مصيف الرمل

رمْلٌ ولا كلُّ الرمال
ومَعاهدٌ زُهْرٌ حَوَالِ
عانَقنَ أبكارَ الصَّبا
وفَرعنَ عذراء الشَّمال
إسكندرية صيفُها
مرحٌ لَمَحزونٍ وسال
والبحرُ صَبٌّ جمالِها
مُتَغَضِّبٌ حُلوُ الدَّلَال
وافي يبُلُّ ذُيولَها
بِدُموعِه بعدَ اختِيال
ونَزَلْنَ يسْبَحنَ المَهَى
فَطَفَا على المَوجِ اللآلي
وكأنما هَبَطِ الكوا
كـبُ والبدُورُ منَ الأَعَالي
فَشَرَعْنَ فيهِ مَشَارِعًا
أَحْلَى من العَذْبِ الزُّلَال
أوْرَدْتُهنَّ خواطري
فَرَضَعْنَ مَعْسول الوِصال

•••

ويتيمةٍ عَصْمَاءَ من
دُرَر المَقاصيرِ الغَوَالي
بَرَزَتْ تُعَلِّلُ صَيغَها
بالرَّاحِ في عزِّ الجَمالِ
في مَحْفَلٍ مُتأَلِّقٍ
بسَنَى الغَزَالةِ والغَزَال
وملاعبٍ سِحْرِيةٍ
من قبلُ ما خَطَرَتْ بِبَال
يمَّمتُهَا وجَلستُ قيـ
ـدَ الرُّمْح مِنْ مَرْمَى النِّبَال
لا أنَّ لي دِرْعًا تصو
نُ، وإنَّما مَوْتِي حَلَالي
سَكِرَتْ وأسْكَرَتْ الكئو
سَ بِظَلْمِها وبسِحْرِ خَال
فَتَرَنَّمَتْ أقْداحُها
وتَرَنَّحَتْ بِنْتُ الدَّوَالي

•••

وقد التَقَينَا في التَرا
مِ، وحالُها شَوْقًا كَحالي
في مأْزقٍ مُتَرَاقِصٍ
بالآنساتِ وبالرِّجال
من كلِّ فتانِ الحُلَى
ذَاكِي الشَّذا سامي الخلال
والركبُ يدْفَعُني لَها
وأخَافُ يلْمسُها خيالي
ولَها أخٌ كَالسيفِ يرْ
قُبُنا، وتَبْسِمُ لا تُبَالي
طَرِبَتْ من القَدَر الشَّفِيـ
ـق بنا، الحَمِيم لَنا، المُوَالِي
وتَيامَنَتْ لِكِنَاسِها
ولَبِثْتُ في أَهْلِ الشِّمالِ

•••

وخَرِيدَةٍ بالمَكْسِ مِنْ
غُرَرِ الرَّطِيباتِ الطِّوَالِ
تَحْسُو الرحيقَ، ولَحْظُها
(سهمانِ) بَينِي والهلال
حتى انْتَشَتْ فَتَمَايلَتْ
تُخْزي الغصونَ على التلال
وتَعَقَّبَتْ أَثَري إلى
نَشَزٍ من الرُّقَبَاء خال
(وشَدَتْ) تُسَاوِمُني الصِّبا
(وي oui) بافْتِتانٍ وابْتِهَال
فنسيتُ (نو non) مُتَغَابيا
وعَجَزْتُ عن رَدِّ السؤَال
فَتَرَاجَعَتْ في حَسْرَةٍ
عنِّي ويأس واشْتِعَال
ولو انْتَحَتْ بِجَمَالِها
مَلَكًا لَقالَ لَهَا تَعَالِي!

•••

ما لي وغيدِ إسْكندر
يةَ والغوَايةِ والضَّلَالِ
وأنا الجريحُ أخو الضَّنَى
وأنا الغريبُ أبو العِيال
سأَذُودُ عِرْضِي عن حِيا
ض الجهلِ إنَّ العرضَ غالِ
وأعودُ لِلْحَرْثِ العَتِيـ
ـدِ ولِلسِّمادِ وللجِمالِ
إسكندريةُ بُعضُ مصـ
ـرَ، ومصرُ كُلٌّ لِلْجَلَالِ
وأَحِلُّ مِنها جَنَّةً
فيحاءَ وارفة الظِّلَال
تَجْرِي لَنا أنهارُها
بالشَّهْدِ والخمرِ الحَلالِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤