الأشياء المتعلقة بالحلَّة

  • الحلَّة: هي جماعة البيوت، وجمعها حلال.
  • الفريق: هو الحي في الحلَّة، والجمع فرقان.
  • النفر: هو الشخص ويُسمى الزول أيضًا، والجمع أنفار.
  • خشم البيت: جمعه خشوم البيوت، هو البطن من بطون القبيلة ويتشكَّل من عدد من الأسر تنتمي لجد واحد.
  • السلطان: مسمًّى للزعيم عند بعض القبائل في نظام الإدارة الأهلية، وهو قمة القبيلة يجلس على أعلى الهرم الوظيفي ويتمتع بسلطات مُطلقة، ومهامه المسئولية عن الأرض والأقليات مسئولية مطلقة.
  • الملك: مسمًّى للزعيم عند بعض القبائل في نظام الإدارة الأهلية، وهو قمة القبيلة يجلس على أعلى الهرم الوظيفي ويتمتع بسلطات مطلقة، ومهامُّه المسئولية عن الأرض والأقليات مسئولية مطلقة.
  • شيخ العرب: مسمًّى للزعيم عند بعض القبائل في نظام الإدارة الأهلية، وهو قمة القبيلة يجلس على أعلى الهرم الوظيفي ويتمتَّع بسلطات مُطلقة، ومهامه المسئولية عن الأرض والأقليات مسئولية مطلقة.
  • الشرتاي: هو مسئول عن العمد (توجد هذه الرتبة في بعض القبائل ولا توجد في قبائل أخرى)، وله مسئوليات أخرى كحل القضايا التي تُرفع له من العمد.
  • الدملج: تُوجد هذه الرتبة في بعض القبائل ولا توجد في قبائل أخرى، هو عقيد العُقَداء ومسئول عن جمع الديات والإشراف على ممارسة العادات العرفية في حالة الدم.
  • العقيد: توجد هذه الرتبة في بعض القبائل ولا توجد في قبائل أخرى، هو رجل الإعلام المسئول عن البوق (وسيلة إعلام لجمع أفراد القبيلة لأمر ما).
  • المندوب: وكيل القبيلة ينوبُ عنها في جميع القضايا المتعلِّقة بالمراعي ومتابعة المفقودات.
  • وكيل السلطان أو الناظر أو الملك: هو المسئول عن رعايا السلطنة أو النظارة أو المكوكية أو المشيَخة خارج نطاقها.
  • النظارة: هي مساحة من الأرض يُديرها الناظر بصورة أهلية.
  • الناظر: مُسمًّى للزعيم عند بعض القبائل في نظام الإدارة الأهلية، وهو قمة القبيلة يجلس على أعلى الهرم الوظيفي ويتمتع بسلطات مُطلَقة، ومهامُّه المسئولية عن الأرض والأقليات مسئولية مطلقة، وهو يدير النظارة بصورة أهلية، وله سلطة على أهل منطقتِه، وله محكمة شعبية لحلِّ المشاكل المستعصية على العمد، ويعين العمد والمشايخ.
  • العمدة: هو شخص يدير مقاطعة من النظارة (عمودية)، وله سلطات ومحكمة شعبية للفصل في قضايا منطقته ويتبع الناظر.
  • شيخ الخط: هو شخص يدير خط من النظارة (أكبر من العمودية)، وله سلطات ومحكمة شعبية للفصل في قضايا منطقته ويتبع للناظر.
  • الشيخ: هو شخص يُدير مشيخة (حلة أو فريقًا)، وله سلطات وجماعة أجاويد لحل قضايا منطقته ويتبع العمدة ثم الناظر.
  • الأجاويد: هم أصحاب الحكمة والرأي الذين يستعين بهم الشيخ في حلِّ المشاكل.
  • الجودية: هي حلُّ المشاكل بين الناس بصورة أهلية بعيدًا عن المحاكم ويقوم بها الأجاويد وهم حكماء القوم؛ أي إن الجودية تَعني القيام بتسوية الخلافات بين أفراد المجتمع على مختلف مستوياته في إطار مؤسَّسات محلية دون اللجوء إلى محاكم الدولة أو المحاكم الشعبية (التي يُديرها زعماء الإدارة الأهلية)، وكلمة الأجاويد تَعني الجماعة الذين يتوسَّطون بين المتخاصِمين لحلِّ خلافاتهم بالحسنى. والأجاويد أشخاصٌ نالوا مراكز اجتماعية ذات قيم عالية نِسبةً لالتزامهم وامتثالهم لمعايير أدوارهم، وتميَّزوا بالتعقُّل ورجاحة العقل والإلمام بالسوالف والعادات، وأهمُّ من ذلك بالحيدة في نظر الأطراف المتنازعة؛ أي إن الأجاويد مهمومون بإعادة الصلات الطيبة بين الأفراد المتنازعين بعيدًا عن نصرة طرف على طرف، وبداهةً يقفون مع الطرف الذي يجنح للسلم ويضغطون على الطرف الآخر لقبول التصالح. وقد جعل المجتمع السوداني مكانة عالية للجودية والأجاويد؛ إذ لا يخرج على قرارات الجودية إلا الخارجون عن العرف الاجتماعي، وبذلك يَنعتون مثل هذا الخارج ﺑ «كسَّار الخواطر»، وعادة يتعرَّض كسَّار الخواطر إلى ضغوط اجتماعية قاسية، ويَفقد التكافل الذي هو في أمس الحاجة إليه، وعادة تُعقد جلسات الجودية تحت ظل شجرة من شجر القرية أو الفريق وتُعرف بشجرة الجودية؛ حيث يحضر الخصوم إلى هذه الشجرة ويتم الفصل في مشكلتهم، ويحضر عدد من الأعيان الجودية ويكونون بمثابة مستشارين، وعادة يكون الأجاويد إما فقهاء في الدين أو كبارًا في السن صقلتهم التجارب والحكمة. ويُلاحظ أن اللجوء للجودية لحلِّ الخلافات يكون طواعيةً؛ إذ إنَّ للمتخاصمَين الحق في رفض أو قبول الاحتكام للجودية، كما لهما الحق في قبول أو رفض الحكم الصادر من الأجاويد، وهذا بخلاف الاحتكام إلى قضاء الدولة أو القضاء الشعبي، والذي يُعتبر اللجوء إليه من قبل الشخص المشكو إجباريًّا، وإذا رفض المجيء يُمكن أن تُستخدَم معه القوة، كما أن الأجاويد الذين يَفصِلون في هذه الخلافات لا يتقاضون أجرًا مقابل هذا العمل، وإنما يَحصُلون على الثناء والشكر وتعزيز مراكزهم الاجتماعية في المجتمع.
  • المحافظي: هو الحارس (خفير) في النظارة.
  • النحاس: هو وعاء كبير من النحاس مجلَّد معه اثنان صغيران، يُضرب في إعلان هلال رمضان، أو الإفطار، أو العيد، أو الاحتفالات، وأحيانًا يُضرب كنداء للفزع، تتميَّز به النظارة.
  • الطبل: جمعه طبول وهي آلة في شكل دائري مقعَّر مصنوعة من النحاس ومجلَّدة بجلد البقر، تُقرع لجمع الناس للفزع أول الحرب.
  • النفَّاج: هو الباب الصغير بين الجيران.
  • حرم الحلَّة: هو المساحة المحيطة بالحلَّة وتُقدر بكيلومترين دائرية، وهي غابة من الأشجار ممنوع فيها الزراعة بل تبقى خاصة لرعي بهائم الحلَّة (خاصة العاجزة عن السرحة والصغار).
مسار الرعي أو مسار البهائم أو مسار حيوان: جَمْعُه مسارات، وهي مساحات طولية واسعة مغطَّاة بالغابات والأعشاب بعيدًا عن الحلال وزراعتها، مخصَّصة لحركة الرُّحَّل وبهائمهم؛ حيث يذهب إليهم جابي القطعان هناك لجمع الضريبة، وكان الجمالي أي الأبالي إذا قدم الحلَّة ينزل من جمله خارج الحلَّة ويقوده بالرسن سائرًا على قدمَيه، ثم يتساوق، ثم يخرج بعيدًا عن الحلَّة ثم يمتطي جمله ويذهب من حيث أتى.
  • البُدراك: جمعُه بداريك، وهي عبارة من مساحات طولية صغيرة من الغابات تفصل بين المشاريع الزراعية وتُسهِّل حركة الرعاة بين هذه المشاريع حتى يَنتقلوا من مسار حيوان إلى مسار آخر.
  • القطعان: هي الضريبة على البهائم.
  • التكلات: هي الضريبة على البيوت.
  • التموين: وهو عبارة عن مواد استهلاكية يَجلبها المجلس الريفي ﮐ «حكومة» للمواطنين مثل السكَّر والجاز والكبريت ودقيق الفينا (القمح) والرز (الأرز)، وتُصرف هذه المواد ببطاقة التموين.
  • قواطع النار: هي مساحات تُنظَّف بين الغابات حتى تمنع انتشار النار إذا شبَّت في الغابة، بل ويَسهل محاصرتها وإخمادها.
  • زريبة البهائم: هي حظيرة تنشأ خارج الحلَّة لجمع بهائمها في فصل الخريف تحت سفح الجبل حتى يحافظ على نظافة الحلَّة من الناموس والبعوض، وعليه يذهب الناس في المساء لجلب اللبن من أبقارهم الحلوبة.
  • زريبة الهوامل: هي زريبة مخصصة للبهائم الهاملة التي تدخل البلدات أو تسرت الصرفان، فيجلبها المتضرِّر، فإذا كان الضرر بسيطًا تركها، ليأتي صاحبها ليُخلِّصها من صاحب الزريبة، أما إذا كان الضرر كبيرًا فلا تخرج البهيمة من الزريبة حتى تذهب لجنة من الأجاويد يشكلها شيخ الحلَّة فتُقيِّم الضرر، ثم يدفع صاحب البهيمة للمتضرر قيمة الضرر ويفك بهيمته من الزريبة بعد دفع ضريبة الهمل لصاحب الزريبة (وهو الشخص الذي وقع عليه عطاء الزريبة).
  • الزريبة (زريبة البهائم): هي مساحة مسوَّرة بالشوك تُعرض فيها البهائم للبيع.
  • التنجيم: يزعم الأهالي أنه إذا سُقي الحمار بالليل وانعكست النجوم في الإناء يُصاب الحمار برجفة في الحال ويرفس ثم يسكن جثة هامدة أي يموت، فيُقال الحمار نجَّم.
  • الضَّحوة: عند الرعاة هي رعي الصباح.
  • الضهرية: عند الرعاة هي رعي بعد الظهر.
  • السربة: هي رعي الليل.
  • الفزع: هو عملية خروج الرجال في لامة الحرب للحاق بالحرامية (اللصوص) الذين يسرقون البهائم من بقر وجمال وغنم.
  • الروراي: هو صوت يُصدره الرجال كنداء استغاثة لطفي نار أو فزع.
  • الكوراك: جمعُه كواريك وهو البكاء.
  • الأمبايا: هي بوق يُتخذ من قرن الثور، ويُنفخ كنداء للفزع.
  • القيافة: هي عملية تتبُّع الأثر للوصول للسارق، أو البهائم الضائعة التي تُميَّز بظلفها أو حافرها وبعرها وصوتها ووسمها.
  • القصَّاص: وهو أيضًا يُسمى «قائف الأثر»، وهو الشخص الذي يتتبع أثر السارق، أو البهائم الضائعة، ومن أشهر القصاصين (كما ذكر ذلك الأستاذ الجليل الشيخ عبد الله عبد الرحمن الضرير في كتابه العربية في السودان) هم «ود نعيمة» من أهالي رفاعة الذي يتمشَّى حول رفاعة كل يوم ويُخبر بأن غريبًا دخل البلد فيوجد كذلك، ومما يُحكى عنه أن دجاجة ابتلعت خرزات فاقتص الأثر وأشار إلى أثر دجاجة وقال: إنَّ صاحبة هذا الأثر ابتلعته. وأخرجها من بين الدجاج وقال: اذبحوها. فذُبحت فوُجدت الخرزات كما قال. ومنهم «صالح المكي» من أهالي دنقلا في جهة الخندق، كان ينتدبه المزارعون وقت الحصاد لمعرفة اللصوص الذين يَسرقون قمحهم، فكان ينظر في الأثر ويقول: توًّا السارق فلان ود فلان بالاسم فيكون الأمر كذلك. وكان يقص الأثر في الحجارة ويميِّز صاحب الأثر إذا كان رجلًا أو امرأة. ومنهم «أحمد سنين» من أهالي أمرضه شمالي جبل أولياء، سُرقت له أتان في أيام المهدية فاقتصَّ الأثر من أمَّرضة إلى الخرطوم فالمقرن، حيث عبر النيل الأبيض إلى أم درمان ولم يزل مقتصًّا الأثر حيث انتهى إلى الحي الذي فيه الأتان فانقطع الأثر ولم يرَ الأتان؛ فصاح بالأتان فنهقت، فعند ذلك توجه لأميره وهو البشير الفكي المصطفى السليماني واستعداه على ربِّ الحوش الذي فيه الأتان، فاشترط بأن يُحاكمه إذا لم تُوجد أتانه في تلك الدار فقبل بذلك وبعث الأمير معه مَن وجدها، وبلغ من أمره أنه إذا لَدَغت العقرب أحدًا ولم تُوجد يقتصُّ أثرها ويستخرجها من جُحرها.
  • الوسم (وشم): هو علامة يعملها أصحاب البهائم على أجسام بهائمهم لتمييزها وغالبًا تكون هذه العلامة إما في الأرجل أو الآذان.
  • المُحور: هو سلك غليظ به مقبض من القماش الملفوف يُكوى به البهائم عند إصابتها ببعض الأمراض مثل الكوفار؛ هو مرض يصيب البهيمة فيجعلها منكمشة، فتُكوى بخطَّين في بطنها. وكذلك يستخدم لعمل الوسم.
  • القيد: هو حبل قصير سميك قوي تُربط به رجلَا البهيمة الأماميتان، خاصة الحمير، أما بالنسبة للإبل فيكون من الحديد في شكل دائرتين بهما قفلان محكمان.
  • الشكال: هو حبل قصير سميك قوي تُربط به رجلا البهيمة الأماميتان والخلفية بمسافة أطول من القيد، وهو غالبًا يكون للحمير.
  • المَحويت: هو حبل قصير سميك قوي تُربط به رجلا البقرة الخلفيتان عند الحلب.
  • العُقال: هو حبل قصير سميك في شكل دائري يُغلق بعود قصير أملس، تُعقل به الجمال في مبركها عند الليل، ويُسمى «الهجَّار» حيث يُشدُّ به رسغ البعير إلى حِقْوِه.
  • الكُرباج: هو سوط العنج المصنوع من الجلد القويِّ تُساق به الإبل.
  • البُطان: هو حبل قوي ناعم الملمس مفلطح يُربط به السرج على ظهر الدابة.
  • اللِّجام: هو حبل يُدرَج في فم الدابة ويُمسك بطرفَيه راكبها لكي يوجِّهها به.
  • الصُّرار: هو حبل رفيع تربط به ضرع الناقة أو البقرة لمنع صغيرها من الرضاعة أثناء الرعي.
  • اللبب: هو حبل يُشدُّ به السرج في صدر الدابة.
  • الحقب: ويُسمَّى أيضًا «الضنَّاب»، هو حبل يُشدُّ به السرج في مؤخرة الدابة.
  • الكتَّاف: حبل يُكتَّف به الأسير.
  • الربق: الحبل الذي يُربط به البهم.
  • الرُّكزة: هي العود الذي يُغرس في الأرض وتربط عليه البهيمة بالربق.
  • الصَّريمة: هو الرسن القوي الذي يُؤدَّب به الجمل الهائج.
  • الطاحونة: هي آلة لطحن الحبوب من ذرة ودخن وغيرها، تتكوَّن من الريكة والوابور والسير.
  • الريكة: هي عبارة عن وعاء كبير مُثبَّت على ثلاث قوائم تعلوه صبابة يكبُّ عبرها الذرة وبداخله حجران كبيران دائريان من الأسمنت المسلَّح بدوائر حديدية، مهمَّتهما تطحن الذرة، وطارة متوسِّطة يلفُّها الوابور عبر سير وتَلفُّ هي بدورها الحجرَين، ثم فتحة جانبية أسفل هذا الوعاء بها صنبور كبير به كيس من قماش دائرية تعمل على كبِّ الدقيق في الإناء الذي يُوضع أسفلها.
  • الوابور: هو ماكينة تعمل بالوقود (الجازولين) وتُحرَّك طارة الريكة عبر سير تيل عريض ومتين.
  • الحجَّار: هو الشخص الذي يُدير عمل الريكة، من كبِّ العيش في الصبابة وسحب الدقيق من الصنبور.
  • الوزَّان: هو الشخص يجلس على منضدة وأمامه دفتر الورق، مهمَّته وزن العيش من خلال معرفة الكمية وأخذ قيمة الطحن وإعطاء الزبون الورقة وهي بمثابة إيصال لاستلام الدقيق وبها رقم يكتبه بالتفتة على الإناء (قفة أو مخلاية أو شوال).
  • الزيَّات: هو الشخص الذي يقوم بتشغيل الوابور ومتابعته من حيث النظافة والتشحيم والوقود.
  • الدونكي: هو بيارة تَرفع ماءها بالوابور والطلمبة إلى صهريج كبير من الحديد أو الأسمنت المسلَّح، ثم تُوزَّع عبر مواسير للشرب.
  • الوابور: هو ماكينة تعمل بالوقود (الجازولين) وتحرك طارة الجمل عبر ثلاثة سيور تيل قوية.
  • الجمل: هو آلة كالجمل لها عود طويل مُثبت في طارة صغيرة ومربوطة هذه الطارة بالطارة الكبيرة التي يلفُّها الوابور من الجهة الأخرى، وبحركته تُرفع الماء من البئر بواسطة السيخ المترابط الذي يتحرَّك داخل المواسير (جدار بئر) وينتهي بصمام وجِلبة، فأما البلف فعبارة عن وعاء حديدي بداخله بلية يَدفعها الماء لتدخل عند الضغط وعند الرفع تَحبس الجلبة الماء من الرجوع، فيرتفع حتى يصل إلى ماسورة كبيرة أفقية مربوطة بمواسير البئر، التي تَرفع بدورها الماء من خلال الضغط المتكرِّر في الصهريج.
  • الصهريج: وعاء ضخم من الحديد أو الأسمنت المسلح، لتخزين الماء.
  • البلف: هو صمام كبير يعترض الماسورة الرئيسة النازلة من الصهريج، ويُسمح عند فتحه بانسياب الماء في المواسير.
  • الغُراب: هو ماسورة مرتفعة بها انحناء إلى أسفل منتهية بخرطوش كبير لملء الكارو والترلات.
  • المصطبة: هي بناء مُستطيل من الأسمنت عليه ماسورة كبيرة بها عدد من الصنابير بها خراطيش تُستخدم لملء الإخراج والصفائح.
  • المتحصل: هو الشخص الذي تُدفع له تعريفة الماء، وهو عامل حكومي.
  • السقَّا: هو الشخص الذي يَبيع الماء للناس.
  • الخرَّاجي: هو السقا الذي يسوِّق الماء بالخُرج (وعاء من الجلد أو المطاط يحمله الحمار على ظهره).
  • العصارة: تُصنع العُصارة من سيقان الأشجار المعمرة ذات الحجم الكبير (خاصة السدر) على شكل إناء مخروطي مجوف، ولها عدة أجزاء وهي:

    • المخزن: ويُسمى «القوز» أيضًا، هو أصل العصارة وهو عبارة عن عود كبير من السدر المعمر، مجوَّف، تتم فيه عملية العصر.

    • الولد: هو عود مخروطي مثبَّت في داخل المخزن، يعمل على تثبيت القطب ويُوضع فيه السمسم.

    • القطب: هو عود رأسي مدبَّب قوي ذو طرف أملس مُثبَّت في الولد لعصر السمسم، أما طرفه الآخر الذي في الأعلى فمثبت في عود الركبة.

    • الركبة: وتُسمى «التقالات» أيضًا، هي حجارة كبيرة مُثبَّتة في قوس وإبط من الحديد على عود الركبة، وتعمل على الضغط على القُطب حتى يعصر السمسم.

    • البودية: هو عود عرضي مُثبَّت بطرفيه عودان صغيران هما يمثلان الميزان الذي يُربط على ظهر الجمل.

    • القوَّاد: هو عود يُربط فيه رسن الجمل حتى يدور في حلقة متزنة.

    • الحوَّام: هو عود كبير يدور حول القوز، لحفظ التوازن الكلي.

    • عصر السمسم: تعمل العصَّارة بأن يُوضع السمسم مضافًا إليه قليل من الماء الساخن في ما يُسمى «المخزن» وبداخله عود مجوَّف يُسمى «الولد»، الذي يُثبت فيه عود رأسي كبير مدبب يُسمى «القطب» مركب فيه عود آخر أصغر منه مضلع موصول بمجموعة من الأثقال الثقيلة تُسمى «الركبة»، وهي تصل القوس مع الإبط (لَوحي حديد)، وتصل الركبة بالبودية وهو العود العرضي الذي يُربط طرفاه بعودين يسميان الميزان، وهما يُربطان على ظهر الجمل، ثم القواد وهو عود يُربط في رسن الجمل حتى يدور الجمل في حلقة متوازنة، أما الحوَّام فهو عود كبير يدور حول المخزن ليحفظ التوازن الكلي. وتُعصب عينا الجمل بقفَّتين صغيرتين ويقوم الجمل بالدوران حول المخزن عكس عقارب الساعة لعصر السمسم بواسطة القطب المثبت في الولد والركبة التي تعمل على الضغط حتى تعصر الطرحة (وهي الفترة التي يقضيها الجمل دائرًا حول العصارة)، ثم تبدأ المرحلة الثانية من عصر السمسم باستخراج نوع من الزيت المخلوط (الثقيل)، فيُصفَّى في جردل، وما يتبقى منه هو ما يُسمى ﺑ «الأمباز» الذي يُستخدم كعلف للحيوانات. أما زيت الولد فهو الزيت الصافي الذي يكون أسفل القطب حيث ثباته في الولد.

  • الساقية: هي جدول الماء ثم استعير وأُطلق على الآلة المعروفة أنها تسقي، ثم أُطلق لفظ الساقية أيضًا على الأرض التي تُزرع بالساقية.

    أجزاء الساقية:

    • الساقية الأم: تُسمى «دُول الكُلِي»، وهي تُثَبَّت في حافة (قيف) النهر.

    • الساقية البنت: تُسمى «تُود الكُلِي»، وهي تُركَّب أسفل ضفة النهر وتُحرَّك حسب ارتفاع وانخفاض مستوى النهر.

    • الكُودِيق: هو حفرة عميقة أسفل الساقية مباشرة لتجميع أكبر كمية من الماء وتَنزل بداخله القواديس لحمل الماء.

    • القوَتي: هو الحفير الذي يصل بين النهر والكوديق.

    • الحلقة: هي عبارة عن دائرة كبيرة من الخشب القوي مربوطة بجلد البقر تُرصُّ عليه بعض الأخشاب في شكل راحة اليد تُسمَّى «السَّنْدَقِيقات».

    • بتْ أم حِلِيقة: هي حلقة دائرية أيضًا أصغر من الحلقة الأولى تُوضع بجانبها لتتشابَك التروس (السَّندقيقات) في الحلقتين لتتولَّد الحركة الدائرية للساقية.

    • السندقيقات: هي التروس.

    • المِشِّق: هو عمود من السنط مربَّع الجوانب ومخروط من الطرفين تُركَّب تروس الحلقة في وسطه، وفي أعلاه الشكل المخروطي يلتحق ﺑ «الديو» في الأعلى والجانب المخروطي السُّفلي يُرَكَّب على حفرة دائرية على الخشب تُسمَّى «الكديس»، وهو محور الدَّوَران للحلقة، كما أن الديو هو محور الدوران الأعلى.

    • الديو: هو عود طويل عليه انحناء بسيط يُركَّب على عمودَين فوق الساقية ويكون محورًا للحلقة من الأعلى.

    • الكديس: هو خشبة صلبة تُحفَر وسطها حفرة دائرية تُركَّب فيها الحلقة ويُوضع لها الزيت مع الرماد لتسهيل دوَران الحلقة وتقليل الاحتكاك.

    • التُّورِيق أو التَّوَرِّيق: هو عمودٌ قويٌّ من الخشب يصل بين بت أم حليقة والعطفة، وعبارة عن دائرة كبيرة من الخشب تُركَّب عليها القواديس.

    • العُطْفة: هي حلقة من الخشب في شكل دائري تُربط عليها القواديس لتَحمل الماء من الكوديق عند دورانها.

    • الكَالِيق: هو عبارة عن خشبة مستطيلة (ربع متر تقريبًا) وسمكُها متر، يُثبَّت عليها التوريق من الطرف الذي على البر حيث تثبت بت أم حليقة.

    • التُّكُم: هو عود طويل له فرعان يُركَّب على الحلقة بشكل مائل المشق ويُنسَج الفارغ الذي بين الفرعَين بالحبال ليجلس عليه «الإِرْوَتي».

    • الإرْوَتي: هو سائق الساقية.

    • الضَّكر البدْقُوق (الذكر): هو عود غليظ يَحمل طرفي الديو.

    • الإنْتَايَة البدْقُوق (الأنثى): هو عود أقل سُمكًا يَحمل الديو من الناحية الأخرى.

    • الإركاقة: هو المقياس الزمني لدورة الساقية من ناحية تحديد الزمن.

    • التِّتِّق: هو الوقت الذي تنتهي فيه الدورة الزمنية بين فترتي الصباح (الفجراوي وهي الفترة من أذان الفجر حتى منتصف النهار، والضهراوي وهي فترة الضهر. أما العشاوي وهي من منتصف النهار وحتى العشاء).

    • الكُسْوَاري: هو الزمن الليلي ما بين أذان العشاء وأذان الفجر، ويُستغلُّ في فترات الطوارئ عندما تكون الزراعة تحتاج الري عاجلًا.

    • الرُّمُدِّي: هو حبل غليظ يَربط بين الأسناق والتكم.

    • القُشُق: هو عمود طويل يُوضَع بين أسنان بت أم حليقة لتثبيتها بعد توقف الساقية وهو بمثابة فرملة، وهو مُهم جدًّا؛ حيث إنه يمنع الساقية من الدوران في الاتجاه العكسي الذي ربما يسبب ضررًا.

    • الفاشوقة والتَّرَنْترِيقة والألْوِين: وهي أعواد منجورة بطريقة متساوية وتُثبَّت عليها القواديس حيث تُوضع أربع فاشوقات من الأعلى وأربع أخرى من الأسفل ويتصل الجزءان بواسطة الترنتريق ليُعطيَ شكل الدولاب ثم يُحاط بحبل الألوين ويُمرُّ بواسطة هذه الدولاب الألس.

    • الألس: هو حبل سميك يُصنَع من جريد النخل أو الحلفا أو السعف أو الدوم، يُثبَّت عليه (اللَّقلُوق) وهو عود في حجم المدق طولًا وسمكًا ويُثبت عليه القواديس بواسطة الحبال، وهو حبل الوصل بين العطفة والقواديس، وهو يعمل في شكل الجنزير في العربة حيث تؤدي الحركة إلى إيصال القواديس لتحمل الماء وتصبَّها في السبلوقة.

    • السبلوقة: هي جدول الماء الذي يَنساب ليروي الزرع.

    • كديقر: هو مساعد التربال يقوم بجمع العلف للحيوانات.

    • التربال: هو المزارع الذي يَسقي زرعه بالساقية.

    • سمد: هو مدير الساقية ويُشرف على مجموعة من المزراعين وهم الترابلة.

    • سمد ينبر: هو مدير مُشرف على عدد من السواقي.

    • سميل: هو جامع الضرائب عند النوبيِّين وهو الشيخ في الإدارة الأهلية.

    • ساتي: هو زعيم ديني بمثابة شيخ عند النوبيين.

    • التقند: هو السرابة (أعلى الجدول) التي يُزرع عليها المحصول.

    • الواسوك: هي الجرافة وهي عبارة عن عود مُفلطَح مربوط بحبلَين يجرف به شخصان الأرض لتحضيرها للزراعة.

    • الأنقاية: هي مجموعة الأحواض التي تقع بين جدولَين فرعيَّين.

  • الشَّادوف: هو آلة لرفع الماء وسقي الزرع، وهو عبارة عن عمودَين قائمَين يُغرَزان بمتانة عند طرف النهر أو البئر ويؤتَى بعمودٍ ثالث يُسمى «المرق»، فيُربط بقوة على طرفَي العمودَين ويؤتى بعمود رابع (الرافع) يُربط في طرفه إناء الماء كالدلو وفي الطرف الآخر تُربط كتلة ثقيلة كالحجر الكبير، يُساعد الشخص في رفع الماء بإنزال الإناء وعندما يمتلئ عليه ضغط العمود للأسفل ليرتفع الإناء بالماء ثم يمسك الإناء ليقوم بتفريغه في الجدول الذي يناسب لري الزرع.
  • الحوَّاشة: هي قِطعة الأرض التي تُزرع في المشاريع المروية وتُسمى أيضًا «النمرة» ومساحتها خُمس فدان.
  • الترعة: هي قناة الماء التي تتفرَّع من النهر للري.
  • أبو عشرين: هو جدول الماء الذي يوزِّع الماء من الترعة.
  • أبو ستة: هو جدول الماء الذي يوزِّع الماء داخل الحواشات.
  • التقند: جمع تقاند، وهي الفواصل الترابية بين أحواض الزرع في الحواشات.
  • الترس: هو حاجز تُرابي يُحيط بالحقل لحفظ ماء فيه، ويكون ذلك في المناطق قليلة المطر.
  • العَزق: هو حفر وتقليب الأرض بالطورية لتهويتِها وبالتالي تزيد خصوبتها.
  • المَسور: هو مجموع المحاصيل في الموسم.
  • التليو: هو احمرار سنابل الذرة بسبب كثرة المطر.
  • البِرطيج: هو هزال الذرة نتيجة لقلَّة المطر.
  • التَّريان: هو اخضرار الذرة الداكن نتيجة للرويان.
  • الدَّميم: هو احمرار وتساقُط زهرة السمسم نتيجة لكثرة المطر.
  • التُّباس: هو قعور البوص الحاولة؛ أي مرَّ عليها الحول.
  • القَليبة: هي كمية من الشوك المحمول على ظهر الجمل.
  • القعر: هو الجزء الأسفل من النبات.
  • القصبة: هي ساق النبات.
  • زريبة المحصول: هي عبارة عن مساحة مسورة بسلك شائك وبه ميزان لوزن السمسم والصمغ بالقنطار، أما الذرة والدخن فيُباعان بالأردب (جولان).
  • الأردب: هو الجوالان من الذرة أو الدخن.
  • شات: الزرع شات أي بلَغَ زمن الشتاء وظل مخضرًّا يانعًا لبرودة الجو.
  • عشرة الراعي: وتُسمَّى برد العجوز، وهي عشرة أيام في نهاية فبراير تأتي بعد حرٍّ وفيها رياح وأتربة، وقيل حكايتها أن عجوزًا كاهنة قالت لقومها لا ترحَلوا من مكان الدفء؛ لأن هنالك بردًا يعقب هذه الأيام الدافئة فلم يسمعوا كلامها فهلكوا، وكذلك الراعي لم يكترث فساءت حالُه من شدة البرد.
  • الصَّي: هي الأرض القاحلة في عز هجير الصيف.
  • الناطور: هو جوُّ النهار الحار جدًّا، ويكون في فترة الصيف.
  • الفرَّان: هو الشخص الذي يَخبِز الرغيف في الفرن.
  • الصرماطي: ويُسمى «النقلتي» أيضًا؛ وهو الإسكافي الذي يُنقِّل (يُصلح) الأحذية القديمة ويصنع أخرى محلية مثل المراكيب وأم جنك.
  • الخضرجي: هو الشخص الذي يبيع الخضار من طماطم وبصل وعجور وغيرها من الخضروات.
  • الترزي: هو الشخص الذي يُخيِّط الملابس بمكنة الخياطة.
  • الجزار: هو الشخص الذي يَذبح ويَبيع اللحم.
  • العياشي: هو الشخص الذي يَفرِش العيش (الذرة، الدخن) ويَبيعه بالكيلة والربع والملوة والكوز.
  • القهوجي: هو الشخص الذي يَصنع الشاي والقهوة ويبيعهما في متجر به عدد من المقاعد والترابيز الصغيرة يُسمى «القهوة»، وفيها يجلس الناس يتناولون المكيِّفات من شاي وقهوة وحليب.
  • الحلَّاق: هو الشخص الذي يَحلق للرجال رءوسهم.
  • الحدَّاد: هو الشخص الذي يصنع آلات الزراعة والصيد من ملوت وسلوكة وحربة وغيرهم، إلى جانب صناعة الأواني كالحِلَل والمصافي والصيجان والجبنات.
  • الديَّاشي: هو العسكري، نسبة للديش أي (الجيش).
  • الهجَّاني: جمعُه هجَّانة؛ وهم العساكر الذين يُحاربون على ظهور الجمال.
  • البروجي: هي صفارة جمع العساكر للطابور.
  • بمبة: جمعُها بُنبان وهي القنابل، وهي كلمة إيطالية دخلت عبر الأتراك في العامية السودانية. تقول الأغنية: البنبان انفجر ياخد قصير الأجل.
  • الجبخانة: هي الذخيرة التي تُعبَّأ بها البنادق وهي كلمة من أصل تركي.
  • الأورطة: هي كلمة تُركية تعني فرقة عسكرية قوامها ألف رجل.
  • العرضة: هي تقليدٌ حربي يقوم به القائد باستعراض وحدات الجيش.
  • البوليس: هو الشرطي.
  • وكيل الأمباشا: هو وكيل العريف.
  • الأمباشا: هو عريف.
  • الشاويش: هو الرقيب.
  • البشاويش: هو الرقيب أول.
  • الأفندي: هو الموظَّف، أو المُعلِّم.
  • الحكيم: هو المساعد الطبي.
  • الإستبالية (الإزبتالية): هي الشفخانة.
  • العتَّالي: و«الجمع عتالة»، وهو الشخص الذي يَحمل الأثقال على ظهره لشحن أو تفريغ اللواري أو القطارات.
  • الكُتَّاب: هي المدرسة الأولية (الأساس).
  • حضرة الناظر: هو مدير المدرسة.
  • المأمور: هو رئيس القسم (المجلس الريفي).
  • المُفتِّش: هو رئيس المركز (يضم عددًا من الأقسام).
  • محطة القطار: مكان مخصَّص لوقوف القطار في مدينةٍ ما أو قرية واقعة على خط السكة حديد، وتتعلَّق بها عدد من الأشياء وهي:

    • ناظر المحطة: هو المسئول الأول في محطة القطار.

    • المِحولجي: هو الشخص المسئول عن إنزال السيمافور لفتح السكة أمام القطار.

    • الكمساري: هو الشخص المسئول عن قطع واستلام التذاكر.

    • الدريسة: هم العمال المسئولون عن نظافة وسلامة السكَّة قبل أن يمر فيها القطار.

    • سائق القطار: هو الشخص المسئول عن قيادة القطار.

    • التابلت: ومعناه إذن المرور، وهو عبارة عن حلقة في أسفلها غلاف من الجلد أسود تُوجد في داخله قطعة نحاس صفراء ذات شكل مخصوص (مربع، مثلث، دائرة)، وهو علامة يَعرف بها سائق القطار أن الخط للمحطة التالية خالٍ وآمن؛ وذلك بإذن من ناظر المحطة التالية، وهو يتسلمه السائق من ناظر المحطة عند دخوله، بعد أن يضع الإذن السابق من المحطة السابقة في عمود ذو شنكل مخصَّص لذلك.

    • ميعاد قيام القطار: يدقُّ ناقوس المحطة الكبير ليَعلم المسافرون أن القطار سوف يغادر بعد برهة وجيزة.

    • إنزال السيمافور: هو إنزال ذراعه المُمتد (ذي اللون الأحمر بخطَّين أبيضَين في شكل مثلث مائل) إلى أسفل وعنده يُضيء نوره الأخضر، وهذا يعني أن الخط إلى المحطة التالية خالٍ وآمن، أما إذا امتدت الذراع مستقيمة وأضاء نورها الأحمر، هذا يعني توقف القطار في الحال لأن الخط غير آمن أو مشغول بقطار آخر.

    • قيام القطار: يَرفع كمساري الفرملة عند مؤخرة القطار مصباحًا أخضر في الليل أو علمًا أخضر في النهار، ثم ينفخ صفارته في إشارة للسائق بأن يتحرَّك، فيُرسل السائق صفارة طويلة عالية تنبعث من قاطرته ليُخطِر المسافرين بأن القطار قد تحرَّك.

    • لوحة الإرشاد: تُوجد خارج المحطة مباشرةً على عمودٍ في جانب الخط، وقد طُليَت بطلاء أبيض ورسم فيها شكل هو مُعين شكل التابلت الذي تسلَّمه السائق من ناظر المحطة، عندما يمر السائق باللوحة ينظر إلى التابلت في اللوحة إذا تطابَق مع الشكل المرسوم فيها، فإنه يضرب صفارة طويلة وهي إشارة لناظر المحطة بأن كل شيء على ما يرام، وكذلك هي إشارة لأن يتأكَّد من أن كمساري الفرملة معه في القطار، فيردُّ كمساري الفرملة بنورٍ أخضر من مصباحه إن كان الوقتُ ليلًا وبعلم أخضر إن كان الوقت نهارًا. والتابلت الذي يسمح به القطار أن يمر لا يكون بشكلٍ واحد لكل جزء من أجزاء الخط؛ إذ قد يكون أحيانًا دائرةً أو مربعًا أو مثلَّثًا. وإذا حصل أن وجد السائق أن التابلت لا يُطابق العلامة المرسومة في لوحة الإرشاد فإن عليه بالطبع أن يوقف القطار في الحال.

    • قِطار الركَّاب: يتألف من القاطرة، ثم تليها المنامة وهي عربة خاصَّة بالسائقين، ثم عربات الدرجة الأولى تُسمى «القمرة»، ثم عربات الدرجة الثانية والدرجة الثالثة ثم الدرجة الرابعة، ثم عربة البوفيه (مطعم ومقهى القطار)، ثم الفرازة (وهي عربة البريد والفرملة). وله نوعان؛ قطار يتحرك في عدة أقاليم حتى العاصمة ويُسمَّى المشترك، وقطار آخر يتحرَّك في الإقليم الواحد ويُسمى «المحلي».

    • قطار النقل: هو قطارٌ لنقل البضائع، وله عربات بلونٍ بُنِّي، بعضها مكشوف لحمل الآليات الضخمة.

    • قطار القُوى: هو قطار يحمل التراب والفلنكات وجميع معدَّات صيانة السكة إلى جانب عمال الصيانة؛ فهو له حركة دورية بهدف صيانة أسلاك التلفون وتجديد الفلنكات القديمة، أو حركة طارئة كأن تُقطع السكة بسبب السيول، عندها يَحمل عمال الصيانة بكلِّ معداتهم وموادهم لإصلاح السكة عند النقطة المُحدَّدة.

  • صفر: هي علامة تُوضع بجانبي السكة عند تقاطُعها مع أي طريق للسيارات، فما إن يقترب منها القطار حتى يُطلق صفارة تحذيرية.
  • سكة حديد خطر: هي علامة في شكل مُستطيلَين متقاطعَين، تُوضع بجانبَي السكة عند المُنحنى وتقاطُع طريق مع السكة، وهي تحذيرية للسيارات العابِرة حتى تحترس.
  • السيمافور: هو عمود رأسي طويل به ذراع أفقي متحرِّك مربوط بخطوط السكة عند مدخل المحطة، فعند إنزاله لأسفل يَفتح الخط، والعكس عند رفعِه مُستقيمًا يُغلِق الخط، ويكون الذراع بلون أحمر به شبه مثلثَين مائلَين بلونٍ أبيض وبه ضوء بلون أحمر عند الإغلاق ولون أخضر عند الفتح.
  • السيمافور الخارجي: هو عمود رأسي طويل به ذراع أفقي ثابت، بلونٍ أصفر به شبه مثلثَين مائلَين بلون أسود، يكون على جانب السكة قبل مدخل المحطة وهو إشارة بأن المحطة قد اقتربَت فيُقلل القطار سرعته.
  • الترولي: هو عربة مكشوفة ذات دفع يدوي لها أربعة عجلات حديديَّة، يَستخدمها عمال الدريسة في نظافة وصيانة السكة الخفيفة.
  • البردلوبة: هو الزيُّ المفصَّل من التِّيل الأزرق لكل عمال السكة حديد.
  • مبارك زروق: هو قطار البُخار الذي يعمل مُحرِّكه بالفحم الحجري، يَحتاج للتبريد من محطة لأخرى بسبب شدة اشتعال الفحم وذلك بإطفاء جزء منه بالماء.
  • الديزل: هو القطار الذي يعمل محرِّكه بالديزل.
  • نار الأسد: هي نار يُوقدها من سافروا في البرية وخافوا الأسد، وهو إذا رأى النار خاف، وكذلك يُوقدها الرعاة فتُشغِّله عن السابلة (البهائم).
  • الشكابة: وهي شبيهة للراكوبة وتُصنَع من قشٍّ يُعرف بهذا الاسم وتُنصَب فوق أعوادٍ ثم يُوضَع تحتها البرش لتقيَ مِن الأمطار، ثم القيام بشدِّ سرير يُعرف بالدرنقل يعلو الأرض بقدر ما يكفي للحماية من السيول حال الأمطار.
  • الدرنقل: هو سريرٌ من الحطب يُشدُّ في بيت الرُّحَّل ويعلو الأرض بقدر ما يكفي للحماية من السيول حال الأمطار.
  • العلية: هي راكوبة يُوضَع بها الأطفال وكبار السن لتقيَهم من شرِّ الحيوانات المفترسة.
  • الهشوم: هي الأشجار اليابسة.
  • الزَّنانة: وهي لُعبة مستديرة من الخزف لها ثقبان في وسطها ويمر فيهما خيطان يلتقي طرفاهما ببعضهما فيُمسِك الصبي بنهاية الخيطَين ويُدوِّرهما فيسمع لذلك دوِّيٌّ عظيم.
  • كوبة كوبة: هي أن يُشبِّك اثنان من الصبية يديهما ويجلس طفل عليهما ويَحملانه، كنوع من التسلية له.
  • أب لمبة: هو اعتقاد بأن السَّعالي تُوقد نارًا بالليل تُضلِّل بها من يسير بالمفازات والصحاري.
  • أرأر: كلمة لدعاء الضأن.
  • عي: كلمة لزجر الضأن.
  • حيحي: كلمة لدعاء الماعز.
  • تك: كلمة لزجر الماعز.
  • أوو تبرر: كلمة لدعاء البقر.
  • كل: كلمة لزجر البقر.
  • هد: كلمة لزجر الإبل.
  • جئ: كلمة لدعاء الإبل.
  • هخ: كلمة لتنويخ (برك) الإبل.
  • حو حو: كلمة لدعاء الحمير.
  • عر: كلمة لزجر الحمير.
  • بررر: كلمة لدعاء القطط.
  • بس: كلمة لزجر القطط.
  • كيس كيس: كلمة لدعاء الكلب.
  • جر: كلمة لزجر الكلب.
  • كت كت: كلمة لدعاء الدجاج.
  • كر كر: كلمة لزجر الدجاج.
  • الجرة: هو ما يَفيض من طعام فتقصعه البهيمة عندما تستظلُّ أو تهجَعُ في الليل، أي تمضغُه ثانية.
  • الجفلان: هو نفورُ وفرار البهيمة.
  • الرواعية: الرعاة، جمع راعي وهم الذين يَرعون بالبهائم.
  • الغنَّامة: جمع غنامي وهم أصحاب الأغنام.
  • البقَّارة: جمع بقاري وهم أصحاب البقر.
  • الأبَّالة: جمع أبالي وهم أصحاب الإبل.
  • الدليل: هو رئيس مراح (قطيع) الإبل وابن صاحبها، وتحت إمرته عدد من الرعاة أحدهم للجمال الذكور والإناث العشار (النياق عند التزاوج)، واثنان للَّقح (النياق الحالبة) وأصغرهم هو الإنقيب للحلب والصر، الدليل يتقدَّم الركب في نشوة وسعادة وهو يُسابق الريح ليجد المرعى الجيد لإبله.
  • الإنقيب: وهو أصغر رعاة الإبل وأشقاهم حيث يقوم بالحلبِ والصرِّ ويَنام آخرهم، وهو الذي يَضع يده علي صدره ويشدو ويُغني ويقوقي للعيس (الإبل) فتزيد في مشيها.
  • الشبرية : وتُسمى «العطفة»، هي الهودج؛ وهو عبارة عن غرفة صغيرة مصنوعة من مَنسوجات الصُّوف المشدودة على هيكل من العيدان القويَّة، وتكون بألوان وإشكال جميلة وتُوضَع على ظهر الجمل. تُستخدَم لتنقُّل النساء الرحَّل.
  • الكردافَة: جمع كردافي نسبة لكردفان، وهم القادمون من كردفان لطقِّ الهشاب.
  • الجلَّابة: جمع جلَّابي نسبة للجلابية، في إشارة لصاحب المال الذي يُتاجر في ماله عدد من الأجرية.
  • الأجرية: جمع أجير؛ وهم العمال الذين يَعملون عند صاحب العمل من تجارة أو زراعة.
  • الكمَّانَة: جمع كماني؛ وهم العُمال الذين يَصنعون الفحم النباتي من خلال حرقِ الحطب في الكمائن.
  • الفحَّامَة: جمع فحامي؛ وهم الذين يُتاجِرون في الفحم.
  • الترَّابة: جمع ترابي؛ وهم العمَّال الذين يَعملون في حفر التُّراب للبناء.
  • الحوَّاتَة: وهم الذين يَصيدون الحوت؛ أي السمَك ويُسمَّون السماكة أيضًا.
  • القشَّاشَة: وهم الذين يَجلبون القش للبناء.
  • السَّبَّابَة: جمع سبَّابي وهم التجار الذين يعملون كوسطاء بين كبار التجار والزارعين في زريبة المَحصول.
  • البرامكة: كثير من أهل السودان مُولَعون بتناول الشاي، وهنالك عدد من قبائله لا يَقِفون عند حد الولع بل يُقدِّرون هذا المشروب وهم يُقيمون منذ مئات السنين مجالس لشربِه بطقوس فريدة تُعرَف ﺑ «مجالس البرامكة»، ﻓ «مجالس البرامكة» سِمَة من سمات قبائل «البقارة» الرعوية بإقليم دارفور غربيَّ البلاد والتي تُعقَد جلسات خصوصًا لتناول الشاي في أجواء احتفائية مصحوبة بالغناء والتباري بالأشعار التي يُمجِّد غالبها الشاي. وتتَّسم هذه المجالس بتقاليد وقوانين صارمة، القاسم المشترك بينها هو تمجيد الشاي ولا يحقُّ لأي عضو من أعضاء المَجلس تجاوزَها بأي حال من الأحوال، وفي حال فعل يُحاكَم وفقًا لنظام قضائي شعبي تصل عقوباته حد نبذ المجتمع له. وﻟ «مجلس البرامكة» هيكل إداري يُحدِّد وظيفة أيٍّ من أعضاء المجلس ابتداءً بهُوية مَن يُشعل النار لغلي الشاي ومَن يصبُّه ومَن يوزعه ومَن يُراقب مخالفات الأعضاء لتقاليد وقوانين المجلس في حال حدوثها ومَن يحكم في هذه المخالفات، ويحق لأي شخص الانضمام ﻟ «مجلس البرامكة» رجلًا كان أو امرأةً صغيرًا في السنِّ أو كبيرًا، فقط عليه الالتزام بقوانين المجلس، ومن بينها ارتداء زيٍّ موحَّد؛ فالرجال عليهم ارتداء الجلباب الأبيض والنِّساء عليهنَّ ارتداء «التوب»، وهو عبارة عن قطعة قماشية تلف بها المرأة جسدها من رأسها وحتى أسفل قدمَيها ولا يَظهر منها سوى وجهِها، ويُعتبَر الزي الشائع وسط نساء السودان. وتتكون الوظائف الإدارية العليا بالترتيب من الشيخ، العمدة، الناظر، والسكرتير، ولكلٍّ منهم سُلطة محدَّدة وصولًا لصاحب السلطة الأعلى وهو السير، ولا تقتصر الوظائف العُليا على الرجال فقط؛ فللنساء أيضًا وظائف قيادية في مجلس البرامكة تبدأ بالشيخة ثم الملكة ثم أعلى سلطة نِسَوية هي مَلِكة الملكات. والمفارقة في مجلس البرامكة أن النساء لا يُشاركن مطلقًا في إعداد الشاي أو تقديمه، ويَتولَّين فقط ترديد الأغاني الشعبية. ولمجلس البرامكة الذي يَلتئم عادة في المساء ثلاث حالات لانعقادِه؛ الأولى: تُسمى «الانبساطة» أي للسمر، والثانية: هي «المساعي الحميدة» وهذه تهدف لجمع المساهمات لمن لَحِق به ضرر من الأعضاء، والثالثة: تُسمى «المحكمة» وهذه لمحاسَبة المخالفين لقوانين المجلس. وضمن هيكلة المجلس خزينةٌ يُديرها شخص معيَّن تُجمع لديه مساهمات الأعضاء التي تكون حسب قدرة الواحد منهم للصرف على نفقات المجلس، علاوةً على الغرامات التي تفرضها المحكمة والأموال التي تُجمع لمساعدة المتضرِّرين. ويَلتئم المجلس في مكان متَّفق عليه بين الأعضاء، لكن لا توجد مدة محدَّدة؛ حيث يمكن أن تزيد مدة انعقاده على ٤ ساعات، لا يقدم في المجلس أي مشروب خلاف الشاي؛ حيث يُمنع العضو من وضع الكوب على الأرض قبل ارتشاف الشاي بالكامل، كما يُمنع كذلك ترك ولو قدرٍ يَسير منه في الكوب باعتبار ذلك تقليلًا من قيمة الشاي. ومن المخالفات أيضًا القيام بأي حركة تُشتِّت انتباه المغنيِّين أو مَن يَتبارون بالشعر أو دخول المجلس والانصراف عنه دون إذن من «الضابط»، وهو الشخص الذي يُراقب التزام الأعضاء بالقوانين، ويمنع كذلك على أعضاء المجلس شرب الخمر إطلاقًا، ولا يحقُّ لهم تدخين التبغ أثناء الاجتماع الذي يُرفع لأداء الصلوات لو حلَّ ميقاتها ويُستأنف مرة أخرى، وعادةً ما تكون العقوبة غرامة مالية يدفعها الشخص المخالف، إذا لم يَلتزِم الشخص المخالف بدفع الغرامة يُقدَّم إلى محكمة موسعة تضم كل أعضاء المجلس، وفي حال رفضه مجدَّدًا يَصدُر حكم بنَبذِه ويُمنع جميع الأعضاء من أهل المنطقة من التعامل معه حتى ولو كانو أشقاءه أو زوجته. الناس يلتزمون بهذا الحكم، وبالتالي يجد المخالف نفسه منبوذًا من مجتمعه ويُضطرُّ للإذعان للحكم الصادر بحقه. للبرامكة نُظم وقوانين في شرب الشاي، وسلوك العضو المُنضوي تحت لواء فرقتهم، ومن يَخرج عن دائرة تلك القوانين يُعقَد له مجلس محاكمة رادِعة. ويُحرِّم البرامكة على أعضائهم أكل الطعام في الأسواق خاصة النساء، ولبس الملابس المتَّسخة، والوجود في الأماكن غير اللائقة بالرجل المسئول، أو الأماكن التي تدور حولها الشُّبهات. ومن أميَزِ ما يُميِّز البرامكة، احترامهم للنساء وكبار السن والأطفال، ويُطلِق البرامكة على الشخص الأنيق العفيف والذي يَعتني بالشاي وأدواته ﺑ «الفنجري»، والذي لا يَحترم قواعد الشاي وآدابه ﺑ «الكمكلي»، وهناك عداء مُستحكَم بين البرامكة والكماكلة، حيث يَذمُّ البرامكة الكماكلة ويَصِفونهم بالبُخل.

    يتشكَّل مجلس البرامكة من:

    • السير: وهو زعيم االبرامكة.

    • السكرتير: وهو الرجل الثاني في الهرم الإداري للبرامكة، وإليه تُرفع القضايا المستعصية، وبعدها يكمكل الشخص إذا لم يَنصَعْ للأحكام.

    • الناظر: هو يَلي السكرتير ومُشرف عام على مجالس البرامكة.

    • العمدة: هو مُشرف على مجلس البرامكة.

    • الشيخ: مسئولٌ عن انعقاد المحكمة والإشراف المباشر على سيرة جلسة البرمكة.

    • القاضي: المسئول عن المحاكمات.

    • الأفندي: وهو كاتب المحكمة.

    • المفتش: مسئول عن تجريد الأعضاء من الأسلحة عند دخول المجلس.

    • باشخفير: مسئول من مراقبة العامة للمجلس.

    • الخفير: ويُسمَّى المُلاحظ أو العسكري، هو المسئول عن مراقبة الأخطاء أثناء الجلسة، كأن يأخذ الحريف الكباية من غير المكان المخصَّص له، أو يُمسِكها من فوق ويكون عندها خنَقها، أو أن يُسندها بأصبعه من تحت ويكون قد بعصها، أو يضعها في الأرض ويكون قد دفَسها، إلا أن يضعها على منديل أو طاقية. ويكون بيد الخفير منديلٌ أحمر وصفارة يُطلقها عند الخطأ، ويُلقي المنديل على المخطئ الذي يُحاكَم في الحال بالغرامة.

    • العباي: مسئول عن إعداد وتعبئة الشاي في الكبابي.

    • السفرجي: مسئول عن توزيع الشاي وجمع الكبابي الفارغة، وهو يضع الكبابي في صفوف تبدأ من الطرف وتنتهي عند الوسط ويبدأ بالتقسيم من اليمين، على أن يأخذ الحريف الأول من جهة اليمين مما يلي إبهام السفرجي ويتبعه الآخرون بذات التتابُع، وإن غير السفرجي وضع الصينية في حركة فنية سريعة، ثم يعود لجمع الكبابي بذات النظام.

    • الحرفة: هم الأعضاء.

    أما النساء:

    • مَلِكة الملكات: مشرفة عامة على النساء في المجلس.

    • الملكة: المشرفة على النساء في الجلسة.

    • وكيلة المحكمة: مسئولة عن تقديم المخالفات للمحكمة.

    • الحريفات: هن العضوات.

    إن البرامكة جمع بينهم حُب الشاي الذي يَحترمونه، ويُقدِّرون أدواته (كفتيرة، براد وكبايات)، لذا نجدهم يُغدقون عليه عبارات المدح فيقولون:

    «أحمر الدلمي،
    كمَّل لي بقري وغنمي.»
    «والشربة المخصوصة
    يحبوها الفناجرة، ويكرهوها النُّحوسا،
    تبسط الحزنان ولو ماتت عروسا.»
    «جبار الخواطر،
    وصفار الفواطر،
    لا بشبَّع جيعان،
    ولا بسمن باطل.»
    «الشاف حماره،
    باع حماره.»
    «شباط أحمر قندول أم نباط،
    لا بتلحس ولا بنصاط،
    أمك الكباية وأبوك البراد.»
    «كن شفتا أحمر تقول بدما،
    وكن شفتا أسود تقول بسما،
    وكن رشف من رشفتين فرق ليك همك.»
    «أسموا الشاي أبو شعيرا،
    أنا سميتك أب صاموت،
    أب شرابًا شوووت،
    رباط مسامير الرأس نباه العروق،
    أنحنا نشربك من بداية الدنيا
    لحدي ما أرواحنا دي تفوت.»
    «الشاي أب هبهان،
    مشروب عيال هبان،
    ومشروب الضيفان،
    رمز الكرم في وطنا السودان،
    مجمع الحبان ومرتع الإخوان،
    في دار فورنا العزيزة
    والشقيقة كردفان.»

    و تبدأ الجلسة بقول أحدهم: تل تل تل تل تل …

    ثم يبدأ في تشكير (مدح) الشاي:

    شمشلوك شراب الملوك،
    أبو شعيرة الهني الماك شراب دني،
    بشربك جوت جوت بدخل بيك البيوت.

    ثم يعقبه آخر بقوله: تل تل تل تل …

    ليشكر بهارات الشاي:

    الشاي بلا هبهان زي الفريق بلا دخان،
    الشاي بلا قرفة زي السلامة بلا عرفة،
    الشاي بلا نعناع زي الصغير بلا رضاع.

    و هكذا تستمر الجلسة.

    ويُعتبَر الورل (الضب الصحراوي) عند البرامكة حريف، لا يَعتدي عليه أحد؛ لأنه وُجد يأكل تفل الشاي، فصار عندهم حريفًا يُعاقَب البرمكي إذا اعتدى عليه، وقال شاعرهم محذِّرًا الورل من الكمكلي:

    الحاج زمبا ما تُخطئ وتمشي لعرق الكمكلي مع الضحي،
    وكنت خطيت ومشيت لعرق الكمكلي مع الضحي،
    خط كراعك من تبسه لتبسه.
    الحاج زمبا نسي وقام مشي لعرق الكمكلي مع الضحي،
    وما خط رجله من تبسه لتبسه.
    الكمكلي في المنام بيها رِأي،
    وقام ساق جريواته كيسا وكيس كيسا ومشي،
    وقتين شاف الحاج زمبا ضحك لما رقد بقفاه،
    تقول الله من الموت عفاه،
    ضبحه وسلخه وشاله البيت للمرأة،
    وقال لها الكبدة وأم قليت كن مرقتيهن في الضرا،
    طلاقك كن في السما بلحقة،
    شاله ومشي للضرا مع العشا،
    ورجع للبيت قال ليها وين الباقي يا مرأة،
    قدار تقوم كفي الفندق ومن المشعليب نزله،
    وقعد واداها ضهرها،
    وقال ليها يا مرأة بديك ولا ترجي فَضُل الله،
    قالت ليهو برجي فَضُل الله.

    يكمكل الحريف إذا رفض الانصياع للأحكام، ويكون ذلك بأن يَرفع يده اليمني عند حضرة السكرتير، أما إذا لم يرفع يده له أن يَستأنف الحكم عند قاضي البلد الذي يتحرَّى من الحكم إن كان مطابقًا للأعراف ومنصفًا ضاعف له العقوبة وبعدها إن شاء انصاع وإلا تمَّت كمكلته بالخروج من مجلس البرامكة.

  • البلِّيم: هو اكتساء المرأة بالثوب ولا تُبرز إلا عينيها، وعندها تكون مُتبلِّمة أي ساكتة عن الكلام.
  • قدوم شكو: هو وشم اللثة السُّفلى في النساء كنوع من الزينة، يُعمل بوخز الإبرة فيصير أسود مخضرًّا.
  • البهدلة: وهي الخفة والطيش وعدم النظام.
  • الترتارة: هي لعبة عبارة عن حلقة من عروق الشجر، يصنعها الصبي ويُرسلها مع الريح، وأخيرًا أصبح يصنعها من الحديد ويَسوقها بسلك مقوَّس إلى الداخل وله مقبض يُمسك به.
  • الحزا: هو نباتٌ من البقول رائحته نفَّاذة، يُشرب كعلاج للريح ويعلق للصِّبيان من المس والسِّحر.
  • الخرط: هو نزعُ ورق الشجر.
  • الخس: هو المطبخ.
  • الخمج: هو فساد الأخلاق وعدم النظام.
  • الرمَّة: الجيفة.
  • الرِّيالة: اللُّعاب.
  • الزيفة: هي ريح باردة تحمل غُبارًا.
  • الكتَّاحة: وتُسمى أيضًا «السفاية»، هي ريح حارة تحمل غبارًا.
  • الزاملة: هي الراحِلة أي الدابة التي يُسافر عليها الفرد.
  • السَّرِّيحة: هي الشظية من العود.
  • السَّقط: هو البرد.
  • السنَّان: هو حدُّ السكين وصقلها.
  • الطريق: هو حد الحشاشة أو القدوم أو الفأس.
  • السناب: هو سنام الجمل.
  • الشلاتيت: هي الثياب البالية الممزقة، المفرد شلتوت.
  • الشين: القبيح.
  • الضبان: هو الذباب.
  • الطاقة: هي كوة في البناء.
  • العربون: هو جزء من الثمن يُدفع لحجز الشيء المشترى.
  • العارض: هو الآفة التي تَعترِض الشخص، والجمع عوارض.
  • العزابي: هو الرجل غير المُتزوِّج.
  • العزابية: هي المرأة غير المُتزوِّجة.
  • العزب: هو الرجل الذي طلَّق زوجته ولم يتزوَّج بعد.
  • العزبة: هي المرأة المُطلقة.
  • العصار: هو رِيح قوية تُثير الأتربة وربما تُشلِّع البيوت وتقلع الأشجار.
  • العوير: هو الأبله الأحمق.
  • العوَّارة: هي الجرح.
  • العوقة: هو الأحمق الأبله.
  • العيال: هم الأولاد.
  • العيفة: هو ما يُستقذَر ويُعاف.
  • العيران: هو الانفلات.
  • الغبشة: هو البياض الذي يُغطِّي جلد الزول (الشخص).
  • الفرزعة: هي التفرق.
  • الفرت: هو الفرث أي ما يُستخرج من بقايا طعام (عشب) في أمعاء البهيمة المذبوحة.
  • الفسالة: هي الرذالة وعدم المروءة.
  • المروة: هي المروءة.
  • القوا: هو الجوع.
  • القبَّة: هي قطية من الطين تُبنى على أضرحة المشايخ.
  • القرَّة: البرد القارص.
  • القرم: الشهوة الشديدة.
  • القمرا: هي القمر.
  • القهم: هو قلة الشهوة في الطعام والإحجام عن الكلام.
  • القايلة: هي القيلولة (راحة مُنتصَف النهار).
  • المكاوة: هي إغاظة الشخص.
  • المريسة: هي الخمر من ذريعة الذرة أو الدخن أو من البلح، وكلمة مريسة لعلَّ حروفها ترجع إلى مادة مرس في القاموس (مرس التمر أي نقَعه، والمريس هو التمر الممروس) وعند النوبة نجد تركيبًا من كلمتَين؛ الذرة والماء (مري: الذرة، أسي: الماء) ولعلَّ أهل السودان أخذوها من الكلمتين ثم تم التحريف والإدغام وصار الاسم مريسة. ومن أسمائها: «الدغبوية، أم طبز، أم شوشو، أم تخريني، الكوشيب، ألمي كسرة» وذلك عند أهل الغرب، أما عند أهل الشمال «الدكاي، وأم تف، وأم نارين»، وأما الشرق «الجليط، الغباشة، الدقة، وكبس التور، والجمل برك».
  • السُّكرجيَّة: وهم السكارى الذين يَشربون المريسة.
  • الشيخة: وهي صاحبة الإنداية.
  • الفدادية: هي صانعة المريسة التي لا تَملك إندية وتعمل أجيرة عند الشيخة، وأحيانًا تعمل لصالحها بتسويق ما تَصنع من خمر في أماكن تجمُّع العمال من صيادين وغيرهم.

وعند افتتاحية تسويق المريسة تقول الفدادية:

يا يابا برمتك برة،
خوف المضرة،
يا الشيخ يا ود الأرباب،
المحسي الما كضاب،
يا يابا الشيخ إدريس،
يا الجبل الميس،
تحضَّر مالهم،
وتغيَّب بالهم.
  • تُج: هو الجردل الكبير الذي يُوضع في منتصف حلقة الشرب؛ ومن ثم يُوزَّع بالكاسات على الشاربين.
  • المسحة: هو كاس الضواقة (التذوُّق) للقادم الجديد لو استحسَن المريسة جلس واشترى وإلا ذهب، أما المُفلسون فيتلقفون المسحة من إنداية إلى أخرى.
  • الشربوت: هو مشروب يُصنع من البلح بعد تخمير خفيف ويُضاف إليه عدد من البهارات مثل الجنزبيل والقرفة، ثم يُعصَر ويُصفَّى للشرب.
  • العسلية: هي مشروب يُصنع من زرِّيعة الذرة بعد تَخميرٍ خفيف ويُضاف إليه عدد من البهارات مثل الجنزبيل والقرفة، ثم يُصفَّى للشرب.
  • أم بلبل: هي نوع من المريسة تُصنَع من خبز الدخن أو الذرة اليابس بأن يُكسر ويُمزج بالماء ويُوضَع على نار هادئة لمدة من الزمن، ثم يُترك لليلتَين ليختمر ثم يُصفى بالقماش خمرًا، وتُسمَّى أم بلبل لأنها تجعل شاربها مغرِّدًا كالبلبل.
  • الدكاي: هو نوعٌ من المريسة يَصنعه النوبة في شمال السودان، ويُصنَع من البلح (البركاوي والسونجاو والدقنة) بخلطِهم بالماء في جرة من الفخار تسع خمسة أرباع من البلح، يَغلي الخليط في النار وبعد أن يَبرُد يُضاف إليه مزيد من الماء البارد ويُغلَق بقُفل محكم من سعف النخيل ويُترك لأيام يختمر ويَزبد وتفوح رائحته، وعندها يكون قد استوى للشرب.
  • النبيت: هو شراب أقوى من الدكاي ولونه قريبٌ إلى لون العسل ولا يَختلِف عن الدكاي، إلا أنه أخفُّ منه ويَستمرُّ مفعوله في الرءوس أطول منه ويُعَد في الشتاء، ويُصنَع بغَلي البلح في النار ثم تصفيتِه وغلْيِه ثانية لكمية معيَّنة ثم يُوضَع في جرة من الفخار ويُدفَن لمدة خمسة عشر يومًا للتخمير، تُفوح رائحتُه ثم يُصفَّى للشرب.
  • الفقيرية: هي شرابُ الفقراء الذين يَرجون شرابًا طيبًا بغير سُكر، وهي أيضًا تُسمَّى «بقنيَّة»، وهي يُؤتى بالبلح والماء ويُضاف إليهما كمية الذرِّيعة (السرية) وأحيانًا الجنزبيل وتُترك ليوم أو يومَين ثم تُعصَر وتُصفَّى للشرب، وهي عند أهل الشمال.
  • دقش الشوك: هي مريسة الفقرة، تُصنع من زرِّيعة الذرة بتخميرٍ خفيف، وأحيانا تُجفف في شكل كرات صغيرة وتُبل عند الطلب، ومن أسمائها: «أم بنج بنج، والدحيشة»، وهي عند أهل الغرب.
  • كنجومرو: هو مشروبٌ يُصنع من تخمير السمسم المسحون مضافًا إليه بهارات مثل الجنزبيل والقرفة.
  • الدانقة: هي الفسحة أمام البيت، وكذلك تعني الغرفة أو العريشة الخاصة لكبار القوم في الإنداية.
  • الإنداية: هي منحوتة في الأصل من التعبير العربي «نادٍ»، وتُجمع كلمة إنداية على «أنادي» وهي الحانات. والإنداية هي المكان يؤمُّه طلاب اللذة والطرب والأنس، وكانت مكانًا مُهمًّا للأخبار التجارية والمصالح المتبادَلة بين الأفراد والجماعات.
  • الهَمباتة: الهمبتة هي ظاهرة اجتماعية على غرار «ظاهرة الشعراء الصعاليك» التي عرَفَتها جزيرة العرب قبل الإسلام. انتشرت في السودان خلال العهود الاستعمارية التركية والإنجليزية، وقد جاءت في أعقاب الحروب التي كانت تَنشب بين القبائل أواخر عهود السَّلطنة الزرقاء، وإثر ضعف هَيبتِها، بسبب تنازع أمراء الفونج على العرش وتسلُّط الوزراء من قبائل الهمج على زمام الحكم.

    الهمبتة: تعني «نهب وسلب الإبل» وكانت تُعتبر من أرفع ضروب الفروسية، وكانت حياة «الهمباتة» على غرار حياة أسلافهم من الشعراء الصعاليك في الجاهلية مثل عروة بن الورد والسُّليك بن سلكة وأضرابهم مع اختلاف جوهري ورئيسي هو أن غالبية أسلافهم كانوا لا يتورعون عن سلب الضعفاء والحريم بل وسبيهم واسترقاقهم، فيما يتَّصف «الهمباتي» بصفات الفارس النبيل الكريم، كما أن أسلافهم كانوا «خلعاء» لَفِظَتْهم قبائلهم، بينما «الهمباتي» محلَّ تقديرِ وافتخار قبيلته واحترام المجتمع؛ لأن المروءة والنجدة والشهامة والكرم كانت من أخصِّ خصائص «الهمباتي»؛ إذ إن «الهمباتة» مُغامِرون شُجعان، لا يهابون الردى والمخاطر، ويُواجهون الأهوال، ويتحمَّلون المشاق، ويَحفظون القبيلة، ويرعون حقَّ الجار والعشير، ولا يَسلُبون الضُّعفاء.

    • أصلها ونشأتها: الهمبتة تعني نهب وسلب الإبل دون سواها، و«الهمباتة» هم الرجال الذين يُمارسون نهب الإبل ومفردهم «همباتي»، واللفظ من لهجة عرب غرب السودان، ويُرادفه لفظ «مهاجرا» ومفردُه «مهاجري» ولفظ «النهيض» و«النهاض» ومفرده «نهاض» في بادية البطانة في وسط السودان، ولفظ «سراجة» ومفرده «سراجي» في بادية كردفان.

    وعن أصل الهمبتة ونشأتها أن بدايتها كانت في أواخر عهد السلطنة الزرقاء وما بعدها في القرن الماضي إثر ضعف السلطة المركزية، وضعف الوازع الديني نتيجةً للجهل الذي ضرب أطنابه على المجتمع السوداني من جراء سياسة التجهيل التي طبَّقها الحكم التركي؛ حيث أصبحت القبائل تغير على بعضها تَسلُب وتَنهب، وكان هذا العهد يُسمى «عهد القيمان»، وبعد سقوط السلطنة الزرقاء على يد الأتراك العثمانيِّين وقيام سُلطة مركزية انحسرت ظاهرة القيمان وتقلَّصت وأصبحت تتمُّ بعدد من الرجال يَتراوح بين المائة والمائتين، وكانوا يُسمَّون «النهاض». وفي عهد الحكم الثنائي الإنجليزي المصري مطلع القرن الماضي تواصلَت ولكن بعدد قليل من الرجال يتراوح بين الاثنين والثمانية. وبعد الاستقلال من الاستعمار واستقرار الغالبية من العرب الرحَّل وانتشار الوعي الديني والتعليم اندثرت هذه الظاهرة إلا من بعض الحوادث الفردية في أقاصي البوادي السودانية.

    • دوافع الهمبتة: عاش العرب في السُّودان منذ ما قبلَ تصدُّع الأخدود الأفريقي الآسيوي العظيم عندما كانت آسيا وأفريقيا قارة واحدة، يَنداحون في الأرض، فلا تحدُّهم إلا الجبال بين الفرس والتُّرك والبحر الأبيض المتوسط غربًا، وعندما استشرى الجفاف والتصحُّر في شبه الجزيرة العربية، راحوا يُهاجرون إلى وديان الأنهار في العراق والشام ومصر والسودان، وظلَّت الهجرات العربية تتواصَل إلى السودان، وكانت آخرها هجرة حِمْير قبل الإسلام بخمسة قرون، الأمر الذي يُؤكِّد أن الوجود العربي في السودان لم يكن أمرًا طارئًا. وواضح أن العرب لم يعيشوا في المنطقة الاستوائية من السودان بل استوطنوا شرقه ووسطه وشماله وغربه. وعندما وفد العرب إلى السودان بعد الإسلام عاشُوا فيه كما كانوا يَعيشون في جزيرتهم، وظلَّت حياة التِّرحال وراء الماء والكلأ هي ديدنهم. وقد توارَث العرب في السودان الالتزام بقِيَم القبيلة وتقاليدها وأعرافها ومعاييرها الجماعية. وكما قُلنا فإنَّ تفشِّي الجهل أواخر السلطنة الزرقاء وسياسة التجهيل التي طبَّقها الغُزاة الأتراك والإنجليز، وضَعف الوازع الديني الناجم عن الجهل بالدين، جعل من «الهمبتة» مكان الاعتزاز والفخر، ودليلًا على الشجاعة والبسالة والإقدام والنُّبل والكرم الفياض، وهي تُكسِب صاحبها تقدير واحترام القبيلة والمجتمع، حتى إنَّ بعض القبائل لم تكن لتَعترِف للشباب ببلوغ قدر الرِّجال إذا لم يُمارِس الهمبتة، وكانت القبائل تتفاخَر بهم، وتحتفل بهم حين يعودون بعد رحلة موفَّقة؛ ذلك أنهم يُشركون في كسبهم كلَّ محتاج في القبيلة من الأيتام والأرامل والمسنِّين والفقراء. كما أنَّ الهمبتة كانت تُكسب الرجل إعجاب الغواني؛ فالرجل الصنديد (الولد) الذي يخاف أن تُعيِّره القبيلة بالخوف، عليه أن يمتطي (يخلف) ساقَيه جملًا فحلًا (تيسًا) رقيق الفم (قدومو) فإما أن يأتي بمال يرضي الظبية ذات الرضاب الذي يقطر عسلًا (لهيجو مسكر) أو أن تثكله نساؤه ويحثون الرماد على رءوسهن، وهي عادة كانت سائدة في السودان عند موت عزيز حيث تُملأ الأقداح بالرماد، وتحثوه الباكيات على رءوسهن. إن الباسل الذي يريد (بدور) أن يحظى بشكر القبيلة عليه أن يركب ويتوغل (يتوكر) في بلد العدو، فإما إن أتى (جاب) بما يرضي الظبية ذات الرضاب المطعم بالسكر، أو قضى وتبخترت الصقور الصلعاء فوق جثته وصوتت: «أب صلعة تيتل وكركر.» وواضح أن المرأة زوجةً وبنتًا وأختًا وأمًّا وخليلة في حالة حضور دائم في وجدان «الهمباتي» بل هي سبب رئيسي لاقتحام المخاطر وركوب الصعاب، إذ هي الواحة التي يعود إليها «الهمباتي» من حياة المخاطر، فتنسيه كل ما عانى من أهوالٍ قاتلة ومشاقَّ مرهقة، وفي كل أشعارهم يتضح كُمون المرأة في وجدانهم، ووراء مجازفتهم بأنفسهم من أجل اكتساب ودها!

    • مجتمع الهمباتة: يتكون مجتمع الهمباتة من فئتين؛ الهمباتة الذين يقومون بنهب الإبل، و«العملا» الذين يقومون ببيع الإبل المنهوبة، والعملا غالبًا من أشخاص كانوا همباتة، ثم تركوها لأي سبب من الأسباب، وهم إلى جانب بيع الإبل المنهوبة يقومون بمساعدة الهمباتة بتقديم القروض لهم إذا ما أصبح احدهم خالي الوفاض، ويقومون بتجهيزهم (تشهيلهم)، وكانت بوادي السودان تزخر بهم مثلما تعج بالهمباتة، وهم معروفون بالاسم في كل قبيلة وكل منطقة، ولم يكن عمل العملا قاصرًا على الرجال، بل إن «ستات المجالس» ممن احترفن صنع الخمر وتهيئة مجالس اللهو من الجواري اللائي نلن حريتهن بعد إلغاء الرق في السودان، كن يقمن ببيع الإبل المنهوبة كما يقمن بإقراض الهمباتي المال الذي يحتاجه … يقول ود ضحوية:

    الدرب البجيب كمش النقود موهين،
    وما بمشيهو ديك بيتو أب جليدا لين،
    الولد البيقوم من أم حمد متدين،
    غصبا عنويا الساحر يسوقن بين.

    يخاطب جمله الساحر قائلًا: إن الطريق الذي يجيء بالنقود الكثيرة (يجيب كمش النقود) ليس هينًا ولا سهلًا، ولا يمشي فيه من يلازم بيته مثل الديك صاحب الجلد اللين الناعم، ولكن الصنديد الذي يقوم بعد أن يستدين من الغانية (أم حمد) فلا بد له أيها الساحر من أن يسوق الإبل اقتدارًا وعيانًا بيانًا، ويقول آخر مخاطبًا ناقته:

    الليلة أم هلال أمست سراتك تارة،
    وأسيادك سواويق لي الردوف والدارة،
    إن بردن نكافيبن سوالف السارة،
    وإن حرن صناديدا نقابل الحارة.

    فهو يقول لناقته (أم هلال) إن سنامك (سراتك) قد رجعت للوراء (ترت) من طول الركوب، وإن أسيادك يعرفون قود (سواويق) الإبل ممتلئة الأرداف، وتلك الحبلى (الدارة) فإذا ما خلصن (بردن) نكافئ بهن أفضال وديون (سوالف) الغانية المسماة (السارة) أما إذا تطلب الأمر القتال فإننا صناديد في المعارك الحارة.

    • السالف: هو أبرز صور التعاون بين الهمباتة، وهو يتمثَّل في واجب الهمباتي نحو زميله إذا كان في موقف يحتاج فيه إلى المساعدة؛ فهو واجب وليس دَينًا يُرَد، فما إن يَحتج الهمباتي إلى المساعدة فإنه يَلجأ إلى الهمباتة في المنطقة لمساعدته حتى دون سابق علاقة، أو معرفة، ومَن يَتقاعس عن أداء هذا الواجب يُعتبَر خارجًا على «السوالف» وتسوء سُمعته ويَحجُم الجميع عن التعامل معه أو تقديم العون له في وقت الحاجة.

    • مراحل الهمبتة: وتتمُّ عملية الهمبتة عبر عدة مراحل تبدأ بتجمع الأسباب والدوافع، ثم تحديد الهدف، ومكانه، ومعرفة الطريق إليه، ثم تأتي مرحلة بلوغ الهدف واختيار الإبل التي تتَّسم بدلائل القوة والقدرة على التحمُّل والسير لمسافات طويلة، وتنتهي ببَيع الإبل وإنفاق المال الوفير الذي تُدرُّه في إعانة المحتاجين والمساكين، ومساعدة «رفاق الفردة».

    ثم الانصراف إلى «ستات المجالس» لشُرب الخمر واللهو مع الغواني الحسان. و«ستات المجالس» هنَّ من الرقيق اللائي نلنَ حريتهنَّ بعد إلغاء تجارة الرقيق في بداية هذا القرن، ولكن يَسكن أطراف المدن والقرى ويتكسَّبن بصنع الخمر. وتحكم مجتمع الهمباتة قِيَم حميدة منها ما هو خاص بمجتمعهم، ومنها ما هو شائع في المجتمع العربي البدوي عامة، ومما هو خاصٌّ بمجتمعهم إضافة إلى حق «السالف» المكفول لكل رفيق حقوق الرفقة، وللمُرافقة في مجتمع الهمباتة قوانين تحكمها وقواعد تُنظِّمها وقِيَم تَستنِد عليها ومُعتقَدات تدفعهم إلى الالتزام بحقوقها وأول ما يَحكم «الرفقة» أن الهمباتة قبل أن يَبدءوا رحلتهم يتعاهدون «الخاين لله يخونو» ويقرءون الفاتحة، وهم يَعتقدون أن من يخون «الرفقة» يَلحقه الضرر في نفسه وذريته وماله، ويقولون: «خوِّن كل شيء إلا الغُرَدة.» والغردة هي الحزام الذي يربط السرج على ظهر الدابة، وهي كناية عن رفيق الهمبتة. وقد أدى هذا الاعتقاد إلى تمكُّن هذه الخاصية في نفوسهم والتزامهم بها، فأصبح الوفاء للرفيق من أميز صفاتهم، وهو يصل إلى حدِّ الذَّود عنه بالرُّوح والمال، والرفيق دائمًا هو موضع الحفاوة والإكرام والاحترام، وما وقع في مشكلة إلا وتعاطَف معه الآخرون، وسعَوا بكلِّ ما يَملِكون لتخليصِه من مشكلته. وإذا حدَث ما حمل الرفيق على الغياب عن أهل بيتِه قام الرفاق بمعاونتهم وبرعايتهم وحمايتهم وتوفير كافة احتياجاتهم ومعاودتهم. ومن أشعارهم عدة أشكال من صور الوفاء للرفيق تُعبر عن شعور عميق بالتعاطف حين يقع أحدهم في قبضة القانون ويُزجُّ به في السجن … سمع «ود ضحوية» أن رفيقَه «طه الضرير» قد حُكم عليه بالسجن فقال:

    الليلة النَّفس أمسَت حزينة وعامدة،
    وما بَتْسلَّى بي بُرقع حميدة وحامدة،
    فارَقنا أبان قلوبا جامدة،
    ناس طه اللَّحو ضو القبيلة الخامدة.

    يقول إن نفسه أمست حزينة ومُنقبضة، ولا تُسلِّيه مُجالسة الغيد الحسان ولا براقع «حميدة وحامدة» بعد أن فارق رفاقُه أصحاب القلوب الشجاعة، وخاصة «طه» الذي يُشبه الأسد (اللحو) ضوء القبيلة التي تخمد نارها. ويقف الهمباتي إلى جانب رفيقه عند القبض عليه، ويبذل كل ما في وسعه لتخليصه من ورطته:

    الخبر البيجي الصديق مقفل جوة،
    حالف ما بقيف دونو إن بقيت في هوة.

    فقد ورد خبر بأن رفيقه قد سُجن فأقسمَ ألا يكفَّ عن السعي لخلاصه ولو قاده ذلك إلى هاوية. ومن صور الوفاء للرفيق عندهم أن أحدهم إذا قُبض عليه بجريمة سرقة الإبل فإنه يَتحمَّل وحده العبء ولا يذكر شركاءه أو يُقرُّ بأسمائهم، وبالمقابل فإن شركاءه يسعون بكل السبل لتخليصه، وإذا أخفقَت محاولاتهم فإنهم يتكلفون بإعالة أسرته طوال مدة بقائه في السجن.

    • قواعد الهمبتة: وتقوم الهمبتة على قواعد يَتحتَّم على «الهمباتي» مراعاتها وإلا فهو لا يعد في عداد «الهمباتة» ويكون مُحتقرًا، وأول هذه القواعد:

    الإبل فقط: أي إن الهمباتي لا يقرب إلا الإبل فقط دون غيرها من المواشي أو الأموال، كقاعدة أساسية تميز بين الهمباتي واللص.

    ما بتدبى لي عنز الفطيم والشاي،
    بعرف سوق بكارا دلتن داداي.

    فمن العيب أن يدب مُتلصِّصًا ليَسرق المعزى التي تَحلب للطفل الرضيع وللشاي وهو يعرف فقط سوق النياق على أصوات الحداء (الداداى)؛ ذلك أن نهب الإبل في عُرفهم عزة وفخر ويجلب تقدير وثناء القبيلة كما يجلب إعجاب الغواني، ونهب غير الإبل فيه ضَيعة وصغار ويجلب الذم والاحتقار. فالإبل هي أثمن ثروات البدو، العائد منها لا يُقاس بالعائد من غيرها كالبقر والضأن. وهناك الجانب الاجتماعي حيث تُقاس ثروة الرجل بما يملك من إبل تُحدِّد مكانته في السلَّم الاجتماعي، وفوق هذا وذاك فإن الإبل قادرة على السير لمسافات بعيدة لا يُدركها أصحابها الذين يقتفون أثرها «الفزع».

    العلانية: إنَّ الهمباتي لا يأتي متلصِّصًا في الخفاء، وإنما يحصل على غنيمته جهارًا نهارًا وعنوة واقتدارًا. ولا يسلبون إلا الإبل المحمية، والهمباتة يعزفون عن الإبل (الهاملة):

    الزول البدور من البوادي ضريبة،
    يبقى موارك الغربة ويبعد الريبة،
    ما بتدبى لي الهاملة البشوفا غريبة،
    إلا السيدا في الدندر مسيلها زريبة.

    فالشخص الذي يريد من البوادي فرصة عليه أن يُداوم (يوارك) على الغربة ويُبعد ريبته عن القبيلة والجار والعشير. إنه لا يتلصَّص ويسرق الناقة الهاملة التي يراها غريبة ولا ينهب إلا الإبل المحمية التي أقام لها أصحابها الحظائر في بادية الدندر.

    البعد: إن الهمباتي لا ينهب من قبيلته ولا من الجار والعشير:

    الولد البدور الشكرة يابى الشينة،
    يبعد ردو غادي … ينطح بوادي جهينة،
    إما نجيب فلوسا تبسط الراجينا.
    ولا أم روبة لاحولين تكوفتو علينا.

    فمَن يريد أن يُشكر ويأبى الفعل الشائن عليه أن يوغل في البُعد ويُقارع الأبطال من جهينة في بواديهم بغربِ وشرق السودان، فإما أن يأتي بمالٍ يُفرح الحبيبة التي تَنتظِر عودته (نبسط الراجينا) أو أن ذات الشَّعر الغزير الطويل (أم روبة) تحدُّ عليه لمدة حولَين؛ فلا تُضفِّر شعرها ضفائر ناعمة وإنما تُضفِّره ضفائر غليظة (كوفات) ولا تُطيِّبه لمدة عامين.

    وهم وراء الإبل الأصيلة أينما كانت، يقول طه ودأب زيد:

    أبوك يا الزينة عكاهن قبض في روسن،
    الهوج والشرق فوق العواتي بكوسن.

    يقول لابنته (الزينة) إن أباك كم استولى على الإبل وقادها، وإنه يجوب الغرب (الهوج) والشرق بحثًا عنهن (بكوسن).

    حق الجار: إن مراعاة حق الجار من أبرز القيم العربية وأرسخها جذورًا؛ إذ هي متأصلة في طباعهم منذ جاهليتِهم، وهي من أوجب واجبات الهمباتي؛ فالهمباتة يُبعِدون عن مضاربهم وجيرانهم ويتوغَّلون في البُعد رعاية لحقِّ الجار.

    ببعد ردي ما بتدبي أخون الجار،
    وبحرت كفي في اليوم أب لطاما حار.

    فهو يبعد من جيرانه ولا يدبُّ متلصِّصًا ويَخون جاره، وإنما «يحرت كفه» في اليوم الحار اللطام حتى تخلص له الإبل.

    الشجاعة: إن الهمباتة هم رجال صناديد يتمتَّعون بصفات نفسية وجسدية تُهيِّئهم لهذه الحياة الخطرة التي يُجابهون فيها الموت والمخاطر والأهوال والصِّعاب، ويَتميَّزون بقدرة فائقة على تحمل المشاق، ذلك أن الشجاعة هي أوضَحُ سِمات الهمباتي؛ لأن طبيعة الهمبتة تجعلُه في حالة خطر دائم من جراء نهب الإبل؛ حيث إنَّ أصحاب الإبل المنهوبة «يفزعونها» سعيًا لإرجاعها ويُطاردون الهمباتة وتقع بينهم معارك بالأسلحة التقليدية والنارية، يقول ود ضحوية:

    الناس أل على «الساحر» بيشقوا الصي،
    أمسو الليلة فوق رايًا نجيض ما ني.
    ناس أب ترَمه جاموس النحاس أب دي،
    عقدوا الشورة ميعادهم جبال كربي.

    إنَّ الأشخاص الذين يشقون الفيافي على مثل جملة «الساحر» أمسوا وقد عقَدوا العزم على رأي ناضج (نجيض) وليس نيئًا. وشبَّه جسارة رفيقه «الصديق ود التركاوي» الملقب بأب ترمة (أي ذي السن المكسورة) بجسارة الثور الوحشي عندما تدوي طبول الحرب (النحاس أب دي)، وقال إنهم قد عقدوا رأيهم على الإغارة على جبال كربي البعيدة.

    وهم: يوم جالسين مع الحزم القُصار مربوعة،
    ويوم ماسكين نقيب صايدانا عطشة وجوعة.

    فهم يومًا في سعادة مع حبيباتهم مربوعات القوام، ويومًا يسيرون على طريق طويل وسط الأحراش فريسةً للعطش والجوع …

    الأنفة: الهمباتة يعشقون حياة المخاطر ويَحتقرون حياة الدعة، يقول ود ضحوية:

    أنا ماني التنبل أل في البيت صناعتي حليب،
    بدور الشدة فوق ابلن شوافي ونيب.

    فهو ليس البليد الكسلان الذي يُقيم بالبيت يَحلب اللبن، إنه يريد (بدور) الركوب على إبل قوية نبتت أنيابها. وهم يَأنفون من حياة الزراعة، وكان والد ود ضحوية قد أصر عليه أن يَترك حياة الهمبتة والبقاء في القرية. والهمباتة في مواجهة المخاطر يَعتمِدون على أسحلتهم، يقول ود ضحوية:

    كم فُزَّعًا خمدنا بيضة سنو،
    يا ريت السيوف كان تحكي بي الفاعلنو.

    والفُزَّع هم أهل الإبل الذين يُطاردون الهمباتة. يقول إنهم قد أخمدوا بياض أسنانهم بأن جعلوهم يعودون بدونها خاسئين ويَتمنَّى أنه لو كانت السيوف تتحدَّث لأخبَرت بأفعالهم وهم في سبيل الإبل لا يَرهبون القيود والسجون.

    المروءة: إنَّ الهمباتة يتَّصفون بالمروءة والنجدة والشهامة. ومثلما تَحلو لهم مجابهة المخاطر من أجل المال، يَحلو لهم إنفاقه في إعانة المُحتاجين، ومساعدة المساكين، وحلُّ مشاكل أقاربهم ومعارفهم، وقبل هؤلاء جميعًا «إخوان الفردة» رفاق الحارة، يقول ود ضحوية:

    عند طرش الدرق ما بنسى شرط الخوة،
    كباس لي الدهم عند البيقول يا مروة.

    فحين البأس وقراع السيوف للدرق لا يَنسى واجبه تجاه رفاقه، وهو يَندفِع في الليل لنَجدة مَن يَطلُب النجدة ويُنادي «يا أبو مروة.» ومن مروءتهم أنهم لا يَنهبون إبل الفقراء من الناس الذين يعتمدون عليها في معيشتهم وترحالهم، ولا يَنهبون إبل اليتيم حتى لا يزيدوا أحزانه، ولا يَنهبون إبل امرأة مهما كانت كثيرة، ولا يَتعرَّضون لأصحاب الإبل المشهود لهم بالكرم ومساعدة المحتاجين والمساكين. إنَّ هدفَهم دائمًا وأبدًا هم الأغنياء من أصحاب الإبل الذين لا يُعينون المحتاج ولا يُساعدون المسكين.

    الكرم: إنَّ الكرَمَ من أبرز القيم العربية، وهو من أخصِّ خصائص الهمباتة؛ فهم كما قلنا يُعينون المحتاجين ويساعدون الفقراء والمساكين، وقد يصرفون كل ما يصل إلى أيديهم من مالٍ في هذا السبيل، وخاصة للرفاق:

    إن بردن نقود ماني البخيل صريت،
    وإن حرن بكار ما هن صفايح زيت.

    إنَّ الغنيمة إذا أصبحت باردة في شكل نقود فإنه لا يُصرُّها ويبخل بها، أما إذا تطلب الموقف القتال فهو يقاتل من أجل بكرات تَستحِقُّ الموت وليس من أجل صفايح زيت.

  • الكجور والكجورية: الكجور كلمة كجور تعني الكثير بالنسبة للشعوب الأفريقية، وعلى وجه الخصوص شعوب الحضارات القديمة، وهي تُرادف كلمة حكيم من حيث المعنى والتوصيف. والمعلوم أن الحكماء هم قادة أقوامهم في التوجيه والنُّصح ويَتقاضى إليه الناس للمشورة وقضاء وحلِّ العُقَد.

    والكجور نوعٌ من المُمارسات الرُّوحية التي يمارسها الإنسان البدائي في أفريقيا عامة ويشتهر بها فى السودان بعض القبائل الأفريقية الأصيلة مثل الدينكا والنوير والشلك في جنوب السودان، وقبائل النوبة في مناطق جبال النوبة. ولا شكَّ أن النوبة هم أشهر شعبٍ عُرف عنه ممارسة الكجور على نطاق واسع في أرجاء السودان كله. الكجور عادة تتسم بالغموض، فيها سحر بيِّن واضح يُستخدم في شتي ضروب الحياة عند ذلك الإنسان البدائي في سَعدِه وشقائه، في عافيته ومرضه.

    الكجور صفة سِحرية يكتسبها الإنسان العادي وذلك عندما يكون الإنسان مُنتميًا إلى سلالة تحمل سحر الكجور وتتعامل به. تعود ممارسة الكجور في مناطق جبال النوبة لعوامل أهمها العوامل الوراثية التي يُقلِّدها الإنسان النوباوي على حسب مكانته الإجتماعية ومقام أسرته بين الناس في البلدة. الكجور ليس إنسانًا بل هي الصفة السحرية التي يكتسبها نفر من الناس وعليه يُدعى كجورًا؛ فالكجور ليست كالمِهَن الحِرَفية، الطب، وغيره من المهن التي تُكتسب بالتعلُّم والموهبة إنما هي شيء ينمو داخل الإنسان منذ ولادته شيئًا فشيئًا حتى تظهر أماراته واضحة.

    • أنواع الكجور: ينقسم الكجور إلى ثلاثة أنواع حسب اعتقاد بعض الناس في مناطق جبال النوبة.

    – الكجور الأبيض، كما يَحلو لبعض الناس أن يُسموه؛ وهو الكجور الصالح، ويُستخدم لمصلحة الإنسان في علاج الأمراض، وحراسة المزروعات وحمايتها من الأرواح الشريرة والآفات الضارة وبواعث التَّلف؛ وذلك في ظلِّ المحافظة على تأدية المراسم والأسبار حسب المواسم والموضوعات في البلدة.

    – الكجور الأحمر وفى بعض المناطق الأسود فهو كجور الأنفس الشريرة، لا يُحبه الناس، حَقود هَدَّام يعمل أعمالًا شريرة في سحر الناس، وإذا قصد حاملُه حسدًا أصاب بسحرِه من يَشاء من الناس. إن حامل الكجور من هذا النوع يَصعُب على الإنسان العادي النظر إلى عينَيه الحادَّتَين؛ إذ إنها تتوهج شرًّا لونها محمرٌّ ضوءها خافت لا يستطيع المرء التمعُّن فيه. الشخص الذي يحمل هذا النوع من الكجور غير موثوق فيه، مكروه لا يقربه الناس حتى أهله. ويُعتقد أن هؤلاء الناس الذين فيهم هذا النوع من الكجور الأحمر يَستخدِمون سحرَهم في نزع قلوب الأطفال من صدورِهم أو مصِّ دماء الناس بالسحر، إما أن يَسحر الشخص المقصود ويجعله تائهًا غائب الوعي ثم ينقضُّ عليه ويمصُّ دم ضحيته في هدوء، أو يعمل تنويمًا سحريًّا للإنسان فيكون الإنسان في حالة شخص مخدَّر وكأنه نائم ولكنه صاحٍ جزئيًّا يُشاهد أفعال الساحر وهو يفعل فعلته، ولكن المفعول به لا يستطيع أن يُحرِّك ساكنًا أو يمنع عن نفسه الأذى، وإذا لم يَتواجد كجور صالح يتدخل ليُبطل سحر الكجور الشرير يتأذَّى منه الناس كثيرًا. وعلى الرغم من أن وجود هذا النوع من الكجرة قليل جدًّا بين أفراد المجتمع إلا أنهم أخطر الناس إذا لم يتمَّ محاصرتُهم بواسطة الكجرة الصالحين ومنعُهم من ممارسة سحرهم ضد الناس العاديِّين.

    – الكجور الثالث نوعٌ خاصٌّ يَحمله أشخاص مميزون لهم صفات غير عادية تظهر تلك الصفات لدي الإنسان منذ مراحل نموِّه الأولى حيث يقوم الشخص بتصرُّفات غريبة وأعمال مخالفة للعادة البشرية، كثير التمثيل والمُحاكاة، مُضحك، وعندما تظهر تلك الأمارات في الإنسان وهو كجور التهريج أو كما يُسمى في بعض المناطق «تدكا»، وهو نفس المعنى الذي يحمله هذا النوع من الكجور عادة، وقتئذ يشهد الكجور الكبير أن ذلك الشخص اكتسب التدكا أي الكجور المهرِّج، فلا بدَّ من الشروع في تنصيب الشخص الذي يَحمل هذا النوع من الكجورية عمل طقوس معيَّنة لتسليمه القصبة، وهي أداة العمل لدى هؤلاء الكجرة المهرِّجين، وهي قصبة عادية تُقطَع من أي مزرعة في أي وقتٍ ويُسمي عليها الكجور الكبير حين يعمل عليها بعض الطلاسم فتكون بعد ذلك قصبةً سِحرية يَستخدمها الكجور المهرِّج لأداء أعماله، وفي علاج الأمراض التي تتَّصل بكجوريته لدى الأشخاص الذين يُصابون بأمراض التدكا على وجه الخصوص وأمراض أخرى يُصاب بها العامة من الناس. وهؤلاء الناس الذين يَحملون هذا النوع من الكجور هم أطيب الناس وأرقُّهم مشاعر يَسعون بين الناس بالفرح وهم كوميديُّون بالفطرة يُمضون حياتهم في غناء ورقص وفكاهة، وهم بالضبط يَفعلون ما يفعله مهرِّجو السيرك، الواحد منهم كجور مساعد يقوم بعلاج بعض الأمراض التي تتعلَّق بنفس عادات تدكا أو أمراض ذات الصلة، وهو يعمل بجانب الكجور الأبيض في حراسة الناس ومكافحة الغش والخداع عن طريق التمثيل والمُحاكاة، وبهذا المنهَج يستطيع هذا الكجور فضح المُخادِعين وكشف ألاعيب الناس. هذا الكجور الثالث هو بهجة المناسَبات؛ إذ إنهم يَخطفون الأضواء لمنع الحسد وحماية الناس من شر الإصابة بالعين.

    هذا باختصارٍ عن أنواع الكجور.

    • أما اختصاصات الكجور السِّحرية في مختلف مناطق جبال النوبة فهي عمود العمل المنشط لنمو الحياة الاجتماعية في كافة أوجه الحياة.

    – كجور المطر: يُعتقد في سحرِه إثارة الرياح وتحريك السُّحُب وبعمل طقوس كجورية معيَّنة يُعتقد أنها تعمل على هطول المطر في المكان المُراد، وقد يكون المكان الذي يُطلب إليه المطر زرعًا أو كامل البلدة، وغالبًا يكون ذلك الفعل في فصل الخريف وقت هطول الأمطار في مناطق جبال النوبة، وهذا الكجور يختصُّ به في كل بلدة جماعة معيَّنة أو أسرة يُعرف عنهم اختصاصُهم بعمل سبر المطر، وعندما يحتاج الناس للمطر يُسرع المسئولون في البلدة إلى ملاك سحر كجور المطر لكي يقوموا باللازم، وتلك الأسر التي لها أهلية امتلاك كجور المطر تتمتَّع بحق السيطرة على مُعظَم منابع المياه التي على أرض البلدة؛ إذ يوجد في معظم مناطق جبال النوبة آبار صخرية يَنبع منها الماء تُسمى «سلو»، وتلك الآبار غالبًا ما تكون مسكونةً بعالم الجن، ذلك العالم الذي يتمثَّل في بعض الدوابِّ والحيوانات مثل القطط السوداء، ولكن في معظم الأوقات يسكنها نوع معيَّن من الثعابين ويُسمى «ثعبان السلو» انتسابًا لذلك الينبوع، ومهمة ذلك الثعبان هو الحراسة ومنعُ الناس العاديِّين من الاستفادة من الماء إلا بإذن من الكجور أو أصحاب السلو، ما عدا ذلك لا يُمكن لزيد من الناس أن يدخل إلى السلو لغرض غرفِ الماء، وإلا تعرَّض لعقاب شديد من قِبَل الثعبان قد يصل إلى درجة الموت إذا لم يتدخَّل الكجور في الوقتِ المُناسِب لإنقاذه.

    – كجور الرياح: هذا النوع من السِّحر يختصُّ به كجور يُجيد التعامل مع الرياح والعواصِف ويُعتقَد أنه يعمل على توجيهِها وتَسييرها حسب الغرض، ويُستفاد من ذلك في منعِ الكوارث الطبيعية، مثلًا يقوم بعمل سبر يُسلِّط به الرياح ضد الأعداء، أو يُحوِّل به خط سير الجراد والآفات الذي قد يَقتحِم المزروعات وإتلافها. ويقوم كجور الرياح بالتعاون مع كجور المطر لتقليل هطول الأمطار بغزارة إذا شعر الناس بخطورة المياه التي قد تَغمُر المحاصيل الزراعية مما يتسبَّب في إتلافها، ويُمكن أن يؤدِّي إلى حدوث مَجاعة في البلد، فيقوم كجور الرياح بعمل طقوس تحويل السُّحُب الممطرة من مناطق مغمورة بالمياه وإبعادها.

    – كجور النار: هذا النوع من الكجور يُحارب الظلام، يأمر الناس في البلد بأن يقوموا بإشعال النار والصعود بها إلى أماكن عالية أو مرتفعة أو على الصخور الكبيرة عندما يحلُّ الظلام الحالك في الليلة المشئومة. والليلة المشئومة، ويُسميها الناس في بعض المناطق إندولك، هي ذلك الحدث المثير الذي يقع في مناطق جبال النوبة في فصل الخريف عندما تكون السماء ملبَّدة بالسُّحُب السوداء، وعلى أثرها يعمُّ الظلام في أرجاء البلدة، وتقوم كل أسرة بتوزيع حزمٍ من أعشاب أو أعواد على أفرادها مُشعلة بالنار، فيصعدون مجتمعين إلى أعلى موقع أمام بيتهم ويتوجَّهون بالدعاء وبصوت عالٍ متضرِّعين إلى لله سبحانه وتعالى سائلين المولى أن يدفع عنهم البلاء ويُبعِد عنهم الشر ويُعافيَ مرضاهم ويُبارك لهم فيما أعطاهم، ويدفع أعداءهم، وتتمُّ تلك العملية في جميع أركان البلدة في وقتٍ واحد تتعالى الأصوات بالدعاء ابتهالًا من شرِّ تلك الليلة الظلماء.

    وضوء تلك الحزم المُشتعِلة يَقهر الظلام في البلدة ويبعث الراحة والطمأنينة في نفوس النساء والأطفال، وهو حدث يقع بين فترة وأخرى في أزمان متباعِدة. وفى اليوم التالي يأمر كجور النار أهل البلدة بعمل الكرامة أو كما يُسمونها، وهي عبارة عن أي شي يُمكن أن يتوفَّر لدى الأسرة مثل الذرة أو أي حبوب يتمُّ طبخها في الخلاء وتوزيعها للناس على شكل صدقة، أي يَجتمع كل أهالي البلدة في مكان معيَّن يكون فسيحًا وتقوم كلُّ أسرة بطبخِ ما لدَيها من طعام، ويكون ذلك في الفترة الصباحية عند بداية طلوع الشمس، وبعد أن يَنتهي كل الناس من عملية الطَّبخ تقفُ الأُسَر في صفوف منتظمة متوجِّهين إلى الله بالدعاء والتضرُّع؛ استكمالًا لما كان في الليلة الماضية، ثم يَرمي كل واحد منهم قليلًا من الطعام في اتجاه الشمس وبعدها يَتناول الناس ما بقيَ من الطعام مُبتهجِين بما تمَّ من عمل يرجون الله أن يتقبَّلَ الكرامة.

    كما يوجد العديد من الكجور البسيط في شئون الصيد (الداري) وعمل أسبار الرقصات الشعبية، وكجور المحاصيل الزراعية إذ يوجد كجور خاص يمنع الناس عن تناول بعض المزروعات مثل القرع والذرة الحلوة وأغلب مزروعات الجباريك إلا بعد إذنه، وإذا تصرَّف أيُّ شخص من تلقاء نفسه ودخل مزرعته ثم قطَع من ثمارها وأكله تَظهر عليه أعراض مرَضيَّة خطيرة قد تُودي بحياته. وهذا الحكم يسري على جميع الناس في البلدة. نعم كل شخص يَمتلِك أراضي مزروعة وفيها خيرات كثيرة حقه وأسرته، ولكن محرَّم عليه الأكل منها حتى ولو نضَج كلُّ ما فيها تمامًا، وعليه أن ينتظر حتى يأذن الكجور بذلك ويَبدأ الناس في تناول أطعمة مزروعات السنة الجديدة في وقتٍ واحد، وذلك لكي تعم الفرحة كل بيوت البلدة.

    • الأسبار: هناك مجموعة من الأعمال والطقوس يقوم بها مختلف جماعة الكجرة وهي تُسمَّى الأسبار، وبلغة بعض النوبة تُسمَّى «تمزيء» تلك الطقوس والطلاسم هي الأداة التنفيذية لعمل الكجورية، وهي المحور الأساسي الذي يورد السحر في عمل الكجور، والأسبار هي:

    – سبر العيش يُنفَّذ بعض نضوج المحصول وبدء الحصاد.

    – سبر الجبراكة يُمكن أن يُنفِّذه أي شخص في الأسرة بشرط أن يكون ملمًّا بأعمال الكجور الخاص وهو عبارة عن دعوات وشكر، لإنجاح المزروعات وحفظها.

    – سبر القرع (كرجنقل).

    – سبر التبش نوع من الخيار بَيضاوي الشكل يوجد بأنواع كثيرة في مناطق جبال النوبة.

    – سبر اللوبة أو اللوبيا وهو حدثٌ مشهور يعرفه كلُّ الناس في جميع مناطق جبال النوبة.

    – سبر الصيد ويُقام في فصل الصيف بعد الانتهاء من أعمال الحصاد وتخزين المزروعات.

    وهناك العديد من الأسبار التي يُنفِّذها جماعة الكجرة في مختلف مجالات الحياة في جبال النوبة.

    • أدوات الكجورية: وهي العدة التي يُمارس بها عمله.

    لكل مهنة مُعدَّات وأجهزة كأدواتٍ يقوم المُحترِف باستخدامها لتحقيق أعمال المِهنة حسب المطلوب، وعلى ذلك يوجد لكلِّ شخص يَحترف الكجورية أدوات معينة تُوافق اختصاصه وتُعينه على تحقيق المهام المنوطة به، وأهمُّ تلك الأدوات كأس من القرع يُصبُّ فيه ماء صافٍ نقي ويُوضَع فيه نوع خاص من الحصاة عدد واحد أو اثنتان على الأكثر في حجم البَيضة أو أكبر بقليل، ثم يُوضع ذلك الكأس في مكان معيَّن داخل بيت الكجور ويُسمَّى عليه بالكجور المقصود، والعمل الذي يجب أن يقوم به الكوكاب، وهو الأداة الرئيسة التي تَكمُن فيها رُوح الكجور وتَحمِل صفات وأوصاف سحر الكجور ويُسمى باسمه «الكجور الفلاني»، هذا الكوكاب لا يُستخدَم في الصيد ولا يجوز لأي شخص عادي أن يَحمله بيده إلا أن تكون به صلة، وهذا الكوكاب يُغرَس بجانب الكأس المملوء بالماء وبداخله الحصاة ويَستعمِله الكجور في علاج الأمراض ومطارَدَة الأرواح الشريرة، وكل كجور يستعمله وَفق اختصاصه، فكجور المطر مثلًا، عندما يرغب في توجيه السُّحُب، يخرج الكوكاب من بيت الكجور ويُشير به نحو السحب، وهو يتمتم بكلمات يُحدِّث بها الكوكاب، ويقول بصريح العبارة يسأل لله أن يُحرِّك السحب ويجمعها فوق مناطق المزروعات ويَهطل المطر ويروي الزرع. وعندما يُستعمل الكوكاب لعلاج المرضى يُغرس في فناء بيت المريض، أو في حالات العلاج الجماعي والأسبار العقائدية يُنصَب الكوكاب في المكان الذي تجري فيه عملية العلاج ويقوم الكجور بمخاطبة كجورِه في الكوكاب واستعمال الماء والحصاة التي هم محتويات الكأس باستمرار، كلما أفرغ الكأس أعيد ترتيبه مرة أخرى، فيَتكلَّم الكجور مع الكوكاب ويرشُّ الماء على المرضى، وهو يدعو الله أن يَشفي المرضى أو المريض فيُشفى المرضى وتَسكُن آلامهم. هذه هي الأدوات الرئيسية للكجور، وتوجد بعض الأدوات المُساعِدة مثل القصبة أو عصاة تُسمى «أمزقنيا» في هيئة عود طوله متر ونصف تقريبًا يَنتهي من أعلى برأسين، وهذه الأنواع للكجور الخفيف. وكذلك من الأدوات المساعدة البخسة، تُعمل من القرع المر وتُستعمَل لإخراج الأوساخ والأدران من جسم الإنسان المسحور، وكذلك إخراج الأرواح الشريرة التي تتلبَّس الإنسان فتجعله مريضًا نفسيًّا. والمقشَّة تُصنع من بعض الأعشاب أو جريد السعف، وهذه تُستعمل للعلاج المباشر لتنظيف المريض من الأعمال السحرية والإصابة بالعين. والخاتم من النحاس أو الفضة يُستعمَل للكشف عن نوع المرض أو تشخيص المرضى وعلاج أمراض الصدر وأوجاع البطن عند الأطفال والنساء.

    يوجد بيت خاصٌّ للكجور وأدواته يُكرَّس لأعمال الكجورية، وقد يكون ذلك البيت معزولًا بعيدًا عن حرم مساكن الأسرة، كأن يكون مبنيًّا فوق سطح الجبل، ويقوم أصحاب الكجور بزيارته كلما دعت الحاجة إلى ذلك لتفقُّد حال الأدوات وأجهزة الكجورية وعمل الصيانة المطلوبة.

    • أهمية تنصيب الكجور: لا يجوز لأي شخص تَظهر عليه أمارات الكجور أن يُمارس أعمال الكجور قبل الرجوع إلى القواعد الأساسية المُتعارَف عليها نظامًا لدى أهل الكار، ويبدأ ذلك من عمل طقوس تنصيب الكجور والتي تتمُّ بإشراف كبير الكجرة المعروف في البلدة.

    • أمراض الكجور:

    – مرض الحلف بالزور: أي أن يُتَّهم شخص بجريمة ما فيُنكِرها وتَدفع الأحداث شيخ البلد أي الحاكم فيها أن يدعو المتهم إلى «راكوبة الحكم»، مكان مخصَّص يكون في وسط البلدة تُقام فيه المحاكم لفض المنازعات بين الأهالي، ويُؤمَر الشخص المتهم بالحلف على المصحَف الشريف لإبراء ذمته من الجريمة وإثبات براءته مما نُسِب إليه من تهمة، وقد يكون المدَّعى عليه مذنبًا فعلًا فيؤدي القسم وهو كاذب مما يكون حلفه زورًا بذلك يقع في المحرم. الذي يعرفه الناس في مناطق جبال النوبة هو عدم الحلف زورًا ما دمتَ مُذنبًا، وإلا فإن الإنسان يُصاب بمرض يُعرف بمرض الحلف زورًا، وهو نوع من العقاب المبكِّر، وتبدأ أعراضه عقب تأدية القسم مباشرة؛ حيث تسوء الحالة الصحية، وأول بادرة سيئة هي أن تُصيبه حُمَّى ورعاف وفي بعض الأحيان إسهال، ويَنكشِف أمره ويَعرِف الناس أن الجريمة ثبتَت على المتهم، ولكن قبل أن يتمَّ معاقبتُه يَجري البحث عن علاجه من مرض الحلف زورًا، والغريب في الأمر أنَّ الكجور هو الذي يقوم بعلاج ذات المرض الذي حدَث نتيجة أداء قسَمٍ على كتاب المصحف الشريف. والمُصحَف الشريف يُسمى لدى بعض قبائل النوبة «سورني» أو «كنكنا ممزلا»، ومعناها كلام لله. وقبل أن تبدأ عملية العلاج لا بدَّ للشخص المُذنب أن يقرَّ ويَعترف بجريمته ويَروي تفاصيل أحداثها على مسمع الشيخ أي حاكم البلدة بحضور الشهود وأصحاب الحق، بعد ذلك يُسرع الكجور في الترتيب لعملية العلاج وإزالة الأضرار عن المتهم، وبعد أن يتماثل المريض للشفاء ويتعافى تمامًا يقوم الحاكم بفرضِ العقوبة المناسبة على المتَّهم حسب جريمته، فإن كانت مسروقات أمر بإعادتها إلى أهلها. وتتراوَح العقوبات من الجلد إلى الغرامات المادية أو العينية من المحاصيل الزراعية والمواشي.

    وإذا لم يَعترِف الجاني بجريمته يُترك في حالته المرَضية وقد تبدأ المصيبة من إحدى أقربائه أو أهل بيته وتتعاظَم المصائب حتى الموت، ويُقال إن أبناء فلان يَموتون من مرض الحلف بالزور، أو يقال إن سورني يقتل أبناء فلان أو يُتلِف ذرية فلان وهم ما زالوا أجنة في بطون أمهاتهم. ويستمر هذا الخطر في التعاظم إلا أن يعترف المُجرم؛ ومن ثم يخضع للعلاج المقرر بواسطة الكجور، وهي عملية علاجية يُقال عنها سبر نزع صفحات الكتاب من جسم المريض. يَعتقِد جماعة الكجرة أن الشخص المتهم الذي يحلف زورًا فإن صفحات الكتاب تتبعثَر في جسده وتصل إلى أهله مسبِّبةً لهم المرض والعذاب والموت لكي يكون عِظَة لغيره، وحتى لا يستهين الناس بعظمة الكتاب ولا يجرؤ أحد على الحلف زورًا. وتتم عملية العلاج بأن يستخدم الكجور البخسة وبداخلها ماء سحر الكجور، والبخسة هي أداة تُصنع من القرع المر يتمُّ تجويفها بإخراج ما بداخلها من أحشاء وتسوية فوَّهتِها، ويستلقي المريض وهو مُغمض العينَين ويتحرك بتفاعل الجن في داخله وتتغيَّر ملامح وجهه، وبعد المجادلة تبدأ الحرب بين الكجور وجماعة الجن ساكني جسد المريض ويُحضِر الكجور كأسًا مليئًا بالماء وبداخله حصاة سِحر الكجور، ويخرج الكجور الحصاة من الماء ثم يُعطي المريض ذلك الكأس بما فيه من ماء فيحمل المريض الكأس، ويبدأ الكجور في زجر الجن ويتوعَّدهم باستخدام القوة لإخراجهم، وقد يستعمل المقشة أو سوط من الجلد في تهديد الجن وضرب جسد المريض بتلك الأدوات ضربًا مبرحًا، ولكن المريض لا يشعر بشيء من الضرب، ويُمسك الكجور مقدمة الكوكاب ويُطارد به الجن ويَضرب رأس المريض بمؤخرة الكوكاب، وفي ذلك الوقت نسمع الجن وهو يتألم ويَتوسَّل للكجور أن لا يَقتله ويَصرُخ الكجور ويُنادي بأسماء معروفة وأخرى غير معروفة مشيرًا بذلك إلى زعماء الجن، وفي غضون ذلك يَرفع المريض الكأس إلى السماء ويَصيح الكجور طالبًا من الجن أن يخرج من مسكنه ويُشهد الناس أن المريض يرتجف وارتجافه ناتج عن خوف الجن وفزعه من سحر الكجور، والكأس يتحرك ويكاد يسقط من يديه ويتساقط الماء على رأس المريض يعمُّ جميع جسده. وبعد تلك الحرب الشعواء بين الكجور والجن والمطاردة المثيرة الغريبة في نوعها وأطوارها يخرج الجن من جسد الإنسان هربًا من أسلحة الكجور، ثم تَنهمِر الدموع من عيون المريض دلالة على صفاء نفسه واسترداد عافيته، ويَرتمي المريض على الأرض ويحمله الناس إلى منزله الذي يكون قد تمَّ تغيير كل شي فيه واستبدال كل الأشياء التي كانت به بأشياء أخرى جديدة، وهذا يعني أن يبدأ الإنسان حياة جديدة.

    – مرض الدم أو مرض اللنقي: اللنقي يعني اللعنة التي تُصيب الإنسان من جراء عملٍ ما وتُسبِّب له المرض العضال أو تُقعِده عن العمل، وهذا المرض أسبابه محدَّدة أهمها وأولها دم القتيل، وتفسيره إذا قام شخص بقتل وإزهاق روح إنسان بريء بقصدٍ أو بدون قصد أو لأي سبب فيكون دم القتيل معلَّقًا على رقاب أهل القاتل ودينًا مُستحَقًّا سداده، حيث لا يُقرُّ شعبُ النوبة مبدأ غسل الدم بالدم أو الأخذ بالثأر، كما أن قتل النفس محرَّم إلا بالحق، وأن يعيش الناس في سلام محافظين على دمائهم ومحارمهم وأعراضهم، وكي لا تشيع الفوضى ويعمَّ الناس البغي والاستبداد، لذا كان لا بدَّ أن توجد حدود أدبية، ومن تلك الحدود هي ما تبناها الكجور وطواها بسحرٍ وأسماها رمني؛ أي مرض الدم، وأن يصاب الإنسان بهذا المرض يُقال إن فلانًا مصاب بالرمني أي ما يعني أن ذلك الإنسان تعدى على ما هو محرم.

    وثانيها جريمة الزنا: وهي أن يتمَّ جماع بين رجل وامرأة في الحرام دون إشهار الزواج أو أن يقع الزنا بين شخصين ذي قرابة من الدرجة الأولى المحرَّمة شرعًا، ذلك يُسبِّب مرض اللنقي ما يعادل تمامًا مرض الدم أو اللنقي أو الرمني. وكذلك لا يجوز لأي شخصين بينهما دم أن يتزاوَجا بسبب وجود اللنقي، وأن ذلك سوف يضاعف من المرض وأسبابه سواء كان من أهل القتيل أو أهله، وأيضًا سببه هو أن يسخر الإنسان أو يستهين بسحر الكجور ويَستهتِرَ بمُعتقداته ويتعدى على مقدَّرات الكجور؛ كأن يعبث بأدوات الكجور أو يدخل بيت الكجور بدون أن يأخذ الإذن من أصحاب بيت الكجور، يؤدي ذلك العمل إلى عقاب الشخص المسيء، فيقوم سحر الكجور بطريقة سحرية معيَّنة يحبس ويربط ظل ذلك الإنسان المذنب في مكانٍ لا يعلمه إلا جماعة الكجرة، وكنوع من العقاب يقوم الكجور بتعذيب الشخص المذنب مما يجعله مريضًا في حالة صحية سيئة، وكلما زاد العذاب ازدادت أمارات التعب على المريض؛ وهي أن يفقد المريض وعيَه ويُهلوِس ويعيش في حالةٍ تُشبه الجنون وتظهر على جسمه علامات غريبة كآثار ضرب أو عض وطفح جلدي يتفجر منه الماء برائحة كريهة. وعندها يعلم الكجور بأن الشخص يُعاني من مرض التعدي على حرمات الكجور فيسعى للعلاج ويأمر جماعة من الكجرة يكون اختصاصهم معرفة أماكن حبس وتعذيب ظلِّ المُذنِبين المعتدين على حرمات الكجور، فيقوم أولئك الجماعة من الكجرة بالبحث عن ظل المريض في تلك الأماكن المعيَّنة، وبعد البحث والجد يجد أحد الكجرة ظلَّ المريض في مكانٍ ما ثم يبلغ عنه، ثم يقوم الكجور المعالج بتأكيد ذلك المكان وتعيين ظلِّ المريض، وفي ذلك يتمُّ تحديد وقت العلاج، وهو الوقت الذي يتم فيه تحرير ظلِّ المريض من قبضة سحر الكجور المعذِّب، وغالبًا ما يكون ذلك الوقت في الفجر وقبل طلوع الشمس، أو في المغرب بعد غروب الشمس مباشرة. تتمُّ العملية بأن يقوم الكجور وأتباعُه وفي يده بخسة بداخلها ماء الكجور للذهاب إلى المكان المعيَّن، وقبل أن يدخل أولئك الكجرة في المكان يقف الكجور الكبير يُهمهِم بكلمات مفادها أخذ الإذن من أصحاب الكجور بالدخول ومباشَرة عملية تحريرِ مُذنِب، بعد ذلك يدخل الكجور وأتباعه، وأن يُرافقهم واحد من أصحاب بيت الكجور أو من معارف المكان الذي حُبس فيه المذنب، ولا بد أن يكون معهم شيء من دم ذبيحة من الماشية، أو حتى الدجاجة تُعتبر شيئًا مقبولًا حسب الظروف من أجل تحرير ظلِّ المريض، ويُشترَط في الفدية إن كانت دجاجة أن تكون بيضاء اللون وإن كانت من الماشية ماعزًا أو نحو ذلك أن تكون بلونين الأبيض والأسود، ما عدا ذلك متروك لحكمة الكجور وتقديره؛ لأن كل حالة لها خاصيتها من حيث المكان وقوة السِّحر المفعول بها. قبل أن يبدأ الكجور في إجراءات التحرير عليه أن يَذبح الفدية ويأخذ بيده الدم ويرشَّه على جميع أركان المكان، ثم يَستدعي ظلَّ المريض بعد أن يجري تحريره من التوثيق أو التعليق، ثم يدخل الظل إلى البخسة ويَحبسه بغلقِه فم البخسة بيده خشيةً من أن يَسقُط عليها أيُّ شعاع من الضوء، ثم يسرع بها مُهرولًا إلى بيت المريض، وعندما يصل هناك يرشُّ بتلك الدماء على كامل جسد المريض ويدعو له بالشفاء، وكل تلك العملية تتم بسرعة وقبل طلوع الشمس، فتتحسَّن حالة المريض ويتماثل للشفاء، وبعد طلوع الشمس تُقام للمريض طقوسٌ يَطلُب بها السماح من الكجور بما بدَر منه وكان سببًا في مرضه.

    – مرض أكل المحرَّمات: سببه هو أن يقوم شخصٌ من الناس بالأكل من بعض المَحاصيل الزراعية قبل أن يأذن له الكجور بجواز الأكل من تلك المَزروعات، ويرجع الأمر إلى أن المحاصيل الزراعية خلال المَوسم الزراعي في مناطق جبال النوبة تَخضع إلى رقابة ورعاية الكجور الخاص بحراسة المزروعات، هذا الكجور مكلَّف بحماية المزروعات من الأرواح الشريرة أن تُتلفها والآفات الضارة ويُراقِب ثمارها حتى تنضج، ثم يقوم الكجور بعمل طقوس كجورية معيَّنة الغرض منها منح الإذن للناس لتناول ثمار مزروعاتهم من الذرة الحلو وتبش وقرع ولوبيا، وكل ما يُمكن تناوله من مزروعات الموسم الزراعي الجديد. وغالبًا ما تكون تلك الطقوس من أجل أكل مزروعات الجبراكة أي مزروعات الحديقة المُحيطة بالبيت النوباوي كما جرَت العادة، وهي أن تلك المزروعات سريعة النضوج لتُغطي حاجة العائلة من المواد الغذائية في ذلك الوقت الحرج من موسم الخريف، وهي فترة تقع في النِّصف الأخير من الموسم الزراعي.

    ولكل ثمرة من تلك الثمار طقوس كجورية خاصة بها، مثلًا للوبيا طقوس وأسبار كجورية تُقام في وقتها المعيَّن عند بداية نضوجها، وكذلك بقية الثمار، وبالطبع لكل ثمرة طقوس يقوم بها كجور معيَّن؛ بمعنى أن تلك الطقوس موزَّعة بين مجموعة من الكجرة في البلدة، وكل واحد حسب اختصاصه، إذا أكل أي شخص ثمرةً من تلك الثمار قبل أن يتمَّ سبرها أو إجراء الطقوس لها فإنه يُعاني مرضًا شديدًا أهمُّ أعراضه انتفاخ شديد وألمٌ في البطن وطراش أو إسهال شديد، عندها لا بدَّ للمريض أن يقرَّ للكجور المسئول عن مراقبة المزروعات بنوع الثِّمار الذي أكله وتسبَّب في المرض ليتسنَّى للكجور إجراء طقوس العلاج بنفس الثمار التي تسبَّبت في مرض الشخص. يقوم الكجور بعلاج المريض بأن يَستخدِم تلك الثمرة في الطقوس الكجورية للعلاج، فيقوم بحَرقها في النار ومسحها على بطن المريض، ثم يأمر المريض بأكلها مرة أخرى، وبعدها يتماثل المريض للشفاء، وهذا يعني عدم أكل أيِّ نوع من ثمار المزروعات قبل أن تتمَّ عمليات طقوسية عديدة لكل المحاصيل، ويَتم بعدها السماح للناس بتناول الثمار المزروعات بحُريَّة.

    – مرض التوءم: هذا المرض يُعرف في بعض مناطق جبال النوبة بأنه يَحدُث نتيجة لأنَّ شخصًا من المواليد التوائم يَغضب من شخصٍ عاديٍّ أو يَحدث بينه وبين أي شخص خصومة، فيَغضب الشخص التوءم من ذلك الشخص فيُصاب بمرض يُسمى «مرض التوءم» أو «التوائم». يذهب المريض إلى الكجور للاستشفاء، وهناك بعد عملية التشخيص والتعرُّف على نوع المرض ومصدره يقوم الكجور بدعوة التوءم الغاضب وأهله ويَطلُب منه السماح والعفو عن من يَعتبِرُه التوءم شخصًا أجرم في حقه. إنَّ الشخص الكجور يذكر الله ويُسمي به عند بدء أي عمل كالعلاج أو غيره، ويَتوجَّه بالشكر إلى الله عندما يتماثل المريض للشفاء.

  • الزار: ظاهرة اجتماعية ناتجة من اعتقادٍ نفسيٍّ كامل بوجود قوة خفية من الأرواح من غير الجن والشياطين تحلُّ وتسكن في الإنسان ذاته وتُعلن أنها تريد بعض المطالب أو ما يُسميه أهل الزار بالطلبات من الفرد المعيَّن لتُزيل عنه أي حالة مرَضية غير طبيعية، وبمجرد نزول هذه الأرواح في الفرد فإن شخصيته تُصبِح مطابقةً للأرواح التي حلَّت فيه، وعندها يَتحدَّث بلسان هذه الأرواح ويَتصرَّف بتصرفاتها وسلوكها. والخطأ الشائع يكمن في أن هذه الأرواح الشيطانية لها طلبات يجب أن تُلبى وإلا أزعجت من خالطته فصار مضطربًا وقلقًا، فحينئذ يُطلق على مريض الزار «المدستر»، والخطر الحقيقي يكمن في أبدية الحلول بمعنى استمرارية الأرواح وإلحاحها الشديد في تنفيذ رغباتها وإجابة طلباتها والحصول على ما تُريد من الشخص الذي حلَّت فيه، وأنها لا تفارق المريض حتى بعد تنفيذ رغباتها وإجابة طلباتها، بل تدخل معه في ما يُشبِه الصلح ويعود بعدها المريض لحالته العادية لفترة، ثم تعود لإزعاجه مرة أخرى بعد فترة حتى تُصبح هذه الطلبات نوعًا من الابتزاز لا نهاية له.

    • شيخة الزار: هي أهم شخصية، ولها وزنها، وفاعلة جدًّا في عملية الزار، ويُسمونها «شيخة الزار»، وأحيانًا يقوم بدور الشيخة رجلٌ يُسمى «شيخ الزار»، وفي الغالب تكون الشيخة امرأةً ولها مُساعِدات يعملن تحت إمرتها، وغالبًا ما تربطهن بها صلة قرابة أو نسب، وتَحصُل الشيخة على هذا المنصب بعد عمل طويل كمُساعِدة مع شيخة أخرى وبعدها يتمُّ تفويضُها من الشيخة القديمة لتُحيي قسمًا خاصًّا بها لنشاط الزار، وهذا التفويض يُعتبَر أهمَّ شرط في تتويج الشيخة الجديدة، ولها مؤهلات خاصة؛ وهي أنها ذات شخصية قوية ومؤثِّرة على المُعتقِدين في الزار خاصة النساء، وهن يمثلن الغالبية العظمى، كما أن لا بدَّ أن تكون الشيخة الجديدة قد أُصيبَت بالزار مسبقًا.

    – دور الشيخة: يقع على عاتق الشيخة الإشرافُ التامُّ على حفلات الزار وإعدادها وتشخيص الزار ومعالجته؛ لأنها بمثابة الوسيط أو حلقة الوَصل بين أرواح الزار وبين الذين يحلُّ فيهم الزار، وتتمتَّع الشيخة بحضور قوي وصوت جميل مؤثِّر على مشاعر الحاضرين.

    • تشخيص حالة الزار: الشيخة هي الشخص الرئيسي أو المباشر الذي يقوم بتشخيص حالة الزار بطريقة رُوحانية تُسمى «العلق»، وهي غالبًا ما تكون قطعة من ملابس المريض. وهي تتمُّ بأخذ علق المريض، وتضعه الشيخة تحت جبينِها ليلًا قبل أن تنام، فتأتيها أرواح الزار في النوم والذين لهم دور مباشر في تسبُّب المرض ويتحدَّثون لها عن المريض وسبب مرضه ويُعلِنون عن طلباتهم ويُطالِبون بتلبيتها، كيما يتم علاج المريض. وغالبًا ما تكون الطلبات عبارة عن إقامة حفل زار أو كرامة أو إحضار ملابس أو عطور، والشيخة بدورها تبلغ أهل المريضة. هناك نوعان من الأرواح؛ فهنالك أرواحُ الريح الأسود ويُقصَد بها مجموعة أرواح الجن والشياطين التي يُعتقَد أنها تُسبِّب الجنون عندما تحلُّ بإنسان ما، ولا يُعالج إلا بإخراجها من جسده، ويتَّصف صاحبها بقذارة الملبَس والبُعد عن النظافة. أما النوع الثاني فهو أرواح الريح الأحمر، ويُقصد به مجموعة الأرواح الأخرى دون الجن والشياطين، التي حين تمسُّ فردًا بعينه تُسبِّب له اختلالًا أو قلقًا نفسيًّا، والذي قد لا يصل لحد فقدان العقل، وعلاجُه يتمُّ عن طريق شيخة الزار؛ وذلك بإقامة حفل زار أو ذبح كرامة أو التردد على حفلات الزار والنزول فيها، ومن الحالات الخفيفة على حرق البخور فقط. وتتَّسم بأنها نظيفة وتحبُّ الفرح والأشياء الجميلة.

    • مجموعات الزار وأقسامه: يَنقسِم الزار إلى عدة مجموعات وأقسام، وأهمها: زار الدراويش والستات والحبش والعرب والسحاحير والخواجات، ولكل مجموعة من هذه الأنواع نوعٌ من الخيوط خاصٌّ بها ويُميِّزها عن غيرها من المجموعات، والخيط المقصود به أغنية الزار أو دعوة الرُّوح الخاصة بالزار. ولكلِّ مريض بالزار له خيط خاص به وطلباتٌ لكل مجموعة يختلف عن الأخرى، والخيوط (أغاني الزار) غالبًا ما تتضمَّن كلماتها لطلبات المجموعة المعنية. والْتماس الطلبات يقع على عاتق الشيخة وبتنفيذ الرغبات والطلبات تُرضي روح الزار عن المريض فيعالج. لأن معرفة الطلبات هي مفتاح العلاج.

    وهنالك عدة أنواع لحفلات الزار تُقام في حالات خاصة مثل:

    – حفل زارٍ خاص أو كرامة، ويُقام عندما تُحدِّد الشيخة إصابة المريض بالزار، ويكون الحفل مفتوحًا للجميع.

    – حفل زارٍ عام، وهو يتمُّ عندما تكون هنالك رغبة جامحة عند المدسترين بإحياء حفل زارٍ، وغالبًا ما يكون عند انقطاع حفلات الزار الخاصة.

    – وهنالك حفل زارٍ سنوي في شهر رجب تُقيمه الشيخة في العاشر من رجب بمناسبة انتهاء العام لنشاط الزار؛ ففي شعبان ورمضان خاصة يتوقف نشاط الزار.

    والتفسير الوحيد لهذا المسلك بأن الجن والشياطين وأرواح الزار تكون مقيَّدة في شهر رمضان.

    • عادات وطقوس الزار: أولًا: تقوم الشيخة بتحديد موعد قيام حفل الزار وإخطار أهل المريض في حالات حفل الزار الخاصة، ويتمُّ حضورُ المدعوِّين سواء أكانوا من مرضى الزار (المُدستَرين) أو غيرهم في الثانية ظهرًا؛ لأنَّ حفلات الزار عادةً ما تبدأ في حوالي الساعة الثالثة ظهرًا داخل منزل الشيخة أو منزل المدستر، ويكون داخل حجرة طويلة أو برندة مغلقة (غير مكشوفة). ومِن أهمِّ معدات الزار الطبلة، وهي الأداة الرئيسية وإحضارها من اختصاص الشيخة، وتقوم بالضرب عليها مُساعِدة الشيخة، والكشكوش وتَضرب عليه أيضًا إحدى المساعدات، والمبخر والبروش للجلوس عليها والعصا للنزول بها، والكرسي وهو من معدات الحفلات الخاصة ويُقصَد به طلبات الزار التي يُحضِرُها أهل المُكرم كَهِبَة للزار، تُوضع فوق الكرسي وُتغطَّى بقماش أبيض حتى يحين موعد بداية الحفل فتقوم الشيخة بإزالة الغِطاء عن الكرسي وتقوم بمُعايَنتِه، وعند التأكُّد من تمام الطلبات تأخذ مكانها قرب الطبلة ويبدأ الحفل. وتكون بداية الحفل بعد دق الطبلة بترديد أو غناء الخيط ويُردِّده وراء الشيخة مساعداتها وجميع الحاضرين، ويستمرُّ لفترة ما بين الثلاث أو الخمس دقائق قابلة للزيادة في بعض الأحيان ويَنزِل المريض أو المدستر.

    – الزي الخاص: لكل مجموعة من المُدستريَن زيٌّ خاصٌّ بها، وهذا شيء يلتزم به المريض؛ لأنه جزء مهم من طلبات الخيط أو الرُّوح التي تتمُّ مناداتها، وهو جزء من محاولة إرضاء رُوح الزار، وبيان احترامه له.

    – الأغاني المصاحبة للزار: «الخيوط»، وهي عبارة عن مجموعة من الكلمات المنظومة في أغانٍ قصيرة لا تتعدى البيت أو البيتَين، وتَشتمِل في بعض الأحيان على ألفاظ مُبهَمة غير معروفة. الغالبية من المدسترين لهم خيط واحد لا يَنزِلون إلا فيه، ولكن هناك بعض أهل الزار الذين لهم أكثر من خيط واحد. والنزول في خيط يساعد الشيخة على تلمُّس طلبات الزار؛ فهذه المجموعات مرادفة لتقسيمات تقوم على نوع المطالب الخاصة بكل مجموعة. وعلى سبيل المثال تكون أكثر طلبات السحاحير اللحم النيِّئ، والخواجات الخمر والسجائر والبدلة والطربوش الأحمر، والعرب ويُقصد بهم الهدندوة، السوط والجلابية والخنجر والُخلال. والستات تَنحصِر طلباتهم في العطور والفساتين والمجوهرات وهي أغلى أنواع الطلبات. والجدير بالذكر أن هذه الطلبات في بعض الحالات تَشتمِل عليها كلمات الخيط نفسها، وبنهاية الخيط يعود المدستر إلى حالته الطبيعية، إلا في بعض الحالات، حيث يكون على الشيخة التوسُّل للأرواح وإرضاؤها حتى يهدأ المريض، وغالبًا ما يكون هذا وسيلةً لطلبات أخرى من قِبَل الأرواح.

    – كيفية النزول: أغنية الزار على إيقاع صوتِ الطبل والكشكوش وصوت الطشت النحاسي تكون شديدة التأثير على الحاضرين، وتدفَع الحاضرين للتجاوب، فيتمُّ النزول في الخيط بتأثيره على المصاب بالزار (المدستر) وشلِّ حركتِه، ثم يبدأ اهتزاز في أطرافه ويُطلِقون عليه في هذه الحالة أنه «اتلبش»، ثم يهتز جسمه بأكمله وينزل في وسط الحلقة، وهنا يُقال إنه نزل، وغالبًا ما ينزل بدون ارتداء زيِّ الزار الرسمي، أما إذا كان يملكه فيَرتديه قبل النزول أو أثناءه.

    – الكرامة: والكرامة في الحفلات الخاصة وحفلة الرجبية تَعني ذبح خروف بعد تهيئتِه للذبح؛ وذلك بإعطائه ماءً للشُّرب، ويُطلى باللون الأحمر (بالحناء) على الذنَب والجبهة، وعندما يهمُّ الذابح بذبح الخروف يَضع في فمه قطعة نقود أو قماش حتى لا يَنسى الالتزام بعدم ذكر بسم الله عند الذبح، كالعادة المتَّبعة في الذبح اعتقادًا منهم بأن «بسم الله» ستَمنع أرواح الزار من الوقوف على كرامتهم التي ذُبحَت قربانًا لهم، وبعد الذبح يَتعدَّى المكرم الذبيحة عدة مرات، ويُسمى «فك العارض»، ثم بعد ذلك يُؤتى بصحن أبيض تُوضع فيه كمية من الدم وتأخذ الشيخة كمية بسيطة من الدم بأصبعها وتضعه فوق جبهة المكرم قائلة: سلامتكم، إيذانًا بالشفاء، ثم تُكوِّن الشيخة صفًّا قصيرًا يَدورُ حول الكرامة أو الذبيحة مردِّدة: كرامة مقبولة إن شاء لله، ثم تعود أدراجها لإكمال ما تبقَّى من الحفل، ويجب على المريض أن يلزم بيته أو بيت الشيخة بعد الحفل لمدة ثلاثة أيام على الأقل.

  • البعاتي: هو شبح لإنسان ماتَ ويُعتقَد أنه قام مرة أخرى وجمعه «بعاعيت»، ويُسمُّونه بتيراب البِنيَّة، والتيراب هو النسل الذي يحمل جينات الأسلاف وينقلها من جيل إلى جيل. ويقول الأهالي إن البعاتي شخص ضِله (أي ظِلُّه)، ميِّت أي خفيف، وعيون خافتة لا يقوى على رفعها، وإذا نام يقوم كالمخلوع وله نخَّة (غنة الأنف) وسريع كالرِّيح إذا جرى. ويروي الأهالي الكثير من القصص عن البعاتي؛ منها أنه ذات مرة أن هنالك رجلًا قفز في ظلام الليل إلى زريبة بهائم وسرَق منها خروفًا، ولمَّا سلك الطريق قابله شخصٌ ورافقه دون أن يَسأله اللص، وبعد أن ابتعَدا عن القرية ذبح الرجل الخروف وقال لرفيقِه: أمسك معي حتى أَسلُخ هذه الذبيحة. فكان البعاتي لا يقوى على المسك جيدًا فزجَره الرجل قائلًا: يا أخي ما تمسك كويس. عندها ردَّ البعاتي بنخَّتِه المميَّزة: يا أخي أن يديني ماكلاهم الأرضة. فأطلق الرجل ساقيه للريح خوفًا من البعاتي الذي كان يجده في إثره كلما التفتَ وهو يقول له: أسمع سيد الخروف جا ولا شنو. ويَنطلِق الرجل مرةً أخرى.

    أما تسمية البعاعيت بتيراب البِنيَّة فقائم على اعتقاد غريب أن امرأة استودَعَت شيخًا من الشيوخ ابنتها الوحيدة ولما عادَت وجدت وحيدتها قد ماتَت؛ فأصيبت بجزع شديد ولم تَقتنِع بقول الشيخ، وألحَّت عليه ببكاءٍ شديد أنها تُريد ابنتها، فقام الشيخ إلى تُربة (قبر) البنت وغرَس فيها عصاه فنهَض شبحٌ للبنتِ اعتقدت الأم أنه هي؛ ومن ثم اعتُقِد في نسل ذات البنت أنه يقوم بعد موته، وسُمِّي بتيراب البِنيَّة نسبةً لها.

  • الغباشة: الروب المَمزوج بالماء أو الدخن المخلوط بالماء ومسكَّر.
  • المريوق: الشخص الذي لم يَتذوَّق طعامًا.
  • المغسة: الحنق، أي الغضب.
  • الملاوزة: المُراوَغة والتردُّد.
  • النديد: الند أي النظير في العمر.
  • الهدم: الثوب.
  • الوحم: شهوة المرأة على الحمل.
  • داية الحبل: القابلة الأهلية التي تُولِّد النساء الحوامل.
  • الحُرَّارة: بهيمة تُذبح للمرأة حال ولادتها.
  • السماية: العقيقة تُذبح يوم السابع للمولود الجديد ويتمُّ اختيار اسم له.
  • البنجوس: الصبي الصغير والجمع بناجيس.
  • الدرفون: الطفل الصغير.
  • المدردح: الولد العارف أكثر من سنِّه.
  • العزومة: القيدومة وهي الدعوة لمُناسَبةٍ مثل الزَّواج.
  • الكشف: المشاركة المادية في المآتم والأفراح.
  • الجردقة: أرض مالحة لا تَصلُح للزراعة.
  • الجرن: كوم العيش الكبير الذي يُلمُّ للحَصاد.
  • الميزان: آلة من الحديد في شكل جنزيرين يَتدلَّيان في شكلٍ مخروطيٍّ به كفتان، وهو سنج (كيلو رطل، أوقية)، يُستخدم لوزن الأشياء كالبصل والسمك الجاف.
  • الكيلة: مكيال أُسطواني من الحديد أو الخشب لكَيل الذرة والدخن والفول غيرهم من الحبوب، ولها أجزاء نص الكيلة (الربع) والملوة. فالكيلة تُساوي ربعَين أو أربع ملاوي، والملوة تُساوي ثلاثة كيزان.
  • الرادي: المذياع.
  • ساعة الجيب: ساعة كبيرة لها سلسلة تُعلق في جيب الساعة، يَمتلكها كبار التجار والوجهاء.
  • القُراحة: عملية التطعيم زمان، وتكون بالوخز بالإبر.
  • الكوة: مشكاة في جدار البيت يُوضَع فيها الفانوس فتَعكِس الضوء بشدة داخل البيت.
  • المكوة: المكواة، مصنوعة من حديد ثقل في شكل مثلَّث له قاعدة ملساء تُكوى بها الملابس بعد أن يشعل الفحم في جوفها وتُغلق بغطائها الذي عليه مقبض تمسك به اليد وتُحرِّكها عند كي الملابس.
  • الهدوم: الملابس.
  • الكُرد: الأرض المفتوحة حديثًا (أي أُزيلت منها الأشجار لتكون أرضًا زراعية)، وهي تتميَّز بالخصوبة العليا بسبب تحلُّل عروق الأشجار وبقايا الأعشاب.
  • الهمبول: تمثال من القماش يَصنعه المزارع لطرد الطيور من أكل السنابل والذرة والدخن.
  • المدلة: صدقة تُصنَع في رمضان ثوابًا للأقارب المتوفَّين، وتكون غالبًا وليمة بذبح شاة أو خروف.
  • المرقوت: حشرة صغيرة لاسعة مثل القراد تتغذَّى على الدم، تعيش في الشقوق وفرقات حبل العنقريب فلذا تلسع الإنسان الذي يُكسل من نظافة مرقده.
  • الفرهود: النامي في أول الشباب.
  • الفرهودة: البنت النامية في أول الشباب.
  • الإضليم: الرجل.
  • الفرهيد: المرأة.
  • بق بقبق: أحدث صوتًا عند صب الماء أو اللبن.
  • العِشوية: وقت العشاء.
  • المغربية: وقت المغرب.
  • الممحوق: المُقصِّر الذي لا بركة فيه.
  • الحجاي: الراوي القاص.
  • الغناي: المغني.
  • النم: الشعر المُنغم.
  • النوناي: الترنم بالشِّعر.
  • القرقد: الشَّعر الكثيف المجعَّد.
  • الضيل: الذَّنَب أي الذيل.
  • الزين: الشخص الطيب الكريم.
  • الفسل: الشخص السيئ اللئيم.
  • الصالت: الشخص الجاد وغير المتردِّد في فعل شيء ما.
  • اللحاية: لحاء جزع أو فروع الشجرة الذي يُستخدم في ربط الأعشاب كالقصَب.
  • العرق: جذور الشجرة التي تُستخرَج من الأرض وتُربط بها حزم القش (النال أو البوص).
  • نار البقر: نار تُشعَل بجذوع الشجر اليابسة كالهشاب والطَّلح، وتكون في وسط حظيرة الماشية لتَطرُد منها الناموس والقيم بدخانها الكثيف.
  • البُتاب: ما يتبقى من سنابل الذرة بعد حصادها، فتُعلف به البهائم.
  • الملوص: الأعشاب المتفلِّتة من الحشِّ في أرض المَحصول.
  • السرولة: عملية حرث الذرة بعد أن يتوسَّط الطول، بهدف تقليل كثافته وقتلِ الكثير من الأعشاب الطفيلية، مما يُقوِّي بِنيَتَه فيزيد إنتاجه.
  • الحاحاية: منصة تُبنى من الحطب بسلَّم تعلوها عريشة، يَصعد عليها المُزارع ليقرع على طبل من الحديد، حاد الصوت لتهويب (طرد) الطير من سنابل المحصول.
  • الرقراق: ضوء الشمس الذي يَنفُد من خلال فتحات صغيرة لراكوبة أو عريشة من القشة.
  • الكشاشة: راكوبة (مظلَّة) صغيرة فاتحة الجوانب، وغالبًا تُبنى أمام القطية لحَجبِ أشعة الشمس ورشِّ المطر.
  • العريشة: ركوبة صغيرة تُبنى بالقش للبهائم، أما إذا كانت في الخلاء فتكون عبارةً عن شجرة كبيرة مُتدلية الأغصان إلى الأرض وتُغطَّى بالقش، تُوضع فيها البهائم للمقيل.
  • اللقدابة: الراكوبة.
  • المقيل: وقت القيلولة الذي يَستجمُّ فيه الناس.
  • شقيش: كلمة مكوَّنة من شقِّ أي جهة وايش بمعنى ماذا؛ أيْ أيُّ جهة تريد الذهاب إليها لمَن يُقال له «ماشي شقيش؟»
  • عرق الجبين: عرق الوجه خاصة عند مقدمتِه؛ وذلك كنايةً عن عمل وكسب الإنسان رزقه المقسوم بيده، فيُقال: «فلان يأكل من عرق جبينه.»
  • ضراع أخضر: كنايةً عن أن فلانًا قادر على العمل وكسب رزقه المقسوم، فيُقال: «فلان ضراعه أخضر.»
  • الحنقوق: أطراف السعف القوية التي تُسرَّح منه قبل الضفيرة، ثم تُصنع منه المقاشيش «المكانس».
  • كتلة أم بوخ: العصيدة، فهي تُكتَّل بالمسواط حتى تتماسَك وتَستوي، وهي مُتصاعدة البوخ أي البخار.
  • تنكرنق: يُقال البيت فاضي تَنكرنق، أي ليس به أحد.
  • عمنول: العام الأول أي الماضي.
  • البيرك: العلم أو الراية.
  • الدقل: ما تبقَّى من جزع الشجرة بعد قطعها وجمعُه دقَّال.
  • فنطوط: الصغير أو الشخص القليل الحجم.
  • الدَّقيل: الشخص القصير لتَشبيهِه بالدَّقل.
  • أب لقيب: هو الشخص الهوين أي الذي لا يقدر على اتخاذ قرار بذاته ومثله أب طليص.
  • الفنجَرة: قصر في الوجه وغلظة في الشفاه.
  • الأفجنر: أي الشخص ذو الفنجرة، وأفينجر تصغير لأفنجر.
  • الفنجرة: الظرافة والأناقة.
  • الفنجرية: المرأة الظريفة الأنيقة.
  • الفنجري: الرجل الظريف الأنيق.
  • الميرم: هي البنت الحسنة المظهر ورفيعة الذوق والماهرة في أعمالها من طبخٍ ونظافة ونظام.
  • مرنقل: أي يحمل كثيرًا من الأشياء على ظهره أو دابَّته.
  • الرنقلة: حمل الكثير من الأشياء ويُقال أيضًا الرنقيل.
  • بقجه: حزم الأشياء في قطعه قماش، وجمعها بقج.
  • مبقج: أي يَحمل بقجه.
  • الفُراش: ويُسمى «البِكا» بكسر الباء، هو المأتم، وهي مناسَبةٌ عادةً ما يتصدَّى لها الجيران، باعتبار أن الموت يأتي بشكل مفاجئ، فيكون على الجيران إعداد سرادق العزاء، والذهاب إلى المقابر وتجهيز قبر المُتوفَّى، وعادةً ما تتمُّ الصلاة عليه في أقرب مسجد لسكنه، وبعد الانتهاء من مراسم الدفن يمتدُّ العزاء عادة لثلاثة أيام يُنصب فيها راكوبة للرجال فقط، ويقوم شباب الحي بترتيب الوجبات، والبيات للقادِمين للعزاء من بقاعٍ بعيدة. وطريقة التعزية تتلخَّص في أن القادم إلى مكان العزاء وقبل التحية أو الجلوس يتوجَّب عليه أن يَرفع يديه إلى الأعلى يدعو الله ويقول بصوت مسموع كلمة «الفاتحة»، فيقوم باستقباله أقرب الموجودين صلةً بالمُتوفى وتُقرأ سرًّا أو بصوت مُنخفِض سورة الفاتحة، أو يدعون للمُتوفَّى بالرحمة والمغفرة، ثم يُقدَّم الشاي والماء فقط، وتغيب مظاهر البهجة والأُنس، ويتحدَّث الناس عادةً بصوت مُنخفِض، وعند المغادرة يتوجَّب على المغادر قراءة الفاتحة مرةً أخرى بنفس الطريقة. كما يقوم أبناء الحي بإعداد الكشف، وهو قيد لمُساهَمات مالية تُدفع من الحضور لمساعدة أسرة المُتوفَّى، يُساهم فيها الجميع كلٌّ حسب استطاعته. أما النساء فيَقدِرن المشاركة في هذه المناسبة لأبعد الحدود؛ بأن يأتين ويَقضين الثلاثة أيام (أيام الفراش) وعادةً ما تكون هذه المناسبة وقتًا مناسبًا لتصفية المشاحنات وطلب العفو وما إلى ذلك، وفي نفس الوقت يُستهجَن عدم المشارَكة، وتكون من أسباب القطيعة بينَهن. وبعد الثلاثة أيام يُرفع الفراش أي المأتم بذبح كرامة؛ وذلك بأن يَحضُر الرجال في صيوان العزاء بعد أداء صلاة الظهر ويتحلَّقون في دوائر، بعضُهم يختمون القرآن والبعض الآخر يُكمل الدعاء والاستغفار للميت بالسِّبحة؛ بأن يُحدَّد عدد معين للاستغفار والتسبيح، والذي يُكمِله يقول: «سلام.» فيرد عليه شيخ الحلقة: «وعليكم السلام.» ثم يَسحَب قصبة من حزمة القصب الصَّغيرة التي أُعدَّت بعناية، والذي يُضاعِف العدد يقول: «سلامَين.» فيردُّ الشيخ: «مقبولَين» ويضع قصبتَين، وبعد انتهاء الاستغفار والتسبيح يحزم القصب مرةً أخرى، وفيما بعد يُربَط في داخل قطية المتوفى. وبعد انتهاء التلاوة والدعاء يطعم الحضور ويكون بذلك انتهى الفراش (المأتم).
  • ود اللحد: هو الشق الذي يكون في وسط مطمورة القبر بعرض شبرٍ يَنزل فيه الميت ويُغطى بالحجارة والطين.
  • مطمورة القبر: حفرة بعرض متر وطول مترَين وعمق متر.
  • الحَنوط: مجموع العطور والأعشاب التي تُوضَع على القطن ثم تُوضع في مواضع اللِّين في جثمان المتوفَّى.
  • الكفن: الثوب الذي يُلفُّ به جثمان المتوفَّى، ويكون من القماش الأبيض كدبلان والدمور.
  • الجنازة: جثمان المتوفَّى.
  • السترة: دفن الميت.
  • القبَّارة: الجماعة الذين يَحفرون القبور، إذا عادُوا من ستر (دفن) الميِّت قدَّموا لهم طعامًا يُسمَّى طعام القبَّارة.
  • التربة: جمعها تُرَب وهي المقابر.
  • البلولة: زيت تحمله البنات الصغيرات في كويرات (أوانٍ) من بيت المُتوفَّى، ويَذهبْنَ به على النساء لتمسح منه رءوسهنَّ وراحة أرجلهنَّ؛ وذلك بعد سبع أيام حتى يتحلَّلنَ من الحداد.
  • الأتيم: جمعه أتامى (الأيتام)، وهم الذين تُوفِّي أحد والدَيهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤