خاتمة المطاف

أزف الوداع وقد تهيَّأ
كل شيء للرحيل
فخذي سبيلك حيث شئتِ
ولا ضللت عن السبيل
لم يبقَ عندي ما أقولُ
وليس عندكِ ما يُقال
نضبت مواردنا ودبَّ
اليأس فينا والملال

•••

لكن … قفي وتمهلي
مهما يكن هذا السفرْ
فالغيم في كبد السماءِ
غدًا يهدد بالمطرْ
وضعي مُلاءَتك التي
أهديتها فالبرد قاس
إن كنت ناسية هنا
شيئًا فإني غير ناس
أرجعتُ رسمَكِ والرسائل
كلها صارت لديكِ
لا تحملي أسفًا عليَّ
وخففي أسفي عليكِ
وإذا نظرتِ إليَّ آخر
نظرة فدعي البكاء
يكفي الذي نلقاه في
هذي الدقيقة من شقاء
بالأمس كنا العاشقَين
فهل يصدق ذاك عنا؟
أقوت مغانينا وفرق
بيننا دهر تجنى
إنَّا تقاسمنا الحياة
ولم نكن بالحب نشقى
واليوم كلٌّ يسترد
حياته أو ما تبقى
لا بد أن نشكو وأن
نبكي وأن نتحسرا
لكن في النسيان
تعزية لنا وتصبرا
ولقد أمرُّ على الطريق
فألتقي بك في طريقي
لا مطرقٌ طرفي لديك
ولا فؤادي في خفوقِ
ويحدث الأصحاب عنك
وقد مضى الزمن الطويلُ
فأقول ما هو حالها
هل بَعدنا قالٌ وقيل
تلك التي أحببتها
حبًّا أردتُ به الخلودْ
فإذا به حلم من
الأحلام مر ولن يعودْ
يا رب ما هذي الحياة
أهكذا الدنيا تكون؟
والحب، هذا الحب، ما معناه
حلمٌ أم جنونْ
كنا به متحصِّنينِ
فما أفادتنا الحصونْ
عشق الورى قبلي ومن
بعدي سيوجد عاشقون

•••

لكن ذا السيلُ الذي
لم ينقطع … هل تنظرين؟
لا لست أرضى أن تغيبي
هكذا … لا تقدرين
ابقي إذًا، ابقي … نعم
ابقي فهذا ممكنُ
سنعالج الخطب المفاجئ
بالتي هي أحسنُ
ابقي، فإن القلب مهما أعرضا
أبدًا يحن لما مضى
والنفس ما عاداتها
أن تستكين إلى الرضا
ابقي، فقد رسم القدَر
هذا البقاء لحكمة
فنعودُ، أنت إلى الضجر
وأنا لسابق وحدتي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤