في رثاء ظبية

الله لِلآرامِ والغزلان
ولِكلِّ طرف ساحر وسنانِ
من بعد ظبية صاحبي فلقد رَمَى
في نَحرِهَا طَرْفُ الرَّدى بِسِنان
لا تغسلوا بالماءِ رَخْصَ إِهابِهَا
لا تَدْرُجوا في لَيِّنِ الأكفَان
صُبُّوا عليها ماءَ وردٍ عاطِرٍ
شُقُّوا لها كفَنًا من الرَّيْحان
يا ظَبية الظَّبْياتِ بل يا بهجةَ الـ
ـجَنَّاتِ بل يا زينةَ الحيوان
لا جيدَ تِيهًا بعد جيدِكِ مائِلٌ
لا طرفَ دَلًّا بعد طرْفِكِ رانِ
لِلهِ أَيَّةُ ظَبْيَةٍ سَرَحَ الرَّدَى
بِجَمالِهَا في مسرحِ الحَدَثَان
صَبَغَ الزمانُ بِمُقْلَتَيْها كَفَّهُ
واجْتَثَّ عودَ شبابِهَا الفينان
وَرَت القلوبَ رزيئةٌ بِرقيقةِ الـ
ـلفتاتِ والوَثَبَاتِ والنَّزَوَان
رَدَّتْ علَيَّ أَسَى الشَّبيبةِ والصِّبا
فَجَرَتْ دموعُ العينِ بالعِقْيان
رُدُّوا علَيَّ اليومَ فضلَ بلاغتي
فيها وحُلُّوا عُقدةً بِلساني
فَلِمَ انتسابُ عيونِ كُلِّ ملِيحةٍ
من بعدها أو ناعسُ الأجفان
وَبِمَ السُّلُوُّ أو العزاءُ ومُهجتي
رَهْنُ القَصِيِّ من الأسى والدَّاني
أبِحُسنِها الغَلَّابِ أم بِدَلالِها
وبلَحْظِها أَمْ جيدِها الفَتَّان
يا سَيِّدَ السَّاداتِ بل يا أحكَم الـ
ـحُكَمَاءِ بل يا أكرمَ الخِلَّان
لا ذُقْتَ ثُكْلًا بعده أبدًا ولا
مُدَّتْ إليك من الزمانِ يدان
هذا المُصابُ شفا الزمانَ فلم يَعُدْ
يسطو عليكَ فأنتما أخَوَانِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤