الفلاحون والأزمة وضرائب الأطيان

رَبَّ العَوالِم راحتاكَ مواهبُ
ومَن استَماحَ سِواكَ فهو الخائبُ
أثْرَى بَرِيَّتِكَ الملوكُ وكُلُّهمْ
طُرَّاقُ بابِكَ راغبٌ أو راهب
فأنِلْ فَإِنِّيَ في ثوابكَ طامِعٌ
وأَقِلْ فَإني من عقابِكَ هارِبُ
والْطُفْ بِزُرَّاع الكِنَانةِ إنَّهمْ
لَجاءوا لحِصْنِكَ والشقاءُ يُحارِب
أطيانُنا والرُّخْصُ يَصرَعُ رِيعَها
فَدَحَتْ ضرائبُها فهُنَّ مصائب
بِيعَتْ مواشِينا وقوتُ عيالِنَا
لِجُباتها نَهْبًا وفاز النَّاهب
ومِنَ المُدِيرِ مُحاسِبٌ ومطالبٌ
ومِن الخفيرِ مُشاكسٌ ومُشاغب
أَدْرِكْ بِرحمتِكَ الحقولَ فإنَّه
قد قَلَّ في نَثْر السَّمادِ الراغب
إن أنت لم تَلْطُفْ بنا لِذنوبنا
وجَرَى بِشِقْوتِنا القضاءُ الغالب
فَمن النَّصيرُ لنا وأنت خَذَلْتَنَا
ومَن المجيرُ لنا وأنت الطالب؟
قد جار حالِبُنا على أخْلافِنا
حتَّى امْتَرَى عَلَقَ الكُبودِ الحالِبُ

•••

يا رَبِّ حَولَ ضِفافِ نيلِكَ أُمَّةٌ
عرفَتْ خَطِيئتَها وشعبٌ تائبُ
لَذَّ الرِّبا — وهو الحرامُ — جهالةً
فقضَى عليه دائِنون أجانب
تُمْسِي مصارِفُهم تَلُفُّ رِقابَنا
حَيَّاتُهُنَّ وإنَّهُنَّ عقارب
إنْ طالَتِ اللَّأْواءُ واسْتَشْرَى الأَذَى
فَلْيَنْدِبِ الوطنَ الكرِيمَ النادبُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤