفصل، والزائدة والملابسة.

(د) التشبيه

تفيد «كأن» التشبيه المؤكد، مثل الكاف. وقد تفيد الظن، ومثل «كأين» وهو اسم مركب من كاف التشبيه و«أي» للتكثير في العدد، و«كذا» للإشارة.١٠٤ و«كلا» مركبة من كاف التشبيه و«لا» النافية لتقوية المعنى للردع والزجر.١٠٥

(ﻫ) النفي

و«لا» النافية. وتكون للجنس. تعمل عمل «إنَّ» أو «ليس». وتكون لطلب الترك وهي الناهية. وقد تكون للتأكيد. وقد ترد اسمًا بمعنى غير. وقد تحذف ألفها.١٠٦ و«لولا» حرف امتناع. يدخل على الجملة الاسمية. وجوابها مقرون بلام. وتكون بمعنى «هلَّا» للتخصيص والعرض وللتوبيخ والتنديم في المضارع. وتكون للاستفهام والنفي.١٠٧ ومثلها «لو ما» للتخصيص.١٠٨ و«ليس» فعل لنفي الحال أو للنفي العام.١٠٩ و«بلى» جواب على نفي قبلها، وجواب لاستفهامٍ منفي للتصديق والإثبات. وقد تأتي بعد النفي المعنوي أو إجابة لسؤالٍ مقدر. ولا يجوز الحذف أو الإثبات بعدها. و«لا» النافية على ستة أوجه. الأولى للنفي. وتدخل على الأسماء والأفعال. والداخلة على الأسماء عاملة وغير عاملة، تارة عمل «أن» وهي النافية للجنس، وتارة عمل ليس. وغير العاملة يُرفع الاسم بعدها ابتداء. وتارة تكون نكرة وتارة معرفة. والثانية للنهي الحاضر والغائب. وترد للدعاء. والثالثة جوابية أي رد الجواب. والرابعة بمعنى لم دخولًا على الماضي. والخامسة عاطفة. والسادسة زائدة بعد العطف وأن المصدرية وقبل القسم، وأن تكون اسمًا.١١٠ و«لا جرم» مثل لا النافية. وجرم أي حق. وقد تكون زائدة. وتعني «لا بد».١١١ و«لات» مثل ليس.١١٢

(و) الاستثناء

وتفيد «إلا» الاستثناء.١١٣ وهو أحد المبادئ اللغوية أيضًا في علم الأصول، وقد يكون متصلًا أو منقطعًا. ويدل على التفرد عن القاعدة. ويأتي بمعنى «بل» وحرف العطف «واو» وبمعنى «غير» و«بدل»، وللحصر، ومن «أن» الشرطية. وتفيد «إما» أيضًا الاختيار بين بديلَين، الإبهام والتفصيل.١١٤ و«لكن» للاستدراك أو التوكيد.١١٥ و«لكن» تفيد الاستدراك أيضًا أو تكون عاطفة إذا تلاها مفرد. و«غير» تعني «لا». وتكون حالًا. وتعني «إلا» إذا كانت استثناء.١١٦

(ز) اللام

و«اللام» جارَّة وناصبة وجازمة ومهملة. الجارَّة تفيد الاستحقاق والاختصاص والملك والتعليل، والتبليغ، والصيرورة. والناصبة للتعليل. والجازمة للطلب أو التهديد. والجازمة فعل للغائب. والمهملة غير العاملة للابتداء في المبتدأ والخبر، والجواب للقسم، والشرطية.١١٧ واللام قسمان: عاملة وغير عاملة. وغير العاملة تدل على عشرة معانٍ: معرِّفة، دالة على البعد، مخفَّفة، موجبة، مؤكدة، متممة، موجهة، مسبوقة، مؤذنة، مواطئة. والمعرفة معها ألف الوصل. والدالة على البعد الداخلة على أسماء الإشارة. والمخففة التي يجوز معها تخفيف إن وهي لام الابتداء، والمفارقة وتحقق الخبر مع المبتدأ. والموجبة بمعنى «إلا». والمؤكدة الزائدة أو الكلام في المبتدأ أو مع إن في الخبر. والمتممة لتتميم الكلام. والموجهة جواب «لولا». والمسبوقة جواب «لو». والمؤذنة الداخلة على أداة الشرط. والموطِّئة التي وطَّأت الجواب للقسم. والعاملة إما جارة أو ناصبة أو جازمة. والجارة تفيد الملك المتبقي والتمليك، والاختصاص، والتخصيص، والاستحقاق والولاية والتعليل والتعدية، والتبيين، وبمعاني «إلى» و«بعد» و«على» و«في» و«عن» و«إن». وتسمى لام التبليغ. والناصبة مثل لام «كي»، ولام العاقبة بالجازمة الموضوعة للطلب. وتسمى لام الأمر. وتدخل على المضارع. وشرطها أن يكون الفعل لغير المخاطب. وتسكن بعد الواو والفاء. وتعني التكليف، والابتهال، والدعاء، والتهديد، والخبر. ويجوز حذفها ورفع الفعل.

(ﺣ) الاختيار

ويفيد «أم» الاختيار. وهو حرف عطف. يحتمل الاتصال والانقطاع.١١٨ و«أو» حرف عطف يفيد الشك والتردد بين حالتَين، والإيهام على السامع، وإباحة عدم امتناع الجمع، والتفصيل بين الإجمال، والتقريب.١١٩ وتقع «أو» في الخبر والطلب. وفي الخبر لها عدة معانٍ: الشك والإيهام، والتنويع، والتفصيل، والإضراب، ومعنى الواو.١٢٠ والطلب يعني الإباحة والتخيير. و«إما» تفيد التكرار أو الشرطية مركبة من «أن» و«ما». وقد تلحق بها نون التوكيد. وقد تفيد التخيير.
والسؤال هو: هل تفيد كل هذه التحليلات للحروف العقلية في التفسير؟ هل يتم فهم النص بهذا التطبيق الأوَّلي لوظائف الحروف؟ هل تؤدي معرفة الجزء إلى اقتناص الكل؟ لا يكون التفسير إلا حدسيًّا إدراكًا مباشرًا لقصد الوحي وتوجهه وحركته في الوعي وفي العالم. غلبت هذه التحليلات اللغوية لأن الثقافة القديمة كانت ثقافة لغة. أما الآن فمعظم الناطقين بالعربية لا يتحدثون الفصحى. وإن تحدثوها فكثير منهم يلحنون. إنما ثقافة العصر العلوم الإنسانية التي تساعد على فهم وضع الإنسان في العالم.١٢١

(٥) الحروف النفسية

وتعني الحروف النفسية الحروف التي تتضمن أفعال الشعور وليس أفعال العقل. تعبر عن بعض الانفعالات الإنسانية في علاقتها بالآخرين وبالعالم. فاللغة موقفٌ انفعالي كما هي موقفٌ عقلي، اتجاه سلوك كما هي حكمٌ منطقي. وأهم الانفعالات المذكورة في علوم القرآن: الحض، والإبطال، والضجر، والتهديد والوعيد، والذم والردع، والزجر، والندم والتعجب والتقبيح، والتمني، والتصديق، والنداء، والاستخبار، والاستفهام. ويمكن إضافة أخرى. فالوحي يصف انفعالات الناس بالرسالة والتبليغ، بين التصديق والتكذيب، اليأس والأمل، الخوف والرجاء، إلى آخر ما وصف الصوفية في المقامات والأحوال.١٢٢

(أ) الحض

تدل «ألَا» بالفتح والتخفيف على الحض والعرض والدعوة إلى الفعل والاستفتاح. وقد تكون للاستفهام المنفي. ومثلها «ألَّا» بالفتح والتشديد مركبة من أن الناصبة و«لا» النافية.١٢٣

(ب) الإبطال

يفيد حرف «بل» الإضراب والإبطال والتعارض بين ما قبلها وما بعدها.١٢٤ الإضراب عن الأول والإثبات للثاني يتلوه جملة ومفردًا.

(ﺟ) الضجر

وتدل «أف» على الضجر والكراهة. وأصلها اسم فعل مثل كُفَّ واترك، أو اسم لفعلٍ ماضٍ؛ كرهت وتضجرت. فالفعل في الزمان أو مضارع بمعنى «أتضجر».١٢٥

(د) التهديد، والوعيد، والندم، والردع، الزجر

وتفيد «أَولى» التهديد والوعيد.١٢٦ و«بئس» و«ساء» فعلان للذم.١٢٧ و«كلَّا» حرف ردع وزجر.١٢٨ وقد تعني «حقًّا». و«نِعم» فعل للمدح.١٢٩

(ﻫ) الندم، والتعجب، والتقبيح

«وي» «وكأن» للندم والتعجب. وأصلها «ويلك». و«ويل» للتقبيح.١٣٠

(و) التمني

و«لو» على خمسة أوجه: الامتناعية أو امتناعية شرطية، ومصدرية، وللتمني.١٣١ و«لولا» مركبة من «لو» «ولا». وهي على أربعة أضرب: حرف امتناع لوجوب، والتحضيض، والاستفهام، والنفي. «ولو ما» مثل «لولا».١٣٢ «ولعل» للتوقع والترجي في المحبوب، والإشفاق في المكروه والتعليل والاستفهام.١٣٣ «ليت» حرف ينصب الاسم، ويرفع الخبر، ويفيد التمني.١٣٤ وعسى يعبر عن التمني «عسى». وهو فعلٌ جامد أو حرف. فإن كان فعلًا فهو ماضي اللفظ مستقبل المعنى لأنه إخبار عن طمع.١٣٥

(ز) النداء

«يا» لنداء البعيد والقريب إذا كان ساهيًا أو غافلًا. فالخطاب نداء. والوحي توجهٌ مباشر نحو المتلقي. والرسالة إيقاظ وتنبيه.١٣٦

(ﺣ) الاستخبار

الاستخبار هو طلب الخبر بمعنى الاستفهام أي طلب الفهم. وفوائده السؤال وطلب المعرفة والبحث عن اليقين. والسؤال قبل الواجب كما هو الحال في «أسباب النزول». وقد يستطيع السائل أن يجيب بنفسه دون حاجة إلى مسئول. وهو قسمان: الخبر والإنشاء. الخبر نفي وإثبات. وفي حالة الإثبات يسمى استفهام تقرير، وفي النفي يسمى استفهام إنكار.

وقد يتضمن الإثبات الافتخار أو التوبيخ أو العقاب أو التبكيت أو التسوية أو التعظيم أو التهويل أو التسهيل والتخفيف أو التكثير أو الاسترشاد. وقد يكون الجحد بين الكلامَين إخبارًا.١٣٧ وقد يكون هدف الإنكار تعريف المخاطب أن الادعاء ممتنع عليه وليس من قدرته.

(ط) الاستفهام

والخطاب سؤال وجواب، استفهام وردٌّ. وتقوم الهمزة بهذا الدور. الاستفهام طلب الإلهام، والتصور والتصديق أي المعرفة بالحدود. كما تعبر عن هواجس النفس وخواطرها تسأل عن الإثبات والنفي، وعن العاطف والمعطوف، وعن الشرط والمنادى. فالهمزة توحي بمعانٍ عديدة، وتسمح بتعدد التأويلات، وليست معنًى واحدًا، بوحي باتجاهٍ واحد. فلا يوجد سؤال له إجابةٌ واحدة.١٣٨ وتجمع «أي» بين الاستفهام والشرط.١٣٩ «وأيان» اسم استفهام مثل «متى». تستعمل في التفخيم، «وأين» استفهام عن المكان. «وبلى» جواب على استفهام بالإثبات عن طريق نفي النفي.١٤٠ «وكم» للاستفهام. وتُستعمل خبرية بمعنى كثير.١٤١ وهي نكرة لا تعرَّف، مبهمة في العدد. وتعني «أين» في الأمكنة، «ومتى» في الأزمنة، «وكيف» في الأحوال، مفردة اللفظ وتعني الجمع.
«وما» اسمٌ موصول واستفهامية وشرطية وتعجبية، ونكرةٌ موصوفة وغير موصوفة، ومصدرية، ونافيةٌ عاملة أو غير عاملة، وزائدة للتوكيد، «وماذا» استفهام وإشارة.١٤٢ وهل حرف استفهام يطلب به التصديق لا التصور.١٤٣ وتدخل الهمزة على «الواو» «والفاء» «وثم» «وهل». وتدخل على «رأيت». وتدخل على «لم». «وأم» حرف عطف واستفهام.١٤٤
وقد يجمع الاستفهام الإنكار والتقرير.١٤٥ واستفهام التقرير هو حمل المخاطب على الإقرار، وهو استفهام إنكار، وقد يأتي الاستفهام بمعنى الإنشاء. وينقسم إلى طلب، ونهي، وتحذير، وتذكير، وتنبيه، وترغيب، وتمنٍّ، ودعاء، وعرض، وتحضيض، واستبكاء، وإياس، وإيناس، وتهكم، واستهزاء، وتحقير وتعجب، واستبعاد، وتوبيخ.١٤٦
واستفهام الإنكار لا يكون إلا على ماضٍ.١٤٧ وحروف الاستفهام ثلاثة: الهمزة، وهل، وأم. وغيرها أسماء استفهام مثل «مَن»، «متى»، «أين»، «أنَّى»، «كيف»، «كم»، «أيَّان». ولكل حرف خصائصه ووظيفته.١٤٨ «وكيف» استفهام عن حال الشيء لا عن ذاته كما أن «ما» سؤال عن حقيقة، «ومن» عن مشخصاته. لذلك لا يستعمل في السؤال عن «الله». ومنزلتها كالظرف. وقد تدل على ثلاثة أحوال: السؤال عن الحال، والحال دون السؤال، والتعجب. وقد يأتي للنفي والإنكار والتوبيخ، والتحذير، والتنبيه والاعتبار، وللتأكيد وتحقيق ما قبلها، وللتعظيم والتهويل. ونظرًا لأنها تفيد الجحد شاع بعدها «ألا» وقد تجيء مصدرًا وظرفًا. وقد يثبت لها شرط. وقد يحذف الفعل بعدها.١٤٩ «وهل» للاستفهام. وتأتي بمعنى «ما» «وألا» والأمر، والسؤال، والتمني، وأدعوك.١٥٠ وقد يعني الاستفهام النفي.١٥١ وقد تكون الإجابة على السؤال لتخصيص الموضع أو النسبة.

(ي) التصديق

وتفيد «إي» تصديق المخبر ولإعلام المستخبر. وتقع بعد القسم أو الاستفهام.١٥٢ «ونعم» حرف جواب، تصديق للمخبر، ووعد للطالب، وإعلام للمستخبر.١٥٣ والتصديق أحد حروف الانفعال مع الضجر والإبطال والحضِّ والتهديد والوعيد والروع والزجر. وليس هو الفعل الأول كما هو حادث في الحياة المعاصرة.

(ك) التنوين

وهو بالصوت لا بالخط. مجرد موسيقى للتأثير دون تمييز بين أفعال الشعور وحروف الانفعالات. فاللغة صوت، والصوت موسيقى، والموسيقى نغم، والنغم يؤثر في النفس، وأفضل حامل للمعنى؛ لذلك تم الحديث عن موسيقى القرآن وموسيقى الشعر.١٥٤

(٦) الضمائر

في القرآن خمسة وعشرون ضميرًا متصلًا ومنفصلًا.١٥٥ ويرجع الضمير إلى مرجع يعود إليه. ويعود إلى أقرب مذكور. فالأصل أن يقدَّم ما يدل عليه الضمير. إذ يعود ضمير الغيبة إلى شيء سبق ذكره في اللفظ بالمطابقة أو أن يعود على مذكور في سياق الكلام، مؤخَّر في الكلام مقدَّم في النية أو أن يدل اللفظ على صاحب الضمير بالتضمين أو بالالتزام أو السياق.١٥٦
والأصل توافق الضمائر حذرًا من التشتيت. وجمع العلاقات لا يعود عليه الضمير إلا بصيغة الجمع.١٥٧ ويدل بالجزء على الكل.١٥٨ والضمير لا يعود إلا على مُشاهَدٍ محسوس.١٥٩
والعدول إلى الضمائر له أسبابه منها: الاختصار، والفخامة، والتحقير.١٦٠ وضمير الشأن أو القصة هو ضمير المجهول. قد يعود إلى ما بعده ولا يكون مفسره إلا جملة. ولا يتبع بتابع. ولا يعمل فيه إلا الابتداء أو النسخ، وهو ملازم للأفراد، ولا يُحمل كلية.١٦١ والفرق بينه وبين ضمير الفصل أن الفصل يكون على ضمير الغائب والمتكلم والمخاطب. فقد يأتي الضمير متصلًا بشيء وهو كغيره.١٦٢ وإذا اجتمع في الضمائر مراعاة اللفظ أو المعنى يبدأ باللفظ ثم بالمعنى.١٦٣ والضمير لا يكون إلا بعد الظاهر لفظًا أو مرتبة أو لفظًا ومرتبة. ولا يكون قبله إلا في أبواب ضمير الشأن والقصة.
وقد يعود الضمير على شيء والمراد به جنسه.١٦٤ وقد يُذكَر شيئان ويعود الضمير إلى أحدهما.١٦٥ وقد يذكر شيئان ويعود الضمير إليهما جمعًا لأن الاثنين جمع في المعنى.١٦٦ وقد يُثنى الضمير ويعود إلى أحد المذكورين.١٦٧ وإذا اجتمعت ضمائر فإن عودها لواحد أَولى من عودها لمختلف.١٦٨ وإذا عطف «أو» يُفرد الضمير.١٦٩ وقد تسدُّ مسدَّ الضمير أمور، منها: الإشارة، والألف واللام، والاسم الظاهر.١٧٠ ويجوز حذف الضمير للعلم به.١٧١
و«إيَّا» ضمير.١٧٢ والضمير هو الشخص، المتكلم أو المخاطب أو الغائب. «ومهما» اسم يعود الضمير عليه للتأكيد. «النون» اسم ضمير النسوة لتفرد النساء. وهي غير نون التوكيد.١٧٣ «والهاء» اسم ضمير الغائب. «وها» اسم فعل بمعنى «خذ»، واسم ضمير للمؤنث، وحرف تنبيه للإشارة.١٧٤

(٧) قواعد التفسير

ويحتاج المفسر إلى عدة قواعد مثل:١٧٥

(أ) قاعدة الضمائر

فالضمير له مرجع يعود إليه يكون الأقرب إليه مع توافق الضمائر، والمطابقة لما قبله. وضمير المجهول هو ضمير الشأن والقصة، ولا يعود الضمير على جمع العاقلات. ويراعى اللفظ قبل المعنى، وليس المعنى قبل اللفظ.

(ب) قاعدة التذكير والتأنيث

التأنيث نوعان: الأول حقيقي لا تحذف فيه تاء التأنيث إلا إذا وقع فيه فصل. والثاني غير حقيقي فالحذف فيه مع الفصل أحسن.١٧٦ ومن قواعد التذكير والتأنيث، أن التأنيث ضربان: حقيقي لا تحذف تاؤه إلا إن وقع فصل، وغير الحقيقي الحذف فيه مع الفصل أفضل.١٧٧ ويذكَّر المؤنث ويذكَّر المذكر؛ مما يدل على أن الفصل بينهما فصلٌ إجرائي. والتذكير أجود طبقًا للثقافة الذكورية القديمة. وضابط التأنيث حقيقي وغير حقيقي. فالحقيقي لا يحذف. وغير الحقيقي يحذف.١٧٨

(ﺟ) قاعدة التعريف والتنكير

وأسباب التنكير إرادة الوحدة، وإرادة النوع، والتعظيم، والتكثير، والتحقير، والتقليل. وإذا ذكر الاسم مرتين فله أربعة أحوال: إما أن يكونا معرفتَين أو نكرتَين أو الأول نكرة والثاني معرفة أو العكس.١٧٩ وفي القرآن تعريف وتنكير.١٨٠ يدل التنكير على الأعلى والأولى. وللتعريف أيضًا دلالته على الإضمار، والعلمية، والتعظيم، أو الإهانة، والإشارة، والتعريض، والتحقير، والتنبيه، والموصولية، والاختصار، والإضافة ولقصد العموم. وقد يذكر الاسم مرتين، معرفتين أو نكرتين أو نكرة ومعرفة أو معرفة ونكرة.١٨١ وللتعريف أسباب منها الإشارة إلى معهودٍ خارجي أو ذهني أو الجنس أو الحقيقة.

(د) قاعدة الإفراد والجمع١٨٢

ومن ألفاظ الجمع ما لا واحد له.١٨٣ ومن ألفاظ المفرد ما لا جمع له. وتقتضي مقابلة الجمع بالجمع مقابلة الفرد بالفرد.

(ﻫ) قاعدة الألفاظ

يظن بها الترادف وليست منه مثل الخوف والخشية. الخشية أشد من الخوف. والشحُّ والبخل والشح أشد. والبخل والضنُّ، البخل بالشيء والضن بالعلم. والسبيل والطريق والأول أغلب. وجاء وأتى، الأول حسي والثاني معنوي. ومد وأمد، الأول في المكروه والثاني في المحبوب. وسقى وأسقى، الأول ما لا كلفة فيه والثاني ما به كلفة. وعمل وفعل، الأول امتداد في الزمان. والقعود والجلوس، الأول به لبث. والتمام والكمال، الأول لإزالة النقص في الأصل، والثاني في العوارض. والإعطاء والإيتاء، والإيتاء أقوى. والسنة والعام، السنة الحول الذي فيه الشدة والجدب، والعام ما فيه الرخاء والخصب.١٨٤

(و) قاعدة السؤال والجواب

وهي مطابقة الجواب للسؤال وإلا فالإجابة بعيدة عن السؤال. توحي بكيفية وضع السؤال مثل السؤال عن النظر والجواب بالعمل، والزيادة في الجواب. وقد يُعدَل عن الجواب. وقد يعاد نفس السؤال. والأصل مشاكلة الجواب للسؤال في الصياغة. والأسئلة القليلة أفضل من الكثيرة.١٨٥

(ز) الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل

يدل الاسم على الثبوت والاستمرار، ويدل الفعل على التجدد والحدوث. والتجدد في الماضي، وفي المضارع.١٨٦ وقد يكون الخطاب بالاسم وقد يكون بالفعل.١٨٧ يدل الاسم على الثبوت والاستقرار، ويدل الفعل على التجدد والحدوث. والتجدد في الماضي يعني الحصول، وفي المضارع التكرار. ومضمر الفعل كمُظهَره. قد يجيء الاسم والفعل على التبادل. والجملة الاسمية أثبت من الفعلية. ومضمر الفعل كمظهره في إفادة الحدوث.١٨٨

(ﺣ) قاعدة المصدر

الواجبات تأتي بالمصدر مرفوعًا.١٨٩ وحرفها «أنْ» حرفًا مصدريًّا ناصبًا للفعل المضارع وتقع مبتدأً وفاعلًا ومفعولًا ومضافًا إليه. وتقع بعد عسى. وقد تكون مخففةً من الثقيلة فتقع بعد فعل اليقين، وتسمى ضمير الشأن. وتكون مفسِّرة بمعنى «أي» لتفسير ما قبلها بشرط تمام الجملة. وقد تكون زائدة بعد «لمَّا» التوقيتية. وقد تكون شرطية، ونافية بمعنى لا. وقد تكون للتعليل، وبمعنى «إذ» مع الماضي.

(ط) قاعدة العطف

العطف عطف على اللفظ، وعطف المحل، وعطف التوهم. ولا يُعطف الخبر على الإنشاء أو الاسمية على الفعلية، أو معمولَي عاملَين أو الضمير المجرور من غير إعادة الجار.١٩٠ «وأم» حرف عطف نائب عن تكرير الاسم والفعل مثل «أو». يتقدمها استفهام.١٩١ الإتيان بالمصدر مرفوعًا على سبيل الواجبات.١٩٢

(٨) شروط المفسر

يُفسَّر القرآن بالقرآن.١٩٣ فالتفسير للفهم كما هو الحال في أي نص من العلوم الرياضية أو الطبيعية.١٩٤ ميزته الالتزام بالنص. وخطورته الوقوع في التفسير الحرفي. وهو التفسير بالسياق الكلي أو تفسير الجزء بالكل. وعند القدماء هو التفسير بالمنقول وليس بالمعقول، بالرواية وليس بالدراية.١٩٥ التفسير مضطر إلى النقل وهو الأكثر. والثاني يعتمد على العقل وهو الأقل. وقد ترد تفاسير عن الصحابة بقراءةٍ مخصوصة.١٩٦ فالمنقول اختيار، ولا يخلو من معقول. ولا يمكن في تفسير المتشابه الاعتماد على المنقول وحده لأن اللفظ يتردد بين معنيَين.١٩٧ وكيف يتم التفسير بالنقل وحده حتى نقل مباحث الألفاظ؟ لذلك يحدث رد الفعل على ضرورة التفسير بالرأي. وكيف يتم النقل عن المفسرين السابقين والمحدثون مثلهم، رأيًا برأي واجتهادًا باجتهاد؟١٩٨ وقد يحتاج كل تفسير منقول إلى تفسير، وكل تفسير إلى تفسير إلى ما لا نهاية. ومن ثم لزمت العودة إلى التفسير بالرأي، التفسير بالمعقول، والتفسير بالواقع، والتفسير بالتجربة الذاتية.
ومآخذ أي مصادر أو مناهج للتفسير أربعة:
  • (أ)

    النقل عن النبي مع خطورة تدخل الضعيف والموضوع خاصة في المغازي والملاحم والتفسير.

  • (ب)

    الأخذ بقول الصحابي المرفوع عن النبي. وهي رواية لا رأيًا. به مخاطر النقل. وإذا كان منقولًا عن التابعي تزداد هذه المخاطر. وقد يضاف إليهم التابعون إلى ما لا نهاية حتى طبقات المفسرين بالرغم من أخطار النقل.

  • (جـ)

    الأخذ بمطلق اللغة. فالقرآن بلسانٍ عربي. ويكون التفسير طبقًا لألفاظ اللغة العربية.

  • (د)
    التفسير بمقتضى معاني الكلام والمقتضب من قوة الشرع. وهو الذي دعا إليه الرسول بتفهيم الدين وتعليم التأويل. فالقرآن ذو وجوه يُحمل على أحسنها.١٩٩ وهو عود إلى المصدر الأول.
طبقًا للمصدر الرابع يمكن التفسير بالاستنباط والاستدلال إذا تعددت معاني اللفظ مثل «الصراط» بين الحقيقة والمجاز، بين المعنى الحسي والمعنى العقلي. وميزته حرية الحركة من أجل المحافظة على المعاني الكلية للقرآن. فاللغة ليست فقط لفظًا بل معنى، وأصل الوقوف على معاني القرآن التدبر والتفكر. وعيبه تعدد التفسيرات طبقًا للمفسرين. وقد يسمح لبعض أصحاب الأهواء الخلط بين الرأي والهوى وهو تفسير المتكلمين، ليس المعتزلة وحدهم ولكن الفِرق جميعًا دفاعًا عن عقائدها. وتضرب الأمثلة من تفسيرات فرق المعارضة وحدها وعلى رأسها المعتزلة التي ما زالت باقية ضمن فرق أهل السنة.٢٠٠ والتفسير بالرأي قد يؤدي عند الفقهاء إلى خمسة مخاطر: الأول التفسير من غير حصول العلوم، وهو تفسيرٌ صوريٌّ فارغ. والثاني تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، وهو نفي للمعرفة الإنسانية وغلق لباب الفهم والاجتهاد. والثالث التفسير اعتمادًا على المذهب أو الفرقة بحيث يكون هو الأصل والتفسير تابع، وبالتالي رد الأصل إلى الفرع. والرابع القطع بأن هذا التفسير هو مراد الله دون دليل. والخامس التفسير بالهوى وليس بالرأي والاستحسان طبقًا للمصالح العامة.٢٠١ وهي ليست مخاطر بل هو واقعٌ إنساني، الحوامل الذاتية للوحي. ولماذا استبعاد التفسير بالرأي؟ لا يعني الرأي الهوى أو وجهة النظر الخاصة بل التجربة البشرية العامة الفردية والجماعية والمطردة عبر الزمان.٢٠٢ والقرآن له وجوهٌ عده طبقًا لتعدد المواقف.٢٠٣ يحتاج إلى اختيار أحدها، وهو ما لا يتم إلا بالعقل والمصلحة أي الرأي. وهذا هو أحد معاني التشابه، ووظيفة الرأي تحويله إلى محكم.
وهناك عدة وسائل لإيضاح المعنى حين الإشكال مثل رد الكلمة إلى ضدها أو إلى نظيرها والتمييز بين الخبر والشرط أو صيغةٍ كلاميةٍ أخرى، ودلالة السياق، والنقل عن المعنى الأصلي، ومعرفة أسباب النزول، والسلامة من التدافع.٢٠٤ وعلى المفسر أن يعرف قواعد أصول الفقه فيما يتعلق بمباحث الألفاظ.٢٠٥ فالرأي ليس مجرد هوًى شخصي بل له منطقٌ محكم. ويمنع من الوقوع في غرائب التفسير، وهو التفسير البعيد الشيئي التاريخي الحرفي الخاص القائم على الأهواء.٢٠٦
ولا يمكن استبعاد تفسير الصوفية.٢٠٧ وهو التفسير الإرشادي أو الباطني أي التأويل اعتمادًا على فتاوى بعض الفقهاء. فهناك مستويات لفهم المعنى، الظاهر والباطن، طبقًا لدرجة المعرفة لدى المفسر.٢٠٨ وإرجاع الباطن إلى الظاهر هو إلغاء الباطن، عودًا إلى الظاهر.٢٠٩ والعمل لا يعني العود إلى الظاهر وإلا تحول القرآن إلى مجموعة من العبادات والشعائر والأحكام الصورية الشرعية مع أن الفقه أخلاق.٢١٠ فالعمل أيضًا نوعان، أعمال الجوارح وأعمال القلوب. الظاهر اللفظ عند الفقهاء، والباطن التأويل عند الصوفية. الظاهر التلاوة، والباطن الفهم. تتعدد وجوه النص مما يحتاج إلى تأويل.٢١١ يحتاج فهم القرآن إلى تثوير أي إلى فهم وتأويل.٢١٢ والتثوير اليوم هو تحريض العقول والأذهان والنفوس والضمائر على التحرك وتغيير الوضع القائم إلى ما هو أفضل. وتفسير الصوفية مواجيد وكشوفات تتجاوز الألفاظ إلى الحدوس المباشرة، «عن قلبي عن ربي أنه قال …» التفسير هو المطابقة بين النص وتجربة المفسر الذاتية.٢١٣ وقد يستنبط الحكم من السكوت عن شيء. تكفي الإشارة بالمنطوق به إلى المسكوت عنه.٢١٤ وينقسم القرآن إلى ما هو بيِّن بنفسه فلا يحتاج إلى تفسير. يكفي الإدراك المباشر وما ليس مبينًا بنفسه فيحتاج إلى تفسير. فالتفسير خطوةٌ ثانية وليست أولى. والأمثلة على ذلك كثيرة.٢١٥ وما يحتاج إلى بيان قد يكون بيانه في آيةٍ أخرى مضمرًا فيها إما بحذف أو بإجمال. وقد يكون اللفظ مقتضيًا لأمر ويحمل غيره. وقد يكون اللفظ محتملًا لمعنيَين في موضع ويُعيَّن في موضعٍ آخر. وقد يكون له ظاهر وباطن.٢١٦
والتفسير على أربعة وجوه: الأول وجه تعرفه العرب من كلامها. والثاني تفسير لا يُعذَر أحد بجهالته. والثالث تفسير يعرفه العلماء. والرابع تفسير لا يعرفه إلا الله. وهو معنى حديث «أنزل الله القرآن على أربعة أحرف.» الأول تعرفه العرب. والثاني الفرائض، الحلال والحرام. والثالث يعرفه العلماء. والرابع هو المتشابه، الأول تعرفه العرب من لسانهم، لفظًا ومعنى. الثاني الشرائع والأحكام. والثالث اجتهاد العلماء وتأويلهم واستنباط المعاني وكل لفظ يحتمل معنيَين. والرابع علم الغيب مثل قيام الساعة وتفسير الروح والحروف في أوائل السور والمتشابه حيث يتوقف المفسر فيها وهي الموضوعات المتعالية التي تخرج عن نطاق الحس.٢١٧ وكل لفظ يحتمل معنيَين، موضوع الاجتهاد والعلماء. إما أن يكون أحدهما أظهر من الآخر، أو أن يكون الاثنان جليَّين سواء اختلف أصل الحقيقة فيهما أم لا، وإذا اختلفا يمكن اجتماعهما أم لا؟ والقول بالرأي على قسمَين: تفسير اللفظ لاحتياج المفسر له أو حمل اللفظ المحتمل على أحد معنيَين.٢١٨
ولا يوجد تكرار في القرآن بل التعبير عن أوجه المعنى.٢١٩ وهو أحد أسباب ضرورة التفسير الموضوعي للقرآن.٢٢٠ كما لا توجد ألفاظٌ مترادفة. فكل لفظ مترادف له أحد جوانب خصوصية المعنى.
يبدأ المفسر بعلوم اللغة، مباحث الألفاظ، ثم علاقة الألفاظ بالمعاني، وعلم التصريف وهو الصيغ الدالة على المعاني، وعلم الاشتقاق وردِّ الأصول إلى الفروع. ثم تأتي علوم التركيب مثل الإعراب، وأساليب البلاغة، وعلم البيان وما يتعلق بالحقيقة والمجاز والاستعارة والكناية والتشبيه وعلم البديع وما يتعلق بالفصاحة اللفظية والمعنوية.٢٢١ وعلى المفسر أن يتحرى مطابقة تفسيره للغة دون زيادة أو نقصان، والتفرقة بين الحقيقة والمجاز وباقي مباحث الألفاظ مع أساليب البيان وفنون البلاغة. وعليه أن يعرف كل الحوامل الموضوعية للوحي مثل المكان والزمان وأسباب النزول، والحوامل الموضوعية الذاتية مثل الرواية، شفاهًا وتدوينًا وقراءة، والحوامل الذاتية اللغوية مثل اللفظ والمعنى وفنون البلاغة ومناهج التفسير.٢٢٢ ومن أوجه الزيادة عندما يحكي المفسر عن الله ويقول «حكى الله تعالى …» ويصنع تفسيره وكأنه هو المتحدث باسم الله وليس رأيه وتفسيره وفهمه.٢٢٣
ويحتاج المفسر إلى الفهم والتبحر في العلوم.٢٢٤ وأولها علوم اللغة. فالعبادات للعموم وهي للسمع، والإشارات للخصوص وهي للعقل، واللطائف للأولياء وهي المشاهد، والحقائق للأنبياء وهي للاستسلام. ولكل علم ظاهر وباطن، حد ومطلع. الظاهر للتلاوة، والباطن للفهم. والحد لأحكام الحلال والحرام أي الفعل والسلوك. والمطلع أي الإشراق، الوعد والوعيد، علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين. ويكون على قدر الاستطاعة. وتثوير القرآن هو تحويله إلى تجربةٍ ذاتية، ونقله من مستوى النص إلى مستوى التجربة.٢٢٥ وعند الصوفية العلوم لا حدود لها. فلكل آية ستون ألف فهم، ويحتوي القرآن على سبعة وسبعين ألف علم ومائتي علم؛ إذ لكل كلمة علم، ثم يتضاعف إلى أربعة. وهي ليست علومًا داخلة في الذات والصفات والأفعال بل هي علومٌ إنسانيةٌ خالصة، يسميها الصوفية علوم المكاشفات.
ويحتاج المفسر إلى عدة علوم مثل اللغة لشرح مفردات الألفاظ، والنحو لتغير المعنى بتغير الإعراب، والتصريف لمعرفة الأبنية والصيغ، والاشتقاق للفصل بين المعنيَين المتضادَّين، والمعاني والبيان والبديع لمعرفة خواص تركيب الكلام من حيث إفادة المعنى ووضوحه وخفاؤه وتحسين وجوه الكلام وهي علوم البلاغة لمعرفة أوجه الإعجاز، وعلم القراءات لمعرفة كيفية النطق بالقرآن، وعلم أصول الدين للحفاظ على قواعد العقائد، وعلم أصول الفقه لمعرفة أوجه الاستدلال على الأحكام واستنباط عللها، وأسباب النزول والقصص لمعرفة صلة الآية بالواقع، والجواب بالسؤال، والناسخ والمنسوخ لمعرفة عامل الزمان وأثره في تطور الأحكام، والفقه لمعرفة أحكام الشرع، والأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم، وأخيرًا علم الموهبة الذي يورثه الله لمن عمل بما علم، وهو ما يركز عليه الصوفية.٢٢٦ وهي علوم تجمع بين العلوم النقلية العقلية كعلم أصول الدين وعلم أصول الفقه وعلوم التصوف دون علوم الحكمة، والعلوم النقلية الخالصة كالحديث والفقه دون علوم السيرة ودون العلوم العقلية الخالصة كالحساب أو الطبيعة الخالصة كالطب، والعلوم اللغوية التي تستحوذ على نصف العلوم.٢٢٧ لذلك لا يغرق المفسر في علوم اللغة والفقه والعقائد حتى لا يردَّ التفسير إليها.٢٢٨
وقد تُقسَّم علوم القرآن إلى ثلاثة علوم. الأول علم لم يُطلع الله عليه أحدًا من خلقه واستأثر به. وهو خارج أقسام العلوم الإنسانية. فما فائدة علم لا يعرفه البشر؟ وهل الله يستأثر بعلم وهو يبلغ رسالته، ويرسل رسلًا؟ الثاني ما أطلع الله عليه نبيه من أسرار الكتاب واختص به مثل أوائل السور. وهو أقرب إلى القسم الأول. وما فائدة علم يستأثر به الرسول ولا يبلغه للناس يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. والثالث علوم علَّمها الله للنبي من المعاني الكلية والخفية لتعليمها، وهو قسمان: الأول لا يجوز الكلام فيه إلا عن طريق السمع مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقراءات واللغات والقصص وأمور المعاد. والثاني ما يؤخذ بطريق النظر والاستدلال والاستنباط والاستخراج من الألفاظ، إما تأويل الآيات المتشابهة في الصفات، وهو ما عليه خلاف، وإما استنباط الأحكام الشرعية قياسًا أو بلاغة.٢٢٩ ولا يعني احتواء القرآن علوم الأولين والآخرين احتواءه على العلوم الرياضية والطبيعية، فهذه علومٌ برهانيةٌ تجريبية، بل يعني قدرته على إعطاء بعض الفروض العلمية للتحقق من صدقها بالبرهان الرياضي أو التجريبي. وقد يشعر العالم الرياضي أو الطبيعي عند قراءاته للقرآن بصدى بعض نتائج العلمَين فيه. فيتفق الحدس والبرهان.٢٣٠

(٩) طبقات المفسرين

الرسول هو الطبقة الأولى.٢٣١ والصحابة عشرة من الطبقة الثانية.٢٣٢ وكل صحابي يعتبر نفسه هو العالم الأول. يجيب على كل سؤال. يعلم كل آية نزلت بليل أم بنهار، في سهل أم في جبل. وهي معلوماتٌ تاريخية لا أهمية لها في التفسير المتجدد وبمصالح الناس المتغيرة. وآخر يقول: إنه ما نزلت من آية إلا وعلم فيمَ نزلت وأين نزلت، وأن الله وهب له قلبًا عقولًا ولسانًا سئولًا. وقال ثالث ما نزلت آية إلا وهو أعلم فيمَ نزلت وأين، وأنه لا يوجد أعلم منه، وإلا كان قد ذهب إليه. وهو علم يقارب الغرور وإن لم يصل إلى حد الادعاء. ويتأكد ذلك بمباركة الرسول وأخباره وأحكامه وثنائه على صحابته. فهذا حبر هذه الأمة، حكم جبريل يكرره محمد. ويمتد نفس الثناء على التابعين، ويدخل معهم بعض الزهاد مثل الحسن البصري. وهم نقلة عن الصحابة دون إبداعٍ ذاتي من أنفسهم. وهنا تتحول علوم القرآن إلى علم التفسير قبل أن يستقل في علمٍ مستقل.
وفي الجزء الأخير من باب «طبقات المفسرين» وهو آخر باب في «الإتقان» يظهر الرسول مفسرًا أولًا.٢٣٣ وهو استعراض لما جُمع من أقوال الرسول في شرح بعض الآيات إجابة على أسئلة له من الصحابة على نحوٍ طولي، من الفاتحة حتى الناس.٢٣٤ لا يجمعهما هدفٌ واحد ولا رؤيةٌ واحدة، مجرد معلوماتٍ إضافية لمزيد من المعرفة بالآية وبعض ألفاظها المجهولة. فما مصدر هذه المعلومات؟ هل هي الوحي عن طريق جبريل أو الوحي المباشر أو الحدس أو المعلومات التي استقاها الرسول من خلال رحلاته عن الأمكنة والأزمنة من اليهود والنصارى وأمثال العرب وقصصهم قبل الإسلام أم آراء شخصية في موضوعات لا أهمية لها تخطئ وتصيب. وهناك معلوماتٌ خاطئة مثل اعتبار سام أبا العرب، وحام أبا الحبش، ويافث أبا الروم، هذه الشعوب المعروفة وقتها. وماذا عن الشعوب الهندية والأوروبية والآسيوية والأمريكية اللاتينية؟ وأحيانًا يكون رأيًا يحتمل الرأي الآخر. وأحيانًا يكون التفسير حقيقة والأقرب المجاز.
وكثير منها موضوعاتٌ متعالية لا يُسأل ولا يجاب عليها خاصة بأمور المعاد والخلق والعرش.٢٣٥ يسهل تدخل الخيال فيها وتحويلها إلى خرافات.
وكثير من الروايات ضعيفة أو غير مرفوعة أو غريبة. ويحتاج التفسير إلى ابن خلدون جديد يحول منهج الرواية السبب الرئيسي في أخطاء المؤرخين إلى منهج المشاهدة والعيان المباشر ثم إلى منهج تحليل الخبرات الإنسانية الرصيد الأول للتفسير كما هو الحال في علوم الذوق عند الصوفية. فليست مهمة الحديث إعطاء معلوماتٍ نظريةٍ ظنية بل توجيهاتٍ أخلاقية وتفصيلاتٍ عملية.٢٣٦ وبنية معظم هذه الأحاديث ضعيفة؛ إذ يكون الرسول هو السائل والإجابة من آخر عن تصورٍ نظري يخشى من وضعه على لسان الرسول.٢٣٧ ويكون السائل أحيانًا يهوديًّا كي يوقع الإسلام في روح اليهودية وتاريخها كما فعل بولص مع الإنجيل وتعاليم المسيح عندما هوَّد المسيحية.٢٣٨ وتتكرر عبارة «إسناده ضعيف» عدة مرات.٢٣٩

والتفسير في غالبيته حدثيٌّ تاريخيٌّ شيئي، وهو ليس المقصود من التفسير الأخلاقي العملي. وهو ليس قصد الآية المتجهة إلى الدلالة وليس إلى الواقعة، إلى المعنى وليس إلى الحدث. فالمغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى. وهو تقييد للمعنى، وعناية بالمثل دون المثول.

وصورة الرسول جديدة غير معروفة، الزهو بالنفس وتحديد المسجد الذي أُسس على التقوى بأنه مسجده وليس مسجد قباء، وتحول الرسول إلى شخصيةٍ مركزيةٍ محمدية كما حدث في الإنجيل. وتحول محرروه من الأخلاق العلمية في «المواعظ على الجبل» إلى شخص المسيح عند يوحنا وبولس.٢٤٠
ومعاضدة السنة للقرآن في التفسير أحد العوامل الخارجية للتيقن من التفسير الداخلي الذي يعتمد على طبيعة النص ذاته وآليات التفسير.٢٤١ فكل حديث إنما هو تفسير لآية. القرآن أصل، والحديث فرع. والقرآن أصولٌ كلية والحديث فروعٌ جزئية. القرآن أصولٌ نظرية، والحديث تطبيقاتٌ عملية. القرآن عام، والحديث خاص. القرآن شامل لكل العصور، والحديث في بعض تطبيقاته العملية أول تحقق في التاريخ، في الزمان والمكان والمجتمع.٢٤٢ الحديث وصف وتعيين وتصريح وبيان وتعريض وتفسير وتأويل وفهم وتصديق وتعبير وتحقيق وضرب أمثلة للقرآن.
وطبقة التابعين مجرد سرد لأسماء رجال دون وضع منهج أو وصف طريقة أو بيان مظاهرَ جديدة.٢٤٣ يتلوهم الطبري. وتفسيره أجلُّ التفاسير مع أنه مجرد امتداد لمنهج المؤرخين، لا فرق بين تاريخ الطبري وتفسير الطبري في المنهج والغاية والأسلوب.٢٤٤
وتتعدد مناهج التاريخ عند القدماء مثل الإخباري الذي ليس له شغل إلا القصص واستيفاءها والإخبار عما سلف سواء كانت صحيحة أم باطلة مثل تفسير الثعالبي. وهو المنهج التاريخي، والفقيه يسرد الفقه من الطهارة حتى أمهات الأولاد مع أدلة الفروع والرد على المخالفين كتفسير القرطبي وهو المنهج الفقهي. والفيلسوف صاحب العلوم العقلية يملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة لدرجة البعد عن الآية مع التطويل فيها لدرجة الابتعاد عن التفسير مثل تفسير الرازي، وهو المنهج الفلسفي. والمبتدع يحرف الآيات ويطبقها على مذهبه كما فعل الزمخشري في «الكشاف» في تطبيقه التفسير على منهج الاعتزال. والملحد يكفر ويُلحد في آيات الله، ويُقوِّل الآية ما لم تقله وهو ما تفعله بعض فرق المتكلمين مثل الرافضة. وهو ما سيتحول إلى علم التفسير كعلمٍ مستقل من العلوم النقلية الخمسة مع القرآن والحديث والسيرة والفقه.٢٤٥
١  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، ص٢٤٧–٤٤١.
٢  الإتقان، ج١، ٦–٨.
٣  أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري: تأويل مشكل القرآن، علق عليه ووضع حواشيه وفهارسه إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٣ﻫ/٢٠٠٢م.
٤  السابق، ص١٧–١٨١.
٥  السابق، ص١٨٢–٢٤٦.
٦  السابق، ص٢٧٨–٢٩٧.
٧  السابق، ص٢٩٨–٣٠٩.
٨  أمثال العرب، السابق، ص٦١–١٤١، ١٦٧، ٢٥٨؛ عادة العرب، السابق، ص٦٩، ٨٦، ٨٨، ٩٣، ٩٧، ٩٩، ١٠٣، ١١٣، ١٣٠، ١٤٢، ١٧٨، ١٨٠، ٢٧١، ٣٠٠، ٣٠٦.
٩  السابق، ص٦٩-٧٠.
١٠  السابق، ص١٥.
١١  أكثر المسائل في البركة (٩٢)، وفي الناس (١).
١٢  Method of The thematic interpretation, Islam in the modern world, I, pp 484–509.
١٣  قاضي القضاة عماد الدين أبي الحسن عبد الجبار بن أحمد (إملاء): تنزيه القرآن عن المطاعن، دار النهضة.
١٤  السابق، ص٥٣٦.
١٥  الخطيب الإسكافي: درة التنزيل وغرة التأويل، في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز برواية أبي الفرج الأردستاني، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ١٣٩٣ﻫ/١٩٧٣م.
١٦  الأعراف (٢٩)، البقرة (٢٣)، الأنعام (١٩)، هود (١١)، العنكبوت (٩)، النحل (٨)، آل عمران، المائدة، براءة (٧)، الكهف، الأنبياء، فصلت (٦)، النساء، الحج، المؤمنون، الزمر (٥)، يونس، يوسف، الشعراء، الروم (٤)، السجدة، الصافات، الشورى، الزخرف، الفتح (٣)، الأنفال، الحجر، الإسراء، مريم، النور، الفرقان، النمل، القصص، سبأ، يس، ص، ق، الذاريات، الرحمن، الحشر، التغابن، المدثر، القيامة، النبأ، التكوير، المطففين الانشقاق، البلد (٢)، الرعد، إبراهيم، لقمان، فاطر، الطور، القمر، الواقعة، المجادلة، الممتحنة، الصف، المنافقون، الطلاق، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الإنسان، المرسلات، النازعات، الشرح، العلق، التكاثر، الكافرون، الناس (١).
١٧  الأحزاب، الدخان، الأحقاف، محمد، الحجرات، الجمعة، التحريم، الجن، المزمل، عبس، الانفطار، الطارق إلى الفجر، الشمس، الليل، الضحى، التين.
١٨  الأشعار (١٣).
١٩  أربعة كتب في علوم القرآن، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، عالم الكتب، بيروت، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٨م ص١٣–٣١.
٢٠  مسألة (٣٣)، سؤال (٦).
٢١  الإمام أبو جعفر أحمد بن إبراهيم ابن الزبير الثقفي الغرناطي: ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل، وضع حواشيه عبد الغني محمد على الفاسي (جزآن)، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
٢٢  الشيخ الإمام العلامة المفسر أبو القاسم محمد بن أحمد بن جُزي الكلبي: التسهيل لعلوم التنزيل. ضبطه وصححه وخرج آياته محمد سالم هاشم (جزآن)، دار الكتب العلمية، بيروت ١٤١٥ﻫ/١٩٩٥م.
٢٣  السابق، ص٣–٥.
٢٤  السابق، ص٦–٢٠.
٢٥  السابق، ص٢١–٣٩.
٢٦  البرهان، ج۲، ١٤٨–٥٢.
٢٧  السابق، ج٢، ١٤٦.
٢٨  مثل الزجاج في «معاني القرآن» والواحدي والفراء وابن الأنباري (السابق ج٢، ١٤٦-١٤٧).
٢٩  الإتقان، ج٤، ١٧٠-١٧١.
٣٠  السابق، ج٤، ١٧١–١٧٣.
٣١  الإتقان، ج٤، ١٦٧–١٧٣؛ البرهان، ج٢، ١٤٦–٢١٦.
٣٢  من النقل إلى الإبداع، مج١، النقل ج٣، الشرح، ص٩–٣٢، تأويل الظاهريات، ص١٤٥–١٦٣.
٣٣  البرهان، ج٢، ١٤٨-١٤٩.
٣٤  السابق، ج٢، ١٧٨–١٨٠.
٣٥  السابق، ج٢، ١٥٢-١٥٣.
٣٦  السابق، ج٤، ١٧٥–٤٤٦. مثل: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.
٣٧  السابق، ص١٧٥–١٧٧.
٣٨  الإتقان، ج٢، ١٤٠–٢٥٩.
٣٩  السابق، ص١٤٠-١٤١.
٤٠  وهو ما يسمى في العلوم الاجتماعية في الغرب الحديث اللسانيات النفسية Psycho-Linguistics أو اللسانيات الاجتماعية Socio-Linguistics.
٤١  «ها قد أثبت على شرح معاني الأدوات الموقعة في القرآن على وجهٍ موجزٍ مفيدٍ محصِّل للمقصود منه، ولم أبسطه لأن محل البسط والإطناب إنما هو تصانيفنا في فن العربية وكتبنا النحوية. والمقصود في جميع أنواع هذا الكتاب إنما هو ذكر القواعد والأصول، لا استيعاب الفروع والجزئيات» (الإتقان، ج٢، ٢٥٩).
٤٢  السابق، ج٢، ١٧٠–١٧٣.
٤٣  السابق، ص١٩٥-١٩٦؛ البرهان، ج٤، ٢٧٧–٢٧٩.
٤٤  الإتقان، ج٢، ١٩٨-١٩٩.
٤٥  السابق، ص٢٠٨-٢٠٩.
٤٦  السابق، ص٢١٨–٢٢١؛ البرهان، ج٤، ٣١٧–٣٢٥.
٤٧  البرهان، ج٤، ٣٢٦-٣٢٧.
٤٨  الإتقان، ج٢، ١٥٦–١٥٨.
٤٩  الإتقان، ج٢، ١٤٣-١٤٤.
٥٠  السابق، ص١٨٨.
٥١  السابق، ص١٩١؛ البرهان، ج٤، ٢٧١.
٥٢  الإتقان، ص١٩٩.
٥٣  البرهان، ج٤، ٣٩٨–٤١٠.
٥٤  السابق، ج٤، ٤١١–٤١٤.
٥٥  الإتقان، ج٢، ١٩٠-١٩١.
٥٦  البرهان، ج٤، ٣١١.
٥٧  السابق، ص٣١٢.
٥٨  الإتقان، ج٢، ١٤٧–١٥٢.
٥٩  السابق، ص٢٥٤-٢٥٥.
٦٠  السابق، ج٢، ١٩٦-١٩٧.
٦١  السابق، ج٢، ١٦٣–٢٥٩.
٦٢  السابق، ص٢٥٣.
٦٣  السابق، ص٢٥٤.
٦٤  السابق، ج٢، ١٤٤–١٤٧؛ البرهان، ج٤، ١٩٠–٢٠٨.
٦٥  البرهان، ج٤، ٢٠٧-٢٠٨.
٦٦  الإتقان، ص١٦١.
٦٧  السابق، ص١٧٥.
٦٨  البرهان، ج٤، ٢٤٧.
٦٩  السابق، ص٢٤٩-٢٥٠.
٧٠  الإتقان، ص١٨٩؛ البرهان، ج٤، ٢٦٦–٢٧٠.
٧١  السابق، ص١٩٦؛ البرهان، ج٤، ٢٨٠.
٧٢  الإتقان، ج٢، ١٩٧-١٩٨؛ البرهان، ج٤، ٢٨٠-٢٨١.
٧٣  البرهان، ج٤، ٢٨٢–٢٨٤.
٧٤  السابق، ص٢١٢-٢١٣؛ البرهان، ج٤، ٣٠٥–٣٠٩.
٧٥  السابق، ص٢١٥–٢١٧.
٧٦  السابق، ص٢٣٠-٢٣١.
٧٧  الإتقان، ج٢، ٢٣٣–٢٣٩؛ البرهان، ج٤، ٣٨٠–٣٨٨.
٧٨  السابق، ص٢٤٦.
٧٩  السابق، ص٢٥٥.
٨٠  البرهان، ج٤، ٢٥١.
٨١  السابق، ص٢٨٠.
٨٢  الإتقان، ج٢، ١٨٧-١٨٨.
٨٣  السابق، من١٩٠؛ البرهان، ج٤، ٢٧٠.
٨٤  الإتقان، ج١، ١٩٤-١٩٥، ج٤، ٢٧٤–٢٧٦، مثل «من دونه».
٨٥  السابق، ص٢٠٦-٢٠٧؛ البرهان، ج٤، ٢٩٠–٢٩٢.
٨٦  الإتقان، ج٢ ص٢٥٤.
٨٧  البرهان، ج٤، ٣٠٢–٣٠٤.
٨٨  السابق، ص٣١١-٣١٢ مثل: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ.
٨٩  الإتقان، ج٢، ١٥٢–١٥٥؛ البرهان، ج٤، ١٨٧–١٨٩.
٩٠  السابق، ص١٦٥-١٦٦؛ البرهان، ج٤، ٢٤٢–٢٤٤.
٩١  السابق، ص١٦٧–١٧٠؛ البرهان، ج٤، ٢١٥–٢٢٢.
٩٢  الإتقان، ص٢٠٩–٢١١؛ البرهان، ج٤، ٢٩٤–٣٠١.
٩٣  السابق، ص٢٢٣-٢٢٤.
٩٤  السابق، ص٤٣٠.
٩٥  الإتقان، ج٢، ١٦١–١٦٣؛ البرهان، ج٤، ٢٣٢–٣٣٤.
٩٦  السابق، ص١٩٢–١٩٤؛ البرهان، ج٤، ٢٧٢-٣٧٣.
٩٧  الإتقان، ج٢، ١٨٢–١٨٥؛ البرهان، ج٤، ٢٥٢–٢٥٧ مثل: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ.
٩٨  السابق، ص٢٠١–٢٠٣؛ البرهان، ج٤، ٢٨٤–٢٨٧.
٩٩  السابق، ص٢١١-٢١٢.
١٠٠  السابق، ص٢١٤-٢١٥؛ البرهان، ج٤، ٣١٠.
١٠١  البرهان، ج٤، ٤٢٧–٤٢٩.
١٠٢  الإتقان، ج٢، ٢٤٧–٢٥٠؛ البرهان، ج٤، ٤١٥–٤٢٦.
١٠٣  السابق، ص٢٥٥–٢٥٨؛ البرهان، ج٤، ٤٣٥–٤٤٢.
١٠٤  الإتقان، ج٢، ٢١٧-٢١٨.
١٠٥  السابق، ص٢٢١-٢٢٢.
١٠٦  الإتقان، ج٢، ٢٢٧–٢٣٠؛ البرهان، ج٤، ٣١١.
١٠٧  الإتقان، ج٢، ٢٣٩–٢٤٢؛ البرهان، ج٤، ٣٩٦-٣٩٧.
١٠٨  الإتقان، ج٢، ٢٤٢–٢٤٧.
١٠٩  البرهان، ج٤، ٢٦١–٢٦٥.
١١٠  السابق، ج٤، ٣٥١–٣٦١.
١١١  السابق، ص٣٦٢-٣٦٣.
١١٢  السابق، ص٣٦٢.
١١٣  الإتقان، ج٢، ١٥٩–١٦١؛ البرهان، ج٤، ٢٣٦–٢٤١.
١١٤  السابق، ص١٦٦-١٦٧.
١١٥  السابق، ص٢٣١-٢٣٢؛ البرهان، ج٤، ٣٨٩–٣٩١.
١١٦  البرهان، ج٤، ٢٩٣.
١١٧  السابق، ج٤، ٣٣٤–٣٥٠.
١١٨  الإتقان، ج٢، ١٦٣–١٦٥.
١١٩  السابق، ص١٧٥–١٧٨.
١٢٠  البرهان، ج٤، ٢٠٩–٢١٤، ٣٦٣–٣٧٥.
١٢١  السابق، ج٢، ٢٤٥-٢٤٦. مثل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا.
١٢٢  الإتقان، ج٢، ١٥٨-١٥٩؛ البرهان، ج٤، ٢٣٥-٢٣٦ مثل أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ.
١٢٣  من الفناء إلى البقاء، ج٢، الوعي الذاتي.
١٢٤  الإتقان، ج٢، ١٨٥؛ البرهان، ج٤، ٢٥٨–٢٦٠. مثل أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ.
١٢٥  الإتقان، ج٢، ١٥٥-١٥٦؛ البرهان، ج٤، ٢٤٨. مثل فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ.
١٢٦  الإتقان، ج٢، ١٧٩.
١٢٧  السابق، ص١٨٧–١٩٩.
١٢٨  السابق، ص٢٥٢.
١٢٩  البرهان، ج٤، ٣١٣–٣١٦.
١٣٠  الإتقان، ج٢، ٢٥٨-٢٥٩؛ البرهان، ج٤، ٤٤٣-٤٤٤.
١٣١  البرهان، ج٤، ٣٦٣–٣٧٥.
١٣٢  السابق، ص٣٧٦–٣٨٠.
١٣٣  الإتقان، ج٢، ٢٣٢-٢٣٣؛ البرهان، ج٤، ٣٩٢–٣٩٥.
١٣٤  السابق، ص٢٤١.
١٣٥  الإتقان، ج٢، ٢٠٣–٢٠٦؛ البرهان، ج٤، ٢٨٨-٢٨٩.
١٣٦  البرهان، ج٤، ٤٤٥-٤٤٦.
١٣٧  البرهان، ج٢، ٣٢٦–٣٥١.
١٣٨  الإتقان، ج٢، ١٤١–١٤٣؛ البرهان، ج٤، ١٧٨.
١٣٩  السابق، ص١٨٠–١٨٢.
١٤٠  السابق، ص١٨٦-١٨٧.
١٤١  السابق، ص٢٢٢-٢٢٣؛ البرهان، ج٤، ٣٢٨-٣٢٩.
١٤٢  الإتقان، ج٢، ٢٤٢–٢٤٦.
١٤٣  السابق، ص٢٥٣.
١٤٤  البرهان، ج٤، ١٧٨–١٨٦.
١٤٥  السابق، ج٢، ٣٤٤–٣٤٦.
١٤٦  مثل وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ.
١٤٧  السابق، ص٣٤٦-٣٤٧.
١٤٨  السابق، ص٣٤٧.
١٤٩  السابق، ج٤، ٣٣٠–٣٣٣.
١٥٠  السابق، ص٤٣٣-٤٣٤.
١٥١  السابق، ج٤، ٧٤–٧٧. مثل فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا.
١٥٢  الإتقان، ج٢، ١٨٠؛ البرهان، ج٤، ٢٥١.
١٥٣  الإتقان، ج٢، ص٢٥٢.
١٥٤  السابق، ص٢٥١-٢٥٢.
١٥٥  الإتقان، ج٢، ٢٨١–٣٢٣. وألَّف ابن الأنباري «الضمائر في القرآن» في مجلدين (السابق، ص٢٨١؛ البرهان، ج٤، ٢٤–٤٢).
١٥٦  البرهان، ج٤، ٢٥–٢٩، ٣٩-٤٠.
١٥٧  الإتقان، ص٢٨٧.
١٥٨  البرهان، ج٤، ٤٠-٤١ مثل: إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا.
١٥٩  السابق، ص٤٢ مثل: وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
١٦٠  البرهان، ج٤، ٢٤-٢٥.
١٦١  الإتقان، ج٢، ٢٨٦-٢٨٧؛ البرهان، ج٤، ٢٩-٣٠.
١٦٢  البرهان، ج٤، ٣٣–٣٥ مثل وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً.
١٦٣  الإتقان، ج٢، ٢٨٨–٢٨٩مثل فَنِعِمَّا هِيَ.
١٦٤  البرهان، ج٤، ٣٠ مثل إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا.
١٦٥  السابق، ص٣٠–٣٢ مثل وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ.
١٦٦  السابق، ص٣٢ مثل وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ.
١٦٧  السابق، ص٣٢ مثل يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ.
١٦٨  السابق، ص٣٥–٣٨ مثل أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ.
١٦٩  السابق، ص٤٠ مثل إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا.
١٧٠  السابق، ج٤، ٣٨-٣٩.
١٧١  السابق، ص٤١. مثل أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولًا.
١٧٢  الإتقان، ج٢، ١٨١.
١٧٣  السابق، ص٢٥٠.
١٧٤  السابق، ص٢٥٢-٢٥٣؛ البرهان، ج٤، ٤٣١-٤٣٢.
١٧٥  «في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها»، الإتقان، ج٢، ٢٨١–٣٢٣.
١٧٦  السابق، ص٢٨٩–٢٩١.
١٧٧  الإتقان، ج١، ٢٨٩–٢٩١.
١٧٨  البرهان، ج٣، ٣٥٩–٣٧١.
١٧٩  الإتقان، ج٢، ٢٩١–٢٩٩.
١٨٠  السابق، ص٢٩١–٢٩٩؛ البرهان، ج٤، ٨٧–٩٣.
١٨١  البرهان، ج٤، ٩٣–١٠١.
١٨٢  الإتقان، ج٢، ٢٩٩–٣٠٦.
١٨٣  مثل: المن، السلوى، الهَدي، أبابيل.
١٨٤  الإتقان، ج٢، ٣٠٦–٣١٠.
١٨٥  السابق، ص٣١٠–٣١٦، انظر مقالنا: «فلسفة السؤال»، هموم الفكر والوطن، ج٢، الفكر العربي المعاصر، ط١، ص٧–٢٩.
١٨٦  الإتقان، ج٢، ٣١٦–٣١٩.
١٨٧  السابق، ص٣١٦–٣١٩؛ البرهان، ج٤، ٦–٧٢.
١٨٨  البرهان، ج٤ ص٣٧١.
١٨٩  الإتقان، ج٢ص٣١٩؛ البرهان، ج٤، ٢٢٣–٢٢٨.
١٩٠  السابق، ص٣١٩–٣٢٣.
١٩١  البرهان، ج٤، ١٨٠–١٨٦.
١٩٢  الإتقان، ج٢، ٣١٩.
١٩٣  الإتقان، ج٤، ١٧٤–٢٠١؛ البرهان، ج٢، ١٧٥-١٧٦، وقد ألَّف فيها ابن الجوزي.
١٩٤  السابق، ص١٧٤–١٧٦.
١٩٥  السابق، ص١٩٢-١٩٣، وقد ألف السيوطي في التفسير بالمنقول «ترجمان القرآن».
١٩٦  وألَّف فيه السيوطي «أسرار التنزيل»؛ السابق، ص١٩٣-١٩٤.
١٩٧  السابق، ص١٩٤.
١٩٨  البرهان، ج٢، ١٧١-١٧٢، ١٨٠.
١٩٩  الإتقان، ج٤، ١٨٠–١٨٥؛ البرهان، ج٢، ١٥٦–١٦٤، ١٧٢.
٢٠٠  الإتقان، ج٤، ١٧٦–١٨٠؛ البرهان، ج٢، ١٨٠-١٨١.
٢٠١  الإتقان، ج٤، ١٩١.
٢٠٢  البرهان، ج٢، ١٦١–١٦٤، وهو معنى قول الرسول «من فسر القرآن برأيه فقد أخطأ.» أو «ومن قال في القرآن برأيه فقد كفر.»
٢٠٣  وهناك أحاديث عن الرسول في هذا المعنى مثل «القرآن ذو وجوهٍ محتملة فاحملوه على أحسن وجوهه.»
٢٠٤  السابق، ج٢، ١٩٩–٢٠٥.
٢٠٥  السابق، ج٢، ٦–٩.
٢٠٦  وذلك مثل تفسير حم * عسق إن الحاء حرب علي ومعاوية، والميم ولاية المروانية، والعين ولاية العباسية، والسين ولاية السفيانية، والقاف قدوة المهدى. وتفسير الم أن ألف الله الذي بعث محمدًا، واللام لامه الجاحدون وأنكروه، والميم المنكرون، وتفسر الْقِصَاصِ بأنه القصص، وتفسير لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أن إبراهيم كان له صديق وصفه له قلبه، وتفسير رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ أنه الحب والعشق، وتفسير مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ أنه الذكر إذا انتصب، وتفسير الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ الشجر الأخضر إبراهيم، والنار نور محمد، وتُوقِدُونَ أي تقتبسون الدين، (الإتقان، ج٤، ٢٠٢-٢٠٣).
٢٠٧  الإتقان، ج٤، ١٩٤–١٩٨؛ البرهان، ج٢، ١٧٠-١٧١.
٢٠٨  وذلك مثل ابن الصلاح والواحدي والنسفي والتفتازاني.
٢٠٩  وهو معنى حديث «لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع.» أو «إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا وله حد، ولكل حد مطلع.» أو «القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد.» (الإتقان، ج٤، ١٩٦).
٢١٠  من الفناء إلى البقاء، ج٢، التصوف الذاتي.
٢١١  قال بعض القدماء «لكل آية ستون ألف فهم» (الإتقان، ج٤، ١٩٧)، وروى ابن أبي حمزة عن علي «لو شئت أن أوقر سبعين بعيرًا من تفسير أم القرآن لفعلت» (السابق، ص٢٠٠-٢٠١).
٢١٢  قال عبد الله بن مسعود «من أراد علم الأولين والآخرين فليثوِّر القرآن» (السابق، ص١٩٧).
٢١٣  البرهان، ج٢، ١٧٦.
٢١٤  السابق، ج٢، ١٨٢-١٨٣.
٢١٥  السابق، ج٢، ١٨٣–١٩٦.
٢١٦  السابق، ص١٩٦.
٢١٧  الإتقان، ج٤، ١٨٨–١٩١؛ البرهان، ج٢، ١٦٤–١٦٨.
٢١٨  البرهان، ج٢، ١٦٨-١٦٩.
٢١٩  الإتقان، ج٤، ١٩٩.
٢٢٠  Method of the thematic interpretation, Islam in the modern world, I, pp. 484–509.
٢٢١  البرهان، ج٢، ١٧٣-١٧٤.
٢٢٢  الإتقان، ج٤، ١٩٨-١٩٩؛ البرهان، ج٢، ١٧٦-١٧٧.
٢٢٣  البرهان، ج٢، ١٧٧-١٧٨.
٢٢٤  البرهان، ج٢، ١٥٣–٢٥٦.
٢٢٥  وهو معنى قول ابن مسعود «من أراد علم الأولين والآخرين فليثوِّر القرآن» (السابق، ص١٥٤).
٢٢٦  هي خمسة عشر علمًا (الإتقان، ج٤، ١٨٥–١٨٨).
٢٢٧  وهي الثمانية علوم الأولى.
٢٢٨  الإتقان، ج٤، ٢٠٠.
٢٢٩  السابق، ص١٩١-١٩٢.
٢٣٠  البرهان، ج٢، ١٨١-١٨٢.
٢٣١  الإتقان، ج٤، ٢٠٤–٢٥٩.
٢٣٢  هم الخلفاء الأربعة، ابن مسعود، ابن عباس، أبي بن كعب، زيد بن ثابت، أبو موسى الأشعري، عبد الله ابن الزبير (السابق، ص٢٠٤).
٢٣٣  الإتقان، ج٤، ٢١٤–٢٥٩ «وإذ قد انتهى بنا القول فيما أردناه من هذا الكتاب فلنختمه بما ورد عن النبي من التفاسير المصرح بها برفعها إليه غير ما ورد من أسباب النزول لتستفاد فإنها من المهمات» (السابق، ص٢١٤).
٢٣٤  ومجموعها ست وسبعون سورة.
٢٣٥  مثل ضرتان وطارق والذيال وذي الكيعان وذي الفرع ووثاب وعمودان وقابس والضروح والمصبح والفيلق (الإتقان، ج٤، ٢٢٩-٢٣٠).
٢٣٦  «وهذه التفاسير الطوال التي أسندوها إلى ابن عباس غير مرضية ورواتها مجاهيل» (الإتقان، ج٤، ٢٠٧-٢٠٨)، «فمقاتل في نفسه ضعَّفوه»، «إن هذا الإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة» (السابق، ص٢٠٨).
٢٣٧  وهو ما حدث في الإنجيل أيضًا عندما سأل المسيح بطرس «أتعرف من أنا؟ فأجاب: أنت ابن الله الحي» حتى يخرج التثليث الموضوع على لسان غير لسان المسيح (انظر ظاهريات التأويل، ص٢١٠–٢١٨).
٢٣٨  الإتقان، ج٤، ٢٢٩، ٢٣٢-٢٣٣.
٢٣٩  «إسناده ضعيف» ج٤، ٢٤٠، «غريب جدًّا» السابق، ص٢٥١، «لا يصح رفعه» (السابق، ص٢٥٧).
٢٤٠  ظاهريات التأويل، ص١٦٠–١٧٤، ٢٥٠–٢٦٩.
٢٤١  البرهان، ج٢، ١٢٩–١٤٥.
٢٤٢  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، ص١٣٩–١٩٠، ويعطي السيوطي حوالي خمسين مثلًا على ذلك.
٢٤٣  الإتقان، ج٤، ٢١٠–٢١٤.
٢٤٤  السابق، ص٢١٢–٢١٤.
٢٤٥  السابق، ص٢١٢-٢١٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤