جنة وحرير

جرَى الأمرُ يُسْرًا واستراح ضميرُ
وأقبَلَ منها بالوصالِ بشيرُ
هناءٌ تقَبَّلْناه من كَرْمِ الهوى
علينا وأُنْسٌ شاملٌ وحُبور
هل العَيْش إلَّا أن يواصِلَ هاجِرٌ
ويعطِفَ مُزْوَرُّ الجَنابِ نَفُور
إذا زار سَرَّى عن مَشوقٍ همومَه
وإنْ غاب ضاقتْ بالقُلوب صُدور
يقولون من تلك التي قد أحبَّها
ومصرُ لَعَمْري جنَّةٌ وحرير
إذا انْساب في أرْجائِهَا النيل أيْنَعَتْ
فيرتَدُّ عنها الطرْفُ وهو حَسِير
سهولٌ كما يرضَى الثراءُ خصِيبةٌ
ومُلْكٌ كما شاء النعيمُ كبير
سَلُونيَ عن عزْمِ الرئيسِ وحزْمِهِ
فإنِّي بأخلاقِ الملوكِ خبير
فلوْ وَزنوا بالراسياتِ وقارَه
مضَى راجِحًا رشدِي وطاش ثَبِير
تَرَبَّعْتَ في دَسْتِ الرياسةِ راسخًا
وحولَكَ تِيجانُ الملوكِ تطير
وما الليثُ ليث الغابِ يحمي عَرِينَه
لهُ وَثَباتٌ حوله وزَئير
بأثْبَتَ جأْشًا منك حين تَحُوطُنا
ولِلخَطْبِ نارٌ حولنا وزَفير
وما أسْلَمَتْنا الكارثاتُ لنكبَةٍ
ومنكَ لَنا في المُعضِلاتِ ظَهِير
بِيُمْنِكَ تنجاب الهمومُ وتنْجَلي
ويُشرِقُ من ليلِ الحوادثِ نور

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤