الخلاصة

يتبيَّن للقارئ اللبيب مما ذكرناه عن انتشار الخط العربي أنه لم يكن معروفًا قبل الإسلام إلَّا عند أفرادٍ قليلين جدًّا في الحجاز، وكان غيرَ مضبوط عندهم حتى جاء الإسلام فأحياه ونشره بين المسلمين بعد أن ترقَّى ونَمَا، فتفرَّعتْ منه الفروع، وضُبِط بالنقط والشكل الكامل، وحينئذٍ أخذ ينتشر في غير جزيرة العرب بانتشار الإسلام على هذا الترتيب:
  • أولًا: في البلدان الإسلامية المعروفة بالعالَم العربي الذي يتكلَّم أهلُه باللغة العربية ويُقدَّرون بأكثر من ٦٠ مليونًا من الأنفس.
  • ثانيًا: في البلدان الإسلامية التي لأهلها لغاتٌ حيَّةٌ تُعرَف بلغات العالَم الإسلامي، فإنَّها أخذتْ تُكتَب به دون غيره، وقد قسمنا هذه اللغات إلى أربع مجاميع:
  • المجموعة الأولى: وهي اللغات التركية، وقد ذكرنا منها أكثر من ١٢ لغةً تُكتَب به في بقاع تمتدُّ من تركستان الصينية إلى غربي الآستانة والبحر الأسود.
  • المجموعة الثانية: وهي اللغات الهندية، وذكرنا منها ٨ لغات تُكتَب به، تشتمل على ماليزيا وملقى، ثم تمتدُّ من شرق الهند إلى غرب السند، ومن أعالي جبال حملايا إلى جنوب شبه جزيرة الدكن.
  • المجموعة الثالثة: وهي اللغات الفارسية، وتُكتَب به منها ٤ لغات تشتمل على كل هضبة إيران.
  • ثم المجموعة الرابعة: وهي اللغات الأفريقية، ويُكتَب به منها أكثر من ٧ لغات متفرِّقة في شمالي أفريقيا وغربيها، وتشتمل على شرقيها وأواسطها، فاللغات التي تُكتَب به في هذه الأربع المجاميع تبلغ ٣١ إحدى وثلاثين لغةً، وبإضافة اللغة العربية إليها يُقدَّر عدد المتكلِّمين بهنَّ جميعًا بنحو ٢٤٣ مليون نسمة، وعلى الجملة فإنه انتشر بين سائر الأمم الإسلامية، فصارتْ تُكتَب به لغةُ كلِّ بلدٍ انتشر فيها الإسلام.
انتهى والحمد لله.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤