تهنئة بنصر

بسالةُ الأُسْدِ لا تدعو إلى العَجَبِ
حيَّا الإلهُ وجوهَ التُّركِ والعربِ
قد حَقَّقُوا فيهمُ آمالَ أُمَّتِهمْ
لا شَكَّ أنتم بَنُو آبائنا النُّجُبِ
العدلُ وجْهَتُكم والصبرُ حِليتُكُمْ
والنصرُ هجْمتكم كشَّافَةُ الكُرَب
لقد أعدتُم لنا التاريخ شاهدنا
على المعالي بضرب ساطع اللَّهَب
وسَطَّرَتْ بِدمِ القُرصانِ بيضُكُمْ
شرح العويص الذي نَتْلُوه في الكُتب
فليس يُعْجِزُنا فهمُ الذي حَفِظتْ
لنا التواريخ من مجدٍ ومن حَسَبِ

•••

سِرْ يا كتابي من حَلْفا بِتهنئتي
إلى طرابُلسَ وانزل ساحة الغَلَبِ
أبلغ سلامي لِجُندِ الله مُنتصِرًا
على العدوِّ ومَغبوطًا على السَّلَب
وقُلْ لهم رايةُ الشرقِ العظيم بكُم
أعزَّها الله تستعدِي على النُّوَبِ
فعَزِّزُوها كما كانت أوائلُنا
تُعِزُّها قبلَنا في سالِفِ الحِقَبِ

•••

لله دَرُّ بني الطَّلْيانِ ما صنعوا
غيرَ الجميلِ بِذاكَ الطَّيْشِ والصَّخَبِ
قد أَغرَقَ البحرُ منهم ما نَوَى هَرَبًا
وأَحرق البَرُّ من لم يرضَ بالهَرَبِ
فالنَّسْرُ يتْبَعُ منهم كل مُنْعَفِرٍ
والحوتُ يطلبُ منهم كل مُنْقَلب
والبيضُ تقطِفُهم والنارُ تحصدُهم
والخيلُ تقلِبُهم رأسًا على عَقِبِ

•••

لله دَرُّ السَّنوسِي من أخي ثِقَةٍ
عند الشدائدِ طلَّاعٍ مع النُّوبِ
رأى الهلالَ تكادُ السُّحبُ تَحْجُمُه
فهَبَّ في الخيلِ إعصارًا على السُّحُب
فَشَتَّتَ الغَيْمَ عن وجهِ الهلالِ كما
تَشَتَّتَ النومُ من عيْنَيَّ شَجٍ وَصِبِ
يا أمَّةَ التُّركِ بل يا مَشْرقانِ معًا
مِن ساكنٍ قَلْبُهُ منا ومُضطرِبِ
لا تعجَزُوا عن عدوٍّ لا يُضارِعُنا
في الفضلِ والدِّينِ والأخلاقِ والحَسب
وجاهِدُوهمْ وجِدُّوا في طِلابِهمُ
قد نال آمالَهُ من جَدَّ في الطّلَبِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤