السيف والقلم المحراث

لا السيفُ في مصرَ يُرضيني ولا القلمُ
كِلاهمَا في يمينِ الحُرِّ مُنْثَلِمُ
جَرَّدتُ سيفي وأقلامي وبي أمَلٌ
واليومَ أُغْمِدُها يأسًا وبي أَلَم
يريدُ بي الدهرُ لا تَمَّتْ إرادتُه
ذُلًّا وفقرًا ويأبَى العِزُّ والكَرَم
سأصرِفُ العمرَ حُرًّا لا يُقَيِّدُني
إلا التُّقَى والنُّهَى والمجدُ والشَّمَم
وأطلبُ المالَ لا زَهْوًا ولا سَرَفًا
فإنَّما هو في شرْعِ الحِجَى ذِمَم
وخيرُ ما يَقْتَني المصريُّ مزرعةٌ
يشقَى بها الفأسُ والمحراث والنَّعَم

•••

بالله يا سيفُ هل ضُمَّتْ عليكَ يَدٌ
في الرَّوْعِ مثلُ يدي والهَوْلُ يَحتَدِمُ
وهل سِوايَ فَتًى زانَتْكَ صُحْبَتُه
يغشَى بك الموتَ مختالًا ويقْتَحِم
ألستَ كنت ترى حقَّ الرياسةِ لي
إن راح يَخْفِقُ فوق الفَيْلَقِ العلَم
لكنَّ لِلدهرِ جيشًا من حوادِثِه
إذا رآني وَلَّى وهو مُنْهَزِمُ

•••

ويا يراعةُ إن الصمتَ من ذَهَبٍ
لا يسمعون وفي آذانِهم صَمَمُ
قد يُسجَنُ البلبلُ الغِرِّيدُ في قَفصٍ
وينعَبُ البُومُ في الآفاقِ والرَّخَمُ

•••

لله بَهجَةُ حقلي ما يماثله
في حُسنِه السيفُ مصقولًا عليه دَمُ
ويا سطورًا بمحراثي أُدَبِّجُها
لا يستقِلُّ بها القرطاسُ والقلم
تفَتَّحَ الزهرُ منها عن مباسمِه
فظَلَّ يرتعُ فيها مُقْلَةٌ وفَمُ
هذا هو الخيرُ معسولًا مَوارِدُه
هذَا هوَ العيشُ إلَّا أنَّهُ حُلُمُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤