الفصل التاسع عشر

قمبيز

قام قمبيز بن كوروس بحملته على مصر أيام حكم ملكها أماسيس. فسار إليه بجيش يضم الأمم العديدة الذين أخضعهم لحكمه، ومن بينهم الأغارقة الأيونيون والأيوليون، وكان السبب في هذا الغزو هو حنق أحد المصريين على أماسيس؛ لأنه أبعده عن زوجته وأولاده وأرسله إلى فارس. فأوعز هذا الرجل الغاضب إلى قمبيز بأن يتزوج ابنة أماسيس. فأرسل قمبيز رسولًا إلى أماسيس يطلب يد ابنته. كان هذا الرجل الذي أوعز بهذا إلى قمبيز، طبيبًا بعث به أماسيس إلى الفرس، فعندما طلب كوروس من أماسيس أن يُرسِل إليه أبرع طبيب عيون بين جميع الأطباء المصريين. اختار أماسيس هذا الطبيب، ولذا حقد على أماسيس. وكان يقصد من حَثِّه قمبيز على الزواج من ابنة الملك أنه إذا وافق أماسيس فقد تغدو هذه الموافقة سببًا في نكده، وإن رفض فقد يصبح الرفض مدعاة لعداوة قمبيز له. فلما جاءت رسالة قمبيز إلى أماسيس الذي كان يرهب قوة الفرس أبلغ رهبة، حار في أمره ولم يدرِ ماذا يفعل؛ هل يزوج قمبيز ابنته، أو يرفض طلبه؛ لأن قمبيز لم يكن راغبًا حقًّا في أن يتخذها زوجته بل مجرد محظية له، وكان أماسيس على يقين من هذا. وعلى ذلك أخذ يُقَلِّب الأمر في ذهنه، حتى استقر أخيرًا على رأي. كانت هناك فتاة تدعى نيتيتيس ابنة الملك السابق إبريس، وكانت فارعة الطول على قدر وافر من الفتنة والجمال، كما كانت آخر من بقي على قيد الحياة من تلك الأسرة الملكية. فأخذ أماسيس هذه الفتاة وحَمَّلَهَا بالذهب والثياب الفاخرة، وأرسلها إلى فارس كما لو كانت ابنته حقًّا … بعد ذلك بوقتٍ ما تصادَف بينما كان قمبيز يُقبِّل هذه الغادة الحسناء أن ناداها باسم أبيها، فما كان منها إلا أن قالت له: «أرى أيها الملك، أنك لا تعترف أن أماسيس قد خدعك؛ إذ أخذني واحتال عليَّ وأغراني بالآمال الخلابة، وأرسلني إليك على أنني ابنته، ولكنني في الحقيقة ابنة أبريس الذي كان ملكه وسيده، فتمرد عليه أماسيس هو وبقية المصريين وقتله …» فلما سمع قمبيز بن كوروس منها هذا الكلام ثارت ثائرته، فسار على رأس قواته لغزو مصر. هذه هي الرواية الفارسية.

هناك مسألة بالغة الأهمية سهلت القيام بالحملة، كان بجيش أماسيس جُندي مُرتزق يدعى فانيس، هاليكارناسي الأصل، وكان رجلًا صائب الرأي، ومحاربًا مجيدًا. ولما حقد على سيده لسببٍ ما هجر خدمته وركب سفينة وهرب بها إلى قمبيز رغبة في التحدث إليه. وإذ كان رجلًا عالي المنزلة في جيش المرتزقة، ويستطيع إفشاء معلومات صحيحة عن مصر، أصر أماسيس على استعادته، فأمر بمطاردته، وعَهِد بهذه المهمة إلى أحد رؤساء الجيش الذين يثق بهم كل الثقة، فركب هذا سفينة حربية وجَدَّ في السير مُطاردًا ذلك الهاليكارناسي، فأمسك به في لوكيا، بَيْد أنه لم يستطع إحضاره إلى مصر؛ إذ كان فانيس أشد منه دهاءً وحيلة؛ لأنه أَسكَر حراسه ثم هرب إلى فارس. وحدث أن كان قمبيز يُفَكِّر وقتئذٍ في الهجوم على مصر، ولكنه كان مترددًا لعدم معرفته كيف يجتاز الصحراء فلما وصل إليه فانيس، لم يُخبِره بأسرار أماسيس فحسب، بل وأمده بمعلومات عن كيفية عبور الصحراء، وأشار عليه بأن يُوفِد سفيرًا من قبله إلى ملك العرب، ويطلب منه أن يَسلك حياله مسلكًا وديًّا وهو يعبر تلك المنطقة.

كان على قمبيز أن يعبر الطريق الممتد بين جينيكوس من جهة، وبحيرة سيربونيس وجبل كاسيوس من جهة أخرى وهذه مسافة لا يُستَهان بها؛ إذ تبلغ مسيرة ثلاثة أيام، والطريق عبارة عن صحراء قاحلة لا ترى بها قطرة ماء.

سأذكر الآن أمرًا لا يعرفه ممن يبحرون إلى مصر غير قليلين. تُرسَل الخمر إلى مصر مرتين في كل عام من بلاد الإغريق ومن فينيقيا، في قدور من الفخار، ومع ذلك فلا يمكنك أن ترى قدرًا واحدة من هذه القدور في أي مكان بتلك المملكة كلها، ولا بد أن يسأل كل إنسان: إلى أين تذهب كل هذه الجِرار؟ سأوضح لك هذا أيضًا. يتحتم على حاكم كل منطقة أن ينقل تلك الجِرار إلى ممفيس حيث يملؤها الممفيسيون بالماء ويحملونها إلى هذا الطريق السوري. وعلى هذا فإن جميع القدور التي تدخل مصر في كل عام وتباع فيها تجد طريقها إلى سوريا، حيث تذهب الجرار السابقة لها.

بدأ الفرس يُحافِظون على جعل الطريق الموصل إلى مصر صالحًا للمرور بتخزين الماء فيه بمجرد أن صاروا سادة هذه البلاد، غير أن الطريق إليها لم يكن به ماء في الوقت الذي نحن بصدده. فعَمل قمبيز بمشورة ذلك الضيف الهاليكارناسي، فبعث رسلًا إلى الملك العربي يرجوه ألا يتعرض له بسوء وهو يمر بتلك المنطقة، فأجاب الملك العربي رجاءه، ووثق كل منهما بالآخر.

يفي العرب بمثل هذه العهود أكثر مما يفي بها أي شعب آخر. فعندما يحلف رجلان يمين الصداقة يقف كل منهما إلى جانب رجل ثالث، فيُمسِك هذا الأخير بحجر حاد الطرف، ويُحدِث به جرحًا في يد كل منهما قُرب إصبعه الوسطى، ثم يأخذ قطعة من ثيابهما ويغمسها في دم كل منهما، ويبلل بالدم سبعة أحجار موضوعة على الأرض بينهما، وفي أثناء ذلك ينادي: ياخوص ويورانيا وبهذا يبدأ عهد الصداقة بينهما. وإذا قدم الرجل الذي قام بهذا العهد رجلًا أجنبيًّا (أو مواطنًا، إن كان مواطنًا) إلى جميع أصدقائه، اعتبروا أنفسهم مُلزَمِين بالوفاء له.

ولهذا السبب، عندما وعد الملك العربي رسل قمبيز قام من فوره بعمل ما يأتي: صنع عددًا من القِرَب من جلود بعض إبله، وملأها بالماء، ثم حمل هذه القِرب على ظهور الإبل الحية الباقية مما يملكه، وقادها إلى الصحراء حيث بَقي هناك ينتظر مجيء جيش قمبيز. وهذا هو عين ما يَنتَظِر أن يحدث تبعًا للروايتين اللتين رُوِيَتا. أما الرواية الثانية فغير محتملة التصديق، ولكنها ما دامت قِيلَت فمن الواجب أن أذكرها. يوجد نهر كبير في بلاد العرب يُسمَّى نهر كوروس يصب في الخليج الفارسي. يقولون إن ملك العرب صنع أنابيب من جلود الثيران والحيوانات الأخرى، ومدَّها على طول الطريق من هذا النهر إلى الصحراء، وبذا جلب الماء إلى خزانات حفرها في الصحراء حيث تُحفَظ. وتبلغ المسافة من النهر إلى طريق الصحراء مسيرة اثنَي عشر يومًا. ويقولون إن الماء كان يجري داخل ثلاث أنابيب إلى ثلاثة أماكن مختلفة.

عسكر بساميتيخوس بن أماسيس عند مصب نهر النيل المسمى بيلوسياك في انتظار قمبيز؛ إذ عندما ذهب قمبيز إلى مصر لم يجد أماسيس على قيد الحياة. لقد مات بعد أن حكم مصر مدة أربع وأربعين سنة، لم يُصَب خلالها بأي مكروه بليغ، وعندما مات حُنِّطَت جثته، ودُفِنَت في القبر الذي أمر هو ببنائه في المعبد. وبعد أن جلس ابنه بساميتيخوس على العرش، حدثت ظاهرة غريبة في مصر، سقط المطر في طيبة المصرية، وهذا أمر لم يسبق أن حدث من قبل، ولم يتكرر حدوثه مرة ثانية حتى اليوم، كما يشهد بذلك أهل طيبة أنفسهم. والعادة ألا يسقط المطر في مصر العليا إطلاقًا، ولكنه نزل بطيبة في تلك المناسبة قطرات صغيرة.

اجتاز الفرس الصحراء وأقاموا معسكرهم بقرب المعسكر المصري، واستعدوا للمعركة. وكان الجنود المرتزقة الذين في خدمة بساميتيخوس، وهم من الأغارقة والكاريانيين ناقمين على فانيس بسبب إحضاره جيشًا أجنبيًّا لغزو مصر، وفكروا في طريقة ينتقمون بها منه. كان فانيس قد ترك أبناءه في مصر، فأخذهم الجنود المرتزقون وذهبوا بهم إلى المعسكر وعرضوهم أمام عيني أبيهم. بعد ذلك أحضروا طستًا ووضعوه وسط الشقة الكائنة بين الجيشين، وقادوا أولاد فانيس إلى الطست واحدًا وراء آخر، وذبحوهم فوقه، وبعد أن ذبحوا آخر ولد صبوا ماءً وخمرًا في الطست ثم شَرِب كل جندي من دم أولئك الأبناء، وذهبوا إلى المعركة. كان القتال الذي تلا ذلك عنيفًا، ولم يتراجع المصريون ويفروا إلا بعد أن قُتِلت جموع كبيرة من كلا الفريقين.

رأيتُ ظاهرة في غاية الغرابة في الميدان الذي دارت فيه رحى المعركة، لفت نظري إليها الأهلون. توجد عظام القتلى مبعثرة في الميدان في موضعين، عظام جنود الفرس في مكان، وعظام المصريين في مكان آخر بعيد عن الأول، فإذا ضربت جمجمة فارسية ولو بحصاة أحدثت بها ثُقبًا؛ لأن جماجمهم ضعيفة، في حين أن جماجم المصريين قوية بحيث تستطيع أن تضربها بحجر فلا تكاد تنكسر. وقد ذكر الأهلون لي سبب هذا الاختلاف، وهو سبب يبدو معقولًا جدًّا. قالوا إن المصريين يحلقون رءوسهم منذ طفولتهم، وعلى هذا تتعرض جماجمهم لفعل الشمس فتصبح سميكة صلبة، ولنفس السبب لا يوجد الصلع في مصر؛ حيث عدد الصُّلع أقل من عددهم في أية دولة أخرى، وهذا هو السبب في أن جماجم المصريين قوية إلى تلك الدرجة. أما الفرس فجماجمهم ضعيفة؛ لأنهم يحجبونها عن ضوء الشمس منذ الصغر بلبس العمائم حول رءوسهم. ولقد رأيت بعينَي رأسِي ما أذكره هنا، وشاهدت مثله أيضًا في بابريميس في حالة الفرس الذين قتلوا مع أخايمينيس بن داريوس، على يد إيناروس الليبي.

ما إن أدار المصريون الذين قاتلوا في تلك المعركة ظهورهم للعدو حتى انطلقوا هاربين في غير نظام إلى ممفيس؛ حيث احتموا وراء الأسوار وأقفلوا الأبواب خلفهم. عندئذٍ أوفد قمبيز رسولًا فارسيًّا على ظهر سفينة ميتيلينية ليصل إلى ممفيس عن طريق النيل ويطلب من المصريين التسليم. فلما أبصر المصريون السفينة تدخل المدينة، انقضُّوا عليها من الحصن في جموع غفيرة وحطموها ومزقوا بحَّارتها إربًا، وهكذا نقلوهم إلى الحصن. بعد ذلك حوصرت ممفيس واستسلمت في الوقت المناسب، وعندئذٍ خاف الليبيون الذين على حدود مصر أن يُصِيبهم نفس المصير، فسلموا أنفسهم إلى قمبيز بغير قتال، وعقدوا معه اتفاقًا أن يدفعوا له الجزية. ومنذ ذلك الحين وهم يرسلون إليه الأموال. كذلك دبَّ الخوف في نفوس الكورينيين والباركيين كما حدث لليبيين، ففعلوا مثل ما فعل هؤلاء، فتقبل قمبيز أموال الليبيين بالشكر، ولكنه لم يتسلم أموال الكورينيين بنفس الروح. لم يُرسِل له هؤلاء أكثر من خمسمائة ميناي١ من الفضة، فاعتقد قمبيز، على ما أظن، أنه مبلغ ضئيل جدًّا، فخطف النقود من أيديهم وبعثرها بيديه وسط الجنود.

بعد سقوط الحصن بعشرة أيام عزم قمبيز على أن يختبر روح بساميتيخوس، الملك المصري الذي لم يستغرق حكمه سوى ستة شهور، فأمر بوضعه في إحدى الضواحي ومعه عدد كبير من المصريين الآخرين. حيث عرَّضه للإهانة. فأولًا: أرسل ابنة بساميتيخوس إلى خارج المدينة في ثياب أمَةٍ تحمل جرَّة لتُحضِر الماء، وقد رافقتها كثيرات من العذارى بنات أعظم النبلاء، مُرتديات مثل ملابسها. فلما وصلت الفتيات إلى موضع قبالة المكان الذي كان يجلس فيه آباؤهن، وكُن يذرِفن الدموع ويُرسِلن صيحات الحزن والأسى، بكى جميع الآباء ما خلا بساميتيخوس؛ إذ رأوا بناتهم على تلك الحال من البؤس. أما بساميتيخوس فنظر إليهن وطأطأ رأسه إلى الأرض. مرت حاملات الماء على تلك الحال، ثم جاء خلفهن ابن بساميتيخوس ومعه ألفان من الشبان المصريين من مثل عمره — وقد رُبِطَت الحبال حول أعناقهم جميعًا ووضعت اللجم في أفواههم — ومر هؤلاء أيضًا ليُقتَلوا نظير مقتل الميتيلينيين الذين هلكوا مع سفينتهم في ممفيس؛ إذ هذا هو الحكم الذي أصدره القضاة الملكيون وهو: «يجب أن يموت عشرة من أنبل المصريين في مقابل كل رجل ميتيليني». أبصر الملك بساميتيخوس هذا الجمع يمر أمامه وعرف أن ابنه يُساق إلى الموت. في حين كان المصريون الآخرون حوله يبكون ويضطربون، لم تظهر عليه أية علامة تنم عن الحزن، زيادة عما بدا منه عندما رأى ابنته. وبعد أن مر هؤلاء أيضًا جاء أحد أصدقائه السابقين، وكان رجلًا تقدمت به السنون، وقد نُزِعَت عنه جميع أملاكه وصار متسوِّلًا. وعندما جاء إلى حيث يجلس بساميتيخوس بن أماسيس وبقية المصريين الآخرين، وكان ذلك الرجل يَستَجدي ويَمُد يده إلى الجنود يطلب صدقة، عندئذٍ لم يطق الملك المصري رؤية هذا المنظر حتى إنه انفجر يبكي بصوت مرتفع، ونادى صديقه باسمه، ولطم نفسه على رأسه.

كان هناك أشخاص مهمتهم أن يراقبوا انفعالات بساميتيخوس، ويلاحظوا ما سيفعله عند مرور كل جماعة. وعلى هذا انطلق أولئك الأشخاص ليُخبِروا قمبيز بما فعله بساميتيخوس. فدُهِش قمبيز لما حدث، وبعث رسولًا إلى بساميتيخوس يسأله: «يا بساميتيخوس! إن سيدك قمبيز يسألك، لماذا لم تصرخ ولم تبكِ عندما رأيت ابنتك في الرق والذل، وعندما شاهدت ابنك يُسَاق إلى الموت، ولكنك أبديت تلك الانفعالات عندما رأيت متسوِّلًا؟ بلغ الملك أنه غريب عن جنسك.» فأجاب بساميتيخوس عن هذا السؤال بقوله: «يا ابن كوروس! كانت مصائبي أكثر من أن تخففها الدموع، أما مصيبة صديقي ذاك فكانت تستحق البكاء؛ فعندما يقلب الدهر لامرئ ظهْر المِجَن فيسقط من العظمة والرفاهية إلى التسول وهو على عتبة الشيخوخة، يحق للمرء، أن يبكي من أجله.» فلما عاد الرسول إلى قمبيز بهذا الرد قال قمبيز إنه على حق، وكذلك قال كرويسوس. ويُقرر المصريون أنه بكى — فقد جاء هو أيضًا إلى مصر مع قمبيز — وكذلك بكى جميع الفارسيين الحاضرين، وحتى قمبيز نفسه تألم غاية الألم، وأصدر أمره باستثناء ابن بساميتيخوس من بين الذين سِيقُوا إلى الإعدام. كما أمر بإحضار بساميتيخوس نفسه إلى حضرته من الضاحية التي اعتُقِل فيها.

بَيْد أنه سَبَق السيف العَزَل؛ فعندما وصل رسل قمبيز لإنقاذ ابن بساميتيخوس من القتل، وصلوا متأخرين فوجدوا ذلك الشاب قد قُتِل أول الجميع وقُطِّعت جثته إربًا. أما بساميتيخوس نفسه فجاءوا به إلى حضرة مليكهم، الذي سمح له بأن يعيش معه، ولم يعامله بخشونة قط بعد ذلك، كما لم يحرمه التدخُّل في شئون البلاد. وكان بوسعه أن يسترد مصر ويحكمها بصفته واليًا، فقد جرت عادة الفرس أن يعاملوا أبناء الملوك بالتبجيل، لدرجة أنهم قد يهبون مملكة الأب لابنه في حالات التمرد الشبيهة بهذه الحالة.

١  إذا كان المقصود هو الميناي الأتيكي، كما هو المحتمل، فإن قيمة الجزية كلها تبلغ ۲۰۰۰ جنيه من نقودنا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤