الفصل الثلاثون

كان كينيون في طريقه لتناول الغداء في اليوم التالي، عندما قابل ونتوورث عند الباب.

سأل الأخير: «هل أنت ذاهبٌ لتناول الغداء؟»

«نعم.»

«رائع جدًّا؛ سأذهب معك. لم أستطِع البقاءَ ليلة أمس للحديث إليك عن الاجتماع؛ لكن ما رأيك فيه؟»

«في الواقع، بالنظر إلى المقال الذي نُشر في الصباح وبالنظر أيضًا إلى محاولتي السخيفة لتوضيحِ مزايا المنجم، أعتقد أن الأمور سارت على نحوٍ سلسٍ إلى حدٍّ كبير.»

«وهذا ما أعتقده أيضًا. ألم يُدهشك أنها سارت على نحوٍ سلس جدًّا؟»

«ماذا تقصد؟»

«أنا لا أعرف على وجه التحديد ماذا أقصد. أردتُ فقط أن أعرف رأيك فيه. كما تعرف، لقد حضرتُ العديد من الاجتماعات من هذا النوع، وأدهشني عدمُ وجود اختلاف كبير بين المشاركين في الاجتماع. أنا لا أستطيع تحديدَ ما إذا كنتُ قد سعدت بهذا أم لا، لكنني لاحظتُه.»

«ما زلتُ لا أفهم ماذا تقصد.»

«حسنًا، بوجهٍ عام في مثل هذه الاجتماعات، عندما يقوم شخصٌ ويقترح القيامَ بشيء ما، تكون هناك بعضُ المعارضة، أو يكون لدى شخصٍ آخرَ اقتراحٌ أو شيء يرى أنه أفضل — أو يظن ذلك — بحيث يكون هناك قدرٌ كبير من الكلام. لكن، عندما قام كينج وعرَض بهدوء أن يذهب ميلفيل لأمريكا، بدا لي إلى حدٍّ كبير أن هذا فعلٌ غريب، ما لم يكن قد أخذ مسبقًا رأي ميلفيل.»

«ربما يكون قد فعَل هذا.»

«نعم، ربما. ما رأيك في الاجتماع ككلٍّ؟»

أخذ كينيون يُفكر بتأمُّل للحظة قبل أن يرد قائلًا:

«كما قلتُ من قبل، أظن أن الأمور سارت على نحوٍ سلس جدًّا. مَن الذي تشك فيه؛ لونجوورث الشاب؟»

«أنا لا أعرف فيمن أشك. أنا فقط قلِقٌ من قِصَر مدة الاجتماع. أعتقد أنه حريٌّ بك الذَّهاب إلى أمريكا. لا يوجد ما يمكن فعله هنا. يجب أن تذهب، وترى فون برينت وتحصل على تجديدٍ لعقد الخيار. ألا ترى أنه عندما يذهبان إلى هناك ويقضيان بضعة أيام في نيويورك، ويومًا أو اثنين كي يصلا إلى المنجم، لن يكون أمامنا سوى أكثرَ من أسبوعٍ بقليل، بعد أن تأتيَ البرقية، كي نفعل أي شيء، إن تصادف وكان محتواها سلبيًّا؟»

«بلى، أرى ذلك. ومع ذلك، إنها مسألةُ حقائقَ تلك التي عليهما الإخبارُ عنها، وأنت تعلم، كما أعلم، أن الرجل الصادق لا يمكنه الكذبُ فيما هو مؤكَّد. لقد حمَّلْنا الأمورَ أكثرَ مما تحتمل.»

«أعلم ذلك. أنا على وعي تامٍّ بهذا. كل شيء سيسير على ما يُرام، لو … لو … كان لونجوورث يتعامل بأمانةٍ معنا. وإن لم يكن كذلك، فنحن في مشكلةٍ كبيرة، وسأشعر براحةٍ أكبرَ لو حصلنا على عقد خيار على المنجم لثلاثة أشهر أخرى. إن مدة سريان هذا العقد على وشك الانتهاء، ويبدو لي، كحمايةٍ لوضعنا، أنه حريٌّ بنا أن نكتب إلى فون برينت … بالمناسبة، هل كتبتَ إليه قبل ذلك؟»

«لقد كتبتُ رسالة واحدة أخبره فيها بأننا نُحقِّق تقدُّمًا، لكنني لم أتلقَّ ردًّا؛ ربما هو غيرُ موجود في أوتاوا في الوقت الحاضر.»

«حسنًا، أعتقد أنه حريٌّ بك الذَّهاب إلى المنجم مع لونجوورث وميلفيل. إن اجتماعَ هذين الشخصين معًا هو ما يجعلني أشك. أنا لا يمكنني تحديدُ ما أشك فيه. ولا أستطيع تحديد شيء معين؛ لكن يتملَّكُني إحساسٌ غامض بعدم الراحة عندما أرى أن الرجل الذي حاول تضليلَنا فيما يتعلق بقيمة المادة يذهب مع الرجل الذي جعلنا نتكلَّف كلَّ هذه التكلفة. لقد رفض لونجوورث في البداية الانضمامَ للمشروع، وتظاهر بأنه قد نسي كلَّ شيء عنه، ثم فجأةً عبَّر عن اهتمامه به.»

عقَّد جون حاجبيه ولم يقُل شيئًا.

«أنا لا أريد أن أُقلقك بشأن الأمر، لكنني متلهِّفٌ لسماع رأيك الصريح. ما أفضلُ شيء يُمكننا فعلُه؟»

رد جون، بعد لحظة صمت: «يبدو لي أنه ليس بإمكاننا فعلُ شيء. إنه موقف معقَّد جدًّا. ومع ذلك، أعتقد أن علينا التفكيرَ جيدًا في الأمر لبضعةِ أيام، ثم يُمكنني الذَّهاب إلى أمريكا، إن كان هذا ضروريًّا؛ فلا يزال أمامنا الوقتُ الكافي لذلك.»

«رائع جدًّا، دَعْنا نفترض أننا سنُمهِلُهما عشَرة أيام للوصول إلى المنجم وإرسالِ الرد. إن لم يأتِ ردٌّ بحلول اليوم الحادي عشر، فسيكون لدينا ١٨ أو ١٩ يومًا حتى تنتهيَ مدةُ عقد الخيار. دعنا نجعَلْها ١٢ يومًا. أعتقد أن عليك الذَّهاب إلى هناك إن لم نسمع منهما شيئًا بحلول ذلك الوقت.»

رد جون: «هذا مناسب؛ دعنا نستقرَّ على هذا.»

«بالمناسبة، لقد حصلتَ على دعوة اليوم، أليس كذلك؟»

«بلى.»

«هل ستذهب؟»

«لا أعرف. أنا أودُّ الذَّهاب، ولكن، كما تعرف، أنا غيرُ معتاد تمامًا على الحفلات الراقية. أنا لا أعرف ماذا أقول أو أفعل عندما أكون هناك.»

«كما أفهم، إنها لن تكون حفلةً راقية، ولكن مجرد حفلة صغيرة غير رسمية تُقيمها الآنسة لونجوورث؛ لأن ابن عمها على وشك الإبحارِ إلى كندا. أنا لا أُريد أن أجاملك، يا جون، على الإطلاق، لكنني أتصوَّر أن الآنسة لونجوورث ستحزنُ بشدة إن لم تذهب. هذا إلى جانب أننا شريكان للونجوورث في هذا المشروع وأنه سيُسافر بسبب المنجم. أعتقد أنه ستكون من الفظاظة بعضَ الشيء ألا نذهب.»

«رائعٌ جدًّا، سأذهب. هل سآتي إليك، أم ستأتي أنت إليَّ؟»

«سآتي إليك ونذهب إلى هناك معًا في عربةِ أجرة. كُنْ جاهزًا للذَّهاب بحلول الساعة الثامنة تقريبًا.»

كان قصر آل لونجوورث مُضاءً على نحوٍ مبهر، وشعر جون بهيبة شديدة عندما وصل إلى السُّلم المؤدي للداخل. الاحتمال الأكبر أنه ما كانت ستكون لديه الشجاعةُ الكافية التي تسمح له بالدخول إن لم يكن صديقه ونتوورث معه. لكن جورج لم تكن لديه مثلُ هذه الهواجس، نظرًا إلى أن لديه خبرةً أكبر من رفيقه فيما يتعلق بهذا النوع من التجمُّعات. لذا، دخَلا معًا، وقد حيَّتهما بحرارة المضيِّفةُ الشابة.

وقالت: «إنه لمن اللُّطف منكما للغاية أن تأتيا رغم دعوتكما للحفلة قبلها بوقتٍ قصير جدًّا. كنتُ أخشى أن يكون لديكما ارتباطٌ مسبق، وأن تجدا أنه من المستحيل أن تكونا معنا.»

رد ونتوورث: «لا يجب أن تعتقدي هذا بشأني.» ثم أردف: «أنا كنتُ سآتي لا محالة؛ لكن يجب أن أُقِرَّ بأن صديقي كينيون كان صعبًا بعضَ الشيء في التعامل معه. يبدو أنه لا يحب التجمُّعات الاجتماعية، وبالفعل كان لديه من عدم الاهتمام ما جعله يقترح أن علينا أن نتحجَّج بأن لدينا ارتباطًا أكثرَ أهمية.»

نظرت إديث بعتابٍ إلى كينيون، الذي تورَّدَ خجلًا، كما كانت عادتُه، وقال:

«هذا ليس مُلائمًا يا ونتوورث. يجب ألا تُبالي بما يقول، آنسة لونجوورث؛ إنه يحبُّ أن يُصيبني بالارتباك، ويعرف كيف يفعل هذا. أنا بالتأكيد لم أقل شيئًا يتعلق بوجودِ ارتباطٍ مسبق.»

«حسنًا، بما أنكما معنا هنا، فأتمنى أن تستمتعا بوقتِكما. إنها حفلة صغيرة غيرُ رسمية على الإطلاق، ولا يوجد بها ما يُمكن أن يُحرج حتى السيد كينيون.»

وجدا لونجوورث الشاب بصحبة ميلفيل، الذي من المفترض أن يُرافقه في رحلته. صافحَهما، لكن دون أن يُبدِيَ سعادته بلقائهما، كما فعلَت ابنة عمه.

وقال الشاب: «يبدو أن ابنة عمي مصرَّة على جعلِ سفر ابن عمها المُسرِف مناسبةً للاحتفال. أنا بالتأكيد لا أعلم السبب وراء ذلك، إلا إذا كانت سعيدةٌ للتخلُّص مني لمدة شهر.»

ضحكت إديث على هذا، وتركت الرجال معًا. استطاع ونتوورث بسرعة أن يجعلَ الفتيات الحاضرات ينجذبن إليه؛ لكن جون، في واقع الأمر، شعَر بالإحراج وأحسَّ بأنه في المكان الخاطئ. ولم يكن يستمتع بوقته. لقد وجد نفسَه من حينٍ لآخَر يُتابع إديث لونجوورث بعينَيه، وعندما أدرك أنه يفعل هذا، كان ينظر على الفور إلى الأرض. لقد بدَت إديث في ثوبها المسائي البهيِّ رائعةً للغاية، وقد أقرَّ جون كينيون بهذا بينه وبين نفسه متنهدًا؛ لأن جمالها الشديد بدا أنه كان يُبعدها عنه أكثرَ فأكثر. عزَف أحدُ الأشخاص مقطوعة على البيانو، وكان هذا، على نحوٍ ما، بمنزلة استراحة بالنسبة إلى جون. لقد شعر بأن لا أحد ينظر إليه. ثم بدأ شابٌّ يُلقي شعرًا، وهو ما لاقى استحسانًا شديدًا، وبدأ كينيون ينسى شعوره بعدم الراحة. وجلس رجل ألماني ذو شعر طويل على البيانو وقد بدا على سلوكه الكثيرُ من الأبهة. كان هناك الكثيرُ من الإعداد الموسيقي، وفي النهاية، عندما أصبح كلُّ شيء كما يريد، كان هناك طَرقٌ هائل على أصابع البيانو، وكان بدايةَ ما بدا أنه سيكون وقتًا صعبًا على البيانو. وفي وسط هذه العاصفة الصوتية، أدرك جون كينيون أن إديث لونجوورث تجلس بجواره.

قالت له هامسةً: «لقد تأكدتُ من عدم وجود أحدٍ بمفرده، ويبدو أنك الوحيد، إن جازَ القول، المنبوذ؛ لذا، كما ترى، شرَّفتُك بالمجيء إليك والحديث معك.»

قال جون بجدية: «إنه بالفعل لشرفٌ.»

ردت الفتاة، وهي تضحك برقة شديدة: «أوه، فعلًا، يجب ألا تأخذَ الأمور بجدِّية هكذا. أنا لم أقصد على الإطلاق ما قلتُ؛ كنت فقط، كما يقول الأطفال، أتصنَّع هذا، لكنك تأخذ الملاحظاتِ البسيطةَ كما لو أنها عباراتٌ مهمة للغاية. والآن، يجب أن تبدوَ كما لو أنك تُسليني بشدة، في حين أنني قد جلستُ بجوارك لأتحدثَ إليك لبضعِ دقائق عن شئون العمل؛ أعلم أنه شيء سيِّئ جدًّا التحدثُ عن شئون العمل في حفلة مسائية، لكن، كما تعرف، ليست لديَّ فرصة أخرى للتحدث إليك. أعلم أنك قد عقدتَ اجتماعًا للمساهمين، لكنك لم تُرسل لي على الإطلاق دعوةً لحضوره. لقد أخبرتُكَ بأنني أرغب في مساعدتك في تأسيس الشركة؛ لكن هذه هي الطريقة التي تعاملون بها دائمًا — أنتم رجال الأعمال — النساءَ.»

«في الواقع، يا آنسة لونجوورث.» هكذا بدأ كينيون كلامه، لكنها سرعان ما قاطعته.

«لن أدعَك تُقدم أيَّ تفسير. لقد جئت إلى هنا لأستمتعَ بتوبيخك، ولن أتنازلَ عن هذه المتعة.»

قال جون: «أعتقد أنكِ إن علمتِ كم عانيتُ خلال اليوم أو اليومين السابقين، فستكونين رحيمةً جدًّا بي. هل قرأتِ ذلك المقالَ الذي كُتب عني في صحيفة «فاينانشال فيلد»؟»

«لا، لم أفعل، لكنني قرأتُ ردَّك عليه هذا الصباح، وأعتقد أنه كان رائعًا.»

«أوه، هذا ليس عدلًا. على المرء أن يتعرف على موقف طرَفَي أيِّ مشكلة قبل أن يُصدِر حكمه.»

ردت إديث: «إن فكرة أيِّ امرأة عن العدل تتمثل في التعرف على موقف صديقها وإصدار حُكمها دون أن تستمع للطرَف الآخر. لكنك يجب ألا تعتقد أنني سأتخلى عن توبيخي إياك بسبب تعاطفي معك. ألا تتذكر أنك قد وعدتَ بأن تجعلني أطَّلع على مدى تقدُّمِ الأمور في شركتك من آنٍ لآخَر، وها أنا ذا لم أسمع منك كلمة قط؛ والآن، أخبرني كيف تسير الأمور معكم.»

«أنا لا أعرف على الإطلاق، لكنني أعتقد أننا في واقع الأمر نسير على نحوٍ جيد جدًّا. أنت تعلمين بالطبع أن ابن عمك سيذهب لأمريكا ليكتب تقريرًا عن المنجم. وحيث إنني لم أذكر شيئًا عن المنجم إلا وكان صحيحًا تمامًا، فلا يمكن أن يكون هناك أيُّ شك فيما سيحتويه هذا التقرير؛ لذا، يبدو لي أن كل شيء يسير على نحوٍ جيد.»

«لماذا لم تذهب إلى أمريكا؟»

«آه، حسنًا، أنا صاحبُ مصلحة، وهؤلاء الذين يُفكرون في الانضمام إلينا لديهم تقريري بالفعل. من الضروري التأكدُ من صحة ما جاء بتقريري. وعندما يحدث ذلك، فأنا أتوقع أننا لن نُواجه أي مشكلة في تأسيس الشركة.»

«وهل اخْتِيرَ ويليام من قِبَل هؤلاء الرجال للذهاب إلى كندا؟»

«إنه لم يُختَر؛ بل تطوَّع لفعل ذلك. إن السيد ميلفيل الموجود هنا هو الشخص الذي اختِيرَ لأداء هذه المهمة.»

«ولماذا السيد ميلفيل وليس أنت، على سبيل المثال؟»

«حسنًا، كما قلت، اختياري غيرُ وارد على الإطلاق لأنني صاحبُ مصلحة. ميلفيل رجل له صلةٌ بصناعة الخزف؛ ولذا فهو، إلى حدٍّ ما، خبير.»

«هل السيد ميلفيل صديق لك؟»

«لا، إنه ليس كذلك. أنا لم أرَه من قبلُ حتى أتى إلى الاجتماع.»

قالت، وقد خفَضَت صوتها ومالت ناحيته: «هل تعرف أنني لا يُعجبني وجهُ ميلفيل؟» نظر كينيون إلى ميلفيل، الذي كان في الجانب الآخر من الغرفة، واستمرت إديث في حديثها قائلة: «يجب ألا تنظر إلى الناس عندما أذكرهم بتلك الطريقة، وإلا سيعرفون أننا نتحدثُ عنهم. أنا لا يُعجبني وجهه. إنه رجل وسيم للغاية، وأنا لا أحب الرجل الوسيم.»

رد جون: «هل أنتِ كذلك، فعلًا؟ إذن، حريٌّ بكِ أن …»

ضحكَت إديث برقة، وكانت ضحكةً خفيضة موسيقية لم تُسمَع بسبب الضجة الناتجة عن البيانو، وكانت موجَّهةً لجون فقط، وبالنسبة إلى أذنيه، كانت أعذبَ موسيقى سمعها في حياته.

ثم قالت: «أنا أعرف ما كنتَ ستقوله؛ لقد كنت ستقول إنه حريٌّ بي في هذه الحالة أن أُعجَب بك. أنا كذلك بالفعل؛ وهذا ما جعلني أهتمُّ بمنجمك وبصديقك السيد ونتوورث. وهذا ما جعل ابنَ عمي يتطوَّع للذَّهاب إلى كندا. والآن، أعتقد أن عليك الذهابَ إلى هناك بنفسك.»

«لماذا؟» هكذا كان رد كينيون، وقد اندهش من تناولها للنقطة التي ناقشها هو وونتوورث.

«يمكنني فقط إعطاؤك السبب الذي تُعطيه النساء، وهو: «لأنني أرى هذا». يبدو لي أنه حريٌّ بك أن تذهب إلى هناك لتعرف ماذا سيكون رأيُهما في الوقت الذي يصلان فيه إليه. ربما لا يكون بإمكانهما فهمُ المنجم بدون شرحك له، وحينها، قد يصل إليك رأيٌ سلبي بحسن نية تامة. أعتقد أنك لا بد أن تذهب إلى أمريكا، يا سيد كينيون.»

«هذا بالضبط ما قاله جورج ونتوورث.»

«هل فعل؟ طالما اعتقدتُ أنه شابٌّ حكيم جدًّا، والآن، تأكَّدَ لي هذا. حسنًا، يجب ألا أجلس هنا أُدردش معك في شئون العمل. أرى أن البروفيسور على وشك الانتهاء؛ ولذا سيكون عليَّ أن أعتنيَ بضيوفي الآخرين. إن لم أرَك ثانيةً هذا المساء، أو لم تُتَح لي فرصةُ الحديث معك، ففكِّر جيدًا فيما قلتُه لك.»

وبعد وهلة، وبنفاقٍ طريف للغاية، شكرت الفتاة البروفيسور على الموسيقى التي لم تستمع إليها على الإطلاق.

قال ونتوورث عندما خرَجا من المكان ثانية: «حسنًا، هل أمضيتَ وقتًا طيبًا؟»

كانت ليلةً صافية تُضيئها النجوم، وقد قررا المشي إلى المنزل معًا.

رد كينيون: «لقد أمضيتُ وقتًا طيبًا جدًّا في واقع الأمر، أكثرَ مما كنتُ أتوقع. لقد كان الأمر محرجًا قليلًا لي في البداية، لكنني تغلَّبتُ على ذلك.»

«لاحظتُ أنك فعلتَ هذا … ببعض المساعدة.»

«نعم، «ببعض المساعدة».»

«إن كنتَ ميالًا لأن تتحدث بافتتان، يا جون، بما أننا الآن نمشي تحت النجوم، فتذكَّر أنني صديقٌ صَدوق ومستمعٌ متعاطف. أودُّ سَماعك وأنت تتحدَّث بافتتان، فقط لأعرف كيف يتصرفُ الرجل الحكيم بشدة في مثل هذه الظروف.»

«أنا لن أتحدثَ بافتتانٍ عن أي شيء، يا جورج، لكنني سأخبرك بشيءٍ ما. إنني سأذهب إلى كندا.»

«آه، هل تحدثَت إليك بهذا الشأن؟»

«لقد فعلَت.»

«وبالطبع، نصيحتها على الفور حسَمَت الأمر، بعد أن فَشِلَت حُججي المقنِعةُ في ذلك؟»

«لا تغضب، يا جورج، لكنها بالفعل قد فعلَت ذلك.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤