ملحق (أ): العناية بمكتبة الفصل وإمدادها بالكتب

لا تزال خزانة الكتب الصغيرة المؤلفة من ثلاثة أرفف، والمصنوعة من الخشب الحُبيبي، التي بدأت في استخدامها في أول عام درَّست فيه؛ جزءًا من فصلي المدرسي حتى الآن. لكنها صارت تحمل خطط الدروس المؤرشفة ودوريات «معلم القراءة»؛ فبدأت الأرفف في التقوس منذ بضعة أعوام جراء حملها لصناديق الكتب، وأَحَلْتُها «على المعاش» شأنها شأن الخيل العجوز مقوس الظهر. لكنني لن أتخلص من هذه الخزانة البالية الرخيصة حتى تنهار تمامًا؛ ففي الأيام التي أشعر فيها باليأس لعدم إنجازي الكثير مع طلابي، تذكِّرني هذه الخزانة البائسة بمدى التقدم الذي أحرزته في عملي.

عند افتتاح مدرستي، ترينيتي ميدوز، في عام ٢٠٠٦، كان المعلمون يهرولون للذهاب إلى فصولهم بينما كانت أعمال البناء لا تزال قائمة. وفي أحد الأيام، بينما كان يَجري تركيب هواتف في الفصول، دخل أحد الفنيين إلى المكتب، وقال مرتبكًا: «هل تريدون تركيب هاتف في تلك المكتبة هناك؟» استغرق الأمر بضع لحظات ليدرك أعضاء هيئة التدريس الموجودون في المكتب أن الفنيَّ كان يعني فصلي!

إذا قلتُ إن فصلي يفيض بالكتب، فإنني لا أوفيه حقَّه. لا يوجد ركن مخصص للمكتبة، وإنما الفصل بأكمله ركن مكتبة. إن طلابي محاطون — بالمعنى الحرفي للكلمة — بالكتب من كل جانب (انظر الشكل ١). ولدينا في المكتبة، في الواقع، عدد كبير للغاية من الكتب؛ مما دفعنا لدسِّ المجموعات الضخمة من الكتب المخصصة للقراءة المشتركة ونادي القراءة، الذي نقيمه بعد الدوام المدرسي، في خزانة في الناحية الأخرى من الرواق.
fig13
شكل ١: مكتبة فصلنا المدرسي (المصدر: هوب مايرز، الصف السادس).

في إحدى المرات، جاء ضيف إلى فصلنا، فكدست أنا وطلابي كثيرًا من صناديق الكتب الكرتونية في الخزائن بحجرة الأشغال على الجانب الآخر من الرواق؛ نظرًا لعدم وجود أي مساحة فارغة أسفل طاولة الكمبيوتر الخاصة بي لهذه الصناديق. شعرت آنذاك بأنني أخبئ الملابس المتسخة من حماتي، فكنت أخشى ألا يفهم الزائر حاجتنا لوجود أكوام من الكتب بجميع أنحاء المكان.

(١) كتب في كل مكان

تصطف خزائن كتب بلاستيكية مملوءة بكتب الأدب الروائي على طول الحوائط، وتحيط بالفصل بالكامل، وتضم هذه الأرفف صفوفًا عديدة متراصة من صناديق الأحذية البلاستيكية. أشتري هذه الصناديق من متاجر التخفيضات عندما تكون معروضة للبيع مقابل دولار واحد فقط للصندوق الواحد، وأترك أغطيتها في المتجر. يحوي كل صندوق كتبًا أغلفتها موجهة لأعلى. ونظرًا لأن تكليفات القراءة في فصلنا قائمة على الألوان الأدبية، فإن الكتب منظمة وفقًا للألوان الأدبية. أرتِّب الكتب وفقًا لرواج الألوان الأدبية؛ إذ تبدأ الصناديق بالأدب الروائي الواقعي، ثم الفانتازيا والروايات التاريخية، ثم الخيال العلمي، ثم الإثارة والتشويق، ثم الأدب التقليدي، وأخيرًا الشعر. وتحمل كل بضعة صناديق بطاقة مصممة بالكمبيوتر مطبوعًا عليها اسم النوع الأدبي لإرشاد الطلاب الذين يبحثون عن الكتب.

الصناديق مرقمة، وكل كتاب يحمل ملصقًا على غلافه يتماشى مع الملصق الموجود على الصندوق الذي ينتمي له. وهذه الملصقات تيسر على الطلاب إعادة وضع الكتب على الأرفف الخاصة بها. وكل صندوق مرتب أبجديًّا — بوجه عام — في حدود اللون الأدبي الذي يتبع له. وفي حالة عدم وجود عدد كافٍ من الكتب تحت حرف معين من الحروف الأبجدية لملء صندوق بالكامل، يحمل صندوق واحد عددًا من الحروف. وعند امتلاء هذا الصندوق، أضيف صندوقًا آخر بنفس الرقم، وأضع الكتب الزائدة فيه. وبهذه الطريقة، لا أضطر لإعادة ترقيم كل الكتب كلما ازدادت في المكتبة. ولدينا ما يزيد عن ١٠٠ صندوق في مكتبة الفصل الآن.

تتكدس صناديق علب اللبن الكرتونية المليئة بكتب الأدب غير الروائي على الأرض بحيث يحتوي واحد على كتب العلوم، ويحتوي ثانٍ على كتب التاريخ، وكتب الأدب غير الروائي العامة وفي ذلك كتب الإرشادات والنصائح في صندوق ثالث، والتراجم والسير الذاتية والمذكرات في صندوقٍ رابعٍ.

أما الكتب ذات الأغلفة المقواة، فلا تتلاءم جيدًا في صناديق الأحذية البلاستيكية، وهي أيضًا أكبر حجمًا من الصناديق وثقيلة للغاية في وزنها ما يجعلها تقلب الصناديق؛ لذا، فثمة خزانة كتب خشبية طويلة بجانب النوافذ تحمل كل الكتب ذات الأغلفة المقواة في صفوف وتتسع في عمقها لوضع كتابين معًا. هذه الخزانة ليست مرتبة بأي شكل، ولا يمكن للطلاب رؤية الأغلفة، لكنني يجب أن أفعل ذلك لأتمكن من وضع كل الكتب فيها. ثمة طلاب قليلون يفضلون استكشاف الكتب بجذبها عشوائيًّا من رفوف الكتب؛ لذا، أعتقد أن هذا التنسيق العجيب يلبي هذه الحاجة.

توجد خزانة كتب كبيرة أيضًا بجوار الباب تحمل القواميس وقواميس المترادفات والأطالس وغيرها من المراجع المخصصة للكتابة والدراسات الاجتماعية. والخزانة الموجودة أسفل هذا الرف تحمل الأشرطة الصوتية وسماعات الرأس ومستلزمات الفهرسة التي أحتاجها ويحتاج إليها أمناء المكتبة في الفصل لإدارة المكتبة.

لكل طالب في فصولي، وكذلك لزوار المكتبة الآخرين، بطاقة مكتبة محفوظة في صندوق ملفات. وعندما يستعير القرَّاء كتابًا، يسجلون عنوانه، ثم يشطبونه عند إعادتهم له. أستخدم البطاقات نفسها التي يستخدمها أمناء المكتبات في جيوب الكتب لتسجيل تواريخ انتهاء الاستعارة، وتوفِّرها شركة لتوريد الأدوات المكتبية.

ومع زيادة عدد الكتب لدينا، أصطحب معي الأشياء التي تخصني أكثر مما تخص الفصل أو كتب التربية إلى المنزل لإفساح مساحة أكبر (لن نتطرق هنا إلى وضع الكتب في منزلي). إنني أخبئ أدلة التدريس وملحقات الكتب المدرسية في خزائن صغيرة خلف مكتبي. لا أزال أستخدم هذه الأشياء، لكنني لا أريد أن أمنحها الأولوية على الكتب التي أقرؤها مع طلابي. أما الكتب التي نقرؤها معًا، والكتب المصوَّرة التي أستخدمها لشرح الدروس، والكتب المتهالكة التي يسهل تعرضها للتلف — مثل كتب الصور المجسمة لروبرت سابودا — والكتب المبتكرة مثل «علم التنانين» و«علم المصريَّات» فأحتفظ بها خلف مكتبي في أرفف مدمجة.

(٢) الحصول على الكتب

لقد اشتريت كل كتاب في مكتبة فصلنا بأموالي الخاصة. وأنا أتحرج قليلًا من الاعتراف بذلك، لكن لي أسبابي في ذلك. فلا يتوافَر ما يكفي من المال في ميزانيات المدارس لينشئ المعلمون مثل هذه المكتبات الضخمة. (أتحدث إلى كثير من المعلمين الذين يزعمون أنه لا يمكنهم تنفيذ برنامج قراءة قائم على حرية الاختيار في فصولهم لعدم امتلاكهم ما يكفي من الكتب.)

ثمة سببان شخصيَّان أيضًا يدفعانِنِي لإنشاء مجموعتي الخاصة من الكتب، فيمنحني ذلك بعض الحرية فيما أعيره من الكتب؛ مما يجعلني أعيرها لطلابي السابقين وإخوة طلابي والمعلمين الآخرين الذين لا يعمل بعضهم في المدرسة التي أعمل بها، ويمكنني أن أعير كتبي أيضًا لأي شخص أريد. وإن كانت الكتب في فصلي مملوكة للمدرسة، فما كنت لأفعل ذلك قط، بالطبع، فإن كانت مِلك المدرسة، فكنت سأضطر لبذل جهود جبَّارة لمتابعة عدد الكتب التي أعيرها، ولا يمكنني ببساطة تكريس هذا القدر من الجهد لمتابعة كل كتاب في فصلي. فتشرد الكتب بعيدًا لسنوات، لكن الكثير منها يعود.

تنهمر الكتب من طلابي السابقين على صندوق بريدي المدرسي — وكأنها رسائل أدبية في زجاجات تجرفها لي الأمواج — مع ملاحظات اعتذار للاحتفاظ بها لهذه الفترات الطويلة.

علاوةً على ذلك، في حال اضطررت لتغيير مقر عملي، تصاحبني مكتبتي دائمًا. وبغض النظر عن المواد التي أفتقر إليها في المدرسة الجديدة التي أعمل بها، يمكنني الاستغناء عنها ما دامت لدي مكتبتي. وهذا ما حدث بالفعل عندما غيَّرت المدرسة التي أعمل بها عام ٢٠٠٦؛ فلم تكن لدي كتب مدرسية في اليوم الأول من الدراسة، لكنني لم أهتم؛ فقد كانت لدي كتبي.

لا أشجعك هنا على شراء الكتب لمكتبة فصلك، لكن كل المعلمين ينفقون الأموال على فصولهم آجلًا أو عاجلًا. بيد أنني لا أستثمر مطلقًا أموالي على الديكورات في فصلي؛ فما من ستائر على النوافذ، وما من ملصقات تحفيزية على الحوائط. وأنا أحث طلابي على التقاط كل قلم يجدونه في الرواق كي نتمكن من الحصول على المزيد من الكتب!

لكنني أتبع أساليب للحصول على الكتب أستغل فيها كل دولار؛ فأستغل الفرص لاقتناء الكتب من عمليات مبادلة الكتب، ومتاجر التخفيضات ومعارض الكتب. وأشتري الكتب عادةً من معارض المستلزمات المنزلية المستخدمة التي يُقِيمها الأشخاص في الجراجات حيث لا تحظى الكتب بإقبال كبير. أغادر هذه المعارض في كثير من الأحيان بصندوق من الكتب؛ حيث أدفع بضعة دولارات للبائع للحصول على الصندوق. وأنتقي بعد ذلك الكتب التي تستحق أن تُضاف إلى المكتبة، ثم أبادل باقي الكتب فيما بعد. أشتري أنا وطلابي كذلك الكتب من شركات شراء الكتب بالطلب، والتي تمنح المعلمين نقاطًا يستفيدون منها في شراء كتب جديدة. وبدلًا من هدايا الإجازات وتقدير المعلم، أشجِّع طلابي على التبرع بكتاب لمكتبة الفصل. ويجلب لي الطلاب أيضًا الكتب التي لم يعودوا — أو لم يعد إخوتهم — بحاجة إليها. وأكافئ المتبرعين بتصميم بطاقة توضع في الغلاف الأمامي الداخلي لتوضح اسم صاحب الكتاب بالكمبيوتر مطبوع عليها اسم الطالب والعام الذي التحق فيه بفصلي.

(٣) العناية بالكتب

عند إضافة كتب جديدة للمكتبة، يكون هناك بعض الأشياء التي يجب فعلها في الكتب قبل إتاحتها للاستعارة. فأطبع اسمي على كل كتاب في مكانين، أحدهما داخل الغلاف والآخر على الحافة الخارجية لصفحات الكتاب. أشتري خاتمًا ذاتي التحبير من أحد متاجر مستلزمات المكاتب مقابل ١٥ دولارًا. ولقد دام معي خمسة أعوام قبل أن أضطر إلى إعادة ملئه بالحبر. وبالوضع في الاعتبار عدد الكتب التي تعود إليَّ من الرواق ومكتبة المدرسة والفصول الأخرى، أتيقن أن المبلغ المدفوع في هذا الخاتم قد أُحسِن استغلاله.

أغلبية كتبنا ذات أغلفة ورقية لأنها أقل تكلفة، لكنها لا تتحمل كثيرًا ما تتعرض له. ولزيادة عمر الكتب بالمكتبة، أغطِّي تقريبًا كل كتاب ورقي جديد أو مستعمل بورق بلاستيكي لاصق شفاف يمكنك شراؤه من أحد المتاجر الكبيرة أو متاجر التخفيضات مثل وول مارت. أقوم بتسوية الأطراف على شكل ألسنة، ثم أثني هذه الألسنة حول زوايا الكتاب مثلما تفعل بالضبط عند تغليف أي كتاب مدرسي بأغلفة الكتب الورقية. لكن مادة الفينيل تقوي غطاء الكتاب وتحميه من التجعد والتمزق والتلطخ. تعرض كتالوجات مستلزمات المكتبات أيضًا أغلفة بلاستيكية لاصقة، لكنها غالية الثمن، وليست أفضل كثيرًا من الفينيل في استخدامات الفصول المدرسية. وتغليف الكتب أمر مجهد؛ لذا فإنني أوازن بين تكلفة الكتاب والجهد وتكلفة المواد المستخدمة للتغليف. فإذا دفعت أقل من دولار في ثمن الكتاب، أختمه بالختم فقط وأضعه في المكتبة.

أعلِّم طلابي كيفية العناية بالكتب، وأتحدث معهم بشأن فتح الكتب عن آخرها، وأصف لهم كيف يسفر ذلك عن تلف الصمغ وتساقط الصفحات بعد فترة من الوقت، وأطلب منهم أيضًا عدم ثني الصفحات عند الزوايا لتعليمها، مشجعةً إياهم أن يستخدموا مؤشرات الكتب بدلًا من ذلك. وقد اعتدت شراء مؤشرات كتب صغيرة لطيفة من كتالوجات مستلزمات المكتبات، لكنني قررت أنها إهدار للنقود. ويصمم طلابي في كثير من الأحيان مؤشرات الكتب الخاصة بهم في المنزل، ويصنعونها من بطاقات الفهرسة أو أوراق الملحوظات اللاصقة لتحويل القراءة من شيء أختاره أنا إلى شيء يختارونه هم.

لا أدير عمليات الاستعارة أو إعادة الكتب في مكتبتنا؛ ففي الأيام الأولى من العام الدراسي، أوضح لطلابي أن الحرية في اختيار الكتب والاستمتاع بهذه المكتبة الضخمة يعنيان أنهم ملزَمون بتحمل المسئولية للحفاظ على حالة المكتبة. وعندما نختار مهام الفصل للعام المدرسي، أنتقي طالبين أو ثلاثة طلاب من كل فصل ليعملوا أمناءَ لمكتبة الفصل. وأمناء مكتبة الفصل يحافظون على المكتبة منظمةً عن طريق وضع الملصقات وختم الكتب، ووضع الكتب الجديدة على الأرفف. كما يقدم أمناء المكتبة الترشيحات، ويعملون مرشدين، فيساعدون زملاءهم في الفصل في العثور على الكتب عندما أكون مشغولة مع طلاب آخرين. ويستعير كل الطلاب الكتب ويعيدونها إلى الأرفف بأنفسهم.

دائمًا ما أبحث في المكتبة لأساعد الطلاب في العثور على الكتب، ولألتقط كتبًا للترشيحات خلال الاجتماعات. لكن كل شهر أو نحو ذلك، أقضي بعض الوقت في تفحص المكتبة فعليًّا؛ فأنظر أي الكتب بحاجة إلى الإصلاح، وأي الكتب من الواضح أنها لم تخرج للاستعارات. والكتب غير المقروءة تمثل فرصة يمكن استغلالها في تمرير الكتب أو إعلانات الكتب التي ستعرضها لعدد أكبر من القرَّاء. أنظر كذلك أي الكتب أغفَلتُها عند تقديم الترشيحات للأطفال، أي الكتب يجب فرزها جراء التلف أو طول فترة الاستخدام. أمسح أيضًا الكتب والصناديق بمناديل مبللة مضادة للبكتيريا بين الحين والآخر. وهذه المهمة أثقل من أن أتوقع أداء أمناء مكتبة الفصل لها، كما أنني أرغب بفحص مجموعة كتبنا. تتحمل المكتبة كثرة الاستخدام؛ وهذا يعني أن ثمة أيديًا كثيرة تلامس الكتب.

(٤) ما هي الكتب المستهدفة؟

ربما تكون كيفية إعداد مكتبة مثل مكتبتنا ذات فائدة أو أهمية لك، لكن التفاصيل العملية للعناية بالمكتبة أمر ثانوي بالنسبة للأسئلة المتعلقة بالمكتبة والمتمثلة في: «أي الكتب توصي بها؟» و«ما الكتب التي يحب طلابك قراءتها؟» ورغم أنني أصدِّق على أي مواد يختار الطلاب قراءتها، فإنني انتقائية للغاية بشأن الكتب التي أضعها في مكتبة الفصل؛ فالمساحة محدودة في المكتبة، وأُفضل استغلالها في تقديم مجموعة كبيرة متنوعة من الكتب. هذا فضلًا عن أنني المسئولة — ليس بصفتي معلمةً فحسب، وإنما بصفتي قارئة أكثر اطلاعًا — عن إرشاد طلابي للكتب الزاخرة بأسلوب كتابة جيد، التي تحظى بتقدير جيد من النقَّاد أو القرَّاء الآخرين.

إذا مال ذوق الطلاب إلى الكتب المشكوك في قيمتها الأدبية، فيمكنهم العثور عليها بأنفسهم؛ فلا يمكنني دعم هذه الأذواق بملء مكتبتنا بالكتب التي دون المستوى. هل الكتابة جيدة أم رديئة؟ هل يتضمن الكتاب موضوعات اجتماعية، أو معلومات تاريخية، أو لغة مثيرة للاهتمام؟ تهيمن على مجموعة كتبنا الكتب الحائزة على جوائز، والكتب المفضلة المحبوبة، والكتب التي تحظى بمديح المؤلفين. تشتمل المكتبة كذلك على عدد قليل من الملحقات من الأفلام والعروض التليفزيونية وألعاب الفيديو التي يستند محتواها إلى كتب؛ والأمر نفسه ينطبق على السلاسل التي لا يختلف كل كتاب فيها عن الآخر. أقيد أيضًا عدد الكتب التي تعكس توجهات سائدة في فترة بعينها أو الكتب التي ترتبط صلاحيتها بفترة زمنية محددة، مثل كتب القوائم؛ فالكتب في مكتبتنا يجب أن تبقى لفترة طويلة من الوقت، والتوجهات السائدة السريعة الزوال أو الكتب التي لا تعيش طويلًا على الأرفف نوع من الترف.

لا تتضمن المكتبة أي كتب أدب روائي للبالغين، وإن كان بعض من طلابي بالصف السادس يمكنهم قراءة هذا النوع من الكتب؛ فقد قرأ إريك رواية الرعب الكلاسيكية «دكتور جيكل ومستر هايد» لروبرت لويس ستيفنسون، ثم انتقل إلى روايتَي المغامرات لمايكل كريتون «حديقة الديناصورات» و«العالم المفقود». أما ميشيل، فتتقدم ببطء في كتاب والدتها المفضل «جين إير». إنني أدعم القرَّاء المتقدمين بقدر دعمي للقرَّاء الناشئين، لكنني أنتبه للخيط الرفيع الذي يفرِّق بين الدعم وتقديم نصوص قراءة خاصة بالبالغين لأطفال في سن الحادية عشرة؛ فقدرة القارئ الموهوب على قراءة نصوص أكثر تقدمًا لا تعني استعداده العاطفي لموضوعات ومسائل خاصة بالبالغين. وهذا قرار ليس بيدي اتخاذه، وإنما بيد أولياء الأمور؛ فالطلاب الموهوبون يجب أن يقرءوا أدبًا روائيًّا يقارب مستواهم العمري، وأدبًا غير روائي من نفس مستوى قراءتهم المتقدم (هالستيد، ٢٠٠٢). وتماشيًا مع هذا المبدأ، جمعتُ الكتب الدراسية الجامعية ونصوص الأدب غير الروائي للبالغين التي تتناول مجموعة من الموضوعات التي يهتم بها طلابي، لكنني قيَّدتُ ما أقدمه من أدب روائي على ما هو مناسب لفئة الطلاب العمرية.

إن أغلبية الكتب المختارة لمكتبتنا يكون مصدرها خبراتي السابقة في القراءة والترشيحات المستمرة من شبكة المعلمين وأمناء المكتبات والأصدقاء والطلاب الذين أتعامل معهم. كما أحاول قراءة أي كتاب قبل أن أضعه في المكتبة. ومن خلال قراءة كتاب كل بضعة أيام في الصيف والعطلات، وقراءة كتاب أسبوعيًّا في أثناء العام الدراسي، أُجمِّع نحو مائة كتاب في العام. وأضيف من حين لآخر كتابًا غير مقروء للمكتبة، لكن بشرط أن أكون قد قرأت شيئًا آخر لنفس المؤلف. وأضيفه أيضًا إلى قائمة القراءة الخاصة بي في أقرب وقت ممكن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤