مأتم بعد عرس

سُنَّةُ الدهرِ من قديم الزمان
أن يُشاب السرورُ بالأحزانِ
كُنتَ بالأمسِ رافلًا في ثيا
بِ العُرْسِ تُزْهَى بحُسنِ ذاك القران
فإذا بالحوادث اليوم تَنْعي
لَكَ ذا الوالدَ الكثيرَ الحنان
لا تضيفوا بما تروم المنَايا
منكمُ واصبروا بني الإنسان
رُبَّما تسلُبُ النفوسَ المنايا
إنْ بدا حزنُكم على الأبدان
ليس إلَّا إلى التَّحَمُّل سَعْيٌ
ليس إلا إلى العزاءِ يدان
إنَّ ثِقْلَ المُصابِ يسمحُ لِلْمَحـ
ـزونِ أن يستريحَ للسُّلوان
ما الذي مات في المَكارمِ مَيْتًا
لا تُغَرُّوا بهذهِ الأكْفان
والذي من بَنِيهِ مِثْلُ عليٍّ
فَقْدُ أمثالِهِ من الوجدان
صاحبي أنت لا تُعَزَّى بِرُزْءٍ
أنت أدري بِغَدْرِ دار الهوان
تُطْعِمُ الأُسْدَ لِلذِّئَاب وتَرْمِي
بِقُلوب البُزَاةِ لِلغِرْبان
وتشُقُّ الصخورَ تطلبُ أروا
حَ أَخَسِّ النِّمالِ والدِّيدان
ليس بعد الفَنَاءِ خَطْبٌ وما مِنْ
حادثٍ في الوجود إلا وفانِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤