الفجالة قديمًا

(١) البحر من كل جهة

لو أننا عدنا إلى أربعة آلاف سنة مضت أو ما قبلها، وأردنا الجلوس في هذا المكان، لما وجدنا أرضًا نفترشها، بل كان لا بدَّ لنا من سفينة مصرية تقف وسط النيل، الذي كان في ذاك الحين، وإلى قرون طويلة يغمر النصف الغربي من مدينة القاهرة الحاضرة، على ما هو ظاهر في خريطة للبحاثة المستشرق إدوارد ويليم لين صدَّر بها كتابه «مصر منذ ٥٠ عامًا» الذي طبعه ستانلي لين بول.

ففي هاتيك الأيام، إذا وقف هنا شخص متجهًا إلى الشمال، رأى أمامه مدينة عين شمس، فإذا التفت إلى الجنوب الغربي رأى مدينة منفيس، وإلى المدينتين كان يأتي الطلبة من الشرق والغرب ليتلقوا علوم المصريين، فإذا عاد الواقف إلى اتجاهه الأول، رأى جبل المقطم على يمينه، وقرى القليوبية على يساره.

(٢) قرية أم دُنَين

ثم أخذ الماء ينحسر شيئًا فشيئًا، حتى صار شاطئ النيل حيث يمر الآن ترام المترو، أو شريط سكة الحديد، وكانت في مكان جامع أولاد عنان وميدان باب الحديد، قرية تعرف بأم دنين.

قال ياقوت في معجم البلدان: «أم دُنين، بضم الدال وفتح النون وياء ساكنة ونون، موضع بمصر، ذكرهُ في أخبار الفتوح. قيل: هي قرية كانت بين القاهرة والنيل، اختلطت بمنازل ربَض مصر.»

وقال في مكان آخر: «وكان في أم دُنين حصن ومدينة قبل بناء الفسطاط.»

(٣) فتوح مصر

وكانت أم دنين مركز أول موقعة جرت في مصر بين المسلمين والروم، وكان معظم الجيوش الرومانية حينذاك ممتنعة في حصن بابيلون، ولكن الحامية المرابطة في أم دُنين عاقت عمرًا عن التقدم بضعة أسابيع، حدثت فيها مناوشات عديدة، انتهت باستيلاء عمرو عليها.

ولما رأى عمرو أن ما معه من المقاتِلة لا يكفي لفتح حصن بابيلون، أراد أن يشْغل جيشه بعمل ريثما يأتيه المدد؛ فخرج في غارة إلى الفيوم، وعبر النيل في قوارب، وسار بطريق منف إلى الفيوم، فلم يفلح في الاستيلاء عليها، إلَّا أن هذه الخَرجَة انتهت بما قصد إليه؛ فإنه عندما عاد إلى عين شمس في صيف سنة ٦٤٠م لحق به المدد الذي بعثه أميرُ المؤمنين، وفي مقدمته الزُبير بن العوام، وعدتهم ١٢٠٠٠ مقاتل.

وانتهز الروم فرصة تغيُّب عمرو بالفيوم، فاستولوا ثانية على «أُم دُنين»، ثم أعد تيودور قائدهم نحو ٢٠ ألف مقاتل، وأراد مناجزة العرب، فزحف إلى عين شمس قاعدة الجيش العربي، فوضع عمرو كمينًا من جيشه في موضع خفي بالقرب من الجبل الأحمر — شرقي العباسية — وآخر قريبًا من أُم دُنين، ولاقى تيودور بالفريق الأكبر من الجيش، فلما حمي وطيس الحرب ثار الكمينان على جناحي الجيش الروماني، وسحقوهما سحقًا، واستولى عمرو على مقدمة الخط الأول من خطوط الدفاع عن عاصمة الديار المصرية، وتقدم إلى الجنوب لمحاصرة حصن بابيلون (تاريخ مصر إلى الفتح العثماني، تأليف عُمر الإسكندري والمستر سَفِدج، المطبوع بمطبعة المعارف بالفجالة، طبعة ثانية، ص١٩٠ و١٩١).

(٤) المقس أو المكس

ثم أطلق على قرية أم دنين اسم المقس أو المكس.

قال العماد الأصفهاني: «من الناس من يسميه المقسم؛ قيل لأن قسمة الغنائم عند الفتوح كانت به.»

وقال القاضي أبو عبد الله القضاعي: «المكس كانت ضيعة تعرف بأم دُنين، وإنما سميت المقس؛ لأن العاشر كان يقعد بها، وصاحب المكس. وقيل المكسُ فقلب فقيل المقس. وأصل المكس في اللغة الجباية.»

وقال ابن سيده في كتاب المحكم: «المكس الجباية، مكسه يمكسه مكسًا. والمكس دراهم كانت تؤخذ من بائع السلع في أسواق الجاهلية.»

وكان أهل الورع من السلف يكرهون هذا العمل.

وروى ابن قُتيبة في كتاب الغريب أن النبي قال: «لعن الله سهيلًا كان عشارًا باليمن، فمسخه الله شهابًا.»

(٥) البستان الكافوري

وكان الأمير أبو بكر محمد بن طفج بن جف الإخشيد١ أوَّل من عمَّر أرض الفجالة، فأنشأ فيها بستانًا عريض الضواحي، وجعل له أبو ابًا من حديد، وكان ينزل به ويقيم فيه الأيام، واهتم بشأنه، من بعد الإخشيد، ابناه الأميران أبو القاسم أنوجور وأبو الحسن علي في أيام إمارتهما بعد أبي هما، فلما استبد من بعدهما الأستاذ أبو المسك كافور الإخشيدي، كان كثيرًا ما يتنزه في هذا البستان، ويواصل الركوب إلى الميدان الذي كان فيه، ثم صار منتَزهًا للخلفاء الفاطميين مدة أيامهم، وما زال عامرًا، حتى زالت دولة الفواطم فحكَّر، وبني فيه سنة ١٢٥٣م.

وقال ابن عبد الظاهر في وصف هذا البستان: «ولم يزل إلى سنة إحدى وخمسين وستمائة، فاختطت البحرية والعزيزية به اصطبلات، وأزيلت أشجاره، ولعمري إن خرابهُ كان بحق، فإنه كان قد عُرف بالحشيشة التي يتناولها الفقراء، والتي تطلع به.»

(٦) الفجالة في أيام الفاطميين

وفي أيام الفاطميين بلغ أوَّل عمران القاهرة مدينة المطرية، وآخره دير الطين — بين مصر القديمة وحلون — فلا يزال السائر بين قصور عامرة، وجنات زاهرة، والنيل عن يمينه، والجبل عن شماله مطلًّا كالمتفرج على جمال تلك المناظر الشائقة، وكانت بقعة الفجالة الحاضرة درة عقد هذه المدينة الرائعة الجمال بما فيها من بساتين الخلفاء، وما على جانبيها من مياه النيل، وأرض البعل.

(٧) أرض البعل

قال ابن سيده، صاحب المخصص: «البعل، الأرض المرتفعة التي لا يصيبها المطر إلَّا مرة واحدة في السنة. وقيل: البعل، كل شجر أو زرع لا يسقى. وقيل: البعل، ما سقته السماء. وقد استبعل الموضع. والبعل من النخل، ما شرب بعروقه من غير سقي ولا ماء سماء.»

ووصف العلَّامة المقريزي أرض البعل، فقال: «… وأرض البعل هذه بجانب الخليج تتصل بأرض الطبالة، كانت بستانًا يعرف بالبعل، وفيه منظرة أنشأها الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي، وجعل على هذا البستان سورًا، وإلى جانب بستان البعل هذا بستان التاج، وبستان الخمسة وجوه.

وفي أيام النيل ينبت فيها نبات يعرف بالبشنين له ساق طويل، وزهره شبه اللينوفر، وإذا أشرقت الشمس انفتح، فصار منظرًا أنيقًا، وإذا غربت الشمس انضمَّ. ويُذكر أن من العصافير نوعًا صغيرًا يجلس العصفور منه في داخل البشنينة، فإذا أقبل الليل انضمت عليه، وغطست في الماء، فبات في جوفها آمنًا إلى أن تشرق الشمس، فتصعد البشنينة، وتنفتح فيطير العصفور.»

(٨) مناظر الفاطميين في الفجالة

واتخذ الخلفاء الفاطميون الفجالة مقرًّا للَّهو والانبساط، فبنوا فيها المناظر، وغرسوا البساتين.

ومن أهم مناظرهم «منظرة اللؤلؤة»، التي بناها العزيز بالله، ثاني الخلفاء الفاطميين (تولى ٩٧٥م، وتوفي ٩٩٦م)، وكانت هذه المنظرة قصرًا من أحسن القصور وأعظمها زخرفًا، وكان يشرف من شرقيه على البستان الكافوري، ويطل من غربيه على الخليج؛ حيث كانت البساتين، وبركة بطن البقرة، فيرى الجالس في قصر اللؤلؤة جميع أرض الطبالة (الفجالة الحاضرة، وجزء من الظاهر)، وسائر أرض اللوق (بين الأزبكية وعابدين)، وما هو من قبليها، ويرى بحر النيل من وراء البساتين.

وسكن اللؤلؤة من وزراء الفاطميين برجوان، الذي تولى الأمر في أيام الحاكم بالله بعد أمين الدولة ابن عمار الكتاميُّ.

وروى المقريزي أنه لما تولى الحاكم بأمر الله — ثالث الخلفاء الفاطميين من سنة ٩٩٦ إلى سنة ١٠٢١م — أمر بهدم اللؤلؤة فهدمت، وأباح أنقاضها فنهبت كلها، ثم قبض على كل من وُجد عنده شيء من ذلك.

قال: «ثم جدد الظاهر لإِعزاز دين الله ابن الحاكم منظرة اللؤلؤة، وفيها توفي الآمر بأحكام الله والحافظ لدين الله والفائز، وحملوا إلى القصر الكبير الشرقي من السراديب.»

ويؤخذ مما رواه أبو المحاسن بن تغري بردي أن عبيد الآمر بأحكام الله قتلوه على مقربة من حلوان، ثم حملوه في عشارى إلى قصر اللؤلؤة، وكان ذلك في أيام النيل، ففاضت نفسه قبل وصوله إلى اللؤلؤة.

وبعد انقراض الفاطميين أسكن صلاح الدين الأيوبي أباه نجم الدين أيوب قصر اللؤلؤة.

وكان من جملة مناظرهم «منظرة المقس»، وكانت معدَّة لنزول الخليفة بها عند تجهيز الأسطول.

ومنها «منظرة التاج»، وكانت واقعة في بستان التاج، وكان للفاطميين فيها أوقات عميمة المبرات جليلة الخيرات.

ومنها «منظرة الغزالة»، وكانت بجوار منظرة اللؤلؤة.

(٩) دار الصناعة في المقس

ولم يكن الفاطميون يقصدون الفجالة للنزهة والرياضة فقط، بل كانوا يأتونها لعرض الأسطول، وخروجه من دار الصناعة التي في المقس، فيحضر رؤساء المراكب بالشواني، وهي مزينة بأنواع العدد والسلاح، ويلعبون فيها بالنيل، ويجرون المناورات.

قال العلَّامة المقريزي: «وقويت العناية بالأسطول في مصر منذ قدم المعزِّ لدين الله، وأنشأ المراكب الحربية، واقتدى به بنوه، وكان لهم الاهتمام بأمور الجهاد، واعتناء بالأسطول، وواصلوا إنشاء المراكب بمدينة مصر وإسكندرية ودمياط من الشواني الحربية والشلنديات والمسطحات، وتسييرها إلى بلاد الساحل مثل صور وعكا وعسقلان، وكانت جريدة قواد الأسطول في آخر أمرهم تزيد علي خمسة آلاف مدوَّنة، منهم عشرة أعيان يقال لهم القواد.»

وقال ابن أبي طي في تاريخه عند ذكر وفاة المعز لدين الله إنه أنشأ دار الصناعة التي بالمقس، وأنشأ بها ستمائة مركب لم يرَ مثلها في البحر على ميناء.

ولم تكن دار الصناعة قاصرة على أعمال الأسطول، بل كانت تجهز فيها أيضًا السفن التجارية التي تحمل الأقوات بطريق النيل.

(١٠) شيء عن السفن

ووصف الرحالة المؤرخ عبد اللطيف البغدادي ضربًا من السفن المصرية، فقال: «… وأما سفنهم فكثيرة الأصناف والأشكال، وأغرب ما رأيت فيها مركب يسمونه العشيري، شكله شكل شباره (؟) داخلة، إِلَّا أنه أوسع منها بكثير، وأطول، وأحسن هندامًا وشكلًا، قد سُطِّح بألواح خشب ثخينة محكمة، وأخرج منها أفاريز كالرواشن نحو ذراعين، وبُني فوق هذا السطح بيت من خشب، وعقد عليه قبة، وفتح له طاقات وراوازن بأبواب إلى البحر من سائر جهاته، ثم تعمل في هذا البيت خزانة مفردة، ومرحاض، ثم يزوَّق بأصناف الأصباغ، ويدهن بأحسن دهان، وهذا يتخذ للملوك والرؤساء بحيث يكون الرئيس جالسًا في وسادته، وخواصه حوله، والغلمان والمماليك قيام بالمناطق والسيوف على تلك الرواشن، وأطعمتهم وحوايجهم في قعر المركب، والملاحون تحت السطح أيضًا، وفي باقي المركب يقذفونه به، لا يعلمون شيئًا من أحوال الركاب، ولا الركاب يشتغل خواطرهم بهم، بل كل فريق بمعزل عن الآخر، ومشغول بما هو بصدده.»

(١١) سراديب مناظر الفجالة

وكان الفاطميون يأتون من القصرين — بجوار الأزهر حيث سوق الصياغ الآن — إلى مناظر الفجالة في سراديب بنوها تحت الأرض، حتى لا يراهم أحد في طريقهم.

قال العلَّامة القلقشندي — صاحب صبح الأعشى — نقلًا عن ابن الطويِّر، الذي كان معاصرًا للخلفاء الفاطميين تحت عنوان «هيئة الخليفة في قصوره»: «ولا يقتصر في القصر على ركوب الخيل، بل يركب البغال والحمير الإناث لما تدعوه الضرورة إليه من الجولان في السراديب القصيرة، والطلوع على الزلاقات إلى أعلى المناظر والمساكن، وله — للخليفة — في الليل نسوة برسم شد ما يحتاج إليه ركوبه من البغال والحمير.»

وقال الباحث الفاضل علي بك بهجت أمين دار الآثار العربية في حواشيه لكتاب «قانون ديوان الرسائل»: «… كان الخلفاء «الفواطم» متى أحبوا الخروج من قصورهم للتنزه إما في البساتين المجاورة للقاهرة، أو للتفرج على الخليج مدة زيادة النيل، أو الذهاب للجامع الأزهر في ليالي الوقود؛ يسلكون إليها في سراديب مبنية تحت الأرض، راكبين حميرًا قصيرة يشدها لهم النساء. وقد عَثر منذ سنتين بعضُ سكان حارة بين السيارج، بينما كان يَحفُر بئرًا في منزله، على سرداب من هذه السراديب. ولما دعيت لمشاهدته ونزلت فيه، وجدته قبوًا منخفضًا عن أرض الحارة بنحو عشرة أمتار يتجه من الشرق إلى الغرب، وسلكت فيه قليلًا، فعرفت أنه السرداب الذي كان يؤدي بالسالك إلى منظرة اللؤلؤة، التي كانت على الخليج في هذه الجهة.»

وقال ابن إياس نقلًا عن ابن المسبحي: «إن المعز — رأس الدولة الفاطمية في مصر — كان يميل إلى علم الفلك، فأخبره جماعة من المنجمين بأن عليه قطعًا شديدًا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا، ثم أشاروا عليه بأن يختفي في سرب نحو أربعة أشهر، فلما طالت غيبته على جنده ظنوا أنه قد رُفع إلى السماء، فكان الفارس من عسكره إذا نظر إلى الغمام في السماء ينزل عن فرسه، ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فلم يزالوا على ذلك حتى ظهر من ذلك السرب، وجلس على سرير ملكه، وهم يحسبون أنه كان في السماء وأتى إليهم.»

ومع ما عُرف عن العلَّامة المقريزي٢ من التدقيق في الرواية عن كل ما وقعت عليه عيناه، أو سمعت به أذناه، فإنه لم يذكر السراديب إلَّا عرضًا، فقال إنه بعد خراب القاهرة، وانطماس معالم الفاطميين، اتخذها الأهالي مقرًا يصرفون إليه فضلاتهم وأقذارهم.

وقال لي الأستاذ يوسف أفندي أحمد — المفتش في لجنة الآثار العربية — إنه عندما شرع في حفر مصارف العاصمة، عُثر على كثير من أجزاء السراديب، ودقق الباحثون في فحصها، فلم يوجد فيها شيء يستحق الأهمية من الوجهة الفنية.

وقد أعاد علينا حضرة الكاتب الفاضل إبراهيم أفندي رمزي ذكر السراديب وأبوابها في روايته «الحاكم بأمر الله» التي يمثلها جوق الأستاذ جورج أفندي أبي ض.

(١٢) أرض الطبالة

وبويع المستنصر بن الظاهر خامس الخلفاء الفاطميين في سنة ١٠٣٦م، ولم تكن سِنَّه يوم مبايعته أكثر من سبع سنوات، وأُمه جارية سوداء، ابتاعها الظاهر من تاجر يهودي، اسمه أبو سعيد سهل بن هارون التستري، ففي سنة ١٠٥٨م غاضب الأميرُ أبا الحارث البساسيريُّ الخليفةَ القائمَ بأمر الله العباسيَّ، وخرج من بغداد يريد الانتماء إلى الدولة الفاطمية بالقاهرة، فأمد الخليفةُ المستنصر بالله ووزيرهُ الناصرُ لدين الله عبد الرحمن البازوري أبا الحارث حتى استولى على بغداد، وأخذ قصر الخلافة، وأزال دولة بني العباس منها، وأقام الدولة الفاطمية هناك، وسيَّر عمامة القائم بأمر الله وثيابه وشباكه الذي كان إذا جلس يستند إليه، وغير ذلك من الأموال والتحف إلى مصر. فلما وصل ذلك إلى القاهرة سُرَّ الخليفة المستنصر سرورًا عظيمًا، وزينت القاهرة والقصور.

وكان في مصر وقت ذاك امرأة مرجلة تقف تحت القصر في المواسم والأعياد، وتسير أيام المواكب وحولها طائفتها وهي تضرب بالطبل، فلما وردت تُحف أبا الحارث قصدت مع رجالها قصر الخليفة المستنصر، وأنشدته قصيدة طويلة عثرت منها ببيتين في كثير من كتب التاريخ، ولكن أفسدهما النساخ، فظهرا في كل كتاب بشكل ورسم، وربما كان أصحهما ما ورد في رحلة عبد اللطيف البغدادي المطبوعة بالعربية واللاتينية في كمبريدج، قالت:

يا بني العباس جدوا
وليَ الأمر معد
أمركم كان معارًا
والعواري تسترد

فأعجب المستنصر بها، وقال لها: تمنَّيْ. فسألت أن تقطع الأرض المجاورة للمقس، فأقطعها هذه الأرض، وسميت أرض الطبالة.

وروى بعض المؤرخين أن اسمها طرب، وليس نسب، وأنها كانت مغنية المستنصر.

وقال ابن جلب راغب في تاريخه إن نسب هذه مدفونة بأرض بالقرافة الكبرى تجاه زاوية الشيخ صفي الدين بن أبي منصور بالموضع المعروف بالسهمية، وكان عليها قبة فخربت ودثر قبرها.

وحفظت لنا مصلحة التنظيم خبر هذه الهبة بتسمية حارة ضيقة، واقعة شمالي المشغل البطرسي باسم «حارة نسب»، وحارة أخرى إلى جانبها باسم «حارة أبا الحارث»، وحارة في بركة الرطل باسم «حارة أرض الطبالة».

ووصف العلَّامة المقريزي أرض الطبالة بقوله: «يمر النيل الأعظم من غربيها عندما يندفع في ساحل المقس — أولاد عنان — إلى أن ينتهي بالموضع الذي يعرف بالجرف على جانب الخليج الناصري بالقرب من بركة الرطلي، ويمر من الجرف إلى غربي البعل، فتصير أرض الطبالة نقطة وسط من غربيها النيل الأعظم، ومن شرقيها البركة المعروفة ببطن البقرة والبساتين إلى آخرها، ومن بحريها أرض البعل ومنظرة التاج، فكانت رؤية هذه الأرض شيئًا عجيبًا في أيام الربيع.»

ووصفها علي باشا مبارك، فقال: «أرض الطبالة هي الأرض الكائنة بحري القاهرة، يحصرها الخليج الكبير والترعة الإسماعيلية — الآن ترامواي الخليج والمترو — وسور القاهرة وجامع أولاد عنان.»

فأرض الطبالة هي — بلا نزاع — الفجالة الجديدة والفجالة القديمة حتى منتصف شارع الظاهر، ويدخل فيها شارع حبيب شلبي، ومدخلها من الجهة الغربية هو ميدان باب الحديد.

وبدأت يد الخراب تلعب في بساتين الخلفاء، وما جوارها في أيام القحط العظيم الذي وقع في آخر أيام المستنصر، فقال الرحالة عبد اللطيف البغدادي: «وأما الهلالية ومعظم الشارع ودور الخليج وحارة الساسة والمقس وما تاخم ذلك؛ فلم يبق فيها أنيس، وإنما ترى مساكنهم خاوية على عروشها، وكثيرًا من أهلها موتى فيها.»

(١٣) سور قراقوش وقلعته

وبينما كانت الفجالة وقصورها تفقد بهجتها في أيام العاضد لدين الله — آخر الخلفاء الفاطميين تولى الحكم من سنة ١١٦٠ إلى ١١٧١م — فكَّر صلاح الدين الأيوبي في بناء سور للقاهرة، وشرع في تنفيذ غرضه سنة ١١٦٩م، وهو وزير للعاضد، فلما تولى الملك انتدب للعمل في السور الطواشي بهاء الدين قراقوش، فبناه بالحجارة قاصدًا أن يجعل على القاهرة ومصر والقلعة سورًا واحدًا، فزاد في سور القاهرة القطعة الممتدة من باب القنطرة إلى باب الشعرية، ومن باب الشعرية إلى باب البحر.

وكان لهذا السور خندق ممتد من باب الفتوح إلى المقس، وقال المرحوم علي باشا مبارك في وصف السور والخندق: «وشاهدت آثار الخندق باقية ووراءه سورًا بأبراج له عرض كبير مبني بالحجارة، إلَّا أن الخندق قد انطمَّ، وتهدمت الأسوار التي كانت من ورائه.»

وإلى هذا السور أشار القاضي الفاضل في كتابه إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي، فقال: «… والله يحيي المولى حتى يستدير بالبلدين نطاقه، ويمتد عليهما رواقه، فما عقيلة ما كان معصمها ليترك بغير سوار، ولا خصرها ليتحلى بغير منطقة نضار، والآن قد استقرت خواطر الناس، وآمنوا به من يد تتخطف، ومن يد مجرم يقدم ولا يتوقف.»

وبنى الطواشي قراقوش قلعة، إلى جانب السور، واتفق الباحثون على أنها كانت في موضع جامع أولاد عنان.

(١٤) باب الحديد

ومن مآثر الأيوبيين في هذه الضاحية باب الحديد، الذي لا يزال ميدان المحطة الممتد إلى الفجالة معروفًا به، وقد وصفه العالم الإنكليزي إدوارد ويليم لين بقوله: «… وقد أنشئ باب الحديد في أيام صلاح الدين في وقت بناء السور الثالث — سور قراقوش — وقد هدم بأمر محمد علي باشا سنة ١٨٤٧م.»

ويقول الذين رأوه أنه كان ممتدًا من أمام عمارة إكليمندوس إلى جامع أولاد عنان، ومن داخله تُرب الجبروني ودرب الإبراهيمي ودرب العظامية.

(١٥) منشأة المهراني

ومن المواضع التي اشتهرت على مقربة من الفجالة في أيام المماليك «منشأة المهراني»، فلما كان الظاهر بيبرس البندقداري سلطانًا على مصر (من سنة ١٢٦٠ إلى ١٢٧٧م) أمر وزيره الصاحب بهاء الدين بن حنا تجديد جامع في هذه الضاحية فصدع بالأمر، وأنشأ الأمير سيف الدين بلبان المهراني دارًا ومسكنًا وبنى عمارة في هذه الخطة، عرفت بمنشأة المهراني، وتتابع الناس في البناء فيها، وأكثروا من العمارات، حتى يقال إنه كان بها نيف وأربعون من أمراء الدولة، غير من كان هناك من الوزراء ورؤساء الكتاب وأعيان القضاة ووجوه الناس.

(١٦) شاعر الفجالة: ابن نباته

وفي سنة ١٢٨٧م ولد في زقاق القناديل بمنشأة المهراني ابن نباته المصري الشاعر الأديب المشهور برقته وأدبه. قالوا: قصد التلعفريُّ البها زهيرًا، وقال: لي ديوان من الشعر، وكلما أنشدت شيئًا منه للناس قالوا: أحسنت، ولكنك لم تبلغ رقة البها زهير. فهل لك أن تدلني على الرقة ما هي؟ فأجابه: إن الرقة التي تعنيها، إنما هي وضع خلقي، ولكني أشير عليك بمطالعة ديواني وديوان ابن نباته المصري.

فذهب وغاب عنه أيامًا، ثم أتاه وقال: قد فعلت. فقال: حسن أتمم هذا الشطر:

يابان ذات الأجرع
… … …

فقال التلعفري:

… … …
سقيت غيث الأدمع

قال: حسن ما أكملت إلَّا أنه ناشئ عن تصور محزن، فاسمع كيف أكملت:

يابان ذات الأجرع
هل ملت من طرب معي

وقد جمع الشيخ بدر الدين محمد بن برهان الدين إبراهيم الشهير بالبدر البشتكي أشعارَ ابن نباته المصري في ديوان ضخم، طبع في سنة ١٩٠٥ بنفقة السري الأديب إبراهيم بك رمزي، وعني بتنقيحه الأستاذ الشيخ محمد القلقيلي الأزهري.

ولابن نباته كثير من الدواوين وكُتب الأدب، ذكرها المرحوم جرجي بك زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية» منها: «القطر النباتي»، و«تعليق الديوان»، و«مطلع الفوائد ومجمع الفرائد»، و«سجع المطوق»، و«سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«ديوان الخطب»، و«سلوك دول الملوك»، و«سوق الرقيق»، و«تلطيف المزاج في شعر الحجاج».

وقد استشهد ابن حجة الحموي في جملة مواضع من كتابه «خزانة الأدب» بشعر ابن نباته، وشهد له بالتفوق في دقة الخيال، ورقة الاستعارة.

وأشهر قصائده القصيدة التي هنأ بها السلطان الأفضل، وعزاه في والده، ومطلعها:

هناء محا ذاك العزاء المقدما
فما عبس المحزون حتى تبسما
ثغور ابتسام في ثغور مدامع
شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما

وقد وصفه الأستاذ الشيخ حسن نائل المرصفي في كتابه «آداب اللغة العربية» بقوله: «كان شاعرًا رقيقًا، له من المعاني ما لا بأس بها، إلَّا أن المتانة العربية كانت بمعزلٍ عن كلامه في جميع ضروبه، وله ديوان كبير جمع كثيرًا من الأبواب طبع في مصر أخيرًا، وانتشر بين العديدين، إلَّا أني لا أرى أنه صادف عند الأُدباء منزلة، ومن أنعم نظره في كثير من مقطعاته رأى أنه كان به استعداد للماليخوليا؛ ولذلك انتهى به الأمر إلى ذلك في آخر حياته، ومات بالمارستان، رحمه الله.»

(١٧) قنطرة المقسي وجامعه

وفي أيام الملك الأشرف شعبان بن حسن (من سنة ١٣٦٢ إلى سنة ١٣٧٦م) أنشأ وزيره الصاحب شمس الدين أبي الفرج عبد الله المقسي قنطرةً، فعرفت باسم «قنطرة المقسي».

والوزير الصاحب شمس الدين باني هذه القنطرة كان قبطيًا، وأسلم في سنة ١٣٦٤م، وتولى الوزارة في أيام الأشرف شعبان وفي سلطنة الظاهر برقوق (من سنة ١٣٨٢ إلى سنة ١٣٩٨) الأولى خلفًا للصاحب سعد الدين بن البقري، وتوفي في سنة ١٣٩١م، وهو مجدد جامع المقس الذي أنشأه الحاكم بأمر الله، فصار يعرف بجامع المقسي، ويدعى الآن جامع أولاد عنان.

وكان الأهالي يكثرون من الخروج إلى هذه الناحية في أيام النيل للنزهة، وكان يحدث ما هو خارج عن الحد من صنوف التهتك والخلاعة، فقام الشيخ محمد، المعروف بصائم الدهر — سنة ١٣٨١م، وقد سمي باسمه أحد شوارع الزمالك — واستفتى شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني في هذا المنكر، فأفتى بوجوب منع الناس لكثرة ما ينتهك في المراكب من الحرمات، ويتجاهر به من الفحش، وأصدر الأميران علي وحاجي — ولدا السلطان شعبان — مرسومًا يمنع المراكب من الدخول في الخليج الناصري، وركِّبت سلسلة على قنطرة المقس، فامتنعت المراكب بأسرها من عبور هذا الخليج، إلَّا أن يكون فيها غلة أو متاع.

ومما رواه ابن إياس في حوادث سنة ٩٢٨ﻫ/١٥٢٢م أن جماعة من النصارى أكثروا من السكر والعربدة على مقربة من جامع المقسي، فشكاهم الشيخ محمد بن عنان إلى الوالي، فأمر بالقبض عليهم، ولكنهم فروا ولم يُمسَك منهم إلَّا واحد، فأمر الوالي بحرقه فأعلن إسلامه، وكان ذلك سببًا في نجاته. ا.ﻫ.

والظاهر أن هذه البقعة راقت لأهل الكأس من ذاك الحين، بدليل ما يحيط بالجامع حتى الآن من خمارات اليونان والأقباط، وفي مقدمتها خمارة كامل وخمارة عزوز.

(١٨) الخليج الناصري

وكان يسير بمحاذاة النيل في أرض الفجالة، الخليج الذي أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاوون (تولى من سنة ١٢٩٣-١٢٩٤م) ليوصل به ما يحتاج إليه في عمارته التي أنشأها في جهة سرياقوس بطريق النيل. وكان هذا الخليج يخرج من النيل على مقربة من القصر العيني إلى سراي الإسماعيلية إلى أبي العلاء إلى أولاد عنان، ويتلاقى مع الخليج الكبير عند جامع الظاهر.

(١٩) بركة بطن البقرة

وكانت في الفجالة بركة تدعى «بطن البقرة»، واقعة بين أرض الطبالة وأرض اللوق تجاه قصر اللؤلؤة ودار الذهب، وكان في موضعها بستان كبير يعرف ببستان المقسي، فأمر الظاهر بن الحاكم بأمر الله بإزالة هذا البستان، وأن يعمل بركة أمام منظرة اللؤلؤة، ثم هُجرت البركة في أيام المستنصر وبنى في موضعها عدة أماكن عُرفت بِحارة اللصوص، ثم أزيلت الأبنية في أيام الخليفة الآمر بأحكام الله، وعُمِّق حفر الأرض، وسلط عليها ماء النيل، فعادت بركة.

حدثني سكرتير مصلحة التنظيم، قال: «وكنا قد قررنا إعادة اسم «حارة اللصوص»، وأعددنا لوحة الصاج المكتوب عليها الاسم، ولكنا راعينا السكان وهم من ذوي المكانة، فعدلنا عن التسمية.»

(٢٠) بركة الرطلي

وهناك بركة أخرى كانت واقعة في الجهة الشرقية اسمها بركة الرطلي، وصفها المقريزي فقال ما يؤخذ منه: «هذه البركة من جملة أرض الطبالة، عرفت ببركة الطوابين؛ من أجل أنه كان يعمل فيها الطوب، فلما حفر الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصري، التمس الأمير بكتمر الحاجب من المهندسين أن يجعلوا حفر الخليج على الجرف إلى أن يمر بجانب بركة الطوابين هذه، ويصب في بحري أرض الطبالة في الخليج الكبير، فوافقوه على ذلك، ومر الخليج من ظاهر هذه البركة، فلما جرى ماء النيل فيه روى أرض البركة، فعرفت ببركة الحاجب، وكان في شرقي هذه البركة زاوية بها نخل كثير، وفيها شخص يصنع الأرطال الحديد التي يزن بها الباعة، فسماها الناس بركة الرطلي، فلما جرى الماء في الخليج الناصري، وأنشئ الجسر بين البركة والخليج حكره الناس، وبنوا فوقه الدور، ثم تتابعوا في البناء حول البركة، وصارت المراكب تعبر إليها من الخليج الناصري، فتدور تحت البيوت وهي مشحونة بالناس، فتمرُّ أحوال من اللهو يقصر عنها الوصف، ويتظاهر الأهلون في المراكب بأنواع المنكرات من شرب الخمر، وتبرج الفاجرات، واختلاطهن بالرجال.»

وقد وصفها بعضهم بقوله:

في أرض طبالتنا بركة
مدهشة للعين والعقل
ترجح في ميزان عقلي على
كل بحار الأرض بالرطل

وكان إلى جانب بركة الرطل بركة أخرى ينبت فيها البشنين. وقد حفظت مصلحة التنظيم ذكر هذه البركة، بأن سمت السكة الموصلة من شارع الظاهر إلى مدرسة الفرير — كوليج دلاسال — سكة البشنين.

وقد بقيت آثار بركة الرطلي إلى مفتتح عهد الخديوي إسماعيل، فردمت من أطلال كوم الريش، والظاهر أن الموبقات أبت أن تفارقها، فكان حي الطبلي — المعروف باسم الطنبلي — مباءة للمفاسد الجهرية إلى عهد غير بعيد.

وكان على مقربة من بركة الرطلي مسجد قديم بني في دولة الناصر محمد بن قلاوون، ودفن فيه (سنة ١٣٤١م) الشيخ خليل الرطلي — الذي تنسب إليه البركة — ثم لعبت بالجامع يد الخراب، فجدده الصاحب سعد الدين بن إبراهيم بن بركة البشيري في دولة الملك المؤيد.

وولد البشيري سنة ١٣٦٦م، وتنقل في الخدم الديوانية حتى ولي أمر الدولة، إلى أن قتل الأمير جمال الدين يوسف الاستادار، فاستقر بعده في الوزارة، وباشرها بضبط جيد لمعرفته الحساب والكتابة، ولكنه التجأ إلى أخذ الأموال بأنواع الظلم، فلما قتل الملك الناصر فرج، واستبد بالسلطنة الملك المؤيد الشيخ المحمودي صرفه عن الوزارة سنة ١٤١٣م.

(٢١) كوم الريش

وكان في الشمال الشرقي من الفجالة ضاحية تسمى كوم الريش، كانت من أجل منتزهات القاهرة، يسكنها الأعيان والأمراء، ويقيم بها نحو ٨٠٠ من الجند السلطاني، قال المقريزي: وأنا أدركت بها سوقًا عامرًا بالمعايش بأنواعها من المآكل، لا أعرف بالقاهرة مثله، وأدركت بها حمامًا وجامعين تقام بهما الجمعة، وموقف مكاريَّة، ومنارة لا يقدر الواصف أن يُعبر عن حسنها؛ لِما اشتملت عليه من كل معنى رائق بهج. وما برحت على ذلك إلى أن حدثت المحن من سنة ٨٠٦، فطرقها أنواع الرزايا حتى صارت بلاقع، وجهلت طرقها وتغيرت معاهدها.

(٢٢) إجمال ما تقدم

من هذه البيانات يتجلى لنا:
  • أولًا: أن النيل كان يصل إلى الفجالة، ويغطي القسم الجديد من العاصمة.
  • ثانيًا: أنه إذا ثبت ما ورد في كتب التقاليد من انتقال العذراء مريم مع سيدنا يسوع المسيح ويوسف النجار من المطرية إلى مصر القديمة، فلا يبعد أنهم يكونون قد مروا بالفجالة؛ لأنها الطريق المسلوكة على النيل بين البلدين.
  • ثالثًا: شهدت الفجالة الواقعة الأولى من الواقعتين اللتين جرتا بين المسلمين والرومان في مصر، وعلى مقربة منها تقاسم الفاتحون المسلمون ما غنموه من جيوش الروم.
  • رابعًا: كانت أعظم منتزه للخلفاء الفاطميين.
  • خامسًا: كانت مرفأ كبيرًا للأسطول المصري، ومعهدًا عامرًا لصناعة السفن.
  • سادسًا: كانت النقطة الأخيرة التي ينتهي إليها ذاك السرداب الطويل الذي يخترق جوف مدينة الفواطم من الأزهر إلى باب البحر.
  • سابعًا: كانت موضعًا لمِنح الخلفاء وعطاياهم بما يوزعونه على الأهالي من الأطعمة والنقود.
  • ثامنًا: كانت لما تحويه من مباهج الطبيعة مرتعًا للأنس واللهو، فمباءة لأهل التصابي.
١  تولى أمر مصر سنة ٩٣٥م وهو رأس الدولة الإخشيدية التي لبثت حاكمة البلاد ٣٤ سنة.
٢  ولد في مصر سنة ٧٦٦ﻫ/١٣٦٤م، وتعلم وعلَّم، وتولى النيابة في الحكم، وتوفي سنة ٨٤٥ﻫ/١٣٦٤م.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤