الوصية المفقودة

كان السيدُ فرانكلين محاميًا ذا خبرةٍ جيدة في غرب لندن، وله مكاتبُ في … تشامبرز في شارع ريجينت ستريت، ومسكنٌ خاصٌّ بالقرب من فولهام. وهو رجلٌ ذو عاداتٍ غريبة نوعًا ما، على الرغم من أنه شديدُ الذكاء، ومتمكِّن في مهنته، وكريمٌ تجاه أصدقائه الذين لم يكونوا قليلين. وكانت حياته المنزلية بعيدةً كلَّ البُعد عن الراحة. فقد انفصلَ عن زوجته بسبب عدم توافُق الطباع؛ وكانت تلك السيدة، مع طفلها، تعيش في جزء ناءٍ من العاصمة، وتحصل على نفقةٍ سخية من السيد فرانكلين.

سيُغطي هذا الوصفُ حياةَ السيد فرانكلين ومهامَّه خلال مدة ١٥ عامًا. فطوال هذه الفترة، وربما قبل ذلك بكثير من بداية هذه الحقبة، ادَّخَر جزءًا كبيرًا من أرباحه، واستثمرَها بهذا النجاح الذي تمكَّن محامٍ حكيمٌ من تحقيقه. وهو لم يكن، وهذه حقيقة، بالرجل المضارب أو «المغامر». كان على وجهِ الدقة رجلًا كادحًا أو مُجِدًّا في عمله. ويؤمن بفكرةٍ مفادها أنه يجب على المحامين عدمُ الانخراط في المخاطر، خشيةَ أن يتعرَّضوا للإغواء، في غمرة الجشَع، أو لتغطيةِ بعض الخسائر غيرِ العادية، ويستخدموا الأموال التي قد يتركُها العملاء في أيديهم بحكمِ الضرورة أو الاختيار. وهو لم يربح قطُّ مبالغَ كبيرة من المال، لكنَّ ثَراءه تنامَى بدرجات بطيئة، حيث تراكمت الدفعات التي يقتصدها بعضها فوق بعض، وحيث زادَ حقُّ الانتفاع منها، عامًا بعد عام، من إجمالي مكاسبه التي كان يقتصد في إنفاقها.

وكان على رأس فريق موظَّفيه أو مكتبه كاتبٌ إداري؛ بينما وُجِدت على رأس مسكنِه الصغير نوعًا ما في الريف مدبِّرةُ منزل. وكان لدى السيد فرانكلين أقصى درجاتِ الثقة في كِلا الشخصَين. نشأ هذا الشعور المريح، حسَبما أظن، من خبرةٍ طويلة؛ لكنني أستطيع مشاركة هذا الشعور عندما قابلتُ هذَين الشخصين الموقَّرين لأول مرة. حيث أظهر الكاتِبُ جميع السِّمات البارزة لمهنته. كان ماكرًا ومتحفظًا ومتغطرسًا. وفي رأيي إنه كان مخلصًا لسيده. والإخلاص مَيزة خاصة لكاتِب المحامي. لقد عرَفتُ الكثير منهم خلالَ عملي، لكن لم يحدث أبدًا أنْ خان أحدُهم سيده؛ ولم أسمع قطُّ، بِناءً على سلطةٍ موثوق فيها، أنَّ أحدَهم قد خانَ أسرارَ الموكلين. وكثيرًا ما أُتيحت لي الفرصةُ لمعرفة أنَّ رشاوى قد قُدِّمت إلى الكاتِب البائس، الذي ربما لا يتجاوز راتبُه جنيهًا في الأسبوع، وإلى الصغار منهم، الذين تبلغ أجورُهم بضعة شلنات — رشاوى تُساوي على الأقل الدخل رُبع السنوي لهم — ولكنهم لم يَقبلوا إفشاءَ أيِّ أسرار رغم ذلك. لقد فكرتُ كثيرًا في هذه الظاهرة، لكنني لم أفهم على نحوٍ كامل العلاقةَ الدقيقة بين السبب والنتيجة. ربما يكون القارئ محلِّلًا نفسيًّا أفضلَ مني، ويُمكنه تفسير ذلك. سأتركُ الحقيقة بين يدَيه ليُفكر فيها بنفسه؛ فقط أؤكد أنها حقيقة. ومِن ثَمَّ كما قلتُ سلَفًا، كان هناك هذا الكاتِبُ المخلص على رأس فريق الموظفين في مكتب السيد فرانكلين.

وكانت مدبرة المنزل التي تُشرف على الميزانية المنزلية لمسكن المحامي من النوع التقليدي للغاية. وهي تبلغ من العمر نحو ٤٨ أو ٥٠ عامًا. كانت طويلة القامة إلى حدٍّ ما، وضخمة الهيئة بعض الشيء. وكانت ملامحها قاسيةً قليلًا، ولم يكن صوتها مما يمكن وصفُه بأنه موسيقيٌّ، ولم يكن سلوكها مما يرقى إلى مرتبة السيداتِ المهذَّبات. لكنها كانت أيضًا خادمةً مخلصة؛ أو على الأقل أخبرَتني بذلك كثيرًا، وليس لديَّ دليلٌ على عكس ذلك. لقد أخبرتني، بعد وقتٍ قصير من معرفتي بها، أنها لم تَسرق من الرجل الصالح (أي سيدها السابق) قرشًا واحدًا. لطالما كانت تُنفق ماله على أفضلِ نحوٍ، ولم تحصل أبدًا على عُمولة من التُّجار الذين يبيعون لها الزبد أو الجُبن أو البيض أو أيًّا من أصناف الطعام الأخرى؛ وفي الحقيقة، هي لم تنهَبْه قطُّ مثلما تفعل بعضُ مثيلاتها من الخادمات. لقد كانت في الواقع مدبرة منزل نموذجية، وهو ما أعتبره أمرًا مفروغًا منه، وأطلب من القارئ أن يفترضه.

إنَّ هذا هو عصرُ الذمِّ وتداوُل الفضائح. وأنا لا أستطيع، كما أخشى، الاعتمادَ على أنَّ صفحاتي قد لا تقع في أيدي شخص أو شخصين على استعدادٍ دائمًا للشكِّ في جيرانهم وذكرهم بالسوء. فاسمحوا لي، إذن، وبوضوح وبشكلٍ قاطع، أن أُقِرَّ بعدم وجود علاقة من أي نوع بين السيد فرانكلين وهذه السيدة سوى العلاقة الظاهرية بين السيد والخادمة. إنه أمرٌ ينبغي ألَّا يكون موضع شكٍّ.

وذات يوم، بعد مرضٍ قصير، تُوفِّي السيد فرانكلين.

وقد أُبلِغ أقاربه وأصدقاؤه بخبرِ وفاته على نحوٍ شبه فوري، وقد ذرفوا بعض الدموع الحقيقية والمصطنَعة على جثَّته التي، وَفْق المعتاد، دُفنت دون مظاهرَ متباهية أو مراسمَ لا داعي لها، في باحةِ كنيسة قريبة.

بعد الجنازة وحتى قبلها، سادَ التعبيرُ عن الكثير من الدهشة لعدم الكشف عن وصية.

هل ترك وصيةً أو ماتَ بلا وصية؟ كان هناك الكثيرُ من التكهُّنات حول هذا الأمر، وتشكَّلت العديدُ من الآراء. رأى بعضُ الناس أنه من الحماقة أن يترك محاميًا، من بين كلِّ الرجال في العالم، لنواياه غير المعلنة، وأن يترك إرثًا سلبيًّا من المتاعب وانعدام الثقة والشك وانفطار القلب والحرب الاجتماعية بين معارفه وأقاربه. واعتقَدوا أنه من غير اللائق أن يفعل ذلك. بينما أكدَّ آخَرون أنه لا يوجد شيءٌ غير معتاد في عدم قيام المحامي بعمل وصية. ويمكن تقسيمُ هؤلاء الأشخاص إلى فئتَين. حيث قال المنتمون إلى الفئة الأولى بسخرية إن أطفالَ صانعي الأحذية عادةً ما يرتدُون أسوأَ الأحذية مقارنةً بالأطفال الآخرين، وأطفال الخياطين ملابسهم رديئة، وأصحاب الحانات لا يحتسون الخمور التي يبيعونها، والقساوسة نادرًا ما يُقدِّمون القدوة، من خلال ممارستهم الفضائلَ التي يُعلِّمونها من فوق منابرهم؛ فمِن ثَمَّ، ليس من المستغرب أن يتصرَّف المحامي في أمر يخصُّه تصرفًا يُظهر قمةَ انعدام الحصافة. كان هذا هو السبب الذي دفع البعضَ إلى الاعتقاد بأن السيد فرانكلين لم يكن لديه وصية بالتأكيد. أما المنتمون إلى الفئة الثانية، فقد سخروا من عملية الجدال المسهَبة وغير المُرضية هذه. حيث قالوا إن الأمر واضح بدرجة كافية. فالمتوفَّى هو محامٍ. وكان على دراية جيدة، وعلى رضًا أيضًا، بالترتيبات التي اتخذتها حِكمة الهيئة التشريعية لتوزيع التركة الشخصية لمَنْ لا وصية له. وضدَّ كلِّ هذه التكهنات كانت هناك، رغم ذلك، التصريحاتُ الثابتة والمتكررة من الكاتِب الإداري، الذي قال إنَّ سيده الراحلَ قد كتبَ وصية، قبل نحوِ عامين من وفاته. حيث كُتِبت مسوَّدتها بخط يد السيد فرانكلين. كما أنه قد كتبَها في صورتها النهائية أو نسخَها بيده اليمنى من أجل منفِّذي الوصية. ومن ناحية أخرى، قُدِّم الإثبات من قِبل الكاتِب المخلص و«ذلك الوغد إدواردز»، وهو كاتِب مبتدئ، ضمنت له مهارتُه في تقليد التوقيعات إقامةً مجانية ومريحة في بورتلاند.

إذا كان المتوفَّى قد كتبَ وصية، فأين يمكن أن تكون؟ كان هذا سؤالًا معقدًا ومثيرًا للاهتمام. لم يُبدِ أحدٌ اهتمامًا أعمقَ من مدبرة المنزل في محاولة التوصل إلى إجابة عن ذلك السؤال. إذا كان من الممكن العثورُ عليها، فستعثر عليها. لقد كانت متأكدةً مثلما هي متأكدة من حقيقة وجودها (وبالنسبة إلى هذا، مثلما لم تسمع مطلقًا بنظرية بيركليان المطروحة، لم يكن لديها أدنى ظلٍّ من شك)، أنَّ الوصية ستضمن لها مكافأةً عن مدَّة خدمتها الطويلة والجديرة بالتقدير. كما وعدها الأقاربُ والأصدقاءُ، الذين يتمنَّون العثور على الوصية، واعتقَدوا أنها قد تُساعد في اكتشافها، بمكافأتها إذا لم تُبرر الوثيقةُ ثقتها عند ظهورها، أي إذا لم يكن المحامي قد منحها نصيبًا من الإرث مثلما تعتقد هي. كان الكاتِب متحمسًا أيضًا في البحث عن الوصية في كلِّ مكان تُشير إليه حَصافتُه على أنه مكان محتملٌ لإخفائها. ومع ذلك، لم يعثر على الوصية ولا حتى مسوَّدة وصية. وقد فتَّشَ المكتبَ والمنزلَ بدقة. كما فُحِصَت الخزنة، وجميع العلب المعدنية، والأدراج، وحزم الأوراق، دون جدوى. لا داعي للقول إن الشكَّ قد تزايد. من المؤكَّد أن الوصية قد جرى التخلص منها، كان هذا هو الاستنتاجَ شبهَ الموحَّد الذي توصَّل إليه الجميع؛ وقد ذهبت أذهانُ الكثيرين منهم إلى التفكير في شخص بعينه باعتباره الجاني.

كان الجاني المشتبهُ به هو الابنَ الوحيد للمحامي، وهو شابٌّ مشاغب، ومصدر متاعب مؤلمة لوالده. كان من المعروف عن هذا الشاب أنه يأخذ المالَ بكثافة من والديه من وقتٍ لآخَر. لم يكن يُحب مهنة المحاماة الشريفة، ومن أجل تعليمه مهنةً أخرى، دفعَ السيدُ فرانكلين مبالغ كبيرة لرجال مرموقينَ في مهنٍ أخرى؛ لكن الطالب، أو المتدرب أضاع المالَ الذي دُفع على هذا النحو في أوقاتٍ مختلفة من أجل منفعته. كما سرقَ مرتين من والده مبالغَ كبيرة. ويبدو أنَّ صبرَ المحامي وعاطفتَه قد استُنفِدا قبل مدَّة من وفاته. وفي النهاية اضطُرَّ الابن، الذي حُرِم من كل البدلات التي تشجعه على أن يظل بلا عمل، إلى كسبِ عيشه من وظيفةٍ متواضعة نسبيًّا، وعندما تُوفِّي الأب، كان يكسب جنيهًا إسترلينيًّا في الأسبوع في مكتب حسابات أحد التجار. وقد سمعَ السيدُ فرانكلين الابن، الذي يعيش مع والدته، عن وفاة والده بمجرد أن علمَت السيدة بالخبر. فتركَ وظيفته على الفور، في ظل اعتقادٍ غامض أن ثروةً قد سقطَت في حجره. ومِن ثَمَّ استولى بصورة عملية على مكاتب المتوفَّى ومنزله، وكانت لديه فرصٌ عديدة للتخلُّص من أي وثيقة تُضِر بمصالحه. وهكذا، نمَت شائعاتٌ غير متعاطفة لتصبح حقيقة مفادها أنَّ هذا الشاب قد تأكَّد أنَّ والده الساخط قد حرَمه من الميراث، وأنَّ الوصية المفقودةَ كانت الوسيلةَ التي نفَّذ من خلالها عقوبته العادلة، وأنه عثرَ على الوصية، وفيها مصيره، وأنه، من أجل الاستفادة من التوزيع القانونيِّ للتركة، دمَّر كلًّا من الوثيقة ومسوَّدتها.

بعد نحوِ أسبوعين من وفاة السيد فرانكلين أُسنِدَت إليَّ مهمة التحقيق في لغز هذه الوصية المفقودة. كان المطلوب في المقام الأول أن أجد الوصية نفسَها، ولكن كان يُعتقَد أن هذه مهمةٌ ميئوس منها. ولذا كان الشيء التالي المطلوبُ هو حصولي على دليلٍ واضح على أنها كانت موجودة وأن أعرف أحكامها وبنودها. كان من المطلوب أيضًا أن أحصل على أدلةٍ كافية لتوجيه الملاحقة القضائية ضد هذا الشاب.

ومِن ثَمَّ تبيَّن أن مهمتي، التي بدَت شِبهَ ميئوسٍ منها، ومن غير المرجح أن تكون مربحة، كانت قصيرة وسهلة ومُرضية.

فقد علمتُ عبر تحقيقٍ موجز في الملابسات المهمَلة أنَّ السيد فرانكلين كان على علاقةٍ بامرأة شابَّة، وقد أنجبَت طفلَين منه. وقد تمكَّن من إخفاء هذه العلاقة عن جميع أصدقائه ومعارفه، وقد شعرَ بعضُهم بفضيحةٍ شديدة عند اكتشاف مثلِ هذه الإساءة للآداب الاجتماعية. لقد ذهبتُ لزيارة هذه السيدة، وفي أول مقابلةٍ لي معها، تعرَّفتُ على لُغز إخفاء الوصية. لقد شعرَت المسكينة بالارتباك الشديد من استفساراتي، وعلى الفور رأيتُ أنه من الحكمة أن أُخبرها بالهدف الحقيقي لزيارتي، فقد تخيلَت نفسها متهَمة بجريمة. ومِن ثَمَّ قالت: «صدِّقني يا سيدي، أنا لم آخُذْها. لقد أعطاني إياها. وأخبرني أن أحتفظ بها حتى وفاته؛ لأنها ستكون مصدرَ حمايتي الوحيدَ بعد وفاته، وأنني يجب أن أُعطيَها فقط إلى السيد ثيسلثوايت.» ففهمتُ الخطة الكاملة للراحل السيد فرانكلين. وطلبتُ منها أن تدَعَني أطَّلِع عليها. فردَّت عليَّ بتوسُّل كي لا آخذها منها، حيث تساءلت: «ماذا سيحدث لي ولأولادي الأعزاء إذا فقدتُها؟» كان من الواضح أنَّ المرأة البسيطة لا تعرف شيئًا عن الإجراءات القانونية، واحتضنت الورقة وكأن مجرد حيازتها سيمنحها المالَ الذي خُصِّص لها بموجبها. لقد وعدتُها بأنني لن أحرمها منها. وأنني سأدعمُ بالتأكيد مقصدَ والِد أبنائها بدلًا من إحباطه. وهي لم تستطع معرفةَ أيِّ شيء من محتويات الوصية بخلاف التصريح العام للمتوفَّى؛ إنَّ مصدر حمايتها المستقبلية مرتبطٌ بأحكامها. حيث سلَّمها الوصية في مظروف مغلق. وكان الشمع الذي أُغلق به المظروف سليمًا ولم يُمَسَّ عندما وضعَته أمامي.

لم تتطلَّب كيفيةُ التصرف لحظةَ تفكير من جانبي. إذ لم يكن من واجبي، ومن غير المقبول أن أضعَ هذه المرأة الشابة في وضعٍ سيئ. لقد أنجزتُ أكثرَ مما كنتُ أتمناه، وكلَّ ما كان يُمكن توقعُه مني، بعثوري على الوصية. ومِن ثَمَّ نصحتُها على الفور باستشارة محامٍ محترم؛ فذهبَت معي إلى مكتب رجل نبيل بالقرب من مقرِّ سكنها؛ لم أكن على معرفة سابقة به، لكنه يحظى بسُمعة جيدة.

وهكذا أصبحَ الابنُ المشاكس للمتوفَّى بريئًا من الشبهات؛ وأُثبِتَت الوصية في محكمة الأحوال المدنية، ونُفذ مقصدُ الموصي بأمانة.

كانت إحدى الوريثات التي حَظِيَت بقدرٍ ضخم من بقية تركة المتوفَّى، والتي تُشكِّل الجزء الأكبر منها، حزينةً للغاية بسبب الشخص الذي اختاره السيد فرانكلين كمؤتمنٍ للحفاظ على وصيته. حيث قالت: «ليس الأمر كما لو أنه ترك لتلك المرأة مبلغًا كبيرًا من المال.» وتابعت قائلة: «أنا لا أشكو من مقدار الإرث الذي قدَّمه للأطفال التعساء، لكنه كان من الممكن أن يُجنبنا إذلالَ طلب الوصية منها. فلماذا لم يتركها في عُهدة أحد الأشخاص المحترمين الذين أعطاهم الجزءَ الرئيسيَّ من ثروته؟»

كان التفسير هو: «عجبًا، ألا ترَين، يا سيِّدتي العزيزة، أنه على الرغم من أن المرأة لم يكن لها سوى نصيبٍ ضئيل من التركة، كان نصيبها هذا يعتمد كليًّا على صون الوثيقة. وبما أن الجزء الأكبر من الممتلكات كان الموصي قد وزَّعه بالطريقةِ نفسِها التي أقرَّها القانون بالفعل، لم تعد لديه أهدافٌ قوية لكتابة وصية من الأساس، باستثناء هدفٍ واحدٍ وهو حفظ نصيب المرأة وأطفالها في الإرث. وقد اختار أكثرَ الأماكن أمانًا من بين جميعِ الأماكن التي يُمكنه إيداعُها فيها؛ لأنه بالطبع لم يكن يرغب في تدميرها من قِبل أيٍّ من هؤلاء الأشخاص المحترمين، الذين لم يكونوا ليهتمُّوا كثيرًا إذا كانت الأم وأطفالها الصغارُ قد تُرِكوا في فقرٍ تام.»

«هل تقصد الإشارة إلى أن أيًّا منَّا كان سيُدمر الوثيقة؟»

«كلا بالتأكيد؛ لكنني أظن أن المتوفَّى اعتقدَ أنه من الجيد أيضًا أن يحميَكم جميعًا من الإغواء.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤