سفاقس

سفاقس أو سفاقص مدينة في تونس على الشاطئ الشرقي، جنوبي خليج قابس، في مكان بلدة تبرورة القديمة، وأنشئت المدينة على مسطح من الأرض، وكانت خطتها منظمة إلى حد بعيد، وقد نشأ بجوارها ربض أوروبي وهي مستطيلة الشكل، تتقاطع شوارعها تقاطعًا عموديًّا، وبُني في وسطها المسجد الكبير حوالي سنة ٢٧٥ﻫ، وأعيد بناؤه في نهاية القرن العاشر، وأُصلح بعد ذلك مرارًا.

وقد بني أيامَ الأغالبة سورٌ من الطين والآجر، ثم رمم ما تصدع منه بالحجر، ويقول البكري: إنه بني بالحجر والآجر معًا، وكان ينفق على إصلاحه الأمراء والمحسنون. واكتنف هذا السور أبراج مربعة، ويصفه التجاني بأنه حائط مزدوج.

وكانت سفاقس في إبان الفوضى التي أعقبت الغزوة الهلالية حاضرة إمارة صغيرة مستقلة تحت حماية العرب، وقد استولى عليها روجر الصقلي سنة ١١٤٨م، ثم استعادها عبد المؤمن بعد إحدى عشرة سنة، ففقدت بذلك شيئًا كبيرًا من عظمتها الغابرة، وكثيرًا ما كان العرب يُتلفون ما يحيط بالمدينة من مزارع.

وكانت سفاقس قبل الغزو مركزًا اقتصاديًّا له شأنه، وكانت إحدى المناطق الهامة لزراعة الزيتون، وكانت سفن المسلمين والنصارى تحمل منها الزيت وبخاصة إلى إيطاليا، وفي القرن العاشر أسس أهل بيزة فندقًا بها، وكذلك اشتهرت سفاقس بصناعة النسيج، وكان صيد السمك وسيلة هامة من وسائل الرزق لأهلها.

وفي عام ١٨٨١م كانت سفاقس أحد المعاقل القليلة التي قاومت الاحتلال الفرنسي، فسارت إليها قوة لضربها بالمدافع، وأخذت المدينة بعد ذلك تتمتع برخاء جديد، ويسكن المدينة خمسة وسبعون ألف نسمة، ويصدر منها الإسفنج الذي يستخرج من خليج قابس، ويحيط بها نطاقان من الحدائق وأحراج من الزيتون تشغل ثلاثين ميلًا مربعًا، ويزرع الزيتون فيها بوسائل تقدمت إبان القرن التاسع عشر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤