السودان

حده الجنوبي خط العرض الشمالي ٤، حده الشمالي خط العرض الشمالي ٢٢، وحده الشرقي ساحل البحر الأحمر والحبشة، وحده الغربي أفريقية الاستوائية الفرنسية.

وسودان وادي النيل وحدة كوَّنتها مصر في القرن التاسع عشر أو ما بقي من هذه الوحدة بعد أن اقتسمت الحبشة والدول الأوروبية الأراضي الساحلية على البحر الأحمر ومقاطعات خط الاستواء، وقبل الوحدة التي أنشأتها مصر كانت هناك ممالك وإمارات ومناطق قبلية في الشمال وفي الجنوب، في الشرق وفي الغرب، كما كان أيضًا للدولة العثمانية على ساحل البحر الأحمر في مصوع وفي سواكن سيادة على ما عبَّروا عنه باسم ولاية الحبش، وهذه السيادة تمارسها السلطة بواسطة السلطات العثمانية في جدة — أي من الساحل العربي للبحر الأحمر — واهتمت السلطنة بصفةٍ خاصة بأن تحصل على نصيب من إيراد جمارك مصوع وسواكن.

وسودان وادي النيل يجاوره من غربيه سلطنات وإمارات سودانية تمتدُّ في اتجاه سواحل أفريقية الغربية. وهذه السودانات كانت متصلة — ولا تزال كذلك لحدٍّ ما — وعلى هذا فكان الوضع التاريخي لسودان وادي النيل الوصل بين الجزيرة العربية وأفريقية الغربية، ومن هذه السودانات الغربية امتدت طرق عبر الصحراء الكبرى نحو برقة وطرابلس ونحو المغرب بأقسامه (أفريقية أو تونس – المغرب الأوسط أو الجزائر – المغرب الأقصى أو المملكة المغربية). وكان الوضع التاريخي أيضًا لسودان وادي النيل الوصل بين أفريقية الوسطى وحضارة مصر في عصورها التاريخية: الفرعونية والفرعونية مختلطة بالهلينية والعربية الإسلامية. ومساحة سودان الوقت الحاضر ٩٦٧٥٠٠ ميل مربع، وسكانه يزيدون عن ثمانية ملايين.

وبين الشمال والجنوب اختلافات؛ الشماليون عرب مسلمون، والجنوبيون أفريقيون، أفريقيو أو سودانيو اللغات، وثنيو العقائد، قبليو النظام الاجتماعي، وهؤلاء الجنوبيون يقطنون الأقاليم النيلية العليا، ويوجد من نوعهم في إقليم كردفان جماعات النوباويين، وفي بلاد النوبة وفي دارفور وفي مناطق البحر الأحمر لهجات أصلية ولغات غير عربية.

وقد جرت الإدارة البريطانية على قاعدة الفصل بين الشمال والجنوب فصلًا تامًّا.

ومنذ الثورة المصرية دخلت الجماعات السياسية الرئيسية السودانية والسلطات المصرية والبريطانية في مساعٍ هدفها تنظيم مباشرة السودان حقَّ تقرير مصيره، واختار أهلوه الاستقلال والنظام الجمهوري البارلماني والانضمام لجامعة الدول العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤