خطو مقيد

أُوذِيتُ من سَيْفٍ أصاحِبُ مُغْمَدِ
وغَرِقتُ في بحرِ الشقاءِ المُزْبِدِ
ويَئَسْتُ من أمسي الذي ضَيَّعْتُه
وعرفتُ في يَومي الذي يَنْوي غدي
ويُهَوِّنُ الأحداثَ علمي أنني
غادٍ وأنّ الهَمَّ غيرُ مُخَلَّد

•••

رأتِ المطالبُ من شبابيَ عزْمةً
تَجْرِي على عُنُقِ الزمانِ الأصْيَدِ
والغابُ أطرقَ من مهابَةِ وَحدتي
إطراق رأسِ الراهبِ المُتَعبِّد
وترَى المهامِهُ كلَّ ليلٍ صورتي
فتظُنُّ وجهيَ ثانيًا لِلْفَرْقَدِ
وترى النعامَ يَؤُمُّ سيفي مثلَما
أَمَّ الفراشُ لهيبَ جزْلٍ مُوقَد
وتَرى أسودَ الغابِ منِّي هُلَّعًا
هَلَعَ الجآذِرِ في العرِينِ المُؤْسِدِ

•••

فَمتَى يُسالِمُني الزمانُ وصرْفُه
سِلمُ اللئامِ وحربُ كلِّ مُمَجِّدِ
ومتى أَجُرُّ من الرِّماحِ ذوابلًا
لُدْنًا كأعطافِ الرَّشِيق الأمْلَد
ومتى أقُودُ من المَذَاكي ضُمَّرًا
في لونِ خَدِّ الغادةِ المُتَوَرِّد
هل تُنكِرُ الغاراتُ أَنِّي حَمْيُها
والخيلُ أني مِهمَزُ المُتَبَلِّد
وكأنما الطعنُ الدِّرَاك بِلَبَّتي
قُبَلٌ أُرَدِّدُها بصفحةِ أغيد

•••

ولقد بلوتُ هوى الصَّحابِ فلم أجدْ
ودًّا لهم ورأيتُ ما لم أحْمَدِ
والجُودُ يشهدُ والمُروءةُ أنني
أُولِي أخي نفسي وما ملكتْ يدي
لو كنتَ تَعْجُمُ في الشدائِدِ صَعْدَتي
وتهزُّها في وجهِ خَطبٍ يعتدي
لَعجمتَ صلبًا لا يلينُ لِغامزٍ
وهزَزْتَ أنْفذَ من نيوب الأسود
لكنها الأيام تعكِسُ مطلبي
لا يبلغُ الغاياتِ خطوُ مُقَيَّدِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤