الخرافة الرابعة عشرة

كان شكسبير كاتبًا مسرحيًّا ستراتفورديًّا

إن علاقة شكسبير بستراتفورد-أبون-أفون هي نفسها علاقة جولييت بفيرونا. وكما تستطيع زيارة شرفة جولييت في فيرونا (طالع الخرافة الخامسة)، يمكنك أيضًا زيارة البيت الذي وُلِدَ فيه شكسبير، والبيوت التي وُلِدَت فيها أمه وجدَّته، والمدرسة التي ربما الْتَحَقَ بها، والكنيسة التي عُمِّدَ فيها ودُفِنَ. الفارق الوحيد هو أن جولييت شخصية خيالية، وأن شرفتها ليست سوى نتاج صناعة السياحة الفيرونية؛ (فصناعة السياحة ليست معنية بالكامل بخدمة ذاتها؛ ففي هذا الصدد نراها تلبي رغبات كل الذين يتمنون لو كانت شخصية خيالية ما واقعية، وهو المعادل الراشد لرغبة الأطفال في أن تدب الحياة في لعبهم ليلًا). لكن شكسبير كان حيًّا بالفعل. وله ولعائلته وجود مادي ملموس في سجلات الأبرشية والسجلات القانونية لبلدة ستراتفورد.

تتمتع بلدة ستراتفورد التجارية القروسطية (ويبلغ تعداد سكانها حاليًّا ٢٥ ألف نسمة) بتجارة سياحية مزدهرة، الفضل فيه لكاتبها المسرحي الذي يرجع إلى حقبة عصر النهضة؛ فهناك ستة ممتلكات لشكسبير يمكن زيارتها بالمدينة، علاوة على فرقة مسرحية مُكَرَّسَة اسمًا وممارسةً لتمثيل أعماله على المسرح. ومن قبيل المفارقة أن نفكر أنه عندما أُثِيرَت مسألة إقامة احتفال سنوي لشكسبير لأول مرة في القرن التاسع عشر، كانت ردة الفعل الأولى ميالة للشك «من ذا الذي سيتجشم عناء زيارة بلدة تجارية صغيرة في وركشير؟»1 الإجابة عن هذا السؤال في عصرنا هذا هي: ٣ ملايين شخص سنويًّا.

غادر شكسبير ستراتفورد في أواخر ثمانينيات القرن السادس عشر. ولا توجد سجلات توثق كم مرة عاد لزيارة زوجته وأطفاله الثلاثة، وما إذا كان قادرًا على حضور جنازة ابنه هامنت عام ١٥٩٦ أو جنازة أمه عام ١٦٠٨. لكن الواضح أنه استمر في دعم أسرته؛ حيث كان مشاركًا في استثمارات أو إجراءات في ستراتفورد عام ١٥٩٨ (عندما راسله صديقة بالمدينة ريتشارد كويني وزاره في لندن) وعام ١٦٠٥ (عندما اشترى سهمًا في الأعشار) وعام ١٦١١ (إذ أمسى واحدًا من المواطنين السبعين الذين تقدموا بالتماس للبرلمان لتحسين الطرق)، واستثمر في ممتلكات في ستراتفورد عام ١٥٩٧ (نيو بليس) وعام ١٦٠٢ (١٠٧ أفدنة في أولد تاون إضافة إلى كوخ في تشابل لين)، وتقاعد في ستراتفورد (أو ارتحل منها) في فترة ما من عام ١٦٠٨ فصاعدًا (في قضية نوقشت بمحكمة لندن عام ١٦١٢، أعطى عنوانه باعتباره ستراتفورد-أبون-أفون).

تظهر ستراتفورد وسكانها ولغتها في بعض مسرحيات شكسبير. وتُفْتَتَح واحدة من أُوليات مسرحياته، ألا وهي «ترويض النمرة»، بسمكري مخمور يُدْعَى كريستوفر سلاي، تضرب تجاربه بجذورها في وركشير. وفي نزاع حول نسبه، يطلب تأييد جارٍ له: «سل ماريان هاكيت صاحبة نُزُل وينكوت السمينة هل تعرفني أم لا» (مقدمة، المشهد الثاني، البيتان ٢٠-٢١؛ وينكوت قرية تبعد عن ستراتفورد بأربعة أميال). وفي فترة لاحقة من مشواره الفني، يوظف شكسبير لُكْنَة وركشير. في مسرحية «كوريولانوس» (١٦٠٨)، تعجب شخصية بالقدرات التدميرية لابن كوريولانوس. وتصف لعبة القط والفأر التي لعبها الصبي مع فراشة، مُمْسِكًا بها ومُفْلِتها المرة تلو الأخرى قبل أن يُمزِّقها إربًا في نهاية المطاف بأسنانه. تقول باستحسان: «أذكر كيف مَزَّقها.» (الفصل الأول، المشهد الثالث، البيت ٦٧). والاسم Mammock يعني «بقايا ممزقة» بلغة وركشير، وقد حوله شكسبير إلى فعل بمعنى «يُمَزِّق إربًا».
شهد القرن السادس عشر توسع اللغة الإنجليزية حيث استعار المشتغلون بالعلوم الإنسانية، في ترجمتهم وتحريرهم النصوص الكلاسيكية، كلمات يونانية ولاتينية، وأدخلوها إلى الإنجليزية (طالع الخرافة الحادية والعشرين). ومنحنا السير توماس مور كلمات مشتقة من اللاتينية مثل lunatic، بينما منحنا العالِم فرانسيس بيكون كلمتيْ skeleton وthermometer (وهما يونانيتان). وكان السير جون شيك أستاذ الكرسي الملكي للغة اليونانية بكامبردج صوتًا معارضًا وحيدًا لهذا السيل من الألفاظ من بين معاصريه ذوي الميول الكلاسيكية. أما شكسبير فقد ابتكر كلمات (حيث استخدم الأسماء في صيغة أفعال) واستعارها من وركشير. ويبدو أن أحدًا لم يُعَلِّق على هذا آنذاك، وعليه ربما بدت ممارسته هذه معقولة خلال تلك الفترة الحافلة بالإبداع اللغوي. وعليه «صعد نجم اللغة كمَدٍّ من شتى الجهات، حتى تخلى شبح السير جون شيك عن جهوده المستميتة.»2

من بين أبدع الأبيات الشعرية في أعمال شكسبير المرثاة الجنائزية لفيدل بمسرحية «سيمبلين». وتسرد هذه الأبيات أشياء في العالمَيْن الطبيعي والسياسي ستَذْبُل وتموت لا محالة، أو، بحسب التعبير الشعري المخفف، «تئول إلى التراب». ويبدأ المقطع الشعري على النحو الآتي:

لا تخشَيْ بعد الآن حر الشمس،
ولا موجات برد الشتاء القارسة،
فقد أنجزت مهمتك الدنيوية،
وعدت إلى أرض الوطن ونلت مكافأتك.
لا مفر من أن يَئول الصبية والفتيات الذهبيون،
كمنظفي المداخن، إلى التراب.
(الفصل الرابع، المشهد الثاني، الأبيات ٢٥٩–٢٦٤)

يبدو تعبير «منظفي المداخن»، بتداعياته الفكتورية، صورة غير ملائمة على نحو مثير للفضول في المرثاة، حتى إنه أربك المحررين لفترة طويلة. ولم يكتشف الباحثون إلا في القرن العشرين أن «منظف المداخن» يعني في لغة وركشير «الهندباء البرية»، وهو عشب تمثل زهرته الناضجة (التي تُشاكل فرشاة منظف المداخن) رمزًا هشًّا وفانيًا لهذا المقطع الشعري عن سرعة الزوال.

وفي المسرحية ذاتها يثني شكسبير ثناءً عظيمًا على صديق معاصر له من بلدة ستراتفورد، يُدعى ريتشارد فيلد. لمَّا طُلب إلى إينوجين المتنكرة أن تذكر اسم سيدها، ارتجلت اسمًا فرنسيًّا «ريشار دوشامب». والتورية المترجمة [الكامنة في ترجمة فيلد الإنجليزية إلى دوشامب الفرنسية] لائقة على عدة مستويات؛ فقد كان ريتشارد فيلد طَبَّاعًا متخصصًا في الكتب الأجنبية (طالع الخرافة الثانية). وخَطَّ اسمه على العديد من صفحات العناوين واسم مطبعته بشكل مترجم حرفيًّا أو صوتيًّا بما يتناسب مع لغة الكتاب الذي كان بصدد طباعته: بالإسبانية والفرنسية واللاتينية والويلزيَّة (الْمُستعارة). ولذا فإننا نجد الاسم «ريتشارد كامبيللو» في النصوص الإسبانية. كان فيلد يكبر شكسبير بعاميْن، وكان طبَّاع لندن للأعمال الأولى المنشورة لشكسبير والقصيدتين الروائيتين «فينوس وأدونيس» (١٥٩٣) و«اغتصاب لوكريس» (١٥٩٤). إن هذه الخاتمة لمشوار شكسبير المهني بذكر فيلد (كطبَّاع في البداية وتورية في النهاية) توحي بأن الرجلين حافظَا على علاقة الصداقة التي تربط بينهما للنهاية.

ولكن إذا كان شكسبير ظل رجلًا ستراتفورديًّا مرتبطًا بروابط ستراتفوردية (في المدينة نفسها وفي لندن)؛ فقد كانت له حياته المهنية أيضًا في لندن لعقديْن من الزمان، أي نوع من الانتماء كان لديه تجاه المدينة؟

جدير بالملاحظة أن شكسبير لم يُطْلَب إليه قط أن يكتب نصًّا لمهرجان المدينة. ومهرجانات المدينة هي مشاهد تمثيلية حية، ترعاها نقابات مهنية للاحتفاء بعمدة المدينة الجديد كل عام، والاحتفال في عام ١٦٠٤ بالدخول الملكي للملك الجديد للندن (تأخر دخول الملك جيمس بسبب تَفَشِّي الطاعون عام ١٦٠٣). وآن الأوان آنذاك للمدينة أن تكلف أكابر مؤلفيها. وقد ساهم جورج بيل، وبِن جونسون، وتوماس ديكر، وتوماس ميدلتون، وتوماس هيوود جميعًا في نصوص مهرجانات المدينة. أما شكسبير فلم يفعل قط (طالع الخرافة السابعة عشرة). وأسباب ذلك مجهولة بالمرة؛ فالميلاد خارج حدود لندن لم يُفْقِد أحدًا جدارته (فقد انحدر هيوود من مدينة لينكولنشير)، وكذا لم يفعل افتقار المرء للتعليم الجامعي (فجونسون لم يلتحق بالجامعة). ربما كانت عضوية النقابات المهنية ميزة (ظل جونسون يسدد رسومه الربع سنوية لشركة البنائين، حتى بينما كان نجمه في صعود بوصفه مؤلفًا مسرحيًّا)، لكن لم يكن جميع مؤلفي نصوص المهرجانات أحرارًا تابعين لنقابة مهنية. ولذا، لم يكن لدى شكسبير، بحد علمنا، العلاقات الأدبية التي تربطه بلندن عبر الاحتفاء بها في مهرجان سنوي التي امتلكها كثير من معاصريه.

ولم يصطف شكسبير أيضًا مع النوع الكوميدي السائد بتسعينيات القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر: ألا وهو كوميديا المدينة (لندن). وتنتمي كوميديا المدينة إلى فرع من السخرية يرسم صورة كاريكاتيرية لنقاط ضعف مواطني لندن المنتمين إلى الطبقة الوسطى وعجائبهم، ومن الواضح أن لندن مكون محوري من مكونات هذا النوع الأدبي. تعلن مقدمة مسرحية جونسون «كل امرئ خارج مزاجه» (١٥٩٨) بأن: «مشهدنا لندن، لأنه يسعنا القول إنه / ما من مدينة أكثر مرحًا من مدينتنا.» وينصب تركيز مسرحية لويليام هوتون «إنجليز في رأيي» (١٥٩٨) على معرفة الجمهور التفصيلية بطبيعة لندن الطوبوغرافية ومعالمها. وتدور الحبكة حول ثلاث بنات يخطب وُدَّهن ثلاثة أجانب وثلاثة خُطاب لندنيين، ويخدع الخطاب اللندنيون الأجانب بإعطائهم إرشادات طرق تُفْضِي بهم إلى الاتجاه المعاكس لِمَا سألوا عنه. وإذ تحفل المسرحية بالتلميحات الجغرافية الهادفة، فهي إليزابيثية حقيقية من الألف إلى الياء (تقدم نسخة حديثة خريطة لتمكين غير اللندنيين من متابعة الحبكة). إن أقرب ما كتبه شكسبير إلى نوع كوميديا المدينة هو مسرحيته «زوجات ويندسور البهيجات». وتنتمي المسرحية التي ظهرت حوالي عام ١٥٩٧ إلى هذا النوع الأدبي، حيث ينخدع فالستاف بالزوجات البهيجات المذكورات في العنوان. لكن المسرحية تدور أحداثها في ويندسور، وهي أبعد ما تكون عن أجواء المدينة المعتادة في هذا النوع الأدبي. لم يكن شكسبير كاتبًا مسرحيًّا لندنيًّا.

لكنه كان كذلك بمعنى آخر؛ فكل مسرحياته عُرِضَت في لندن، ويُزْعَم أن أحداثها كلها أيضًا كانت تدور في لندن. ربما يُطْلَق على اسم المدينة البُنْدُقِيَّة أو بادوفا أو روما (ويصفها بالجمهورية أو الإمبراطورية)، لكن الطابع إنجليزي على نحو يسهل تمييزه. وعندما تغرق السفينة بأنطونيو في إيليريا (كرواتيا حديثًا) في مسرحية «الليلة الثانية عشرة»، يوصي أنطونيو بأن يستقر سيباستيان في «الضواحي الجنوبية حيث نُزُل إليفانت» (الفصل الثالث، المشهد الثالث، البيت ٣٩). ولقد كانت ضواحي ساذورك (وهي الضواحي الجنوبية للندن) تحوي نزلًا بالفعل بهذا الاسم في نهاية جادة هورسشو. وقد يكون هذا التلميح أكثر من إشارة محلية وحسب، حيث تمثل ما يمكن أن نُطلق عليه «إدخال المنتَج»: يقول أنطونيو في واقع الأمر: «في الضواحي الجنوبية، بنُزل إليفانت / أفضل مكان لإقامتي.» (الفصل الثالث، المشهد الثالث، البيتان ٣٩-٤٠)، وعندما يتركه سيباستيان، يذكره أنطونيو قائلًا: «هَلُمَّ إلى نُزُل إليفانت.» ويطمئنه سيباستيان قائلًا: «إنني أتذكر.» (الفصل الثالث، المشهد الثالث، البيت ٤٨). إن ذكريات فالستاف وجاستيس شالو في العالم الإنجليزي لمسرحية «هنري الرابع – الجزء الثاني» تتضمن بطبيعة الحال معالم لندنية (الهيئات القانونية الأربع في لندن وشارع تيرنبول وساحة المُطاعنة)، لكنها تتضمن أيضًا حانة (أو ماخورًا) بمدينة ساذورك: «الطاحونة الكائنة بمنطقة سانت جورج فيلدز» (الفصل الثالث، المشهد الثاني، البيت ١٩٢). السقيفة (وهي سقف مائل يبرز بأعلى البناية) التي تبادل تحتها بوراشيو وكونراد أطراف الحديث في مسرحية «جعجعة بلا طِحْن» إيطالية وإنجليزية الطابع بشكل ملحوظ، وهما يحتميان بها لسبب إنجليزي مألوف: «أمطار خفيفة تنزل من السماء» (الفصل الثالث، المشهد الثالث، البيت ١٠١).

أقام شكسبير في لندن. ولأربع سنوات (ما بين عامَيْ ١٥٩٢ و١٥٩٦ تقريبًا) كانت كنيسة أبرشيته هي سانت هيلينز بيشوبسجيت (وما زالت الكنيسة على حالها وجمالها، حيث نجت من حريق لندن العظيم، والقصف الألماني في الحرب العالمية الثانية، ولو أنها تعرضت لأضرار جزئيًّا — ثم رُمِّمَت — بفعل قنبلة للجيش الجمهوري الأيرلندي عام ١٩٩٢). مَثَّلَ شكسبير على خشبة المسرح في لندن، واستأجر غرفًا في بيشوبسجيت، وفي ساذورك، وفي سانت جايلز كريبلجيت، وفي نهاية المطاف، اشترى بيتًا في لندن قبل وفاته بثلاث سنوات فقط، عام ١٦١٣. ولكن، تكاد لندن على أيام شكسبير تخلو من الجولات على الأقدام، ولم يُعْلَن عن أن كنيسة سانت هيلينز هي كنيسة شكسبير. وأمسى شكسبير بالنسبة لنا مؤلفًا مسرحيًّا من بلدة ستراتفورد، كما تدلل كلمات أغنية كول بورتر «اصقِل شكسبير بداخلك»:

لكن الشاعر من بينهم
الذي سيجعلهم يهذون ببساطة
هو الشاعر الذي يطلق عليه الناس اسم
شاعر ستراتفورد-أون-أفون.

إن جزءًا من الجاذبية التي تتمتع بها ستراتفورد (انظر عناوين مثل «رجل من ستراتفورد») هو القصة الرومانسية لصبي البلدة الصغيرة الذي يحرز نجاحًا مدويًا في المدينة. إنها أشبه بقصة ديك وتينجتون، ونسخة من نسخ قصة الانتقال من الحضيض إلى الثراء. يُعتقد أن أي شخص يلتحق بمدرسة وستمنستر، أو يتتلمذ على يد ويليام كامدن لا بد أن يكون ناجحًا (كان كامدن ينتسب إلى بِن جونسون). لا شك أن كون التعليم الذي تلقاه شكسبير في مدارس القواعد اللغوية مكافئًا، هو شهادة لصالح الرؤية التربوية لأنصار الحركة الإنسانية في القرن السادس عشر (طالع الخرافة الثانية). ولكن، رغم أنه يصح القول بأن شكسبير كان وظل رجلًا من ستراتفورد، ربما حَرِيٌّ بنا الفصل ما بين «الرجل» من ستراتفورد، و«المؤلف المسرحي» من ستراتفورد («شاعر ستراتفورد-أون-أفون»). إن مسرحيات شكسبير محايدة جغرافيًّا (ستراتفورد/لندن) بقدر ما هي محايدة عقائديًّا (بروتستانتية/كاثوليكية) أو سياسيًّا (محافظة/راديكالية).

ولا شك أن شكسبير الممثل في لندن كان الشخص نفسه الرجل من ستراتفورد. وحقيقة الأمر، كما رأينا في الخرافة الثانية، ما من شيء في مسرحيات شكسبير لا يمكن أن يُعْزَى إلى المؤلف الذي كان يتمتع كما هو واضح بقدرات مذهلة على الملاحظة. وكما سنناقش لاحقًا في الخرافة السادسة عشرة، فمن بين الأسباب التي تجعلنا لا نحيط علمًا بالكثير عن شخصية شكسبير (على النقيض من معرفتنا على سبيل المثال بمارلو المتأنق المتمرد العصبي المزاج) هو أن شكسبير بدا أنه من النوع الذي يفضل الاعتزال في الزاوية ومراقبة الناس.

وراقب شكسبير الناس في ستراتفورد وفي لندن على حد سواء.

هوامش

(1) For a history of the town’s festival attempts from Garrick’s bicentenary celebration onwards, see ‘The Borough of Stratford-upon-Avon: Shakespearean Festivals and Theatres’, in A History of the County of Warwick, vol. 3: Barlichway Hundred, ed. Philip Styles (1945), pp. 244–7; http://www.british-history.ac.uk/report.aspx?compid=57017 (accessed 10 July 2012).
(2) George Puttenham, The Arte of English Poesie, ed. Gladys Willcock and Alice Walker (Cambridge: Cambridge University Press, 1936), p. xciii.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤