همسة

تقييمات نهاية العام

ينتهي العام الدراسي، ويقضي العديد من الطلاب الإيثاريين اليوم الأول من إجازتهم في مساعدتي على الانتقال إلى فصلي الجديد. تظهر ميلندا — واحدة من طلابي القدامى التي صارت الآن في المدرسة الثانوية — لتقديم يد العون مثلما تفعل كل صيف، وتشرف على المتطوعين الأقل خبرةً. وفي أثناء نقل صناديق الكتب وجرِّ خزائن الكتب في الرواق، أتساءل لِلَحظات إن كان عدد كتبي زائدًا عن الحد، لكنني أستبعد سريعًا هذه الفكرة؛ فالكتب مهما زاد عددها لا تكون أبدًا زائدة عن الحد.

أحوِّل انتباهي إلى مكتبي، وأتفحص أكوام النماذج المُجمَّعة والمشبوكة بمشابك الأوراق بنظام، التي لا أزال بحاجة لوضعها في الملفات. أُمسِك بمجموعة منها لاصطحابها معي إلى المنزل وقراءتها؛ إنها استقصاءات نهاية العام للطلاب، التي يملئون فيها استبيانًا صممته للتعرف على مدى تطور الطلاب في القراءة خلال العام الدراسي (انظر الشكل ١). ومن خلال قراءة هذه الاستقصاءات لاحقًا، أَدرس مشاعر طلابي الشخصية تجاه القراءة، وإن كانوا قد حققوا أهداف القراءة المطلوبة منهم أم لا، وكتبهم وأنواعهم الأدبية المفضلة، وآراءهم النابعة من القلب عن خطابات الآراء في الكتب، وتكليفات القراءة الخاصة بكل لون أدبي، ووقت القراءة في الفصل. تعكس البيانات المستقاة من هذه الاستقصاءات تطورًا مذهلًا في مقدار القراءة لدى الطلاب، وتغيُّرًا مميزًا في مواقفهم تجاه القراءة بوجه عام.
fig10
شكل ١: رأي إحدى الطالبات كما هو موضح في نموذج التقييم (المصدر: ميشيل، الصف السادس).
fig11
(استكمال الشكل السابق.)

في استطلاعات الآراء حول القراءة التي ملأها الطلاب في الأسبوع الأول من الدراسة، ذكر أربعة وخمسون طالبًا أنهم قرءوا ٩٣٩ كتابًا في الصف الخامس بمتوسط ١٧ كتابًا لكل طالب؛ بينما قرأ أربعة وعشرون طالبًا ٥ كتب أو أقل طوال العام. أما في الصف السادس، فقرأت المجموعة نفسها من الطلاب ٣٣٣٢ كتابًا بمتوسط ٦٢ كتابًا لكل طالب. وأقل عدد من الكتب قرأه أي طالب كان ٢٢ كتابًا. اختلفت مواقف الطلاب تجاه مقدار ما قرءوه ما بين عدم التصديق إلى الذهول والفخر؛ فقد وصلت درجة فخر بونجاني بعدد الكتب التي قرأها إلى حد أنه نسخ سجل القراءة الخاص عدة نسخ ضوئية لعرضه على أقاربه. وعبَّر بينهم عن شعوره بأسلوب دراميٍّ قائلًا: «أشعر بأنني وُلِدت من جديد!» وقال ماثيو الذي لم يقرأ أي كتاب في الصف الخامس وقرأ ٤٠ كتابًا في الصف السادس: «لقد قرأت أكثر مما تصوَّرتُ أن أقرأه طوال عمري!»

ومن بين العوامل التي أشار الطلاب إلى أنها الأكثر إسهامًا في زيادة حافزهم واهتمامهم بالقراءة، اختار الطلاب الأربعةُ والخمسون جميعهم وقتَ القراءة في الفصل باعتباره عاملًا مهمًّا. اختار خمسون منهم مكتبة الفصل المدرسي، بينما أشار ستة وأربعون إلى أن وجود معلمة قارئة ساعدهم في أن يصبحوا قرَّاءً بدورهم. وما أدهشني — علمًا بأن فصلنا لم يتضمن تكليفات بالقراءة في المنزل — أن اثنين وأربعين طالبًا أشاروا إلى قضائهم قدرًا أطول في القراءة بالمنزل مقارنةً بما كانوا يفعلونه قبل التحاقهم بفصلي. وهذه المعلومة عزَّزَت من إيماني بأن الطلاب الذين يقرءون أكثر في المدرسة يزداد احتمال مواصلتهم للقراءة في المنزل.

إنني أستعين بآراء الطلاب كوسيلة لتحديد عناصر ورشة عمل القراءة التي تحتاج إلى تعديل في العام التالي؛ على سبيل المثال، المراجعات النقدية للكتب التي بدأتُ في تطبيقها في منتصف العام الدراسي لم تكن مفيدة بالقدر الذي كنت أتمناه في إثارة اهتمام القرَّاء. أعتقد أننا لو كنا قد بدأنا في كتابة المراجعات النقدية في وقت مبكر من العام، كانت ستصير أكثر نجاحًا؛ لأن الطلاب كانوا سيعتمدون عليها اعتمادًا أكبر مقارنةً باعتمادهم عليها مع العدد القليل الذي قمنا به. والأمر نفسه ينطبق على نادي القراءة بعد اليوم الدراسي الذي لم يبدأ إلا في فبراير.

من خلال هذا الاستطلاع، يحتفي الطلاب بإنجازاتهم في القراءة، ويعبِّرون لي عن آرائهم مرة أخرى بشأن تنظيم فصلي، ويضعون أهدافًا قرائية مستقبلية. ومن خلال تصوُّر خطط للقراءة بعد الانتقال من فصلي والإعلان عنها، أتمنى أن يواصل الطلاب تقدُّمهم في القراءة. أخبرهم قائلةً: «إن أهم الكتب التي ستقرءونها هي تلك التي تختارون قراءتها هذا الصيف، وبمواصلة القراءة ستثبتون أنكم قرَّاء الآن دون أن أطالبكم بذلك.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤