الفصل الرابع

(ديكور الفصل الأول. الستائر نُزعت من النوافذ واللوحات من على الجدران، وبقي القليل من الأثاث الذي جُمِع في ركن واحد كأنما للبيع. الخواء ظاهر ملموس. بجوار باب الخروج وفي عمق الخشبة رُصَّت الحقائب وصُرر السفر وخلافه. الباب الأيسر مفتوح، ويتناهى منه صوتا فاريا وآنيا. لوباخين يقف منتظرًا. ياشا يحمل صينية عليها أكواب مليئة بالشمبانيا. في المدخل يبيخودوف يربط صندوقًا وراء الخشبة عميقًا يسمع لغط الفلاحين، الذين جاءوا للتوديع. صوت جايف: «شكرًا يا جماعة، شكرًا لكم».)

(اللغط يهدأ. تدخل من المدخل لوبوف أندرييفنا وجايف. لا تبكي ولكنها شاحبة، وجهها يرتعش، لا تقوى على الكلام.)

(ينصرفان.)

(يضحك.)

(تروفيموف في المعطف يدخل قادمًا من الخارج.)

(تُلقي على خشبة المسرح بخفين من المطاط.)

(تُسمع على البعد ضربات فأس في شجرة.)

(دونياشا تسعى طوال الوقت بجوار الأمتعة. وحيثما أُصيح. ياشا وحده تقترب منه.)

(تبكي وتتعلق برقبته.)

(تدخل لوبوف أندرييفنا وجايف وآنيا وشارلوتا إيفانوفنا.)

(يدخل لوباخين. شارلوتا تدندن أغنية بصوتٍ خافت.)

(يدخل بيشيك.)

(صمت.)

(خلف الباب ضحك مكتوم وهمس، وأخيرًا تدخل فاريا.)

(صمت.)

(يخرج بسرعة.)

(تجلس فاريا على الأرض، وتسند رأسها إلى صُرة بها ملابس وتنتحب بصوتٍ خافت. يُفتح الباب وتدخل لوبوف أندرييفنا بحذر.)

(يدخل تروفيموف، ثم لوباخين.)

(فاريا تطوف ببصرها على الغرفة وتنصرف على مَهل. يخرج ياشا وشارلوتا ومعها كلبها.)

(ينصرف.)

(لوبوف أندرييفنا وجايف يبقيان معًا. وكأنما كانا ينتظران ذلك. إذ هبَّ كل منهما يُعانق الآخر وراحا ينتحبان نحيبًا مكتومًا، بصوتٍ خافت، خشية أن يسمعهما أحد.)

(صوت آنيا المرِح ينادي: «ماما! …» صوت تروفيموف المرِح المنفعل يصيح: «أووو …»)

(صوت آنيا: «ماما! …» صوت تروفيموف: «أووو! …»)

(ينصرفان.)

(الخشبة خاوية. يُسمع صوت الأبواب وهي تُوصَد كلها بالمفاتيح، ثم صوت رحيل العربات. يسود الهدوء. وسط السكون تتردد ضربة فأس مكتومة على شجرة، فترن وحيدة حزينة. يُسمع وقع خطوات. من الباب الأيمن يظهر فيرس. يرتدي ملابسه المعتادة: السترة والصديرية البيضاء، وفي قدميه شبشب، هو مريض.)

(يُسمع صوت من بعيد، كأنما آتٍ من السماء، صوت وتر تمزَّق، صوت متلاشٍ، حزين. يَحلُّ الصمت ولا تُسمع إلا ضربات بالفأس على شجرةٍ بعيدًا في البستان.)