هل يرجعون

سَرِّحْ لِحاظَكَ في جمالِ الوادي
وانظُرْ إلى الأهرام كالأطْوادِ
أَبناتِ أُمِّ الدهرِ ما صنعَ البِلَى
بمُلوكِ مصرَ بُناتِكِ الأمجاد
أبْقَيْتِ من أجسادِهم شَجَنًا لَنا
هل يرجعون لهذهِ الأجساد
يا ليتهم بُعِثُوا كما زعموا ولَمْ
يَلِدُوا الذين أَرَى من الأولاد
إنْ يسكنوها بعدهم فدموعُها
نيلٌ ولونُ الأرضِ ثوبُ حِداد
عجبًا هَزُلتُ بمصرِ مُطْعمةِ الورَى
وظمِئْتُ بين تزاحُمِ الوُرَّاد
وشقِيتُ في هذا النعيم بأَهلِه
لِتَخَاذُلٍ ما بينهم وتَعَادي
فأنا الحزينُ وإنْ أقَمتُ بِجنَّةٍ
وأنا الغريبُ وإن سكنتُ بلادي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤