أغراني المشيب

شربتُ الدمعَ فيكَ وما رَوَاني
وذُقْتُ من الهَوَى مُرَّ الهَوَانِ
وأَنْفقتُ الشَّبِيبَةَ في التَّصَابي
وكنتُ أخالُ ذلك قد كفاني
وقلتُ الشَّيْبُ يزجُرُني وينْهى
فَأَغْراني المَشِيبُ ومَا نَهَاني
ومَا أَنْ شِبْتُ من كِبَرٍ ولكِنْ
أُعَانِي من دَلالِكَ ما أُعاني

•••

بِنَفْسي أنتَ من مَلَكٍ كريم
هَبَطْتَ الأرضَ مِن عُليَا الجِنَانِ
ولم تَهبطْ لتَفْتِنَنا ولَكنْ
مَخَافةَ فِتْنةِ الحُورِ الحسانِ
ويومَ مَزَجْتُ للتَّوْديع دمعي
بِكَأْسٍ مِن مَراشِفِهِ سقاني
أُعانِقُهُ فَأَمْزِجُهُ بِنَفْسي
ويُسْعِدُني النحولُ فَلا يَرَاني
فَلَوْلا خفْتُ تُغْرِقُهُ دموعي
لما اخْتَرْتُ البعادَ على التداني!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤