مولود سعيد

هُلوعًا أيها القلب الجليدُ
ودمعًا أيها الطرفُ الجَمُودُ
بَنيَّ تعاقبوا حوضَ المنايا
فَكُلُّهُمُ لِمَنْهَلِهَا وُرودُ
لو أنَّ الموتَ يُدفَعُ بالمَواضي
لكنتُ سُوامَه عنكمْ أَذُود
لو أنَّ الدهرَ ساومني بديلًا
لكُنتُ بِمُهْجَتِي فيكم أَجُودُ
أمانٍ لهفَ نفسي خادعاتٌ
وأحلامٌ تُكَذِّبُها الجدود
أب يرنو لِمَيْتٍ من بَنِيهِ
كما ترنو لأَشْبُلِها الأسود
وجارات ينُحْنَ وحاضناتٌ
يَذُبْنَ أسًى وثاكِلةٌ تميد
وقد ذاب العقيقُ فلا عقيقٌ
سوى دمعٍ تُرَقْرِقُه الخدود

•••

تَشَهَّدَ واستَهَلَّ معًا وليدًا
وقبلَ المهدِ ضَمَّتْهُ اللُّحُود
وأَزْجَى الوضعُ غَيْمتَه جَهامًا
وكم كذَبتْ على الغيثِ الرُّعود
فلم يَكُ عمرُه إلا الثواني
وأحْرَزَهُ لِجنَّتِه الخلود
لَعَمري بين عُمرِكِ أيُّ فَرْقٍ
وبين العمرِ ضاق به لَبِيدُ
تَلَقَّتْهُ الحياةُ فَفَرَّ منها
وقال وصلَتُ لكني أَعَود
أَلَمَّا أبصرَ الدنيا أباها
فيا لَذكائِه ذاكَ الشهيد
فيا (محمودُ) في رضوانِ ربي
لَعَمْري أنت مولودٌ سعيدُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤