أصناف هذه الرُّتب

هي في مصر ثلاثة أصناف: عسكرية خاصة بالجند ورؤسائهم، ومَلَكِيَّة للأعيان وموظَّفي الدواوين من غير الجند، وعلمية لعلماء الأزهر وما يتبعه من المعاهد، ويُقال لها الدرجات، ويُستَحسَن إحداث صنف رابع يُخَصُّ به الكُتَّاب والعلماء من غير الأزهر، ويُسمَّى بالرتب القلمية، ولْنَأتِ على شرحها صنفًا صنفًا على هذا الترتيب.

(١) في الرتب العسكرية

الرُّتب العسكرية على ثلاثة أقسام: قسم للضبَّاط العظام، وقسم لمن دونهم من الضباط، وقسم لضباط الصف المُعبَّر عنهم بصف ضباط جريًا على القاعدة التركية في تقديم المضاف إليه على المضاف، وأسماؤها إمَّا مُركَّبة أو بسيطة، وفي المُركَّبة ما هو تركي كلفظ (أونباشي)، فإنه مركَّب من أون بمعنى عشرة، وباش بمعنى رأس، أو عربي (كقائم المقام)، أو ممزوج من اللسانين (كميرالاي) فإنه مختصر من أمير، وكذلك البسيط منها التركي (كجاويش) والعربي (كملازم)، ويلاحظ أن في التركي ما هو فارسي الأصل.

وليس بين أيدينا وصف شافٍ لترتيب الجيوش العربية يُسهِّل علينا تطبيق ما كان فيها من الرتب على ما هو موجود الآن، ولكن هناك نُبَذ مبعثرة بين تضاعيف الأسفار يصح أن نستنبط من إجمالها ما قصدناه من الشرح والتفصيل.

فمن تلك الألقاب التي وقفنا عليها: العريف، والمنكب، والنقيب، والأمين، والزعيم، والقائد، والأمير، ثم المقدمون، وأمراء العشرات، والخمسات، وغيرهم، وفيها ما يصلح وما لا يصلح كما سيأتي تفصيله.١
(فالعريف)٢ كما في اللسان: «النقيب، وهو دون الرئيس، والجمع عرفاء، تقول منه: عَرُف فلانٌ (بالضم) عَرَافةً، مثل خطُب خَطابةً، أي: صار عريفًا، وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت: عَرَف فلان علينا سنين يعرُف عِرَافةً، مثل كتَب يكتُب كتابةً، وفي الحديث: «العِرافة حق والعُرَفاء في النار»، قال ابن الأثير: العرفاء: جمع عَرِيف، وهو القَيِّم بأمر القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل والعِرَافة عملُه، وقوله «العِرَافة حقٌّ» أي فيها مصلحة للناس، ورِفق في أمورهم وأحوالهم، وقوله «العرفاء في النار» تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة، فإنه إذا لم يقم بحقه أَثِمَ واستحق العقوبة.»

وفي شوارد اللغة للصاغاني: «الجَدِيلة: العرافة، وتقول: أقطع بنو فلان جديلتهم من بني فلان، إذا حوَّلوا عرافتهم عن أصحابها وقطعوها»، وفي تخريج الدلالات السمعية نقلًا عن المُنتَقى لأبي الوليد الباجي: «العرفاء: رؤساء الأجناد وقوَّادهم؛ ولعلهم سُمُّوا بذلك لأنهم بهم تتعرف أحوال الجيش.»

(والمَنكِب)٣ بفتح الميم وكسر الكاف، أُخِذ من منكب الإنسان وغيره، وهو مجتمع عظم العَضُد والكتف وحبل العاتق؛ ولعلَّهم سمَّوه بذلك لأنه يُعتَمد عليه ويُعِين غيره، كما يُقال: فلان عضدي ويدي وساعدي؛ أي مُعِينِي. قال في اللسان: «المنكب: العريف، وقال الليث: منكب القوم رأس العرفاء، على كذا وكذا عريفًا منكب، ويقال له النكابة على قومه، وفي حديث النخعي: كان يتوسَّط العرفاء والمناكب، قال ابن الأثير: المناكب قوم دون العرفاء، واحدهم منكب، وقيل: المنكب رأس العرفاء، والنكابة كالعرافة والنقابة.»

وفي سفر السعادة لعلم الدين السخاوي: «رجل منكب (بفتح الميم وكسر الكاف) قال الجرمي: هو الذي يكون على عدَّة عرائف وعرفاء، والعرفاء جمع عريف، والعرائف يريد به جمع عريفة، وقال غير الجرمي: هو عون العريف.»

وفي اللسان أيضًا: «النقيب: عريف القوم، والجمع نقباء، والنقيب: العريف، وهو شاهد القوم وضمينهم.» ثم قال: «وفي حديث عبادة بن الصامت: وكان من النقباء — جمع نقيب — وهو كالعريف على القوم، المُقدَّم عليهم، الذي يتعرف أخبارهم وينقِّب عن أحوالهم؛ أي يُفتِّش، وكان النبي قد جعل ليلة العقبة كل واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيبًا على قومه وجماعته ليأخذوا عليهم الإسلام، ويعرِّفوهم شرائطه، وكانوا اثني عشر نقيبًا كلهم من الأنصار، وكان عبادة بن الصامت منهم، وقيل: النقيب: الرئيس الأكبر.»

وفيه أيضًا: «زعيم القوم: رئيسهم وسيدهم، وقيل: رئيسهم المتكلِّم عنهم ومِدْرَههم، والجمع زعماء، والزعامة: السيادة والرئاسة.»

ومقتضى هذه النصوص اللغوية أن العرافة والنكابة والنقابة والزعامة في معنى الرئاسة من غير تخصيص بعدد من المرءوسين، وغاية ما فيها من التعيين الخلاف في المنكب، هل هو دون العريف أو فوقه؟ وأن العريف نقيب دون الرئيس، والنقيب: الرئيس الأكبر في قول، وإنما يؤخذ التخصيص مما اصطلحت عليه الدول بعد ذلك لما اتَّسع نطاق جيوشها، واضطرت لتقسيمها إلى فرق، وتبين مراتب رؤسائها وقوَّادها ضبطًا لأمورها، وقد كان منه شيء في عصر الرسالة كما يُفهَم من النصوص المتقدمة، وفي رسالة السعي المحمود في تأليف العساكر والجنود للعلَّامة محمد بن محمود الجزائري مفتي الإسكندرية، ومن علماء القرن الثالث عشر — عدَّةُ أحاديث أوردها، تدل على وجود العرفاء في الجيش النبوي، ثم أتبعها بأحاديث أخرى يُفهَم منها أنهم كانوا رؤساء لعشرة فما فوقها، ومما جاء في الرسالة المذكورة: «قواد الجيش جمع قائد للرئيس من رؤسائه الذي تنقاد له الجماعة منهم، يتقدمون لتقدُّمه ويتأخرون لتأخره، وهو أمير اللواء، وعرفاؤه جمع عريف بمعنى النقيب، وهو شاهد القوم وضمينهم من دون الرئيس من كبرائهم كالمقدمين على المئين والعشرات في النظام المستحدث.»

•••

إلا أن أوَّل نظام وضع لتحديد مراتب الجيش ورؤسائه كان مدَّة الفاروق — رضي الله عنه — لما أحدث الديوان لضبط العطاء، والمراد به ديوان الجيش؛ لأن المسلمين كانوا كلهم جندًا في ذلك الحين، فجعل الناس أعشارًا على كل عشرة عريف، فكانت عِدَّة العرفاء ثلاثة آلاف عريف، وما زالوا كذلك حتى اختطت الكوفة والبصرة؛ فغيرت العرفاء والأعشار وجعلت أسباعًا، وجعل عدد العرفاء مائة على كل مائة ألف درهم عريف، وكانت كلُّ عرافة من القادسية خاصة ثلاثة وأربعين رجلًا، وثلاثًا وأربعين امرأة، وخمسين من العيال لهم ألف درهم، وكل عرافة من الردافة الأولى ستين رجلًا وستين امرأة وأربعين من العيال، وكان العطاء يُدفَع إلى أمراء الأسباع وأصحاب الرايات، فيدفعونه إلى العرفاء والنقباء والأمناء، فيدفعونه إلى أهله، ومات عمر — رضي الله عنه — والأمر على ذلك انتهى ملخصًا من خطط المقريزي، وإنما ذكر النساء وعيالهن؛ لأن الديوان كان متكفِّلًا برزق الرجل وأهله.

فيُعلَم من ذلك أنَّ العريف كان في أول أمره رأسًا لعشرة، ثم لما غُيِّر النظام صار رأسًا لثلاثة وأربعين أو لستين من الجند.

وفي المنهج المسلوك في سياسة الملوك الذي ألَّفه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله لصلاح الدين الأيوبي في باب ما ينبغي للملك في سياسة الجيش وتدبيره: «الرابع: أن يعرِّف عليهم العرفاء وينقِّب عليهم النقباء، فيكون عارفًا بجميع أحوالهم من عرفائهم ونقبائهم، وقد فعل ذلك رسول الله ، الخامس: أن يجعل لكل قائد منهم شعارًا يتميز به أصحابه ليصير به عن غيره متميزًا.»

وفي سلوك المالك في تدبير الممالك لابن أبي ربيع: «وأن يجعل على كل عشرة قائدًا، وعلى كل عشرة من القوَّاد رئيسًا حتى ينتهي إلى رب الجيش.»

وفي آثار الأُوَل في تدبير الدول للشيخ حسن بن عبد الله العباسي من علماء أوائل القرن الثامن: «وكانت ملوك الروم ترتب ذلك عشرة عشرة، ويسمون كل واحد باسم من لغتهم، ومثاله في العربية أن مع الملك عشرة من الأمراء، مع كل أمير عشرة نقباء، مع كل نقيب عشرة عرفاء، مع كل عريف عشرة قوَّاد، مع كل قائد عشرة فرسان، ومع الرَّجَّالة كذلك، وبعضهم يجعل عوض العريف زعيمًا، هذا ترتيب الدول، وكذلك لما كَثُر جيش النبي رتَّب عليهم نقباء وعرفاء تكون مخاطبته معهم.

وأمَّا في زماننا هذا، فإنه ترتيب حسن إذا استقر الحال على ما يذكر أن يكون الملك لجيشه أتابك أتم ما يكون في الشجاعة والكرم والمعرفة والنباهة والشهامة والبسطة والتجارب والدين والعفة والمكنة في العدة، ثم من بعده مقدمو الآلاف على كل ألف فارس مقدِّم كبير، ومعه مقدمون مفاردة، على كل خمسين فارسًا مقدم مفردي، ومع المفردي خمسة مقدمين دونه، مع كل مقدم عشرة فرسان، وعلى الكل نقيب كبير وتحت يده نقباء رءوس نوب على الآلاف، فكل مقدمِ ألفٍ معه نقيبُ ألفٍ في خدمته، ومع النقيب نقباء صغار، على كل خمسين فارسًا نقيب، فهذا أجمل وأحوط ما يكون من الترتيب.»

فعبارة المنهج المسلوك لا يستفاد منها سوى أنَّ العرفاء في الجيش غير النقباء، وجعل صاحب سلوك المالك القائدَ رأسًا لعشرة والرئيسَ لمائة، وطوى كشحًا عمَّا بعدهما إلى ربِّ الجيش، وتابعه في القائد صاحب آثار الأول فجعله رأس عشرة أيضًا في ترتيب الروم، وزاد العريف للمائة والنقيب للألف والأمير لعشرة آلاف، أما ترتيب زمانه الذي رآه أجمل وأحوط ما يكون، فالمقدم الكبير للألف، والمقدم المفردي للخمسين، والمقدم للعشرة، ويؤخذ من عبارته أن النقباء كانوا كالوكلاء للمقدمين، مع كل مقدم صغير أو كبير نقيب يناسبه.

ولمَّا أقام أهل بغداد جندًا من أنفسهم للدفاع عن الخليفة الأمين جعلوا على كل عشرة عريفًا، وعلى كل عشرة عرفاء نقيبًا، وعلى كل عشرة نقباء قائدًا، وعلى كل عشرة قوَّاد أميرًا، كذا في مروج الذهب، وفي الكامل لابن الأثير: أن الجند الموالي لمَّا أظهروا الطاعة للمهتدي العباسي سألوا أن تُرد لهم رسومهم إلى ما كانت عليه أيام المستعين، وهو أن يكون على كل تسعة عريف، وعلى كل خمسين خليفة، وعلى كل مائة قائد.

وهكذا لو تتبعت عبارات غيرهم، وما يذكر عرضًا في التواريخ تبيَّن لك أن هذه الألقاب لم تكن على وتيرة واحدة، بل كثيرًا ما كانت تتغير بتغير النظام والاصطلاح في الدول، فتارة يكون العريف على عشرة وفوقه المنكب، وتارة على عشرين أو ثلاثين، أو كما ذكر المقريزي على ثلاثة وأربعين أو ستين، أو على أكثر من ذلك عند غيره، وربما أطلقوا الخليفة على من كان رأس خمسين، أو سمَّوه بالمقدم المفردي وجعلوا القائد لرأس مائة أو سمَّوه نقيبًا، والقائد للألف، والأمير لعشرة آلاف.

•••

أما رتب كبار الأمراء في الجيش المصري، فقد كانت على ما يأتي مجموعًا وملخصًا من صبح الأَعشى وخطط المقريزي وابن فضل الله وزبدة كشف الممالك لخليل الظاهري نائب الإسكندرية.

  • الطبقة الأولى: أمراء المئين، ويقال لهم: مقدِّمو الأُلوف، وكانت عدة كل منهم مائة فارس، وربما زاد الواحد منهم العشرة والعشرين، وله التقدمة على ألف فارس ممن دونه من الأُمراء، وهذه الطبقة هي أعلى مراتب الأمراء على تقارب درجاتهم، ومنهم يكون أكابر أرباب الوظائف والنوَّاب، وكانوا أربعة وعشرين مقدمًا من مدة الناصر بن قلاوون إلى آخر دولة الأَشراف شعبان بن حسين، ثم نقصوا في الدولة الظاهرية فصاروا بين عشرين وثمانية عشر مقدمًا في ذلك نائب الإسكندرية ونائب الوجه القبلي ومقره أسيوط، ونائب الوجه البحري ومقره دمنهور، ورأس النوبة وهو الحاكم على المماليك السلطانية والآخذ على أيديهم وأمير سلاح، وأميراخوار، والدودار، وحاجب الحُجَّاب ونائبه، وأميرجاندار وهو مثل رئيس التشريفات الآن، والاستدار، والجاشنكير، والخازندار، على ما استقر عليه الأمر أخيرًا، وشاد الشرابخاناه يكون تارة مقدم ألف، وتارة أمير طبلخاناه.

    فهذه المناصب كلها يولَّى عليها من يكون في هذه الرتبة، وفي زبدة كشف الممالك أن مقدم الألف يكون في خدمته مائة مملوك؛ ولهذا يُسمَّى أمير مائة وتدقُّ على بابه ثمانية أحمال طبلخاناه، وطبلان دهل، وزمران، وأربعة أنفرة، وللأتابك نظير ذلك مرتين، قال: ومن هؤلاء الأمراء من هو صاحب وظيفة ومن ليس له وظيفة.

  • الطبقة الثانية: الأمراء أصحاب الطبلخاناه، وعدَّة كلٍّ منهم في الغالب أربعون فارسًا يكونون في خدمته، وقد يزيد بعضهم إلى سبعين أو ثمانين، ولا تكون الطبلخاناه لأقل من أربعين، ولا ضابط لعدة هذه الطبقة، بل تتفاوت بالزيادة والنقص، ومنها تكون الرتبة الثانية من أرباب الوظائف والكشاف بالأعمال، وأكابر الولاة، ومنصب تقدمة الممالك وزمامية الدار السلطانية، وولاية القاهرة، وولاية القلعة؛ أي بابها الكبير، وفي زبدة كشف الممالك: أنه كان تدقُّ ببابه ثلاثة أحمال طبلخاناه ونفيران، ثم اقتصر على طبلين وزمرين في زمانه.
  • الطبقة الثالثة: أمراء العشرات، وعدة كل منهم عشرة فوارس يكونون في خدمته، وربما كان فيهم من له عشرون، ولكنه لا يعدُّ إلا في أمراء العشرات، وهذه الطبقة أيضًا لا ضابط لعدد أمرائها، ومنها يكون صغار الولاة ونحوهم من أرباب الوظائف والقائم باستدارية الصحبة؛ أي التحدث على المطبخ السلطاني، وشاد الدواوين، وهو رفيق الوزير في استخلاص الأموال، وأمير علم، وهو المتحدث على الطبلخاناه؛ أي رئيس الموسيقى السلطانية، وأمير شكار، وهو المتحدث على الطيور التي يصاد بها، وحارس الطير، وهو حارس الطيور المصيدة، وشاد العمائر، ووالي الفسطاط ووالي القرافة، ووالي باب القلعة المسمى بباب القلة، وفي زبدة كشف الممالك أن عدة أمراء العشرات كانت قديمًا خمسين أميرًا.
  • الطبقة الرابعة: أمراء الخمسات، وهم أقل من القليل خصوصًا بالديار المصرية، وأكثر ما يقع ذلك في أولاد الأمراء المندرجين بالوفاة رعاية لسلفهم، وهم في الحقيقة كأكابر الأجناد، وفي زبدة كشف الممالك: أنَّ عدَّتهم كانت ثلاثين أميرًا، بخدمة كل واحد منهم خمسة مماليك، وفي هذا الكتاب ذِكْر لطبقة أخرى سماهم أمراء العشرينات، قال: وكانوا قديمًا عشرين أميرًا، بخدمة كل واحد منهم عشرون مملوكًا، وجعل طبقتهم بعد أمراء الطبلخاناه.

    هذه هي رتب كبار الأمراء ذوي السيوف، وليست إمرتهم على مائة أو عشرة أو عشرين في معنى أنهم كانوا رؤساء على هذا العدد من الجند، بل المراد أن يكون في خدمتهم هذا العدد، وإلا لكان أمراء المئين — الذين يكون منهم مثل والي الإسكندرية في رتبة يوزباشي اليوم، وأمراء العشرات — مثل الأونباشية، مع أنهم كانوا معدودين فوق أكابر الأجناد رتبة. وليس في هذه الرتب ما يصلح اقتباسه لتغيُّر النظام والأوضاع، وفي الرتب المعروفة الآن لكبار الضباط ما هو عربي لا داعي للعدول عنه، فلنقتصر على ما يصلح تطبيقه من الرتب الأخرى السابق ذكرها، ولنبدأ قبل ذلك بذكر فرق الجيش ليتيسر تعيين كل قائد لما يناسب فرقته من العدد.

فرق الجيش

تتألف فرق الجيش من البلوك فالأُورطة فالألاي فاللواء فالفرقة فالعرضي، وقد اقتصروا الآن في مصر على البلوك والأُورطة واللواء، ولا يمنع ذلك من ذكرها كلها احتياطًا لما عساه يعرض فيدعو إلى إعادة بعضها، وقد استندنا فيما نذكر من الترتيب والعدد على ما أُلِّف من القوانين العسكرية قبل هذا العصر بقليل، وفيه ما يختلف قليلًا عما هو عليه اليوم، ولكنه اختلاف عرضي لا يمسُّ الجوهر ولا أسماء الفرق.

  • البلوك: لفظ تركي أصله بولوك، ومعناه القطعة والجزء والقسم، ومن الناس الطائفة والزمرة والجماعة، ثم خُصَّ في الجيش بعدد معروف، فهو في الرَّجَّالة يتألف من مائة جندي في العادة ويرأسه يوزباشي؛ أي رأس مائة، وينقسم إلى قسمين، يقال لكل واحد صنف، يرأسه ملازم، وبلوك الفرسان أقل منه عددًا، ولم نقف في أسماء الجماعات على ما هو مخصوص بهذا العدد، فلا مندوحةَ من اختيار اسم من أسماء الجماعات الصغيرة كالفوج والكوكبة والشرذمة وتخصيصه به، كما فعلوا بلفظه التركي، ونختار منها الكوكبة لبلوك الرجَّالة والفرسان؛ لأنها غير خاصة بأحدهما، أما نصف البلوك الذي اصطلحوا على تسميته بالصنف فلا بأس من إبقائه، وإن كان الفوج يفضله إذا اصطُلح عليه، وكذلك تُطلَق الكوكبة على بلوك المهندسين المتألِّف عادة من مائة وخمسين شخصًا.
  • الأُورطة: هي في التركية بالتاء، وتتألف في الرجَّالة من ثمانمائة جندي في الغالب؛ أي من ثمانية بلوكات، وقد تكون ألفًا ورئيسها بيكباشي، وفي الفرسان من ستة وتسعين فارسًا إلى مائة وثمانية وعشرين ويرأسها يوزباشي، وتتكوَّن من أربعة بلوكات لكل واحدٍ ملازمٌ، ويقابل الأُورطة الكتيبة، وهي ما جَمَع مائةً إلى ألف، فتصلح للرجالة والفرسان، أو تخصُّ أُورطة الفرسان بالكردوس أو الرعيل، وأُورطة المهندسين المتألفة من بلوكين؛ أي من ثلاثمائة شخص تصلح لها الكتيبة أيضًا.
  • الألاي: بغير مدٍّ وإن كان بعضهم يزعم أنه ممدود، معناه في التركية: الجمُّ الغفير، ويطلق أيضًا على الموكب، ثم خُصَّ بعدد مخصوص من الجند، ويتألف في الرجالة من أُورطتين أو ثلاث أو أربع وهو الكامل، ويبلغ عدد الكامل من ثلاثة آلاف جندي إلى أربعة آلاف تبعًا لاختلاف عدد جنود كل أُورطة، ويرأسه ميرالاي ويكون معه وكيل يُسمَّى قائم المقام، وفي الفرسان من ست أُورطات ورئيسه ميرالاي أيضًا، وكان يصح أن يطلق عليه لفظ الجيش؛ لأنه يجمع أربعة آلاف رجل، إلا أنه إذا أُطلِق انصرف في الغالب إلى عموم العسكر، ومثله الجحفل، فالأَولَى اختيار الفيلق؛ لأنه مثلهما في العدد على ما في فقه اللغة، ويصح إطلاق الفيلق على ألاي المهندسين أيضًا، وهو يتألف من أُورطتين منهم.
  • اللواء: عربي، يراد به الفرقة ذات اللواء، ويتألف من ألايين يرأسهما مير لواء؛ أي أمير لواء ولا داعي لإبداله.
  • الفرقة: عربية إلا أنها عامة لا تختص بعدد، وكذلك الفريق وهو أكبر منها، ثم خُصَّت بمجموع لواءين أو ثلاثة أو أربعة، ولا بأس بإبقائها مجاراةً لاصطلاحهم، وإن كنا نفضِّل لفظ الفريق عليها كما سيأتي الكلام عليه في الرتب ورئيس الفرقة أمير برتبة فريق.
  • العرضي: لفظُهُ في التركية أردو، وهو مُحرَّف عندهم عن أوردو، يطلق على القسم الكبير من الجيش الجامع لأصناف الجند يكون في جهة من جهات المملكة، وذلك بأن يقسم جيشها إلى فرق كبيرة كاملة العدة تخصُّ كل ولاية كبيرة، أو مجموع بعض الولايات الصغيرة بفرقة منها يرأسها قائد كبير برتبة مشير، ويقابله في العربية الخميس، وهو أصلح الألفاظ له على ما نرى.

    وقد يُطلَق العرضي على مخيم العسكر؛ أي محل إقامتهم، ويرادفه في هذا المعنى المُعَسْكَر.

  • البطريَّة: يُسمِّيها الأتراك باقاريه، وهي مُحرَّفة عن Batterie الفرنسية، تُطلَق على مجموع ستة مدافع يقوم بها مائتان وعشرون جنديًّا يرأسهم يوزباشي، ونختار لها الكوكبة أيضًا؛ لأنها لا تخرج عن كونها بلوكًا من المدفعية، وإن زاد عدد رجالها عن بلوك الرجَّالة والفرسان، ونختار لألايها الفيلق أيضًا، وهو يتألف عادة من أربع عشرة بطَّريَّة.
  • الدَّوريَّة: ليست من فرق الجيش التي يتألف منها، بل هي فرقة تُندَب للرياضة والاستطلاع، فإن صادفت عدوًّا قاتلته وإلا رجعت، ولا وجود لها إلا في السودان، ويرادفها السريَّة، أما دورية الشرطة التي تطوف قرى مصر ليلًا فهي العَسَس والطائف.

أسماء أصناف الجند

  • البيادة: صوابها بالباء الفارسية، وهي فارسية الأصل، ومعناها المشاة مطلقًا أو مشاة الجند، وقد عُبِّر عنهم في الجيوش العربية بالرَّجَّالة (بفتح الراء وتشديد الجيم) جمع راجل، للذي ليس له ظهر يركبه.
  • السواري: فارسية الأصل، معناها الفرسان.
  • الطوبجيَّة: نسبة إلى طوب بمعنى مدفع في التركية، و«جي» علامة النسبة عندهم، وقد جرى بعض المؤلفين في القرن الثامن الهجري على تسميتهم بالمدفعية، وهي نسبة إلى الجمع غير جائزة، وسماهم بعضهم الزرَّاقين، والزرَّاقة بعد عده فن الرمي بالمدافع من علم الزراقة؛ أي رمي قوارير النفط، ونحن نختار لهم المِدْفَعيَّة.
  • البوليس: يُعدُّون من الجند وإن كانوا خارجين عن الجيش، والكلمة في الفرنسية Police ومعناها الضبط والنظام، ويقولون للجندي القائم بذلك: Agent de police، ويرادفها الشرطة والشرطي، وكان والي الشرطة في الدول المصرية يطلق على ما يقال له اليوم حكمدار البوليس، أو مأمور الضبطية ومحافظ المدينة.

أسماء الرتب العسكرية

  • أونباشي: تركيٌّ، مركب من أون بمعنى عشرة وباش بمعنى رأس، فهو بالعربية عشرة رأس بتقديم المضاف إليه على المضاف على القاعدة عندهم، والمراد رأس عشرة والياء التي في باشي تلحق آخر المضاف إذا كان ساكنًا، وكذلك القول فيما يشبهه من الألقاب، ونختار له العريف، فإذا كان له وكيل، وهو المسمى بوكيل الأونباشي، قيل فيه: وكيل العريف.
  • جاويش: تركيٌّ، صوابه عندهم جاوُش (بضم الواو)، ولهم في اشتقاقه أقوال لا محل لذكرها، وجيمه فارسية ينطق بها شينًا ممزوجة بالتاء، والعامة في مصر تجعلها شينًا خالصة فتقول: شاويش، وكان قديمًا كالحرسي أو الحاجب عند الحكام، ثم خُصَّ في النظام الحديث بمن فوق الأونباشي رتبة، ويكون تحت إمرته اثنان منهم؛ أي عشرون جنديًّا، ونختار أن يُسمَّى بالعريف الأول تمييزًا له عمن دونه، كما قالوا: ملازم ثانٍ وملازم أوَّل، وقد اعتاد الناس تلقيب كل جندي بالجاويش تكريمًا له عند المخاطبة سواء كان كذلك أو لم يكن فيصلح له لفظ العريف لخفته، ومنه يكون عريف النقطة لجاويش النقطة من الشرطة.

    وقد بقي لفظ جاويش لحجاب الوزراء ونحوهم في الدواوين، وهؤلاء لفظ الحَرَسيِّ أو الحاجب أولى بإطلاقه عليهم.

  • باشجاويش: تركي من باش بمعنى رأس وجاوُش المار ذكره؛ أي رئيس الجاوشية، ويكون تحت إمرته جاويشان، أما رئيس الحُجَّاب في الدواوين، فقد جرَوا على تسميته بجاويش أغاسي، ولما كان الباشجاويش على عدة من العرفاء والعرفاء الأُوَل يحسن أن يلقب بعريف العرفاء.
  • بلوك أمين: والصواب بلوك أميني؛ لأنَّ الياء تلحق آخر المضاف في التركية إذا كان ساكنًا، والمراد به أمين البلوك؛ أي كاتبه، وهو جندي يُختَار ممن يحسنون القراءة والكتابة فيرقى إلى هذه الرتبة، ولما كنَّا جرينا على عدم التغيير فيما اصطلحوا عليه إذا كان عربيًّا نرى أن يقال فيه: أمين كوكبة.
  • صول: تركي مختصر من صول قول أغاسي؛ أي رئيس الجناح الأيسر، وهو اليوم معدود من ضباط الصف، ورتبته أكبر رتبة فيه، ويكون بين الباشجاويش والملازم، ولا يلبس ملابس الجنود، بل يتمنطق بسيف الملازمين ويتَّشح بحُلَّتهم إلا أنها بدون علامات، وأقرب الألفاظ إليه مما تقدم المنكبُ.

رتب الضباط

  • الملازم: منه أول وثانٍ والأول أكبر، وهو عربي يبقى على مصطلحهم.
  • يوزباشي: مركب من يوز بمعنى مائة في التركية وباش بمعنى رأس، والمراد رأس مائة؛ أي بلوك من الجند، ونختار له النقيب كما اصطلحَتْ عليه بعض الدول فجعلته رئيسًا لهذا العدد على ما مرَّ بك.
  • صاغ: هو صاغ قول أغاسي؛ أي رئيس الجناح الأيمن، ويراد به في الجندية اليوم وكيل البيكباشي، ونختار له وكيل القائد أو وكيل الزعيم أو وكيل المقدم، ولا معنى لاستطالة اللفظ واستثقاله، وهو لا يزيد على كلمتين ككثير من الألقاب التركية الجارية على الألسنة بلا استثقال ولا استنكار، بل لا مانع يمنع إذا طلبنا الخفة من الاقتصار على الوكيل كما اقتصروا على الصاغ.
  • بيكباشي: مركب من بيك بمعنى ألف وتقرأ الكاف نونًا، ومن باش بمعنى رأس، وهو رئيس ألف؛ أي أورطة من الجند، وقد مر أن بعض الدول أطلقت على رئيس هذا العدد لقب قائد، ولا بأس من متابعتها فيه إلا إذا خشي التباسه بقائد الجيش المُعيَّن لقيادته العليا إبَّان الحروب، وهو المعبَّر عنه بالقومندان، فيختار للبيكباشي لفظ الزعيم أو المقدم، وقد مرَّ أن مقدمي الألوف كانوا من أمراء الجند، أما ما ورد في عبارة سلوك المالك وآثار الأُوَل من جعل القائد رأسًا لعشرة، فالظاهر أنهما أرادا به المعنى اللغوي عند ترجمة ترتيب الروم، وإلا فالقائد في العرف أجلُّ شأنًا من ذلك، بل هو الرئيس الأكبر للجيش إذا أطلق.
  • قائم مقام: أي قائم مقام الأمير في رئاسة الألاي، وكان يطلق على وكيل أمير الألاي، ثم صار الآن يُعيَّن لقيادة الأورطة، وهو عربي لا يغير إلا أنه ينبغي ألا يُعرَّف بإدخال الألف واللام على أوله، فيقال فيه «القائمقام» كما يقولون، بل الصواب فيه: قائم المقام بإدخالهما على المضاف إليه كما لا يخفى.
  • ميرألاي: مركب من مير مختصر أمير، ومن ألاي بمعنى الفيلق، فيقال: أمير فيلق.
  • لواء: هكذا يقولون اليوم، وأصله عندهم: مير لواء؛ أي أمير لواء؛ فيبقى لأنه عربي.
  • فريق: هو رئيس الفرقة المركبة من الألوية كما مر، ويظهر لنا أن أصله مير فريق، ثم اقتصروا على جزئه الثاني كما فعلوا في أمير اللواء، وقد سبق لنا أننا رجحنا لفظ الفريق على الفرقة؛ لأنه أكبر منها على ما في النصوص اللغوية، فيحسن إطلاقه عليها وتسمية الرئيس بأمير فريق.
  • مشير: هو أكبر الرتب العسكرية بمنزلة الوزارة في الملكية، ونرى أنه من الألفاظ التي وضعت في غير موضعها؛ لأن الأقرب في الاستشارة أن تكون مع من يرافق الملك ويلازمه، لا مع من يتولى قيادة الجند، فلو عكسوا فسموا الوزير بالمشير والمشير بالوزير لكان وجهًا، ورأينا أن لقب الوزير يشملهما فيطلق على كليهما ويفرق بينهما بأن يقال: وزير قلمي، ووزير سيفي، كما كان يقال قديمًا، وقد كان المشير في الدول المصرية لقبًا لصاحب منصب لا تَعلُّق له بالجندية، بل كان عمله مقتصرًا على التكلم عن السلطان في مجالس الاستشارة، فإذا عرض أمر يدعو إلى جمع الخليفة والقضاة والوزير والأمراء لاستشارتهم، لقَّنه السلطان ما يقول سرًّا، فيستشيرهم واحدًا واحدًا، ويناقشهم ويناقشونه حتى يُبَتَّ في الأمر بشيء، والسلطان ساكت لا يتكلم حفظًا لأبَّهة الملك من أن يردَّ ويُرد عليه.
  • السردار: لفظ فارسي يراد به كبير العساكر وقائدهم، وهو في مصر كذلك وليس برتبة، لقب لمتولي منصب معروف يكون بعد ناظر الحربية وبيده كل ما يتعلق بالجند من ترتيب ونظام وعرض ونحوها، وكان يُسمَّى في الدول المصرية بنقيب الجيش، إلَّا أنه كان أصغر شأنًا مما عليه السردار الآن.

مراكز الجند وبعض مصطلحاتهم

  • قشلاق: تركي، يقال فيه قشله أيضًا وقيشلاق وقيشله، ويراد به مكان إقامة العسكر، ويرادفه في العربية الثُّكْنة.
  • قره قول: والعامة تقول كَرَكون، لفظ تركيٌّ مركب من قره؛ أي البَر، وقول بمعنى الفرقة، والمراد به حرس البَرِّ، ثم تجوَّزوا فأطلقوه على المكان الذي يقيم فيه هذا الحرس من الشرطة، ويُسجَن فيه المجرمون عند القبض عليهم، وقد اصطلحت الدول العربية القديمة على تسميته بالمَسْلَحة، وهي مكان السلاح في الأصل ثم خُصَّت بمكان الشرطة، واستحسن المأمون تسميتها بالمصلحة فسميت بذلك في زمنه، وقد اصطُلِح أخيرًا على تسميته في مصر بالقِسم، ونِعْمَ ما فعلوا.
  • دونانمه: أصلها في التركية طونانمه أو طوننمه، ويرادفها الأسطول.
  • مناوره: أصلها في الفرنسية Maneuvre ومعناها تمرين الجند وتدريبه على الحركات وحمل السلاح واستعماله، وفي أحد هذين اللفظين غناء.
  • طابور: يراد به التعليم اليومي، يقولون: خرجوا للطابور؛ أي للتعليم والتمرين، وقد يقال: صفهم طابورًا؛ أي صفًّا، ويظهر أنه الأصل في إطلاقه على التمرين؛ لأنه لا يكون إلا باصطفاف الجند.
  • نشان: فارسي الأصل، والمراد به علامة توضع يتعلم عليها الرمي، وصوابه نشانكاه (بكاف كالجيم المصرية)، ويرادفه الهدف والنَّجيث والدَّريئة.

(٢) في الرتب الملكية

هي لعمَّال الدواوين في مقابل الرتب العسكرية للجُند، ويُنعَم بها أيضًا على الأعيان، والمشهور عندهم فيها المُلْكية (بضم فسكون) نسبة إلى المُلْك، وبعضهم ينطق بها بالتحريك؛ أي بفتحتين، فتكون على هذا نسبة إلى المَلِك؛ لأن القياس في مثله أن يُفتَح ثانيه في النسب كما هو معروف.

ولا ندري لأيَّة علة خُصَّ هذا الصنف بهذه النسبة وليس له مزيد اختصاص بالمُلْك والمَلِك عن غيره، بل أَخْلَقُ برجال الجندية أن يكونوا أقرب للمَلِك وألصق به من هذه الوجهة؛ لأنه قائدهم الأكبر عند سائر الأمم يتَّشح بحُلَلِهم ويتحلى بحلاهم، فالأَولى في هذه الرتب أن تُسمَّى بالديوانية تبعًا لما كان عليه الاصطلاح في مناصب الدول المصرية، وقسمتها إلى جندية وديوانية، وهي تسمية مقبولة.

والموجود منها بمصر ثمانٍ: الخامسة والرابعة والثالثة، ويُلقَّب الحائز لإحداها بالأفندي، والثانية والمتمايزة، ويُلقَّب الحائز لإحداهما بالبك، وميرميران ورومللي بكلربكي والوزارة، ويُلقَّب الحائز لإحداها بالباشا، وسيأتي الكلام على هذه الألقاب.

أما أسماء الرتب فلا نرى داعيًا لتغيير ما كان منها عربيًّا، فتبقى الخامسة وما بعدها إلى الثانية، وتُغيَّر المتمايزة بالأُولى لتكون كلها على نسق واحد في التسمية العددية، وما فوقها يكون على ما يأتي:

  • ميرميران: مختصر من أمير أميران؛ أي أمير الأمراء، لأن الألف والنون علامة الجمع في الفارسية، ونختار له الأمير الكبير.
  • رومللي بكلربكي: ومعناه أمير أمراء الرومللي، فيقتصر فيه على أمير الأمراء.
  • الوزارة: تبقى، وقد رأينا فيما سبق أن توصف بالقلمية أو الديوانية تمييزًا لها عن الوزارة السيفيَّة.

الألقاب

  • الأفندي: تركي مقتبس من اليونانيَّة، ومعناه الصاحب والمالك والسيد والمولى، ويطلق في العسكرية على الحائز لرتبة ملازم فما فوقها إلى البيكباشي، وفي الرتب الديوانية على الحائز للخامسة إلى الثالثة، وعلى كل مستخدم في الحكومة وإن لم يكن حائزًا لرتبة، وعلى كل من يقرأ ويكتب من غير المعمَّمين وعلى القضاة الشرعيين، ولكن على قلة الآن، وقد رأينا أن معناه السيد والمولى، فما المانع من الاستعاضة عنه بلفظ السيد، فيكون مرادفًا أيضًا للمسيو Monsieur عند الفرنسيس، والمستر عند الإنكليز، اللهم إلا أن يقال بعدم جواز إطلاقه إلَّا على الأشراف من بني الحسنين — عليهما السلام — وهو وهْمٌ جرَّ إليه التغافل عن كونه مجرد اصطلاح فقط في مصر، كما اصطلح أهل الحجاز على تخصيص الشريف بالحسني والسيِّد بالحسيني، بل لا يزال إطلاق السيد على التجار والمعممين من ذوي البيوتات وإن لم يكونوا شرفاء، معروفًا في مصر متداوَلًا.
  • البك: معناه الأمير، ويُطلَق في العسكرية على الحائزين لرتبة قائم المقام وأمير الألاي، وفي الديوانية لأصحاب الثانية والمتمايزة، ويرادفه الأمير، فيقال: الأمير فلان، بدل فلان بك.
  • الباشا: الكلام في أصله يطول، وهو خاص في العسكريَّة بالحائزين لرتبة أمير لواء فما فوقها، وفي الديوانية بأصحاب ميرميران ورومللي بكلربكي والوزارة، ونختار له الأمير أيضًا إلا في الوزارة فيقال وزير.

(٣) في الرتب العلمية

هي خاصَّة بعلماء الأزهر وتُسمَّى بالدرجات، وهي ثلاث: الثالثة والثانية والأولى، فتبقى على ما هي عليه.

(٤) في الرتب القلمية

هي ما استحسنا إحداثه للكُتَّاب والعلماء الخارجين عن الأزهر، ونرى أن تكون على ثلاث درجات أيضًا كالعلمية: ثالثة وثانية، ويُلقَّب الحائز لإحداهما بالأستاذ، وأُولى، ويُلقَّب الحائز لها بالرئيس بدل أفندي وبك وباشا.

(٥) ألفاظ تدل على جماعات الإنسان

  • الحضيرة: (المخصص ج٦ ص١٩٩) السبعة من الرجال أو الثمانية والجمع حضائر، وقيل هي الأربعة، وقيل هم العشرة.

    (اللسان ج٥ ص٢٧٥) الحضيرة: جماعة القوم، وقيل الحضيرة من الرجال: السبعة أو الثمانية، قال أبو ذؤيب:

    رجال حُروبٍ يَسْعَرُون وحَلْقَةٌ
    من الدَّارِ لا يَأتِي عَلَيهَا الحَضَائِرُ

    وقيل الحضيرة: الأربعة والخمسة يغزون، وقيل هم النفر يُغزَى بهم، وقيل هم العشرة فمن دونهم … قال أبو عبيدة: الحضيرة ما بين سبعة رجال إلى ثمانية.

  • النفيضة: ذكرها اللسان في «حضر» مع الحضيرة، فقال: النفيضة: الجماعة، وهم الذين ينفُضُون، ثم قال: الحضيرة الذين يُحضِرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع … قال ابن بري: النفيضة جماعة يُبعَثُون ليكشفوا هل ثَمَّ عَدُوٌّ أو خوف. ا.ﻫ.

    كل هذا في تفسير قول الجُهَنيَّة:

    سَبَّاقُ عَادِيَةٍ ورَأسُ سَرِيَّةٍ
    ومُقَاتِلٌ بَطَلٌ وهَادٍ مِسْلَعُ
    يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً
    وِرْدَ القَطَاةِ إِذَا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ

    أي إذا قصر الظل عند انتصاف النهار.

    (المخصص ج٦ ص٢٠١) النفيضة: الجماعة يتقدمون الجيش فينفضون الأرض لينظروا ما فيها، وهم النفضة «وكذلك الطليعة والربيئة».

  • السَّرِيَّة: (المخصص ج٦ ص٢٩٩) ابن السِّكِّيت: السريَّة ما بين خمسة أنفس إلى ثلاثمائة، غيره: هي نحو أربعمائة.

    (اللسان ج١٩ ص١٠٥)، السريَّة: ما بين خمسة أنفس إلى ثلاثمائة، وقيل: هي من الخيل نحو أربعمائة، ولامها ياء، والسرية: قطعة من الجيش، يقال: خير السرايا أربعمائة رجل، التهذيب: وأما السرية من سرايا الجيوش فإنها فعيلة بمعنى فاعلة.

    سُمِّيت سرية لأنها تسري ليلًا في خُفية لئلَّا ينذر بهم العدو فيحذروا أو يمتنعوا، يقال: سرى قائد الجيش سرية إلى العدو، إذا جرَّدها وبعثها إليهم، وهو التسرية.

    وفي الحديث: يردُّ متسرِّيهم على قاعدهم، المتسرِّي: الذي يخرج في السرية، وهي طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة، تُبعَث إلى العدو، وجمعها السرايا، سُمِّيت بذلك؛ لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء السري النفيس، وقيل: سُمُّوا بذلك لأنهم ينفُذُون سرًّا وخُفية وليس بالوجه؛ لأن لام السر راء وهذه ياء، ومعنى الحديث: أن الإمام أو أمير الجيش يبعثهم وهو خارج إلى بلاد العدو، فإذا غنموا شيئًا كان بينهم وبين الجيش عامة؛ لأنهم رِدْءٌ لهم وفئة، فأما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يشاركونهم في المَغْنم، فإن كان جعل لهم نفلًا من الغنيمة لم يَشْرَكْهُم غيرُهم في شيء منه على الوجهين معًا «كليات أبي البقاء ص٢٧٥ السرية من ٥٠ إلى ٤٠٠».

  • المنسر: (المخصص ج٦ آخر ص١٩٩) ما بين الثلاثين إلى الأربعين، سُمِّيَ بذلك لأنه مثل مِنْسَر الطائر يختلس اختلاسًا ثم يرجع ولا يزاحف، وأنشد:
    تَقولُ لكَ الوَيلَاتُ هَلْ أَنْتَ تَارِكٌ
    ضُبُوءًا بِرَجْلٍ تَارَةً وَبمنْسِرِ

    أبو عبيدة: وهو المنسر.

    (اللسان ج٧ ص٥٩)، المنسر أيضًا قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير، والميم زائدة، قال لبيد يَرْثِي قتلى هوازن:

    سَمَا لَهُم ابنُ الجعد حتَّى أَصَابَهُمْ
    بِذِي لَجَبٍ كَالطَّودِ لَيسَ بِمِنْسَرِ

    والمنسر مثال المجلس لغة فيه … ابن سيده: والمَنْسِر والمِنْسَر من الخيل: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وقيل ما بين الأربعين إلى الخمسين، وقيل ما بين الأربعين إلى الستين، وقيل ما بين المائة إلى المائتين، وذكر في مادة (قنب ص١٨٥) المنسر: ما بين ثلاثين فارسًا إلى أربعين.

  • المِقْنَب: (المخصص ج٦ أول ص٢٠٠) الجماعة ليست بالكثيرة، وقيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين.

    ابن جِنِّي: وقيل المقنب ألف، وقيل مائة ومائتان وأكثر، وقد تقنَّبوا: صاروا مقنبًا.

    (اللسان ج٢ ص١٨٤) المِقْنب من الخيل: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وقيل زُهاءُ ثلاثمائة، وفي حديث عمر — رضي الله عنه — واهتمامه بالخلافة فذُكِرَ له سَعْدٌ حين طُعِنَ، فقال: ذاك إنما يكون في مِقْنَبٍ من مقانبكم، المِقنب (بالكسر): جماعة الخيل والفرسان، وقيل هي دون المائة، يريد أنه صاحب حرب وجيوش، وليس بصاحب هذا الأمر، وفي حديث عَدِيٍّ: كيف بطيِّئ ومقانبها؟ وقنَّب القومُ وأقنبوا إقنابًا وتقنيبًا: إذا صاروا مِقْنَبًا، قال أبو عمرو: المنسر ما بين ثلاثين فارسًا إلى أربعين، قال: ولم أره وَقَّتَ في المِقْنَب شيئًا.

  • الفيلق: (المخصص ج٦ ص٢٠٠) ابن السكيت: فإذا كثروا فهي الفيلق، ابن دريد: الفيلق الكثيرة السلاح، أو هي الشديدة، أبو عُبَيد: الفيلق اسم للكَتِيبة.

    (اللسان ج١٢ ص١٨٦) وكتيبة: فيلق شديدة شبهت بالداهية، وقيل هي الكثيرة السلاح، قال أبو عبيد: هي اسم للكتيبة، قال ابن سيده: وليس هذا بشيء، التهذيب: الفيلق: الجيش العظيم، قال الكميت:

    في حَوْمَةِ الفَيْلَقِ الجَأْوَاءِ إِذْ نَزَلَتْ
    قَسْرٌ وهَيْضَلُها الخَشْخَاشُ إِذْ نَزَلُوا
  • القُدْموس: (المخصص ج٦ ص٢٠٠) مُقَدَّم الجيش.

    (اللسان ج٨ ص٥٢): جيش قُدْمُوس عظيم، والقُدْمُوس: الملك الضخم، وقيل هو السيِّد العظيم، والقُدْمُوس: المتقدِّم، وقُدْمُوس العسكر مُقَدَّمُه، قال:

    بِذِي قَدَامِيسَ لُهَامٍ لَو دَسَرْ
  • السُّرْبَة: (المخصص ج٦ ص٢٠٠): والسُّرْبَة بين عشرين إلى ثلاثين، وأنشد:
    أَمْسَى الفِرَاشُ مَطِيَّتِي
    وَلَقَدْ أُرَانِي خَيرَ فَارِسْ
    زَولًا أَفِيءُ عَنِيمَةً
    فِي سُرْبَةٍ وَالليلُ دَامِسْ

    غيره: الصُّبَّة كالسُّرْبَة.

    (اللسان ج١ ص٤٤٦): السُّرْبَة جماعة ينسَلُّون من العسكر فيُغِيرُون ويرجعون، والسُّرْبَة: الجماعة من الخيل ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل ما بين العشرة إلى العشرين. (أول ص٤٤٨) ويقال: سرَّب عليه الخيل، هو أن يبعثها عليه سُرْبَة بعد سُرْبَة.

  • القنبل والقنبلة: (المخصص ج٦ ص٢٠١) الغلاصم والقنابل: الجماعات، الأصمعي: واحدته قَنْبلة، ابن دريد: القنبل: القطعة من الخيل ما بين الخمسين فصاعدًا، الفارسي: وهذه هي التي تُدعَى الموكب، ولم أجد تفسير الموكب.

    (اللسان ج١٤ ص٨٨) القَنْبلة والقَنْبل: طائفة من الناس ومن الخيل، قيل هم ما بين الثلاثين والأربعين ونحوه، وقيل هم جماعة الناس من قنبلة من الخيل، وقنبلة من الناس: طائفة منهم، والجمع القنابل.

  • الرعلة والرعيل: (المخصص ج٦ ص٢٠١) الحَرْجَل: القطعة من الخيل، أبو عبيد: وكذلك الرَّعلة والرَّعيل، وقد يكون الرَّعيل من الخيل والرجال، (وفي أول ص٢٠٢) الكُرْدُوس نحو الرعيل، وذكر جمع الرعيل … إلخ.

    (اللسان ج١٣ ص٣٠٥) الرَّعلة: القطيع أو القطعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل هي أولها ومقدمتها، وقيل هي القطعة من الخيل قدر العشرين، والجمع رِعال … الرَّعْلة: القطعة من الخيل متقدمة كانت أو غير متقدمة، قال: وأما الرَّعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد ورجال وطير ونجوم وإبل وغير ذلك.

    قال ابن سيده: والرَّعِيل كالرَّعلة، وقد يكون من الخيل والرجال … (ج١٣ أول ص٣٠٦).

    وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفرسان رعلةٌ، ولجماعة الخيل رعيل، وفي حديث علي — كرَّم الله وجهه: سراعًا إلى أمره رعيلًا؛ أي رُكَّابًا على الخيل، وفي حديث ابن زِمْلٍ: فكأني بالرَّعلة الأولى حين أشْفوا على المرج كبَّروا، ثم جاءت الرَّعلة الثانية، ثم جاءت الرَّعلة الثالثة، حتى يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعات الخيل رعيل، واسترعل: الذي ينهض في الرَّعيل الأول، وقيل هو الخارج في الرعيل، وقيل هو قائدها كأنه يستحثُّها.

  • التَّوُّ. (المخصص ج٦ ص٢٠٢) التَّوُّ من الخيل: الألف.

    (اللسان ج١٨ آخر ص١١٣) التَّو: ألف من الخيل، يعني بألف رجل؛ أي بألف واحد.

  • العدف أو العدفة: (بكسر الأول): ما بين العشرة إلى الخمسين من الرجال.
  • الكتيبة: (اللسان ج٢ أواخر ص١٩٥) الكتيبة: ما جمع فلم ينتشر، وقيل هي الجماعة المستحيزة من الخيل؛ أي في حيز على حِدَة، وقيل: الكتيبة جماعة الخيل إذا أغارت من المائة إلى الألف، والكتيبة: الجيش، وفي حديث السَّقِيفة: نحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، الكتيبة: القطعة العظيمة من الجيش، والجمع الكتائب، وكتَّب الكتائب: هيأها كتيبةً كتيبةً.
  • الكُرْدُوس: (اللسان ج٨ ص٧٩) الكُرْدُوس: الخيل العظيمة، وقيل القطعة من الخيل العظيمة، والكراديس: كتائب الخيل واحدها كُرْدُوس.

    (المخصص ج٦ ص٢٠٢) والكُردوس: نحو الرعيل، صاحب العين: كَرْدَسَ القائد خيله.

  • الكوكبة: (اللسان ج٢ ص٢١٦) الكوكبة: الجماعة، ومثله في القاموس، وزاد شارحه: من الناس.
  • الفرقة: (اللسان ج١٢ ص١٧٥) الفرقة: طائفة من الناس، والفريق أكثر منه … قال ابن برِّي: الفريق من الناس وغيرهم: فرقة منه، (كليات أبي البقاء ص٢٧٥) الفريق: أكثر من الفرقة.
  • الطائفة: ملخص في اللسان (ج١١ ص١٣٠) أنها من الرجل الواحد إلى الألف، وقيل: والرجل الواحد فما فوقه، وقيل: الطائفة دون الألف.
  • العصابة: (كليات أبي البقاء ص٢٧٤) العِصَابة من الخيل والرجال … إلخ: من ٣ أو ٧ إلى ٢٠، وقيل: من ١٠–٤٠.

    (اللسان ج٢ ص٧٥، ٩٦) العُصْبة والعِصابة: جماعة ما بين العشرة إلى الأربعين … العصائب: جمع عصابة، وهي ما بين العشرة إلى الأربعين … وكل جماعة رجال وخيل بفرسانها، أو جماعة طير أو غيرها: عُصْبة وعِصَابة.

  • الموكب: (كليات أبي البقاء ص٢٧٤) الموكب: الجماعة رُكبانًا أو مشاةً.

    (اللسان ج٢ ص٣٠٢) والمَوكِب: الجماعة من الناس ركبانًا ومشاةً … والموكب: القوم الرُّكوب على الإبل للزينة، وكذلك جماعة الفرسان، وفي الحديث أنه كان يسير في الإفاضة سَيْرَ الموكب، الموكب: جماعةٌ ركبانٌ يسيرون برفق، وهم أيضًا القوم الركوب للزينة والتنزُّه، أراد أنه لم يكن يسرع السير فيها.

  • الفَوْج: (كليات أبي البقاء ص٢٧٤) الفوج: الجماعة المارَّة بسرعة، اللسان أوَّل المادَّة: الفائج والفوج: القطيع من الناس، وفي الصحاح: الجماعة من الناس … الإفاجة: الإسراع والعدو … ابن الأثير: الفوج: الجماعة من الناس، والفَيِّج مثله، وهو مخفف من الفيج، وأصله الواو.
  • النفر: (كليات أبي البقاء ص٢٧٤): من ٣ إلى ٩، ولا يستعمل فيما فوق العشرة.

    (اللسان ص٨٣): والنَّفَر (بالتحريك) والرهط: ما دون العَشَرة من الرجال، ومنهم من خصَّص فقال: للرجال دون النساء، والجمع أنفاز، وقال أبو العباس: النفر والقوم والرهط: هؤلاء معناهم الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، قال سيبويه: والنسب إليه نفري، وقيل: النفر: الناس كلهم عن كراع، والنفِر مثله وكذلك النَّفْر والنَّفْرَة، وفي حديث أبي ذرٍّ: لو كان ههنا أحدٌ من أنفارنا؛ أي من قومنا، جمع نفر، وهم رهط الإنسان وعشيرته، وهو اسم جَمْعٍ يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة، وفي الحديث: ونفرنا خلوف؛ أي رجالنا، الليث: يقال هؤلاء عشرة نفر؛ أي عشرة رجال، ولا يقال عشرون نفرًا، ولا ما فوق العشرة، وهم النفر من القوم، وقال الفراء: نفرة الرجل ونفرُهُ: رهطه … إلخ.

  • الرهط: اللسان أول المادة: رهط الرجل قومُه وقبيلته، ويقال هم رهط دنية، والرهط عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة، وبعض يقول: من سبعة إلى عشرة، وما دون السبعة إلى الثلاثة نَفَرٌ، وقيل: الرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة … إلخ، وإذا قيل: بنو فلان رهط فلان، فهو ذو قرابته الأَدْنَونَ، والفصيلة أقرب من ذلك … إلخ، (وانظر كليات أبي البقاء ص٢٧٤).
  • الفئة: (اللسان ج٢٠ ص٣) والفئة: الجماعة من الناس؛ لأن الفئة الفرقة من الناس … والفئة: الفرقة والجماعة من الناس في الأصل، والطائفة التي تقيم وراء الجيش، فإذا كان عليهم خوف أو هزيمة التجئوا إليهم، (وانظر كليات أبي البقاء ص٢٧٤).
  • اللفيف: (اللسان ج١١ ص٢٢٩) وجَمْعٌ لفيفٌ: مجتَمِعٌ ملتفٌّ … (ص٢٣٠) اللفيف: قوم يجتمعون من قبائل شتَّى ليس لهم أصلهم واحدًا … واللفيف: ما اجتمع من الناس من قبائل شتَّى، أبو عمرو: اللفيف الجمع العظيم من أخلاط شتَّى فيهم الشريف والدنيء، والمطيع والعاصي، والقوي والضعيف … (وانظر كليات أبي البقاء ص٢٧٤).
  • الركب: (اللسان ج١ ص٤١٣): رَكْبٌ ورُكْبانٌ، لا تَقُل ركبُ إبلٍ ولا ركبانُ إبل؛ لأن الركب والركبان لا يكون إلا لركاب الإبل، قال الأخفش: هو جمع، وهم العَشَرة فما فوقها، وأرى الركب قد يكون للخيل والإبل … وفي التنزيل العزيز: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ، فقد يجوز أن يكونوا ركب خيل، وأن يكونوا ركب إبل، وقد يجوز أن يكون الجيش منهما جميعًا، (وانظر كليات أبي البقاء ص٢٧٤).
  • الشِّرْذِمة: اللسان أوَّل المادة: الشِّرْذِمة: القطعة من الشيء، والجمع شراذم … والشرذمة: القليل من الناس، وقيل الجماعة من الناس القليلة، (وانظر كليات أبي البقاء ص٢٧٥).
  • الجيش: (كليات أبي البقاء ص٢٧٥) الجيش: الجند والسائرون إلى الحرب، وهم من ١٠٠٠ إلى ٤٠٠٠.

    (اللسان ج٨ ص١٦٥) الجيش واحد الجيوش، والجيش: الجُند، وقيل جماعة الناس في الحرب، والجمع جيوش، التهذيب: الجيش جندٌ يسيرون لحرب أو غيرها، يقال: جَيْش فلان؛ أي جَمَع الجيوش، واستجاشه؛ أي طلب منه جيشًا، وفي حديث عامر بن فُهيرة: فاستجاشَ عليهم عامر بن الطُّفَيل؛ أي طلب لهم الجيش وجمعه عليهم.

  • الخميس: (كليات أبي البقاء ص٢٧٥) من ٤٠٠ إلى ١٢٠٠٠.

    (اللسان ص٣٧٢) الخميس: الجيش الجرَّار، وقيل الجيش الخَشِنُ، وفي المحكم: الجيش يَخْمِسُ ما وَجَدَهُ، وسُمِّي ذلك لأنه خمس فرق: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق، ألا ترى إلى قول الشاعر:

    قد يَضْرِب الجَيشَ الخَمِيسَ الأَزْوَرَا

    فجعله صفةً، وفي حديث خيبر: محمدٌ والخميس؛ أي والجيش، وقد سُمِّي خميسًا لأنه يُخمَّس فيه الغنائم، ومحمدٌ خبر مبتدأ؛ أي هذا محمد، ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: «هم أعظمنا خميسًا.» أي: جيشًا (الرَّوض الأُنُف للسهيليِّ ج٢ ص٨٦)، أُنشِد لأَوْس بن حَجَر، وهو جاهليٌّ قديم:

    نَكَصْتُم عَلَى أَعْقَابِكُم يَومَ جِئْتُم
    تَزجُّون أَنْفَالَ الخَمِيسِ العَرَمْرَمِ

    فاستشهد به على أن الأنفال كانت معروفة عند العرب قبل الإسلام، ثم قال: وفي بيت أوس بن حجر أيضًا شاهدٌ آخر على أن الجيش كان يُسمَّى خميسًا في الجاهلية لأن قومًا زعموا أن اسم الخميس من الخُمس الذي يؤخذ من المَغْنَم، وهذا لم يكن حتى جاء الإسلام.

    وإنما كان لصاحب الجيش الربع وهو المرباع، وقال في موضع آخر (ص٢٣٧): وقول اليهود «محمد والخميس» سُمِّي الجيش العظيم خميسًا لأن له ساقة ومقدمة وجناحين وقلبًا، لا من أجل تخميس الغنيمة، فإن الخُمس من سُنَّة الإسلام، وقد كان الجيش يُسمَّى خميسًا في الجاهلية، وقد ذكرنا الشاهد على ذلك فيما تقدم. ا.ﻫ.

  • العسكر: (كليات أبي البقاء ص٢٧٥): العسكر يَجمَع كل ما ذُكِر؛ لأنه الكثير من كل شيء.

    (اللسان ج٦ ص٢٤٣) العسكر: مجتمع الجيش … والعسكر: الجيش، وعَسكَرَ الرجلُ فهو مُعسكِرٌ، والموضع مُعَسْكَر (بفتح الكاف).

  • البجد: (اللسان ج٤ ص٤٣) البجد: الخلق الكثير، قال كعب بن مالك:
    تَلُوذُ البُجُودُ بِأَدْرَائِنا
    من الضُّرِّ فِي أَزَمَاتِ السِّنينَا

•••

تمَّت الرسالة اللغوية في الرتب والألقاب المصرية لرجال الجيش والهيئات العلمية والقلمية، وقد راجعها ووقف على طبعها الأستاذ محمد عبد الجواد الأصمعي من محرري اللجنة، والحمد لله أولًا وآخرًا.

١  لما أقام أهل بغداد جندًا من أنفسهم للدفاع عن الخليفة الأمين، جاء عنهم في مروج الذهب (آخر ص٢٣٩ ج٢) في ترتيبهم: «وعلى كل عشرة عريف، وعلى كل عشرة عرفاء نقيب، وعلى كل عشرة نقباء قائد، وعلى كل عشرة قواد أمير.»
٢  الكامل لابن الأثير ج٧ ص٧٩، لمَّا أظهر الجند الموالي الطاعة للمهتدي العباسي، سألوا أن يرد رسومهم إلى ما كانت عليه أيام المستعين، وهو أن يكون على كل تسعةٍ عريف وعلى كل خمسين خليفة، وعلى كل مائةٍ قائد. انظر العرفاء والنقباء والمناكب في تخريج الدلالات السمعية ص٢٢٨.
والعرفاء في خطط المقريزي ج١ ص٩٣، ج٢ ص٢١٦: لكل أربعين جنديًّا مقدم، وفي شوارد اللغة في رسائل الصاغاني أواخر ص٤٣: الجديلة العرافة … إلخ، وفي الأغاني ج١٠ ص٨٤: أضرَّ بنا العريف في الصدقة.
٣  النسخة العتيقة في سفر السعادة آخر ص٩٣: المنكب يكون على عدة عرفاء … إلخ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤