الكأس الدهاق أو آلام الأمة وآمالها

المجدُ مجدُكَ والعوالم تخدمُ
والعزُّ عزُّك والجلالُ الأقدمُ
ولك الذي في البحر يسبَحُ والذي
فوق الثرى والطائراتُ تُدَوِّمُ
ولقد علِمْنا ما خلقْتَ أقَلَّه
وكثيرُه السرُّ الذي لا يعلَمُ
تعيا النُّهى وتضلُّ في ملكوتِه
ويذِلُّ من جبروتِه المُتَعَظِّمُ

•••

أنا عبد نِعمتِك التي أوليتها
قدَمًا وهذا الكونُ مَحْوٌ مُظلِمُ
من عالَمِ الذَّرِّ ابتدأتُ وأَنْتَهي
لِشهودِ ذاتكِ لو تَمُنُّ وتُنعم
إن كنتَ لا تعفو وترحمُ مُذْنِبًا
فمَنِ الذي يعفو سواكَ ويرحم؟

•••

أو كنتَ ترضانِي لِمَجدِكَ شاعرًا
وأنا المقيمُ ببابِكَ المُتَحَرِّمُ
فمُرِ السماءَ إذا دخَلتُ بُروجَها
تعطفْ فلا تَنْأَى ولا تَتَجَهَّم
والنَّيرات إذا مَدَدْتُ لها يدي
تكُنِ الفرائدَ لِلعقودِ وأنظمُ
فإذا أذنتَ فإنَّ نَاصيةَ النُّهى
تُلْقِي إلي زمامَها وتُسَلِّم
والطيرَ تُسعِد والنسيمَ يعينني
والوحي يُملِي واليراعَ يترجم
والكونَ يسْفِرُ عن بدائعِ كُنهِه
وروائعَ الأسرارِ لا تتكتَّمُ

•••

يا معشر الشعراء غيرَ مُغادرٍ
أحدًا إلى ساحاتِكم أتقدَّمُ
عنكم أخذتُ وفي سَنا أقمارِكُم
أسري وخطوَ فحولِكم أتَرَسم
وجميعُكم قمرٌ ينيرُ وكلُّكم
فحلٌ حَمِيةُ أنفِه لا تُخْزَمُ
وكبيرُكم وصغيرُكم وقريبُكم
وبعيدُكم لي مرشدٌ ومُقَوِّم
هلْ تأذنون لِضابط متَشاعرٍ
أو شاعر مُستفلِح يتكلم
قَعَدَتْ به عن شأوِكُمْ ولِحاقِكم
غاي تشِطُّ على العتاقِ وتفقُم
يا سحرَ (مطرانٍ) وحكمةَ (حافظٍ)
لكما بياني خاضعٌ مُستَسْلِم
فمتى نُبوغُهما يمرُّ (بضَيعتي)
وإذا عرضتُ عليه شعري يحلم
وأَشِرْ أُطِعْك (أبا عليّ) إنما
أنا من جنودِك فارسٌ لا يحجم
هذا لواءُ الشعر يخفقُ في يدي
أَبِه إلى عرشِ السُّها أتقدَّم؟
وافخرْ فإن لك الفخارَ جميعُه
لا تدَّعي شَرَفًا ولا تَتَهَجَّم
هذا وحيدُ زمانِه وعظيمُه
فمَن الذي يعلو لَدَيه ويعظُم
جادتْ ضريحَك دِيمَةٌ هَتَّانة
تبكي على عهدِ القريضِ وتبسم

•••

يا صَبَّ مصرَ لِمَ استهنتَ بِصدِّها
أمْ بالصدود أخو الهوى يتَنَعَّمُ
هجرتْك لم تَعْطِفْ عليكَ بنَظرةٍ
وسَكَتَّ لا تَشكو ولا تتظَلَّمُ
مهما تُداري بِالسكوت وبالرضا
والصبرِ تجرَعُه فأنت مُتَيَّمُ
هَيهاتَ تستُرُكَ الثيابُ وتحتها
شخصُ العذابِ مُحَرَّقٌ ومُكَلَّم
فارضعْ أفاويقَ العتابِ فإنَّه
بَردٌ على جُرحِ الصدور ومَرْهَم
وافزَعْ إلى شكوى الهوى — فمذاقُها
عَطِرُ الشِّهاد — وطعمُ عيشِكَ علْقَم

•••

لِله مصرُ وتيهُها ودلالُها
وعواذلِي في حُبِّها واللُّوَّمُ
خَودٌ دعَتْ لِوصالها بجمالِها
وتمنَّعتْ تَشْفي القلوبَ وتُسْقِمُ
سَفَرتْ لمُبْدعِ حُسنِها فأحبَّها
فإذا رَنَا لِبهائِها يتبَسَّمُ
رَوْضٌ يغَني النيل في ألفافِها
نَغَمًا تَرِقُّ على النفوس وتنعمُ
تجري الشِّمالُ بها رُخاءً شافيا
عِلَلَ الصدور عليلُها المُتَنَسَّمُ
وصَفَتْ سماءُ النيل حتى خِلْتُها
مرآةَ نورٍ كُنْهُهُ لا يعْلَم
أستارهُ ضافي السَّنا وحجابُه
لُجَجُ الضياءِ وموجُه المُتَضَرِّمُ

•••

وانظرْ إلى الأهرامِ — فهي عرائسٌ
جُلِيتْ — محاسنُها تَرُوعُ وتفْخُمُ
زُفَّتْ (وعادٌ) في الغيوب فَعمرُها
وهي الكواعبُ بالظنون يُرَجَّم
(خوفو ومنقرعٌ) أبو عُذْرَاتها
وبنو حفائدِها (ثمودُ وجُرْهُمُ)
يزْرِي بِأحداثِ الزمانِ شبابُها
ويشيبُ ناصية القرونِ ويُهْرِم
خَلعَتْ على التاريخ وهو جنينُها
ثوبَ الذكاءِ فشبَّ وهو مُعَلِّم
تتراجعُ الأجيالُ عَن ساحاتِها
كَلْمَى تفِرُّ من الخلودِ وتُهزَم
ويلوح فيها الدهرُ يرضعُ ثديه
في مهدِه وهل ابن يومٍ يفْطَمُ؟

•••

يا كعبةً لِلفنِّ طافَ بِرُكْنِها
أرْقَى الشعوبِ تَحُجُّها وتُعَظِّمُ
يتمسَّحُ العرفانُ في سُدُفَاتِها
يقْضِي شعائرَ حُبِّها ويتَمِّم
فإذا الشتاءُ دنا رأيتَ وفودَها
عددَ الدَّبَى ولِكلِّ نُسْكٍ مَوْسِم
من كلِّ مملكةٍ حجيجٌ هائمٌ
وبكلِّ بحرٍ أمةٌ تتجَشَّمُ
وترى من الدنيا الجديدة وفدَها
موجُ المُحيطِ يفَلُّ منه ويثلَم
لا فرقَ بين بعيدهم وقريبهم
كلُّ الورَى بِالنيلِ صَبٌّ مُغرَم
يتسامرون على ظُهور سَفينهم
بِجمالِه ويرُونَه مَا هَوَّمُوا
إن الذي بخِلَ العيانُ بحُسْنِهِ
جاد النعاسُ به على مَن يحلمُ
حتى إذا اقتربتْ شواطئُ مُلكِنا
وبدا منارُ اسكندريةَ أحْرَمُوا
خلعوا المعاطفَ والفراءَ (زهادةً)
فتخالُهم وهم النَّصارى أسلموا
ودنا أريجُ الخُلْدِ من أرواحِهم
وبدا النعيمُ فَحدَّقوا وتَشَمَّموا
ويرون (طينة) لا يتمُّ بغيرِها
نُسْكٌ إذا نزلوا (بمنفَ) فخيموا
ويطوِّفونَ بها طوافَ وَدَاعِهم
ما أزْمَعُوا عنها الرحيلَ وصمَّمُوا
فكأَن (طينة) (طيبةٌ) في طُهْرِها
وكأنَّ (مَنفيسَ) (الحَطيمُ وزمزمُ)
آثارُ مجدٍ باذخٍ وعجائبٌ
أحجارُها بِفخارِها تتكلمُ

•••

وافخرْ بموسى والمسيح وأحمد
فالخيرُ ما نصحوا الشعوبَ وعَلَّموا
بهم اتقينا ربنا وبهَديهمْ
للخُلد في فردوسه نتقدَّم
لا الخمر نشربها فلسنا أهلَها
من يستَحِلُّ السُّمَّ وهو محرم؟
عن خُبثها زَجَرَ الكليمُ وصِنْوُهُ
ونهى محمدُ والمسيحُ ومريمُ
عدوى من الإفرنج كانت وانقضتْ
فاليومَ هُمْ عنها ارعووا وتندموا
ومضوا إلى تلك الدِّنان فأهرقوا
وغدوا إلى ذاكَ الزجاج فحطَّموا
هي للزِّنا سَبَبٌ وإن ربوعنا
مهد الهداية عِفَّةٌ تتجسَّم
ليستْ مواطنُنا بظئرٍ للخنا
أمُّ النبوةِ للخنا لا ترأَم

•••

وأرى الشبِيبةَ أعرضت عن ربها
وأعَقُّها المتفلسف المتعلِّمُ
ترك الصلاةَ فلا يصلِّي مُكْبِرًا
أن يسجدَ المُتمدْينُ المتقدم
ونسُوا الصيامَ فحَلَّ في رمضانِهم
ما لا يحِلُّ وساغَ أن يتسَمَّمُوا
لا يصبرون عن الطعامِ فما لَهم
صبروا لِحُكمِ الأجنبي وسَلَّمُوا
تعتَزُّ مصرُ على الإلهِ فوجهُها
بيدِ الأعادي كلَّ يومٍ يلْطَم

•••

وأرى المقاهي بِالشبابِ أوَاهلًا
(قُطَّانُهُنَّ) مُطَربَشٌ ومُعَمَّمُ
أَلِفُوا الجلوسَ على الطريقِ لِغايةٍ
نكراءَ يمقُتُها الحياءُ ويشتُم
من كل تاركِ أهْلِه فِي حسرةٍ
يبكون مَنْ ضَلُّوا الطريقَ ومَن عَمُوا
العمر لهْوٌ عنده مُتَتَابِعٌ
والوقتُ سيفٌ في يديه مُثَلَّمُ
سَلْهُ عن الألعاب تسألُ عالمًا
بضُروبِها (سحبانَ) لا يتلَعْثَم
في النَّرْدِ، في البِلْيرْدِ، فيما تشتهي
من مَيسرٍ، إن كنتَ مِمَّن يأْثَم
ما أهلُ أوربا لَدَيهِ وفنُّهمْ
كم طارَ قَبْلَهُمُ (غرابٌ أسحمُ)
وهو الأخَفُّ دمًا يظَنُّ ونكتةً
منهم وهمْ لا يفهمون ويفهمُ
هذا الذي تَرجُو البلادُ صَلاحَه
جهلًا وفي استقلالِها تَتَعَشَّم

•••

عجبًا لنا نصطافُ بين ربوعِهم
والجهلُ داءُ سُراتِنا والمَأْثَمُ
وهل الذئابُ الضارياتُ إذا عَدَتْ
منهم على الشرقِ المُعَذَّبِ أشأَمُ؟
إن لم يكونوا طالبين لنا الرَّدَى
فمَن الذي نبني الحياةَ فيهدِم
ما آب منهم بِاختراعٍ سائحٌ
منا ولا قَنَصَ الفريسةَ ضَيغَم
أبهي المصاريفِ ناعماتُ شطوطِنا
لو كان يبْصِر مُنْجِدٌ أو مُتْهِمُ
هَصَرتْ بأعطاف الشّمالِ ونادَمَتْ
شادي الصَّبا، فاللهوُ فيها تَوأمُ
كُنَّا بهذا المالِ ينْفَقُ بيننا
أوْلى فليس لنا لدَيهمْ مَغْنَم
ماذا نخافُ على فضولِ تُراثِنا
لو حازَها من أهلِ مصرٍ مُعْدِم
لكننا حتى بِعُقْرِ ديارِنا
نلهو وليس يشِذُّ عنهمْ درهم
يتوثبون فُتوَّةً ومُروءةً
وجميعُنا صرعَى التَّوَاكلِ نُوَّم
أصْمَتْ سهامُهمُ التي لِنضالنا
راشُوا وطاشَتْ لِلكنانةِ أسهُم

•••

يا دولةَ الأخلاقِ لا تَتَهَيبي
قلمي، فقد يكوِي الطبيبُ ويؤلِمُ
ماذا أُعَدِّدُ من عيوبِ بَنِي أَبِي
وأنا بما عَدَّدْتُ منهمْ أُوصَمُ

•••

لله منزلةُ المُهندسِ بيننا
ماذا يحِلُّ من الأمورِ ويبرِمُ
أموالُنا في كفِّه ونفوسُنا
فالله يحفظُ من أذاه ويعصِمُ
يثْرِي رجالُ الرَّي قبلَ رفاقِهم
فكأن كُرسي المهندس مَنجم
ومن العجائبِ أن تجِفَّ زروعُنَا
والنيلُ فياضُ الجوانِبِ مُفْعَم
لو تستطيع شَربتَه وحبستَه
مرضًا ولا تَرْدَى ولا تتألم
واصْعَدْ إلى جوِّ الغمامِ لِصَرْفِه
عن زرعِنا لكنْ يعُوزُك سُلَّمُ
من كان في يدهِ اعوجاجٌ ظاهرٌ
ماذا يخُطُّ على الطُّروسِ ويرسمُ!

•••

أُفٍّ لمن يدعونهم خُبَراءَنا
سَلني ولا تسأل جُهينةَ عنهمُ
فهم الكواسر والضوارِي وثبة
إلا الأقلُّ ذوي الضمائر منهمُ
قدم له غير الدراهم يحتَدِمْ
إن السفيه لغيظِهِ لا يكظِم
من كان لحمُ الأبرياء طعامَه
ماذا يرُدُّ من الطعامِ ويهضِم

•••

مَنْ ينصُر المظلومَ قلَّ نصيرُه
إن قيلَ قاضٍ يستَبِدُّ ويظْلِمُ
تَعنُو الوجوهُ له وتحت وشاحِه
لِصٌّ يغيرُ مع اللصوصِ ويقسِم
أَرْجَى وأسلمُ عضَّةً من حاكم
مُتَحَيزٍ صِلٍّ تَعَضُّ وأَرْقَمُ
أَحْرَى بقاضٍ أن يخافَ ضَلالةً
ولو انَّهُ يوحَى إليه ويلْهَم
هذا مَقامُ المرسلَين ورُتبةٌ
شمَخَتْ وقَصَّرَ عن عُلاها المِرْزَمُ

•••

كم في الشفاعةِ والرجاء من العَمَى
ومن التَّخبُّطِ في الإدارةِ ينجُمُ
وترى الوضيعَ إذا تبوَّأ مَنصِبًا
كالذئبِ يعطَشُ للدِّماءِ ويقْرِم
وينافقون وفي النفاقِ هلاكُنا
يا ليت من تلِدُ المنافقَ تعْقُمُ
ينْوُون في السِّرِّ ارتكابَ جريمةٍ
ما أسْرَجُوا لِجريمةٍ أو ألجَمُوا
من كان يرجو في الشقاقِ مَغَانِمًا
ماذا يفُضُّ من الشقاقِ ويحسِمُ؟

•••

قُلْ للطيبِ المُسْتَخِفِّ بِدِينِهِ
عِزْريلُ في يدِك الأثيمةِ يجْثِمُ
هل كان بُقراطٌ يغُشُّ مريضَه
ويرُوح مُضْطَغِنًا عليه وينقِم
وإذا رأي يومًا عليلًا بائسًا
أَعَلَى (طهارةِ جيبِه) يتَهَكَّمُ؟
الطبُّ معجزةُ المسيحِ وفخرُهُ
طُوبَى لطِبٍّ بِالنَّزَاهةِ يوسَم
والطبُّ من علْمِ الإلَه ونورِه
هَيهاتَ يفْقَهُهُ فؤادٌ مُعْتِمُ

•••

يا برلمانَ النيلِ شكوى أمَّةٍ
ثغرُ الرجاءِ بها لِرأسِك يلثِمُ
قد قُمتَ بِالأمرِ الجَليلِ موفَّقًا
ترمِي بكَلْكَلِكَ الخطوبَ وتَدْهَمُ
وتُبارزُ الخَطبَ الجَسيمَ وتدَّعي
وتناجزُ الكربَ العظيمَ وتَحطِم
ويكاد رأسُك بِالمَجَرَّةِ يلتَقِي
شرفًا وركنُك لِلكواكِبِ يزحَم
النيلُ في القطرين أضحَى قِسْمةً
وعليه خَزَّانٌ هناك وقَيِّمُ
وبكلِّ وادٍ يسْتَقَى وبِكلِّ قَفْـ
ـرٍ يُسْتَبَى وبكل سَدِّ يرْطَمُ
قد كان يأتي مصرَ وهو مُزَمْجِرٌ
فالآنَ يأتي مصرَ وهو مُهَينِمُ
قَرَّت شقاشِقُه وريض فإنَّمَا
هو كالبعيرِ يسيرُ وهو مُخَطَّمُ
فَلِما نخافُ على المزَارِع والقُرَى
غَرَقًا تظَلُّ لَه الجسورُ تُرَمَّمُ
وعَلَامَ نَخْفُرُه ونخشَى شَرَّه
ونَخالُه لِقُصُورِنَا يتسَنَّمُ
وإلامَ نُضْرَبُ كلَّ عامٍ بِالعصا
ظلمًا ونُوكَفُ كالحميرِ ونُحزَم
أيحمَّلُ الفلاحُ كلَّ مَشَقَّةٍ
إن كان لا يشكو ولا يتَبَرَّم
أيظلُّ يرسُفُ في البلاء لأَنه
أعمَى يقادُ إلى الفناء وأَبْكَمُ
النيل تخفرُهُ الخِزانةُ لا العصا
وأُجورُ عُمَّالٍ ورزقٌ يقْسَمُ
فالقصدُ من عرَقِ الضعيفِ ودمعِه
سُحْتٌ على كرَمِ الكِنانةِ يحرُمُ
أَثَرٌ من العسْفِ القديمِ مُزَخْرَفٌ
بلوَايحٍ وأوامرٍ ومُدَعَّمُ
والظُّلمُ فَوْضى في البلادِ مُقَوِّضٌ
بُنْيانَها كالظلمِ وهو مُنَطَّمُ
صَرْحُ العدالةِ قام إلا لَبْنَةً
أيتِمُّ في عزِّ المليكِ ويخْتَمُ؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤