أنفاس الصيف أو حر وحب

معانيكِ يجلوها الهوى أم حدائقُ
وذِكْرُكِ أم عَرْفٌ من المسكِ عابقُ
كذلكَ يختال الجمال تَدَلُّلًا
علينا وتسمو في الكمال الخلائق
هَلِ الحُلو إلا منكِ ما أنا مُشْتَهٍ؟
أو المرُّ إلا فيكِ ما أنا ذَائِق؟
وإنْ كانَ ذنبي أنني لكِ عاشِقٌ
فأيسرُ عُذْري أنني بكِ واثِق
وإن تكنِ الأيامُ أخْلَفْنَ ظَنَّنا
وحالت صُروفٌ بيننا وعَوَائِق
فقد نلتُ منها نظرةً ما شَفَعْتُها
على عَجَلٍ والبينُ حادٍ وسائق

•••

ولامَ صاحبي أن هَويتُ رشيقةً
لها قَلَمٌ في حَلْبةِ الفَضلِ سابقُ
من الناثرات الدُّرِّ أمَّا ذكاؤها
فشيخٌ وأمَّا سِنُّها فَمُرَاهِقُ
يُطِلُّ علينا مجدُنا من سمائها
وتلكَ الليالي الناعماتُ الرقائق
ليالي ثمارُ العشقِ في الشرقِ عفَّةٌ
وأدواحُ روض الطُّهر نُضْرٌ بَواسِق
وأيام للقَيسين ليلَى وَفِيةٌ
ولُبْنَى ومَيُّ ذا الرِّمامِ تُصادق
سلامٌ على آدابِنا وجُدودِنا
وأحسابِنا ما فَخَّمَ الضادَ نَاطِق

•••

تَقَسَّمني هَمِّي، فجَفْنِي مُتْرَعٌ
وصدريَ بالضَّيفِ الذي حَلَّ ضائقُ
فَلِلصيفِ مني ظاهري وملابسي
ولِلحُبِّ ما ضُمَّتْ عليه البَنَائِق
سِفَاهٌ من الجوِّ الذي لا تُطيقُهُ
يكون لها منه خَدِينٌ مُلاصِقُ
وتبًّا لِهذا الحرِّ يرشِفُ ثغرَها
وَيلثُمُها في خَدِّها ويعانِق
فيا صيفُ خَفِّفْ من هجيرك رحمةً
وإلا فْأَخْزَاك الحَيا والصَّوَاعِق
كفى بكَ ثُقْلًا بينَنا أنْ تَقَطَّعَتْ
وبينَ الربيعِ النضرِ تلكَ العلائقُ
وإني على جَهدِ الشَّقاءِ وإنَّها
لصَادقةٌ شكوى الغرَام وصادقُ
أحِنُّ إليها كلَّما ذَرَّ شارِقٌ
وتذْكُرُني ما صاحَ يا ليلُ عاشق
كلانا وإن طالَ البِعادُ وقُطِّعتْ
حِبالُ أمانينا مَشُوقٌ وشائق

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤