الله والوطن

بين نفح الصَّبا وشَدْوِ الطيورِ
أَرْفَعُ الحمدَ للعَلِيِّ الكبيرِ
للَّذي بالبيانِ حَلَّى لساني
وهَدَاني مَعارجَ التفكير
وتَوَلَّى رزقي فأجراهُ نهرًا
من ثمارٍ وسُنْدِسٍ وعَبير
وبينَ قصرٍ وبين نهرٍ كريم
ورِياضٍ خُضْرٍ وزهْرٍ نضير
في بِعادٍ عن العدوِّ وأمْنٍ
وضياءٍ من الحبيبِ ونُور

•••

إيهِ يا طيرُ أسْعِدي بثناءٍ
أَرْتَضِيه لِذي الجلالِ الخبيرِ
من بُكاءٍ مُرَجَّع في حَنِين
أو غناءٍ مُوَقَّعِ في صَفِير
أنتِ مِثلي تَأْوِينَ من كرم اللهِ
لأكنافِ جَنَّةٍ وغَدِير
لَكِ مِنْ يانِع القُطُوفِ طعامٌ
ومُدامٌ من الرَّحيق الطَّهور
وَلَكِ التاجُ تاجُ فرعونَ والنيـ
ـلُ وفردوسُ (عَنْخِ) عالي السرير

•••

رَبِّ أَصْلِحْ لنَا المليكَ فؤادًا
ربِّ بارِكْ على (العزيز) الصغير
وارْعَ سعدًا وآل سعدٍ وَوَفِّقْ
بين آمالِنا وبين السَّفير
وَاهْدِ كُلًّا لِلخير والرُّشدِ والحكمـ
ـة واحْلَم على (الصغير الوزير)
فهوَ في جفوةٍ من الأهل نكرا
ءَ وفي موقفِ الوداعِ الخطيرِ
رُبَّ عُذْرٍ لأَحمدٍ عن ذنوبٍ
قد جناها ومالَهُ من عَذِير
إنَّهُ (للتَّبَات) رُكنٌ شديدٌ
رغمَ أنف الهجاءِ والتشهير
فهو لا يعرف النزول عن الحُكَـ
ـمِ ولو زُجَّ في عذاب السعير
صخرةٌ من تَرَؤُّسٍ وصَفَاةٌ
مِن أَنَاةٍ وقِمَّةٌ من ثبير

•••

أهل مصرٍ خُذُوا برأيِ نصيح
صادقٍ مُشْفِقٍ نقيِّ الضمير
ليس غيرَ الدستور حصنٌ لمصرٍ
فأَحيطوه من قلوبٍ بِسُورِ
وَأَعِدُّوا لِلبرلمانِ رِجالًا
مِن ذَوِي فضلِكُم أَولي التدبير
إنَّها نُهْزَةٌ إذا هيَ وَلَّتْ
حار في رَدِّها دهاءُ البصير
وتَوَلَّوْا من أمرِكم في وِفاق
لِتَكُونوا صِدْقًا وُلاةَ الأُمورِ

•••

إيهِ يا سعدُ كَمْ تُعيدُ وتُبدِي
في جهادٍ وفي عَناءٍ كثيرِ
إنهم يُرهِقون حِزبَك بالمَطْـ
ـلِ وطولِ التعطيلِ للدستور
ولقد قاطَعُوا صهيلَك بالنَّبْـ
ـلِ وأدْلَوْا لِناهقٍ بالشعير
وعسى الله أن يَرُدَّ عليهِم
كيدَهم بِالبَوَارِ والتدمير
إن مصرًا كِنانةُ الله لِلْمُسْـ
ـتَضْعِفِيها الرَّدَى وقَصْمُ الظُّهور

•••

يا نصيرَ الضعيفِ سَدِّدْ سِهامي
لِقلوبٍ من العِدَا ونُحور
واكْسُنِي من قناعةٍ وعفاف
في غنًى عن مراتبٍ وظُهور
كُنْ قَناتي وكُنْ حسامي وترسي
في قِراع الأَذَى ودفْعِ الشرور
لن تنالَ الخُطوبُ منِّي مَنالًا
وحِمَى جَاهِكَ المنيعِ مُجيري
فَلَكَ الحمدُ خالصًا من فؤادي
يا مُحيطًا عِلْمًا بذات الصدورِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤