طائر الإسلام

أرى طائرَ الإسلامِ في الشرقِ غافلًا
يهِمُّ به من دوْحةِ الغربِ باشِقُ
جفاه بنوه واستعاضوا عن الهُدَى
ضلالًا فما بالبعثِ والحشرِ واثق
أرانا تَخلَّقْنا بغير طِباعِنا
وأكثرُ ما يُرْدِي الشعوبَ الخلائِق
وقد كان للإسلامِ فيما مضى يدٌ
على الدهرِ جدْواها الهدَى والحقائِق
فأمسى وراءَ اللاحقاتِ إذا عَدا
وقد عاش دهرًا ما يُدانِهِ سابق
وكانوا أُساةَ المجدِ في الأرضِ حِقْبةً
تُظلِّلُها راياتُهم والبوارِق
إذا ذاق منهم مؤمنٌ ضُرَّ مِحنةٍ
فأَحْلَى من الإيمانِ ما هو ذائِق
يهبُّون من بعدِ السجودِ عن الثرى
ووجهُ الثَّرَى مِنْ عاطِر المِسْكِ عابِقُ
ولمَّا عَلَا الإسلامُ واشتدَّ أزرُه
وصاح له في دولةِ الشركِ ناعِق
أَكَنَّتْ أفاعيها الوكورُ وأطْرَقَتْ
بهاماتِها منه الجبالُ الشواهِق
زمانَ الضُّحَى في ثائرِ النَّقْعِ فحمةٌ
تُؤَجِّجُها بالمُرْهفاتِ الفيالقُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤