أسطورة العملاق

في المخزن … جلس «تختخ» يُفكِّر … إن معلوماته الطبية بسيطة … وهو لا يعرف المدة اللازمة لكي ترتفع درجة حرارة «نشوى» بعد أن تأكل «الحلاوة الطحينية» بالشطة … ومن ناحيةٍ أخرى كان يخشى الأضرار التي قد تُسبِّبها العملية … واستمرَّ يُفكِّر فترةً طويلةً ويوازن بين المخاطر المختلفة … كان أقسى ما يُفكِّر فيه أن تطلب العصابة شيئًا من المفتش لإطلاق سراح «نشوى»، ومن المؤكَّد أن المفتش سيرفض؛ وفي هذه الحالة قد تقوم العصابة بالقضاء على «نشوى»، ولن يستطيع هو أن يفعل شيئًا … وفكرة الهرب فكرة مستحيلة … فهناك الحارس ببندقيته السريعة الطلقات، وهناك الكلاب المتوحِّشة … وتذكَّر «زنجر» … لو كان قد خرج معه لاستطاع أن يُحمِّله رسالةً إلى الأصدقاء.

أخيرًا استقرَّ رأي «تختخ» على أن تتناول «نشوى» «الحلاوة الطحينية» بالشطة … وقدَّر أن أفضل موعدٍ هو الخامسة مساء؛ فعملية الهضم عادةً تتم بين ساعة إلى ساعتَين، وبعدها ترتفع درجة الحرارة.

ومضت الساعات وهو يتحدَّث إلى «نشوى» ويُفكِّران معًا … واستعرضا الموقف، ووجدا أن القرار الوحيد السليم هو عملية الحلاوة … كان هناك احتمالان سيئان؛ الأول: أن تسوء حالة «نشوى» أكثر من اللازم … والثاني: أن ترفض العصابة إحضار طبيب … وتفشل الخطة.

وجاء موعد الغداء … وتناولاه معًا … وأخذ «تختخ» يفحص المكان جيدًا، وقام ينظر من نافذة المطبخ، فوجد جدارًا عاليًا يصعب تسلُّقه … وفي قمته غُرست مئاتٌ من قطع الزجاج الحادة … فعرف أن لا أمل، وأخذ معه زجاجة مياه وعادا للمخزن. وفي الساعة الخامسة أخرج «تختخ» قطعة الحلاوة، وحشاها من الداخل بالشطة، وأمسك بزجاجة الماء، ثم ناول الحلاوة ﻟ «نشوى» التي وضعتها في فمها، ثم ابتلعتها بجرعات متوالية من الماء.

كان قلب «تختخ» يخفق بشدة وهو يرى الفتاة الشجاعة تبتلع الحلاوة بالشطة، ثم تجلس هادئةً تبتسم وتقول له: لا تخشَ شيئًا … إنني على استعدادٍ للتحمُّل ما دام هذا قد يُؤدِّي إلى حل المشكلة … وقد عرفتُ من أبي أنكم تحمَّلتم أكثر من هذا بكثير في سبيل العدالة وإحقاق الحق.

أخذ «تختخ» يُراقب «نشوى» وينظر إلى ساعته … وهبط الظلام تدريجيًّا داخل المخزن … وبين فترة وأخرى كان «تختخ» يضع كفه على جبهة «نشوى» في انتظار اللحظة التي ترتفع فيها الحرارة … وقد صدق تقديره؛ ففي الساعة السابعة إلا ربعًا بالضبط بدأت حرارة «نشوى» ترتفع … وقالت «نشوى»: إنني أشعر بجفاف في حلقي … ورأسي يدور.

قال «تختخ»: تحمَّلي يا «نشوى»!

نشوى: إنني لستُ متضايقةً مطلقًا … فقد أردتُ أن أقول لك …

تختخ: تظاهري بالألم … بأشد حالات الألم … وإذا طلبوا منك الآن أن تُحدِّثي والدك تليفونيًّا فارفضي بشدة … وتظاهري بالإعياء الشديد.

بعد نصف ساعة كان المخزن قد أظلم تمامًا … وارتفعت حرارة «نشوى» … وجاءت اللحظة التي انتظرها «تختخ»، فذهب إلى باب المخزن وأخذ يدق عليه بشدة صائحًا: يا «عصفور»! … البنت بتموت!

ظلَّ يدق فترةً طويلةً قبل أن يسمع خطوات «عصفور» قادمًا بسرعة … فتح «عصفور» الباب وخلفه الحارس ببندقيته الضخمة وصاح به: لماذا تصرخ؟! ماذا حدث؟

تختخ: إن الفتاة تكاد تموت!

عصفور: ماذا حدث لها؟

تختخ: لا أدري … إن درجة حرارتها مرتفعة جدًّا!

وسمعوا في هذه اللحظة صوت شيء يقع على الأرض … وارتاع «تختخ» وأسرع يدخل المخزن صائحًا: لقد سقطت!

حدث ارتباك كبير في الفيلا … وجاء «سعيد» زعيم العصابة يجري، وأحضروا لمبةً ركَّبوها، وكانت «نشوى» قد سقطت على الأرض … وقد احمرَّ وجهها وتسارعت أنفاسها، فصاح «سعيد»: ماذا أكلت الفتاة في الغداء؟! … ردَّ «عصفور»: سمك يا «سعيد» بك!

سعيد: لا بد أنه سمك فاسد يا غبي! … إنها في حالة سيئة!

قال «تختخ» منتهزًا الفرصة: اطلبوا الطبيب حالًا.

سكت الجميع، وبدا الضيق على وجه «سعيد»، وبدا كأنه في مأزق شديد، بينما ركع «تختخ» بجوار «نشوى» وأخذ يمسك يدها وهو مرتاع … فقد خشي أن تكون في حالة أسوأ ممَّا توقَّع … ولكنه أحسَّ بضغطةٍ خفيفة من يدها … وعرف أنها برغم قولها إنها ممثلة فاشلة … تقوم بدور متقن.

وفجأةً كاد «تختخ» ينفجر من الغيظ … لقد تذكَّر أنه نسي أن يكتب الرسالة التي ستُسلِّمها «نشوى» إلى الطبيب … وأصبح كل ما فعله هباءً … خاصةً عندما سمع «سعيد» يقول: سأطلب طبيبًا بالتليفون … انقلوا الفتاة إلى غرفة نوم في الطابق الثاني.

حمل الرجلان الفتاة وخرجا بها … وخرج «سعيد»، وبقي «تختخ» وحده … فأسرع كالمجنون يُخرج قلمًا وورقةً من الجيب السري، ثم بدأ يكتب:

السيد الدكتور …

الفتاة التي عالجتها الآن فتاة مخطوفة …

والدها المفتش «سامي» ضابط البحث الجنائي … اتصل بالتليفونات الموجودة أرقامها في هذه الورقة … وصِف للمفتش «سامي» مكان هذه الفيلا وقل له إن «نشوى» و«توفيق» في يد العصابة، وإن «شمروخ» لا أثر له …

لا تنسَ يا سيدي الدكتور للأهمية.

وكتب «تختخ» أرقام تليفونات المفتش «سامي» ورقم تليفون «عاطف» … ثم صعد مسرعًا إلى الدور الثاني، ووجد غرفةً مضاءةً فأسرع إليها، ورأى «نشوى» نائمةً على فراش نظيف، وقد وقف «عصفور» بالباب.

صاح «عصفور»: ماذا أتى بك أيها المتشرِّد؟! انزل إلى المخزن!

قال «تختخ»: لقد طلب مني الزعيم أن أبقى بجوار «نشوى» وألَّا أتركها مطلقًا. ودون أن ينتظر إذنًا مرق إلى داخل الغرفة، وانحنى على «نشوى» ووضع الورقة في يدها وهمس في أذنها: قولي للطبيب أن يقرأ الورقة بعد أن يخرج!

اندفع «عصفور» إلى داخل الغرفة وصاح به: ماذا تفعل أيها الشقي؟! اخرج فورًا!

حاول «تختخ» أن يُقاوم ولكن «عصفور» جذبه من ذراعه، ودفعه خارج الغرفة، ونزل «تختخ» السلالم ووقف في وسط الصالة يُفكِّر … لماذا لا يهرب الآن؟! إن الفيلا تبدو خالية … وليس هناك سوى غرفة المكتب المضاءة … وتسلَّل إلى الباب … ولكن ما كاد يمد يده إلى الباب حتى سمع صوتًا خشنًا يقول: ماذا تفعل أيها المتشرد؟ …

وردَّ يده سريعًا، وقد عرف أن الفيلا محروسة جيدًا … وتسلَّل عائدًا إلى المخزن وقد أرهف أذنَيه … ومضت ساعة دون أن يظهر أثر لحركة تدل على وصول الطبيب، وتكاثف الظلام … وأحسَّ «تختخ» بقلبه يسقط بين قدمَيه … هل تراجع «سعيد» عن إحضار الطبيب؟ … تصبح كارثةً لو لم يحضر الطبيب …

ولكن فجأةً سمع صوت سيارة … ثم من يفتح باب الفيلا … وسمع صوت «سعيد» يقول: تفضل يا دكتور. إنها ابنتي وقد أصابتها الحمَّى فجأة …

وسمع «تختخ» صوت أقدامهم يتحرَّكون … ثم يصعدون السلَّم، فمضى متسلِّلًا خلفهم، ثم وقف في نهاية الدهليز يُحاول الاستماع إلى ما يحدث … سمع حوارًا بعيدًا … وسمع كلمة مستشفى … ثم بعض الإسعافات العاجلة … ثم ساد الصمت لحظات … ومضت نحو عشرين دقيقة … ثم سمع «تختخ» صوت أقدام الطبيب وهو يخرج … وخلفه «سعيد» … ثم دار محرِّك السيارة، وابتعدت …

عاد الصمت يلف الفيلا … وأسرع «تختخ» يفتح باب المخزن مرةً أخرى ويُطل من فتحة الباب، وفي هذه المرة شاهد قبضةً تنقض على وجهه وصوت «عصفور» الغاضب يصيح به: أيها المتشرِّد الشقي!

واستطاع «تختخ» في الوقت المناسب أن ينسحب قبل أن تُصيبه اللكمة … أدخل رأسَه بسرعة وأغلق الباب …

وجلس وحده يُفكِّر فيما ينبغي أن يفعله … وعمَّا فعلته «نشوى».

هل استطاعتْ تسليم الورقة للطبيب؟

هل سيقرؤها الطبيب؟

وهل سيتصل حقًّا بأرقام التليفونات التي كتبها له؟ …

مزيد من الأسئلة! ومزيد من الحيرة!

أشرفت الساعة على العاشرة دون أن يحدث شيء، وبدأ «تختخ» يُحس أنه وضع خطةً فاشلة … تحمَّلت «نشوى» عذابها دون فائدة … وفي نفس الوقت سمع حركةً غير عادية داخل الفيلا … خرجت السيارة ووقفت أمام الباب الخارجي … وجاءت سيارة أخرى … ثم سمع صوت أقدامٍ كثيرة تتحرَّك داخل الفيلا … ولم يستطِع مقابلة «نشوى». ومرةً أخرى … غامر بفتح الباب … وقد فكَّر أن «عصفور» لا بد مشغول في هذه التحرُّكات التي تدور في الفيلا … وفعلًا لم يجِده أمام باب المخزن، فصعد الدرجات بحذر … وسار في الدهليز على أطراف أصابعه واقترب من باب المكتبة وأخذ يستمع إلى تعليمات كان يُصدرها «سعيد» … وقد ذُهل وهو يسمع هذه التعليمات:

يبدأ التحرُّك في الثالثة صباحًا تمامًا … سنكون هناك الساعة الثالثة والنصف وخمس دقائق … ستكون السيارة الشيفروليه أمام الباب الرئيسي، وسيتظاهر «موسى» أنه يكشف على المحرِّك الذي سيظل دائرًا … في هذا الوقت يكون «مسعد» و«خشبة» و«محروس» … يقومون بفتح الباب الخارجي بالمفاتيح التي جهَّزناها …

قطع حبل الأسئلة شخص يقول: الحارس يا «سعيد بك» … نسينا حارس البنك …

سعيد: إنني لم أنسَ شيئًا … لقد أعددنا له تدبيرًا محكمًا بواسطة المجموعة الثانية في السيارة المرسيدس.

ووقع قلب «تختخ» بين جنبَيه … إنهم يُدبِّرون لسرقة بنك!

ماذا يفعل الآن؟!

وقبل أن يسترسل في تفكيره مضى «سعيد» يقول: سنُحدِّد للمفتش «سامي» مكانًا بعيدًا لتسليم ابنته إليه … وهو الآن في انتظار مكالمة منا … وأرجو أن تكون حالة الفتاة تحسَّنت بعد أن تناولت الدواء … وعندما تتجه قوة الشرطة كلها إلى المكان الذي حدَّدناه … سنكون قد قمنا بالعملية.

وفهم «تختخ» كل شيء … فلم يكن خطف «نشوى» للانتقام من أبيها … وليس ﻟ «شمروخ» دخْل في العملية كلها … إنها عملية إشغال للمفتش ورجاله، بحيث يتجهون إلى مكان، وتضرب العصابةُ ضربتها في مكانٍ آخر … عملية دُبِّرت بمهارة وستتم في موعدها ما لم يتصرَّف … فمن الواضح أن الطبيب لم يفعل شيئًا.

إنه في الداخل لا يستطيع شيئًا أمام هذا الجمع من الرجال … والكلاب الشرسة في الخارج ستمزِّقه إذا حاول الفرار … بالإضافة إلى الحارس المسلَّح … ولكن يجب أن يُحذِّر المفتش «سامي»، ولكن كيف؟! …

في هذه اللحظة سمع «تختخ» صوتًا لم يُصدِّق أذنَيه عندما سمعه … صوت «بومة» تنعق في الظلام.

خفق قلبه … وسال العرق غزيرًا على صدغَيه … هل هو أحد المغامرين الخمسة؟! وتكرَّر الصوت بترتيب مُعيَّن … وأحسَّ «تختخ» أنه لا يسمع صوت «بومة»، ولكن يسمع أعظم مطرب في العالم.

إن المغامرين الخمسة قريبون منه!

ولكن أين المفتش «سامي»؟

لماذا لا يهجم هو ورجاله؟ هل تحدَّث الطبيب فلم يجد المفتش «سامي» فترك الرسالة مع أحد المغامرين؟ وتقدَّموا هم للهجوم؟ إنها كارثة لو حاولوا … ففي الفيلا أكثر من عشرة رجال مسلَّحين.

لا بد أن يُساعد المغامرين … لا بد أن يُحذِّرهم …

وكان لا بد أن يتصرَّف سريعًا.

صعد درجات السلم الداخلي في الفيلا واتجه إلى غرفة «نشوى»، ولحسن الحظ لم يكن أحد هناك … فتح الباب ودخل، ووجد «نشوى» تجلس في الفراش … وعندما رأته ابتسمت … وحمدت الله … إنها في حالة طيبة … وأسرع إليها وهمس: «نشوى» … المغامرون الخمسة هنا … لقد نجحت الخطة!

قالت «نشوى»: وحدهم!

ردَّ «تختخ»: أعتقد ذلك، ويجب أن نُساعدهم … إنهم مجانين إذا تصوَّروا أن في إمكانهم مهاجمة العصابة وحدهم.

نشوى: وماذا يمكننا أن نفعل؟

تختخ: هل يمكنك الحركة الآن؟

نشوى: لقد زالت الحمَّى تقريبًا … وفي استطاعتي أن أجري إذا لزم الأمر.

تختخ: إذن تعالَي خلفي!

وغادرت «نشوى» الفراش … ونزلا السلَّم معًا … ولكن لم يكادا يصلان إلى نهايته حتى وجدا «عصفور» يأتي من ناحية المخزن مهتاجًا … لقد ذهب ليرى «تختخ» فإذا به يجده أمامه …

وانقضَّ «عصفور» على «تختخ» صائحًا … وزاغ «تختخ» منه … ولكن «عصفور» أمسكه من شعره … وكانت أكبر مفاجأة ﻟ «عصفور» في حياته عندما وجد الشعر في يده … و«تختخ» يجري إلى المطبخ وخلفه «نشوى»، وأغلق «تختخ» خلفهما الباب … وسمعا صوت «عصفور» وهو يصيح مستنجدًا … وقام هو و«نشوى» بوضع مائدة الطعام في المطبخ خلف الباب … وتذكَّر «تختخ» فيشات الكهرباء … إنها في المطبخ … وقفز بخفة القرد برغم سمنته وأخذ يجذب الفيشات … وانطفأ النور … وسمع صياح الرجال واضطرابهم … ونزلت طرقة على باب المطبخ الزجاجي فحطَّمته … وشاهد «تختخ» وجه أحد الرجال يُطل من الزجاج المكسور … ولم يتردَّد … رفع أحد الكراسي وضربه ضربةً أطاحت به بعيدًا وهو يصرخ … ثم انهال الرصاص على الباب.

وصاح «تختخ»: ألقي بنفسكِ على الأرض!

وارتميا على الأرض … وسمعا صوت مكبِّر للصوت يُنادي من الخارج: سلِّموا أنفسكم … إن الشرطة تُحاصر المكان!

وفتح الجحيم أبوابه … أخذت أصوات المدافع الرشاشة تطرقع في الظلام وكأنها معركة حربية.

وعاد صوت مكبِّر الصوت: سلِّموا أنفسكم … وحاذروا من إيذاء الفتاة أو الولد!

كان الرجال يجرون في كل اتجاه في الظلام وهم يُطلقون الرصاص ويسبون ويلعنون، وسمع «تختخ» و«نشوى» صوت باب يُكسر … وسمعا صوت المفتش «سامي» يصيح: «توفيق»! … «نشوى»! …

وصاح «تختخ» و«نشوى» معًا: نحن في المطبخ!

وارتفعت أصوات كعوب الأحذية الضخمة وهي تقتحم المكان … ووجد «تختخ» أنه من الممكن إضاءة النور في هذا الوقت، فأخرج كشَّافه الصغير، وطلب من «نشوى» أن تُنير له مكان الفيشات … ثم أعادها مكانها … وعاد النور …

أخذت الطلقات تتناقص شيئًا فشيئًا … حتى تلاشت … وسحب «تختخ» المائدة من خلف باب المطبخ … وبحذر فتح الباب … وشاهد المفتش «سامي» واقفًا وبيده مسدَّس وخلفه بعض رجاله … وشاهد «المفتش» … «تختخ»، فتقدَّم مسرعًا، وقال «تختخ»: «نشوى» بخير. وخرجت «نشوى» وارتمت بين ذراعَي والدها.

•••

في صباح اليوم التالي كان المغامرون الخمسة ومعهم «نشوى» والمفتش يتناولون الشاي بدعوةٍ من المفتش في الكازينو …

كانوا جميعًا في غاية المرح خاصةً المفتش … وقال «تختخ»: آسف جدًّا لما سبَّبته ﻟ «نشوى» من ألم … ولكن …

قاطعه المفتش: لقد قُمتَ بدور من أهم أدوارك على الإطلاق … لقد دبَّروا لسرقة «بنك مصر» في «المعادي» … وكانت خطتهم في غاية الإحكام … ولولا الرسالة التي أرسلتها مع الطبيب لنفَّذوا خطتهم.

تختخ: ولكن «شمروخ» … أساس هذا كله … الرجل الذي عاد بعد عشرين عامًا ليلعب دورًا آخر معك … أين هو؟

المفتش: لقد كان زعيم العصابة مع «شمروخ» في السجن … وعرف منه قصة مطاردتي له وإيقاعي به … وانتهز فرصة خروجه من السجن ليجعله طُعْمًا … لولا تدخُّل المغامرين الخمسة.

ابتسم «تختخ» ابتسامةً واسعةً وقال: لقد قامت «نشوى» بالدور الأكبر!

لوزة: وقمتُ أنا بالدور الأسوأ.

قال المفتش: لا تلومي نفسك … إن ما يبدو خطأً كثيرًا ما يكون هو الصواب.

عاطف: وأنا لم أقم بدور على الإطلاق!

محب: المهم الآن … أين مُساعد «شمروخ» الذي قبضتم عليه … وأين «شمروخ» ذاته؟

قال المفتش: إن مساعد «شمروخ» يتعرَّض لتحقيق دقيق … وأعتقد أننا سنتمكَّن عن طريقه من الوصول إلى مخبأ «شمروخ».

عاطف: وهكذا تضربون عصفورَين بحجرٍ واحدٍ كما يقولون.

المفتش: ليس عصفورَين فقط … لقد كانوا عشًّا كاملًا من العصافير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤