تقدمة الكتاب
ينبوع الفضل ورب الذكاء والنبل صاحب العزة محمد بك زين العابدين الأفخم
هذا — أيَّدك الله — سِفر جليل الفائدة، من بنات أفكار الفيلسوف الطائر الصيت، نابغة فلاسفة العصر، الكونت لاون تولستوي، أبرزه في ثوب العلم والحكمة إلى عالم الوجود؛ فتناقلته الأمم الغربية إلى سائر لغاتها، فكشفت بأسراره عما رسخ في الأذهان من أصول الخرافات والأباطيل منذ أجيال طوال.
وقد أردت أن أخدم به أبناء اللغة العربية؛ فقضيت من نفيس العمر شيئًا ليس بالقليل، مُلتزمًا في التعريب أصل ما فكَّر الفيلسوف دون زيادة ولا نقص، فجاء في العربية كما أُنِزل من سماء تلك الحكمة الروسية.
ولما كنت غِراس نعمة أياديك بما طالما طوَّقتني به من النِّعم؛ رأيت أن أرفع هذا الكتاب لسُدَّتكم الشريفة؛ لعلي أقوم في ذلك ببعض الواجب راجيًا أن ينال من فضلكم قبولًا، ويصادف استحسانًا يكون لي أكبر مُشجعٍ على انتهاج سبيل الخدمة العامة، أدامكم الله ذُخرًا للآداب ونصيرًا لأبنائها.
سليم قبعين