الفصل الرابع

تطوُّر أنماط الأواني الحجرية في عصر الدولة الوسطى

كانت صناعة الأواني الحجرية في عصر الدولة الوسطى بمثابة إحياءٍ للقديم، بالرغم من أنها لم تكُن تلعَب نفس الدور الذي لعِبتْه في العصور الأولى؛ إذ كانت في أغلبها أقلَّ في الجودة ودقَّة الصُّنع.١
ويُبيِّن لنا «شكل ٣٢٣» منظرًا توضيحيًّا لتطوُّر أنماط الأواني الحجرية بدءًا من عصر ما قبل الأُسرات، مرورًا بعصر بداية الأُسرات وعصر الدولة القديمة ثُم ما تطوَّرت إليه في عصر الدولة الوسطى.٢
أما «شكل ٣٢٤» فيُبيِّن ما كانت عليه الأواني الحجرية في عصر الدولة الوسطى تحديدًا، ويُلاحظ مدى التنوُّع في الأنماط الزخرفية المختلفة، وإن كان صِغَر الحجم هو السِّمة الغالبة على أواني تلك الفترة.٣
ولقد بدأ في ذلك العصر استخدام أحجارٍ جديدة، ليست شديدة الصلادة، وكانت تُستعمل غالبًا في صناعة أواني حفظ مواد الزِّينة والتجميل، وكان حجر الأندريت أحد أهمِّ هذه الأحجار، وظلَّ حجر الألباستر مُستخدَمًا بكثرةٍ إلى جانب غيره من الأحجار الأخرى كاللازورد والعتيق الأحمر،٤ والحجر الجيري والديوريت والأوبسديان.٥
ولو تتبَّعْنا بعضَ ما عُرف من أنماط الأواني الحجرية في عصر الدولة الوسطى، لوجدْنا أنه كان البعض منها قد اتَّخذ هيئاتٍ معتادة الظهور كالأسطوانية والمُقرفَصة والبيضاوية ذات الاستطالة، والأطباق والسُّلطانيات المتنوِّعة،٦ والبعض الآخر قد اتَّخذ هيئاتٍ كروية أو منتفخة البدن أو مُقرفصة الشكل صغيرة ذات أغطية، وكانت هذه الأخيرة هي الأكثر انتشارًا آنذاك واستُخدِمت لحفظ الكُحل ومواد التجميل (شكل ٣٢٥ وشكل ٣٢٦).

وعن «الأواني الأسطوانية» التي عُرفت في عصر الدولة الوسطى، فقد كان القليل منها مُستقيمَ الجوانب، وأغلبها كان مُزدوَج تقعير الجوانب، ويَميل هذا وذاك إلى القِصَر في أغلب الأحيان.

وكان الإناء «شكل ٣٢٧» أحد أنماط الأواني الأسطوانية التي تؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى. الإناء من حجر الألباستر، ارتفاعه ١١سم، واتِّساع قُطره يتراوَح ما بين ٨٫٢ و٩٫٥سم، بينما يبلُغ اتِّساع قُطر قاعدته ٦٫٨سم، وهو ذو جوانب مُستقيمة، وشفةٍ تتَّجِه للخارج، ويتميَّز الإناء بجمال تجزيعةِ ألوان الحجر الطبيعية.٧
أما الإناء «شكل ٣٢٨» فهو من النمط القصير ذي الجوانب الخفيفة التقعُّر، من الألباستر، ارتفاعه ٦٫٢سم واتِّساع قُطره ٦سم، أجاد الصانع نحتَه وصقله، يتميَّز الإناء بجُدرانه السميكة وألوانه الطبيعية المتدرِّجة بين الفاتح والداكن، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٨
وجاء الإناء «شكل ٣٢٩» يُشبه تمامًا الإناء السابق، فهو أيضًا من النمَط القصير؛ إذ يبلُغ ارتفاعه ٤٫٢٥سم، واتساع قُطره ٦٫٥سم وهو جيد الصقل جدًّا من الداخل والخارج، أضفَتْ عليه تدريجة الألوان الطبيعية رقَّةً وجمالًا واضحًا، وهو أيضًا يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٩

هذا بشأن الأنماط الأسطوانية التقليدية، أما عمَّا يُميِّز عصر الدولة الوسطى من أنماطٍ أسطوانية، فقد جاء بشكلٍ آخَر أقربَ إلى الأقداح أو الكئوس ذات الأغطية؛ إذ كان الإناء أسطوانيًّا ضيِّقَ القاعدة ومُتَّسِع الفوهة، زُوِّد بغطاءٍ من نفس نوع الحجر، كان أغلبه من الألباستر، واستُخدِم لحفظ أنواعٍ من الزيوت لا سيما المقدَّسة.

وقد كان من المُعتاد أن نجد قبل عصر الدولة الوسطى سبعةً من هذه الأواني خُصِّصت لحفظ الزيوت المقدَّسة،١٠ بعضها كان من النمط السابق والبعض الآخر كان بأشكالٍ مختلفة، وكانت كل آنيةٍ مُخصَّصة لمادةٍ مُعينة من الزيت تحتويها، وكانت في العادة من الألباستر، وأُضيف إليها في عصر الدولة الوسطى أنيةٌ ثامنة، وقد وُجدت هذه الأواني الثمانية في مقابر عدَّة، كان من بينها مقبرة الأميرة سات حتحور إيونيت، وكانت مُشكَّلة على هيئة أقداح، وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان كان يُكتَب اسم الزيت على الغطاء، لكنَّه لم يُكتَب هنا على أقداح الأميرة.١١
ومن الجدير بالذِّكر أنه عُثر في مقبرة الأميرة نفروبتاح في هوارة١٢ على عشرة أوانٍ صغيرة من الألباستر، ربما كانت ثمانية منها لأجل الزيوت المقدَّسة، بينما كان الإناءان الآخرَان من أجل الكُحل حيث وُضعا مُستقلَّين في مكانٍ ما في التابوت بالقُرب من رأس المومياء، وجدير بالذِّكر هنا وجود أسماء الزيوت المختلفة على الأواني الثمانية،١٣ وهي جميعًا من النمَط الأسطواني الصغير الحجم.
ويُبين «شكل ٣٣٠» مجموعة من هذه الأواني الأسطوانية، كانت ضِمن الأثاث الجنائزي الخاص بالأمير نفروبتاح في هوارة،١٤ كان على البعض منها آثار الاستخدام كما في «شكل ٣٣١» الذي يُبيِّن إناءً أسطوانيًّا صغير الحجم، بهيئة قدَح ذي غطاء، يُوجَد بالمتحف المصري.١٥
ولقد تكرَّر العثور على مِثل هذه الأواني الأسطوانية ذات الأغطية في مواقع عدة لا سيما في مدينة اللاهون (شكل ٣٣٢) ومنطقة الحرَجَة بالفيوم (شكل ٣٣٣) وكانت أقربَ إلى أكوابٍ أو أقداحٍ صغيرة رقيقة الشكل،١٦ عُثر عليها ضِمن مجموعاتٍ أُخرى من الأواني الحجرية الصغيرة الحجم والمختلفة الأنماط، كما تُبيِّنها الأشكال السابقة.
ويزخر المُتحف المصري بالعديد من هذه الأواني الأسطوانية الصغيرة الحجم، تنوَّعت ما بين عديمة الغطاء (شكل ٣٣٤) وذات الغطاء (شكل ٣٣٥) وكان الألباستر هو الحجر الشائع في صُنعها.١٧
وكان من أدلَّة فرْط الاهتمام بمِثل هذا النوع من الأواني الحجرية الأسطوانية الشكل، أنه كان يتمُّ تصنيع البعض منها من حجر الأوبسديان، بخلاف حجر الألباستر المُعتاد الاستخدام في ذلك الشأن، وكثيرًا ما كان يتمُّ إحاطة حواف الفوَّهة والغطاء بإطارٍ من الذهب، وشاع ذلك في الأواني الحجرية الخاصة بالملوك والأميرات، وذلك كما نرى في «شكل ٣٣٦» الذي يُبيِّن مجموعةً من الأواني الحجرية الأسطوانية الشكل التي تقترِب في هيئتها من الكئوس، جاء البعض منها منحوتًا من الألباستر والبعض الآخر من الأوبسديان، أُحيطت حواف الأخيرة بإطارات من الذهب وكذلك أحيطت حواف أغطيتها بشرائط من الذهب، وتبلُغ ارتفاعات هذه الأواني ما بين ٨٫٦ و٩٫٧سم، وهي تؤرَّخ بعصر الأسرة الثانية عشرة (عصر أمنمحات الثاني)، وتوجَد بمتحف المتروبوليتان بنيويورك (٣٨–١٦٫١٫٣٣)، ولقد استُخدمت هذه الأواني في حفظ الدهون أو الزيوت.١٨
وعلى غرارها كان الإناءان «شكل ٣٣٧» وهما أيضًا من حجر الأوبسديان، أُحيطت حوافهما وقاعدتاهما بأشرطةٍ ذهبية ثُبِّتت عليها بعناية، وهما من أواني حفظ مواد الزينة الخاصة بأميرات عصر الدولة الوُسطى، يؤرَّخان بعصر الملك أمنمحات الثالث بالأسرة الثانية عشرة.١٩

ولقد شاع العثور على مِثل هذه الأواني في عصر الدولة الوسطى، واعتُبرت من أواني حفظ العطور والزيوت.

ويلاحَظ أنه لا يوجَد إطار مُحدَّد يمكن من خلاله تتبُّع أنماط أوني عصر الدولة الوسطى، فالتطوُّر يكاد يكون غير مُلتزِم بمنهجيةٍ واحدة وأنماطٍ بعَينها، ولم تكن بالكثرةِ والتنوُّع الذي كانت عليه في عصر الدولة القديمة، ففي «شكل ٣٣٨» نرى مجموعةً من الأواني الحجرية صغيرة الحجم، مُختلفة الأنماط من حجر الألباستر،٢٠ عُثر عليها بكوم الحصن٢١ ومن شكلها وحجمها يُستدلُّ على أنها استُخدِمت كأوانٍ لحفظ مسحوق الكحل، وعُثر بخلاف هذه الأواني الخمسة الصغيرة على إناءين أحدهما من الصخر البورفيري، والثاني من الشست، جاء أيضًا بأحجامٍ صغيرة،٢٢ وتنوَّعت أنماطها ما بين الأسطوانية، والبيضاوية والمُقرفَصة؛ ففي «شكل ٣٣٩» نرى «إناءً من الألباستر، بيضاوي الشكل» ذا استطالةٍ وأكتافٍ عريضة إلى حدٍّ ما وقاعدته ضيقة وفوَّهة دائرية الشكل وهو من أواني الأميرة نفروبتاح التي عُثر عليها بمقبرتها بهوارة.٢٣

وعلى غراره عُثر على العديد من الأواني الأُخرى، بمنطقة اللاهون كانت من الألباستر في أغلب الأحيان.

وكان من أكثر ما ميَّز هذا العصر من أنماط، تلك الأواني التي قاربت في حجمها حجم الأواني الوهمية، والتي كان منها «شكل ٣٤٠» الذي يُبين ثلاثة أوانٍ صغيرة، أحدها من الفاينس والثاني والثالث من الألباستر، تراوَحَ ارتفاعها ما بين ٥٫٤سم و٥٫٨سم، عُثر عليها بودائع أساس معبد إلفنتين، تؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٢٤
وعلى غِرار ما سبق، كان «شكل ٣٤١» الذي يُبين إناءً صغيرًا من الألباستر ومجموعةً من المصنوعات الحجرية المُختلفة، عُثر عليها أيضًا بمعبد إلفنتين،٢٥ وربما كانت بدائل للأواني الحجرية الحقيقية.
أما «شكل ٣٤٢» فيُبيِّن أنماطًا مختلفة لأوانٍ حجرية صغيرة، تؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى، كانت جميعًا من حجر السربنتين، اشتملتْ هذه المجموعة على إناءٍ مزوَّد بغطاء، ارتفاعه ٦٫١سم، واتِّساع قُطره ٥٫٧سم وهو بهيئةٍ مُقرفصة، يتميَّز بجودة الصقل ووضوح تفاصيله، وقد استُخدِم لحفظ الكحل. وعلى إناءٍ آخر مُنتفخ البدن، وهو غريب النمَط إذ جاء بهيئةٍ نصف كروية ذات قاعدة مُسطحة، ينحني البدن ليضيق نحو الفوَّهة مُكوِّنًا نفس استدارة البدن، والفوَّهة مُستديرة ذات شفةٍ بسيطة، الإناء من السربنتين ارتفاعه ٥سم، واتِّساع قُطره ٩٫٣سم، وربما استُخدِم لحفظ مَساحيق التجميل. أما الطبق الموجود بنفس هذه المجموعة فهو مسطح، ارتفاعه ١٫٤سم، واتِّساع قُطره ١٠٫٢سم وهو أيضًا من السربنتين، توجَد هذه الأواني بمتحف برلين، وتؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٢٦
ولم تكن أطباق وسُلطانيَّات ذلك العصر من الكثرة بحيث يتمُّ دراستها نمطيًّا، ولكن تحاول الدراسة الإتيان بنماذج وأمثلة بسيطة يُمكن من خلالها رسم صورةٍ توضيحية لتطوُّر أنماط الأواني الحجرية في عصر الدولة الوسطى، ففي «شكل ٣٤٣» نجد رسمًا توضيحيًّا لطبقٍ من الحجر الجيري، وهو كبير الحجم، عُثر عليه بجوار هرَم الملك سنوسرت الثاني باللَّاهون، عصر الدولة الوسطى.٢٧
ومن «السُّلطانيات الحجرية» ما زُوِّد بغطاء، وذلك كما في «شكل ٣٤٤» الذي يُبيِّن سُلطانية من الحجر الجيري، ارتفاعها ٣٫٧سم، واتِّساع قُطرها ٧٫٧سم، زُوِّدت السلطانية بغطاءٍ خشِن الصُّنع من نفس نوع الحجر، السُّلطانية مُستديرة القاعدة، وثُبِّت الغطاء على الحافة الناتئة لأعلى والتي صُمِّمت بحيث يسهُل عليها تثبيت الغطاء، وهي تؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٢٨
ومِن «السُّلطانيات ذات الصنبور» كان الإناء «شكل ٣٤٥»، ويُبين هذا الشكل سُلطانية من حجر السربنتين، ارتفاعها ٣٫١سم واتِّساع قُطرها ٦سم، وهي جيدة الصقل لدرجة اللمعان،٢٩ ويتَّضح ذلك من شكلها، والصنبور الجانبي الذي تمَّ نحتُه. بحيث يسهُل وضعُه على الفم، أجاد الصانع نحْت الإناء بانسيابيةٍ شديدة رغم صلادة الحجر المُستخدَم، كان هذا النمَط من السُّلطانيات قد عُثر عليه في العديد من مقابر عصر الأسرة «١٢» لا سيما في جبَّانة دير البرشا، ضِمن المتاع الجنزي الخاص بأصحابها.٣٠
أما «شكل ٣٤٦» فيُبيِّن سُلطانية من المرمر الرمادي الفاتح، ارتفاعها ٥سم، واتِّساع قُطرها ١١سم،٣١ وهي تُشبه سُلطانيَّات عصر ما قبل وبداية الأُسرات، ويلاحَظ أن شفة السلطانية صُمِّمت بطريقةٍ تسمح بأن يُثبَّت عليها غطاء، وإن لم يكن قد عُثر على غطائها بعد. تؤرَّخ السلطانية بعصر الدولة الوسطى.
ومن الصخر البورفيري كانت السلطانية «شكل ٣٤٧» والتي يبلُغ ارتفاعها ٥٫٥سم، وهي ذات بدنٍ مُقرفص، وفوَّهة ضيقة وشفة بارزة لأعلى، عُثر على هذه السلطانية بكوم الحصن، تؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٣٢
ومن حجر الشست كانت السلطانية «شكل ٣٤٨» وهي ذات قاعدةٍ قُرصية قصيرة تستقرُّ عليها السلطانية، ارتفاعها ٤٫٥سم، تتميَّز بالشكل الجميل قريب الشبَه من سُلطانيات العصر الحالي، وهي مُستقيمة الجوانب واسعة الفوَّهة، عُثر عليها أيضًا بكوم الحصن، تؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٣٣
وبعد أن استعرضَتِ الدارسة أهمَّ ما شاع من أنماط الأواني الحجرية في عصر الدولة الوسطى، تُلقي الآن الضوء على أكثرِ أنماط الأواني انتشارًا آنذاك وهي تلك الأواني صغيرة الحجم، والتي تنوَّعت مواد صناعتها، واستُخدِمت في أغلب الأحيان لحفظ الكُحل، وكان من بين هذه الأواني، الإناء «شكل ٣٤٩» وهو من حجر الإستياتيت، ارتفاعه ٢٫٦سم بدون غطاء، وهو بهيئةٍ مُقرفَصة، يوجَد الإناء بالمتحف الأشمولي E.2175،٣٤ يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.
ومن حجَر العقيق الأحمر كان الإناء «شكل ٣٥٠» الذي يبلُغ ارتفاعه ٢٫٧سم وهو جيد الصقل لدرجة اللمعان، يؤرَّخ بعصر الأُسرة الثانية عشرة، يوجَد بالمتحف المصري CG18777.٣٥
ومن حجر اللازورد كان الإناء «شكل ٣٥١» والذي يبلُغ ارتفاعه ٣٫٣سم، وهو مُزوَّد بغطاء من نفس نوع الحجر، يؤرَّخ الإناء بعصر الأُسرة الثانية عشرة، يوجَد أيضًا بالمُتحف المصري CGC18778.٣٦
ومن الرخام الأسود المُنقَّط باللون الأبيض كان الإناء «شكل ٣٥٢» وهو بنفس هيئة الأواني السابقة، زُوِّد بغطاءٍ بنفس نوع الحجر، يبلُغ ارتفاع هذا الإناء ٣٫٥سم واتِّساع قُطره يتراوَح ما بين ٢٫٣ : ٣٫٧سم وهو بهيئةٍ مُقرفَصة، استُخدِم لحفظ الكحل، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٣٧
ومن الألباستر الداكن كان الإناء «شكل ٣٥٣» الذي يبلُغ ارتفاعه ٤سم، واتِّساع قُطره يتراوَح ما بين ٢٫٦ : ٤سم، نلاحظ به مَيلًا من أعلى إلى أسفل وكأنَّ الغطاء مُنحدِر. الإناء جيِّد الصقل، بهيئةٍ مُقرفَصة، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٣٨
ومن حجر الألباستر الداكن كان الإناء «شكل ٣٥٤» وهو بهيئةٍ مُقرفَصة، أكثر استطالةً من سابقيه، ارتفاعُه ٣٫٣سم واتِّساع قُطره يتراوَح ما بين ٣٫٢سم: ٣٫٤سم وهو جيد الصقل جدًّا لدرجة اللمعان، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٣٩
ومن المرمر الأبيض كان الإناء «شكل ٣٥٥» وهو ذو هيئة مُقرفَصة وقاعدة مستوية وبدن رشيق، يبلُغ ارتفاعه ٣٫٦سم، واتِّساع قُطره ٣٫٥سم واتِّساع قُطر فوَّهتِه ٢٫٣سم واتِّساع قُطر قاعدته ٢٫٥سم، ورغم صِغَر حجمِه أجاد الفنان نحتَه والانتقال بين تفاصيل أجزائه في سهولةٍ ويُسر.٤٠
ومن الحجر الجيري الوردي كان الإناء «شكل ٣٥٦» الذي يبلُغ ارتفاعه ٢٫٦سم واتِّساع قُطره ٣٫٥سم، وهو مُزوَّد بغطاءٍ من نفس نوع الحجر، الإناء جيد الصقل، وهو بهيئةٍ مُقرفصة.٤١
ومن الألباستر الكلسي كان الإناء «شكل ٣٥٧» ارتفاعه ٣٫٥سم، واتِّساع قُطره يتراوَح ما بين ٣ : ٣٫٥سم، واتِّساع قُطر قاعدته ١٫٨سم، وهو بهيئة مُقرفصة، وقد استُخدِم لحفظ الكُحل.٤٢
ومن الرخام الأبيض كان الإناء «شكل ٣٥٨» وهو ذو قاعدة قُرصية مُرتفعة نوعًا ما، وبدن مُقرفص وفوَّهة سميكة، ارتفاعه ٣٫٢سم واتِّساع قُطره يتراوح ما بين ٤ : ٤٫٥سم واتِّساع قُطر قاعدته ٢٫٢سم وهو أيضًا من أواني حِفظ الكحل.٤٣
ومن الرخام الوردي المائل للاصفرار كان الإناء «شكل ٣٥٩» وهو جيد الصقل جدًّا، ذو قاعدةٍ قُرصية مسطحة وبدنٍ مُقرفص وفوَّهة قُرصية تعلو بدن الإناء الذي يبلُغ ارتفاعه ٢٫٣سم واتِّساع قُطره ٤٫٦سم، واتساع قُطر فوَّهته ٢٫٣سم، وقُطر قاعدته ٢٫٥سم ورغم صِغَره أجاد الصانع نحتَه وصقلَه.٤٤
ومن الحجر البورفيري الأسود المائل للاحمرار كان الإناء «شكل ٣٦٠» الذي يبلُغ ارتفاعه ٣٫٩سم بالغطاء وقُطر قاعدته ٣٫٥سم بينما اتِّساع قُطر البدن ٦سم، وقُطر فوَّهته ٣٫٣سم، وهو من أواني حفظ الكُحل.٤٥
ومن حجر الألباستر الكلسي كان الإناء «شكل ٣٦١» ارتفاعه ٣٫٥سم، ويتراوح اتِّساع قُطره ما بين ٢٫٨ : ٤٫٨سم، وقد اتَّخذ هيئةً تُشبه البصلة؛ إذ يضيق من أسفل ومن أعلى ويتَّسع بالمُنتصف وهو عديم العُنق ذو فوَّهة مُستديرة، تتَّضِح بداخله علامات التفريغ، وهو أيضًا من أواني حفظ الكحل.٤٦
ومن الألباستر الداكن كان الإناء «شكل ٣٦٢» وهو ذو هيئة كروية وفوَّهته مُتسعة وعنقه يكاد يكون غير ظاهر. ارتفاع الإناء ٤سم، واتساع قُطره ٤٫٦سم وهو من أواني حفظ الكحل، يؤرَّخ أيضًا بعصر الدولة الوسطى.٤٧
ومن حجر الديوريت الأشهب كان الإناء «شكل ٣٦٣» وهو بهيئةٍ مُقرفصة وفوَّهة مُتسعة وقاعدة ضيقة، تتَّضِح علامات التفريغ داخل الإناء، ارتفاعه ٤٫٣سم واتِّساع قُطر البدن ٦سم، وقُطر الفوَّهة ٣سم وقُطر القاعدة ٣سم،٤٨ وهو يُذكِّرنا بهيئة أواني عصر الدولة القديمة لا سيما صغيرة الحجم والتي ظهرت في عصر الأُسرة السادسة.
ومن حجر الأندريت الرمادي المائل للأزرق كان الإناء «شكل ٣٦٤» الذي اتَّخذ هيئة «قَطرة الماء» وهي هيئة تُشبه الجُعبة ولكن ببدنٍ كُروي أو دائري، يضيق البدَن من أعلى حيث الفوَّهة المُستديرة، ويتدرَّج في الاتِّساع وصولًا للقاعدة الكروية. ارتفاع الإناء ٥٫٥سم، واتِّساع قُطره ٤٫٤سم واتِّساع قُطر فوَّهته ٢٫٣سم، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى.٤٩
ومن حجر السربنتين كان الإناء «شكل ٣٦٥» وهو بهيئةٍ مُقرفصة وفوَّهة سميكة، ارتفاعه ٣٫٩سم، يؤرَّخ بعصر الأُسرة الثانية عشرة، يوجَد بمتحف Lowie تحت رقم ٦–١٠٤٣٤.٥٠
ومن حجر الهماتيت، كان الإناء «شكل ٣٦٦»، عُثر عليه بتلِّ الضبعة، ارتفاعه ٥٫٢سم، يؤرَّخ بعصر الدولة الوسطى ولكنه يُشبه أنماط عصر الدولة الحديثة إلى حدٍّ كبير، وهو بهيئةٍ مقرفصة ولكنها أكثر رشاقة من سابقيه، أجاد الصانع نحتَه وصقله لدرجة اللمعان، وهو مزوَّد بغطاءٍ من نفس نوع الحجر.٥١
أما الإناء «شكل ٣٦٧» فهو من حجر الأندريت، وهو أكثر الأحجار التي ميَّزت ذلك العصر؛ إذ استُخدِمت بكثرة في صناعة الأواني الحجرية آنذاك. الإناء ذو هيئة كروية وفوَّهة ضيقة، ارتفاعه ٨٫١سم، يؤرَّخ بعصر الأُسرة الثانية عشرة، يوجَد بالمُتحف الأشمولي. E.2222.٥٢

ولم تأتِ الدارسة بكلِّ هذه الأواني الحجرية سردًا لتفاصيلها، وإنما رغبةً منها في إظهار مدى التنوُّع في الحجر المُستخدَم في صناعة الأواني في ذلك العصر، وكيف ظهرت أنواع من الأحجار قلَّ أو ندر استخدامها قبل ذلك في صناعة الأواني الحجرية.

١  إيمان أحمد نور الدين أبو بكر، النظافة في الحياة اليومية عند المصريين القُدَماء، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآثار، جامعة القاهرة، ١٩٩٥م، ص٣٤.
٢  Arnold. D., “Gefässe,”, in: , II. Abb. II, cols. 496–301.
٣  Aston, B., Op. Cit., p. 143–145, Fig. 15.
٤  ألفريد لوكاس، المواد والصناعات، ص٦٧٧-٦٧٨.
٥  Hayes, W. C., Op. Cit., p. 261.
٦  Hamada, A., and Farid, Sh., “Excavations at Kôm El-Hisn, Season 1945”, in: ASAE, 46, 1947, p. 106, pl. XXX, a-B.
٧  Hadjash, S. I., Op. Cit, p. 57, pl. 13, No. 173 (1. La.7598).
٨  Ibid., p. 57, pl. 13, No. 172 (1, La 1372).
٩  Ibid., p. 57, pl. 13, No. 171 (1, La 1368).
١٠  انظر: أواني حفظ الزيوت السبعة المقدَّسة.
١١  عيد عبد العزيز عبد المقصود، دراسة الفنون (النحت، النقش، الرسم والفنون الصغرى) في الفيوم في عصر الازدهار في مصر القديمة حتى نهاية الدولة الحديثة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآثار، جامعة القاهرة، ١٩٩٠م، ص٢٢٣.
١٢   تقع هوارة على بُعد ٩كم جنوب شرق مدينة الفيوم، وتضمُّ آثارًا هامة هي هرَم أمنمحات III، معبد اللابيرنيت، مقبرة نفروبتاح ابنة الملك أمنمحات III والتي عُثر عليها في المنطقة الواقعة جنوب الهرَم.
١٣  عيد عبد العزيز عبد المقصود، مرجع سابق، ص٢٢٣-٢٢٤.
١٤  المتحف المصري، تصوير الدارسة.
١٥  المتحف المصري، تصوير الدارسة.
١٦  عيد عبد العزيز عبد المقصود، مرجع سابق، ص٢٦٩.
١٧  المتحف المصري، تصوير الدارسة.
١٨  Mannich, L., Egyptian Luxuries, Cairo, 1999, p. 109.
١٩  Wildung, D., Sesostris und Amenemhet, Ägypten im Mittleren Reich, München, 1984, p. 92, Fig. 82.
٢٠  Hamada. A., and El-Amir, M., “Excavations at Kôm El-Hsn, Season 1943”, in: ASAE, 46, 1947, p. 106, pl. XXX, a-B.
٢١   ثبَت بدراسة موقع كوم الحصن الذي عُثر به على هذه اللُّقى الأثرية، أنَّ تاريخه ربما يرجع إلى عصر الدولة القديمة ويمتدُّ حتى عصر الانتقال الأول وعصر الدولة الوسطى وأنَّ تاريخ الموقع بعصر الانتقال الثاني وعصر الهكسوس يُعدُّ مشكوكًا فيه الآن: Brunton, G., The dating of the Cemetery at Kom El-hisn, in: ASAE, 46, 1947, pp. 143–145.
٢٢  Hamada, A., and Farid, Sh. Op. Cit., p. 205; Brunton, G., Op. Cit., p. 144.
٢٣  عيد عبد العزيز، مرجع سابق، ص٢٥٩.
٢٤  Kaiser, V., “Stadt und temple von Elephantine”, in: MDAIK, 31/1, 1975, Taf. 25.
٢٥  Ibid. Taf. 24.
٢٦  Müller, H. W., Op. Cit., Taf. 104 a–c.
٢٧  عيد عبد العزيز، مرجع سابق، ص٢٦٩، «شكل ٢٥٨ب».
٢٨  Hajash, S. I., Op. Cit., p. 58, pl. 12, No. 211 (1.la. 1429).
٢٩  Ibid., p. 57, pl. 12, No. 170, (1, la 5122).
٣٠  Darssy, G., “Fouilles de Deir El-Bircheh”, in: ASAE, 1, 1900, p. 24, Fig. 1.
٣١  Müller, H. W., Op. Cit., Taf. A103.
٣٢  Hamada, A., and Farid, Sh. Op. Cit., p. 205, pl. LXII, A.
٣٣  Hamada, A., and Farid, Sh. Op. Cit., p. 205, pl. LXII, B.
٣٤  Aston, B., Op. Cit., pl. 13, a.
٣٥  Ibid., pl. 15, b.
٣٦  Ibid., p;. 16, a.
٣٧  Hadjash. S. I, Op. Cit., pl. 11, No. 134 (1, la.1415).
٣٨  Ibid., pl. 12, No. 159 (1, la. 17596).
٣٩  Hadjash, I., Io. Cit., p. 51, pl. 10, Cat. No. 138, (l, la. 1373).
٤٠  Ibid., p. 52, pl. 11, Cat. No. 146, (1, La. 1366).
٤١  Ibid., p. 50, pl. 10, Cat. no. 135, (1, La. 1421).
٤٢  Ibid., p. 54, pl. 10, Cat. No. 135, (1, La. 1428).
٤٣  Ibid., p. 55, pl. 11, Cat. No. 132, (1, La. 1367).
٤٤  Ibid., p. 50, pl. 11, Cat. No. 133, (1, La. 1382).
٤٥  Ibid., p. 50, pl. 12, Cat. No. 136, (1, La.1425).
٤٦  Hadjash, I., Op. Cit., p. 51. l0, No. 128, (I, La. 6737).
٤٧  Ibid., p. 51, pl. 10, Cat. No. 141, (1, La. 7673).
٤٨  Ibid., p. 51, pl. 12, Cat. No. 137, (1, La. 792).
٤٩  Ibid., p. 52, pl. 12, Cat. No. 143, (1, La. 1409).
٥٠  Aston, B., Op. Cit., pl. 12, c.
٥١  Ibid., pl. 16, b.
٥٢  Aston, B., Op. Cit., p. 37., pl. 16, c.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤