تنعمت بالسهاد

قضيتُ على المَعْشوق بالوَصلِ في الهَوَى
لِعاشقه، لو أنَّ أمرَ الهَوى أمْري
ولولا قُلوبُ العاشقينَ رَقيقةٌ
لعذَّبتُ من يجْزيهمُ الهجرَ بالجَمْرِ
فما العشقُ إلا مُنْتَهَى الجودِ والهُدى
وما الهجرُ إلا أكبَرُ البُخْلِ والكُفْرِ
تَنَعَّمْتُ حتى بالسُّهَادِ وبالضَّنَى
ولَذَّ الجَوَى فاشْتَرْتُ من نَاقِع الصبر
وأَخْلَصْتُها في القرب ودِّى وفي النَّوى
وأَصْفَيتُها في السِّرِّ حُبِّي وفي الجَهْر
يُحَلقُ في جَوِّ الكمالِ بهاؤُها
فَيرْقَى لَه قلبي بأَجْنِحَة الفِكْر
وتَطْلُعُ من صدري شموسُ جمالِها
وإنْ بَعُدَتْ عني وتَغْرُبُ في صَدْري

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤