خاتِمَةُ الْقِصَّةِ

وَعاشَ «يُوسُفُ» وَأُمُّهُ — مُنْذُ ذلِكَ الْيَوْمِ — فِي هَناءٍ وَسُرُورٍ، لا يُعوزُهُما شَيْءٌ فِي الْحَياةِ؛ بِفَضْلِ ما ظَفِرا بِهِ مِنَ الْمَزايا الْخُلُقِيَّةِ والْهَدايا السِّحْريَّةِ.

وَلَمْ تَعْتَلَّ لَهُما صحَّةٌ، وَلَمْ يُدْرِكْهُما ضَعْفُ الشَّيْخُوخَةِ، بَعْدَ أَنْ ظَفِرا بِنَباتِ الْحَياةِ؛ وَمِخْلَبِ الْقِطِّ.

وَلَمْ يَحْتاجا إِلَى الْعَصا لِتَحْمِلَهُما؛ لأَنَّهُما لَمْ يُفَكِّرَا فِي السَّفَرِ إِلَى أَيِّ مَكانٍ.

وَلَمْ يَبْرَحا قَصْرَهُما. بَعْدَ أَنْ تَوافَرَتْ لَهُما فِيهِ كُلُّ أَسْبابِ السَّعادَةِ والرَّخاءِ.

•••

وَأَمْسَكَ «يُوسُفُ» بِزَهْرَةِ الشَّوْكِ، فَأَدْناها مِنْ أَنْفِهِ وَهُوَ يُفَكِّرُ فِي حاجَتِهِ إِلَى بَقَرَتَيْنِ سَمِينَتَيْنِ، وَحِصانَيْنِ أَصِيلَيْنِ، وَأَشْياء أُخَر مِنْ ضَرُورِيَّاتِ الْحَياةِ.

وَما كادَ يَشَمُّ زَهْرَةَ الشَّوْكِ، حَتَّى وَجَدَ أَمامَهُ كُلَّ ما تَمَنَّاهُ.

وَلَمْ يَكُنْ شَرِهًا وَلا طَمَّاعًا، فَلَمْ يَطْلُبْ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتاجُ إِلَيْهِ، مِمَّا لا تَطِيبُ الْحَياةُ إلَّا بِهِ.

•••

وَقَدِ احْتَفَظَ بِالْهَدايا السِّحْرِيّةِ، فَلَمْ يُفَرِّط فِي شَيْءٍ مِنْها.

وَكانَ مِنْ حَظِّهِ وَحَظِّ أُمِّهِ أَنْ يَظْفَرَا بِحَياةٍ طَيِّبَةٍ، فَعاشا مُمَتَّعيْنِ بِأَكْمَلِ صِحَّةٍ وَأَتَمِّ عافِيَةٍ.

•••

وَعاشَت قِصُّتُهُما مَثَلًا صالِحًا لِلْبِرِّ والْمُرُوءَةِ والْوَفاءِ، وَقُدْوَةً حَسَنَةً لِلْأَبْناء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤