سامحت دهري

أنت ياعِرفانُ لا تعْرِفُ
هَمًّا ضاف صدري
منذ ما شَرَّفتَ داري
زائرًا فازداد قدري
كان ذاكَ اللُّطفُ منكم
لست أنسى منذ شهر
إذ تَجَلَّى حين حَيَّا
عن سَنا شمسٍ وبدر
وتهادَى عن رَطيبٍ
مُثْمِر الأفنانِ نَضْر
عارِضًا من وجْنَتَيْه
طَاقَتَيْ وردٍ وزَهر
يَخْتِمُ الياقوتُ من فيهِ
علي شهدٍ ودُرِّ
ويُديرُ الكأسَ من لَحْظَـ
ـيْه من خمرٍ وسِحْر
وجهُه للرَّوْضِ أهدى
روضَ تفاحٍ وعِطْر
أنا من شوقٍ إلى عينيه
في بأسٍ وخُسر
ومن الوحشةِ بعد الأُنْـ
ـسِ في غَمٍّ وشر
روضتي قد أصبحتْ
من بُعدِه ناري وجمري
ينطفي فيها سِراجي
ليت بدرَ التِّمِّ يدري
يتبارَى تحتها النيلا
ن من دمعٍ ونهر
أنا لا أجحَدُ نُعمى الله
في سِرِّي وجَهري
ولَهُ أشكرُ في الحاليـ
ـنِ من يُسْرٍ وعُسْر
أكثرُ الناسِ احتمالًا
بل يَغيظُ الخَطْبَ صبري
إنَّما شوقي لِعَيْنيه سـ
ـقاني كلَّ مُرِّ
هكذا الأيام يا عرفا
نُ لا تصفو لِحُرِّ
رُبَّ «غالٍ» ليس تغْلو
أدمعي فيه وعمري
ولقد تُصبِح «أغلى»
أنت لو تكتُمُ سري

•••

ليس لي سِرٌّ سوى التقـ
ـوى فلا يَغْرُرْك شعري
أطهرُ الناسِ ولا فخرَ
وفوق المِسْكِ طُهري
ربَّما أدْنَتْ كعَابٌ
ثغرَها عشقًا لِثغري
فتناءَيْتُ وعند الحو
ر يومَ الدينِ أجرى
ولو اني لم أَرُعْها
قام عند الحُسنِ عذري

•••

إنَّما للشِّعرِ عندي
قيمةٌ بالدُّرِّ تُزري
وبديعُ الحسنِ يُوحي
مُعْجِزًا منه لِفكري
فلِهذا أستَحِلُّ اللَّحْظَ
مِنْ شَفْعٍ ووتْر
وعسى من يُنْطِقُ البُلبـ
ـلَ أن يغفرَ وزْري
كلَّما فكَّرتُ في زَوْ
رتكم سامحتُ دهْري

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤