الفصل الثاني

القراءة

(١) منطق النقل الشفاهي

ووُضع علم القراءات لضبط النقل الشفاهي بعد أن اتسعت الآفاق وتداخلت اللهجات.١ وقد ارتبط بعلوم القرآن؛ لأنه علم منطق النقل الشفاهي، كما ظهر علم القراءات كمنطقٍ شفاهي للنص قبل التدوين والتنقيط والتشكيل والإعراب والخطوط؛ وهنا تأتي أهمية أبي الأسود الدؤلي في التنقيط في القرن الرابع. وقد يختلف النطقان؛ قراءتان لرسمٍ واحد؛ نظرًا لأن التنقيط لم يظهر إلا متأخرًا لضبط هذه الاختلافات٢ علم القراءات هو منطق النقل الشفاهي، كما أن علم الحديث هو منطق النقل الكتابي، الأول لضبط الصوت والثاني لضبط الحرف وهي خاصية علوم القرآن، لم تنشأ حول التوراة والإنجيل، وقد نقل القرآن شفاهًا من خلال الحفاظ والرواة.٣ ولا يهم أسماؤهم ولا عددهم، أحياؤهم وشهراؤهم، ذكورهم وإناثهم.٤ ولكل قراءة رواية. واعتمدت علوم القرآن على علم مصطلح الحديث لروايته.

والإجازة من الشيخ ليست شرطًا للقراءة، وليس أخذ المال شرطًا في إجازة الشيخ.

والتعليم على ثلاثة أوجه: حسبة دون عوض وهو عمل الأنبياء وأجره في الآخرة؛ وبالأجر وهو مختلَف عليه، والأرجح جوازه؛ والتعليم بغير شرط وهو الأفضل، وهو جائز اجتماعيًّا. والقراءة كرامة من الله للبشر وليس للملائكة الذين يحبون سماع القرآن.

ويمكن السؤال عن القراءات وتدوين الأسئلة، ويمكن حفظ كتاب كامل لمعرفة اختلاف القراءات.

وهو علمٌ نقلي وليس علمًا عقليًّا، نقلي في اللغة، ونقلي في الإسناد.٥ هو علمٌ نقليٌّ خالص يعتمد على الروايات والأسانيد، وإن حضر القياس فحضوره في قبل في اللغة.٦ هو علمٌ نقلي وليس علمًا عقليًّا، نقلي في اللغة، ونقلي في الإسناد. وإثبات القراءة بالرواية دور لأن الرواية قراءة، والقراءة رواية. وعلوم القرآن علومٌ دفاعية مثل علم الكلام ضد المبطلين والمشكِّكين والمحرِّفين للنص القرآني.٧
ويُحمَل القرآن حفظًا، والحفظ فرض كفاية على الأمة، وأوجه حمله مثل أوجه حمل الحديث. ومناهج النقل الشفاهي السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره، والمناولة والإجازة، والمكاتبة، والوصية، والإعلام والوجادة. القراءة على الشيخ هي المستعملة سلفًا وخلفًا. والسماع من لفظ الشيخ جائز لأن القراء أخذوه عن الصحابة وليس عن النبي مباشرة، وقد عُرضت على النبي القراءة مرةً كل عام. وكيفيات القراءة ثلاث: التحقيق وهو إعطاء كل حرف حقه، والحدر وهو إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها، والثالثة التدوير وهو التوسط بين المقامين من التخفف والحدر.٨ ويُستحبُّ الترتيل، التحقيق للرياضة والتعليم والتمرين، والترتيل للتدبر والتفكير والاستنباط؛ فكل تحقيق ترتيل وليس كل ترتيل تحقيقًا.
المهم فهمه وتدبره.٩ حتى لا تنطبق على الحافظ الصورة القرآنية «كالحمار يحمل أسفارًا». فالقرآن ليس صوتًا بل معنًى. ويقتبس من القرآن في الشعر أو النثر. فالتجربة القرآنية والتجربة الشعرية واحدة مثل التشابه بين التجربة الصوفية والتجربة الشعرية.١٠ والاقتباس؛ منه المقبول ومنه المباح ومنه المردود؛ المقبول في الخطب والمواعظ والعهود، والمباح في القول والرسائل والقصص، والمردود ما نسبه الله إلى نفسه أو يكون السياق هزوًا.١١ ولا تدخل أمثلة القرآن في الشعر.

(٢) التأليف في علم القراءات

بدأ التأليف في علم القراءات مبكرًا، واستمر كصناعة مثل باقي العلوم متأخرًا حتى تحوَّل إلى كتبٍ مقرَّرة في الكليات والمعاهد الأزهرية.١٢ وكثرة التأليف فيه تدل على الاختلافات في قراءة النص. ويختلف التأليف كميًّا من جزءٍ واحد إلى أربعة أجزاء.١٣ وتتشابه العناوين.
وكثرة التأليف في علم القراءات ظاهرة تسترعي الانتباه؛ مما يدل على أهمية ضبط قراءة النص شفاهيًّا قبل تدوينه١٤ له علماؤه من أهل العناية أي أهل الاختصاص والتأليف في أدق التفصيلات.
وكلها قراءاتٌ واقعة طبقًا للهجات المدن والأمصار. ولكل قارئ أو مجموعة من القراء مدينته التي ينتسب إليها؛ بحيث تحولت إلى نموذج للقراءة مثل مكة والمدينة والكوفة والبصرة، أو مصر من الأمصار مثل الحجاز والشام والعراق.١٥ بل إنه يمكن تأسيس علم القراءات ولهجات الأمصار.١٦ ويرتبط بعلم التفسير؛ فبناء على تعدد القراءات تختلف التفاسير. وهي أيضًا قراءاتٌ فردية ترتبط بإبداعات القراء وإحساسهم بموسيقى القرآن مثل موسيقى الشعر. فهي أدخل في الفن وإن كان أصلها في علم اللغة وفن التجويد. ومشاهير القراء مثل مشاهير المطربين لهم جماهيرهم، وأجرهم مثلهم. ويرتبط علم القراءات بالجماهير والاحتفالات والمآتم ومهارات القراء وأسعارهم في إحياء الليالي.
وقد تجاوز التأليف في علم القراءات التأليفَ في علوم القرآن ذاتها حتى وكأنه قد أصبح مستقلًّا ومتضخِّمًا عن العلم الأم مثل المقدمات النظرية في علم أصول الدين خاصة مبحث الجوهر والأعراض وتضخمها على مباحث العقائد ذاتها ونظرية الذات والصفات والأسماء والأفعال.١٧

وقد استقلَّ علم القراءات عن علوم القرآن، وأصبح مستقلًّا مع علم التجويد. له غايةٌ عملية هي كيفية قراءة القرآن في المحافل العامة. وبدأ التأليف فيه مبكرًا للغاية منذ القرن الثاني، واستمر حتى الثاني عشر وحتى اليوم، وهو من أهم العلوم التي تدرس في المعاهد والكليات الأزهرية لتخريج مقرئين ومنشدين للمناسبات الدينية والمآتم وأجهزة الإعلام وقنوات الفضاء وإذاعات القرآن الكريم.

ويمكن تصنيف التأليف في علوم القرآن طبقًا لموضوعاتها إلى خمسة أقسام: الأول متون المؤلفات العامة في علم القراءات، والثاني الشروح والملخَّصات عليها، والثالث متون القراءات، والرابع اختلاف القراءات، والخامس علم الأصوات.

(أ) المؤلفات العامة

(١) «التذكرة في القراءات» لابن غلبون (٣٩٩ﻫ)

وهو نموذج لجمع القراءات في أدق رواياتها واختلافاتها دون تنظير يذكر إلا في أقل الحدود.١٨ وهو مؤلَّفٌ ضخم الحجم، يقوم على أكبر قدرٍ ممكن من جمع اختلافات القراءات وأقل قدرٍ ممكن من التنظير. وقد كان من الممكن تجميع الظواهر الصوتية المتشابهة في الإدغام والحذف في أصولٍ نظريةٍ عامة، إلا أن جمع أكبر قدرٍ ممكن من القراءات واختلافاتها كان هو الهمَّ الأكبر. وتناثرت الأصول النظرية في سورة البقرة أو من خلال عرض اختلافات القراءة عرضًا طوليًّا، سورةً سورة، وآيةً آية.١٩ وتوضع البسملة والاستعاذة من الأصول وهي ليست كذلك.٢٠ وتغلب الرواية على الدراية. البداية بروايات القراء وكما هو الحال في علم الحديث.٢١ كلها أسماء أعلام مع أن العلم لا شخصي. وهناك سرد لاختلافات الفروع دون ضمها في أصول، للجزئيات دون الكليات. هي «أزهرية» صرفة و«تاريخية» خالصة. ويمكن جمعها من أجل إرساء قواعدَ نظرية في الأصوات أو اللهجات بدلًا من تكرارها في كل سورة، ولا يوجد أي تعليل لها. لذلك جاء اسم الكتاب مؤشرًا على ذلك «التذكرة» وربما اسم المؤلف أيضًا «ابن غلبون». والغاية من ذلك كله ضبط النقل الشفاهي للنص وليس تحليله النظري. ويخلو من الأدلة النقلية من الحديث أو الشعر لأنه لا يستدل ولا يبرهن. وتظهر بعض الأصول النظرية متناثرة خلال عرض الاختلافات سورةً سورة وآيةً آية مثل باب الإدغام، وكذلك بعض موضوعات الإحالة والحد.٢٢
ويرصد الكتاب الاختلافات في القراءات كما هو الحال في علم الخلافيات في الفقه أكثر من الاتفاق؛ لذلك امتلأ بالسرد دون التنظير بالتفريق بين المختلفات وليس بالجمع بين المتشابهات. ويصل الأمر إلى الاختلاف المضاعف بين الروايات في القراءات، وبين القراءات للنص، والاختلاف حول كل حرف ولفظ، والروايات المختلفة حول القراءات المتعددة، والاختلاف في أصول القراءات للحروف. وهناك مذاهب في الحروف قد انعكست في اختلافات القراءات.٢٣ والمذهب هو رأي النحو أو القارئ، وتعدد المذاهب بتعدد القراء.

وقد انتهت هذه المادة بنهاية عصرها بعد أن استقرت القراءات وأصبحت متداولةً ومستقرة، ولم يبقَ منها إلا فن التجويد وبراعة القراء في جذب انتباه السامعين، يثيرها المستشرقون وكأنهم اكتشفوا ما لا يعرفه القدماء، وادعاء وجود مخطوطاتٍ جديدةٍ خاضعة لعلم النقد التاريخي الحديث الذي لم يعرفه القدماء. والهدف التشكيك في الصحة التاريخية للقرآن وليس العلم البريء؛ من أجل زعزعة العقائد وجعل القرآن شبيهًا بالكتب المقدسة الأخرى، التوراة والإنجيل والزبور، وما وقع فيها من تبديل وتغيير وتحريف.

(٢) «المقدمة في أصول القراءات» لابن الطحان (٥٦١ﻫ)

ولها موضعٌ فريد. إذ إنها محاولةٌ خالصة للتنظير دون أي اعتماد على أدلةٍ نقلية من القرآن أو الحديث أو الشعر أو كلام العرب.٢٤ هي أقرب إلى علم الأصوات الخالص، يدور حول عشرين أصلًا بالإضافة إلى الإعراب عن الحركات والسكون.٢٥ وتستنبط من اختلاف القراءات المتعاقبة على أنواع الروايات، يحققها الإقراء، ويحكمها الأداء. ومنها ما ليس أصلًا في القراءة مثل البسملة والتسمية. ويمكن ضم أصلَين معًا على التخفيف والتثقيل، والتفخيم والتدقيق.

(٣) «إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي» للواسطي القلانسي (٥٢١ﻫ)

ويتبع نفس القسمة الثلاثية التقليدية لعلم القراءات:٢٦ الأول القراء والأسانيد العشرة.٢٧ والثاني المذاهب اللغوية.٢٨ والثالث التطبيق الطولي.٢٩ وبين الثاني والثالث التسمية والفاتحة.٣٠ وعلى غير العادة أكبرها الثالث ثم الأول، وأصغرها الثاني.٣١ التنظير لحساب الرصد. والعنوان دال على ذلك «إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي» أي أنه كتابٌ تعليمي للتلميذ ومجرد مذكرة للأستاذ، يغيب منه الحديث والشعر، وشروح المحقق تعالمية طويلة، والفهارس العامة مجرد رصد لأسماء أعلام وأسانيد لا تتكرر ولا دلالة لها، والمراجع في النهاية أيضًا يغلب عليها التعالم لأنها لم يُعتمَد عليها في التحليل والتعليل والتنظير.

(ب) الشروح والملخصات

(١) «إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع» للشاطبي (٥٩٠ﻫ)

وهو غير الشاطبي الغرناطي الأندلسي الشهير صاحب «الموافقات» في علم أصول الفقه (٧٩١ﻫ)؛ لأبي شامة الدمشقي (٦٦٥ﻫ). ومثل باقي العلوم العقلية النقلية العربية، الكلام والفلسفة وأصول الفقه والتصوف، ظهرت شروح المتون مثل شرح «الشاطبية». فالمتن من القرن السادس، والشرح من القرن السابع. وكلاهما من المغرب.٣٢ ويتبع التسمية الثلاثية التقليدية، الأول القراء والأسانيد.٣٣ والثاني المذاهب اللغوية.٣٤ والثالث الشرح الطولي.٣٥ أكبرها الثالث كالعادة ثم الثاني، وأصغرها الأول.٣٦ وبين الأول والثاني الاستعاذة والبسملة والفاتحة.٣٧ وفي النهاية التكبير ومخارج الحروف وصفاتها.٣٨ يعتمد على الحديث والشعر، والشعر أكثر. ويعتمد الشارح على شعره الخاص بالإضافة إلى شعر الآخرين، والأحاديث بها الخيال الخلاق الكثير.٣٩

(٢) «سراج القارئ المبتدي وتذكر المقرئ المنتهي» لابن القاصح العذري البغدادي (٨٠١ﻫ)٤٠

المتن أيضًا من القرن السادس، والشرح من السابع. ويستمر شرح نفس منظومة «حرز الأماني ووجه التهاني» للشاطبي. والشرح نوعٌ أدبي بين القصر والطول. تحل الألفاظ، وتستخرج القراءات بعباراتٍ سهلة دون الدخول في التعاليل المطوَّلة مثل كتب إعراب القرآن وتفسيره. وله مصادره في شروحٍ سابقة.٤١ ويتضمن الشرح ترجمة حياة الناظم وشرح الأعلام وسيرهم الذاتية.٤٢ ويدل العنوان أيضًا على أنه مذكرة للطالب والأستاذ. ويقسم الشرح تحت كلماتٍ شارحة مثل «توضيح» وهي الأغلب و«تنبيه» و«تفريع».٤٣ ويعتمد الشرح على الحديث أكثر من الشعر.٤٤ ومن حيث الموضوعات لا يقوم الشرح على القسمة الثلاثية التقليدية لعلم القراءات، الأول أسماء القراء والرواة والأسانيد، والثاني الموضوعات والأصول اللغوية،٤٥ والثالث فرش الحروف.٤٦ بل يعتمد على قسمَين فقط الثاني والثالث مع مقدمة عن الاستعاذة والبسملة والفاتحة.٤٧ والثاني أكبر من الأول٤٨ وينتهي بالتكبير ومخارج الحروف وصفاتها.٤٩

(٣) «المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية» للهروي القاري (١٠١٤ﻫ)٥٠

وتأتي مرحلة الشرح أيضًا في علم القراءات أسوة بباقي العلوم، شرح النظم نثرًا. والمتن لابن الجزري (٨٣٣ﻫ).٥١ وهو مجرد عرض لمادة المتن مع ضرب الأمثلة من القرآن، وأحيانًا شرح الشعر بالشعر.٥٢ والمتن نفسه مقسَّم إلى موضوعات، ولا يخلو من بعض الفوائد. والمتن والشرح في الأصوات دون أسماء وأسانيد، ودون فرش الحروف.٥٣ ومقسَّمة إلى أبواب.

(٤) «شرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة» للجبوري (١١٣٨ﻫ)٥٤

وهو شرح كما جرت عليه عادة المتأخرين بالنسبة لمتون المفسرين.٥٥ والمحقق حاصل على إجازة في الإقراء أي أن القراءة أصبحت علمًا مستقلًّا وتخصصًا تعطى فيه الدرجات العلمية. وهو غير ما يقصده المحدثون بالقراءة أي التأويل، والانقراء أي القابلية للتأويل. وكان التأليف بناء على سؤال.٥٦ يركز على القواعد والرواية للقراء السبعة، ويدخل علم الأصوات داخل كل قارئ.٥٧ فالقارئ هو وحدة التحليل وليس علم الأصوات، كل قارئ صاحب قواعد وراوٍ، والشرح لفظًا لفظًا وعبارةً عبارة على عادة الشراح، ويعتمد على الشعر؛ فالقرآن والشعر صنوان، كلاهما يخضعان لعلم الأصوات.٥٨

(٥) «الفتح الرحماني شرح كنز المعاني بتحرير حرز الأماني في القراءات» للجمزوري (ت بعد ١١٩٨ﻫ)٥٩

وهو شرح للنظم بالنثر. والمتن هو «حرز الأماني» الشهير بالشاطبية. ويخلو القسم الأول من أسماء القراء وأسانيدهم. ولا يبقى إلا المذاهب الصوتية ثم فرش الحروف.٦٠ والمذاهب الصوتية متكررة كالعادة.٦١

(٦) «مختصر بلوغ الأمنية» للضباع٦٢

وما زال الأحياء يشرحون الأموات؛ فهذا المختصر شرح على نظم تحرير مسائل الشاطبية للشيخ حسن خلف الحسيني المقرئ، فالمقرئ قارئ وعالم، مؤدٍّ ومنظر، مغنٍّ وملحِّن، هو شرح للنظم، والمتن نمطي في قسمته الثلاثية إلى الاستعاذة والبسملة، ثم علم الأصوات، ثم فرش الحروف.٦٣ ولا جديد في المذاهب الصوتية بالنسبة للقدماء؛ فقد أصبح التأليف تكرارًا وإعادة.٦٤

(٧) «شرح أبيات الداني الأربعة في أصول ظاءات القرآن» لمؤلِّفٍ مجهول

وهو في علم القراءات، شكله الأدبي شرح النظم، ويشرح بالقرآن، فالشعر صياغة للقرآن، والقرآن صياغة للشعر، كلاهما شكلان أدبيان لتجربةٍ حياتيةٍ واحدة.٦٥

(٣) ماذا يعني نزول القرآن على سبعة أحرف؟

(أ) التأليف في الموضوع

نشأ علم القراءات بناءً على حديث «أُنزل القرآن على سبعة أحرف.» في صيغته المركَّزة، مثل تدوين علم الكلام والفِرَق بناءً على حديث الفرقة الناجية. وكثرت التآليف في الموضوع، أهمها:

(١) «الحجة في القراءات السبع» لابن خالويه (٣٧٠ﻫ)٦٦

وترصد اختلاف القراءات، سورةً سورة، وآيةً آية. ويظهر ارتباط القراءات بالنحو والإعراب؛ فالإعراب جزء من القراءات، والقراءات جزء من التفسير لأثرها في المعنى؛ فالتفسير شرحٌ كلي للقراءة بعد ضبطها لغويًّا. وتعني «الحجة» الدليل والبرهان على صحة إحدى القراءات دون الأخرى. ويتم الاعتماد على الشعر ثم الحديث ثم أقوال السابقين وأقوال الصحابة.٦٧ وقد يكون الشعر مجهول المؤلف أو معروف المؤلف؛ فالمهم الشعر وليس الشاعر. وتوجد مقدمةٌ صغيرةٌ نظرية لفن القراءة.٦٨ فبعد القراءات السبع في الأمصار الخمسة اتضح أن كل قراءة تتبع مذهبها في اللغة العربية ثم القياس عليه بطريقةٍ مقبولة فاتفقت الدراية والرواية والاختيار مع الاتباع. فاختلاف القراءات راجع إلى اختلاف مذاهب اللغة. والمحك في النهاية القراءة المشهورة وليست الشاذة. وقد توخى الكتاب الاقتصار والاقتداء بالقدماء والنقل عنهم بألفاظٍ بَيِّنة ومقالاتٍ واضحة.

(٢) «الحجة للقراء السبعة، أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبو بكر بن مجاهد» للفارسي (٣٧٧ﻫ)٦٩

والحجة، عنوان تكرَّر في كتب القراءات. ويخلو الكتاب من أية مقدمةٍ نظرية، ويعطي القراءات سورةً سورة، وآيةً آية، من أول «الفاتحة» حتى «الناس»، ترصد كل القراءات الممكنة وتعطي الحجة على صحة إحداها، سورة سورة، وآية آية. وهو نفس العنوان السابق تقريبًا لابن خالويه. كما يخلو من أي منطق للقراءة أو نتائج تتعلق بالفكر. لا يوجد في المقدمة إلا الدعوة إلى السلطان.٧٠ وهو إكمال لمحاولةٍ أخرى سابقة.٧١ يغرق في التفصيلات، وإعراب الآيات من أجل حسن قراءتها، وأحيانًا يتخلل عناوين السور بعض الموضوعات النظرية مثل «الاختلاف في إمالة الألف التي تليها الراء».٧٢ وهو مجرد رصد دون عرضٍ لمذاهب الأصوات ودون تجميع لموضوعاتٍ متناثرة بمناسبة قراءةٍ معينة.٧٣ يهتم بالاختلافات في قراءة كل سورة وتذكر في أول كل سورة إلا فيما ندر. والفهارس التحليلية في نهاية الجزء الرابع مادةٌ خصبة لاستخراج دلالاتها مثل القراءات مرتبةً حسب السور والآيات، والقراءات مرتبة ألفبائيًّا حسب اللفظ. يعتمد على الحديث وآثار الصحابة والتابعين والأشعار والأرجاز والأمثال والأعلام.٧٤

(٣) «التبصرة في القراءات السبع» للقرطبي (٤٣٧ﻫ)٧٥

وهو كتابٌ نموذجي في علم القراءات. يبدأ بأسماء القراء وأسانيدهم ثم ذكر الاختلافات في الفاتحة والبقرة، والمذاهب الصوتية بمناسبة سورة البقرة ثم الحروف ابتداءً من البقرة، ونهاية بالتكبير.٧٦ وفي المقدمة النظرية الصغيرة يظهر القصد من الكتاب وهو كشف وجوه القراءات واختيار العلماء، ومن قرأ بكل حرف من الصدر الأول، وأقاويل النحويين وأهل اللغة، وكان يمكن أن يسمى أيضًا «الكشف عن وجوه القراءات».٧٧ وتتناثر المذاهب الصوتية عند القراء.٧٨ ويبرز القياس في علم الأصوات على نحوٍ لا شعوري.٧٩ ويتم تحديد السور مكيةً أو مدنيةً عرضًا وعدد آياتها. كما تحدد القراءات في مدارس تنتمي إلى المدن مثل الكوفة والبصرة وبغداد حيث عاش القراء الأوائل. وقد ساهم علماء الأندلس في هذا الفن بالرغم من بعد المكان.

(٤) «جامع البيان في القراءات السبع المشهورة» للداني (٤٤٤ﻫ)

ويقسم علوم القرآن نفس القسمة الثلاثية النمطية؛٨٠ الأول القراءة والأسانيد والروايات، والثاني المقدمة النظرية في علم الأصوات،٨١ والثالث التطبيقات العملية،٨٢ أكبرها الثالث كالعادة ثم الثاني، وأصغرها الأول.٨٣ وما بين الأول والثاني تعرض قضية الاستعاذة والتسمية،٨٤ وهي مشكلةٌ أصولية؛ هل البسملة جزء من القرآن أم أنها فاتحة كل سورة للفصل بين السورتَين؟ وهل الفاتحة جزء من القرآن أم أنها مقدمة للقرآن كله؟ وفي النهاية يذكر موضوع التكبير عند قراءة بعض السور.٨٥ وقد تم التأليف بناءً على سؤال؛ مما يدل على أن التأليف بناء على حاجةٍ محلية من واقع البيئة.٨٦ وهو كتاب جامع للأصول والفروع، يورد الاختلافات في القراءات. يوضح الخفي، يختصر ويعلل، ولا يُكرِّر ولا يُطوِّل، يعتمد على نفسه، ومفيد للقارئ والطالب والناسخ والدارس.٨٧ الروايات أربعة، والطرق مائة وستون، والاتفاق بين الأئمة أو بين الحرميَّين (نافع وابن كثير). ولكل قارئ مذهب، ولكل عالمٍ لغوى طريقة. فالمذاهب أفراد، والأفراد مذاهب، وليست أنساقًا تصورية أو أبنيةً نظرية. وتعتمد القراءات على قليل من الشعر والحديث باستثناء المقدمة النظرية عن نزول القرآن على سبعة أحرف.٨٨ والآن انتهى عصر الرواية وبدأ عصر الدراية، وانتهى عصر السند وبدأ عصر المتن، وانتهى علم الرجال وبدأ علم النقد الداخلي. ولا يهم رصد الاختلافات في القراءات سورةً سورة وآيةً آية، بل المهم تحليلها وبيان أثرها على فهم المعنى؛ فالقراءة وسيلة وليست غاية، والمؤلف على وعي بالمنهج الطولي، سورةً سورة وحرفًا حرفًا.٨٩ وقد عُرف المصريون بعلم القراءات وفن التجويد لدرجة أن المدرسة المصرية أصبحت هي المدرسة بالأصالة في كل العالم الإسلامي في كافة أرجائه في أفريقيا وآسيا، بل في أوروبا والأمريكيتين وأستراليا. وهناك مدارسُ أخرى في الشام والعراق والحجاز والمغرب العربي.٩٠ وقد انتهى علم القراءات المنقولة اليوم لصالح القراءات التداولية وإلا كانت القراءة تقعُّرًا وتعالمًا وتفاخرًا وادعاءً لمهارة القراء وفنونهم. ويُقرأ القرآن اليوم باللهجات المصرية والشامية والمغربية والحجازية والخليجية والتركية وبباقي اللهجات الأفريقية والآسيوية والأوروبية والأمريكية. بل وتقرأ داخل المصر الواحد طبقًا للهجات البدو والحضر، الصعيد أو بحري. ما أبدعه القدماء هو قيام علم القراءات على علم الأصول، وتقسيم الحروف حسب مخارجها من الحلق أو الشفاه أو الأنف أو اللسان.٩١

(٥) «كتاب التيسير في القراءات السبع» للداني (٤٤٤ﻫ)٩٢

هو تلخيص لكتاب «جامع البيان» السابق. ويشتركان في نفس التبويب دون إضافةٍ جديدة.٩٣ وهي القسمة التقليدية الثلاثية للعلم؛ الأول القراء والرجال والأسانيد،٩٤ والثاني المذاهب والرجال والأصول النظرية،٩٥ وبين الأول والثاني الاستعاذة والتسمية،٩٦ والثالث التطبيق الطولي سورةً سورةً، وآيةً آية.٩٧ أكبرها كالعادة الثالث ثم الثاني وأصغرها الأول،٩٨ وفي النهاية التكبير عند ابن كثير.٩٩ صححه مستشرق لأن المستشرقين يعتنون بالجانب المادي للنص من أجل زعزعة الصحة التاريخية للحديث عن طريق الاختلافات في الروايات. وتبدأ معظم الفقرات بفعل «قرأ» أو باسم القارئ. فالقراءة مرتبطة بالقارئ، والموضوع بالذات.

(٦) «المفتاح في القراءات السبع» للقرطبي (٤٦١ﻫ)١٠٠

وهو استجابة لسؤال لوضع كتاب عن اختلافات القراءات السبع المشهورة بالمشرق، وقد سبق التأليف فيه.١٠١ وينقسم إلى قسمَين فقط المذاهب الصوتية وفرش الحروف دون الأسانيد.١٠٢ ويطول باب المذاهب الصوتية وإن ظل أصغر من الجزء التطبيقي؛ فرش الحروف.١٠٣ وتفصل المذاهب الصوتية في أبواب وفصول.١٠٤ ويطول باب الهمزة باعتباره أهم الأبواب، وتتعدد المذاهب الصوتية كما تتعدد المذاهب الفقهية والفرق الكلامية. وتحدد السور مكية أو مدنية في فرش الحروف. كما يذكر الاختلاف في أسماء السور. ولقد استقرت القراءة الآن، ولا داعي لفتح الموضوع من جديد. فعلم القراءات علمٌ تاريخيٌّ خالص ما زال يدرس في المعاهد والكليات الأزهرية. ويتخصص فيه الآسيويون والأفارقة الفخورون بمعرفة العربية من أصولها الأولى. فالأولوية للغة التداولية أو إذا أثرت اختلافات القراءات على فهم المعاني. والسؤال الآن هو القراءات الأوروبية بعد تحول كثير من الأوروبيين إلى الإسلام. وقد استقرت اللهجة المصرية في القراءات، وأصبحت من أشهر القراءات. يفتخر بتعليمها باقي الأقوام والشعوب حتى أصبح علم التجويد علمًا مصريًّا خالصًا، تتجلى فيه إبداعات المقرئين، وإظهار المعاني بالأصوات، فالقراءات أداءٌ مثل عازفي الموسيقى وعلاقتهم بالنوتة الموسيقية.١٠٥ وقد يضاف إلى ذلك ملاحة الوجه وحسن الصوت؛ مما يجعل القارئ يتجاوز مشاهير المطربين.

(٧) «الكافي في القراءات السبع» لابن شريح (٤٧٦ﻫ)١٠٦

ويهدف إلى نفس ما تهدف إليه المؤلفات السابقة في علم القراءات، يصف الأربعة عشرة روايةً المشهورة عن القراءات السبع، يبين الأصول والفروع، ويحذف التطويل؛ ومن هنا تأتي التسمية «الكافي». يقدم المختلف على المتفق ليكون أسهل في الحفظ وأقرب إلى الدرس، ويعتمد على تجربة المؤلف في القراءة وليس فقط على الرواية. كما يعتمد على أسانيده الخاصة طلبًا للاختصار وسهولة الحفظ.١٠٧ ويتبع القسمة الثلاثية المشهورة لكتب علم القراءات: الأسانيد، والمذاهب الصوتية، وفرش الحروف.١٠٨ وأكبرها كالعادة القسم الثالث التطبيقي، وتدرس المذاهب الصوتية بمناسبة سورة البقرة.١٠٩ وهي نفس القسمة الثلاثية التقليدية؛ الأول القراء ورواياتهم وأسانيدهم وتتبع طرقهم،١١٠ والثاني المذاهب وأصول القراءات،١١١ والثالث التطبيق الطولي سورةً سورة وآيةً آية.١١٢ وبين الأول والثاني الاستعاذة والبسملة والفاتحة.١١٣ ويشترك الأندلسيون في علم القراءات عند المشارقة. وهو كتابٌ تعليمي كما يتضح من العنوان، ومقدمة المحقق تعليميةٌ شارحةٌ واضحة أشبه بمذكرات الطلاب. ويعقد جدولًا توضيحيًّا للأصول النظرية حول المد وأقسامه. ويغيب النظر والتعليل، ولا يعتمد على الشعر أو الحديث أو آراء السابقين.

(٨) «الإقناع في القراءات السبع» للأنصاري (٥٤٠ﻫ)١١٤

وهو كتابٌ نمطي في علوم القرآن، بين في المقدمة تفاضل العلم وتكامله. ويستأنف كتابَي «التبصرة» للقيسي و«التيسير» للقرشي.١١٥ ويتبع القسمة الثلاثية الشهيرة في علم القراءات: القراء والأسانيد، المذاهب الصوتية، فرش الحروف.١١٦ ولأول مرة يكون أكبرها الثاني؛ المذاهب الصوتية.١١٧
وينتهي بالتكبير.١١٨ وتساعد الفهارس التفصيلية على اكتشاف بعض الدلالات الخاصة بالآيات أو الأحاديث النبوية والآثار والأشعار.١١٩

(٩) «المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر» للنشار (القرن التاسع الهجري)١٢٠

ويدل العنوان على تواتر القراءات السبع وتحررها من الشواذ. وكان التأليف استجابةً لمطلب.١٢١ وقد اختلفت المذاهب الصوتية بين القراء.١٢٢ ويخلو الكتاب من أي مقدمةٍ نظرية؛ لذلك لا يوجد إلا قسمٌ واحد؛ فرش الحروف سورةً سورة، ولا يتجاوز مجرد رصد لاختلافات القراء دون الاعتماد على الحديث أو الشعر.

(١٠) «غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي١٢٣

وما زال التأليف في علم القراءات مستمرًّا من القدماء إلى المحدَثين، ومن الأموات إلى الأحياء، وكأن الموضوع ما زال مطروحًا ولم يصبح علمًا تاريخيًّا خالصًا، يبدأ بمقدمةٍ إنشائية عن علم القرآن اعتمادًا على القرآن والحديث في فضل تعلم القرآن وتعليمه. ألَّف فيه القدماء متونًا وشروحًا مشهورة مثل «الشاطبية». فقد تواترت القراءات عن النبي الذي أبلغ نزول القرآن على سبعة أحرف، سواء في صيغةٍ بسيطة أو في صيغةٍ مركبة يطالب فيه جبريل بالتخفيف على أمته من حرف إلى سبعة كما هو الحال في الصلاة ونزولها من خمسين إلى خمس طبقًا لخبرات الأنبياء السابقين، وعدم تكليف ما لا يطاق. والتواتر شرط في صحة القراءة الصحيحة دون الشاذة. وشرط المقرئ الإسلام والعقل والبلوغ، بالإضافة إلى إخلاص النية لله وتحسين الهيئة والملابس اللائقة. ويقرأ المقرئ على الشيخ عدة قراءات وعديدًا من الروايات مع اتباع مذاهبهم في القراءة مع حفظ الكتاب عن ظهر قلب ومعرفة الخلاف الواجب والتمييز بينه وبين الخلاف الجائز، ومعرفة طرق كتابته إذا قرأ من خط اليد.١٢٤ وبدلًا من المذاهب الصوتية تذكر مصطلحات الكتاب.١٢٥ ثم يأتي فرش الحروف الذي يستغرق الكتاب كله.١٢٦ ويظهر القليل من علم الأصوات داخل كل سورة مثل المدغم والممال مع تحديد مكان السورة مكية أم مدنية. وتضاف بعض الأقسام الفرعية مثل: تفريع، تنبيه، تكميل، فائدتان، فوائد. ويعتمد على الشعر، أبياتًا معدودة أم قصائد طوالًا.١٢٧

(ب) تعدد اللهجات

وقد أُنزل القرآن على سبعة أحرف بنص الحديث. فما هو الحرف؟ وما هي الأحرف؟ وقد اختلفت الآراء إلى أن وصلت إلى الأربعين: وهو إشكالٌ لا حلَّ له لأن الحرف يقال على حرف الهجاء والكلمة والمعنى والجهة. وقد تكون الحروف هي القراءات أو كيفية النطق في التلاوة صحيحةً أم شاذة. وقد يراد بها الأوجه التي يقع بها التغاير.١٢٨ وقد يكون المقصود الاختلاف في النحو والإعراب طبقًا لفهم المعنى. وقد يكون المراد سبعة من المعاني المتفقة بألفاظٍ مختلفة. وقد يكون المراد سبع لغاتٍ مختلفة وليس فقط لهجاتٍ متعددة للغةٍ واحدة. وكلها عربية.١٢٩ وقد تعني اللغة الجانب التشريعي في صيغ الخطاب.١٣٠ واختلف العلماء في هذه الأحرف السبعة بين القراءات واللهجات من الصوتيات، وهو ما اتخذه علم القراءات، إلى المعاني ومستويات العمق عند الفلاسفة والصوفية أهل التأويل.١٣١
فماذا تعني هذه القراءات السبع؟ هل هي الحروف في الحديث الشهير، أو لهجات القبائل العربية، أو سبعة أنواع من القرآن، أو سبع لغاتٍ عربية، أو سبعة أوجه من المعاني المتفقة، أو بعض الآيات، أو سبعة أحرفٍ مختلفةٍ معانيها، أو أنها ضرورة انتهى عصرها، أو علوم القرآن، أو مباحث الألفاظ، أو أساليب البلاغة، أو أوجه النحو، أو طرق التلاوة، أو المقامات والأحوال الصوتية؟١٣٢ والتساؤلات حول هذه الأحرف السبعة كثيرة: معناها، ووجه إنزالها، اختلافها، مكانها فيه أم في لهجات الأمصار … إلخ.١٣٣
ولا تعني اللغة هنا اللسان العربي أو الأعجمي بل اللهجة أو الحرف طبقًا للحديث الشهير «أُنزل القرآن على سبعة أحرف.» فقد نزل القرآن بلهجة قريش وراجعها عدة مرات. وتعني الأحرف السبع لهجات الأمصار؛ أي القراءة وليس مباحث الألفاظ والمعاني، أو الإثبات والحذف، أو تبديل الأدوات، أو التوحيد والجمع، أو التذكير والتأنيث، أو الاستفهام والخبر، أو التشديد والتخفيف، أو الخطاب والإخبار، أو الإخبار عن النفس وغير النفس، أو التقديم والتأخير، أو النفي والنهي، أو الأمر والإخبار، أو تغيير الإعراب أو الحركات اللوازم، أو التحريك والتسكين، أو الاتباع وتركه، أو الصرف وتركه، بل اختلاف اللغات والتصرف في اللهجات.١٣٤ ويُقرأ القرآن في أمة أمية، سماعًا وليس كتابة. ويقرؤه الرجل والمرأة والغلام والشيخ والسيد والجارية. ولكلٍّ طريقته في القراءة وصوته ومخارج حروفه وإقليمه وقبيلته في مجتمعٍ بدوي ولدى قبائلَ رحل وأثناء الحج من كل فج وصوب.١٣٥
وقد تعني الجانب البلاغي.١٣٦ وقد تنطبق على علوم الصوفية.١٣٧ وقد يُراد بها موضوعات الكلام أي علم أصول الدين، ونظرية الذات والصفات والأفعال والأسماء.١٣٨

وقد يكون الهدف من هذه الحروف السبعة إقرار التعددية في القراءة وإدخال الصوت الإنساني والاعتراف باللهجات الإقليمية داخل اللغة الواحدة للتخفيف على الناس. فقد أقرَّ الرسول كل قراءة على اختلاف القراءات وتباينها. وقال لكل قارئ «أصبت!» «كلٌّ شافٍ كافٍ.» «كلاهما محسن.» فكما أن الصواب في الاجتهاد متعدد فكذلك القراءة للنص متعددة وإلا وقع الخلاف كما وقع في العقائد بناءً على حديث «الفرقة الناجية». وقد تمم التعلم من تجارب الأمم السابقة «إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك.»

وقد يتدخل الخيال من أجل الإيحاء بالتخفيف بمراجعة الملائكة مثل مراجعة ميكائيل الحديث الأول عن حرفٍ واحد ثم حرفَين حتى الوصول إلى سبعة أحرف. مثل مراجعة جبريل الرسول ليلة الإسراء والمعراج في عدد مرات الصلاة، وإنزاله من خمسين إلى خمس بناءً على تجارب الأمم السابقة.١٣٩ لذلك في بعض الصياغات «فاقرءوا ما تيسر منه.» ويظهر الرسول في المنام لتثبيت قراءة القارئ.١٤٠ وقد يدخل جبريل وميكائيل معًا لمراجعة الرسول والتأكيد على تعددية القراءة؛ جبريل على يمينه وميكائيل على يساره. الرسول هو الذي يطلب الاستزادة من عدد القراءات؛ من واحدة إلى اثنتين إلى ثلاث إلى خمس إلى سبع، وهي أعدادٌ فردية أشبه بمقامات الصوفية، وزوجية باستثناء الأربع. وفي كلتا الحالتين هي مقولية حسابية تقف على العدد الرمزي في الشرق القديم سبعة، وفي القرآن سبع سموات وسبع أرضين وسبع ليالٍ، وفي الثقافة الإسلامية في مختلف علومها. وهل حجم الملاك مثل حجم الرسول، وجناح جبريل في الإسراء والمعراج ما بين السموات والأرض؟ والرسول يستغيث بميكائيل لمراجعة جبريل نوع من التصوير الفني والإخراج المسرحي.١٤١ وفي إخراجٍ آخر يدخل العذاب والرحمة كعاملٍ محدِّد لعدد القراءات أو التعجيل والإسراع.١٤٢
ليست القراءات السبع الموجودة الآن بل تنوع القراءات على مدى العصور.١٤٣ ليست قراءاتٍ تاريخيةً لقراءٍ معينين.١٤٤ فلا يقال قراءة فلان أو فلان.

(٤) التاريخ والرمز

ولماذا تتوقف القراءات على سبع ولا تستمر إلى عشر أو إحدى عشرة أو أربع عشرة؟ هل العدد سبع تاريخي أم رمزي؟ ليس المراد بالسبعة الحصر بل التعدد دون حصر. فإذا كان المقصود اللهجات فالقبائل أكثر من سبع؟ وهل القبائل هي التي وجدت في شبه الجزيرة العربية وقت الإعلان والتبليغ أم هي القبائل في كل زمان ومكان؟

وقد كثرت التآليف في الموضوع وأهمها:

(أ) «المبسوط في القراءات العشر» للأصبهاني (٣٨١ﻫ)١٤٥

وتتعدد القراءات بين السبع، وهي الأشهر، والعشر، والأربع عشرة. ويخلو من أية مقدمةٍ نظرية. بل يكتفي بالروايات والأسانيد للقراءات على تتبعها سورةً سورة وآية آية. والثاني أضعاف الأول حجمًا.١٤٦ وفي الأسانيد يذكر القراء وأماكنهم وأسانيد كل قارئ، وقرأ على مَن؟ ومثل الرواية سمع من مَن؟ ومعظمها أسماء أعلام دون جرح أو تعديل. وبمناسبة اختلاف القراء تذكر بعض الاختلافات المشابهة.١٤٧ وتذكر بعض المذاهب الصوتية من خلال عرض اختلافات قراءات السور على التوالي. فيذكر المذهب في الإدغام والإظهار أثناء قراءة السور، والمذهب في الهمز وحذفه، والتفخيم والإمالة والمد، واجتماع الهمزتَين في أول الكلمة، ومذهب حذف الياءات وإثباتها، وفتح الياءات وإسكانها. وكلها استقراءات في سورة البقرة.١٤٨ ثم يتكرر إثبات الياء وفتحها في عشرات السور الأخرى. وكلها من كلام العرب.١٤٩ والسؤال الآن: ما فائدة ذلك كله بعد أن استقرت القراءات؟ هل هي دراساتٌ تاريخيةٌ خالصة قبل أن تستقر؛ مما قد يوحي بالشك في القراءات الحالية كما يفعل المستشرقون في التدوين عن طريق الكتابة والخط للتشكيك في مصحف عثمان؟ ولماذا يدرس حتى الآن في المعاهد والكليات الأزهرية؟ ربما ترجع أهميته إذا أثر في فهم المعنى، وبالتالي يكون أدخل في علم التفسير.

(ب) «الغاية في القراءات العشر، الترجيح بينها بالأدلة والبراهين» لابن مهران (٣٨١ﻫ)١٥٠

وهو نفس عنوان «الحجة». وبالرغم من أنه رصد سورةً بسورة وآيةً بآية إلا أنه محاولةٌ تنظيميةٌ مبدئية داخل سورة البقرة حول الإدغام والإمالة.١٥١ وكذلك حول حذف الياء وإثباتها وفتح الياءات وإثباتها١٥٢ ولكل قراءة أسانيدها كما هو الحال في علم الحديث. والسند مجرد ذكر أسماء الأعلام وليس خصائص القراء. وتوجد قراءاتٌ متعددة داخل كل رواية. كما توجد طرقٌ متعددة داخل كل قراءة.١٥٣ وقد تم التأليف استجابةً لسؤال؛ مما يدل أن علم القراءات فرض الواقع والاختلافات في النطق.١٥٤ أحيانًا تكون القراءات سبعًا، وأحيانًا أخرى عشر. ولا يُعتمد إلا على القرآن دون الحديث أو الشعر أو كلام العرب وعاداتهم في القول.

(ﺟ) «المستنير في القراءات العشر» لابن سوار (٤٦٩ﻫ)١٥٥

قد لا يتفق اسم الكتاب «المستنير» مع منهجه في الرواية والأسانيد؛ فالاستنارة تعني إعمال العقل، وإذا كانت القراءة إبداعًا وأداءً فكيف تنقل بالأسانيد؟ والمقدمة في أهمية علم القرآن بوجهٍ خاص وطلب العلم بوجهٍ عام، وأفضلية العلم على العبادة، وأنه أسهل طريق إلى الجنة. ثم يتوجه العلم بحديث نزول القرآن على سبعة أحرف بصياغاته المختلفة ابتداءً من الحسية إلى الخيالية. ثم تأتي أهمية اتباع السنة في القراءة، وأهمية إعراب القرآن، وخطورة اللحن فيه، وللقرآن وتعليمه فضل.١٥٦ وينقسم الكتاب إلى القسمة الثلاثية المعروفة في علوم القرآن: الأسانيد، والمذاهب الصوتية، وفرش الحروف.١٥٧ وتذكر عشرة أسانيد.١٥٨ والمذاهب الصوتية سابقة على الفاتحة والبقرة.١٥٩ وينتهي فرش الحروف بالتكبير.١٦٠ وتظهر مصطلحاتٌ جغرافية لعلم الأصوات مثل المدينة والحجاز والبصرة والكوفة.١٦١ ونادرًا ما يعتمد على الشعر.١٦٢

(د) «الكنز في القراءات العشرة» للواسطي (٧٤٠ﻫ)١٦٣

ويمثل أعلى درجة من التنظير في علم القراءات.١٦٤ يدور حول الأقسام التقليدية الثلاثة؛ الأول أسماء الأئمة وبلادهم ورواتهم وأسانيدهم.١٦٥ والثاني الأصول النظرية.١٦٦ والثالث فرش الحروف.١٦٧ وأكبرها كالعادة الثالث والثاني. وأصغرها الأول.١٦٨ والمؤلف على وعي بهذه القسمة الثلاثية: المقدمة والأصول وفرش الحروف. ويدور كله حول الإدغام كرابطٍ موضوعي بين العرض الطولي، سورةً سورة وآية آية. والأصول عشرة. والمؤلف على وعي ببنية الكتاب الثلاثية.١٦٩ وسبب التأليف إبداعٌ نوعيٌّ أدبيٌّ جديد يبتعد عن الاختصار والإطالة وينحو نحو الوضوح.١٧٠ يعتمد على الشعر دون الحديث.١٧١ ويخلو من الحجج والتعليل. ويبرز طريقة المصريين الذين عرفوا بفن التجويد.

(ﻫ) «النشر في القراءات العشر» لابن الجزري (٨٣٣ﻫ)١٧٢

وعلى عكس «الكنز» وقدرته على التنظير، يأتي مسهبًا مطولًا جامعًا مواده من كتبٍ سابقة مع ذكره لها تباعًا؛ لذلك تضخم كمًّا. وتسند أصول الكتاب.١٧٣ ويتبع أسلوب «قلنا، قلت» الأسلوب المملوكي للحوار مع النصوص السابقة المقتبس منها.١٧٤ قرأها على مشايخه، وأجازوا له النقل عنها؛ لذلك ينقص الإبداع ويفرق بين الكتاب والمفردة التي قد تكون مجرد كراسة أو كتيب أو نسخةٍ وحيدة. والكتب ليست مرتبةً ترتيبًا زمانيًّا؛ مما يدل على غياب الوعي التاريخي. ويعتمد على الشعر دون الحديث.١٧٥ ويظهر نوعٌ أدبيٌّ جديد هو «تنبيهات».١٧٦ ويقوم على أربعة أقسام. الأول عرض الكتب السابقة.١٧٧ والثاني القراءات العشر وأسانيدها.١٧٨ والثالث بعض الأصول النظرية.١٧٩ وبين الثاني والثالث الاستعاذة والبسملة،١٨٠ وفي الرابع وتظهر أصول على الأصوات،١٨١ كما تظهر مفاهيم علم أصول الفقه.١٨٢

(و) «تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة» للجزري أيضًا (٨٣٣ﻫ)١٨٣

يتم التركيز هذه المرة أكثر من الكتاب السابق حتى ليبدو وكأنه ملخَّص له. يتبع نفس التقسيم الثلاثي: الأول القراء والأسانيد والأنساب والكنى والبلدان وسيرتهم الذاتية،١٨٤ والثاني المذاهب اللغوية،١٨٥ والمذاهب رجال، والرجال مذاهب مثل حمزة وورش. والثالث فرش الحروف.١٨٦ وأكبرها الثالث كالعادة ثم الثاني، وأصغرها الأول.١٨٧ وبين الأول والثاني تذكر الاستعاذة والتسمية وأم القرآن.١٨٨ وفي النهاية يذكر التكبير في قراءة ابن كثير.١٨٩ وفي المقدمة يذكر سند الكتب وإرجاعه موصولًا إلى الداني.١٩٠ وقد تم التأليف استجابة لمطلب.١٩١ ويعتمد على القرآن وحده دون الحديث أو الشعر.

(ز) «الروضة في القراءات الإحدى عشرة» للبغدادي المالكي (٤٣٨ﻫ)

سفرٌ ضخم،١٩٢ يتضمن ثلاثة أقسامٍ نمطية غلبت على معظم المؤلفات في علم القراءات: الأول الروايات والأسانيد والقراءات، والثاني الأسس النظرية في علم الأصوات أو الأصول، والثالث فرش الحروف إلى التطبيق العملي لها سورةً سورة وآيةً آية.١٩٣ أكبرها الثالث ثم الثاني وأصغرها الأول.١٩٤ مهمة الأول معرفة الرواة عن طريق ترجمتهم أي سيرهم الذاتية،١٩٥ ونسبتهم إلى أسماء المدن والأمصار؛ مما يبين أهمية اللهجات فيما يمكن تسميته علم الجغرافيا اللغوي مثل علم النفس اللغوي.١٩٦ وقد انتهى هذا العصر، ولم نعد في عصر هؤلاء الرجال؛ فهو جزءٌ تاريخيٌّ خالص. والثاني في علم الأصوات مع ضرب الأمثلة.١٩٧ وهو ما لا يغني عن دراسة الموضوعات. وكل فرد، مثل حمزة أو الكسائي مذهبٌ لغوي. فعلماء اللغة مذاهب مثل مذهب حمزة في الهمزة.١٩٨ ويتم تفصيل الهمزة وأنواعها، والساكن والمتحرك، والوقف بالروم والإشمام، والإدغام الكبير والصغير، والمد والقصر … إلخ. أما الجزء الثالث؛ فرش الحروف فيبدأ بالتحديد المكاني للسورة مكيةً أو مدنية؛ مما يدل على ارتباط القراءات بأسباب النزول. وهو مجرد استعراضٍ طولي لاختلاف القراءات بعد وضع أصولها الصوتية وضبط رواتها وأسانيدها. فبالرغم من أن كل آية مسألة إلا أنها لم تتحول إلى موضوع، وبالتالي اختفت البنية وغاب العرض الموضوعي. وتبدأ كل مسألة بأفعال «قرأ»، «روى»، «تفرد» إذا شذت القراءة عن الإجماع. وأحيانًا تبدأ بأفعال تدل على الاختلافات في القراءة مثل «اختلفوا»، «انقسموا». ومن ثم لم تعد الحاجة إلى القسمة إلى أبواب وفصول طالما لا توجد موضوعات بل مجرد رصد لآيات. وإذا غابت فلعدم وجود موضوع، وإن وجدت فإنها مسألةٌ صغيرة مثل فصل ذكر التكبير.١٩٩ وقد تم التأليف بناءً على سؤال؛ ممَّا يدل أن علم القراءات نشأ طبقًا لحاجةٍ محليةٍ صرفة.٢٠٠ ويعتمد على القرآن أولًا ثم على الشعر بصورةٍ أقل دون الحديث.٢٠١

(ﺣ) «إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر» للبناء (١١١٧ﻫ)٢٠٢

وهي دراسة لعلم القراءات مقسمة التقسيم الثلاثي الشائع: أسماء القراء وأسانيدهم، مذاهب الأصوات خاصة الإدغام، فرش الحروف أي التطبيق العملي سورة سورة وآية آية. وأكبرها هو الثالث كالعادة. والإدغام هو الموضوع لأنه ضمُّ حرفَين في صوتٍ واحد.٢٠٣ وفي مقدمةٍ نظريةٍ صغرى يتم تعريف علم القراءات، موضوعه، واستمداده، وفائدته، وغايته.٢٠٤ وينتهي بالتكبير.٢٠٥ ثم تأتي قائمة فيما يتعلق بختم القرآن العظيم؛٢٠٦ مما يدفع إلى التساؤل هل القرآن كتاب دراسة في علوم القرآن أم كتاب عبادة وأدعية وابتهالات كما هو الحال في الممارسات الشعبية الآن؟ ويعتمد على الشعر دون الحديث.٢٠٧ ويركز على الاختلاف أكثر من الاتفاق دون إحساس بالحرج، وأفضل من تضخيم الاستشراق للاختلاف للشك في الصحة التاريخية لنص القرآن أسوة بالكتب المقدسة السابقة.

(٥) المشهور والشاذ

وهو أحد موضوعات علم القراءات.٢٠٨ القرآن الوحي المنزَّل على محمد للبيان والإعجاز قبل سماعه وقراءته وتحويله إلى صوت. والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي في قراءة أو كتابة الحروف من تخفيف وتثقيل، والترجيح بينها واختيار إحداها دون الأخرى، وهو مناقض لتعددية القراءات.٢٠٩ وإذا اختلف إعرابان لا يفضل أحدهما على الآخر وكأن المعنى التداولي هو المحك في استعمال الناس. في حين أنه في علم أصول الفقه الترجيح أحد طرق رفع التعارض.٢١٠ وتوجيه القراءات وبيان أهم ما ذهب إليه كل قارئ دليل على حسب المدلول عليه أو مرجح دون إسقاط القراءة الأخرى لأن كلتيهما متواترتان.٢١١
والقراءات السبع متواترة عند الجمهور أو مشهورة؛ لذلك لا يجوز العمل بالقراءة الشاذة.٢١٢ في حين أنه في خبر الآحاد يجوز العمل به ولكنه يظل من حيث النظر ظنيَّ الدلالة، والقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وبيان معانيها.
والخلافات في علوم القرآن كثيرة سواء في النص المكتوب أو في القراءة الشفاهية؛ مما يدل على أهمية الحوامل بالنسبة للمحمول، ولا يوجد حلٌّ يقيني لهذه الخلافات. تعتمد على الروايات أكثر مما تعتمد على التحليل، على النقل وليس على العقل. والسؤال هو: كيف تستطيع الذاكرة أن تعي كل هذه الروايات والاختلافات في القراءات والأسانيد؟ وهو ما يدعو إلى التفكير في التحول من العلوم النقلية إلى العلوم العقلية ثم من العلوم العقلية إلى العلوم الإنسانية واللغة التداولية. إذا اختلفت القراءات تحسم بلغة قريش التي نزل بها القرآن.٢١٣ فاللغة هنا تدخل كعاملٍ مرجِّح في القراءات.
واختلافات القراءات نوعان: نوع يخلُّ بالمعنى وهو الأهم، ونوع لا يخل بالمعنى بل مجرد رصدٍ لغوي لا يؤثر في فهم المعنى.٢١٤ واختلاف القراءات هو أحد أسباب اختلاف الأحكام.٢١٥
ويرجع اختلاف القراء إلى عدة أوجه: إعراب كلمة دون تغيير معناها، وإعرابها مع تغيير معناها، تبديل حروف كلمة دون إعرابها، الاختلاف في الكلمة بما يغير صورة الكتابة دون معناها، الاختلاف في الكلمة بما يغيِّر صورة الكتابة ويغيِّر معناها، التقديم دون التأخير، الزيادة والنقص في الحروف والكلمات.٢١٦
ولاختلاف القراءات بعض الفوائد منها التهوين والتسهيل والتخفيف على الأمة وعدم إخضاع الوجدان البشري للحرف. فالحرف صوتٌ يُسمَع أو رسمٌ يُنظَر، والوجدان إحساس وحياة.٢١٧ وهو فضل الأمة، وشرفها على غيرها من الأمم التي وقعت في حرفية النصوص. وهنا يكون الصوفية والفلاسفة والمعتزلة وجميع أهل التأويل على حق. وقد فرض التأويل نفسه على باقي الكتب المقدسة السابقة كبديل عن تعدد القراءات. وهو عملٌ عظيم الأجر لأنه يتطلب الجهد في المعرفة، والذوق في الفهم، والوجدان في الإدراك، يحمي الكتاب من افتراض التحريف والتغيير والتبديل عن طريق إثبات تعدد القراءات. وهو يعادل تعدد الصواب في علم أصول الفقه. وإنكار القراءة الواحدة في علوم القرآن مثل إنكار الفرق الناجية في علم أصول الدين. وقد تكشف إحدى القراءات ما تخفيه قراءةٌ أخرى على مستوى المعاني.٢١٨

ويفرح المستشرقون كلما كثرت الاختلافات، ليس فقط في القراءات بل في الخطوط؛ لزعزعة الثقة بالصحة التاريخية للنص كما فعل النقد التاريخي في القضاء على الصحة التاريخية للعهدَين القديم والجديد.

(أ) التأليف في الموضوع

وقد ازدهر التأليف في تعدد القراءات منها:

(١) «المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها» لابن جني (٣٩٢ﻫ)٢١٩

وهو كتاب في القراءات الشاذة من أحد كبار علماء اللغة ابن جني صاحب «الخصائص». يستعرضها سورةً سورة، وآيةً آية بعد مقدمةٍ قصيرة عن معنى الشاذ وما كتب عنه من قبلُ٢٢٠ فالقراءة نوعان صحيحة وشاذة، وفي كلٍّ منها عدة تآليف.٢٢١ وما شذَّ عن القراءات السبعة نوعان: الأول عارض الصنعة لا يهم ولا يدخل في التحليل، والثاني ما شذ عن السبعة وغمض على الصنعة، وهو موضوع الكتاب، وهي أيضًا مرويات لها أسانيدها. وبما أن المؤلف لغوي فإنه يعتمد على الشعراء اعتماده على القرآن والشعر بالآلاف، بعدد صفحات الكتاب.

(٢) «بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات» للمهدوي (٤٤٠ﻫ)٢٢٢

وهو كتابٌ صغير الحجم، خالٍ من القسمة إلى أبواب أو فصول، يكثر من الاعتماد على الحجج النقلية. ويتكرر الحديث لاختلاف صياغاته لأهمية الدليل النقلي. وهو إجابة عن سؤالٍ افتراضي «إن قال قائل: ما سبب هذا الاختلاف الذي كثر بين القراءة في ألفاظ القرآن؟»٢٢٣ فقد اشتمل المصحف على جميع الحروف المنزل عليها القرآن.٢٢٤ والقراءة المستعملة التي لا يجوز ردها لها شروط ثلاثة: موافقة خط المصحف، عدم خروجها على لسان العرب، وثبوتها بالنقل الصحيح.٢٢٥

(٣) «مفردة نافع بن عبد الرحمن المدني» لأبي عمرو الداني (٤٤٤ﻫ)٢٢٦

وقد تخصصت دراساتٌ مستقلة عن كل قراءة من القراءات السبع لبيان خصائصها وميزاتها عن القراءات الأخرى. والمؤلف مقرئ، وموضوع الكتاب الاختلاف بين أصحاب نافع الذين أخذوا عنه القراءة تلاوةً، وأدَّوها حكاية.٢٢٧ وتُذكر عن كل واحد روايتان، إلا عن ورش وقالون ثلاث روايات؛ فيكون المجموع عشر روايات. واليقين من الرواية وليس من علم الأصوات باعتبارها علمًا طبيعيًّا يربط بين مخارج الحروف وأدوات النطق؛ اللسان والحلق والأنف والشفتان.
وكعادة كتب القراءات بالرغم من قسمتها إلى أبواب وفصول إلا أنها تضم ثلاثة أقسام: الأول أسانيد الروايات، والثاني مذاهب الأصوات،٢٢٨ والثالث فرش الحروف أي تطبيق مذاهب الأصوات في سور القرآن سورةً سورة،٢٢٩ وتبدأ بالخلافات في الاستعاذة والتسمية، والثالث أكبرها.٢٣٠ وبعض السور خالية من الأمثلة.٢٣١ وتعدد القراءات مقدمة لتعدد المعاني، واختلاف الروايات مقدمة لاختلاف التفسيرات وليس فقط لحسن الأداء في فن التجويد.

(٤) «مفردة عبد الله بن كثير المكي» لأبي عمرو الداني (٤٤٤ﻫ)٢٣٢

وهي دراسة لقراءةٍ مفردة مع ذكر الاختلافات مع باقي القراءات. والاختلاف أهم من الاتفاق، والتعبير عنه بلفظ ابن كثير.٢٣٣ وينقسم كعادة كتب علم القراءات إلى القسمة الثلاثية الشهيرة: الأسانيد، والحروف أي الأصوات، ثم فرش الحروف أي تطبيق الأصوات على القرآن سورةً سورة، وآيةً آية،٢٣٤ وهو الجزء الأكبر، وليس في كل سورة اختلاف.٢٣٥ ويشمل علم الأصوات الموضوعات المعروفة في كل كتاب بمناسبة سورة البقرة.٢٣٦ فالقراءة هي منطق الرواية الشفاهي كما أن التواتر هو منطق الرواية المدونة. وبالرغم من وجود أبواب لها عناوين في عباراتٍ شارحة وفصول بلا عناوين إلا أنها لا تخلو من التحليل النظري، وتكتفي بمجرد رصد اختلاف القراءات بين الروايات.٢٣٧ ولا تتجاوز القراءة التشكيل إلى بيان المعاني. وتنتهي الدراسة بالتكبير الذي يعني ليس مجرد قول «الله أكبر» بل التعظيم والتهليل والمدح والإطراء بعيدًا عن القصد والعمل والعقل. وانفراد القراءة بخصوصيات تعني أنها فن وأداء،٢٣٨ تعتمد على الشعر لضبط القراءة بالنسق البلاغي الشعرى.٢٣٩ ويحيل العمل إلى باقي الأعمال؛ مما يدل على وحدة مشروع التأليف.٢٤٠ ويضاف إلى الكتاب ملحق بنفس البنية الثلاثية: الأسانيد والأصوات وفرش الحروف؛ لذكر الاختلافات بين القراءات.٢٤١ ومن الصعب الآن العودة إلى التاريخ بعد أن استقرت القراءات التداولية في آذان الناس. أما الفهارس التحليلية فهي مادةٌ خامٌّ جيدة لتحليلها وإيجاد دلالاتها على علم القراءات.٢٤٢

(٥) «مفردة أبي عمرو بن العلاء البصري» لأبي عمرو الداني (٤٤٤ﻫ)٢٤٣

وموضوعه اختلاف هذه القراءة عن باقي القراءات بلفظ البصري.٢٤٤ ويتبع نفس القسمة الثلاثية في علم القراءات: الأسانيد، والأصوات، وفرش الحروف. وأكبرها القسم الثالث التطبيقي كالعادة.٢٤٥ ويبدأ بذكر فضائل صاحب القراءة وأئمته الذين أخذ عنهم القراءة وصولًا إلى الرسول. والمؤلف يجمع بين تراث المغرب وتراث المشرق، من قرطبة إلى الشام. ويقوم منطق الكتاب على ذكر القراءة من الرواية ثم رصد الخلاف بين قراءة وأخرى بلفظ القارئ على سبيل الاقتصاد والإيجاز.٢٤٦ أما المذاهب الصوتية فإنها تعتمد على طبيعة الأصوات ومخارج الحروف والسهولة الطبيعية والجمال الصوتي.٢٤٧ والإعراب مدخل للقراءة، ويعتمد على الشعر باعتباره تقابلًا نسقًا بلاغيًّا سابقًا على القراءة، كما يعتمد على بعض الأحاديث التي يتدخل فيها الخيال والإخراج إلى حدٍّ كبير مثل روايته في المنام.٢٤٨ وينتهي بملحق عن أسانيد رواية السوسي وأصواتها وتطبيقها على فرش الحروف.٢٤٩

(٦) «تهذيب الاختلاف» لأبي عمرو الداني (٤٤٤ﻫ)٢٥٠

وبعد دراسة مفردات القراءة تأتي المقارنات من أجل «تهذيب الاختلاف»، وإيجاد العناصر المشتركة بينها عن طريق وسيطٍ قادر على الجمع بين قراءتَين،٢٥١ يكشف عن مستوًى أعلى من التنظير، ويضع منطقًا للاختلاف. ورواية الاختلاف عامل مساعد، واللفظ هو مستوى الجمع والفرق.٢٥٢ وقد تم التأليف بناءً على سؤال.٢٥٣ وهي نفس المادة في المفردات الثلاث مكررة؛ مما يدل على وحدة العمل، والإحالة بعضه إلى البعض.٢٥٤ ويتبع نفس القسمة الثلاثية لمعظم كتب علم القراءات: الأسانيد، وعلم الأصوات وفرش الحروف، ويضيف ثلاثة أجزاء عن الاختلافات.٢٥٥ وتتكرر عناصر علم الأصوات.٢٥٦ وتفيد الفهارس التحليلية في إيجاد بعض الدلالات بالنسبة لنشأة مصطلحات علم التجويد، وبالنسبة للأعلام، والأماكن وأهمية مصر، والآيات والشواهد.٢٥٧

(٧) «مفردة قراءة ابن كثير المكي» للموصلي (٧١٣ﻫ)٢٥٨

والغرض من الكتاب تجريد مذهب ابن كثير، وإفراد مذهبه وروايته وقراءته ومراجعة ما قاله الشاطبي عنه عن طريق شاهدَين عدلَين. هي دراسة على قراءة، دراسة الموصلي على قراءة ابن كثير مثل الدراسات الحديثة. ويهتم بالاتفاق أكثر من الاختلاف.٢٥٩ ويُعرِّف الكتاب باسم القارئ وكنيته ونسبه ومناقبه وسنده واتصاله بالنبي، ومولده ووفاته، وذكر روايته وسند قراءته، واتصالها بابن كثير.٢٦٠ وينقسم كالعادة إلى القسمة الثلاثية الشهيرة في علم القراءات: حياة القارئ، والمذاهب الصوتية بمناسبة سورة الفاتحة، وفرش الحروف ابتداء من سورة البقرة، وينتهي بالتكبير.٢٦١ وأكبرها القسم الثالث التطبيقي، والمذاهب الصوتية متكررة.٢٦٢ وبعد أن استقرت القراءة الآن وأصبحت متداولة أصبح علم القراءة علمًا تاريخيًّا خالصًا من أجل العلم. وربما ما زالت بعض الخلافات في التشكيل الذي يغير المعنى. ويستعمل الشعر لضبط بعض الاختلافات في القراءة؛ فالشعر والقرآن نسقان بلاغيان.٢٦٣

(٨) «رسالة في علم القراءة بالقراءات الشواذ» ليوسف أفندي زاده (١١٦٧ﻫ)٢٦٤

ولم يقتصر التأليف في علوم القرآن على القراءات السبع أو العشر بل شملت أيضًا القراءات الشاذة. تعتمد على السابقين والاقتباسات منهم والتنصيص عليها بعلامة «انتهى».٢٦٥ وتذكر فتاوى ابن الصلاح والنووي والسبكي وابن الحاجب والعسقلاني في تحريم القراءات الشاذة، وهي لبُّ الكتاب.٢٦٦ كما يعتمد على الشعر أكثر من القرآن والحديث.٢٦٧ ويحيل إلى بعض كتب أصول الفقه الحنفي مثل أصول البزدوي.٢٦٨ والمؤلف يصف نفسه بصفات الاحتقار والذل باسم التواضع.٢٦٩ والقراءة الشاذة ما لم تتوافر فيها الشروط الثلاثة: موافقة اللغة العربية، وموافقة أحد المصاحف العثمانية، وتواتر نقلها.٢٧٠

(٦) علم الأصوات

والقرآن غير القراءات؛ القرآن هو الوحي المنزل على محمد للبيان والإعجاز، في حين أن القراءات اختلاف ألفاظ الوحي في الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد مثل القراءات السبع، تتضمن التعبير، وهي متواترة أو مشهورة عند الجمهور. وقد استثنى البعض الألفاظ المختلف فيها عند القراء أو أوجه الأداء مثل المد والإمالة وتحقيق الهمزة بالنقل أو التبديل أو الوسط أو الإسقاط. وهي اختيارية وليست توقيفية، من اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء، اختفى التمييز بينها ابتداءً من القرن الخامس.٢٧١

(أ) التأليف في الموضوع

(١) «الإدغام الكبير» لأبي عمرو البصري (١٥٤ﻫ)٢٧٢

وهو أحد موضوعات علم القراءات. وهي دراسةٌ صوتيةٌ نظرية تبدأ بتعريف الإدغام ثم تطبيقه على القرآن سورةً سورة. فالإدغام هو اللفظ بحرفَين حرفًا كالثاني مشددً، وينقسم إلى كبير وصغير؛ الكبير ما كان الأول من الحرفين متحركًا، والصغير ما كان الأول فيهما ساكنًا. وينقسم إلى فصلَين: الأول رواته؛ فالرواية مصدر العلم، والثاني أحكامه وأداؤه، ويعتمد على الشعر.٢٧٣ وتنقسم بعض الفصول إلى تنبيهات.٢٧٤

(٢) «القطع والائتناف أو الوقف والابتداء» للنحاس (٣٣٨ﻫ)٢٧٥

والمصطلحان الأوليان غريبان، والثانيان مألوفان؛ فالقطع هو الوقف والائتناف هو الابتداء. هي قضية الوقوف أو الاستمرار في قراءة القرآن بحيث لا يتغير المعنى المقصود، وتعتمد على الذوق في الفهم، والاتساق في المعنى، والبداهة والفطرة، وقد أفاض فيه النحويون.٢٧٦ وتضم مقدمة شبه نظرية عن الموضوع تبين نشأة الموضوع بتوجيهٍ قرآني.٢٧٧ ثم تذكر فضائل القرآن وفضائل أهله.٢٧٨ ثم تذكر قراءة النبي وتبيينه إياها، وإنكاره الوقف على غير تمام، وكيف تعلم أصحابه القرآن.٢٧٩
وقد تكلَّم الصحابة والتابعون في الموضوع من قبلُ٢٨٠ فهو موضوع في أتمِّ الحاجة إليه٢٨١ ويذكر الكتاب أسانيد القراءات.٢٨٢ ثم يبدأ التطبيق العملي بعد ذلك سورةً سورة.٢٨٣ وتذكر العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار.٢٨٤

(٣) «المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء» لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (٩٢٦ﻫ)٢٨٥

والمتن للعماني،٢٨٦ والزيادة من المقري.٢٨٧ ويدخل في الأصول النظرية مباشرة.٢٨٨ ثم يطبقها في عرضٍ طولي من الفاتحة إلى الناس.٢٨٩ وبدلًا من الذل في وصف المؤلف نفسه يكون التفخيم والتعظيم في الدنيا والآخرة إلى درجة الغرور.٢٩٠

(٤) «منار الهدى في بيان الوقف والابتدا» للأشموني (القرن الحادي عشر)٢٩١

وتظل القسمة الثلاثية التقليدية في علوم القرآن مع تقليص أسماء الرواة والأصول النظرية وتكبير العرض الطولي التطبيقي سورةً سورة، وآيةً آية٢٩٢ يقتصر الأول على فائدةٍ أولى؛ ذكر الأئمة الذين اشتهر عنهم هذا الفن،٢٩٣ ويقتصر الثاني على فائدةٍ ثانية في الوقف والابتداء مع تنبيهاتٍ مهمة،٢٩٤ ويفصل الثالث الوقف والابتداء في كل سورة،٢٩٥ وينتهي بفائدة تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن، انتقالًا من علم الأصوات إلى علم المعاني من مؤلَّفٍ آخر.٢٩٦ ويظهر مكان الوحي داخل فرش الحروف وتحديد كل سورة مكية أو مدنية؛ ما يبدو تجميع بعض الآيات حول الآية المذكورة، ما يدل على بداية تشكل التفسير الموضوعي، وتظهر بعض العناوين الجانبية لإبراز موضوعاتها لكسر حدة العرض الطولي، كما تبرز بعض الفوائد،٢٩٧ ويتم الاعتماد على الشعر في حين يغيب الحديث،٢٩٨ وتظهر عبارات التواضع الذي قد يصل إلى الذل لوصف المؤلف نفسه.٢٩٩

(ب) آليات القراءة

وهناك عدة آليات للقراءة أهمها:

(١) الوقف والابتداء أحد وسائل منطق القراءة٣٠٠

وهما مرتبطان بالنفَس في النطق من أجل الاستراحة في الكلام؛ فالنطق عناء وجهد، وليس مجرد تلفظ بالقول. لا يخلُّ بالمعنى ولا بالفهم٣٠١ وهو مثل فن «المونتاج» في الشريط السينمائي، متى يتم قطع صورة أو وصلها؛ لذلك خرجت مذاهب في فن الوقف والابتداء.٣٠٢ وهو ليس فنًّا واحدًا في عدد التقطيع، قد يكون ثلاثةً أو أربعةً أو خمسةً أو ثمانيةً.
والوقف اختياري واضطراري؛ الاختياري طبقًا لتذوق المعنى وحرية الفهم، وفردية القارئ، وشخصية المستمع. وهو الجانب الذاتي في القراءة، والاضطراري هو ما يحافظ على المعنى دون الإخلال به إلى اللامعنى. وهو الجانب الموضوعي في القراءة؛ لذلك لا يتم الوقف والابتداء بتصنُّع بعض القراء وتكلفهم أو تأويل بعض الأهواء ووجود أحكامٍ مسبقة، لا يتم عن تعمد وسوء نية بل عن طبيعة وحسن نية.٣٠٣ ويحتاج إلى كثير من العلوم: القراءة، والقصص، واللغة، والفقه والنحو. ولا يقوم بالوقف والابتداء إلا عالمٌ نحويٌّ متخصص في القراءات، عالم بالتفسير والقصص وبلغة القرآن.٣٠٤ وربما يضاف إليه عالم التفسير حتى لا يخطئ في المعنى، يجمعهم جميعًا العلم بالمعنى، وهو ليس بدعةً بل ضرورةٌ لضبط الفهم واستنباط الأحكام.٣٠٥ وقد توجد حالات الموصول فيها لفظًا والمفصول فيها معنًى فتقتضى الأولوية للمعنى عن اللفظ. فاللفظ حامل للمعنى.٣٠٦ وقد تختلف المصطلحات بين المتقدمين والمتأخرين؛٣٠٧ إذ يطلق المتقدمون مصطلحات الوقف والقطع والسكت على الوقف، في حين أن المتأخرين فرقوا بينها؛ فالقطع هو إنهاء القراءة، والوقف قطع الصوت عن الكلمة زمنًا لإعادة التنفس ثم استئنافها بعد ذلك، والسكت قطع الصوت زمنًا دون زمن الوقف من غير تنفس.
والوقف على أنواعٍ كثيرة: تام، وحسن، وقبيح. التام يحسن الوقف عليه والابتداء بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به،٣٠٨ والحسن ما يحسن الوقوف عليه، ولا يحسن الابتداء بعده،٣٠٩ والقبيح ما ليس بتام ولا حسن؛ فلا يتم الوقف على المضاف دون المضاف إليه، ولا الموصوف دون وصفه، ولا الرافع دون المرفوع، ولا الناصب دون المنصوب، ولا المؤكد دون التوكيد، ولا المعطوف دون المعطوف عليه، ولا البدل دون المبدل منه، ولا إنَّ وكان وأخواتها دون أسمائها، ولا اسم دون خبر، ولا مستثنًى دون الاستثناء، ولا موصول دون الصلة، ولا الفعل دون المصدر، ولا الجار دون المجرور، ولا الشرط دون المشروط.
وقد ينقسم الوقف إلى أربعة أحكام: تامٍّ مختار، وكافٍ جائز، وحسنٍ مفهوم، وقبيحٍ متروك.٣١٠ فالتام ما لا يتعلق بشيء بعده ويحسن الوقوف عليه، والابتداء بعده، وعادة ما يكون في نهايات الآيات؛ مثال ذلك ياء النداء والمنادى، ولام القسم والقسم. والكافي هو ما انقطع في اللفظ وتعلق بالمعنى، فيحسن الوقوف عنده، والابتداء بعده، وكل الآيات التي بها حروف التعليل والاستثناء، والاستدراك والاستفهام والتهديد، فالاتصال متطابق مع سيلان الانفعال. والحسن هو ما يحسن الوقوف عليه ولا يحسن الابتداء بعده.٣١١ والقبيح هو ما لا يُفهَم منه المراد حين الوقوف.٣١٢
ولا يجوز الوقف على حرفَين، بل على حرف دون آخر وإلا وقع التضاد.٣١٣ وهناك استثناءات من الوصل بعد أسماء الصلة.٣١٤ وهناك مذاهب على الوقف في المستثنى منه دون المستثنى بين الجواز المطلق والمنع المطلق.٣١٥ ويجوز الوقف في النداء،٣١٦ ولا يجوز الوقوف بعد القول،٣١٧ ولا يجوز الوقوف بعد «بلى»، في سبعة مواضع وباقي المواضع عليها خلاف وبعضها جواز،٣١٨ ويجوز الوقوف بعد «نعم» ولا يجوز.٣١٩ وكل ما يجوز الوقف عليه يجوز الابتداء بعده.٣٢٠
وقد يكون الوقف خمس مراتب: لازم، ومطلق، وجائز، ويجوز لوجه، ومرخَّص لضرورة.٣٢١ فاللازم ما وصل طرفاه وغير المراد.٣٢٢ والمطلق ما يحسن الابتداء بعده كالاسم المبتدأ، والفعل المستأنف، والمفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي. والجائز ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذبهما معًا. والمجوز لوجه في حالة السببية والجزاء مما يوجب الفصل والوصل معًا. والمرخص للضرورة في حالة عدم استغناء ما بعده عما قبله، لكن يرخص لانقطاع النفَس مع طول الكلام. ولا يلزم الوصل بالعود لأن الكلام مفهوم. وما لا يجوز الوقوف عليه كالشرط دون الجزاء، والمبتدأ دون الخبر. ويقبل الوقف حين طول الفواصل والقصص والجمل المعترضة.٣٢٣
وقد يكون الوقف على ثمانية أضرب: تام، وشبيه بالتام، وناقص، وشبيه بالناقص، وحسن وشبيه بالحسن، وقبيح وشبيه بالقبيح.٣٢٤ وهي نفس القسمة الرباعية دون وضع حدٍّ فاصل بين الأقسام؛ نظرًا لوجود ظلال منها تربط بينها. فالتام هو ما يُتوقف عليه ويُبتدأ بعده، والشبيه بالتام ما يكون تامًّا في تفسير إعراب وقراءة غير تامٍّ على نحوٍ آخر مثل فواتح السور؛ لذلك يتفاضل التام. والناقص والشبيه بالناقص عكس التام والشبيه بالتام. والحسن إذا كان التعلق من جهة اللفظ. والشبيه بالحسن إذا كان حسنًا على تقدير، وكافيًا أو تامًّا على تقديرٍ آخر. والقبيح والشبيه بالقبيح عكسه. فالقبيح هو الوقف اضطرارًا والكلام لم يتم بسبب انقطاع النَّفَس أو عدم الفائدة أو فساد المعنى. ويتفاضل القبيح؛ فبعضه أقبح من بعض.
وللوقف في كلام العرب عدة أوجه أهمها تسعة: السكون، والرَّوْم، والإشمام، والإبدال، والنقل، والإدغام، والحذف، والإثبات، والإلحاق.٣٢٥ السكون هو الأصل في الوقف على الكلمة المتحركة وصلًا وهو ضد الابتداء. لا يُبتدأ بساكن ولا يوقف على متحرك. والرَّوم النطق ببعض الحركة أو تضعيف الصوت بالحركة ويختص بالمرفوع والمجزوم والمضموم والمكسور دون المفتوح. والإشمام الإشارة إلى الحركة بغير تصويت. والإبدال في الاسم المنصوب المنوَّن يوقَف عليه بالألف بدلًا من التنوين. والنقل فيما آخره همزة بعد ساكن. والإدغام فيما آخره همزة بعد ياء أو واو زائدتَين. والحذف للياء الزائدة، إثباتها وصلًا وحذفها وقفًا. والإثبات للياء المحذوفة وصلًا وإثباتها وقفًا مثل «هادٍ، والٍ». والإلحاق ما يلحق بآخر الكلم من هاء ساكن مثل عمَّ.
وإذا كانت الصفة للاختصاص فلا وقف على الموصوف، وقد يجوز الوقوف على المستثنى منه دون المستثنى إذا كان متصلًا، ولا يوقف على الجملة الندائية، ولا يوقف على أسماء الصلة مثل «الذي» و«الذين».٣٢٦
وأما الابتداء فلا يكون إلا اختيارًا لا تدعو إليه الضرورة كالوقف. وأقسامه مثل أقسام الوقف الأربعة: التمام، والكفاية، والحُسن، والقبح، بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته. وقد يكون الوقف حسنًا والابتداء قبيحًا، وقد يكون الوقف قبيحًا والابتداء حسنًا.٣٢٧
و«كلا» في القرآن على ثلاثة أقسام: ما يجوز الوقف عليه والابتداء به، وما لا يجوز الوقف عليه والابتداء به، وما يجوز الابتداء به دون الوقوف عليه، وتغيب القسمة الرابعة؛ ما لا يجوز الابتداء به وجواز الوقوف عليه. ولا يجوز الوقف بعد «كلا» إلا في سبعة مواقف للردع.٣٢٨ ولا يوقف على «نعم» لاتصالها بما سبق.٣٢٩

(٢) والإمالة والفتح جائزتان وهما لغتان مشهورتان لدى فصحاء العرب

الفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة أهل نجد. فالإمالة من الأحرف السبعة ومن لحون العرب.٣٣٠ وترجع إلى الكسرة والياء، ويقعان بسبب كثرة الاستعمال ووجوههما أربعة: المناسبة والإشعار بالأصل أو في بعض المواضع أو بالشبه، وفائدتها سهولة اللفظ. وتُميل معظم القراءات العشر، وما يُمال مذكور فيها. وقد كرهها البعض؛ لضرورة تفخيم القرآن.٣٣١ وهي مجرد رخصة، وهما أقرب إلى صوت الرجال، وبه غلظة وشدة، وتعظيم وتبجيل، وتحريك أوساط الكلم بالضم والكسر دون إمالة. وإذا كان المعنى لا يختلف فالأمر بغير ذي دلالةٍ كبيرة إلى حسن الصوت وتذوق القراءة وإيجاد المعنى.

(٣) الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب من ظواهر القراءات

وهو جزء من علم الأصوات في الغرب الحديث؛ فالإدغام هو اللفظ بحرفَين حرفًا، وينقسم إلى كبير وصغير؛ الكبير ما كان أول الحرفَين متحركًا، وسمى كذلك لكثرة وقوعه، وسببه طلب التخفيف. والصغير ما كان الحرف الأول ساكنًا، وهو واجب وممتنع وجائز. وهو قسمان: الأول إدغام حرف من كلمة في حروفٍ متعددة من كلماتٍ متفرقة. والثاني إدغام حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفًا. وكل حرفَين التقيا أولهما ساكن وكانا مثلَين أو جنسَين يدغم الأول، وقد كرهه البعض. ويعاد الموضوع في أحكام النون الساكن والتنوين وأقسامها الأربعة: الإظهار، والإدغام، والإقلاب والإخفاء. فالإظهار لجميع القراء في ستة أحرف، والإدغام في ستة، والإقلاب عند حرفٍ واحد، والإخفاء عند باقي الحروف وهي خمسة عشر، وهي حالة بين الإدغام والإظهار، ولا بد من الغنة معه.٣٣٢

(٤) والمد والقصر جزء من جماليات الصوت وتذوق المعنى والإيحاء به للمستمع حين القراءة٣٣٣

المد هو زيادة مطٍّ في حرف المد عن الحد الطبيعي، والقصر عكسه، حذف الزيادة والإبقاء على المد الطبيعي، وهي لحروف العلة الثلاثة. وسببها لفظي ومعنوي؛ اللفظي همز أو سكون، وله سبع مراتب: القصر، فوق القصر قليلًا على أطوالٍ مختلفة حتى المرتبة السابعة وهي الإفراط. والمعنوي قصد المبالغة في النفي. وقد يجتمع السببان اللفظي والمعنوي مثل «لا إله إلا». وإذا تغير سبب المد جاز المد مراعاة للأصل. وإذا اجتمع سببان قويٌّ وضعيف عُمِل بالقوي.

(٥) ويخفف الهمز لأنه أثقل حروف العرب نطقًا وأبعدها مخرجًا. وفرض تخفيفه٣٣٤

وهو أربعة أنواع، النقل لحركته إلى الساكن قبله، والإبدال؛ تبديل الهمزة الساكنة حرف مدٍّ من جنس حركة ما قبلها، والتسهيل بينها وبين حركتها، والإسقاط بلا ثقل، وهو ما يسمى في النحو الحديث همزة القطع وهمزة الوصل، وهي تتبع جماليات النطق سهولةً أو صعوبة.

(٧) فن القراءة

ويمكن تجويد القرآن٣٣٥ وهو حلية القراءة، وإعطاء الحروف حقها، هو رياضة للألسن والعناية بمخارج الحروف السبعة عشر. وقد يصل التجويد إلى حد الغناء. ويُبتدع فيه الترعيد والتخصيص والتطريب والتحزين. ويجوز أخذ قراءةٍ واحدة لاستمرار اللحن الواحد، كما يجوز الجمع بين عدة قراءات بشرط عدم التنافر بينها. ويمكن الجمع إما بالحرف أو بالوقف. وللجمع شروطٌ خمسة: حسن الوقف، وحسن الابتداء، وحسن الأداء، وعدم التركيب، ورعاية الترتيب دون تلفيق.

ومن أصل فن القراءة تحسين الصوت، والقراءة من المصحف خشية النسيان، والسؤال عنه حين التردد خشية الوقوع في الخطأ. ولا تقطع القراءة للحديث الجانبي مع أحد وترك اللفظ والحديث. ولا يقرأ بالأعجمية؛ فالقرآن لسانٌ عربيٌّ مبين. ولا يُقرأ بالشواذ. ويقرأ على ترتيب المصحف دون خلط سورة بسورة، أو القراءة التعليمية فيجوز أن تكون موضوعية في القصص أو في الأمثال أو في الأخلاق أو في الاجتماع أو في السياسة. وتُوفَّى الحروف حقها من القراءة، ويُسجَد عند قراءة آيات السجدة. وعند الختم يشرع في ختمٍ آخر. ولا تكرر سورة الإخلاص عند الختم، وهي تعادل ثلث القرآن. ولا يُتخذ القرآن معيشةً للتكسب فيها وهو ما عمَّ حول القبور، وتكون القراءة ثوابًا للميت وهو ما كثر في زيارات القبور.

والأوقات المختارة للقراءة بداية تحول القرآن إلى وثن وسحر وخرافة، مثل الليل أو النصف الأخير أو بين المغرب والعشاء أو بعد الصبح. ومن الأيام يوم عرفة ويوم الجمعة ثم الاثنين والخميس. ومن الأعشار العشر الأخير من رمضان والأُوَل من ذي الحجة. ومن الشهور رمضان. ويبتدأ ليلة الجمعة وختمه ليلة الخميس. والختم أول النهار وأول الليل، وفي الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار، في شهر أو نصف شهر أو جمعة أو ثلاثة أيام، ويصام يوم الختم. والتكبير من الضحى إلى آخر القرآن، والدعاء عقب الختم. وبهذه الطريقة تصبح القراءة حرفة ومهنة. إنما القراءة طبقًا للحاجة وبحثًا عن حل، وتلبية لمطلب.

وللتلاوة آدابها.٣٣٦ وهي آدابٌ عامة للعلم واحترام كتب العلم مثل القرآن، وهي مقدمة لتحويل القرآن إلى أُحجيات، ومن هذه الآداب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته. والخشية الآن المغالاة فيه ونسيان العالم، زيادة في الحسنات وشفاعة به يوم القيامة ونزول البركة على أهله وإنارته. هو مأدبة الله، لا يُنسى بعد الذكر، ويؤخذ في العهود. ويستعاذ بالله قبل القراءة، وتقرأ البسملة، ولا تحتاج إلى نية، في حين أن الأعمال بالنيات، والقراءة عمل وقصة. ويُرتَّل ترتيلًا تفخيمًا لألفاظه وتعظيمًا لها، والبكاء عند قراءتها، الذي يتحول هذه الأيام عند مشايخ الفضاء إلى تمثيل للتأثير في الناس، تكسُّبًا به. وهنا تصبح قراءة القرآن كالأحجبة المكتوبة. وتقوم بوظيفتها في التبرك والتعوذ بها، وكأن القراءة في حد ذاتها دون فهم قادرة على فعل الأعاجيب، وكما يحدث في الممارسات الشعبية خاصة عندما تحل المصائب.

وتكون القراءة في مكانٍ نظيف، والمسجد أفضل، وجلوس القارئ مستقبلًا القبلة بخشوع وسكينة ووقار، ويقرأ بعد السواك تعظيمًا وتطهيرًا. وهذه ليست آدابًا بل توصيات، والكثير منها بديهيٌّ ذوقي في آداب العلم والمتعلم. وعلى هذا النحو تدخل القراءة كجزء من الشعائر والرسوم، وتتحول تدريجيًّا من فعل «اقرأ» إلى فعل المقدس. ويتحول من دافعٍ ذاتي إلى شيءٍ موضوعي، ومن حاملٍ ذاتي إلى حاملٍ موضوعي.

١  «ثم لما اتسع الخرق، وكاد الباطل يلتبس بالحق، قام جهابذة الأمة، وبالغوا في الاجتهاد، وجمعوا الحروف والقراءات، وعزوا الوجوه والروايات، وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصولٍ أصَّلوها، وأركانٍ فصلوها» (الإتقان، ج١، ٢٠٦).
٢  السابق، ج١، ص٢١٢.
٣  السابق، ج١، ص١٩٩، ٢٠٦.
٤  في حديث النبي «خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأُبيِّ بن كعب» (الإتقان، ج١، ١٩٩). وفي رأي أنس بن مالك جمع القرآنَ على عهد الرسول أربعةٌ من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد (السابق، ص٢٠٠). وكان المشهورون بالقراء من الصحابة سبعة: عثمان، علي، أُبي، زيد بن ثابت، ابن مسعود، أبو الدرداء، أبو موسى الأشعري (السابق، ص٢٠٤).
٥  «وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل. وإذا ثبتت الرواية لم يردَّها قياس عربية ولا حشو لغة لأن القراءة متَّبعة يلزم قبولها والمصير إليها» (السابق، ج١، ٢١١).
٦  الداني: جامع البيان، ص٣٤٨.
٧  السابق، ص١٥-١٦.
٨  الإتقان، ج١، ٢٧٩–٢٩١.
٩  كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ، أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.
١٠  من الفناء إلى البقاء، ج١، الوعي الموضوعي.
١١  مثل:
أوحى إلى عشاقه طرفه
هيهات هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه
لمثل هذا فليعمل العاملون
وأيضًا:
يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترفْ
ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته
إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
وأيضًا:
الملك لله الذي عنت الوجو
هُ له، وذلَّت عنده الأربابُ
متفرد بالملك والسلطان قد
خسر الذين تجاذبوه وخابوا
دعهم وزعم الملك يوم غرورهم
فسيعلمون غدًا من الكذابُ
وأيضًا:
سل الله من فضله واتقه
فإن التقى خير ما تكتسبُ
ومن يتقِ الله يصنع له
ويرزقه من حيث لا يحتسب
وأيضًا:
مجاز حقيقتها فاعبروا
ولا تعمروا، هونوها تهن
وما حُسن بيت له زخرف
تراه إذا زلزلت لم يكن
فأدخلني بيتًا أحرج من التابوت
وأوهى من بيت العنكبوت
الإتقان، ج١، ٢١٦-٢١٧.
١٢  أولها أبو عبد الله الحسين أحمد بن خالويه: الحُجة في القراءات السبع، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ٢٠٠٧م/١٤٢٨ﻫ.
١٣  أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي: الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبو بكر مجاهد (٤ أجزاء)، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢١ﻫ/٢٠٠١م.
١٤  يكفي معرفة مؤلفات ابن مهران وحده وهي: الغاية في القراءات العشر، المبسوط في القراءات العشر، القراءات العشر، القراءات السبع، مذهب حمزة في الهمز، الاستعاذة بحججها، الشامل في القراءات، طبقات القراء، كتاب الحداث، آيات القرآن، غرائب القرآن، الوقف والابتداء، قراءة أبي عمرو، وقوف القرآن، الانفراد، شرح المعجم، شرح التحقيق، قراءة ابن مسعود، رءوس الآيات، اختلاف السور، ابن مهران: «الغاية في القراءات العشر»، ص٥-٦.
١٥  السابق، ص٤.
١٦  وهو علم اللسانيات طبقًا للمناطق الجغرافية Geo-linguistics.
١٧  من العقيدة إلى الثورة ج١، المقدمات النظرية، الفصل الرابع، نظرية الوجود، ثالثًا: فينومينولوجيا الوجود «الأعراض»، ص٤٨٩–٥٤٤، رابعًا: أنطولوجيا الوجود «الجواهر»، ص٥٤٤–٦٣٦.
١٨  الشيخ أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، التذكرة في القراءات، دار الكتب العلمية، الناشر دار ابن خلدون، الإسكندرية، التوزيع دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٢ﻫ/٢٠٠١م.
١٩  الأصول النظرية في المقدمة مثل: الإدغام والإشمام، هاء الكناية عن الواحد المذكر، الميم، المد والقصر، الهمزة، قد، تاء التأنيث، الباء عن الفاء، لام هل وبل، الغنة، الفتح والإمالة، الراء المفتوحة، الوقوف، التفخيم. والأصول النظرية الأخرى عبر السور مثل: ياءات الإضافة، الياءات المحذوفة، اجتماع الاستفهامَين، الوقف على أسماءٍ منقوصةٍ نكرة.
٢٠  ابن غلبون، التذكرة في القراءات، ص٢٠–٢٢.
٢١  السابق، ص٩–١٩.
٢٢  السابق، ص١٢٥-١٢٦، ١٣١–١٣٥، ١٣٨–١٦٠.
٢٣  السابق، ص٩٧، ١٠٠، ١٠٥.
٢٤  الإمام الشيخ أبو الإصبع عبد العزيز بن علي بن الطحان الإشبيلي، المقدمة في أصول القراءات، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٧م/١٤٢٨ﻫ، ص١٢٧–١٤٢.
٢٥  وهي في العد ثلاثة وثلاثون: البسملة، التسمية، المد، اللين، المط، القصر، الاعتبار، التمكين، الإشباع، الإدغام، الإظهار، البيان، الإخفاء، القلب، التسهيل، التخفيف، التثقيل، التتميم، التشديد، النقل، التحقق، الفتح، الثغر، الإرسال، الإحالة، البطح، الاجتماع، التغليظ، التفخيم، التدقيق، الرَّوم، الإشمام، الاختلاس (السابق، ص١٣٢).
٢٦  الإمام الحافظ أبو العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي، إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي، تحقيق د. عثمان محمود غزال، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٧م/١٤٢٨ﻫ.
٢٧  السابق، ص٤٣–١٠٨.
٢٨  وهي: الإدغام والإظهار، والهمزة، الساكن والمتحرك، الوقف والابتداء، المد والقصر، الإمالة (السابق، ص١٠٩–١٣٠).
٢٩  السابق، ص١٣٣–٣٥٣.
٣٠  السابق، ص١٣١-١٣٢.
٣١  الأول (٦٣)، الثاني (٢٠)، الثالث (٢٢٣).
٣٢  الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة الدمشقي: إبراز المعاني من حرز الأماني، تحقيق وتقديم وضبط إبراهيم عطوة عوض، دار الكتب العلمية، بيروت، (د.ت).
٣٣  بيان من نقل عنهم شيء من وجوه القراءات من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم أسماء القراءات بالأمصار الخمسة، تمييز ما يُعتمد عليه من القراءات، القراءات السبع، فضائل القرآن وقراءته، القراء السبعة ورواتهم وأخبارهم، الرموز التي يشير بها الناظم إلى القراء السبعة ورواتهم، اصطلاح الناظم في التعبير عن أوجه الخلاف (السابق، ص٣–٦٠).
٣٤  الإدغام والإظهار، الكناية، المد والقصر، الهمزة، السكون والتنوين، الوقف والبداية، الياءات، الخط (السابق، ص٧٦–٣١٨).
٣٥  فرش الحروف (السابق، ص٣١٩–٧٢٩).
٣٦  الأول (٣٦)، الثاني (٢٨٠)، الثالث (٤٢٢).
٣٧  السابق، ص٦١–٧٥.
٣٨  السابق، ص٧٣٠–٧٦٠.
٣٩  الحديث (١٨)، الشعر (٨٦).
٤٠  الإمام أبو القاسم علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن المعروف بابن القاصح العذري البغدادي: سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي، ضبطه وصححه وخرَّج آياته محمد عبد القادر شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٤م/١٤٢٥ﻫ.
٤١  أول من شرحها علم الدين السخاوي من ناظمها مباشرة وتابعه الشُّراح مثل الفاسي وأبي شامة وابن جبارة والجعبري وغيرهم (السابق، ص٥).
٤٢  السابق، ص٦.
٤٣  توضيح (١٧)، تنبيه (٢)، تفريع (١).
٤٤  الحديث (٩)، الشعر (٢).
٤٥  الإدغام والإظهار، الهاء، المد والقصر، الهمزة، السكون والتنوين، الإمالة، الوقف والابتداء، الباء (سراج القارئ، ص٤٧–١٧٠).
٤٦  فرش الحروف (السابق، ص١٧١–٣٣٣).
٤٧  السابق، ص٣٥–٤٠.
٤٨  الأول (١٣٠)، الثاني (١٦٣).
٤٩  سراج القارئ، ص٣٣٤–٣٤٦.
٥٠  الملا علي بن سلطان الهروي القاري، المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية، تحقيق محمود عبد السميع الشافعي الحفيان، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٢م/١٤٢٤ﻫ.
٥١  «إن المقدمة … ما رأيت لها شرحًا كاملًا يبين بيانًا شاملًا يكون لتحقيق الحقائق كافلًا فسنح ببالي أن أضع عليها شرحًا معتدلًا، لا مختصرًا مخلًّا ولا مطولًا مملًّا …» (السابق، ص٩).
٥٢  السابق، ص٢٥.
٥٣  وهي مخارج الحروف وصفاتها، التجديد والتدقيق واستعمال الحروف، الراءات، الضاد والظاء، التحذيرات، الميم والنون المشددَين والميم الساكنة، السكون والتنوين، المدَّات، الوقوف، المقطوع والموصول وحكم التاء، همزة الوصل (السابق، ص١٥٧–١٦٣).
٥٤  الشيخ القارئ سلطان بن ناصر الجبوري، شرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة، تحقيق هناء الحمصي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٨م، ص١٥، ١٢٧.
٥٥  المتن للشيخ محمد بن قاسم البقري نافع الشناوي (١١١ﻫ)، وشهرته «متن البقرية».
٥٦  السابق، ص١٨.
٥٧  وهم: أبو عمرو، ابن كثير، نافع، ابن عامر، عاصم، حمزة، الكسائي.
٥٨  السابق، ص٤١، ٦٩-٧٠.
٥٩  سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري: الفتح الرحماني شرح كنز المعاني بتحرير حرز الأماني في القراءات، تحقيق ودراسة شريف أبو العلا العدوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٥٢ﻫ/٢٠٠٢م.
٦٠  المذاهب الصوتية، ص٢٤–١٢٥؛ فرش الحروف، ص١٢٦–١٦٧.
٦١  الإدغام الكبير، هاء الكناية، المد والقصر، الهمزة، تاء التأنيث، لام هل وبل، الفتح والإمالة، اللامات، الوقف والابتداء، ياءات الإضافة، ياءات الزوائد … إلخ.
٦٢  فضيلة الشيخ علي محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية، مختصر بلوغ الأمنية، ضبطه وصححه وخرج آياته محمد عبد القادر شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٩ﻫ/١٩٩٩م.
٦٣  الاستعاذة والبسملة، ص٥–٦؛ المذاهب الصوتية، ص٧–٣٩؛ فرش الحروف ص٤٠–٤٩؛ التكبير، ص٥٠.
٦٤  وهي: الإدغام الكبير، وهاء الكتابة، المد والقصر، الهمزة، السكون والحركة، الإدغام الصغير، الإمالة، الراءات واللامات، الوقف والابتداء، ياءات الإضافة، ياءات الزوائد … إلخ.
٦٥  أربعة كتب في علوم القرآن، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، عالم الكتب، بيروت، ١٤١٨ﻫ/١٩٣٨م، ص١١–٢١.
٦٦  أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن خالويه، الحجة في القراءات السبع، تحقيق أحمد فريد المزيدي، قدم له الدكتور فتحي حجازي، جامعة الأزهر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٢، ٢٠٠٧م/١٤٢٨ﻫ.
٦٧  الشعر (٧٠)، الحديث (٣).
٦٨  الحجة في القراءات السبع، ص١٧–١٩.
٦٩  أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبو بكر بن مجاهد، وضع حواشيه وعلق عليه كامل مصطفى الهنداوي (٤ مجلدات)، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢١ﻫ/٢٠٠١م.
٧٠  «أطال الله بقاء مولانا الملك السيد الأجلِّ المنصور، ولي النعم، عضد الدولة، وتاج الملة، وأدام له العز والبسطة والسلطان، وأيده بالتوفيق والتسديد، وعضده بالنصر والتمكين» (السابق، ج١، ٢٩).
٧١  السابق، ج١، ص٢٩-٣٠.
٧٢  السابق، ج١، ٢٤٥–٢٥٧.
٧٣  السابق، ج٤، ٢١٤–٣٣٥، ٣٣٦–٣٦٤.
٧٤  الأحاديث القولية (٥٨)، الفعلية (١١)، آثار الصحابة والتابعين (٤)، القوافي (٧٠٠)، الأرجاز (٢٨٠)، أنصاف الأبيات (٣٣)، الأمثال (١٩).
٧٥  الإمام أبو محمد القيسي القيرواني القرطبي، التبصرة في القراءات السبع، اعتنى بتصحيحه ومراجعته جمال الدين محمد شرف، دار الصحابة للتراث، طنطا، (د.ت).
٧٦  الإسناد في القراءة، ص٧–١٣؛ أسماء القراء وأسانيدهم المتصلة حتى النبي، ص١٧–٥٨؛ اختلاف القراءات في الفاتحة والبقرة، ص٥٨–٦٣؛ المذاهب الصوتية بمناسبة البقرة، ص٦٣–١٥٣؛ الحروف (السور) ابتداءً من البقرة، ص١٥٣–٢٩٢؛ التكبير ص٣٩٢–٣٩٤.
٧٧  السابق، ص١٥-١٦.
٧٨  مثل هاء الكناية عن المذكر، المد والقصر، اجتماع الهمزتَين، الوقف والابتداء، الرَّوم والإشمام، الإظهار والإدغام، السكون والتنوين، الفتح والإمالة … إلخ.
٧٩  باب ما جرى في التسهيل على غير قياس (السابق، ص١٠٢–١٠٥).
٨٠  الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، جامع البيان في القراءات السبع المشهورة، تحقيق الحافظ المقري محمد صدوق الجزائري، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ.
٨١  «باب في ذكر الأخبار الواردة بالحضِّ على اتباع الأئمة من السلف في القراءة والتمسك بما أداه الأئمة القراء عنهم منها» (جامع البيان ص٣٧–١٤٥)؛ «باب ذكر أسماء أئمة القراءة والناقلين عنهم وأنسابهم وكناهم ومواطنهم ووفاتهم ونكت من مناقبهم وأخبارهم» (السابق ص٤٣–١٤٥).
٨٢  القسم الثاني عن الأصول النظرية، جامع البيان ص١٥٤–٣٨٦.
٨٣  الأول (١٣٠)، الثاني (٢٤٢)، الثالث (٤١٣).
٨٤  «باب ذكر الاستعاذة ومذاهبهم فيها» (السابق، ص١٤٥–١٤٧). «باب ذكر مذاهبهم في التسمية والفصل بها بين السورتين» (السابق، ص١٤٧–١٥٤).
٨٥  «باب ذكر التكبير في قراءة ابن كثير وذكر الأخبار الواردة عن المكيين في ذلك» (السابق، ص٧٩٢–٧٩٩).
٨٦  «فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف قراءة الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم وفروعهم، مبين لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه في روايتهم والمأخوذ به من طرقهم، ملخِّصٌ للظاهر الجلي، موضِحٌ للغامض الخفي، محتوٍ على الاختصار والتعليل، خالٍ من التكرار والتطويل، قائم بنفسه، مستغنٍ عن غيره، يُذكر المقرئ الثاقب، يُفهم المبتدئ الطالب، ويخفف على الناسخ، ويكون عونًا للدارس» (السابق، ص١٦).
٨٧  «وذكرتُ لكم الاختلاف بين أئمة القراءة في المواضع التي اختلفوا فيها من الأصول المطردة والحروف المتفرقة. وبينتُ اختلافهم بيانًا شافيًا، وشرحت مذاهبهم شرحًا كافيًا. وقربت تراجيحهم وعباراتهم، وميزت بين طرقهم ورواياتهم. وعرَّفت بالصحيح السائر، ونبَّهت على السقيم الدائر. وبالغت في تلخيص ذلك وتقريبه، واجتهدت في إيضاحه وتهذيبه. وأعطيته حظًّا وافرًا من عنايتي، ونصيبًا كاملًا من روايتي. وأفردت قراءة كل واحد من الأئمة برواية من أخذ عنه تلاوة، وأدى الحروف عنه حكاية دون رواية من نقلها سماعًا في الكتب، ورواية في المصحف؛ إذ الكتب والصحف غير محيطة بالحروف الجلية، ولا مؤدية عن الألفاظ الخفية، والتلاوة محيطة بذلك ومؤدية عنه» (السابق، ص ١٦).
٨٨  الشعر (٦)، الحديث (١٩).
٨٩  السابق، ص٣٨٧.
٩٠  جامع البيان، ص١٩٤.
٩١  السابق، ص٢٧٤.
٩٢  الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، التيسير في القراءات السبع، عُني بتصحيحه أوتو يرتزل. طبعةٌ جديدة اعتمد في أصلها على الطبعة التي نشرتها جمعية المستشرقين الألمانية بمطبعة الدولة بإستامبول عام ١٩٣٠م. دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٥م/١٤٢٦ﻫ. جامع البيان، (٧٨٥)، التيسير، (١٧٠).
٩٣  السابق، ص٧–٨.
٩٤  «ذكر أسماء القراء والناقلين عنهم وأنسابهم وبلدانهم وكُناهم وموتهم، ذكر الرجال، ذكر الإسناد الذي أدى إلى القراءة عن هؤلاء الأئمة من الطرق المرسومة عنهم رواية وتلاوة» (السابق، ص١٧–٢٥).
٩٥  مذاهب الإدغام والكناية والمد والتقصير والهمزة والفتح والإمالة والوقف واللامات والسكون (السابق، ص٢٨–٦١).
٩٦  السابق، ص٢٦-٢٧.
٩٧  فرش الحروف (السابق، ص٦٣–١٨٣).
٩٨  الأول (١٣)، الثاني (٣٤)، الثالث (١٢٤).
٩٩  السابق، ص١٨٤-١٨٥.
١٠٠  الشيخ أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبي: المفتاح في القراءات السبع، تحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
١٠١  «سألتموني أن أملي عليكم كتابًا مختصرًا في ما اختلف فيه القراء السبعة المسمون بالمشهورين دون غيرهم من الأئمة العظام الذين قرأت بقراءاتهم في تحويلي بديار المشرق التي ذكرت بعضها في الكتاب «الوجيز»، وأن ألخِّص لكم أبوابه، وأقرِّب عليكم فصوله، وأوضح عبارته ليكون لكم مفتاحًا لحفظ كتاب «الوجيز» …» (السابق، ص٩-١٠).
١٠٢  «فإني رأيت ألا أذكر الأسانيد التي أوصلت إلينا هذه القراءات كراهة أن يطول بها المختصر؛ إذ هي مذكورة في غير هذا المختصر من كتبي» (السابق، ص١٠).
١٠٣  مذاهب الأصوات، ص١٢–٥٥، فرش الحروف، ص٥٦–٢٣٠.
١٠٤  أهمها: الإظهار والإدغام، الدال وتاء التأنيث ولام هل وبل، الحروف الساكنة والمتحركة، الهمزة، الاستفهام، الإمالة والتفخيم … إلخ.
١٠٥  الآن هناك أصواتٌ مصريةٌ شهيرة لها حضورها في كافة أرجاء العالم الإسلامي مثل: عبد الباسط عبد الصمد، شعيشع، المنشاوي.
١٠٦  أبو عبد الله محمد بن شريح، الكافي في القراءات السبع، تحقيق وتعليق جمال الدين محمد شرف، دار الصحابة للتراث، طنطا، ٢٠٠٤م. وطبعةٌ أخرى تحقيق محمود عبد السميع الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢١ﻫ/٢٠٠٠م.
١٠٧  «فإني أذكر في هذا الكتاب الأربع عشرة روايةً المشهورة عن السبعة المشهورين، وجامع فيه أصولها، ومبين فروعها، بحذف التطويل، والقصد إلى الاختصار مع تمام المعاني ليكون كافيًا للعالِم وتذكرة، ومنتهًى للمتعلم وتبصرة، وسميته «الكافي». واعلم أني مقدم المتأخر من المختلف فيه لأضمَّه إلى نظيره ليكون ذلك أسهل للحافظ، وأقرب للدارس. ثم لا أذكره في موضعه اكتفاءً بذكره أولًا. وربما نبهت على ما أمكنني منه في مكانه … واختصرت فيه إلى أقرب أسانيدي، وأرفعها طلبًا للاختصار، وليسهل على من أراد حفظها …» (السابق، ص٥-٦).
١٠٨  الأسانيد ص٧–١٦، المذاهب الصوتية ص١٧–٦٠، فرش الحروف ص٦١–٢٢٠.
١٠٩  وأهمها: المد والقصر، الإدغام والإظهار، السكون والتنوين، الفتح والإمالة، الوقف والاستئناف، التفخيم والتضعيف … إلخ.
١١٠  أسماء القراء والرواة عنهم، اتصال قراءتي بهؤلاء الأئمة، اتصال قراءة الأئمة السبعة بالنبي (السابق، ص٢٨–٣٥).
١١١  المد والقصر، الهمزتان، الإدغام والإظهار، السكون والتنوين، الفتح والإمالة، الوقف، اللامات والراءات (السابق، ص٣٩–٧٦).
١١٢  فرش الحروف، السابق، ص٧٧–٢٣٦.
١١٣  السابق، ص٣٥–٣٨.
١١٤  الشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري: الإقناع في القراءات السبع، حفظه وعلق عليه الشيخ أحمد فريد المزيدي، قدَّم له وقرَّظه د. فتحي عبد الرحمن حجازي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٩ﻫ، ١٩٩٩م.
١١٥  السابق، ص١٣–١٩.
١١٦  أسماء القراء وأسانيدهم ص٢٠–٩٢، المذاهب الصوتية ص٩٣–٣٦٩، فرش الحروف ص٣٧٠–٤٨٧.
١١٧  القراء: نافع، ابن كثير، أبو عمرو بن العلاء، ابن عامر، عاصم، حمزة، الكسائي. المذاهب الصوتية: الإدغام الكبير، الإدغام الصغير، الإمالة، الراءات، اللامات، الهمزة، المد، الحركة والسكون، الهاءات، الوقف والابتداء، ياءات الإضافة، كيفية التلاوة وتجديد الأداء.
١١٨  السابق، ص٤٨٨–٤٩٢.
١١٩  الأحاديث (١٠)، الأشعار (٤).
١٢٠  الإمام أبو حفص عمر بن قاسم بن محمد المصري الأنصاري المعروف بالنشار، المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر، تحقيق أحمد محمود عبد السميع الشافعي الحفيان، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٢ﻫ/٢٠٠١م.
١٢١  «فقد سألني بعض أصدقائي ومن هو من إخواني في الله وأحبائي أن أجمع له كتابًا في القراءات السبع المتواترة التي لا يتوجه عليها المنع، وأن أذكر ما لكل شيخ أو راوٍ من الخلاف وإن تكرر» (السابق، ص١٦).
١٢٢  «فبالذكر قد أخبر الله تعالى أن القرآن العظيم تيسَّر، إلا أن يكون الخلاف مما يكثر دوره كالمد والقصر والإدغام الكبير لأبي عمرو، وصلة ميم الجمع لابن كثير وقالون، وهاء الكناية لابن كثير، والنقل لورش، وترقيق الراءات له، وتغليظ اللامات له، والسكت لحمزة، وعدم الغنة لخلف، والفتح والإمالة وبين اللفظين، وأحكام النون الساكنة والتنوين، ووقف حمزة وهشام على الهمز، ووقف الكسائي على هاء التأنيث …» (السابق، ص١٦).
١٢٣  ولي الله سيدي علي النوري الصفاقسي: غيث النفع في القراءات السبع، ضبطه وصححه وخرج آياته محمد عبد القادر شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٩ﻫ/١٩٩٩م.
١٢٤  السابق، ص٣–١٣.
١٢٥  السابق، ص١٤–١٧.
١٢٦  السابق، ص٢١–٣٤٠.
١٢٧  الأشعار (٨٠)، القصيدة الطويلة، ص١٣٤–١٣٦.
١٢٨  الإتقان، ج١، ١٣١–١٤١.
١٢٩  وهي لغات قريش، وتميم، وهذيل، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر.
١٣٠  مثل: الأمر والنهي، والحلال والحرام، والمحكم والمتشابه، والمطلق والمقيَّد، والعام والخاص، والنص والمؤوَّل، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفسَّر، والمستثنى والمستثنى منه.
١٣١  عند البعض الآخر هي: تصريف الأسماء، تصريف الأفعال، وجوه الإعراب، النقص والزيادة، التقديم والتأخير، الإبدال، اللغات واللهجات وهو الأصح (ابن غلبون، التذكرة في القراءات، مقدمة المحقق، ص٦–٧)؛ «باب ذكر الخبر الوارد عن النبي بأن القرآن أُنزل على سبعة أحرف وبيان ما ينطوي عليه من المعاني ويشتمل عليه من الوجوه» (جامع البيان، ص٢٠–٣٦).
١٣٢  البرهان ج١، ٢١١–٢٢٧.
١٣٣  جامع البيان، ص٢٣.
١٣٤  اعتمادًا على حديث: «كان الكتاب الأول نزل من بابٍ واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر آمر، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، إلى آخره في السبعة أحرف» (السابق، ص٢٥–٣٦).
١٣٥  وهو معنى حديث: «لقيت جبريل عند أحجار المراء. فقلت: يا جبريل إني أُرسلتُ إلى أمةٍ أمية، الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ قط. قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف» (جامع البيان ص٢١). وهو معنى حديث: «اقرءوا كما علمتم» (السابق، ص٣٣).
١٣٦  مثل: الحذف والصلة، والتقديم والتأخير، والاستعارة والتكرار، والمجمل والمفسر، والظاهر والغريب، وهي أساليب الكلام مثل التذكير والتأنيث، والشرط والجزاء، والتصريف والإعراب، والأقسام وجوابها، والجمع والإفراد، والتصغير والتعظيم، واختلاف الأدوات (السابق، ص١٣٧-١٣٨).
١٣٧  مثل: الزهد والقناعة مع اليقين والجزم، والخدمة مع العطاء والكرم، والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء، والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر، والصبر مع المحاسبة والمحبة، والشوق مع المشاهدة (السابق، ص١٣٨).
١٣٨  وهي: الإنشاء والإيجاد، والتوحيد والتنزيه، وصفات الذات، وصفات الفعل، والعفو والعذاب، والحشر والحساب، والنبوات (السابق، ص١٣٨).
١٣٩  مثل «أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» (جامع الأصول، ص٢٠). وفي صياغةٍ أخرى «حين لقي جبرائيل عليه السلام فقال له: إني أُرسلتُ إلى أمةٍ أمية … فقال إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف.» وفي صياغةٍ ثالثة قال جبريل: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفٍ واحد، فقال الرسول: اسأل الله المعافاة والرحمة؛ إن ذلك ليشق على أمتي ولا يستطيعونه. ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفَين، فقال له مثل ما قال له في الأولى حتى انتهى القرآن إلى سبعة أحرف.» «فمن قرأ بحرف منها فقد أصاب» (جامع البيان، ص٢٥).
١٤٠  السابق، ص٤٩؛ النشر في القراءات العشر، ج١، ٢٣؛ منار الهدى، ص١٨.
١٤١  هو حديث: «أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: بسم الله، أو يا محمد اقرأ القرآن على حرف. فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده. فقلت: زدني، فقال: بسم الله اقرأه على حرفَين، ثلاثة أحرف. فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده. فقلت: زدني. قال: بسم الله اقرأه على خمسة أحرف. فنظرت إلى ميكائيل. فقال: استزده. قلت: زدني. فقال: بسم الله اقرأه على ستة أحرف. فنظرت إلى ميكائيل فقال: استزده. قلت: زدني. فقال: بسم الله اقرأه على سبعة أحرف» (جامع البيان، ص٢٢).
١٤٢  مثل حديث: «فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهى العدة. فقال جبريل: اقرأه على سبعة أحرف كلهن شافٍ كافٍ لا يضرك كيف قرأت ما لم تختم رحمة بعذاب أو عذابًا برحمة.» أو «ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب بمغفرة.» أو بزيادة «هلم وتعال وأقبل وأسرع واذهب وعجل» (جامع البيان، ص٢٢).
١٤٣  الإتقان، ج١، ٢٢٣–٢٢٦، ٢٢٩.
١٤٤  «وقال أبو بكر بن العربي: ليست هذه السبعة متعينة للجواز حتى لا يجوز غيرها» (السابق، ص٦٢٣). «وقال مكي: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطًا عظيمًا» (السابق، ص٢٢٤). «وقال القراب في الشافي: التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة وإنما هو من جمع بعض المتأخرين فانتشر وأوهم أنه لا يجوز الزيادة على ذلك، وذلك لم يقل به أحد»، «وقد اشتد إنكار أئمة هذا الشأن على من ظن انحصار القراءات المشهورة في مثل ما في التيسير والشاطبية» (السابق، ص٢٢٥).
١٤٥  أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني: المبسوط في القراءات العشر، تحقيق وتعليق جمال الدين محمد شرف، دار الصحابة للتراث، طنطا، ١٤٢٤ﻫ/٢٠٠٣م.
١٤٦  الروايات والأسانيد (٣٨)، السور والحروف (٢٤٨).
١٤٧  السابق، ص٤٢-٤٣.
١٤٨  السابق، ص٤٤–٥١، ٥١–٥٥، ٥٥–٦١، ٦٢-٦٣، ٦٣-٦٤، ٦٥-٦٦، ٨٦-٨٧، ٨٧–٩٠، ١٠٦–١١٠، ١٢٠، ١٢٨، ١٣١.
١٤٩  السابق، ص٩٨، ١١٠، ١٢٠، ١٢٨، ١٣١، ١٣٥، ١٣٩، ١٤٣، ١٤٧، ١٥٣، ١٥٥، ١٦٣، ١٧١، ١٧٥، ١٨١، ١٨٤، ١٨٨، ١٩٢، ١٩٩، ٢٠٢، ٢٠٧، ٢١٠، ٢١٩، ٢٣٠، ٢٣٢، ٢٤١، ٢٤٢، ٢٤٦-٢٤٧، ٢٤٩، ٢٥٧، ٢٦٣، ٢٦٥، ٢٨٣.
١٥٠  الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران: الغاية في القراءات العشر، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٧م/١٤٢٨ﻫ، ص٧–١٠٣.
١٥١  السابق، ص٣٢–٤٧.
١٥٢  السابق، ص٩٩–١٠٣.
١٥٣  «فهذه أسانيد القراءات التي أقرأناها، وأخذناها لفظًا اختصرناها كراهةً للإطالة فيها. وسيأتي بعدها الحروف واختلافهم في كل سورة …» (السابق، ص٣١).
١٥٤  «سألتَ أسعدك الله أن أجمع لك القراءات التي قرأت بها لفظًا بجميع الروايات التي وجدتها نقلًا عن ذكر الأسانيد وأن أختصرها بألفاظٍ لطيفة وتراجمَ موجزةٍ خفيفة لتقرب على متحفظها وتسهل فلا تطول، وتكثر فتثقل، فأجبتك مستعينًا بالله …» (السابق، ص٧).
١٥٥  الإمام أبو طاهر بن سوار: المستنير في القراءات العشر، اعتنى به وعلق عليه جمال الدين محمد شرف، دار الصحابة للتراث، طنطا، ٢٠٠٢م.
١٥٦  السابق، ص٢٤–٣٨.
١٥٧  الأسانيد ص٣٩–١٥٨، المذاهب الصوتية ص١٥٩–١٩٨، فرش الحروف ١٩٩–٤٤٩.
١٥٨  عبد الله بن كثير المكي، نافع بن أبي نعيم، عبد الله بن عامر اليحصبي، أبو عمرو بن العلاء، أبو بكر عاصم بن أبي النجود، أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات، أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، أبو جعفر يزيد بن القعقاع، يعقوب بن إسحاق الحضرمي، محمد خلف بن هشام بن طالب بن غراب.
١٥٩  مثل النون والتنوين، الهمز، والسكون والحركة، الوقف والابتداء، الإمالة … إلخ.
١٦٠  السابق، ص٤٥٠-٤٥١.
١٦١  السابق، ص٢٣.
١٦٢  السابق، ٣٩.
١٦٣  الإمام العلامة الشيخ عبد الله بن عبد المؤمن ابن الوجيه الواسطي: الكنز في القراءات العشر، تحقيق هناء الحمصي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٩ﻫ/١٩٩٨م.
١٦٤  أسماء الأئمة وبلادهم ورواتهم وأسانيدهم (السابق، ص١١–٣٥).
١٦٥  قواعد الكتاب، مخارج الحروف وصفاتها، الهمس، الأصول عشرة: الإدغام والإظهار، هاء الكناية، الهمز، المد والقصر والوقف على الساكن، الإمالة كانت لامًا في الأسماء والأفعال، ترقيق الراءات وتفخيمها، تغليظ اللامات وترقيقها، الوقف، الياءات، والعاشر في الاستعاذة والبسملة والتكبير عند ابن كثير (السابق، ص٣٦–١٢٣).
١٦٦  السابق، ص١٢٤–٢٧٠.
١٦٧  الأول (٣٠)، الثاني (٨٣)، الثالث (١٤٧).
١٦٨  السابق، ص١٠.
١٦٩  «وقد ألَّف أئمة القراء في هذا العلم كتبًا كثيرة عدًّا، غير أنها مختلفة بين مختصَرٍ مخلٍّ بالمقصود أو مطوَّل جدًّا؛ فرأيت أن أصنف لك أيها الطالب كتابًا جامعًا بين الوضوح والاختصار في قراءات السبع أئمة الأمصار» (السابق، ص٩).
١٧٠  الشعر (٢).
١٧١  السابق، ص٢٣-٢٤، ٣٤، ٤٣.
١٧٢  الإمام الحافظ أبو الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري: النشر في القراءات، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٣، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ (جزآن).
١٧٣  السابق، ج١، ٧.
١٧٤  السابق، ص٦١–٨٢.
١٧٥  الشعر (٣٦). ش.
١٧٦  تنبيهات (٢٣).
١٧٧  ثلاثة وخمسون كتابًا وثلاث مفردات (النشر، ج١، ٥٠–٨١).
١٧٨  السابق، ج١، ٨٢–١٥٦.
١٧٩  صفات الحروف، التجويد، الوقف والابتداء، الإدغام والإظهار، الهاء، المد والقصر، الهمز، التنوين والسكون، مخارج الحروف، الفتح والإمالة، الوقف والابتداء، التغليظ والترقيق، مرسوم الخط، الباء، اللام (السابق، ج١، ١٥٧–٣٨٧؛ ج٢، ٣–١٥٤).
١٨٠  السابق، ج١، ١٩٢–٢١٢.
١٨١  السابق، ج١، ١٦٠–١٧٧.
١٨٢  السابق، ص٢١٩، ٢٨١.
١٨٣  الإمام المحقق محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري، تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة، كتب هوامشه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٤ﻫ/١٩٨٣م (ويهمل الناشر تقويس الآيات القرآنية).
١٨٤  أسماء القراء وأنسابهم وبلداتهم وكناهم وموتهم (السابق، ص١٣–٣٧).
١٨٥  الإدغام، الكناية، المد والقصر، الهمز، الوقف والابتداء، الفتح والإمالة، الراءات، اللامات، أواخر الكلم، مرسوم الخط، السكون والحركة، الإضافة والزوائد (السابق، ص٤١–٨٤).
١٨٦  السابق، ص٨٥–٢٠٢.
١٨٧  الأول (٣١)، الثاني (٤٧)، الثالث (١٢٠).
١٨٨  السابق، ص٣٨–٤٠.
١٨٩  السابق، ص٢٠٣-٢٠٤.
١٩٠  السابق، ص٩–١٢.
١٩١  «فإنكم سألتموني أن أصنِّف لكم كتابًا مختصرًا في مذاهب القراء السبعة بل العشرة بالأمصار، يقرب عليكم تناوله ويسهل حفظه ويخفُّ عليكم درسه ويتضمن الروايات والطرق ما اشتهر وانتشر عند التالين وصحَّ وثبت عند المتعددين من الأئمة المتقدمين … واعتمدتُ في ذلك على الإيجاز والاختصار وترك التطويل والتكرار، وقربت الألفاظ، وهذبت التراجم ونبهت على الشيم بما يؤدي إلى حقيقته من غير استغراق لكي يوصل إلى ذلك في يسر وبتحفظ من قرب …» (السابق، ص١٢).
١٩٢  أبو علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي المالكي، الروضة في القراءات الإحدى عشرة، دراسة وتحقيق د. مصطفى عدنان محمد سلمان، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، دار العلوم والحكم، سوريا (جزآن). ١٤٢٤ﻫ/٢٠٠٤م. وهي رسالةٌ علمية مقدمة للنشر والتحقيق، ونشرٌ مشترك بين السعودية وسوريا، تختلف فيها بعض عناوين الفهرس مع بعض عناوين الكتاب.
١٩٣  الأول: الأئمة ومن روى عنهم، ترجمة الأعلام الأسانيد: نافع، ابن كثير، ابن عامر، عاصم، أبو عمرو، حمزة، الكسائي، أبو جعفر، يعقوب الحضرمي، الأعمش، خلف (ج١، ١١٠–١٧٩). والثاني الأصول: الهمزة، الإدغام، الإمالة، الياءات، التسمية (ج١، ١٧٩–٥١٧). والثالث فرش الحروف من الفاتحة حتى الإخلاص (ج٢، ٥١٧–١٠٠٤).
١٩٤  الأول (٦٩)، الثاني (٣٣٨)، الثالث (٤٨٨).
١٩٥  الروضة، ج١، ١٢٧–١٧٩.
١٩٦  علم النفس اللغوي Psycho-linguistics. علم الجغرافيا اللغوي Geo-linguistics.
١٩٧  وهو ما يمكن تسميته علم اللغة التطبيقي Applied Linguistics أو علم الأصوات التطبيقي Applied Phonetics.
١٩٨  الروضة ج١، ٢٣١–٢٥٥.
١٩٩  السابق، ج٢، ٩٩٥-٩٩٦.
٢٠٠  «سألتَ أن أجمع لك ما نثرته في الخلافات من القراءات التي تلوت بها على شيوخ أهل العراق ذوي السماعات والإجازات والتلاوة على غيرهم من الشيوخ. وقد أجبتك على سؤالك» (الروضة، ج١، ١٠٩).
٢٠١  الشعر (٣).
٢٠٢  العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي الشهير بالبناء: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، وضع حواشيه الشيخ أنس مهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، ٢٠٠٦م/١٤٢٧ﻫ.
٢٠٣  الأسماء ص٩–٢٧، المذاهب الصوتية ص٢٨–١٥٨، فرش الحروف ص١٥٩–٦٠٩.
٢٠٤  السابق، ص٦–٩.
٢٠٥  السابق، ص٦١٠–٦١٥.
٢٠٦  السابق، ص٦١٦–٦٢٠.
٢٠٧  الشعر ص٥١، ١٠٦، ١٩٨، ٢٧٥، ٢٨١، ٣١٤، ٣٣٥.
٢٠٨  البرهان، ج١، ٣١٨–٣٣٨. وقد ألَّف فيه أبو عمرو الداني كتاب «التيسير»، ونظمه الشاطبي في لاميَّته، وأبو جعفر بن الباذشي كتاب «الإقناع»، وأبو الكرم الشهرزوري كتاب «المصباح» في القراءات العشر (السابق، ص٣١٨).
٢٠٩  الإتقان، ج١، ٢٨٨–٢٨٩.
٢١٠  من النص إلى الواقع، ج٢، بنية النص، ص٤١٢–٤٢٢.
٢١١  البرهان، ج١، ٣٣٩–٣٤١، وقد صنَّف فيه أبو علي الفارسي كتاب «الحجة» ومكي كتاب «الكشف»، والمهدوي كتاب «الهداية»، وابن جني كتاب «المحتسب»، وأبو البقاء.
٢١٢  الإتقان، ج١، ٢٨٨، ٣٤١؛ البرهان، ج١، ٣٣٦–٣٣٨.
٢١٣  الإتقان، ج١، ١٦٩.
٢١٤  الإتقان، ج٤، ٧٨.
٢١٥  الإتقان، ج١، ٢٢٦–٢٢٨، وذلك مثل الاختلاف في نقض الوضوء باللمس بسبب اختلاف القراءة في «لمستم» و«لامستم»، وجواز وطء الحائض عند الانقطاع قبل الغسل أو عدمه بسبب اختلاف قراءة «يطهرن».
٢١٦  البرهان، ج١، ٢٣٤.
٢١٧  الإتقان، ج١، ٢٢٧-٢٢٨. مثل «يطهرن» بالتشديد أو التخفيف.
٢١٨  وهو ما حاوله السيوطي في كتاب «أسرار التنزيل» وقد تكون هذه التعددية في القراءات أحد أوجه الإعجاز.
٢١٩  أبو الفتح عثمان بن جني، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، دراسة وتحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٩ﻫ/١٩٩٨م (جزآن).
٢٢٠  السابق، ج١، ١٠١–١١٠.
٢٢١  في القراءات الصحيحة «السبعة في القراءات» لابن مجاهد، «والحجة في القراءات» للفارسي.
٢٢٢  أربعة كتب في علوم القرآن، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، عالم الكتب، بيروت، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٨م، ص٢٥–٣٥.
٢٢٣  السابق، ص٢٥.
٢٢٤  السابق، ص٢٨.
٢٢٥  السابق، ص٣٠.
٢٢٦  أبو عمرو الداني، مفردة نافع عبد الرحمن المدني، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، دار البشائر، دمشق، ١٤٢٨ﻫ/٢٠٠٨م.
٢٢٧  هؤلاء الأربعة هم: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، إسحق بن محمد المسيبي، عيسى بن مينا قالون، ورش المصري (السابق، ص١٥).
٢٢٨  وهي ضم ميم الجمع، الهمزة، المد واللين، الإظهار والإدغام، الإحالة … إلخ (السابق، ص٢٦–٤٨).
٢٢٩  السابق، ص٤٩–٨١.
٢٣٠  القسم الأول (٨)، الثاني (٢٣)، الثالث (٦٦).
٢٣١  السابق، ص٦٥.
٢٣٢  أبو عمرو الداني: مفردة عبد الله بن كثير المكي، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، دار البشائر، دمشق، ١٤٢٨ﻫ/٢٠٠٨م.
٢٣٣  «هذا الكتاب أذكر فيه قراءة أبي معبد عبد الله بن كثير المكي الداري من رواية أبي عمرو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن سعيد بن جرجة المخزومي المكي المعروف بقنبل عن أبي الحسن أحمد بن محمد القواس عن أصحابه، فيما خالف فيه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، من رواية عيسى بن قالون عنه دون ما اتفقا عليه، وأجعل ذلك بلفظ ابن كثير خاصة دون لفظ نافع؛ ليقرب حفظه على الطالبين ويسهل مآخذه على المنتقلين …» (السابق، ص١٥).
٢٣٤  الأسانيد ص١٧–٢٧، الحروف والأصوات ص٢٨–٣٨، فرش الحروف ص٣٩–١٠٨.
٢٣٥  السابق، ص٩٩، ١٠٤، ١٠٧-١٠٨.
٢٣٦  ومثل: المد والقصر، الهمزة، الإظهار والإدغام، الفتح، ياءات الإضافة.
٢٣٧  السابق، ص١٠٩.
٢٣٨  السابق، ص١٣٧.
٢٣٩  السابق، ص٦٢.
٢٤٠  السابق، ص٣٦.
٢٤١  الاختلاف بين قنبل والبزي عن أصحابهما (السابق، ص١٠٩–١٣٨).
٢٤٢  وذلك مثل فهرس مصطلحات التجويد، وفهرس الأعلام، وفهرس الجماعات والقبائل، وفهرس الأماكن، وفهرس القوافي، وفهرس الكتب المذكورة في المتن، وفهرس الآيات والشواهد.
٢٤٣  أبو عمرو الداني: مفردة أبي عمرو بن العلاء البصري، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، دار البشائر، دمشق، ١٤٢٨ﻫ/٢٠٠٨م.
٢٤٤  تهذيب قراءة أبي عمرو بن العلاء المازني البصري من رواية أبي عمر حفص بن عمر الدوري، عن اليزيدي، عنه، مما خالف فيه ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، من رواية عيسى بن مينا قالون عنه، بلفظ أبي عمر خاصته على سبيل الاختصار والإيجاز (السابق، ص٢٢-٢٣).
٢٤٥  الأسانيد ص٤٠–٤٥، الأصوات ص٤٥–٧٤، فرش الحروف ص٧٥–١٥٧.
٢٤٦  السابق، ص٢٥–٣٩.
٢٤٧  مثل: المد، الهمزة، الإدغام، الإمالة، الياءات، الروم والإشمام … إلخ (السابق، ص٤٧–٧٤).
٢٤٨  السابق، ص٢٥.
٢٤٩  السابق، ص١٥٨–١٧٧.
٢٥٠  أبو عمرو الداني، تهذيب الاختلاف، تحقيق د. حاتم صالح الضامن، دار البشائر، دمشق، ١٤٢٨ﻫ/٢٠٠٨م، ص٨٢–١٤٤.
٢٥١  «تهذيب الاختلاف بين أبي موسى عيسى بن مينا قالون من طريق أبي نشيط محمد بن هارون عنه بلفظه، وبين أبي سعيد ورش، وكلاهما عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم على سبيل الإيجاز والاختصار. وفيه الاختلاف بين أحمد بن يزيد الحلواني وبين أبي نشيط، وكلاهما عن قالون بلفظ الحلواني، وفيه الاختلاف بين أبي علي الجمال الرازي وبين أبي عون الواسطي، وكلاهما عن الحلواني عن قالون بلفظ أبي عون. وفيه الاختلاف بين القاضي إسماعيل بلفظه وبين أبي نشيط، وكلاهما عن قالون» (السابق، ص٨٣).
٢٥٢  السابق، ص٨٣.
٢٥٣  «سألتَني، نفعنا الله وإياك، أن أُخرج لك الاختلاف بين أبي موسى عيسى مينا قالون المقرئ وبين أبي سعيد عثمان بن سعيد ورش المقرئ فيما اختلفا عن نافع بن عبد الرحمن بن نعيم المدني من الأصول المطردة ومن فرش الحروف المتفرقة دون ما اتفقا عليه عنه من ذلك فأجبتُك إلى ما سألتَه، وخرجتُ ذلك لك على ما رغبتَه، وجعلتُه مفردًا بلفظ قالون خاصة من رواية أبي نشيط محمد بن هارون عنه دون لفظ ورش لكي يقرب عليك حفظه ويخف عليك متناوله» (السابق، ص٨٤).
٢٥٤  وهي إحالات إلى مؤلفات الداني الأخرى كالأصول والتمهيد والتهذيب (السابق، ص٩٧، ٩٩، ١١٤، ١٤٣).
٢٥٥  الأسانيد ص٨٥–٨٩، الأصوات ص٨٩–١١٠، فرش الحروف ص١١١–١٢٠، الاختلاف بين أبي نشيط والحلواني ص١٢١–١٣٠، الاختلاف بين أبي عون والجمال وكلاهما عن الحلواني ص١٣١–١٣٦، الاختلاف بين إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبي نشيط وكلاهما عن قالون ص١٣٧–١٤٤.
٢٥٦  مثل ميم الجمع، المد والقصر، الهمزة، الإظهار والإدغام، الفتح والإمالة، الراءات واللامات، الياءات … إلخ.
٢٥٧  السابق، ص١٥١–١٦٥.
٢٥٨  أبو موسى جعفر مكي الموصلي، مفردة قراءة ابن كثير المكي، تحقيق وتعليق د. خالد أحمد الشهداني، دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، ١٤٢٧ﻫ/٢٠٠٧م.
٢٥٩  السابق، ص١٩–٢١.
٢٦٠  السابق، ص٢٢–٢٨.
٢٦١  التعريف بالقارئ ص٢٢–٢٨، المذاهب الصوتية ٣٧–٧٢، فرش الحروف ص٧٣–٢٧٤، التكبير ص٢٧٥–٢٨٢.
٢٦٢  مثل: الوقف والابتداء، هاء الكناية، المد والقصر، المد، الهمز، الحركة والسكون، الإظهار والإدغام، الدال والذال، تاء التأنيث، لام هل وبل، التاء والثاء … إلخ.
٢٦٣  السابق، ص٩٧.
٢٦٤  أبو محمد عبد الله بن محمد بن يوسف الأماسي الإسلامبولي الحنفي المدعو بيوسف أفندي زاده (١٠٨٥–١١٦٧ﻫ/ ١٦٧٤–١٨٥٤م)، رسالة في علم القراءة بالقراءات الشواذ، تصدير وتقديم وتحقيق تغريد محمد عبد الرحمن حمدان وعمر يوسف عبد الغني حمدان، مطبعة الطيرة، الطيرة، سلسلة تحقيق التراث الإسلامي (١)، العلوم القرآنية، علم القراءات، تصدرها وتشرف عليها دار الندوة، الطيرة.
٢٦٥  السابق، ص٤٩–٥٨.
٢٦٦  السابق، ص٤٠–٨٢.
٢٦٧  الأشعار ص٤–٥.
٢٦٨  السابق، ص٧.
٢٦٩  «فيقول أحقر خدام القرآن وأدنى أهل هذا الشأن …» (السابق، ص١).
٢٧٠  السابق، ص٢.
٢٧١  الإتقان، ج١، ٢٢٢-٢٢٣؛ البرهان، ج١، ٣١٨–٣٣٨.
٢٧٢  الإمام زبان بن العلاء بن عمار الشهير بأبي عمرو البصري، الإدغام الكبير، تحقيق أنس بن محمد حسن مهرة، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤١٨ﻫ/١٩٩٨م، ص٧.
٢٧٣  السابق، ص٧–٣٤.
٢٧٤  السابق، ص٨، ٢٠.
٢٧٥  أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، القطع والائتناف أو الوقف والابتداء، تحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٢٣ﻫ/٢٠٠٢م.
٢٧٦  السابق، ص١٩–٣٥.
٢٧٧  مثل وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، السابق، ص١٩–٢١.
٢٧٨  مثل: «إن خيركم من قرأ القرآن وعلَّمه» (السابق، ص٢٢–٢٦).
٢٧٩  مثل قول الرسول لمن جمع بينه وبين الله «بئس الخطيب أنت!» وأيضًا «إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، اقرءوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا تختموا ذكر عذاب برحمة» (السابق، ص٢٧-٢٨).
٢٨٠  السابق، ص٢٩–٣١.
٢٨١  السابق، ص٣٢–٣٤.
٢٨٢  السابق، ص٣٥.
٢٨٣  المقدمة (٢٧)، التطبيق (٥٤٦).
٢٨٤  الآيات (١٣٥)، الأحاديث (٤٩)، الأشعار (١٠٨).
٢٨٥  شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري، المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء، علَّق عليه شريف أبو العلاء العدوى، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٢، ٢٠٠٧م/١٤٢٧ﻫ. (أسفل كتاب «منار الهدى»).
٢٨٦  «فهذا مختصر المرشد في الوقف والابتداء الذي ألَّفه العلامة أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد العماني …» (السابق، ص٩).
٢٨٧  «وأنا أذكر مقصود ما فيه مع زيادة بيان محل النزول وزيادة أخرى غالبها عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري» (السابق، ص١٠).
٢٨٨  وهي الألف الوصل، الياءات، هاء التأنيث، الهاءات، هاء الكناية، الوقوف على آخر الكلمة المتحركة منونةً وغير منونة، كلا، ضم كلمتَين (السابق، ص٢٤–٦٩).
٢٨٩  السابق، ص٧٠–٨٦٩.
٢٩٠  «قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة شيخ مشايخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، عمدة المحققين، زين الملة والدين … متع الله، وتبتهج سرورًا. وقد أخبر عنهم الصادق المصدوق، ممثلًا بأنهم جراب مسك وأعظِم بذلك فخرًا وتبشيرًا. فيا لها من نعمة طهروا بها تطهيرًا، وجاوزوا بها غرًّا ومهابة وتحبيرًا! فهم أعلى الناس درجات في الجنان، تخدمهم فيها الملائكة الكرام عشيًا وبكورًا، ويقال لهم في الجنتَين وتبشيرًا …» (السابق، ص٧–٨).
٢٩١  أحمد بن محمد عبد الكريم الأشموني: منار الهدى في بيان الوقف والابتدا، علق عليه شريف أبو العلا العدوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٢، ٢٠٠٧م/١٤٢٧ﻫ.
٢٩٢  القسم الأول (١٢)، الثاني (١٧)، الثالث (٨٠٠).
٢٩٣  السابق، ص١٢–٢٣.
٢٩٤  السابق، ص٢٤–٦٩.
٢٩٥  السابق، ص٧٠–٨٧١.
٢٩٦  هو إسماعيل النيسابوري (السابق، ص٨٧٢–٨٨١).
٢٩٧  مثل مطلب عدد ياءات الزوائد، مطلب ينفع القارئ، مطلب عدد الأنبياء الذين في القرآن، مطلب فيما اتُّفق عليه من قطع في عن ما، فائدة، فائدة نفيسة.
٢٩٨  الأشعار (١٣٥).
٢٩٩  «أما بعد. فيقول العبد الفقير القائم على قدمَي العجز والتقصير، الراجي عفو ربه القدير …» (الأسبق، ص٨–٩).
٣٠٠  الإتقان، ج١، ٢٣٠–٢٥١؛ البرهان، ج١، ٣٤٢–٣٧٥.
٣٠١  مثال ذلك ضرورة الربط بين كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الإتقان، ج١، ٢٤٣).
٣٠٢  الإتقان، ج١، ٢٣٩-٢٤٠.
٣٠٣  السابق، ص٢٤٣.
٣٠٤  الإتقان، ج١، ٢٤١–٢٤٣.
٣٠٥  السابق، ص٢٤٣.
٣٠٦  الإتقان، ج١، ٢٥٢–٢٥٤. وذلك مثل آية وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ.
٣٠٧  السابق، ص٢٤٣-٢٤٤.
٣٠٨  السابق، ص٢٣٢، ٢٣٩؛ البرهان، ج١، ٣٥٠–٣٥٥.
٣٠٩  مثل «الحمد لله» و«رب العالمين».
٣١٠  الإتقان، ج١، ٢٣٢–٢٣٤.
٣١١  مثل «الحمد لله» و«رب العالمين».
٣١٢  مثل لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ ثم الابتداء بآية إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ.
٣١٣  مثل الوقوف على «لا ريب» وعلى «فيه» (الإتقان، ج١، ٢٤١).
٣١٤  السابق، ص٢٤٤-٢٤٥.
٣١٥  السابق، ص٢٤٥.
٣١٦  السابق، ص٢٤٦.
٣١٧  السابق، ص٢٤٦.
٣١٨  الإتقان، ج١، ٢٤٧-٢٤٨.
٣١٩  السابق، ص٢٤٨.
٣٢٠  السابق، ص٢٤٨.
٣٢١  السابق، ص٢٣٤–٢٣٨.
٣٢٢  مثل «وما هم بمؤمنين» وضرورة الوقف حتى لا يوصل بآية «يخادعون الله».
٣٢٣  الإتقان، ج١، ٢٤٠-٢٤١.
٣٢٤  السابق، ص٢٣٦–٢٣٨؛ البرهان، ج١، ٣٥٤-٣٥٥.
٣٢٥  الإتقان، ج١، ٢٤٨–٢٥٠.
٣٢٦  البرهان، ج١، ٣٥٦–٣٥٩.
٣٢٧  الإتقان، ج١، ٢٣٨-٢٣٩.
٣٢٨  البرهان، ج١، ٣٦٨–٣٧٥.
٣٢٩  الإتقان، ج١، ٢٤٦-٢٤٧.
٣٣٠  وقد ألَّف فيه كموضوعٍ مستقل ابن القاصح كتاب «قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين» ج١، ٢٥٥.
٣٣١  نظرًا لحديث «نزل القرآن بالتفخيم».
٣٣٢  الإتقان، ج١، ٢٦٣–٢٧٠.
٣٣٣  السابق، ج١، ٢٧١–٢٧٦.
٣٣٤  السابق، ص٢٧٧-٢٧٨.
٣٣٥  السابق، ص٢٨١–٢٩١.
٣٣٦  السابق، ج١، ٢٩٢–٣١٨.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤